رواية غرام المغرور الفصل العشرون 20 بقلم نسمة مالك
رواية غرام المغرور الفصل العشرون 20 بقلم نسمة مالك |
رواية غرام المغرور الفصل العشرون 20 بقلم نسمة مالك
دمتِ أميرتي وملكة النساء!!..
"إسراء"..
نوعية تكاد تكون نادرة.. تمتلك قلب من الماس.. تسامح من أخطأ بحقها، لكنها صعبة النسيان..
تضحك بصدق.. تحب بصدق.. تحزن بصدق..
أيقنت الآن أن الحب لا يناسبها أطلاقاً..
لإنها حين تشتاق .. تقسو،
حين تغار .. تجن،
حين تخاف .. تبتعد..
"فارس"..
رفرف قلبه فرحاً عندما رأها تبكي لأجله..هي ساحرة المغرور التي كانت تبغضه، وترمقها بنظرات ناريه تدل على كرهها له..
الآن تضمه لحضنها بحنان بالغ..جذبته لها أكثر تحثه على الميل برأسه قليلاً لتتمكن من فحص أثار جروحه بأعين منذهلة تفيض بالدمع.. تمسد بأصابعها الصغيرة على كتفيه كأنه صغيرها، وليس زوجها..
تقف على أطراف أصابعها لتستطيع تفحصه بدقة مردده بعدم تصديق..
"إزاي قدرت تعمل فيك كده؟..إزاي قلبها طاوعها تشوفك سايح في دمك؟!"..
ابتعدت عنه بضعة أنشات،ولكنها مازالت داخل حضنه، وكلتا يده ملتفه حولها..
نظرت للجرح الكبير الذي يشق صدره بصدمة، وانهمرت عبراتها أكثر وهي تربت على صدره بقبضة يدها، وكأنها تزيل ألمه بحنانها الشديد عليه الذي أثلج قلبه وجعل أنفاسه علقت بصدره، وهو يستشعر الذبذبات الحارة المنبعثة من ملمس بشرتها على جسدة..
رفعت يدها ببطء حتي وصلت لوجهه، وضعتها على لحيته، ونظرت لعينيه نظرة زلزلت كيانه،وهمست بصعوبة من بين شهقاتها مستفسرة..
"احكيلي يا فارس ليه عملت فيك كده؟!"..
تأوه دون صوت ..فصوتها وحده يدغدغه..تعمق النظر لعينيها، وتفهم أن تأثيرها بما حدث له جعلها كالمغيبة بتعاملها معه.. الواقفه أمامه الآن هي "إسراء" الأم التي تخيلت صغيرتها بمكانه، وتحاول منحه بعض من خوف وحنان الأم الذي حرم منهم..
تأكد ان مشاعر الحب لديها مازالت خاملة..
"بحبك يا إسراء".. قالها "فارس"
هامسًا بحميمية أيقظت كل مشاعرها الخامدة تجاهه مرةً واحدة..
فتحت عينيها على وسعهما بصدمة بعدما أدركت وضعهما، وأنها بين يديه داخل صدره العاري..
شعر بتخشب جسدها بين يديه.. فمال على جبهتها بجبهته، وأخذ نفس عميق يستنشق به أنفاسها المتلاحقه أثر شدة خجلها،
وهمس بلهجة أكثر خشونة و كأنه يثبت لها مشاعره و ملكيته إياها وحده..
"بحبك يا ساحرتي"..
قالها بصدق شديد ظاهر على ملامحه دفعها للإنهيار داخليًا و أطلقت أنفاسها المحبوسة برئتيها..
"فارس أرجوك"..
همست بها بضعف، وهي تحاول الإبتعاد عنه، وقد بدأ جسدها ينتفض بين يديه..
أحكم يده حولها، وتابع بلهفه داخل اذنها..
"متبعديش عني.. خليني أحكيلك، وأنا جوه حضنك"..
شعر بكفها يقبض على كف يده برفق.. فحتضن يدها الصغيرة بين يده القويه، وأصابعه تتخلل أصابعها و تشتبك بهم بقوة..
دفعته برفق تحثه على السير نحو إحدي الارائك..سار معها دون أن يبعدها عن حضنه.. جلست، وجذبته يجلس جوارها، وتحدث بنبرة حانيه..
"احكيلي يا فارس انا سمعاك"..
رفع يدها على شفتيه، ولثمها مرات ومرات بعشق شديد مغمغماً..
"كنت مستنيكي تحني عليا علشان كنت مستحيل احكي لمخلوق غيرك أنتي يا إسراء"..
دار بعينيه على المكان من حوله، وعاد ينظر لها بابتسامة حزينه مكملاً..
"شوفي كل دا.. القصر..الفلوس.. الناس الكتير اللي شغالين عندي، وحتي خديجة، ووالدي ووالدتي اللي غايبين عني بالسنين..لا حضورك كحضورهم، ولا غيابك عني كغيابهم"..
أمسك كلتا يدها، وجذبها عليه، وقام بلفهما حول خصره، وضم رأسها لصدره مقبلاً شعرها قبله رقيقة مطوله مكملاً بتنهيده عاشقه..
"سبحان من زرع بقلبي عشقك"..
وضع أنامله أسفل ذقنها ورفع وجهها جعلها تنظر له.. تأمل ملامحها بفتنان، وتابع بنبهار..
"أشتاق لك وحدك.. فليت كل من حولك أنا، وليت كل من حولي أنتِ.. دمتِ لي أميرتي، وملكة النساء بعيني"..
تعليقات
إرسال تعليق