رواية ابن عمي الفصل الثاني 2 بقلم ناهد خالد
رواية ابن عمي الفصل الثاني 2 بقلم ناهد خالد |
رواية ابن عمي الفصل الثاني 2 بقلم ناهد خالد
_لا ياماما مش هروح..
_لي يابنتي بس ده احنا رايحين نشوف عروسه علي وهيقرأو الفاتحه كمان وعلي اكيد هيزعل لو مروحتيش...
_قوليلهم اني تعبانه ياماما وبالله عليكي سيبيني بقي..
_هو انتي في اي مالك؟
_مفيش مرهقه شويه سيبيني انام وهبقي كويسه.
مكنتش عاوزه غير انهم يسبوني لوحدي.. مكنش في فرصه افضل من كده ليا عشان أنهار.. لعل وعسي اخرج جزء من اللي جوايا...
صوت عياطي مسمع في الشقه كلها وانا عارفه بس منتهزه فرصة اني في البيت لوحدي بعد ماكلهم راحوا مع علي عشان يتقدموا... فسيبت نفسي اعبر عن وجعي بأي شكل كان ومش مهم اي حاجه تانيه... ساعه... اتنين.. محسبتش قد اي بس حسيت وكأني بقالي يوم كامل بعيط... يوم!.. انا تقريباً عيط لسنه قدام!.....حطيت ايدي علي راسي بتعب حاسه بصداع رهيب ووقتها رجعت براسي علي السرير ومحستش بنفسي بعدها...
سامعه صوت دوشه قريبه مني ولا ده حلم ولا اي!! حاولت اقوم بس مش قادره وسامعه صوت ماما بيناديني.. هو اي اللي بيحصل؟
بعدها بشويه أخيراً قدرت افتح عيني وتأوهت بوجع لما حسيت بحاجه بتغرز في ايدي... بصيت جنبي باستغراب لاقيت بنت بتعلقلي محلول!.. و... اي ده هي دي مستشفي!... حسيت وكأني اضربت علي راسي انا اخر حاجه فاكرها اني كنت نايمه في اوضتي! هو اي اللي حصل!.... حاولت اقوم بسرعه فحسيت بدوخه وصوت الممرضه بيقول:
_براحه عشان متتعبيش..
_هو اي اللي حصل؟
رديت عليها بتوهه وانا بتلفت حواليا...
لاقيت بابا وماما داخلين من باب الاوضه واول ما شافوني جريوا عليا...
_حبيبتي عامله اي انتي كويسه؟
_انا كويسه ياماما بس اي اللي حصل؟
_معرفش انا جيت من بره دخلت عشان اشوفك لاقيتك نايمه قولت اصحيكي عشان تتعشي معانا فضلت اصحي فيكي مبترديش عليا فجبناكي وجينا علي المستشفي ع طول حتي علي هو اللي وصلنا..
_علي؟ وانتوا اي اللي خلاكوا تقولوله؟
قلتها بعصييه مقدرتش اسيطر عليها.. فبصولي باستغراب وبابا قال :
_اي يابنتي في اي؟ هو قابلنا علي السلم وانا نازل بيكي فطلب يوصلنا....
_كتر خيره.
قولتها بسخريه مبناتش اوي في كلامي فسكتوا وبدأوا يسألوني اي اللي حصلي...
_هم الدكاتره قالوا اي؟
_قالوا ان ضغطك وطي اوي والواضح انك اتعرضتي لإرهاق كبير... هو في حاجه حصلت معاكي يا بنتي وبعدين شكلك معيطه جامد..
_مفيش ياماما دي واحدة صحبتي من زمان عرفت انها ماتت...
كدبه بيضا متضرش! المهم اخلص من زن الموضوع ده.... ومعرفش ان كان قصدي علي صحبتي ولا قصدي عليا!...
اتفتح الباب ولاقيت مرات عمي وعمي جايين.. فضلنا نتكلم شويه بعدين لاقيت مرات عمي بتقول:
_بس ياريتك جيتي معانا يا ساره اليوم كان جميل اوي وعروسة علي قمرر.
_اه يامرات عمي مانا عارفه اصلها صاحبتي...
طبعا هم لو يعرفوا انا هنا دلوقتي لي مكنوش قالوا الكلام ده مانا مش ناقصه حرقة دم!.. بس نقول اي مهما تهرب من الحاجه هتلاقيها برضو بتجري وراك..
فضلوا يتكلموا ويحكوا عن الي حصل هناك وكأني طلبت منهم ده لاسمح الله! ناس غرييه اوي!.. قررت اهرب من حصار كلامهم فحطيت ايدي علي رأسي وعملتي نفسي بتوجع....
_مالك ياساره انتي حاسه بحاجه؟
_اه ياماما حاسه راسي تقيله وعاوزه انام..
_طيب ياحبيبتى ريحي شويه علي المحلول ما يخلص وهنسبقكوا انا وعمك علي البيت بقي...
_ماشي يامرات عمي تسلمي تعبينك معانا...
_بطلي هبل انتي عندي زي علي بالضبط...
أخيراً مشيوا... غمضت عيني فعلاً وانا حاسه بوجع في راسي وخملان في جسمي وكأن اليوم بكل تفاصيله كان اتقل عليا من اني اتحمله... هو فعلاً كان كده..
بعد شويه حسيت بالباب بيخبط بس مهتمش.. بس جسمي اتصنم لما سمعت صوت علي بيقول :
_السلام عليكم.
_وعليكم السلام اتفضل يابني...
يتفضل فين يابابا يتفضل فين يالهوي علي القر'ف اللي انا فيه... فضلت مغمضه عيني وانا بحاول مهتمش له أصلا..إن شاء الله هيخلي عنده دم ويمشي علي طول عشان ميرهقني....
_نهي صممت تيجي تطمن علي ساره.
يالهوي ده انا ملحقتش اكمل الجمله تقولي نهي كمان!.. طب اعمل اي اقوم اصرخ فيه واقوله انه السبب في اللي انا فيه عشان يبعد عني هو ونهي بتاعته دي!....
_مكنش في داعي تتعبي نفسك يابنتي..
_لا ياعمي دي ساره غاليه عليا اوووي.
كان نبرتها كلها خبث بس للأسف محدش فهمها وفكره انها فعلا ملاك بجناحات!..
اضطرت تفتح عنيها لما قرب منها والدها وصحاها... فتحت عنيها بكسل وهي بتحاول متفتحش اصلا بس هتعمل اي! مضطره زي ما هي مضطره لكل حاجه...اعتدلت في قعدتها بكسل مماثل وقالت :
-أهلا يانهي ازيك.
تجاهلت تماماً وجوده متعمده مش رغبه منها انه يحس بده أبدا بس بجد مش قادره تتكلم بحرف واحد يكون موجه له..
_ازيك ياساره الف سلامه عليكي ياحبيبتي..
_الله يسلمك.
_طيب يا ساره انا هنزل يابنتي اشوف الدكتور فين كان بيقول هيكتبلك علي فيتامينات وحبوب للضغط عند اللزوم.
_استني ياعمي خدني معاك.
قالها علي لما حس ان وجوده غير مقبول من ناحية ساره فحب يرفع الحرج عن نفسه..
خرجوا ومامتها قالت :
_طيب يابنات هستأذنكوا بس هدخل الحمام وارجعلكوا.
_طبعا ياطنط اتفضلي متقلقيش علي ساره دي في عنيا.
بعد ما مشيت قربت نهي من ساره وقعدت جنبها..
_اي ياساره اللي حصلك ده؟
_عادي ضغطي وطي..
_وياتري من اي؟
_في اي يا نهي هو تحقيق..
قالتها ساره بضيق وهي بتبصلها بحده.
ابتستمت بلؤم وقالت :
_اصلي عارفه السبب..
_والله وهو اي بقي؟
قالتها ساره بسخريه وهي متأكده مليون في الميه ان أي كان السبب اللي هتقوله نهي فهو بعيد عن السبب الحقيقي...
_ان النهارده علي كان جاي يتقدم لي ومش سهل أبدا إن الواحده تشوف حبيبها رايح تقدم لوحده تانيه لا وصحبتها كمان.
وكأن حد رمي قنبلة جنبها فتصمرت في مكانها لا عارفه ترجع ولا تتقدم ولا تعمل اي حاجه فضلت بصالها بسكوت وهي شايفه ابتسامه سخيفه مرتسمه علي وشها فنطقت بصعوبه وصوت مهزوز :
_أنتي بتقولي اي؟ اي الهبل ده؟
_لا يا ساره انتي عارفه انه مش هبل... انتي بتحبي علي وعلي كمان عارف وهو اللي قلي.. وتتخيلي مين اللي قله... "نور" صحبتك...
لما الصدمات كلها تيجي مره واحده.. بتحس ان عقلك وقف تماما ً ولسانك اتعقد.. وتفكيرك كله بيلف في دايره مققوله والدايره اصلا صغيره اوي لدرجه تخنق!... وبتبقي ردود الافعال بين السكوت المخيف.. او الانهيار العنيف....
تعليقات
إرسال تعليق