رواية لو كنت أعرف الفصل التاسع 9 بقلم ميمي عوالي |
رواية لو كنت أعرف الفصل التاسع 9 بقلم ميمي عوالي
كانوا كلهم قاعدين عند مصطفى وفاطمة ، بيتكلموا عن الفيلا وبيحكوا عليها لفاطمة ، و اد ايه جميلة و مريحة للنفس
يوسف وهو موجه كلامة لايمان الكبيرة : عاوزين نقضى يوم هناك قبل ما اسافر ، عشان تقدروا تقرروا ايه اللى ممكن يتعدل فيها
ايمان الكبيرة : بصراحة يا يوسف ، الله اكبر .. الفيلا مافيهاش عيب
يوسف : انتى اتفرجتى عليها مجمل ، لكن عاوزك فى اليوم اللى هنقضيه هناك ده ، تتخيلى نفسك صاحبة البيت ده ، وتفكرى كنتى هتبقى مرتاحة اكتر لو عملنا ايه ، ضمينا حاجة ، وسعنا حاجة ، صغرنا حاجة ، كده يعنى بحيث ان الفرش نختاره بعد التعديلات …فهمتينى
ايمان الكبيرة : طب ما دى شغلانة مهندس الديكور
يوسف بامتعاض : وهو مهندس الديكور اللى هيعيش فيها واللا احنا ، اش عرفه هو احنا عاوزين ايه ومش عاوزين ايه
مهندس الديكور احنا اللى هنبلغه بالتعديلات وهو هينفذ تحت اشرافنا برضة
فاطمة : يوسف عنده حق يا ايمان
ايمان الصغيرة : انا كل اللى يهمنى ، ان اوضتى تبقى كبيرة وفيها سريرين عشان انا وأمنية نبات مع بعض
يوسف بابتسامة : وليه مايبقاش اوضة ليكى واوضة لامنية
امنية بمرح : اوضة ليا عشان ليلة ممكن اباتها او ما اباتهاش ، لا ياعمو ، وبعدين احنا هنبات سوا عشان نرغى مش عشان ننام
مصطفى بحب : ربنا يبعد عنكم العين والشيطان يارب
فاطمة : بس هو فى هناك عفش يتقعد عليه لو روحنا فعلا اليوم ده
يوسف : فى حاجات بسيطة تقضى الغرض ، ها ايه رايكم فى يوم الخميس
ايمان الكبيرة بسرعة : لا .. بلاش الخميس ، ده اليوم اللى امنية بتشوف باباها فيه
امنية : طب وايه يعنى يا ماما ، ما انا ممكن اعتذرله الاسبوع ده
ايمان الكبيرة بتصميم : حبيبتى ده اليوم اللى بابا بيشوفك فيه ، ماينفعش تحرميه منك عشان حاجة ممكن تتصرفى فيها ، واللا ايه … وكمان مش عاوزة مشاكل ، وترجع جدتك تمسك علينا حاجة تضايقنا بيها
امنية سكتت وما اعترضتش على كلام مامتها رغم ان كان باين على وشها عدم الاقتناع
يوسف : خلاص يبقى يوم الجمعة عشان خاطر مونى ، و تبقى الاروبة دى خرجت الخميس مع باباها والجمعة معانا
امنية ابتسمت بشقاوة وقالت : تصدقوا برضة اقتراح مش بطال
ايمان الصغيرة بامتعاض : يا سلام بقى ، طب واشمعنى انا
ايمان الكبيرة : تعالى معايا اخرجك انا
ايمان الصغيرة : هتودينى فين
ايمان الكبيرة بضحك : هنقضى اليوم مع عمو مصطفى و تيتا فاطمة
ايمان الصغيرة : طب وايه الجديد ، ما احنا على طول سوا ، هنروح فين يعنى
يوسف : تعالوا نتغدى فى النادى يومها … ايه رأيكم
مصطفى : مافيش مشكلة .. زى ما انتم عاوزين
يوسف لايمان الكبيرة : خلاص ، يبقى يومها تطلعى من الشغل على النادى ، واللا اجى اخدك
ايمان الكبيرة بتريقة : ليه ان شاء الله ، رايح تجيب بنت اختك
يوسف بضحك : اتفلقى ، الحق عليا ، كنت هريحك من السواقة يوم
…………………
يوم الخميس ، سليم عدى على امنية فى البيت وكلمها وقاللها انه مستنيها فى العربية ، نزلت ركبت معاه وسلمت عليه
سليم : ازيك يا مونى وحشتينى
امنية : ميرسى يا بابا
سليم ابتدى يسوق وقال لامنية بعتاب : ميرسى يا بابا … اقوللك وحشتينى ، تقوليلى ميرسى ، مافيش انت كمان وحشتنى ، ايه للدرجة دى مابوحشكيش
امنية باسف : لا ازاى ، وحشتنى طبعا ، حقك عليا .. انا اسفة
سليم بابتسامة : احكيلى اخبارك ايه الاسبوع ده ، و بتعملى ايه فى الاجازة
امنية : الحقيقة الاجازة دى بالذات انا مبسوطة فيها جدا ، اتعرفت على صاحبة ليا جميلة اوى ، ومابنفارقش بعض من ساعتها ، وقايمين نايمين سوا
سليم باستغراب : ازاى يعنى ، بتباتوا سوا
امنية بتوضيح : ااه ، قاعدة معانا فى البيت
سليم بفضول : وازاى اهلها موافقين ، و تبقى مين بقى صاحبتك دى
امنية حكت له على يوسف وبنته ايمان وعلى انهم بقوا يخرجوا كتير مع بعض ، وحكت له كمان على الفيلا وعلى طلب يوسف من امها انها تشوف ايه اللى ممكن يتغير فيها ، وانهم اتفقوا يقضوا اليوم كله عنده فى الفيلا بكرة ، سليم بقت جواه نار قايده والموضوع كان مخليه حاسس بغيرة رهيبة ولما عرف من امنية انهم هيبقوا متجمعين سوا فى النادى ، قرر انه ياخد امنية يغديها فى اى مكان وبعدين يروح على هناك ، كان عنده فضول رهيب انه يشوف يوسف ده شكله ايه وافتكر ان ايمان حكيتله عليه مره انهم كانوا اصحاب قوى ، وافتكر اد ايه كانت بتتكلم وواضح على ملامحها الحزن انه بعيد عنهم
قبل ما امنية تنزل لباباها ، كان يوسف عدى عليهم وخد ايمان الصغيرة وراحوا على النادى ، وحجز لهم غدا وقعد هو وبنته ينتظر وصول الباقى
ايمان الكبيرة خلصت شغلها وراحت على النادى على طول ، اول ما وصلت قابلت مصطفى وفاطمة على بوابة النادى ، دخلوا مع بعض لحد ماوصلوا ليوسف وايمان الصغيرة
جت قعدة ايمان الكبيرة جنب يوسف اللى كان حاطط كيس بلاستيك متوسط الحجم على الترابيزة من غير مايفتحه ، ولما ابتدى الغدا يوصللهم ، يوسف شال الكيس علقه على الكرسى جنبه
اكلوا وشربوا المشروبات بتاعتهم وقعدوا يتكلموا كتير ، لحد ما سليم وصل النادى مع امنية اللى قاللها اول ماشافهم من على بعد : انا وصلتك لحد مامتك اهو عشان تنبسطى معاهم باقى اليوم ، وانا عندى مشوار لو كنت اخدتك معايا كنتى هتضايقى
امنية : ماشى يا بابا ماتعطلش روحك ، اتفضل حضرتك
سليم : ماشى ياحبيبتى ، اشوفك الاسبوع اللى جاى
امنية : ان شاء الله
اول ما امنية التفتت بعيد عن سليم ، سليم دور بسرعة على مكان يقدر يتابعهم منه من غير ماحد فيهم يشوفه وقعد فيه
وامنية راحت تجرى عليهم وقالت بصوت عالى بتنط منه الفرحة : انا جييييت
كلهم استغربوا لما شافوها بس ايمان الصغيرة قامت حضنتها وهى بتتنطط معاها من الفرحة
ايمان الكبيرة بدهشة : انتى وصلتى هنا ازاى يا امنية
امنية : بابا وصلنى وبعد كده مشى عشان عنده مشوار
ايمان الكبيرة بتفهم : طب كويس اقعدى وقوليلى ، اتغديتى
امنية : ااه الحمدلله
يوسف بخبث : طب تتسلى بقى
امنية : اتسلى ازاى يعنى
يوسف مد ايده خد الكيس اللى معلقه جنبه وفتحه وخرج منه كيس معين وحط باقى الاكياس على الترابيزة
امنية : الله … لب و فزدق ، ميرسى ياعمو ، هو ده الكلام
يوسف : طالما انبسطتى كده ، يبقى بكرة ان شاء الله هجيبلكم تانى
ايمان الصغيرة بخبث وهى بتمد ايدها وبتحاول تاخد الكيس اللى فى ايده : واشمعنى بقى الكيس ده اللى انت اخدته .. فيه ايه
يوسف بضحك : خليكوا فى اللى قدامكم ، وبلاش طفاسة
ايمان الكبيرة بضحك : ماهو اصل فعلا اللى عملته ده يا عزيزى يثير التساؤل والفضول ، و ده يخلينا نفترض انك استحوذت على حاجة قيمة جدا ومش عاوزنا نتشارك فيها ، وبعدين شاورت على الكيس اللى فى ايده بفضول وابتسامة طفولية جميلة وقالت … فيه ايه بقى الكيس ده
يوسف ضحك جامد وقاللها : بقى انا كنت مخبيه عشانك ومش عاوز حد يشاركك فيه تقومى انتى اللى تستدعيلى منظمة حقوق الانسان وتحققى معايا كمان
ايمان وهى قافلة عيونها نص قافلة اكنها بتحاول تفتكر حاجة مهمة وبعدين بحركة مفاجئة خطفت الكيس من يوسف وهى بتقول بفرحة : يبقى لب خشب ، ياحبيبى يا يوسف ، تصدق انى بقالى سنين ما اكلتوش
سليم لما كان بيراقبهم من بعيد كانت الغيرة قتلاه وهو شايف يوسف وملامحه مليانة سعادة ، وايمان وهى بتضحك وبتهزر بالشكل ده ، حاول يفتكر امتى رسم على وشها السعادة دى ماقدرش ، امتى جابلها حاجة ليها هى على اسمها ، بس للاسف افتكر انه ماكانش بيجيب لها حاجة ليها هى على اسمها غير قمصان النوم وبس ، وعند النقطة دى رفع راسه بص عليهم وهم بيضحكوا وبيهزروا وبص على يوسف ، اد ايه وسيم ورياضى ،وواضح على مظهره انه مستريح ماديا ، اد ايه واضح انه منسجم معاهم ومنسجمين معاه ، وكان كل مايشوف امنية بتهزر معاه وبتضحك كان بيحس بوجع جواه
سليم فضل متابعهم لحد ماقرروا انهم يمشوا ، اتدارى كويس لحد ماشافهم بيركبوا عربياتهم ولاحظ ان امنية وقفت شوية عند العربية بتاعته وقعدت تلف حواليها ، وشكلها كانت بتتأكد انها عربية ابوها ، وكانت بتقول حاجة لايمان الكبيرة ، اللى ملامحها اتجمدت للحظة وبعدين شاورت للبنات انهم يركبوا ولقى ايمان الصغيرة اتعلقت فى رقبة يوسف باسته وحضنته وهزرت معاه بطريقة اتمنى ان علاقته بامنية تبقى كده ، لكن هو عارف ان علاقته بامنية اتشرخت بعد انفصاله عن امها
ايمان اخدت البنات ومشيت ، ويوسف ساعد خاله ومراة خاله انهم يركبوا عربيتهم هم كمان واستناهم لما مشيوا ، وبعدين راح ركب عربية فور باى فور فخمة جدا ، خلت سليم حس بقلق وخوف ماقدرش يفسر سببهم ، وراح على عربيته ركبها ومشى ، وما كانش يعرف ان يوسف ركن عربيته بعيد شوية وفضل مستنى عشان يشوف العربية اللى امنية قالت عليها انها عربية باباها وانها راكنة فى نفس مكانها اللى باباها ركنها فيها لما وصلها … هتطلع فعلا بتاعة سليم واللا لا
ولما شاف سليم اللى عرف شكله من صورة وريتهاله امنية على تليفونها ..عرف ان سليم طول الوقت من ساعة ما امنية وصلت عندهم كان بيراقبهم يوسف ابتسم بسخرية مخلوطة بالغضب ، و دور عربيته ومشى
……………….
تانى يوم الصبح يوسف اتصل على ايمان الكبيرة وقاللها انه هيعدى عليهم ياخدهم بعربيته وبلاش هى تسوق وهى وافقت
وصل عندهم الساعة عشرة الصبح اخدهم وراحوا على الفيلا بعد شوية مصطفى وفاطمة وصلوا
عرفوا ان يوسف حط فى الفيلا وفى الجنينة كراسى بامبو جميلة ولقوه جاب بواب كان اسمه سليمان وكان معاه مراته هنية وبنتين صغيرين كانوا بيساعدوهم فى كل حاجة يحتاجوها
بعد ما قعدوا فى الجنينة شوية لقوا يوسف جايب لايمان الصغيرة وامنية مايوهات شرعى شيك جدا وقاللهم انطلقوا بقى
البنات طلعوا فوق بسرعة غيروا هدومهم ونزلوا على البيسين فضلوا فيه معظم اليوم
يوسف قال لايمان الكبيرة : تعالى بقى نطلع نتفرج ونقسم بالراحة كده لحد ما الغدا يوصل
وفعلا ايمان ابتدت تقترح عليه حاجات معينة وهو كان ماسك فى ايده بلوك نوت وقلم و بيكتب وراها كل كلمة بتقولها فورا من غير حتى نقاش
اقترحت عليه يعمل برجولة فى الجنينة ، واقترحت كمان يعمل روف ويتحط فيه زرع وقاعدة مريحة ، واقترحت ان الصالة اللى بين الاوض اللى فوق تبقى ليفنج والريسبشن اللى تحت يسيبه للضيوف عشان يفضل على طول متروق وشيك ، واقترحت كمان ان اوض النوم اللى فيها شباك بس من غير بلكونة يتعمل فى قاعدة شباكها استاند عريض ممكن يتقعد عليه لو حد حب يتفرج على المنظر وهو قاعد ومسترخى ، وكمان بما ان الاوض كبيرة كده يقدر يستقطع من كل اوضة جزء ويتعمل فيه دريسنج رووم ، واختارتله اوضة معينة فى الدور الارضى يعملها مكتب واقترحت عليه ان شباكها يتعمل الوميتال بعرض الحيطة كلها ، عشان وقت مايحب يبقى كاشف المكان برة
يوسف فضل يكتب كل كلمة قالتها لحد ماقالت : ما اعتقدش ان ممكن حاجة تانية تتعمل ، شوف انت بقى ايه اللى ممكن يناسبك من كل ده واعمله
يوسف ابتسم وهز راسه بالموافقة وقفل البلوك نوت وشاله فى جيبه وقال لها تعالى بقى نشوف الاكل وصل واللا لسه
خرجولهم برة قعدوا معاهم ولما الاكل وصل اتغدوا وقضوا يوم جميل جدا لحد المغرب ، ولما قرروا يمشوا يوسف وصلهم تانى لحد البيت وسابهم على باب العمارة ومشى وهم طلعوا
اول ما دخلوا الشقة ، ولسه كل واحدة هتروح ناحية اوضتها عشان تغير هدومها سمعوا جرس الباب ، ايمان الكبيرة فكرت ان يوسف افتكر انه عاوز يقوللهم حاجة ، لكن لما فتحت الباب اتفاجئت بمحمود قدامها
ايمان بترحيب شديد : عمو محمود … وحشتنى جدا اتفضل ، وسلمت عليه وباسته وامنية جت تجرى وهى بترحب بجدها ، فمحمود قاللهم بعتاب : لو انا على بالكم كنتم سألتوا عنى ، لكن انا لو مسألتش تحمدوا ربنا وتقولوا احسن انه ماسمعناش صوته
ايمان الكبيرة باعتذار : ياخبر ياعمو ، ايه الكلام ده ده حضرتك الخير والبركة ، معلش حقك عليا ، احنا بس انشغلنا الفترة اللى فاتت دى شوية
محمود لمح ايمان الصغيرة وهى واقفة بتبصله بفضول فقال بابتسامة : ومين القمر دى
امنية بمرح : دى ايمان صاحبتى يا جدو بنت عمو يوسف قريب ماما
ايمان الصغيرة قربت على محمود سلمت عليه بأدب وهو رحب بيها وبعدين قال لامنية : انا عارف انكم لسه راجعين من برة وعاوزين تغيروا هدومكم وتستريحوا ، روحوا غيروا ياللا وانا مستنيكم
امنية اخدت ايمان الصغيرة و دخلت اوضتها وسابوا محمود مع ايمان الكبيرة
ايمان : عامل ايه ياعمو ، وصحتك عاملة ايه طمننى عليك
محمود بعتاب : انتى نسيتينى خالص يا ايمان ، والظاهر انك شيلتينى من حساباتك
ايمان بدفاع : انا يا عمو ، ازاى حضرتك تقول كده ، حضرتك عارف كويس مكانتك عندى شكلها ايه
محمود : لو كان كلامك ده صحيح ماكنتيش نسيتى ان معادى النهاردة عشان اشوف امنية وماكنتيش خرجتى فى اليوم بتاعى من غير حتى ماتفكرى تدينى تليفون
انا بقالى اربع ساعات قاعد فى العربية عمال اضرب اخماس فى اسداس لولا مجدى البواب طمننى وقاللى انكم خرجتم تتفسحوا مع قريبكم اللى بنته قاعدة عندكم
ايمان قامت قعدت جنب محمود وحضنته وباست راسه ومدت ايدها اخدت ايده وباستها وهى بتقول : عندك حق تزعل منى ومهما اعتذرلك اعتذارى غير مقبول والعقاب اللى عاوز تعاقبهولى انا مستعدة ليه ، لانى فعلا ماكانش ينفع ابدا انى انسى حاجة زى دى ، ده يوم زيارتك ده اللى كنت بستناه من الاسبوع للاسبوع ، حقك على راسى والله انا غلطانة
ايمان قعدت تعتذر كتير جدا وهى حاسة فعلا بتأنيب كبير ، و محمود فضل يسمعها وهى بتعتذر من غير ما يتكلم ولا كلمة ، لحد مابصتله وعيونها مدمعة وقالت له برجاء : هتسامحنى
محمود بابتسامة : ما انتى عارفة انى حتى لو كان ، لكن مش هعرف افضل زعلان منك انتى بالذات
ايمان رمت نفسها فى حضنه وبعدين قالت له هعملك بقى احلى عشا ونتعشى مع بعض
محمود : لا عشا ايه ، انا خلاص اتطمنت عليكم وهمشى على طول
ايمان : تبقى ماسمحتنيش ، لو سمحتنى بصحيح هتقعد نتعشا سوا وتحكيلى اخبار المكتبة معاك ايه
محمود بقلة حيلة : ماشى ، بس عشا خفيف علشان ما اتعبش وانا نايم
وفضل محمود اتعشا معاهم وايمان حكتله على يوسف وبنته بس من غير تفاصيل كتير وعرفت منه ان سامية وجمال بيزوروه كل خميس ويقعدوا معاه شوية ويمشوا وساعات يباتوا فى شقتهم ليلة او اتنين ، وكمان انه تقريبا مابيشوفش سليم الا كل حين ومبن بس هى ماعلقتش
محمود وهم بيتكلموا قاللها : كنت عاوز اخد رأيك فى حاجة كده يا ايمان
ايمان بابتسامة : ده انا ليا الشرف طبعا ، اتفضل
محمود : كنت عاوز اعرف يعنى ، هو انا لو يعنى …. يعنى فكرت انى اتجوز … تبقى وحشة فى حقى
ايمان سكتت شوية وقالت له : تعبت من الوحدة
محمود اتنهد وقال : كنت عارف انك هتفهمينى يابنتى
ايمان : حقك ، ومش عيب ولا حرام
محمود : انا مش صغير يابنتى انا بقى عندى اتنين وستين سنة ، محتاج ونس ، نفسك يبقى معايا يشاركنى يومى ، زهقت من قعدتى لوحدى
ايمان بحذر : طب ليه ماتحاولش ترجع لطنط عزيزة
محمود بصوت عالى : اعوذ بالله من غضب الله ، بقى انا اقوللك عاوز ونس تقومى تقوليلى عزيزة
ايمان بمرح : ماهو برضة اللى تعرفه احسن من اللى ماتعرفوش
محمود : لا ياختى تغور هى ومعرفتها وماتخلينيش اشيل ذنوب اكتر من كده الله يباركلك
ايمان بخبث : طب يعنى تحب ادور لك على عروسة
محمود بتردد : لأ لأ ، انا بس باخد رأيك فى المبدأ ، انما وقت الجد انا مش هغلب يعنى انى الاقى واحدة تناسبنى واناسبها
ايمان قامت قعدت جنبه وقالتله بمرح : تبقى نقيت واختارت كمان ياعمو ، قر واعترف مين هى ربة الصون والعفاف
محمود ضحك جدا وقال لها : ااه منك انتى ، الواحد مابيعرفش يخبى عنك حاجة ابدا
ايمان : طب احكيلى ياللا بسرعة مين هى
محمود بابتسامة : ست محترمة اوى يا ايمان ، كانت بتيجى دايما تشترى من عندى من المكتبة نوع معين من لوح تعليم الولاد الصغيرين ، لدرجة انى كنت مستغرب هى بتعمل بالكمية دى كلها ايه ، لحد ما فى مرة ماقدرتش اغلب فضولى فسألتها ، وعرفت منها انها بتعلم الولاد الصغيرين اللى بيعانوا من مشاكل فى السمع او النطق وبتعلمهم بلغة الاشارة وبتاخد اللوح دى عشان تستخدمها كأدوات مساعدة ليها
وشوية بشوية الود زاد مابينا ولقيت نفسى بجيبلها لوح مخصوص عشانها ، وعرفت بعد كده انها ماسبقلهاش الجواز
ايمان بتوجس : وعندها كام سنة
محمود بخفوت : خمسة واربعين سنة
ايمان بتنهيدة : انت فاتحتها فى الجواز
محمود : ووافقت
ايمان بابتسامة : طب وحضرتك بعد مافاتحتها وهى وافقت جاى تسأل دلوقتى ان كان يصح واللا مايصحس
محمود بص لايمان وقاللها : خايف عيالى يقاطعونى يا ايمان ، ويبهدلوها بعد موتى
ايمان : ربنا يديك الصحة و طولة العمر ، ماتقولش كده
محمود : مانتى عارفة انى دايما ببص لقدام
ايمان : طب انت قلقان من رد فعل مين فيهم .. سامية واللا سليم
محمود بتنهيدة : والله يابنتى قلقان من الاتنين ، بس خايف على زعل سامية ، مانتى عارفة اد ايه كانت متعلقة بامها ، صحيح العلاقة بينهم مابقيتش اد كده ، لكن برضة اكيد هتزعل
ايمان : طب ايه رأى حضرتك لو تقول لاستاذ جمال وهو يفاتحها بالراحة ، ونشوف رد فعلها هيبقى ايه
محمود : الحقيقة الفكرة جت على بالى بس قلت اخد رأيك يمكن اكون غلطان
ايمان بابتسامة : لا ياعمو ، مش غلطان ، جرب وان شاء الله ربنا ييسرلك كل خير
…………………
يوم السبت ايمان فضلت فى البيت هى والبنات ماراحوش فى حتة ، بس لقت يوسف بيكلمها فى التليفون الساعة خمسة وقاللها انه تحت العمارة وان فى شنطة هيبعتهالها مع البواب ، تاخدها منه وبعدين هيفهما تعمل ايه
ايمان فتحت الباب اخدت الشنطة وقالت له انها اخدتها فقال لها : بصى ، الشنطة دى فيها تلاتة مليون جنية
ايمان بخضة : ايه ، بتوع ايه دول
يوسف ضحك جامد وقالها : دى بقية فلوس الفيلا وانا طالع دلوقتى على المطار
ايمان باستغراب : ليه ، انت مش قلت انك هتسافر كمان يومين
يوسف : معلش كلمونى الصبح وقالولى انهم خلصولى كل حاجة ولقيت حجز النهاردة فقلت اخلص
ايمان : طب انت عاوزنى اعمل ايه بالفلوس دى
يوسف : افتحى الشنطة ، الكود السرى ١٢١١
ايمان عملت زى ماقاللها وقالت له : خلاص فتحتها
يوسف : الظرف اللى على الوش ده فيه ورق تسجيل الفيلا ، خليه معاكى على ما ارجع ان شاء الله
ايمان : ان شاء الله بالسلامة
يوسف : الله يسلمك ، الفلوس بقى ، صاحب الفيلا هيعدى عليكى بكرة ان شاء الله فى البنك الساعة اتناشر ياخدها منك
ايمان : حاضر يا يوسف ، بس مش خايف لاطمع فى الفلوس واخودها واهرب
يوسف : ياستى فداكى عمرى كله
ايمان لاحظت ان يوسف زى مايكون فى حاجة قلقاه فقالت له بتوجس : مالك يايوسف .. صوتك مش مريحنى ، فى ايه
يوسف : سلامتك ، بس عندك كمان فى الشنطة ظرف صغير فيه فلاشة
ايمان مدت ابدها مسكت الظرف وخرجت منه الفلاشة وقالت : ااه لقيتها
يوسف : عاوزك تتفرجى عليها لوحدك
ايمان بريبة : اشمعنى
يوسف : الفلاشة دى عليها سر عمرى كله وآن الاوان انك تعرفيه ، بس مش عاوز حد غيرك يعرفه دلوقتى ، وعشان كده عاوزك تشوفبها وتسمعيها لوحدك ولما ارجع ان شاء الله هيبقى لينا كلام كتير عنها .. ممكن يا ايمان
ايمان بتردد : حاضر يا يوسف ، بس انت كويس
يوسف : حاليا .. لا ، لكن يمكن لما ارجع ان شاء الله ابقى كويس
ايمان : انا مش فاهمة حاجة
يوسف : لما تفتحى الفلاشة هتفهمى … لا اله الا الله
ايمان : محمد رسول الله
ايمان اخدت الشنطة دخلتها اوضتها ، وشالت الظرف اللى فيه اوراق الفيلا من غير حتى ماتفتحها ، وراحت لامنية طلبت منها اللاب بتاعها
اخدت اللاب ورجعت على اوضتها بعد ما قالت للبنات ان عندها حاجات مهمة عاوزة تعملها ، ومش عاوزة ازعاج
دخلت اوضتها شغلت اللاب و وصلت الفلاشة ، واول ما الفلاشة اشتغلت اتفاجئت انه فيديو ليوسف وهو فى الفيلا اللى اشتراها
و اول ما يوسف اتكلم قال : انا عارف يا ايمان انك هتستغربى انى بتكلم معاكى بفيديو على فلاشة ، وماقلتلكيش اللى انا عاوزه وجها لوجه
لكن رغم الشغل والغربة والفلوس والسنين اللى عدت من عمرى دى كلها الا انى باجى قدامك انتى بالذات ولسانى بيتربط ، نفس اللى حصللى من سنين بسبب جبنى وخوفى ده ، لكن برضة ماجاتليش الجراءة ابدا انى ابص فى عيونك واقوللك على اللى فى قلبى من سنين .. سبب غربتى من البداية وسفرى زمان ، لما قلت انى عاوز اكون نفسى ، كنت وقتها عاوز اكون نفسى عشان الانسانة الوحيدة اللى حبيتها فى حياتى كلها وماقدرتش احب غيرها ولا بعدها رغم البعد والسنين ، ورغم اللى حصل معاها وحصل معايا ، لكن مابطلتش احبها ولا بطلت احلم بيها كل ليلة …. الانسانة دى تبقى انتى يا ايمان
تعليقات
إرسال تعليق