رواية سجين عينيها الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم فاطمه عادل
رواية سجين عينيها الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم فاطمه عادل |
رواية سجين عينيها الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم فاطمه عادل
( في قصر الشرقاوي )
اجتمعوا جميعهم علي العشاء .. بعد ما انتظروا ادم كثيرا .. ولكنه دق اليهم ليطمنهم علي نفسه .. ويخبرهم انه سوف يتأخر .
كانت عواطف تنزل من علي الدرج .. وهي في غاية سعادتها فقالت بابتسامه
_ مساء الخير .
فرد الجميع عليها .
_ مساء النور .
جلست عواطف علي مقعدها .. وبدأت في تناول عشائها .. وهي تدبر مكيده اخري لايقاع شخص اخر .. ولكنها افاقت من شرودها .. علي دخوله ومعه الفتاه الذي يحملها الفاقده للوعي .
الصدمه كانت حليفة الجميع .. فسؤال واحد يدور في خاطرهم .
_ ايمكن ان تكون ريم ؟!
اقترب ادم منهم وهو يحملها .. ثم وضعها علي الاريكه .. وقفوا جميعهم من مجلسهم .
جلس ادم علي الاريكه بجوارها ورفع احد حاجبيه بإستغراب وتنهد قليلا
_مالكو مصدومين كدا ليه ؟!
ركضت رقيه نحوها .. وجلست بجوارها .. ودموعها تتساقط علي وجنتها .. ظلت تضرب ريم بأناملها الصغيره بخفه قائله بدموع .
_ ريم .. حبيبتي مالك فيكي ايه ؟!
لم تستجاب ريم معها .. فمسحت رقيه دموعها بكفيها .. ثم نظرت الي ادم وقد رسمت ابتسامه زينت شفتيها
_ ريم رجعت .. ريم رجعت يا أبيه .. انا محتاجاها اوي .
اقتربت مني منهم وارتسمت ابتسامة فرح علي وجهها ممزوجه مع صدمتها
_ الحمدلله انها رجعت .
_ هي مالها ؟!
سؤال سأله ادهم .. جعلت نيران الغيره تشتعل بقلبه ... ولكنه سيطر عليها .. قائلا جملته التي جعلته يهدأ بعض الشئ
_ اولا .. انا وريم اتجوزنا .
صدمه خيمت علي الجميع .. فأكمل ادم ليزيد من صدمتهم وزهولهم
_ انا لقيت ريم انهارده .. واتجوزتها لأسبابي .. واظن دا من حقي .
افاقت عواطف من صدمتها لتسأله
_ هي بتتكلم ؟!
نظر لها الجميع بإستغراب .. بينما ادم اجاب عليها وهو يرفع احد حاجبيه رغم انه يعلم سبب سؤالها
_ وانتي عرفتي ازاي انها مش بتتكلم ؟!
توترت أجابت بصوت متقطع
_ اصل - اصل يعني .
قاطعهم محمد بعصبيه بعدما افاق من صدمته فإبنه الذي يحلم بأن يزوجه بيده تزوج دون علمهم .
_ ايه اللي بيحصل ده .. روحت اتجوزت من ورانا .. وتقول عندك اسبابك ؟!
فأجاب ادم بعصبيه
_ دي حياتي .. اظن اني حر في اي قرار انا اخده .
فسألت عواطف بصوت متقطع بسبب توترها
_ طب هي - هي مالها مصحتش ليه ؟!
اجاب ادم بحزن مصطنع وكانت الصدمه الاكبر للجميع
_ وانا راجع من الاجتماع .. لقيتها مرميه في شارع فاضي .. مفيش فيه حد .. اخدتها علي المستشفي .. وكلمت طارق جاب المأذون واتنين شهود معاه وكتب علينا .. بس مش عارف مالها .. عمال اسألها مين عمل فيها كده .. مش بترد عليا .. الدكتور قالي انها فقدت النطق .
تنهدت عواطف بإرتياح .. فنظر اليها الجميع .. فتحدثت سريعا لكي تبرر موقفها : الجو حر اوي .. هطلع اقعد في الجنينه .
خرجت عواطف .. ونظر لها ادم نظرة توعد .
فسألته مني : طب هي وافقت علي الجواز .
ابتسم ادم ونظر الي ريم وقال : ايوه .. عن اذنكوا هنطلع نرتاح شويه .
.....................
( في شقة عائلة حسام )
طرق الباب .. ففتحت سلمي الباب .. بعدما ارتدت ازدالها .. ظل يحدق بها كثيرا .
نظرت له سلمي بتأفف : نعم يا اخينا .. خير ؟!
افاق من شروده علي صوتها : ها ؟!
نظرت سلمي اليه من اعلي الي اسفل : حضرتك عايز حاجه ؟!
اجاب عليها : ايوه .. كنت عايز حسام .
سلمي بتسائل : وانتا تعرف حسام منين .. احنا لسه جايين من البلد .
ف
أتي حسام من خلفها وهو يجفف وجهه بالمنشفه : بتكلمي مين كده يا بت ؟!
فأجابت سلمي بتقزز : واحد عايزك .
وما ان رآه حسام .. حتي انصدم .. فهو مدير عمله .. وهو من قدم لهم مكان للعيش فيه .. فهو له عليهم افضال كثيره .. من قبل ان يبدأ حسام عمله .. فقال حسام بصدمه وارتباك : حمزه بيه !
نظرت سلمي اليه .. واحمرت وجنتها .. ونظرت الي الارض .. ثم ركضت سريعا الي الغرفه .
فصمت حسام .. لم يدري ماذا يقول لما فعتله اخته .. فهو ادرك انه سيقوم بطردهم الآن : انا اسف يا حمزه بيه .. وعارف ان حضرتك هتطردنا .. وطبعا ليك الحق في اللي هتعمله ، انا تحت امر حضرتك .
ضحك حمزه بشده لما يقوله .. حتي برزت عروقه من شدة ضحكته .. فنظر له حسام بإستغراب .. فتوقف حمزه عن نوبة الضحك قائلا : مش هتقولي اتفضل ولا ايه ؟!
ن
ظر له حسام بصدمه وسرعان ما رسم ابتسامه علي شفتيه
اتفضل طبعا .
دلف حمزه الي الداخل .. وجلس علي الاريكه .. ونظر حوله : يارب تكون الشقه عجبتكوا .
حسام وهو علي حالة صدمته : طبعا .
ضحك حمزه قليلا ثم قال : انتا طبعا مستغرب انا ازاي كده .. انا هقولك .. انا واحد باخد كل حاجه هزار .. مش عايش الدنيا جد .. فمش كلمتين اختك قالتهم .. هيخلوني اطردكوا .
جلس حسام علي الاريكه المجاوره له بعدما ارتاح عند سمعان كلماته : انا اسف بالنيابه عنها .. بس هي دبش كده علي الطول .
اخذ حمزه كوب الماء من علي المنضده التي امامه .. وارتشف منه بضع الماء .. ثم وضعها في موضعها .. ونظر الي حسام قائلا : يبني مالك في ايه ؟! .. انا قولتلك الموضوع مش في دماغي اصلا .. المهم انا جيت اطمن انكوا استلمتوا الشقه . هبعتلك السواق بكره ياخدك الشركه .. يلا عن اذنك .
نهض حمزه من مجلسه .. ثم نهض من مجلسه .. وهم بالخروج .. ولكنه التفت اليه ورسم الابتسامه علي شفتيه
_ بقولك ايه .. لو اختك دي محتاجه شغل .. اسلوبها دا هينفع في الشغل جدا .
ابتسم حسام فهو ظن انه يمزح معه فأكمل ليكمل مزحته
_ وماله .. بالمره نبقا انا وهي مع بعض .
سعد حمزه لموافقته فهو لا يعلم انه يمزح فقط
_
هستناكوا بكره انتو الاتنين .
خرج حمزه دون ان ينتظر رده .. تاركا اياهم في دهشتهم .. تلك العيون التي كانت تراقبهم من خلف الاستار تفكر في سبب طلبه
_ معقوله يكون عايز يعمل فيا زي اللي بيحصل في الروايات .
صمتت قليلا ثم اكملت بصوت خافت وظهرت معالم الخوف علي وجهها :_ يلهوي عايز ينتقم مني .
ثم ابتسمت واكملت : _ بس بعدها هيحبني
خرجت بعد ما تأكدت انه رحل .. وقفت بجوار اخيها الذي حلت الدهشه علي معالم وجهه .
_ حسام
اجاب عليها وهو يحدق بالفراغ
_ مجنون دا ولا ماله كده
امسكت بذراعه لكي ينظر اليها
_ فعلا .. بس ايه رأيك لو نوافق ..؟!
نظر لها بذهول :_ نوافق علي ايه يا بت انتي .. دا باين عليه مجنون .. وبعدين انتي واخده الثانويه بس .. مش هيوافقوا عليكي .
نظرت الي الارض وسقطت دمعه من عينيها .
_ انا بس عايزه اساعد معاك .. ودي فرصه جاتلي لحد عندي .. نقوله ان انا معايا دبلوم ثانوي .. لو وافقوا عليا تمام .. موافقوش خلاص .
ندم علي ما قاله لها .. فهي توقفت عن دراستها لانها لا تريد ان تكون عبء كبير عليه .. وهو الان يسخر منها .. امسك ذقنها بأطراف اصابعه .. ورفع رأسها اليه .. لتنظر اليه بعيناها المدمعتين .. فتآكل قلبه عليها .
_ انا اسف يا حبيبتي .. مش قصدي والله .. سامحيني ومتزعليش مني .
القت بنفسها بين احضانه .. بعدما سمحت لدموعها بالنزول مره اخري .. وتحدثت من وسط بكائها .
_ متتأسفش يا حبيبي .. انا مقدرش ازعل منك مهما تعمل معايا .. انتا مكان بابا الله يرحمه .. ولو مش موافق علي الشغل انا مش هعترض .
قالت كلماتها الاخيره من وسط شهقاتها .. ليضمها هو الاخر .. بعدما اوجعه كلماتها .
_ انا موافق يا حبيبتي علي شغلك .
ثم اخرجها من بين احضانه و امسك بكتفيها .. ورفع رأسها اليه باطراف اصابعها .. ومسح دموعها .
_ سلمي مفيش عندي اغلي منك انتي وماما عندي .. انا بستقوي بيكوا .. بلاش توريني دموعك دي .
ارتمت بين احضانه مره اخري .. وقد زينت الابتسامه شفتيها .
_ حاضر يا حبيبي .. ربنا يخليك لينا يارب وميحرمناش منك .
ابتسم هو الاخر :_ ولا يحرمني منكوا .
..................
( في قصر الشرقاوي بغرفة ادم خصيصا )
وضعها علي الفراش .. وجلب كوب من الماء .. بلل يده .. ثم مرر يده علي وجهها بلطف
_ ريم فوقي .. يا ريم .
فتحت عيناها .. فقد انتهي مفعول المنوم .. الذي يمتد لساعتين فقط .. حولت نظرها الي جميع اركان الغرفه .. فهذه المره الاولي التي تراها .. ثم نظرت الي ادم .. الذي كان ينظر اليها وابتسامه تزين ثغره .. شاردا ببرائتها .. اعتدلت في جلستها .
_ ايه كل حاجه تمت زي ما اتفقنا ؟!
افاق ادم من شروده علي صوتها
_ ايوه بس انا مقلتش انك في غيبوبه زي ما كنا متفقين .. اول ما وصلنا القصر .. حسيت ان فكرة انك في غيبوبه وبعدها تفوقي فاقده النطق .. هتاخد وقت علي الفاضي .. افتكرت كلام الدكتور اللي كان قايله لوالدتك .. وهو اللي انقذني .
ابتسمت بحزن فطال شوقها حتي تراها
_ نفسي اشوفها اوي يا ادم .
امسك ادم برأسها .. وقبل جبينها وابتسامته لم تفارق شفتيه :_ لازم اخد حقك الاول .. هما يومين بالكتير وهتعترف .
ابتسمت بخجل من تقبيله لها بعدما احمرت وجنتيها .. حاولت تغيير الموضوع .
_ بس احنا شغالين كدب في كدب .
نظر لها ادم بحب :_ كله كدب ما عدا جوازنا .. هو الحاجه الوحيده الحقيقه في الموضوع ده .. واجمل حقيقه في حياتي كلها .
ليتذكر ادم ما فعلته به ريم عندما اخبرها بخطته .
فلاش بااااك............
هبت ريم واقفه واحتلت العصبيه معالم وجهها
_ نعم ! .. انتا عايز تشيلني .. لا طبعا انا مش موافقه .
وقف ادم هو الاخر وعلب عينه بعينيها دليلا علي شوقه الي تلك العينين التي تروي عطش عينيه .. فقال بعصبيه مصطنعه
_ ما انتي هتكوني غايبه عن الوعي .. يعني مش عليكي ذنب .
لوت شفتيها لعدم تفهمه لكلامها :_ يا ربي .. بس عارفه .. عارفه ان ذنب كبير هيحصل .. وكمان متفقه عليه .. يبقا عليا ذنب وذنب اوي كمان .
رفع احد حاجبيه وقد ثارت الدماء في عروقه واحمر وجهه من تذكره لما حدث .
_ ما الحقير اللي اسمه ايمن شالك .
هدأت ريم حتي يهدأ قليلا وقالت بنبره هادئه
_ دي حاجه كانت خارج ارادتي .. انا مكنتش اعرف انه هيعمل كده فهمت .
صمت ادم قليلا .. يبحث عن حل لهذه المعضله .. ثم ابتسم لاستحسانه لذلك الفكره .
_ تتجوزيني ؟!
احمرت وجنتي ريم من الخجل .. وهربت الكلمات من حلقها .. ودق قلبها بعنف .. نظرت الي عينيه التي تترجاها بالقبول .. ليفيقها ادم من شرودها معاودا لسؤالها مره اخري :_ تتجوزيني .
لتفتح فمها دليل علي صدمتها التي لم تنتهي .
_ ها .
ابتسم ادم علي منظرها الطفولي وعاود سؤاله مره اخري :_ تتجوزيني .
عبس وجهها حتي تهرب من سؤاله الذي لخبط كيانها وحولت نظرها بعيدا عنه .
_ علي فكره مش وقت هزار خالص .
ادرك ادم انها تحاول الهروب من سؤاله
_ بقولك ايه اصل انتي ليا يعني ليا .. سواء دلوقتي او بعدين .. يلا اركبي .
نظرت اليه بصدمه فأكمل :_ احنا هنروح للمأذون دلوقتي .. هكلم طارق يروحلنا علي هناك .. ويجيب اتنين شهود معاه .
صعد ادم الي السياره .. وصعدت هي الاخري ثم انطلق ادم بسيارته .. وقلبه يكاد ان يحلق بالسماء من فرحه .. وحالها ليس يختلف عنه .
بااااااك .........
نظر لها ادم بخبث وهو يرفع احد حاجبيه .
_ بما انك مراتي وكده .. مش يلا بينا .
احمر وجهها من الخجل .. ثم جلبت الوساده من خلفها .. وضربته بها .
_ انتا قليل الادب .. امشي اطلع بره .. احنا متفقين علي ايه
ضحك ادم وظهرت غمازتيه وسرحت هي بجمال ضحكته افاقت علي صوته .
_ انتي بتطرديني من اوضتي .. عموما انتي فهمتيني غلط .. انا قصدي شريف .. انا قصدي يلا بينا ننام .
واكمل ضحكه مره اخري .. جلبت الوساده الاخري من خلفها .. وضربته بها .. ومددت بجسدها علي الفراش .. وسحبت الغطاء ليغطي جسدها بالكامل .. نظر ادم اليها .. فهو احس انه يملك كل شئ .. فهي حبيبته الذي طال بالبحث عنها .. بدل ملابسه وتسلل بجوارها .. ومد ذراعه حاوطها به .. نهضت سريعا من نومها .. وهي تلهث بشده .. فنهض هو الاخر قال بهلع :_ في ايه مالك .
القت بنفسها بين احضانه وبكت بحرقه .
تفتت قلبه من بكائها المرير .. لما فعلت هكذا ؟! .. فعاود بسؤاله مره اخري :_ مالك يا حبيبتي في ايه ؟!
رفعت رأسها اليه .. قائله من وسط شهقاتها :_. ........
.
يتبع...
لقراءة الفصل الخامس والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
تعليقات
إرسال تعليق