رواية مدينة الفوضى الفصل التاسع 9 بقلم أحمد سمير حسن |
رواية مدينة الفوضى الفصل التاسع 9 بقلم أحمد سمير حسن
في مدينة الفوضى لم يَكُن الوضع أقل سوءًا
فقد تم تقيد توم ويوجيني أمام العامة
ليعدموا رميًا بالرصاص
جيمس أمامهم وفي يده سلاحه
وقال باستهزاء إليهم:
- ألديكم أي شيء لقوله قبل الموت؟
قال توم باستهزاء مُشابه:
- يقول سون تزو في كتابه فن الحرب "لا بد لمن يخوض حربًا أن يحسب تكلفتَها أولًا" وأنا اعرف يقينًا أنك لم تفعل ذلك، ستقتلنا اليوم، وغدًا ستُقتل لأنك غبي
ابتسم جيمس وهو يقول له:
- شكرًا على النصيحة
قالها وهو يُوجه المُسدس نحوه ...
ثم ..
خرجت الرصاصة من المُسدس لتُعلن إنتهاء كُل شيء.
ولكن لم تخرج الرصاصة من سلاح جيمس
ولكنها خرجت من سلاح (هارفي) مُساعد توم عِندما كان حاكمًا للحي الثالث
استقرت الرصاصة
في صدر جيمس
ليسقط مقتولًا وعِندما أستدرك حُراس جيمس ومساعديه (الأمريكان) الأمر
كان هارفي وجنوده من سُكان مدينة الفوضى
قد حاوطوهم
وأجبروهم على الاستسلام
نظرت يوجيني إلى توم وقالت:
- هل خططت لهذا؟
= لا، ولكنني كُنت اعلم أنهم لن يتركونا نموت أمام أعينهم.
***
في منزل آنخل قالت والدته:
- آنخل، ماذا يحدث، لماذا نختبأ هكذا؟
فسمعها الضابط وتوجه إليهم وهو يوجه السلاح إلى جسد آنخل
الذي نظر إلى الضابط وظل يترجاه بأن لا يفعل هذا أمام والدته
ولكن الضابط لم يهتم أبدًا بكلام آنخل
استعد لإطلاق النار
ووضع يده على الزناد ..
وقبل أن يطلق رصاصته الأولى
أنقض آنخل على الضابط
ليحاول آخذ سلاحه
ولكنه دفعه بعيدًا ووجه سلامحه مره أخرى إلى جسد آنخل
وقبل أن يطلق هذه المره
ضربته والدة آنخل بالسكين في عُنقه!
السكين التي أحضرته في الوقت الذي غابت عن نظره فيه وهو يُصارع آنخل
نظر آنخل إلى والدته ونظرت له بذهول
وهي تقول له:
- ماذا يحدث؟
صمت آنخل وأغمضت هي عيناها لدقائق
ثم فتحتها
وصرخت بصوتٍ عالي وهي تقول لأنخل:
- من هذا؟ ومن الذي طعنه بهذه السكين؟
على الرغم من بشاعة الموقف
ابتسم آنخل وسحبها من يدها
إلى الخارج ليخرج من المنزل تمامًًا، ولكنه لا يعرف أبدًًا إلى أين سيذهب
***
في مدينة الفوضى
ذهب هارفي بنفسه ليفك قيود يوجيني وتوم
وهو يَفُك توم قال له:
- ماذا سنفعل مع الأمريكان؟ سنقتلهم؟
= لا
- إذًا؟
= سيظلون في الحُكم .. سيراسلون قيادتهم في الولايات المتحدة ويخبروهم أن كُل شيء على ما يُرام .. سنستمر نحن في العمل تحت إيديهم صوريًا، ولكن؟ لدي خطة
- ما هي؟
= أريدك أن تختار ضابطان أو ثلاثة من المتزوجون في الولايات المتحدة .. من هاؤلاء الذين يرسلون لهم فيديوهات يوميًا ليطمئنوهم على أوضاعهم ..
- ثًم؟
= كل شخصًا فيهم سيُرسل فيديو بصيغة مختلفه واحدًا منهم سيقول أنه يشعر بأنهم يرتكبون أثمًا عظيمًا هُنا .. وأنهم يعذبون الناس حتى الأطفال منهم بأمر القيادة الأمريكية .. وأن سكان مدينة الفوضى بُسطاء والكثير منهم قد تم نفيه ظُلمًا، وشخصًا آخر يتحدث عن عن قتل الأطفال والعجائز الذي يجبروا الجنود على تنفيذها ويتحدث هل فِكرة نفي شخصًا ليعيش مع المجرمين فِكرة جيده من الأساس؟ هل يُساعد هذا على إصلاح الشخص؟ هل فِكرة المدينة الفاضلة لازالت فِكرة جيدة؟ أم أن المدينة الفاضلة هي المدينة التي تُساعد على إصلاح الشخص السيء .. وليست نفيه .. الشخص الثالث سيقول أن الأمريكان المسئولون عن السيطرة على مدينة الفوضى يغتصبون النساء هُنا ومن تعترض يقتلوا زوجها وأطفالها لو وجدوا .. أريد منك أن تفعل هذا يا هارفي وأريد أن أرى التأثر والبكاء على وجوه الجنود وهو يراسلون زوجاتهم
- حسنًا يا توم، ولكن ما الجدوى من كُل هذا؟ .. هل تظن أن زوجاتهم سينشرون هذه الفيديوهات مثلًا؟ بالتأكيد سيخافون!
= افعل هذا فقط،، وسأخبرك بما سأفعله.
***
في منزل آنخل وقبل أن يخرج هو والدته من منزلهم
وجدوا ضابط آخر يقف ويبتسم وخلفه مجموعة من الجنود
منعهم من الخروج
وظل يتجول في المنزل
فرأى الضابط المقتول
ثم نظر إلى آنخل ووالدته وقال لهم باستهزاء:
- سيد آنخل ووالدته الخرفاء .. يُسعدني أن أخبركم بأن سيتم نفيكم إلى مدينة الفوضى سويًا.
بدء آنخل في البُكاء لأنه أفسد الأمور أكثر
وقد أقحم والدته في أشياء لا دخل لها فيها ولن تتحملها
فرأته وهو يبكي فسألته:
- آنخل لماذا تبكي، ومن هؤلاء؟
= اضحك لأنني أشعر بسعادة يا أمي، سنذهب أخيرًا لخطبة مونيكا صديقتي في المدرسة الثانوية، وهؤلاء أهلها
***
في مدينة الفوضى وبعد أن أرسل الجنود الفيديوهات
ذهب هارفي إلى توم وأخبره بأن ما أمر به قد تم تنفيذه
فقال توم:
- ممتاز، الآن أريد شخصًا مِن مَن يفهمون في التكنولوجيا بفتح vbs (جهاز وهمي) من أي بلد بعيدة .. مصر .. المغرب .. الأردن .. تلك البلاد التي تنتشر فيها السرقة الإلكترونيه .. أريده أن يخترق أجهزة الجنود ويسرق تلك الفيديوهات، ويقوم بتسريبها على شبكة الإنترنت .. ينشرها في كُل مكان ليتم تداولها بين النشطاء حتى تصل إلى الإعلام.
= ولكن كيف سنجل شخصًا يفهم في الإختراق؟
- لسنا بحاجه إلى هذا الشخص، لأننا لن نخترق الأجهزة فعلًا .. نحن سَنُعطي الشخص الفيديوهات وهو هُنا في مدينة الفوضى .. وسيقوم بفتح جهاز آخر من دولة من الدول التي ذكرتها لك عن طريق (vbs) ليتم إيهام الجميع بأنها عملية إختراق حقيقة .. ولكننا سنقوم بكل شيء من هُنا
= حسنًا فهمت
- بعد أن يتم تداول الفيديو، سيطالب بعودة كُل من تم نفيهم إلى بلادهم، وأن أهلهم لا ذنب لهم ليتم حرمانهم منهم .. ومع زيادة انتشار الفيديوهات .. هذا سيحدث فعلًا.
***
ما هي إلا ساعات وعاد آنخل مره أخرى إلى مدينة الفوضى
ولكن هذه المره معه والدته
التي ظلت تتسائل طوال الطريق عن السبب وفي كُل مره
يخبرها آنخل بإجابة مُختلفه
وبعد أن هبطت الطائرة
وجد الجنود الأمريكان في انتظاره وهم يقولون بابتسامة سخرية:
- سيد جيمس في انتظارك، الإعدام ينتظرك
أمسك آنخل بيد والدته
وظل مُترجلًا حتى وصل إلى قصر الحي الثاني
حي من المُفترض أن يجد جيمس
ولكن المفاجأة
أنه لم يجد سوى يوجيني على كُرسيها!
واستقبلته بابتسامة وهي تقول:
- مرحبًا مرة أخرى بعدوي اللدود؟
= يوجيني!! .. ماذا حدث؟
لم تجيبه
فقط اقتربت من والدته وسألتها:
- هل أنتِِ جائعه؟
ابتسمت والدة آنخل وقالت لها:
- لم أكن أتصور أنك اصبحتي بهذا الجمال يا مونيكا
= مونيكا!
ابتسمت يوجيني ونظرت إلى آنخل المُبتسم أيضًا
وبعدها بدأت في أن تسرد له الخطة بأكملها.
***
بعد تنفيذ الخطة وبعد انتشار الفيدوهات
شعر العالم بالذنب
كلهم شعروا بأنهم شاركوا في هذه الجريمة عِندما وافقوا على حُكم النفي هذا
قامت بعد الثورات التي طالبت أن تُعامل حكومات العالم المنفيين بشكل آدمي
وأن يتم الإفراج عنهم ويُلغى حُكم النفي هذا
حتى لو سيتم سجنهم داخل بلادهم
وطالبت منظمات حقوق الإنسان في العالم كُله
بالإفراج عن مَن تم نفيهم
وسرعان ما تم الاستجابة من حكومات العالم وخاصة الحكومة الأمريكية
لمطالب الشعوب للتفادى غضبها
وأمرت بإعادة كُل المنفيين إلى بلادهم وأن يكون إطلاق سراحهم مشروط لمدة معينه.
***
في مدينة الفوضى استقبل الجميع الخبر بسعادة كبيرة
ذهب توم إلى يوجيني وقال لها:
- ألم تنبهري بذكائي بعد؟
ابتسمت وقالت:
- أحببت ذكائك منذ الوهلة الأولى
فقال لها:
- لستُ من أولئك الذين يفضلون الزواج والاستقرار، ولكن في الحقيقة أنا أحبك يا يوجيني، وسأتنازل عن طبيعتي واتزوجك ما رأيك؟
قالها وهو يمزح فابتسمت هي الأخرى وقالت:
- موافقه أيها الأمريكي المُستفز
أما آنخل فجلس أمام والدته وهي تسأله كالعادة:
- متى ستُفكر في الزواج يا آنخل؟ الازلت على علاقة بتلك الحسناء،، أظن أن اسمها مونيكا؟
ضحك آنخل وقال لها:
- كُنت على علاقة بها منذ أكثر من عشرة سنوات يا أمي،، ولا اعرف شيئًا عنها من وقتها، ولكن ما رأيك أن نسأل عنها بعد العودة إلى أسبانيًا
= أها .. حسنًا .. فكرة جيدة .. أحم! .. ولكن أين نحن الآن؟
تمت.
لقراءة الرواية كاملة اضغط علي : (رواية مدينة الفوضى)
تعليقات
إرسال تعليق