رواية سجين عينيها الفصل السابع والعشرون 27 بقلم فاطمه عادل
رواية سجين عينيها الفصل السابع والعشرون 27 بقلم فاطمه عادل |
رواية سجين عينيها الفصل السابع والعشرون 27 بقلم فاطمه عادل
( في قصر الشرقاوي )
كانت ريم جالسه علي فراشها .. ترتل بعض آيات الله .. وتدعوا الله حتي يتوقف ادم عن ما يفعله .. فرغم انها كانت ستنهيها .. الا انها ارادت ان تستر عليها والا تفضحها .. قطع ترتيلها صوت طرقات الباب .. كادت ان تجيب .. ولكنها تذكرت سريعا .. ونهضت من مجلسها .. عدلت من حجابها .. ثم فتحت باب الغرفه .. وكانت المفاجأه انها هي من تقف امامها .
فأردفت وهي ترسم ابتسامه مزيفه علي ثغرها
_ اخبارك ايه ؟!
لتظهر ريم معالم الخوف علي وجهها .
دفعت ريم بيدها .. واغلقت باب الغرفه خلفها .
قائله بعصبيه :_ انتي ايه .. مبتحرميش .. ما تتهدي بقا وتبعدي عننا .
ظهرت معالم الخوف المزيفه علي وجه ريم لتكمل عواطف بعدما رسمت ابتسامه علي ثغرها
_ مالك خايفه ليه ؟! .. متقلقيش انا مش هعمل حاجه فيكي تاني .. كفايه اللي عملته .
ضحكت كالمجنونه ثم اكملت وهو تدور حولها :_ ايوه .. انا اللي اتفقت مع أيمن .. اتفقت معاه علشان ياخد اغلي حاجه منك .. دفعتله فلوس .. ومحدش يعرف اي حاجه .
توقفت خلفها وقالت بالقرب من اذنها .
_ اخد منك شرفك .. وكرامتك .
دارت مره اخري حولها .. لتكمل :_ انتي عارفه لو ادم عرف ان انتي حصل معاكي كده .. هيرميكي ومش هيسأل فيكي .. لما يعرف ان واحد تاني لمسك .
ت
وقفت امامها ونظرت الي عينيها قائله بهدوء :_ وانا هفضحك .. مش قدام ادم بس .. قدام العيله كلها .
امسكت بذقنها من الاسفل حتي ترفع عيناها اليها وارتسمت ابتسامه علي ثغرها :_ علشان نخلص منك .. عارفه ياريم .. انا لحد دلوقتي مش عارفه سبب كرهي ليكي .. بس عارفه اني بكرهك .
_ واحنا كمان مش بنطيقك .
نظروا خلفهم الي مصدر الصمت .. فوجدوه يقف علي باب الغرفه .. بعدما فتحه .. ويضع يديه الاثنان في جيبه .. مشي الي الداخل بخطوات ثابته .. وصعد الي الفراش .. ثم مد يده ليجلب كاميرا صغيره .. متصل بها مسجل للصوت .. نظرت اليه بذهول .. فقد انفضح امرها امامه .. انها النهايه الساحقه لها .
_ كل شئ هيتكشف انهارده .
قالتها ريم لتزيد من صدمت تلك الواقفه امامهم .. فاتحه فمها .. تحول نظرها بينهم .
هبط من علي السرير .. وهو يحمل تلك الكاميرا الصغيره في يديه .. وضع ذراعه علي كتف ريم .. ونظر الي عواطف .. ورسم الابتسامه التي زينت ثغره .. قائلا ببرود
_ مالك مصدومه ليه ؟! ايوه ريم بتتكلم .. الفضيحه هتبقا علنا بقا .. في خطوبة بنتك .. مش دلوقتي .. تخيلي بقا .
نظرت اليه بغير تصديق ليكمل قائلا
_ لا ومش كده وبس .. انا معايا تسجيل بمكالماتك مع ايمن .. وصور ليكي وانتي بتدفعيله الفلوس .. و طبعا التسجيل بتاع دلوقتي .. عارفه يعني ايه ؟!
اقترب منها والابتسامه تزين ثغره
_ يعني هحبسك .
جلس علي الاريكه .. واضعا قدم فوق اخري .
_ تهمة تحريض علي الفجور .. فيها من سنه لحد تلات سنين سجن .. جهزي نفسك بقا .
_ دي كدابه .. انتا صدقتها يا ادم .. انا مستحيل اعمل كده .
قالتها عواطف بعدما اقتربت منه .. وامسكت بذراعه .. ونزلت دموعها المصطنعه .. ولكن ادم امسك بيدها .. وازالها من علي ذراعه قائلا بهدوء
_ بره .. نتقابل في الحفله .
نهضت من مجلسها .. وازالت دموعها بيدها .. ونظرت اليهم بنظرات كره وحقد .. وسارت بإتجاه الباب .. ثم توقفت عند الباب .. قائله بدون ان تلتفت اليهم :_ هتندموا .
ثم خرجت من الغرفه دون ان تضيف كلمه إضافيه .
نهض ادم من مجلسه وسار بإتجاهها .. ثم ضمها الي صدره .
_ بقا دي اللي كنتي مش عيزاني افضحها ؟! .. شايفه كلامها .
رفعت رأسها .. ثم امسكت بيده .. ونظرت الي عينيه.
_ ادم بلاش السجن الله يخليك .. وبلاش نفضحها .. ربنا امر بالستر .. وهي عرفت غلطها .. دا غير اننا هنضيع فرحة رقيه ويارا .
سحب ادم يده من بين يديها الاثنين .. واحتلت العصبيه معالم وجهه
_ غلطها ايه اللي عرفته .. كانت هتضيعك يا ريم .. انتي كده ازاي .. دي لما عرفت اني عرفت كل حاجه .. بدأت تكدبك انتي .
اقتربت منه مره اخري .. وامسكت بيده .. وقالت بنبره هادئه :_ وربنا سترها معايا .. يبقا نسترها احنا كمان .
ابتعد عنها وعيناه اشتدت احمرارا من عصبيته .
_ انتي ليه كده .. طيبة قلبك دي هتوديكي في داهيه .. انا هعمل اللي متفقين عليه يعني هعمله .
ثم تركها .. وخرج من الغرفه .
قابل رقيه علي باب الغرفه .. فقالت بتوتر من عصبيته الزائداه عن حدها .
_ مالك يا أبيه .. صوتك عالي كدا ليه ؟!
تركها دون ان يجيب عليها .. فدلفت الي غرفتها .. لتستكمل تجهيز نفسها الي الحفل .
__________________
انه الميعاد المنتظر .. ميعاد الحفل .. فكان منهم من يطير فرحا .. ومنهم من يقتله الشوق .. ومنهم من يخطط ويدبر .
كانت ريم جالسه في الغرفه .. تفكر في ما سوف يحدث لعواطف .. وتدعوا ان يتراجع ادم عن ما سيفعله .. وتفكر في سبب تأخيره لهذا الوقت .. فالحفل سوف يبدأ .. دق باب غرفتها .. فعدلت من حجابها .. وفتحت الباب .. لتجد مني تقف علي باب الغرفه .. والابتسامه تزين ثغرها .
_ ايه ده .. انتي لسه ملبستيش .. يلا علشان عيزاكي تنزلي مع رقيه .
كادت ريم ان ترد ولكنها تذكرت .. فأومأت لها براسها .. بعدما رسمت ابتسامه علي ثغرها .
تركتها مني ودلفت الي غرفة رقيه .. التي كانت تجلس امام المرآه بإرتباك .. بدت كالاميره .. بفستانها الوردي البسيط .. وحجابها الوردي ايضا .. وجزمه باللون الابيض .. ابتسمت مني واقتربت منها .. وضمتها الي صدرها .. ونظرت الي المرآه .. لتنظر الي وجه ابنتها الحبيبه .
_ يا روحي علي القمر .. كبرتي وبتتخطبي يا روكا .
لتبتسم رقيه ثم هبت من مجلسها .. وضمت والدتها هي الاخري .
ثم خرجت من حضنها .. فقالت مني
_ يلا يا حبيبتي .. جاهزه ؟!
اومأت لها رقيه برأسها .. فساروا بإتجاه الباب .. وما ان فتحوه .. حتي وجدوا ريم تقف امامهم .. القت رقيه بنفسها في حضنها .. لتضمها ريم هي الاخري .
_ انتي عارفه اني اتمنيت كتير اوي انك تكوني معايا في اليوم ده ؟!
ربتت ريم علي ظهرها .. فعادت رقيه الي موضعها .
_ يلا يا بنات اتاخرنا المعازيم كلهم تحت .
ساروا الي الاسفل .. واثناء نزولهم علي الدرج .. كانت ريم تمسك بيد رقيه .. وعينيها يبحثان عنه في كل مكان .. وما ان وجدته .. حتي ابتسمت له .. فبادلها الابتسامه .. ثم سار بإتجاههم .. كانت ريم تظن انه يأتي لاصطحابها .. ولكنه خالف توقعاتها .. وامسك بيد رقيه .. ثم ضمها الي صدره .. واخفض رأسه الي مستواها .. قائلا بهمس :_ أنا اسف علي اللي هعمله .. سامحيني .
نظرت اليه بإستغراب .. وكادت ان تتحدث ولكنه قاطعها سريعا :_ يلا علشان احمد مستني .
امسك يدها مره اخري .. وتوجه الي احمد .. الذي كان يقف وبجواره بعض اصدقائه .. وما ان اقترب ادم منه .. حتي تركه اصدقائه .. صعدت رقيه الي المسرح .. وجلست علي مقعدها .
_ ايه القمر ده ؟!
قالها احمد وهو ينظر اليها .. فابتسمت ولكن سرعان ما تلاشت ابتسامتها سريعا .
_ انا اسف يا رقيه .. والله العظيم كنت جاي تعبان .. انا غلطان يا ستي .
نظرت له رقيه وابتسمت ابتسامه زينت ثغرها فأكمل بمرح :_ ياه .. مش كنا كتبنا الكتاب ؟!
ضحكت علي طريقته المرحه
...............
في الجهه الاخري من المسرح .. كان ذاك العاشق الولهان ينتظر معشوقته .. حتي رآها تهبط علي الدرج برفقة اخيها سيف .. كانت ترتدي فستانا بسيط باللون السماوي .. وحجاب بنفس اللون .. وجزمه بيضاء .. فإبتسم بحب .. فهي محبوبته منذ الطفوله .. يحلم بذلك اليوم .. وها قد تحقق .
..............
كانت تقف بجوار المسرح بمفردها .. خلف شاشة العرض .. لم يراها احد .. ولكنها تري الجميع .. كانت تتابعه بنظراتها .. ولكنها احست بشئ يوضع علي فمها .. وغابت تماما .
................
وصلت عائله الحاج سعد الي القصر .. وهم ينظرون الي القصر بتعجب .
_ ايه ده ؟! .. دا كله بيت ؟!
قالها أمين وهو ينظر الي القصر ببلاهه .. فرد عليه السائق :_ اتفضلوا انتو .. ادم بيه منتظركوا .
دلفوا الي القصر .. ونظرات التعجب باديه علي وجههم .. وقفوا في الحديقه .. ينظرون الي الناس التي تدخل وتخرج .. لا يدروا ماذا يفعلوا .. فقطعت سناء صمتهم :_ فين ريم .. انا عايزه اشوفها .
فاجابها الحاج سعد :_ هنلاقيها ازاي .. انا مش عارف نعمل ايه .. انا حاسس اننا تايهين .
فقال امين :_ تعالوا ندخل كده ورا الناس اللي بتدخل دي .
سمعوا اليه .. ودلفوا الي القصر .. وما ان رآوه من الداخل .. حتي سرحوا به .. ولكن سناء كانت مشغوله بالتفكير بإبنتها الحبيبه .
.............
لم يمر الكثير من الوقت .. حتي اتت ساره بصحبة والدتها .. ولكنها لم تكن علي علم بأنها ستقابل ابنتها .. فقد دعاها ادم الي الحفل .. واصر علي مجيئهما . رأت سميره أدم .. فلاحت له بيدها .. ولكنه لم يراها .
وبعدها دلفت عائلة الشيخ سعيد .. الذين كانوا يبحثون بنظرهم عنها .. ثم وقفوا عند مدخل القصر .. ينتظرون مجيئ أيمن .. فهم لا يعرفون غيره .
...........
قد أتي ميعاد تلبيس الخواتم .. ثم انهوها بعد وقت قصير .. وبعدها امسك ادم بالميكرفون واقترب من رقيه واحمد .. وامسك بيدها .. وتحدث
_ الف مبروك لأختي وبنتي وحبيبة قلبي رقيه .. وألف مبروك لأحمد طبعا .
ثم اقترب من يارا وطارق .. واكمل
_ وألف مبروك لحبيبي .. وصديق عمري طارق .. ولبنت عمي واختي يارا .
توقف عن الكلام للحظات وأكمل
_ بس في حاجه لازم تتعرف انهارده .
اقترب من شاشه كبيره بجوار المسرح .. واخرج فلاشه من جيبه .. وما ان وضعها في المشغل .. حتي انطفأ الضوء تماما .. وتعالت اصوات الجميع .
_ لو عايز مراتك عايشه .. ارجع عن اللي بتعمله ده .. وتعالي ورايا علي الجنينه .
قالتها عواطف بهمس في اذنه .. فأحس بسكين تقطع في قلبه .
عاد الضوء مره اخري .. وهو ينظر حوله كالمجنون .. لا يدري ماذا يفعل .. فخرج الي الحديقه .. تحت نظرات الجميع .. رآها تقف بجوار شجره .. فاقترب منها سريعا .. وقال بهلع :_ ريم فين ؟!
فتحت هاتفها .. ومدت يدها به امام عينه .. ليشاهد ادم حبيبته وهي مكبله بالاحبال .. ويوضع علي فمها قطعه لاصق صغيره .. ولكنه لاحظ شئ .. فهو يعلم هذا المكان جيدا .. كاد ان يغادر ولكنها امسكت بذراعه .
_ ال Usb اللي معاك .. بدل ما بتليفون واحد مني هقتلهالك .
_ يبقا تلمسي شعره واحد بس منها .
قالها ادم وعيناه تشتعل احمرارا .. وصوته يحتله الغضب . ابتسمت بإستهزاء قائله
_ دي تحت ايدي .. فاهم يعني ايه ؟!
اخرج من جيبه ال Usb والقاه بوجهها .. ثم اخذ سيارته .. وانطلق بها بسرعة البرق .
...............
وصل الي المكان الذي يعرفه جيدا .. ودلف الي الداخل .. ولكنه رأي عددا من الرجل ليس بقليل .. فخرج مره اخري .. واخرج هاتفه .. ثم دق علي ملاك .
ولم يمر الكثير .. حتي اتي ملاك بصحبة حمزه .. وسيف .
دلفوا الي الداخل مره اخري .. ولكن قابلهم ثلاثة رجال علي باب الغرفه .. واربعه اخرون يجلسون علي طاوله .. يشربون الخمر .
سحب ادم كرسي سريعا .. وضرب بهم جميعا .. مثلما كانت تهبط ضربته .. فقد كان عقله غائبا تماما .. وتوجه حمزه وسيف وملاك الي تلك المخمورين .. فقد برحوهم ضربا .. فلم يكن الامر صعب عليهم .. دلف ادم الي الغرفه .. ولكنه رآها ملقاه علي الارض .. والدماء يحاوطها .. فعاد الي الخلف .. وهو يهز رأسه بعدم تصديق .. حتي التصق بالحائط .
.
تعليقات
إرسال تعليق