رواية خاطفي الفصل السادس والعشرون 26 بقلم شهد حسوب
رواية خاطفي الفصل السادس والعشرون 26 بقلم شهد حسوب |
رواية خاطفي الفصل السادس والعشرون 26 بقلم شهد حسوب
"فراق"
خرج الطبيب من الغرفة مطأطئ الرأس وهو يقول بأسف
- البقاء لله عند ربنا احسن بكتير
هتفت سعاد بصدمه غير مصدقة ما تسمعه أذنيها
- ان... انتا بتقول اي .. احمد .. احمد لسا عايش وراح يعمل العملية ويبقا كويس
أردف الطبيب بأسف وشفقة عليها
- انا مقدر الحالة اللي حضرتك فيها بس الحج مات بأثر سكتة قلبية
صاحت سعاد ببكاء حارق خارج من منابع صدرها المتألم
- لااااااااااااااااا .. كله منك يا عادل يا نصاااار .. حسبي الله ونعم الوكيل ... حسبي الله ونعم الوكيل .. ياااااارب .. الرحمة يا ررررررررب
هز الطبيب رأسه بأسف علي حالتها الحرجة وقرر مغادرة المكان فوجوده هنا وبهذا الوقت ليس له منفعة .
بينما وهو خارج من الفيلا استضم بأحدهم ، فهتف الطبيب بأسف ومازالت ملامح الحزن مرتسمة علي وجهه
- احم .. احم .. اسف حضرتك
هتف محمد بربية
- هو مين اللي تعبان جوا
أردف الطبيب بأسف وأسي
- للاسف حضرتك الاستاذ احمد الطوخي مريض القلب اللي هنا .. اللي متابع معاه اتوفي النهاردة أثر سكتة قلبية
محمد وقد شعر بأن كوب من الماء البارد انسكب عليه
- أن.. انتا بتقول اي .. بابا ! .. بابا لسا كويس
ثم ركض سريعاً إلي الداخل وهو يدك الأرض دك
هتف الطبيب بحزن علي ما حل بالعائلة وهو يشيح برأسه يميناً ويساراً
- لا حول ولا قوة الا بالله .. الموت ما بيستأذنش .. ربنا يصبرهم كان راجل محترم
ثم خرج من البناية متجها إلي عمله مرة اخري .
بينما في الداخل
ركض محمد سريعاً إلي الاعلي حيث تقع غرفة والديه ، دلف إلي الغرفة بخطوات بطيئة متجمدة ، فوجد والده مسطح علي الفراش ووالدته تبكي عليه بحرقة وهي تهز وجهه لعله يستفيق ويرد عليها .
هتف محمد بصوت منكسر ودموع متحجرة
- بابا
توجهت إليه سعاد سريعاً وهي تجذبه من يده كالطفلة صغيرة
- محمددددد .. تعالي شوف ابوك يا محمد مش راضي يرد عليا .. اول مرة يعملها يا محمدددددد
جذبها محمد إلي أحضانه بضعف و ألم وهو يمسح علي ظهرها بحنان محاولاً تهدئتها أو استمداد القوة منها فهو في أشد مراحل ضعفه ، الدموع تنهمر من عينيه علي فراق والده العزيز ، خرجت الام من بين زراعيه هاتفة بترجي وضعف
- كلمه يا محمد .. هو .. هو بيحبك ومستنيك ترجع .. كان .. كان فرحان اوي لما عرف انك جاي النهاردة
هتف محمد بحزن شديد وصوت متحجرج
- البقاء لله يا ماما
صفعته سعاد بقوة وحرقة علي وجهه وهي تخشي أن تصدق حديثه
- ما تقولش علي ابوك كدا ... هو كووويس .. بس اكيد جاتله نوبه قلبية ولا غيبوبه .. تعالي ناخدة علي المستشفي يا محمد عشان خاطري
" هتفت كلمتها الأخيرة وهي تجاهد الحاحه ليتحرك خلفها ويأخذ زوجها للمشفي للكشف عليه مرة أخري لكنها اشهجت في نوبة بكاء مريرة ، صوت يقطع انياط القلب من الداخل ، حقاً الفراق مر المذاق "
اقترب محمد من الفراش وهو ينظر إلي والده المسطح أمامه ، مال عليه بجذعه العلوي واحتضنه بضعف وهو يبكي بكاء مرير
- ليه كدا يا بابا .. كان نفسي اشوفك واقعد معاك واحكيلك اللي حصل معايا في الغربة .. لييية سبتني ومشيت لييية .. كنت بحلم باللحظة اللي راح ارجع فيها لحضنك ونقعد نتكلم و نضحك .. كنت متشوق لردة فعلك لما تشوفني بعد غياب دام لاربع سنين .. اجي الاقيك سبتني ومشيت كدا يا بابا .. انا مالحقتش اسلم عليك ... ارجع تاني يا بابا عشان خاطري .. الحياة وحشه اوي من غيرك .. يا باباااااا
كانت الأم تستمع إليه والدموع تنزرف من عينيها علي حال ابنها الوحيد ، لأول مرة تراه بهذا الضعف ، يا الهي !
ماذا حل بالعائلة ، بدأت بسفر ابني ، ثم اختطاف بنتي وقرة عيني ، ثم وفاة زوجي وها نحن ننهار الان .
_______________★ " صلي علي سيدنا محمد"
فيلا ال نصار
بعدما انتهت رغدة من صلاتها بصحبة الادهم
هتفت رغدة بقلق وهي تضع يدها موضع قلبها
- أدهم قلبي مقبوض اوي
هتف الادهم وقد قطب حاجبيه بقلق عليها بينما زراعيه تحتويانها بحنان
- من اي بس
اردفت رغدة وهي تشعر بغصة مريرة في حلقها وكأنها تود البكاء
- مش عارفه من امبارح وانا قلقانه
هتف الادهم مطمئنا لها
- خير خير ماتخافيش
هتفت رغدة والدموع بدأت باللمعان في عينيها
- يارب يا أدهم
هتف الادهم بتساؤل قلق
- طب انتي بتعيطي ليه دلوقتي
فارتمت رغدة في حضنه مرة أخري باكية متشبثة بتلابيه بدلته
- مش عارفه يا أدهم مش عارفه عايزة اعيط
- يووووة بقا يا رغدة .. انتي مكتوب عليكي النكد يا بنتي .. ما انتي كنتي كويسة وبتضحكي من شويه
لم ترد عليه واستمرت في البكاء بدون سبب
أردف الادهم وهو يملس علي ظهرها بحنان
- طب خلاص قومي عشان نفطر تحت زمانهم مستنينا
عقب كلمته الأخيرة سمع دقات الباب
الادهم : مين ؟
هتفت الخادمة باحترام من الخارج
- الفطار جاهز يا أدهم بيه وعادل بيه مستنيك تحت وعايزك ضروري
الادهم : تمام روحي انتي
أخرجها الادهم من بين زراعيه وهو يمسح دموعها بحنان هاتفاً
- خلاص بقا .. يلا ننزل تحت عشان نفطر كلنا مع بعض
رفعت رغدة نظرها إليه هاتفه بغير استعاب كلماته الاخيرة
- اي دا ! .. انا راح اطلع من الأوضة واكل معاكم تحت ؟
هتف الادهم بضحكة وسيمة وهو يهز رأسه بنعم
- اة
اردفت رغدة بابتسامة حزينة
- اخيراً فكيت عني الحظر
قرصها الادهم من وجنتيها بلطف مداعباً إياها
- طب يلا يا لمضة .. ومش عايزة تحتكي بأي حد وعلي الله تطلعي الجنينة ولو بابا ولا أسر دايقوكي بكلمة ماترديش وتعالي قوليلي
هتفت رغدة بطاعة
- حاضر .. بس ممكن اقعد مع ريهام دي طيوبة اوي
الادهم وهو يرفع أحد حاجبية
- اشمعنا
اردفت رغدة بعفوية
- أصلها كانت كل يو....
" ثم صمتت بسرعة وهي تتذكر حديث ريهام لها بأن لا تخبر الادهم كي لا يعاقبهما "
أردف الادهم بخبث وهو يرفع أحد حاجبيه
- سكتي لية
هتفت رغدة بتلعثم وهي تضع كلتا يديها علي بطنها متصنعة الالم
- هاه ! .. ااااا .. اصلي .. ااااة .. ااااة .. بطني بطني يا أدهم
هتف الادهم بضحكة خبيثة
- يا راجل ! ... انتي فاكراني ما اعرفش أنه انتي وريهام بقيتوا صحاب ولا اي وأنها كل يوم بتيجي تفطر معاكي هنا
اردفت رغدة بخوف علي صديقتها الجديدة
- والله يا أدهم كانت بتقعد تسليني بس عشان صعبت عليها .. عشان خاطري ماتعاقبهاش هيا مالهاش ذنب عاقبني انا
أردف الادهم بحنية
- ماتخافيش انا كشفتها من اول يوم .. وسيبتها حد لما جات اعترفتلي بنفسها وانا اديتها تصريح أنها تقعد معاكي كل يوم ساعتين متواصلين
اردفت رغدة بصدمة
- انتا عملت كل دا .. طب لي هيا ما قالتليش
أردف الادهم وهو يجذبها من مرفقها إلي الخارج
- عشان انا نبهت عليها ما تقوليكيش .. ويلا لاحسن الاكل قرب يبرد
______________★ " صلي علي سيدنا محمد"
علي سفرة الافطار
جلس الادهم علي مقعده وأجلسها بجانبه بعدما جذبه لها تحت صدمة الجميع منها خبث وأخري حقد وأخري فرحة
أردف أسر بغضب دفين
- انتا ازاي تسيبها تنزل...
فقاطعة عادل بحدة
- اسررر
نظر إليه أسر بغضب وفضل الصمت علي مضض ،
بينما تبسمت كلاً من ريهام وأميرة بأعتقادا منهم أن القادم أفضل .
هتف عادل ببرود
- صباح الخير يا أدهم
فرد عليه الادهم وهو يلك الطعام بفمه
- صباح النور
أردف عادل بنفس البرود وهو ينظر إلي رغدة بإبتسامة خبيثة
- صباح النور يا رغدة
هتفت رغدة بخوف وصوت خافت وهي تمسك بيد الادهم من تحت الطاولة
- صباح الخير يا عمي
أردف عادل بابتسامة خبيثة
- سمعت اخر الاخبار يا أدهم
هتف الادهم بلا مبالاة
- خير
أردف عادل بخبث وهو ينظر إلي رغدة
- الرجل الأعمال الكبير أحمد الطوخي اتوفي النهاردة
" ثم وجه نظره إلي تلك الصامتة بصدمة وغير استعاب مكملاً حديثه "
عادل : البقاء لله يا مدام رغدة
تعليقات
إرسال تعليق