رواية جبروت صعيدي الفصل التاسع 9 بقلم سامية صابر
رواية جبروت صعيدي الفصل التاسع 9 بقلم سامية صابر |
رواية جبروت صعيدي الفصل التاسع 9 بقلم سامية صابر
الزمن يمُر بسرعة البرق، والوقت لا ينتظر أحدًا ، عساك تندم على أفعال ارتكبتها بصفة الخطأ في الماضى.
_____
فى المستشفي بعد مرور نصف ساعة، استفاقت مُهرّة وهي تضرب في كُل شيء حولها صارخه في الاطباء والممرضيين قائلة
=بقولكم مش هتعالج انا مش هتعالج من اي حاجة فاهمين ولا لاء... مش هتعااااالج ..
دلف حسن اليها في تلك اللحظة فهو الوحيد القادر على تهدأتها، أمسك معصمها بقوة شديدة يهزها بعنف قائلا
=هتتعالجي هتخفي .. هتخفي يا مُهرة هتبقي انسانه تانية مختلفة...
=بقولك مش عايزة انا مش عايزة.. انت مش فاهم حاجة مش فاهم انا بهرب من حياتي بالمخدرات سيب ايدي يا حسن والا هموت نفسي...
اجتمع حوله الاطباء ساعدوه علي تقييدها واعطائها مُخدِر للراحة على أن تبدأ رحله العلاج فى الغد
_______
مَر ثلاثة أشهر على تلك الاحداث ... تطورت الاحداث كثيراً بالفعل !
تطلقا فاروق وثريا ورحلّت الى منزل اهلها رغم المفاوضات لعاودتها من كلتا العائلتين لكنها رفضت لكبريائها وقررت ان تبقي مع والدها المريض وترعى أعماله ك انثي قوية، وامام تلك التطورات تزوج فاروق ب وفاء وهذا الذي رفضه الجميع ولكن لم يبالي وتزوجها فى النهاية لأجل ابنه الذي رفض وجود زوجة اب ،وتزوجها دون فرح وإكتفوا بكتب الكتاب، ولكن انهار البيت واصبح فوضي بعد رحيل ثريا ....
بينما انتقل عمران ببناته الثلاثة في منزل في نفس شارع يونس ، وتقبل الجميع رغبة زواج ياسين من عطر الا والدته ولكن لم يتم الزواج بعد ، ف القضية ما زالت مستمرة في اخذ ابنتهُ ، واليوم هو الذي سيُحدد فيه الحكم النهائي.
ظلت علاقة عهد وباسل على حدها رؤية من بعيد فقط ولكن بدء باسل ان يتغير ويبتعد عن اصدقائه بعد كلام والده القاسي معه ...
أحب يونس الصغير الطفلة ميرا كثيراً وتعلق بها واصبح واصي عليها وهي تعلقت به ولكن الخناقات الطفوليه لم تنتهي بينهم بعد....
أما مهرة ، خضعت للعلاج من الادمان تحت قوة وجبروت حسن ف لم تستطيع الهروب بأي شكلٍ من الأشكال ، حتى ان اليوم اليوم الاخير لها في المستشفى... فقد تعافت واخيراً حقاً وهو كان بجانبها في كل لحظة ، قوةً ما تُملي عليه انها مسؤولة منهُ !
_____
كانت جالسة في الحديقة تنظر للفراغ بصمت وهدوء، اليوم عادت لوعيها للحياة، كان تعافيها من المخدر امر مستحيل لكنهُ حدث بالفعل...
هي الان واعية بكُل شيء حولها أكثر، هي انسانه جديدة ولدت اليوم، هبطت دمعه خفيفة من عينيها دون أن تُدِرك ذالك...
لتشعر بحسن الذي يجلس بجانبها ويمدَ لها منديل رقيق التقطتُه تمسح دموعها وهي تري هذا الرجُل بوضوح تلك المرة، بملامحه الشرقية القوية ونظرت عينيهِ وجبروته...
نطقت بتنهيدة
=حسن...
=احم.. انتِ كويسة؟
=ايوا بخير...
=طيب يلا بينا لازم نرجع البلد النهاردة .
=انا خلاص خفيت ؟
نهض وهو يقول
=ايوا يلا يا مهرة..
=بس لسه دا مخفش.
اشارت على قلبها بألم شديد نهضت تقف امامه بنفس الطريقة السابقة عصفورة مقابل ذئب اي شيء وحشي ، قالت بتنهيدة عميقة
=طلقني... اظن الحكاية انتهت وانا خفيت خلاص الحمدلله مبقاش فيه داعي ارجع معاك والكلام الفارغ دا كله... طلقني يا حسن...
=خفيتى من الادمان بس واضح انك لسه عقلك مخفش، انا معنديش حاجة اسمها طلاق على الإطلاق انا لسه هربيكي من الاول وجديد... ولسه هاخد حقي وحق اللى عملتيه فيا..
قالت بغضب شديد
=انت بتعمل كدا ليه وبتتحكم فيا وفي كُل حاجة، انا مش عايزة أرجع معاك عايزة اطلق...
=خلصتي؟ ورايا علشان تغيري هدومك ولو نطقتي بحرف تاني هتشوفى الوش التاني ، اتقي شر الحليم اذا غضب!
=اووف... بكرا تطلقني غصب عنك .
ضربت قدمها في الارض بغضب ثم سارت خلفه بضيق منه ومن جبروته الذي لن يتغير علي الإطلاق، مما اضطرها لتبديل ملابسها والعودة معهُ...
_____
فى المحكمة.
جلست عطر وهي ترتعش بخوف قائلة
=انا خايفة اوي يا ياسين ، هموت من الخوف بجد ، مش قادرة حقيقي ، افرض خدها مني هموت يا ياسين هموت بجد...
=متخافيش يا عطر .. انا جنبك وان شاء الله ميرا هتبقى معانا..
نطق الطفل يونس بغضب
=انا مش هسمح لحد يبعدها عنى يا خالتي ، متخافيش ميرا هتبقى معانا غصب عن اي حد...
دخل القاضي مع المستشارين وجلسوا معاً ثم قال بصوت عالى والجميع قلبه مضطرب
=حكمت المحكمة حضورياً، أن وصية الطفلة تُنسب لأُمها مع مُراعاة الشروط الموجودة في القضية ، والمراقبة على حياة الطفلة مع والدتها...
صرخت ميرا وهي تحتضن والدتها ويونس الذي ابتهج بقوة ، بينما حمد ياسين ربه فهو استجاب له ويسر لهُ الامر واخيراً، بينما جحظ جمال عيناهُ بغضب وغل قائلا
=ماشى يا عطر... متفرحيش أوي كدا مش هخليكي تتهني أبدًا...
ترك المحكمة وخرج، بينما خرج ياسين مع عطر والاطفال فى فرحة، فقال بهدوء
=بالمناسبة الحلوة دي ناخد الاطفال نتفسح شوية ،بعدين نروح ناكُل، وأظن كدا مفيش مانع من جوازنا ...
ابتسمت بخجل قائلة
=ياسييين...
=قلب ياسين ونور عيونه وحياته كلها
=بس بقا علشان الأطفال...
=اطفال مين انا متعلم الكلام دا من ياسين اصلاً...
قهقهت بخفة وهى تمشي بجانبه بخجل فقال بصوت عذب
=كان يوم حُبك أجمل صُدِفة، لما قابلتك مرة صُدِفة، ياللى جمالك أجمل صُدِفة... كان يوم حٌبك أجمل صُدِفة...
رفعت نظرها اليه وهي تبتسم وقلبها يخفق يبدو أنها هي الاخري بدأت تعشق ياسين وحبه واهتمامه بها ووقوفه بجانبها ، عوضها الله عن ما رآته في جوازتها الاولي...
التجربة الاولي ليست بالضرورة تكون الاخيرة، رُبما نعطي نفسنا فرصة للعيش مرة أخرى....
____
جلست الحاجة فتحية أمام الشيخ عوض الله أخيها وهو شيخ القرية ، حكت لهُ كُل شيء بخصوص ثريا وفاروق قائلة
=كل حاجة بقت وحشه من غيرها، متوقعتش اني يحصل كدا دي كانت شايلة البيت على كتفها كدا يا حاج، والواد ابني كان بيحبها معرفش ايه اللى غيره بالطريقة دي من ناحيتها وأتجوز العقربة وفاء بعد ما كان مش بيطيقها ولا بتنزل من زور...
=بصي يا اختي السحر والاعمال موجودة في القرآن الكريم وحسب اللى حكيتيه، فهي ممكن وليعاذُ بالله تكون لجئت للسحر وعلشان كدا حصلهم كدا بس نقدر نفكه والمياة ترجع لمجاريها ...
=بالله بصحيح؟ طيب ازاى قولي.
=إسمعينى كويس.
____
جلست ثريا على مكتب أبيها تعمل بدلاً عنه وتحسب حسابات الغذاء الذي باعته هذا الأسبوع، ماهي الا دقائق حتى دخل عليها فاروق قائلا بصوت عالي
=ثرياااا
رفعت نظرها بصدمة اليه ثم حاولت ضبط اعصابها وإشتياقها لزوجها الحبيب ،وقالت بصوت قوي صلب
=اولا تستأذن قبل ما تدخل مكان زي دا، وثانيا اسمي ام يونس متنطقش اسمي كدا فى العلن... وثالثا خير عايز ايه...
=انا مش جاي افتح محاضرة معاكِ، انا جاي اقولك انتِ ليه عليتى الاسعار كدا ولا هي بتيجي لحد عندي وتعلي...
=زيك زي باقي الناس اللى بتاخد مننا ، وهي كدا عاجبك اشتري مش عاجبك عندك الف واحد بيبع غيري تقدر تشتري منه...
=بقا هي كدا ؟
نهضت تقف امامه قائلة
=ايوا يا فاروق هي كدا...
=وما أدتيش عثمان بأقل الثمن ؟؟ ولا علشان هو حب زمان!!
=حب زمان ايه وزفت ايه وبعدين وانت مالك انا حرة اعمل اللى انا عايزاه بس هريحك انا مش بفكر فيه اصلا انتوا صنف وسخ وانا قرفت منه ...
=أحسن برضوا.. ولعلمك انا هشتري من برا وأحسن منك...
تركها وخرج ثم وقف قليلا ينظر لها ، فقد اشتاق لها ولكن هو بين القُرب والبُعاد وكأن هُناك قوة إلهية تُحركهُ....
بينما جلست هى على المكتب وحاولت كبح دموعها للمرة التي لا تُحَصي!
_______
مالت مُهرَّة برأسها على كتف حسن تنام بهدوء ، بينما شعر هو بشيء غريب عندما اقترب منه ، تلك الفترة يشعُر بشيء يُراود قلبه عندما تقترب منهُ ، ولا يُنكر حزنه عليها وعلى حالتها ،وفرحه عندما تعافت، مشاعره غريبة وكأنهُ شخص مُحب، ولكن جبروته وقوته يرفضان هذا بقوة، اذا رضخ لحبها سيخسر كثيراً لذالك يعاملها بقسوة وقوة...
فتاة بحجم صغير تجذبه نحوها ككتلة نيوتنْ.
جذب أذنه صدوح أغنية "أول مرة تحِب يا قلبي" ... وحينها لم يستطيع الأ ينظر اليها ، ثم عدَّل وضعيه رأسها للخلف برفق وهدوء وهي نائمة كالملاك الرقيق ...
فتحت عينيها فجأة فى تلك اللحظة وهي تتثاوب قائلة
=اوف لسه موصلناش!
ابتعد عنها يُمثل الانشغال ،فقالت وهي تبتسم
=الله الأغنية دي بحبها جدا ... ليه بيقولوا الحب قسية ليه بيقولوا شَّجن ودموع... اول حُب يَمُر عليا قلب الدُنيا فرح وشموع ... بتحبها؟
=لاء...
=انت على طول كدا مش بتحب اي حاجة خالص؟
=اسكتي يا مُهرة
=أوف طيب.
____
دلفت الحاجة فتحية الى ثريا التى تجلس وقالت لها
=ثريا بنتي.
=اما حبيبتي تعالي يا غالية
عانقتا بعضهم البعض فى حب ووداد وجلعتها تجلس وطلب لها عصير، وبعد كلام الحب والاشتياق نطقت فتحية
=مش ناوية ترجعي لبيتك بقا يا بنتي؟
=خلاص يا ما الموضوع إنتهي خلاص... المهم طمنيني عنكم...
=من غيرك ولا نسوي ،البيت فوضي ومالوش لازمة ... ربنا يرجعك لينا بالسلامة..
صمتت ثريا بحُزن وضيق فقالت فتحية وهي تبتسم
=مهرة راجعة النهاردة بعد ما خفت.
=بالله صحيح الف حمدالله
=وانا قولت اعمل حفلة بسيطة على الضيق كدا نفرح بقالنا ياما مفرحناش وقولت للبت عهد أصلها شاطرة في امور الزينة تظبط القصر ، وجاية اطلب منك تيجي تقضي معانا الليلة دي...
=لاء يا ما اسفة مش هقدر أجي
=علشان خاطري لو ليا خاطر عندك ، تشوفي ابنك وتقعدي معايا انتِ بنتي قبل ما تكوني مرات فاروق ، بس مش هضغط عليكي فكري وشاوري عقلك وانا هستناكي يا بنتي
=حاضر ياما.
=يلا مع السلامة يا حبيبة امك...
عانقتها ثم رحلت بينما جلست ثريا تفكر هل تذهب أم لاء..؟
___
وقفت عهد تُعلَّق الزينة بهدوء وهي تُدندِن حتي تدحرج بها الكرسي فوقعت ارضا تتاوه بقوة ثم نهضت وهي تمسك ظهرها بصعوبة قائلة
=آآآه يا ضهري .. آآآه محدش لقطني ليه محدش مسكني ليه.. هااه؟ ولا دا في الروايات والافلام بس...
استمعت لقهقه من يقف خلفها وكان باسل الذي وقف ينظر لها وهو يضحك، تلاقت معه بعد شهور عدم لقاء آخر لهم، قالت ببرود
=بتضحك على ايه فيه ارجوز هنا وانا معرفش ؟.
اقترب منها قائلا بهدوء
=فيه الاحلي من الارجوز...
=عايز ايه باسل؟
=جاي اعتذر.. وافتح صفحة جديدة، انا عرفت انك مظلومه وانى قليت أدبي عليكِ، انا اسف يا عهد...
=أفكر، تعالي ساعدني بدال ما عمال تضحك وتهزر.
=حاضر.
نهض معها يُساعدها برفق وحاول أن يجعلها تضحك بالنكت السخيفة الخاصة به فهو مخطيء، ولذالك يُحاول يصلح خطأه...
تعليقات
إرسال تعليق