رواية سجين عينيها الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم فاطمه عادل
رواية سجين عينيها الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم فاطمه عادل |
رواية سجين عينيها الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم فاطمه عادل
( في المستشفي )
خرج الدكتور من الغرفه .. وسار باتجاه ادم .. الذي اعتدل بوقفته عندما رآه .. جاهد في خروج صوته .. حتي نجح :_ هي كويسه ؟!
اخفض الدكتور عينه الي الاسفل قائلا بيأس
_ للاسف ..
قاطعه ادم سريعا بعدما وسعت عينيه .. ثم امسك الدكتور من ياقتي قميصه .. واحتلت العصبيه معالم وجهه .. فقد تجمعت الدماء في وجهه .. وبرزت عروقه من شدة عصبيته .. ثم قال بنبره غضب .
_ايه اللي انتا بتقوله ده .. اوعي تنطقها .. هي كويس سمعت .. كويسه .
كاد الطبيب ان يختنق .. فتدخل سيف وملاك سريعا ليفصلوا بينهم .. كل ذلك كان يحدث امام مني التي تمكنت الصدمه منها .فصل ملاك وسيف بينهم .. فعدل الطبيب من ثوبه .. ثم نظر الي ادم الذي يرمقه بنظرات غاضبه .. قائلا بتوتر .
_ احنا .. احنا لسه منعرفش حالتها ايه .. لما تفوق هنعرف .
نطق بأخر كلمه ثم فر مسرعا من امام تلك النظرات التي بثت الرعب في قلبه .. ثم دلف الي المكتب واغلق الباب خلفه و عدل من كرفتة بدلته بعدما سند علي الباب بارتياح :_ مجنون دا ولا ايه ؟!
ثم وضع يده علي رقبته واكمل بخوف :
_ دا كان هيقتلني .
نطق بكلمته الاخيره ثم دق باب المكتب .. تنهد قليلا ثم فتح الباب .. ليتفاجئ به امامه .
_ ا .. ادم بيه .
قالها بصوت متقطع .. وخوف ظاهر في لهجته .
تنهد قليلا ثم اجاب عليه بهدوء وهو يحك يده بمقدمة رأسه .
_ البني ادمه اللي في اوضة العمليات دي .. هتفضل كده ؟!
اجابه الطبيب وما زال الخوف يحتل معالم وجهه .
_ لا طبعا .. انا رايحلها اهو .
اشار له ادم بيديه حتي يتوجه الي الغرفه .. بعدما انزاح من طريقه .. فسار الطبيب سريعا في الممر ودلف الي الغرفه .. ولكن ادم لم يلحقه .. فقد سمع صوت نداء الله له .. حتي يناجيه ادم بكل اوجاعه وجوارحه بأن يشفي له حبيبته .. فسار بخطوات مرتجفه الي الخارج .. حتي توقف امام باب المسجد .. وعاد بذاكرته الي الخلف .
فلاش باااك .........
علا صوت نداء الله اليهم فنظرت ريم اليه قائله بهدوء :_ آذان الجمعه .. اقف نصلي علشان ربنا يسهلنا طريقنا .
نظر ادم من النافذه قائلا :_ ما تصلي لما نروح .
فأجابت بتلقائيه :_ علشان ربنا يوفقنا في اللي احنا رايحين نعمله .
وجد ان لا مفر فاجاب بيأس :_ طيب
ثم ركن سيارته بجانب المسجد قائلا وهو يشير لها بالنزول : اتفضلي .. وانا هستناكي هنا
حلت الدهشه معالم وجهها وقالت بصوت عالي بعض الشئ :_ نعم .. تستناني هنا ازاي يعني .. انتا مش هتصلي ؟!
خجل ادم من حديثها فهو مواظب علي صلاته .. ولكن خلف الاعين .. يصلي دون علم احد : طيب انا نازل اهو .
ابتسمت له بحب وبدأت توضح له بعض الاشياء قائله :_ النيه الاول في الوضوء .. وبعدين التسميه .. وبعدين ..
قاطعها سريعا : ايه في ايه .. انتي شايفه واحد كافر قدامك .
_ استغفر الله العظيم .. طب يلا علشان الخطبه بدأت .
دلفت ريم الي مصلي النساء ثم دلفت الي دورات المياه وتوضأت وكذلك ادم دلف الي مصلي الرجال .. ودلف الي دورة المياه لكي يتوضأ .
وجلس ادم يستمع الي الخطبه .. فهو اشتاق للمسجد .. منذ ان تركته رشا .. لم يدلف الي المسجد ابدا .. لكنه كان يصلي في غرفته .. بعيدا عن الاعين .
وكانت الخطبه عن اختيار الزوجه الصالحه .. فكل كلمه او صفه يقولها الشيخ .. يتذكر بها ريم .
واخر كلمه قالها الشيخ : اختاروا اللي تقدر تبني المجتمع .. بإنها تثبت في قلوب اولادها الدين والاخلاق السمحه .. اختاروا صح .
ثم اقام الشيخ الصلاه
بعدما انتهت الصلاه .. خرجت ريم .. بعدما صلت السنه .. ولكنها لم تجده .. انتظرته بجوار السياره .. وبعد قليل من الوقت .. وجدته خارج من المسجد مع الشيخ ابتسمت ريم
ثم ذهب اليها ادم وانطلقوا بالسياره .
افاق ادم من شروده علي صوت اقامة الامام للصلاه .. فدلف الي دورة المياه مباشرة .. ثم توضأ .. ودلف الي المصلي .. وقف في الصف بعدما فاته ركعتان .. دعا ربه وهو ساجد بقلب خاشع يدعوا الله بقلبه ليس بصوته .. ودموع تهبط بصمت لتخترق قلبه .. وما ان انهي صلاته .. حتي عاد الي المستشفي مره اخري .. وأمل كبير ولد بقلبه بعد صلاته .. وجد حمزه يركض بإتجاهه في اللممر .. والابتسامه ترتسم علي شفتيه .. فإزداد الامل لديه .. وركض هو الاخر .. حتي تقابلوا .
_ ريم فاقت .
قلب عاد لينبض .. روح عادت من موتها .. احاسيس غريبه يشعر بها .. توقف لسانه عن الكلام .. عاد الي الخلف بخطوات مبعثره .. ثم رسم ابتسامه علي شفتيه .. ودمعة نزلت من عينه .. وركض كسرعه البرق علي الدرج .. يضرب بأشخاص كثيره تقابله .. ولكنه لم يهتم .. حتي وصل امام غرفة العمليات .. فتحها بهدوء .. ولكنه لم يجدها .. احتلت معالم الخوف وجهه .. وعاد بخطواته الي الخلف .. حتي ضرب بشخص ما .. نظر اليه وجده حمزه .. الذي قال سريعا ما ان رآه :_ يا ادم هي في اوضه عاديه .. دي .
قالها وهو يشير بإصبعه الي غرفه مجاوره .. فدلف ادم الي الغرفه .. وهو ينظر الي تلك الراقده علي الفراش .. ويحاوطها الجميع .. فكانت مني تجلس بجوارها وتمسك بيدها .. ومحمد وسيف وملاك يراقبونهم .. اقترب ادم منها بخطوات صغيره .. وجلس علي الارض بجوارها .. وعيناه مسلطتان عليها .. فرت دمعه من عيناها .. وهي تنظر له .. ولكن يده كانت الاسرع .. ليزيل دمعتها .
_ انتي كويسه ؟!
قالها بنبره تحتلها القلق والخوف .. اومأت له برأسها .
_ الدكتور قال ان الحمدلله مفيش حاجه داخليه .. دا فتح واتخيط في راسها وخلاص .
رفع ادم نظره الي سيف الذي كان يتحدث .. ثم اخفض نظره اليها مره اخري .. وامسك يدها .. ثم قبلها قائلا :_ الحمدلله يارب .. اللهم لك الحمد والشكر .
فتح باب الغرفه فجأة ودلف الجميع من الخرج .. اتجه الجميع بلهفه باتجاه ريم .. نعم توحهت رقيه ويارا وسبقهم ساره التي لم تتوقف عن البكاء الذي ينهش بالقلوب .. وحنان .. وسناء .. حاوطوها من جميع الجهات .. جلست ساره بجوارها .. فمدت يدها ومسحت دمعه سقطت من عين والدتها .. قائله بخفوت :_ ماما .
ضمتها ساره الي صدرها .. وبكت بحرقه .. بحق كل سنوات الفراق التي مرت عليهما .
_ وانا ماليش حضن ولا ايه ؟!
قالتها حنان والدموع تهبط من عينيها .. والابتسامه علي شفتيها .. اومأت ريم له برأسها .. فإقتربت هي الاخري منها وضمت ريم .. ثم اشارت الي والدتها الثالثه سناء .. لكي تقترب منها .. فاقتربت وضمتها هي الاخري .. تحت نظرات الجميع .. خرج ادم من الغرفه .. بعدما همس لملاك في اذنه .. واتبعه ملاك .
وبعد وقت ليس بكثير .. دلف ادم الي الغرفه مره اخري .. ووجدهم ما زالوا علي وضعهم .
_ يلا ريم هتخرج .
اجابت مني بتساؤل :_ هتخرج ازاي يبني ؟!. وجرحها .
_ الدكتور قال تخرج عادي .. يلا بينا .
ثم اقترب منها .. وامسك بيدها .. ووجه حديثه الي ساره :_ اسنديها معايا يا طنط .
اجابت ساره بتلقائيه :_ حاضر .
نظر لها ادم وسميره بذهول .. اهي الان تتحدث .. اقتربت سميره منها .. ووضعت يدها علي خدها .. قائله والابتسامه تزين ثغرها :_ انتي بتتكلمي يا ساره .
اومأت ساره لها برأسها قائله :_ بنتي حبيبة قلبي بقت قدام عيني .. والحمدلله صوتي رجعلي .
قالت جملتها ثم اقتربت من ريم لتسندها .. فاقترب ادم هو الاخر .. ولكنه قام بحملها .. وساروا جميعهم الي الخارج .. وركبوا سياراتهم .
وصلوا الي القصر .. فإستأذن ادم منهم حتي يتركها ترتاح قليلا .. فصعد الي غرفته وهو يحملها .. ثم وضعها علي الفراش .. وجلس بجوارها .. وامسك بيدها .. ثم قبلها .. فألقت بنفسها بين احضانه .
_ أنا مش عارف كان هيجرالي ايه لو كان حصلك حاجه بسببي .
رفعت رأسها اليه قائله :_ والحمدلله ربنا ستر .
ابتسم لها قائلا :_ ارتاحي انتي شويه .. انا نازل تحت .
اومأت له برأسها .. ثم مددت علي الفراش .. فهبط هو الي الاسفل .. وجد الجميع يجلسون .. منسجمون مع بعضهم .. الي ساره التي عيناها مسلطه علي الدرج .. وما ان لمحته يهبط .. حتي نهضت سريعا قائله بقلق :_ هي عامله ايه ؟!
ابتسم ادم لها واجاب :_ كويسه .. بس بترتاح شويه .
جلس ادم معهم .. ولكنه لم يهتم الي حديثهم .. توقفوا عن حديتهم عندما رأوا الضابط يقف علي باب القصر .. انقبض قلب الجميع .. فنهض ادم من مجلسه .. وتوجه اليهم سريعا .. واتبعه الرجال الذين كانوا يجلسون معهم .
فاردف محمد متسائلا :_ خير يا حضرة الظابط .
اجاب الضابط بجديه :_ مطلوب القبض عل عواطف عبد السميع .. بتهمة الخطف والابتزاز .. والتحريض علي الفجور .
صدم الجميع من ما سمعه .. فقال عبدالرحمن بعدم تصديق :_ ايه اللي بتقوله ده .. انتا اكيد غلطان .
اخرج الضابط هاتفه من جيبه .. وشغل شريط الفيديو .. واعضي الهاتف لعبدالرحمن .. الذي انصدم صدمة حياته من ما رآه .. ثم نادي بصوت يحتله الغضب والعصبيه :_ عواطف .
هبطت عواطف سريعا من علي الدرج .. وهي تقول اثناء نزولها بصوت عالي بعض الشئ :_ في ايه ؟!.. بتعلي صوتك كدا ليه ؟!
صمتت نهائيا عندما رأت الضابط يقف في منتصف القصر .. والجميع مجتمعون حوله .. اقترب عبدالرحمن منها .. ثم نزل بصفعة قوية علي وجهها .. قائلا :_ انتي انسانه قذره وحقيره .. انتي طالق .
ثم التفت الي الخلف .. موجها كلامه للضابط
_ اتفضلوا اقبضوا عليها .
هربت الكلمات من فمها .. فاقترب سجن حياتها .. نجحت في اخرج صوتها قائله :_ دا كذب .
نزل عبدالرحمن بصفعه اخري علي خدها .. ووجهه اشتعل احمرارا من شدة عصبيته .
_ ما تبطلي كدبك دا بقا .. يلا خدوها .
اقترب مساعد الضابط منها .. ووضع الكلبشات في يديها .. واخذها الي سيارتهم تحت نظرات الجميع التي تحمل الصدمه .
.
.
يا ترا ايه اللي هيحصل في عواطف ؟!
وهترجع تاني ولا لا ؟!
وريم هترجع مع والدتها ولا هتفضل مع جوزها ؟!
.
تعليقات
إرسال تعليق