رواية مدينة الفوضى الفصل الثامن 8 بقلم أحمد سمير حسن
رواية مدينة الفوضى الفصل الثامن 8 بقلم أحمد سمير حسن |
رواية مدينة الفوضى الفصل الثامن 8 بقلم أحمد سمير حسن
بعد تنفيذ العملية كما كان مُتفق عليه بدقائق
وصلت إلى جيمس أخبار ببأن أحدهم رأى (آنخل) يصعد إلى الطائرة المُتجهة إلى أسبانيًا
ذهب جيمس مُسرعًًا إلى مكان سجن (آنخل)
فرأى (جيمس) هنري العجوز مُلقى على الأرض فاقدًًا للوعي
نظر جيمس إلى مساعديه وقال:
- كيف تضعون حارس مُسن لمراقبة شخصًًا مثل آنخل؟
لم يرد أحد منهم
فأمسك سلاحه وجهه نحو هنري الذي لم يسستفيق من غيبوبته بعد
واطلق رصاصتان مُعلنًًا نهاية حياته
صرخت يوجيني ما أن سمعت صوت الرصاص العالي
وقال توم:
- ما الذي يحدث في الخارج!
لم يُجيب (جيمس)
نظر إلى مُساعديه وقال:
- أخبر السُلطات في أسبانيًا كي يكونوا مُستعدين للقبض على آنخل في مكان هبوط الطائرة
ذهب واحدًا من مُساعديه لتنفيذ الأمر
فكرر توم سؤاله بعصبيه وقال:
- انا اتحدث إليكم، اخبروني ماذا يحدث في الخارج!
نظر جيمس إلى مُساعد آخر وقال:
- اخرج توم ويوجيني من سجنهم وأعلن بين الناس أنهم سيعدمون رميًًًا بالرصاص أمامهم بعد ساعات
***
أثناء رحلة آنخل إلى أسبانيا
وهو في الطائرة سأل الطيار:
- أين تهبط عادة؟
= بالما دي مايوركا
- أريد مِِنك تغير وجهتك، بالتأكيد ستكون الحكومة في انتظارنا للقبض عليَّ، بعد تبليغ (جيمس) لهم بفراري من هُناك
= حسنًًا
***
في مدينة الفوضى، ظهر جيمس امام جموع البشر الذي أمرهم بالتواجد أمام منصة الخطابات للحاكم
قال:
- بعد أقل من ساعة من الآن، سيتم تنفيذ الحُكم بالإعدام رميًا بالرصاص على كُلٍ مِن يوجيني الحاكمة السابقة للحي الثاني و توم الحاكم السابق للحي الثالث .. بتُهمة الخيانة العُظمى .. على الرغم من أن تتلك الخيانة كانت لصالحنا .. ولكننا لا نتهاون أبدًا مع أي خائن للوطن
سمع (جيمس) الكثير من الهمهمات التي تُعلن الرفض بشكل واضح
فأكمل:
- اصمتوا .. فلن أنتهي من حديثي بعد .. آنخل .. حاكم الحي الأول، قد هرب من مدينة الفوضى، وأمرنا بإعادته إلى هُنا مره أخرى، ليُعدم هو الآخر.
***
قال قائد الطائرة بتردد إلى آنخل:
- سامحني ولكنني لا أفهم، لماذا تحاول الهرب؟ أنت تعلم أن القبض عليك سيتم ولا مفر منه؟
= أريد رؤية والدتي .. فهي مريضة تُعاني من بعض المشاكل العقلية .. بالإضافة إلى نوع من أنواع فقدان الذاكرة .. فهي غير قادرة على تكوين ذكريات جديده، حتى من قبل رحيلي، هي بالتأكيد لا تعرف أين أنا ..ولكنها تفتقدني
ابتسم قائد الطائرة وقال:
- أنت ابن رائع يا آنخل.
***
في مدينة الفوضى لم يَكُن توم يهتم كثيرًا بأمر موته
ولكنه كان ينظر إلى يوجيني ، ويُفكر ماذا صنعت في حياتها
حتى يحدث لها كُل هذا، لماذا دخلت حسناء مثلها مدينة الفوضى من الأساس؟
والآن هي على بعض دقائق من الأعدام
ابتسم توم
فأندهشت يوجيني وقالت:
- اعرفك منذ سنوات، واعرف أن ابتسامتك نادرة، والآن تبتسم وأنت على حافة الموت؟
= لأنني وددت أن اسألك الآن للمرة الأولى، لماذا تم نفيك إلى مدينة الفوضى؟
ابتسمت وقال:
- هو شيء يدعو للابتسام والسخرية فعلًا، لطالما كُنت أنانيًا أيها الأمريكي الوسيم
= أخبريني إذًا
- زوجي تركتني وتزوج صديقتي، التي جلبت له بنفسي عملًا معها .. اخفى إبني الذي لم تمر على ولادته السنة وقتها، واختفى معه .. بعدها عرفت أنه توفي بسبب اهمالهم له وعدم توفير الرعاية المناسبة له، فقتلته هو وصديقة عُمري في يومٍ واحد
قال توم:
- آسف يا يوجيني على إنني تحدثت في هذا، ولكن هل هذا هو السبب الذي جعلك تروجين الأشاعات حولي وتقولين إنني فاسد أهوي النساء
ابتسمت يوجيني ونظرت إلى الأرض فأكمل توم وقال:
- على الرغم من سخافتك تلك والاشاعات التي قُلتيها عني، إلا أنني لم أتوقف عن حُبك أبدًا يا يوجيني .. انظري إلى هذا العالم التعيس .. لم ننعم بالحياة سويًا .. ولكن بعد دقائق .. سنموت سويًا وقد نُدفن معًا.
***
بعد هبوط الطائرة في أسبانيًا
اسرع آنخل في ذهابه إلى والدته، لأنه يعرف أنه بمجرد تأخر هبوط الطائرة في مطار بالما دي مايوركا سيعلم رجال الشرطة أنه قد غير وجهته
وسينتظرونه عِند والدته وهي الوجهة المُحتمله
كان آنخل يُجاهد ويحاول أن يجمع بين السرعة والتخفي وعد التوتر
وبعد دقائق مرت كـ الساعات وصل إلى باب منزله
لم يَكُن يتصور أنه سيصل إلى هُنا مُجددًا لم يَكُن يتخيل أنه سيرى والدته مُجددًا
طرق الباب وانتظر
وبعد ثوانٍ
فتحت والدته
وقد غطى الشيب شعرها
وجدها تنظر له والدموع تمتلأ في عينيها
حاول أن يبقى طبيعيًا حتى لا يُير قلقها
وتعجب من هذا الحُزن في عينيها
حاول أن يمنع آنخل نفسه من احتضانها بصعوبة على الرغم من حاجته الشديده لهذا، كي يبقى طبيعيًا
قال لها:
- لماذا تبكين يا أمي؟ لقد كُنت أبحث عن الجُبن الذي أرسلتيني لشرائه، هل تأخرت؟
= أنت تكذب يا آنخل، لقد تخليت عني لأنني مريضه، لم تتحملني!
قالت جُملتها تلك وهي تنظر (المُفكرة في يدها) والمكتوب فيها بخط يدها (قد تخلى عني إبني لأنني مريضة، لم يتحم هذا العبأ)
سحب آنخل المُفكرة من يدها
وقام بتمزيقها
ثم احتضن والدته وهو يبكي، ويقول:
- أقسم لكِ إنني لم أتخلى عنكِ أبدًا، ولم أفكر بهذه الطريقة
ظلت يحتضنها قرابة الثلاثة دقائق حتى قالت له:
- لماذا تبكِ يا آنخل؟
ابتسم لانها لم تّعُد تتذكر السبب وقال:
- لقد تركتني حبيبتي
اتسعت عيناها في إندهاش وقالت:
- مونيكا؟
= لا يا أمي مونيكا كانت احبها في مدرستي الثانوية
سمع آنخل صوت خطوات أمام الباب
كان يعلم أن هذه هي الشرطة
حاول أن يختفي بعيدًا عن والدته ليختبأ ولتنسى هي وجوده وتتعامل بتلقائيه ولكنه فشل صوتها العالي وهي تُناديه وتتسائل عن وجته
جعلت ضابط الشرطة الذي كان يقف أمام الباب يقتحمه
سحب آنخل والدته من يدها واختبأ في إحدى الغرف وهي تقول له:
- ماذا يحدث؟
= نلعب لعبة الأختباء يا أمي مع إبن خالتي، اتتذكرينه؟
- آنخل أيها السخيف! أتظن أن المرض قد تملك مني لدرجة أن أنسى أبناء أخوتي؟ ولكن منذ متى وهو هنا؟
وضع آنخل أصبعه على انفه ليخبرها أن تصمت
وحاول أن يكتم أنفاسه
وبعد أن دخل الضابط الغُرفة الذي يختبأ فيها آنخل ووالدته
وفي يده السلاح
قالت والدة آآىنخل بصوتٍ مُرتفع:
- آنخل، ماذا يحدث، لماذا نختبأ هكذا؟
فسمعها الضابط وتوجه إليهم وهو يوجه السلاح إلى جسد آنخل
***
في مدينة الفوضى لم يَكُن الأمر أقل سوءًا
فقد تم تقيد توم ويوجيني أمام العامة
ليعدموا رميًا بالرصاص
جيمس أمامهم وفي يده سلاحه
وقال باستهزاء إليهم:
- ألديكم أي شيء لقوله قبل الموت؟
قال توم باستهزاء مُشابه:
- يقول سون تزو في كتابه فن الحرب "لا بد لمن يخوض حربًا أن يحسب تكلفتَها أولًا" وأنا اعرف يقينًا أنك لم تفعل ذلك، ستقتلنا اليوم، وغدًا ستُقتل لأنك غبي
ابتسم جيمس وهو يقول له:
- شكرًا على النصيحة
قالها وهو يُوجه المُسدس نحوه ...
ثم ..
خرجت الرصاصة من المُسدس لتُعلن إنتهاء كُل شيء.
تعليقات
إرسال تعليق