رواية خاطفي الفصل التاسع عشر 19 بقلم شهد حسوب
رواية خاطفي الفصل التاسع عشر 19 بقلم شهد حسوب |
رواية خاطفي الفصل التاسع عشر 19 بقلم شهد حسوب
"العقرب اللعين"
هنا حيث الغرفة التي يسودها الهدوء والتخت المُغرق بالدماء كانت فاقدة للوعي لا تتحرك ، علامات كثيرة علي جسدها ، الدم ينزف منها ، خرج الادهم من المرحاض وهو يضع منشفة حول خصرة والاخري يجفف بها شعره ، تقرب منها قليلاً فلاحظ أنه لا حركة لها ...،
تقرب أكثر ثم لامس تحت أذنيها بأنامله الخشنة وجد أنها لازالت تنبض .
أكمل ملابسه بلا مبالاة و خرج من الغرفة متجهاً نحو شركته كأن لم يحدث شئ .
قابله والده وهو في طريقه إلي مخرج الفيلا ...،
أردف عادل بفرحة وفخر من تنفيذ ابنه لخطته
- عفارم عليك يا ولدي .. طلعت راجل زي ابوك
اكتفي الادهم بالنظر إليه بلا مبالاة و لم يرد عليه ثم ارتدي نظارته مرة أخري و ركب سيارته وذهب .
______________★ "استغفر الله العظيم واتوب إليه"
استيقظت رغدة وحلت عليها الصدمة حينما رأت ثيابها الممزقة وملقية ببعثرة علي الأرض ، و الدماء التي تغرق الفراش .. تصنمت .. تجمد الدم في عروقها .. بل وتجمدت الدموع أيضا ..،
شعرت وكأن كوب من الماء المثلج انسكب علي ظهرها .. كم هو شعور صعب .. الألم ليس جسدي فقط ، بل جسدي ونفسي أيضاً ..،
يا إلهي لما يحدث معي هكذا ! فقد سلب أعز ما أملك ، نعم هو زوجي ، وأعلم أيضاً أن هذا اليوم سيأتي طال أم قَصِر سيأتي ، وأعلم أيضاً أنها غايتهم من البداية ، كسر نفسي لانتقاماً من والدي ، منافسهم التجاري في السوق -اللعنة- مجتمع مادي يركض خلف الأموال كركض الوحش في البرية .
ربي إنني لا أعارض قدرك .. لكنني أسألك اللطف بي ..
أنني لم أعد قادرة علي التحمل أكثر من ذلك ، فقد تحملت كثيراً .
أخذت تنظر إلي جسدها بقلب مرتجف يقرع في صدرها كضربات الطبول ، الحسرة ، الخوف ، الحزن ، و آلام كثيرة لا يصفها الحديث .
أخذت اسدالها - أو بالمعني الادهي بواقي اسدالها - وارتدته ، حاولت أن تدثر نفسها به بصعوبة كمن يصارع الغرق أملاً في النجاة ، ثم جلست علي الارض متكيئة بظهرها علي الفراش ، تضم قدميها إلي صدرها لعلها تشعر ببعض الأمان ، وهنا أطلقت السراح لدموعها كي تنهمر علي وجنتيها بقهر وجسد يرتعش كمن أمسكت به الكهرباء ، بدأ صوت شهقاتها يعلو شيئاً فشيئ .
فزعت وأصبح جسدها يرتجف أكثر من ذي قبل حينما سمعت صوت هذا الباب اللعين - باب الغرفة - يُفتح مرة أخري ..،
نعم أصبح لديها فوبيا من ذلك الباب اللعين ، نظرت إليه بخوف وهي تخبئ وجهها خلف قدميها خوفاً من قدوم الادهم مرة أخري كي يكمل ما خططه إليه والده وأخيه اللعين .
لكنها تصنمت حينما رأته العقرب اللعين ، نعم حماها .. عادل نصار .. بنظراته الشمّاتة وضحكته المنتصرة المستفزة .
أردف عادل بضحكة شماتة مستفزة أشعلت نار القهر مرة أخري لدي تلك المسكينة
- صباحية مباركة يا عروسة
لم ترد عليه بل ازدادت شهقاتها أكثر فأكثر وهي تشيح بنظرها بعيداً عنه كي لا تري نظراته الشامتة التي تطعنها في قلب كبريائها وأنوثتها بغير رحمة .
أردف عادل بخبث وهو ينظر إليها من الخلف
- اي يا بنت الطوخي اجمدي كدا انتي لسا في البداية .. عاوزك تشدي حيلك كدا عشان تجيبيلنا حفيد للعيله هاه .. سلام ياااا .. بنت الطوخي
ثم أخذ ملاءة السرير وخرج بها من الغرفة .
________________★ "استغفر الله العظيم واتوب إليه"
هنا حيث الطريق الطويل والسماء الزرقاء تقف سيارة سوداء يبدو عليها الفخامة ترجل منها الأدهم ووقف أمامها متكأً بظهره مع مقدمتها وهو يخرج لفائف التبغ خاصته .
أخذ يتأمل السماء كعادته يتذكر ما حدث ، بداخله شخصان يتصارعان ، أحدهما يقول إنه ما فعله صحيح وأنه حقه ويجب أن يأخذه وقتما اشاء ..
والآخر يقول أنه مهما حدث طالما بغير إرادتها يعتبر اغتصاب حتي وإن كانت زوجته ..
كيف؟؟؟؟؟؟ فهي زوجتي افعل بها ما اشاء ..
كما أنه يكفي أن أبيها الطوخي عدو العائلة ...
ما ذنبها بتجارة أبيها ..
ذنبها أنه أبيها ونحن قررنا الانتقام منه فيها بعدما هرّب ابنه الخارج ..
من متي ونحن نأخذ بثأرنا من الفتيات ..
انها زوجتييييي...
نعم زوجتك ولكنك تزوجتها رغماً عنها ، اردتاً في الانتقام من والدها ، فلنقل انك لم تفعل شئٌ خطأ !
إذن يجب عليك مراعاتها فأنت مسؤلٌ عنها يوم القيامة ..
اعتدل من جلسته وهب واقفاً وهو يدعس سيجارته باحدي قدميه هاتفاً بغضب دفين أفرغ جزءاً منه في تلك اللفافة وهو يدعسها بقدمه :
- لازم ما انساش اني متجوزها بس عشان اكسرها واعرف اتحكم في ابوها بيها .. يعني رغدة بالنسبالي مجرد كرت كسبان وبس ... واللي حصل دا كان لازم يحصل عشان تعرف قيمتها ومكانتها وتخشاني اكتر وتعرف اني قد كلمتي كويس .. وأثبت للكل اني راجل وقد الكلمة .
ثم ركب سيارته متجهاً إلي مكتبه قائداً إياها بأقصي سرعة .
_________________★ "استغفر الله العظيم واتوب إليه"
دلفت ريهام إلي غرفتها بخطوات بطيئة بعدما كانت تراقب الادهم وهو يخرج من الغرفة كي تذهب إلي تلك المسكينة وتتطمئن عليها .
اردفت ريهام بخفوت موجهه حديثها لتلك الصماء
- أدهم مشي
أميرة : …..
اردفت ريهام وهي تتجه إلي خارج الغرفة
- انا راح اشوفها
أميرة بهدوء وهي تنظر إلي الفراغ
- بلاش
كرمشت الأخري بين حاجبيها هاتفة بضيق وصوت جاهدت أن يخرج خافت
- لي دا البنت تلاقيها بتموت
فأردفت أميرة بنفس الهدوء دون النظر إلي تلك الواقفة أمام باب الغرفة عازمة علي الخروج
- بلاش
لم تعايرها ريهام أدني إهتمام وخرجت من الغرفة متجهه نحو غرفة رغدة ، لكنها تصنمت حينما رأت أبيها يخرج من الغرفة وبيده ملائة بيضاء مليئة بالدماء …،
شعرت كأن جسدها تجمد ، لم تستوعب ما تراه ، حلت عليها الصدمة ما كان عليها سوي أن عادت إلي غرفتها بخطوات بطيئة متعثرة أثر صدمتها مما رأت .
ريهام بدموع متحجرة في مقلتيها
- نفسي اعرف لي هما بيعملوا معاها كدا !
قوست أميرة جانب فمها بابتسامة ساخرة
- ههه قولتلك بلاش
أردفت ريهام بغل وغضب مكبوت تضغط علي فروة رأسها
- انا عاوزة اهرب من هنا
اردفت أميرة بسخرية
- كنت عملتها من قبلك
فجلست علي الارض بضعف باكية والدموع اتخذت سبيلها في النزول
- انا تعبااااااااانه اووووووي .. ياتري يا رغدة اي اللي مستنيكي تاني اكتر من كدا
________________★ "استغفر الله العظيم واتوب إليه"
في الغرفة
كانت رغدة تستجمع قواها لتنهض كر تغتسل لتصلي وتناجي ربها فهو أملها الوحيد .
دلفت إلي المرحاض يخطي بطيئة ، ثم ازالت الاسدال من علي جسدها بأيدي مرتعشة ودموع تأبي توقف ، ثم جلست تحت المياة في محاولة منها أن تستجمع قواها كي تستمر في تلك الغابة .
ازدادت شهقاتها أكثر حينما رأت الدماء تهطل مع المياة المتدفقة من الصنبور ، سقطت علي الارض بضعف وهي تبكي بحسرة علي ما حل بها ، فأصبحت دموعها مختلطة بالمياة ودماء عذريتها معاً ، فكم هو شعور صعب .
انتهت رغدة من الاغتسال بصعوبة من كثرت الآلام التي ترافقها في جسدها ، ثم خرجت من المرحاض متجه نحو الخزانة وإرتدت إسدالها ثم أخذت سجادتها ومصحفها ، صلت ركعتين من ثم سلمت ورفعت يداها والدموع تنهمر من عينيها .
- لي ياربي بيحصل معايا كدا .. انا تعبانه اوي .. انا بعترف اني خلاص مش قادرة اكمل الامتحان دا .. انا تعبت .. انا اتكسرت .. دا دا ماستكفوش بخطفي ولا بجوازي غصب ولا حتي باغتصابي .. لا دول كمان اخدوا الملاية اللي نزلت عليها عذريتي .. يااااااااااااربي ليييييييييييييه ليه كفايا حد كدا انا تعبت انا بقيت افكر في الانتحار .. ايوا الانتحار .. انا لو هربت راح يمسكوني .. بس لو انتحرت مش راح يمسكوني .. ايوا .. ايوا بس.. بس انتحر ازاي .. انط من البلكونه ولا اشنق نفسي ولا استني حد اما يجيني اكل ويكون في سكينه واضربها في بطني … انا تعبانه اوي ياربي .. تعبت
ثم توقفت عن الحديث لبرهه تستنشق أنفاسها ثم اشجهت في البكاء بغزاارة أكثر من ذي قبل هاتفة
- لي ياربي كدااااا لييييييي .. بسببك يا أدهم أنا عاوزة أموت كافرة .. اة الانتحار ارحم من اني اعيش مع واحد زيك .. بس اكفر؟ بعد العمر دا كلوا اكفر؟ …. ااااااااااااااااااااااه ياربي تعباااااااااااانه .. انا تعبانه تعبانه ارحمني برحمتك اللي وسعت كل شئ يا الله .. يااارب انا مش عايزة غير اني تعوضني علي قدر رحمتك
ثم أخذت مصحفها وبدأت في قراءة سورة مريم ودموعها لم تتوقف للحظة بل تزداد كلما مر علي عقلها بأنه هناك رب يسمعها ويواسيها وهناك ثقة أيضاً بأنه سيجبرها ويحررها قريباً .
" كم هو شعور مؤلم حينما تشكو همك وحزنك لله ، كم للظلم شعور مؤلم ، شعور لم استطع وصفه لكن لا يوجد شئ اصعب من الألم النفسي والجسدي معاً ، انكسار النفس شئ مؤلم للغاية "
تجمد الدم في عروقها حينما فُتح الباب وانتشرت رائحته في أركان المكان ...،
نعم هذه اللحظة أصبحت أخشاها ، عقلي لم ينسى هذه اللحظة أبداً حيث أنها تتكرر كل يوم .
أغمضت عينيها بخوف ، تستجمع قواها كي تواجهه ، لكنها تخشي ما ينتظرها بعد لحظات….،
جسد يرتعش ، دموع متحجر ، قلب يحترق بالنيران من الداخل .
دلف الادهم وأغلق الباب خلفه بهدوء متكئً عليه بكتفه ، هاتفاً بسخرية لازعة مع ابتسامة جانبية ساخرة جعلت خيط من الخوف يسيري أسفل قفصها الصدري
- اي راح تفضلي قاعدة علي المصلية كدا كتير ...،
تعليقات
إرسال تعليق