رواية براء الفصل الرابع عشر 14 بقلم هنا سامح
رواية براء الفصل الرابع عشر 14 بقلم هنا سامح |
رواية براء الفصل الرابع عشر 14 بقلم هنا سامح
أخويا! أخويا إزاي ومن مين!
قالتها سلمى بصدمة، بينما زفر هو بضيق قبل أن يقول:
- اسمي جهاد وائل دمنهور.
- أخويا من بابا؟ وهو أنا كدا المفروض أصدقك! وإزاي دا حصل أصلًا! أنا مش فاهمة حاجة!
حرك رأسه وهو ينظر لها ويقول:
- هفهمك، بابا اتعرف على ماما واتجوزها ومقالش لحد، مش
قاطعته بصدمة:
- عرفي! مستحيل!
حرك رأسه برفض وهو يكمل:
- لأ مش عرفي، مكانش حد يعرف منه أهله وكدا، اتعرف على ماما واتجوزوا بعد ما والدتك اتأخرت في الخلفة، ماما ملهاش أهل وكانت محتاجة مساعدة ومكان تنام فيه، وشافت بابا ف لقاها فرصة وانه يبقاله ابن.
كانت تستمع له بصدمة ثم قالت:
- افرض إنتَ كداب!
حرك رأسه بنفي وقال:
- مش بكدب!
سألته بغضب وصوت عالي:
- وانا إيه اللي يخليني أصدقك! وهو أي حد ييجي يقولي أنا أخوكِ هخده بالحضن!
صرخ بغضب هو الأخر:
- وهو أنا قولتلك تعالي احضنيني! DNA.
قالت بإستغراب وتفكير:
-DNA?
قال مهاب بثقة:
- أيوة.
نظرت له سلمى ثم قالت ببرود:
- طب واشمعنى أنا؟ ما قاسم كدا يبقى أخوك لو انتَ أخويا فعلًا! ليه جبتني أنا وبالطريقة الهمجية دي!
حرك فمه بسخرية وهو يقول:
- وانا هعرف أجيبك منهم! دول عاملين حراسة عليكِ!
عبست بوجهها وقالت بسخرية:
- والله؟ ما كان ممكن تفهم قاسم ومتاخدنيش!
نظر لها وقال ببرود:
- والله بقى أنا أعمل اللي عايزه ومحدش يكلمني.
قال كلمته الأخيرة وهو يقترب منها، وأخذ خصلة من شعرها ف صرخت بألم وقالت:
- إنتَ عملت إيه يا حيوان!
رفع الخصلة أمامهما وهو ينظر لها بتمعن وأحضر ورقة من المنضدة بجانبها ووضع بها الخصلة.
لف الورقة جيدًا ووضعها بجيبه وقال:
- للتحليل؛ أنا عارف إنك أختي بس علشان تبقي على راحتك، النتيجة تطلع ونروح لقاسم.
ضيقت عينيها وقالت بإستغراب:
- وهو دا هياخد قد إيه؟
أجابها وهو يظبط ساعته:
- غالبًا التحليل بيطلع بعد أربع خمس أيام، بس معايا أنا ٢٤ ساعة بس.
عبست بوجهها مقلدة إياه بغيظ وهي تقول:
- يخرب بيت الغرور؛ معايا ٢٤ ساعة بس.
انتهبت لحديثه ف قالت بصراخ:
- لأ روحني إنتَ هتبيتني هِنا! زمان مهاب وقاسم قلقانين!
نظر لها بإبتسامة وقال:
- لأ متخافيش، أنا عارف وعامل حسابي، هم مش هيعرفوا يوصلوا على هِنا غير على الفجر وهتكون نتيجة التحليل طلعت.
فتحت عينيها على وسعيها بصدمة وقلق قائلة:
- إنتَ عملت فيهم إيه!
أردف هو بسخرية من خوفها:
- إيه يا بنتي مقتلتهوش متخافيش.
صرخت برعب:
- أومال قصدك إيه بكلامك؟
أجاب بإبتسامة جانبية جذابة:
- في حد مراقبهم، ولو عرفوا الطريق باعت رجالة تعطله شوية.
ضيقت عينيها وقالت:
- تعطل إيه؟
زفر بملل:
- الطريق؛ يخلوه زحمة يعني أو طوبتين يتحطوا شغل عصابات يعني.
نظرت له وشعرت بالأمان قليلًا، لا يؤذيها ويتحدث معها بهدوء والأفضل من هذا كله أنه هناك شبه بينه وبين والدها كثيرًا، حتى أنه يشبهه أكثر مما يشبه قاسم أباه.
أصدرت معدتها صوت غريب، ف نظرت له بإحراج ربما استمع له، لكن لم يستمع ف قالت:
- أنا جعانة؟
ابتسم لها جهاد بحنان وقال:
- أنا نسيت خالص، كويس إنك قولتِ.
سار اتجاه الباب ف أوقفته قائلة:
- هو انتَ اسمك إيه؟
ابتسم وقال:
- جهاد.
ثم ذهب للخارج، ف كررت هي بهمس:
- جهاد.
..........................................
كان مهاب يعبث بحاسوبه وبجواره قاسم وياسر وشاب أخر، قال مهاب للشاب:
- ها عرفتوا؟
- الصراحة أنا مش شايف، وشه مش واضح.
ضرب مهاب على المكتب بعصبية وقال:
- أومال أنا جايبك ليه! دقق تاني أنا عايز مراتي!
أردف ياسر بتوتر:
- يا مهاب إهدى مش كده!
- أهدى إيه احنا بقينا أخر النهار، شوية والدنيا هتليل!
أردف قاسم الجالس على المقعد بإرهاق وتوتر وخوف ومشاعر كثيرة:
- أنا مش عارف البوليس مكلمناش لدلوقت ليه؟
كاد مهاب أن يجيب لكن قطعه الشاب بقوله:
- تعرف تكبر الصورة وتبعتها؟
- ليه؟ عرفته؟
حرك الشاب رأسه بنفي وقال بتوضيح:
- في برنامج كدا بيوضح الصورة المشوشة اللي زي دي، هنقرب وشه وهنعمله بالبرنامج وهعرفه.
- تمام.
فعلوا كما قال وفي خلال ١٥ دقيقة كانوا انتهوا من الأمر وعرفوا الخاطف.
..........................................
- ينفع تحكيلي على ما النتيجة تطلع كل حاجة عنك؟ أنا عايزة أعرف؟
قالتها سلمى بفضول، ف ابتسم جهاد بحب وقال:
- أنا لقيتك انتِ وقاسم من ٤ شهور وكنت بحاول أجمع أي معلومات عنكوا وعرفت كل حاجة بالفعل.
بلعت رمقها بتوتر وقالت:
- كل حاجة؟
ابتسم بحزن ف هو أدرك مقصدها، ف حرك رأسه بنعم بأسف، ف تنهدت بحزن ونظرت للأرض.
اقترب منها بهدوء وجلس بجانبها وقال:
- لقيته وهندمه.
رفعت بصرها له باستغراب وقالت:
- لقيت مين؟
ابتسم بغموض وقال:
- الواطي اللي أذاكِ.
نظرت له بصدمة وقالت:
- لقيته؟
ابتسم وهو يحرك حاجبيه بخبث وقال:
- مرمي في المخزن بقاله أسبوع.
وضعت يدها على فمها تمنع شهقتها بصدمة وقالت:
- مرمي في المخزن! يعني هو معاك؟
حرك رأسه بثقة وقال:
- أيوة إيه رأيك بقى؟
زفرت بحزن وقالت بخوف:
- مش عارفة، مش مهم سيبه يخرج.
رد جهاد بإصرار وغضب:
- أسيبه يخرج إيه! هسيبه معايا شهر كدا أروقه وبعدين نرميه يعفن في السجن.
ضمت حاجبيها وقالت بإستغراب:
- بتعمل معايا دا كله ليه؟
أردف بتلقائية:
- علشان بحبك.
ابتعدت للخلف بصدمة وقالت:
- يا كداب! إنتَ مش قولت إني أختك!
ضحك مهاب بصدمة وغرابة وقال:
- بحبك ك أختي يعني في إيه؟ وبعدين عرفت إنك بتحبِ قاسم أوي ف قولت لازم أخد شوية يعني؟
أزاحت وجهها بإحراج وقالت:
- متقولش الكلام دا، أنا لسه معرفش إنتَ أخويا ولا لأ!
ضحك مرة أخرى وقال:
- أوكي.
عم الصمت حوالي ١٠ دقائق، ثم أردف هو بإبتسامة واسعة مستمتعًا بالحديث معها:
- إنتِ عارفة إنك على اسم ماما الله يرحمها؟ أكيد لأ.
حركت رأسها بنفي وقالت بإستغراب:
- غريبة؟
فكرت قليلًا وهو يبتسم ثم قالت:
- بابا اللي مسميني؟ شكله كان بيحب مامتك أوي؟
ابتسم بحزن وقال:
- ما شوفتهاش اتحرمت منها من أول ما اتولدت.
…
"صوت بكاء طفل رضيع يتردد في الأنحاء، يليها فتح الباب وظهور الطبيب ويحمل بيده الطفل الصغير، أعطاه له وأخذه هو بأيدي مرتعشة عندما استمع لقول الطبيب بأسف:
- البقاء لله؛ للأسف مقدرناش ننقذ الأم.
صرخ بدموع ووجع:
- لأ، سلمى."
…
نظرت له سلمى بحزن وقالت:
- الله يرحمها، ما تزعلش.
ابتسم وسط الدموع التي تجمعت في عينيه وقال:
- حاضر.
رن هاتف جهاد ف نظر به وجد الرجل الذي يعمل معه، ف غمز لسلمى وقال بضحك:
- الحبايب شكلهم على وصول.
نظرت له بغيظ ف ضحك وفتح الخط وقال:
- ها إيه الأخبار؟
- عرفوا المكان يا جهاد بيه وفي الطريق دلوقت.
ظل يحرك جهاد أصابعه بإستمتاع وقال:
- طب تمام إنتَ عارف هتعمل إيه.
- تمام يا بيه.
أغلق جهاد الخط ونظر لسلمى وجدها تنظر له بضيق وقالت:
- لو سمحت أنا خايفة عليهم، ما ينفعش اللي بتعمله ده!
أردف جهاد بصدق:
- يا بنتي مش هعمل حاجة والله هنعطل الطريق بس.
بادلته نظراته بضيق وقالت بملل:
- ينفع أخرج الجنينة أنا زهقانة؟
أشار برأسه للخارج وقال:
- اخرجي.
..........................................
في منتصف الليل قرب الفجر.
كان مهاب يقف أمام المزرعة وهو يعمر سلاحه ووضعه في جيبه، وبجواره قاسم وياسر الذي أصر على الذهاب معهم.
أسند مهاب ذاته على الحائط، وقفز إلى الجهة الثانية وهو يخرج سلاحه، يليه قاسم يليه ياسر.
قال ياسر بخوف:
- أنا خايف.
جز مهاب على أسنانه وهو يقول:
- ما تنشف يا لا في إيه!
أردف قاسم بتوتر:
- يلا بقى!
…
داخل المزرعة في الحديقة.
كان قد ظهرت نتائج التحاليل، وقف جهاد أمام سلمى وهو يشير بضحك للورق بيده:
- خدي يا أختي العزيزة، افتحي وشوفي.
ابتسمت له ثم أخذته وبدأت بفتحه، لم تتفاجأ كثيرًا؛ الوقت الذي قضته معه أكد لها احساسها أنه أخاها حقًا.
ارتمت بأحضانه وهي تلف يده حوله، بينما ابتسم هو وتلقائيًا ضمها له أكثر وهو يقول:
- أخيرًا، كان نفسي في الحضن دا من زمان.
- كدا ناقص قاسم، إنتَ عارف أنا قعدت معاك الساعتين دول أه بس أنا حبيتك فيهم أوي.
- وانا حبيتك من زمان.
في نفس الوقت دلف الثلاث رجال، وجحظت أعينهم وقفوا بصدمة بينما سار مهاب بصدمة ناحيتها وهو يراها تحتضن غيره.
استنشقت هي رائحته، ف رفعت رأسها تلقائيًا وجدته خلف جهاد الذي يحتضنها.
- مهاب! إنتَ فاهم غلط!
نظر لها بدموع خيبة أمل ورفع يده يصفعها.
..........................................
كانت تجلس على فراشها بملل وهي تعبث بهاتفها تتنقل بين برامجه، ظهرت رسالة واتساب فتحتها باستغراب، وجدت محتواها.
= هاي.
نظرت لصورة البروفايل وجدتها صورة تنتشر فيها اللون الأسود ومن الواضح أنها لولد ما.
قالت إنجي في نفسها:
- دي واضحة إنه رقم ولد! هخش أجرب.
= هاي.
= نتعرف؟
نظرت للهاتف ودقات قلبها تعلو، كانت تريد أن تزيل الرقم، لكن قالت في ذاتها، لم لا؟ أصدقائها جميعًا يتحدثون مع شباب ما عداها، ستجرب الأمر فقط وتلغي الأمر لاحقًا.
تعليقات
إرسال تعليق