رواية عاشق لتمردها الفصل السابع عشر 17 بقلم نرمين قدري

ردت الين : انت عارف كويس هي مشكلتنا ... مشكلتنا هي إلغاء قسم الابحاث

قال ادم / ايه هي فكرة معجبتكوش ولا ايه مش فاهم بردو انت عاوزين ايه ..

أنه يتلاعب بيهم فأرادت أن تضربه بقسوة .

رد ياسر :لا معحبتناش فكرة لأننا كلنا حتسيب شغلنا ووظييفنا ...

قال ادم :متقلوش حيتصرف لكن تعويض كويس لحد متلاقو شغل تاني حكون سخي معاكم

قال فارس بأدب شديد : الموضوع مش زي ما حضرتك فاهم استاذ ادم .. احنا القسم بتاعنا محتاج فرصة . الابحاث في مجال بتحتاج الفلوس ولكن معظم شركات بتعتبر قسم ده ميستهلش غير جزء صغير من ميزانيتها .

بس زي ما حضرتك عازف ان الأبحاث مهمة ومحتاجة ميزانيه لوحدها علشان القسم يشتغل بكفاءة عالية

قالت الين : الابحاث جزء مهم في صناعة. ومن غيرها مش حنوصل اللي تقدم صح ولا انا غلطانه

قال ادم علي غير متوقع :وانا معاكي في كلام ه صح جدا. أن الابحاث مهمة لاي صناعة في العالم كله

قالت الين /طايب لية حتقفل القسم

مد يده ليلتقط ملف ضخما :

قال /,لية بقي حقفل القسم علشان عملت كشف بالي عملة القسم لحد دلوقتي ملقتش أن في حاجة أطبقت خالص .

قال ياسر / علشان احنا كنا محتاجين الفلوس للتطبيق زي مقال فارس

قال فارس / التمويل منخفض جدا علشان كده احنا متقيدين .

قال ادم / تمويل منخفض !احنا جبنا 3قطع من معدات الحديثة فين النتيجة ؟ وآيه الي استفادة الشركه منه

قالت الين / احنا قسم صغير يا آدم ..

أوضحت نظرته الي الين التي نطقت باسمه بدون اي تكليف أو رسميات .أنه يظنها تحاول تقنعه . فأكملت ..لو عندنا موظفين اكتر كنت حتشوف نتائج تدهشك

تدخل ياسر / وده يرجعنا الي قله الميزانية المخصصة القسم .

رد بحده /انتم متوقعين متي ارني فلوسي علي الارض كده وانا شايف أن قسم بتاعكم مقدمش حاجة مفيده من ساعة مشتغل

أعاد الملف الي مكانه وهذا إشارة أنه اتخذ قراره خلاص

قال فارس / سبلنا شوية وقت نسبت نفسنا فيه احنا خمسة بس غير الين

عقد زراعية . فشعرت الين با اليأس وصاحت تشد علي زراع مقعدها ... انا كنت صح لما قلتلك قبل نعرف انت مين أن صاحب المؤسسة الجديد راجل معندهوش قلب مبيرحمش و مش بيشفق علي حد ومش بيبص للجانب الإنساني ؟انت دلوقتي اسبت كل الإشعاعات اللي طلعت عليك .

عرفت الين أنهم خسرو المعركه . بل عرفت أنه لا أمل في النقاش فتابعت تهجمها .

انت مش بتلين خالص ولا بتسمع لحد ده الكمبيوتر مرن عنك يا اخي

تدخل فارس ،، قال: بشده الين كفايا كده ميصحش اللي بتقولي ده صوتك ميعلاش كده تاني فاهمة

نظرت لأخيها الغاضب منها والي يديها المشدوتين فوق المقعد وهمست ::اسفة

اطرق ادم راسة و لكن وجهه ظل علي قناع البرود

وقف ياسر يشير لفارس براسه قال فارس :شكرا يا استاذ ادم انك سمعتنا عن إذن حضرتك

امسك ادم بي. فارس اسمي ادم يافارس ادم بس من غير اللقاب هو احنا مش قرايب ولا اية يا فارس .

انتظر و الين فارس وياسر أمام الباب لتمر قبلهما ولكنها قبل أن تطلع أوقفها صوت ادم المتسلط مكانها .

أشار إليها فارس أن تعود

قالت الين /نعم في حاجة تاني

نظر إليها فارس وهو يتسلي اه في متقلقيش حشوفلك وظيفه في أي قسم تاني لنا الغي قسم الابحاث

قالت الين بغضب /شكرا خالي ظيفتك لحد تاني انا خقدم في اي شركه تانية زي بقيت الموظفين ... انت اتهمتني مرة اني يستغل مكانتي عندك علشان قريبي .. امي الفرصة دي لحد من قرايبك

صفقت الباب وراها.. ثم استندت الي الحائط .تضغط أصابعها علي وجهها ... فلا تترك الدموع أغلبها .. لا لن تتركها .فلو خرج وشاف دموعها حيعرف أنه انتصر !

في صباح اليوم التالي رن جرس مكتب الين ظنت أنه ادم حيبلغا أنه خلاص مش حيلغي القسم

ولكن كان المتصل يوسف :

اهلا الين اخبارك اية مشفتكيش من آخر مرة كنا مع بعض انا اسف من اللي حصل ياريت ترجع اصدقاء تأتي انا معنديش حد اتكلم معاه غيرك ..

صعب عليها نبرة صوته وقالت /خلاص يايوسف حصل خير ايه مالك جالك اخبار عن ابنك

قال بنبره فيها شي من فرحه ايوة هناء بعتتلي رسالة وقالتلي اني ممكن اشوف ابني ي البن علشان كده انا عاوز اشوفك علشان احكيلك ممكن اشوف بليل نتعشي سوا

قالت الين في حيرة /ماشي يا يوسف اشوفك بليل

كان يجلسان في مقهي قديم عندما اخبرها يوسف أن ادم طرده من الشغل

تسمرت مكانها .تحبس أنفاسها .

ثم قالت ،/مش ممكن مش معقول يكون عمل كده اكيد انا بتهزر يا يوسف

يوسف /هو الكلام ده ينفع في هزار يا الين انا انهاردة خليت المكتب ولميت كل حاجتي

قالت الين /بس لية ادم يعمل كده

قال يوسف / بسبب عدم الكفاءة وده طبعا بيشمل كل حاجة عارفه انا حسيت بايه ساعة ماقالي أن انا مطرود اسف الين انا قلت ل آدم كلام علشان انرفزو هو اللي خرجني عن شعوري

قالت الين / قلتلو ايه يايوسف قلت ايه انطق

يوسف / قالت مثلا .. إننا كنا عاوزين نتجوز ..كنت عاوز اغيظه و اضغط علي اعصابه ، ولكنني حسيت اني اعصابي انا اللي توترت ، وقلت كمان إن كان بينا قصة حب قبل ماهو يظهر في حياتك بس جوزاي هو اللي كان مخلينا مأجلين ، وانك لسة بتحبيني ومستنياني لما اطلق مراتي وانتي كمان تكوني اتخلصتي من جوزاك

الين بعصبية شديدة /انت اكيد اتجننت انت ازاي تسمح لنفسك تقول كلام زي ده طايب مفكرتش فيا حيأثر الكلام ده عليا ولا لأ انت اناني قوي يا يوسف انا عمري محبين غير ادم ولا حب حد غيره ، ولازم تفهم كلام ده كويس قوي انا مش عارفه حعمل اية في مصيبة دي ،،

قال يوسف / علشان خاطري يا الين سامحيني انا بس كنت عاوزة يضايق بس هو ولا تهزتلو شعرة واحدة ولا كان الكلام علي مراته .

ارتشفت الين قليل من العصير لترطب شفتيها

الين / حشوف حعمل ايه في المصيبة دي مع اني مش المفضلة عنده في الوقت ده امبارح انذرنا أنه حيلغي القسم فحصل مواجه بينا ربنا يستر بقي

امسك يوسف يدها لكي يواسيها قال / الين متعليش مشاكل معاه انا عاوز اتجوزك اول ميطلقك وانا سمعت انك حتسيبو بعض قريب !!

سحبت الين يدها بحده وقالت بغضب / يوسف انت مبتفمش انا بحب ادم .وانا ندمانه اني معطتش جوازي فرصة وانا اتسرعت. ودي غلطتي ويكون فعلمك ،، انا حتي لو سبت ادم مش حشوف اي راجل تاني بعده علشان ادم اتحفر جوايا فاهم يعني ايه اتحفر جوايا .وانا لو كنت حقف جمبك و اكلم ادم يرجعك الشغل فده بس علشان خاطر ابنك اللي ملهوش زمب في أي حاجة بتحصل ،،،

ثم أكملت الين وعمل حاجة مع فؤاد .

قال يوسف / لأ فؤاد محصن من الحريق فهو اكبر مني في سن و اكتر مني خبره ده علي حسب كلام ادم .

رجعت الين كرسها للخلف وقد تراءت لها صورة يوسف وهو جالس في البيت وحيد بدون شغل و بدون زوجة أو حتي ابنه صعب عليها بشده وقررت مواجهة ادم

ذهب الين ابي منزل ادم

سأل الخادم من وراء الباب عن هوية الطارق

قالت الين /انا مرات ادم عاوزة اشوفه

قال الخادم لحظة من فضلك

رجع الخادم ، مدام الين استاذ ادم سمح لحضرتك بس نص ساعة علشان عنده مواعيد مهمة انا اسف ده كلام استاذ ادم اتفضلي حضرتك هو قاعد في مكتب

كان ادم يقف قرب مكتبه يحدق في أوراق مفروشه عليه ..وبدأ وكأنه ينتزع نظره عنها انتزاعا لينظر الي الين

عندما كان يرفع نظره إليها ، أخفضت عينيها تنظر إلي ما يشغله .. كانت وصورة لماجي كبيرة بعضها بالابيض والاسود وبعضها بالالوان .

أحست الين بالغيره تطغي علي الغضب في داخلها وخاصة وأنها تري في عينة عدم الترحيب بيها ، أنه حتي لم يدعها الجلوس و اكتفي بأن يسألها بأدب بارد .

قال ادم /سمعت انك عاوزة تشوفيني خير

قالت الين متلعثمة /يوسف قالي انك طرته من الشغل

قال ادم بسخرية شديده /ههه اكيد لازم تكوني عرفتي

قالت الين بغضب / ليه يا آدم عملت كده ليه ؟ يوسف من الناس اللي أسست الشركة من اول ما فتحت وانت لما اشتريت الشركة اكيد كنت عارف ان يوسف و فؤاد من أهم اتنين اللي بداؤ حياتهم في شركة هما أسسوها لحد ما بقت من أكبر شركات ..تيجي انا بكل بساطة و ترفد واحد من أهم موظفيها ،وشمعنا يوسف لية فؤاد كمان مترفدش؟

قال ادم / فؤاد و يوسف مختلفين عن بعض تماما وده لو الموضوع اللي جاية تكلمي في يبقي تطلعي برا البيت دلوقتي ..

تراجعت الين مزعورة من قسوة كلامة والدموع تهدد بالانهيار

قال الين / ادم انت نسيت أننا لسة متجوزين

قال ادم / بجد أتصدقي مكنتش اعرف المعلومة دي ، أننا لسة متزفتين مسكها من أيدها بشده ، ولما انتي عارف أننا لسة متزفتين متجوزين بتوعدي يوسف لية انك لما تتطلقي حتتجوزي ساعته ،، هه فهميني مين فينا اللي نسي أنه متجوز انا ولا انتي يا هانم .

قالت الين بزعر من طريقته / انا عارفه أن يوسف قالك كده بس كلام ده مش صحيح هو قالك كده بس علشان يدايقك بس انا مافيش اي حاجة بتربطني ب يوسف

ضحك ادم وقال / يعني هو فاكر أن خبر حقير زي ده حيزعجني ..

صاحت الين/ كفايا بقي كفايا ظلم انت حكمت علينا كده علشان خرجنا مع بعض كام مرة

قاطعها بخبث حاقد : هو ده بس اللي عملتو مع بعض يا الين ، هو قالي أنه حضنك . واحتواكي بس أيده و باسك انكري لو تقدري ..

قالت لين بدموع وهي غير مصدقة ازاي يوسف يعمل معاها كده / واللهي محصل كل ده هو حاول بحضني بس انا معطهوش فرصة يعمل كده و اللهي هو ده اللي حصل كل كلام اللي قلهولك كدب محصلش