رواية الخديعة الفصل الرابع عشر 14 بقلم ميرا اسماعيل
رواية الخديعة الفصل الرابع عشر 14 بقلم ميرا اسماعيل |
رواية الخديعة الفصل الرابع عشر 14 بقلم ميرا اسماعيل
كانت حلم مستلقية علي السرير بهدوء ودموع متحجرة ، لتدخل رئيفه عليها وتجلس أمامها ، وتحاول أن تتحدث معها ، لكن دون جدوى ، كانت شاردة لتبدء رئيفة في قراءه القران ، وتتذكر كيف تم نقلها للمشفي مع والدها ، ليدخل عبد الرحمن لغرفة العمليات ، وعلي الجانب الآخر كان يستعد غافر لمراسم دفن اخيه ، بينما هى صامته بشكل غريب ، ليطمئنوا أن عبد الرحمن الرصاص ف مكان غير حيوي ، ليفق في متتصف الليل ، وعندما استعاد وعيه سأل عليها هى فقط ، ليعلم حالتها ، ليقف عنوه ويخرج لها .
" ارتاح يا عبد الرحمن ، ماما معاها ."
لينظر له بألم " أنا مش مكتوب ليا راحه ."
ويخرج لها ويقف امامها ويحاول أن يتحدث معها لكنها ، كأنها متجمدة لينظر لوالدتها لترفع كتفيها بعدم الفهم ، ليأمر الطبيب أن يعطى لها مهدء قوى ، تنام علي اثره في ثوانى معدودة ، ليتم دفن عامر وتوديعه بحزن من الجميع ، لتبقي هى هكذا ، كأن ةعقلها لم يستعب ما حدث ، بعد شهرين كاملين ، كانت كما هى ، عمر مسيطر علي العمل ونجح بالشركة بشكل كبير ، ببنما عبد الرحمن كان جوارها دائما ، ام باسم وغافر كل منهم منهمك في عمله ، حياة الجميع بدأت في الاستقرار بينما هى كما هى صامته .... شاردة ..... متحجرة ......
...
............
في الشركة كان عبد الرحمن وعمر جالسون
ليهب عمر بجنون
" أنت بتطلب منى ارد حلم ! ازاى ؟ وليه ؟
عبد الرحمن بعذاب
" حلم محتاجك أنت وبس ، عمر بقالى اكتر من شهرين وأنا بحاول وهى رافضة تتجاوب بنسبة واحد في الميه ، أنت الوحيد اللي تقدر عليها ."
عمر يجلس بإرهاق
" اسف يا عبد الرحمن ، بس مش هقدر ، حلم محتاجة نفسها. وهى حاليا لازم تقوم علشان نفسها ."
ليقف امامه بغضب
" افهم يا اخى ، هى بتحبك وأنت طوق النجاة ليها ."
لينفي حديثه
" لا يا عبد الرحمن ، هى مش بتحبنى ، ولا محتاجانى ، هى لسه هتقابل الحب اللي بجد ، خليك جنبها انت ، أنت الوحيد اللي تستاهل المكان دا ."
ليقطب جبينه
" قصدك ايه ؟
" قصدى إنك أنت بس اللي تستاهل حلم ، أعمل والمستحيل علشانها ، لكن أنا كنت محطة ليس إلا ، لا عمرنا هنرجع مع بعض ، ولا لينا حكاية سوا ، غير اخوات واصدقاء وبس ."
بيدور حوله
" معقول مكنتش بتحبها !
ليؤما له
" مع الاسف ، وجعنا بعض من غير إدراك ، أنا كنت عامل زى المربوط بيها ، ومجرد ما اتحررت فهمت ، أن الخيط اللي يربطنا لازم يكون بالحب مش بالقوة والعيند ، والنتيجة اللي وصلنا ليه ، حتى لو حصل اللي حصل وأنا معاها مكنتش هعمل أى حاجة ، أنا ما اتعودتش اقف جنبها ، متعودتش اشوفها ضعيفه ، والنتيجه أن رافض ضعفها ورافضها لأنها ضعيفه ، افهمنى ."
لينظرله بأسف
" يا ريت كنت فهمت من زمان ، مكنش كل دا حصل ."
ليزفر بتعب
" احنا موجودين في الدنيا علشان بس نتعلم ، وأنا اتعلمت ، اتعلم أنت ةكمان يا عبد الرحمن ."
لينظر له بشرود ، ليقطع جلستهم وصول نهال ، ليعلم ما السبب وراء هذا التغير ، أن عمر فك وثاقه بحلم ، لكن هل حلم سترضي بهذا الوثاق .
" ازيك يا دكتور ، حلم اخبارها ايه ؟
" أنا بخير ، وحلم ادعيلها ."
ليربط عمر علي كتف اخيه
" طول ما عبد الرحمن جنبها انا مطمن ."
ليؤما له ويغادر بثقل شديد .
" ايه الاخبار ، سرحان في ايه ؟
" في الدنيا يا نهال ! ليه حطتنا في الموقف دا !
لتقطب جبينها
" مش فاهمه قصدك ، تقصد ايه ."
" أنا وحلم وعبد الرحمن وأنت ."
لتنظر له بسعادة وتشير علي نفسها
" أنا ؟!
ليومأ لها " ايوة أنت يا نهال ؟ مستغربة ليه ، أنا كمان مستغرب زيك بالظبط ، بس عايز اقولك أن فعلا احنا في الدنيا دى بس بندفع تمن اختيارنا سواء كان صح او غلط ، دلوقت طالب منك فرصة ، ندى بعضنا فرصة يا نهال .
لتؤما له بسعادة
" أنا عشت اللي فات وكنت مستعدة اعيش اللي جاى علي امل اسمع الجملة دى ، تفتكر لم تبقي واقع ممكن أفكر في الرفض ."
ليقف امامها
" يعنى ةموافقة ."
" موافقة يا عمر ، طبعا موافقة ."
لينظروا لبعضهم البعض بسعادة طاغية .
.........؟........؟.
في المشفي
كانت رئيفه كما هى بجانبها ، ليدخل عليهم غافر
" هى لسه زى ما هيا ؟ كدا مش هينفع أنا قولت تتنقل مصحه احسن .
لتنظر له رئيفه
" مصحه ؟ حرام عليك هى ناقصة ، ما هى السبب لم عبد الرحمن سمع كلامك ودخلت مصحه ، حالتها بقت اسوء ، سبوها في حالها اللي فيها ربنا بس اللي عالم بيه ، وهى تعبتك في ايه ."
لينظر باسم لوالده بعتاب
" متزعليش يا ماما ، هو بس خايف عليها ، بس اللي يشوفه عبد الرحمن طبعا ."
" هى اختك يا ابنى وعارفه أن والدك خايف عليها ، بس هى كمان بنتى اللي ربتها وقلبي بيتقطع عليها ."
ليدخل عبد الرحمن ويري الوضع مشحونا
" سلام عليكم ، مالكم حصل حاجة ؟
لتنفي له
" لا يا حبيي ، زى ما احنا ."
ليهتف غافر بغضب
" ودا اللي اقصده احنا زى ما احنا ، وهنفضل كدا طالما أنت مصمم تفضل هنا ."
ليقف عبد الرحمن امامه
" حضرتك حلم مش محتاجه مصحه ، هى محتاجة حب ... امان.... احتواء واللى حصل في المصحه دا مش هكرره تانى ، اسبوع واحد بعدت فيه رجعت الف خطوة ، أنا اسف بس حلم مش هتتنقل من هنا ."
باسم
" أنا كمان مع عبد الرحمن ، بابا هما هنا بيعملوا المستحيل ، وحلم إن شاء الله هتقوم ."
ليخرج غافر ويليه باسم لتستأذن رئيفه
" هقوم اجدد وضوئى يا ابنى ، خليك جنبها حاول معاها ."
ليؤما لها ويجلس جوارها ، يري صمتها وشرودها هذا لينشطر قلبه عليها
" حلم مش كفاية كدا ، وحشتينى ... اقصد وحشتينا كلنا ، عارفه عمر هيتجنن عليكى ويهمس وأنا هتجنن اكتر منه ، حاولى يا حلم أنا مش طمعان غير رد فعل واحد ، واحد بس يا حلم ، بصيلى حركى ايدك ، أى رد فعل يا حلم ."
كان يتحدث ويمسك يدها دون جدوى منها ، لينظر للسماء ويدعى برجاء
" يا رب أنا هموت من الوجع عليها ، رد عليها صحتها ، وردها لينا ، وجودها حتى لو مش جنبي بس بخير أنا راضي بيه ."
ليخفض بصره ويراها تنظر له كأنها تستمع له ، لم يصدق نفسه وينظر لها بسعادة غامرة
" حلم أنت سمعانى صح ، حلم علشان خاطرى انت سامعه صح ، طيب بلاش سامعه شايفه مدركة أنا مين ."
ظلت تنظر له بدموع متحجرة ، ليهتف وهو يقبض علي يدها وبقوة وحنان
" مش مهم كفاية أن وفي أى تطور راضي بيه ، حلم هتبقي كويسة واحنا جنبك ."
" مالك يا ابنى ، بتكلمها كدا وليه ."
لينظر لها بسعادة
" سامعه يا ماما سامعه ، هقوم انادى الدكتور ." .ليتحرك يراها تمسك يده بقوة ، سعادته الكبيرة ، وينظر ليدها تاره ولوالدته
" شايفه يا ماما ، شايفه ، ماسكه فيا ازاى ، حلم أخيرا يا حلم ، اخيرا ."
ليأتى الطبيب ويعلن بداية امتثالها للشفاء ، ليظل جوارها هى لا تترك يده نهائيا ، غفت وهى علي وضعها لتهمس له رئيفه
" اهى نامت اسحب ايدك براحه علشان تمشي وترتاح ، بقالك ٥ ساعات علي القاعدة دى ."
لينظر لحلم بسعادة
" عارفه أنا وعندى استعداد افضل كدا عمر بحاله ، بس تبقي بخير يا امى ،تبقي بخير ."
لتنظر له بحزن وتسأل نفسها هل تصميمها بالامس أن تكون حلم ملك لعمر كان خطأ ، ام صواب ، ليظل عبد الرحمن كما هو لتبتسم حلم ليري ابتسامتها ، ويهمس
" أنا كفاية عليا كدا ."
تفق حلم في منتصف الليل ترى عبد الرحمن نائما كما هو ، لتنظر له بحزن عميق ، وتبكى بدون صوت ثم يبدأ جسدها وفي الاهتزاز والبكاء بصوت مرتفع لينتفض من مكانه
" حلم ، بتعيطى! ... حلم اهدى أنا جنبك ،وماما اهى كلنا معاكى ."
ليجلسها ويتحدث معها
" عارف ومقدر ، لم ابويا مات كنت واعى ، عرفت يعنى ايه موت لم راح منى ، وبعدها حياتى بقت لامى واخواتى ، بس هدفى هو هدا وجعى ، أنت كمان لازم يبقي عندك هدف يا حلم ، علشان تبقي علي الاقل زى ما انكل عامر الله يرحمه كان بيحلم ."
لتبدء وتيره البكاء تهدء ، لينظر لها بسعادة
" انما ايه دا ، أنت بتغشي علي فكرة ."
" لتنظر له بعدم فهم.
" لا كنت بتأكد إنك وسمعانى.ر"
لتبتسم بهدوء وتشير مكان إصابته ، لينظر لنفس المكان
" بقيت كويس ، كانت في كتفي ."
لتنظر للسماء كأنها تحمد ربها ، ليتراقص قلبه علي اوتار سعادتها ، هى سعيدة أنه بخير ، يالله ما كل هذه السعادة .
بعد يومين كانت تحسنت كثيرا ، وكان عبد الرحمن جوارها ، بينما عمر ونهال بدأ في التعارف علي بعضهم ، واكتشفوا انهم مشتركين في أغلب الاشياء .، كان يذهب للسؤال وعن حلم دون أن تراه ، وومازال البحث جار عن قاتل عاليا وعامر .
دلف عبد الرحمن يري حلم ساكنه وحيدة
" ماما فين ؟
لتشير له أنها نامت ، ليؤما لها
" كنت بتعملى ايه ."
لتنظر له وتخرج اوراق كثيره ليقطب جبينه
" ايه دا ؟
لتضعه في يده ليقرأ الكلام وينظر لها. يبتسم
" لسه فاكرة يا حلم ؟
لتؤما له وتشير أنها تريد هذا
" اممم عايزة نلعب ، موافق بس بشرط لوفوزت تحاولى تتكلمى ."
لتنظر له بحزن وتمد يدها لتسحب الورق ليتمسك بالورق جيدا معترضا
" لا يا حلم ، زى ما هوافق علي اللعبه ، أنت توافقي إنك تحاولى ، أنا بطلب محاولة مش اكتر ."
لتنظر له بقلق وتمسك القلم وتكتب جمله ليقرئها
" خايفه افشل !
لينظر لها بحنان
" وحتى لو حصل وفشلتى ، هو الفشل عيب ، العيب عدم المحاولة ،وانا مصمم موافقة علي اللعب بقواعدى أنا ."
لتنظر له وتؤما للموافقة بإرتباك
ليسأل اولا
" الصراحه ولا الشجاعه ؟
لبتصنع التفكير ويسألها لعله ما ، تفتكرى عبد الرحمن يختار ايه ؟ لتنظر له وقبل أن ترفع كتفيها بعدم المعرفه تشير تجاه الصراحه لينظر لها بسعادة
" صح ،انا اختارت الصراحه ؟
ليقرء الورق التالية
" نهار ولا ليل ؟
لتنظر له بحماس ليجيب هو " ليل ."
لتقطب جبينها بسؤال ليفهم ما يدور بذهنها
" بحب الليل علشان حلم .
لتنظر له بفرحه ليغير حديثه
" عشان بحب الاحلام فهمتى أنام واحلم ."
لتؤما ويقرا التالية
" شروق ولا غروب ؟
" شروق يا حلم ، مع كل شمس بتشرق بيكون عندى امل ان حلمى يتحقق ."
لتشير للتالى ليبتسم
" احلى مشروب واحلى نوع كيك ؟
" بحب القهوة ، وبحب كيك الشيكولاته جدااااااااااا.
لتنظر له بحماس
وتكتب له ليقرا
" بعرف اعملها ، لم اخرج هعملك واحده كبيرة ."
لينظر لها ويضيق اعينه
" بتتكلمى جد بتعرفي ، لا مش مصدقك ."
" لتشير أنها متمكنه بها ، ليبتسم
" اوك اثبتى ،انا جعان جدا يلا نعملها ."
لتشير للمكان أنهم في المشفي
" عارف أننا في المستشفي ، بس في مطبخ تعالى ننزل ونشوف الطلبات أنا جعت يلا ويمد يده لتنظر ليده وتمد يدها وتقوم بجانبه .
....................
في مكان اخر
كانت نهال وعمر يجلسون سويا ، وكان عمر يتحدث عن أعمالهم القادمة ، لتنظر له بحب ، لينظر لها بسعادة .
" مالك بتبصيلى كده ليه ؟
" بحبك !
لينظر لها بإبتسامه
" قولتى ايه ؟
" بحبك ، قولت ايه ..... الحقيقة اللي بقالها سنين ، نفسي اقولها ."
" أنت بتتكلمى بجد يا نهال ؟ أنا مش مصدق نفسي ."
" ايوة يا عمر ، ومستنية رايك ايه .
لينظر لها بكبرياء
" تفتكرى هقول ايه ؟ زمان كنت فاكر أن حلم هى الحياه والله فيها ، بس لم بعدت فهمت حاجات كتير ، فهمت أن الحب لوحده مش كفاية ، في حاجات كتير بتتبنى مع الحب ، وأنا وهى معندناش دا ، هى كمان قلبها لم يدق بجد وتحب انسان يفهم ويقدرها بجد هتتغير تماما ، زى ما أنا اتغيرت بالظبط معاكى .
" معايا ؟
" أنت مالك عملاه بترددى كدا ليه
" اه معاكى ، يا نهال حبيت اتفاقنا وتفهمنا ، حبيت وجودك ، وأنك بتكملينى مش عبء عليا ."
لتقفز بسعادة غامرة
" وأخيرا ، كنت قربت ايئس ."
" لا مفيش يأس ، طالما بتسعى يبقي هنحقق هدفنا ."
..................
في فيلا عامر
كان غافر جالسا يستحى فنجان القهوة ليدخل عليه باسم
" أنت هتفضل كدا لامتى ، إن شاء الله .
" بابا أنا كويس وعاجب نفسي ، ارجوك أنا مش متحمل ، بجد يا بابا أنا علي اخرى ، كل حاجة خسرتها ."
" براحتك أنا قولت احظرك ، وبراحتك ."
ليهتف هو يشيح بيده .
" بالظبط أنا حر ، عن اذنك "
ليذهب لغرفته بهدوء ، لينظر له غافر
" غبي يا باسم ."
................
في المشفي
كانت تنتظر حلم الكيك أمام الفرن بسعادة ، ليدخل عبد الرحمن ، وهو يمسح المياه من وجهه ، لتقهق عليه بسعادة ليزيل المنشفه ويري ابتسامتها لتخطف قلبه ، وتتذكر هى عندما كانت تعد الكيك ، ومد يده ليذق العجين ، لتغتاظ وتضع عجين الكيك علي وجهه ، ليصدم من فعلتها ويبدأ في القهقه معها .
" علشان الضحكة دى ، مستعد اغرق ، مش شوية عجين علي وشي ."
لتخرج الكيك ، وتقطع له قطعه ، وتمد له الطبق ، ليأكلها بتلذذ ،
" واو إيه الجمال دا ، تحفه الكيك يا حلم ."
لتنظر له بشك ، ليضع قطعه أمام فمها لتأكلها وترى أنها جيده بالفعل .
" يلا بقي نوم ."
لتعترض وتقف امامه ، ليهتف بصرامة
" مفيش حاجة تانى ، هنام ."
لتتذمر وتتحرك ورائه ، ليجلس امامها
" يلا نامى ، علشان امشي ."
لتغمض أعينها لتبدء في النوم ، ليتحرك من جوارها لتمسك يده بقوه ، لينظر لها يراها تحاول أن تتكلم ، لينظر لها بحماس ويشجعها
" اتكلمى يا حلم !
لتحاول أن تفتح شفتيها وتتحدث
ليستمع صوتها بدأ متقطع
" عـــ. ..... عبـــــ
وتتنفس ليؤما لها بتشجيع
" قولى سمعك !
" عبدــــــ
لتنفي برأسها دليل علي عدم المقدرة ليتفهم هو
" مش مهم ، حلو تلات حروف ، بكرة اسمى كله ، ترجعى ترغي وتصدعينا ."
لتبتسم له وتزفر براحه لتستعد للنوم .
.............................
في منزل رئيفه
" يعنى ايه يا عمر ؟
ليمسك عمر يد والدتها بهدوء
" يا امى اسمعينى ارجوكى ، أنا فعلا مش هقدر ."
" في شهرين يا عمر ، نسيت حبك في شهرين !
" يا امى اكبر دليل أن نسيت ، أنه مش حب ، أنا محبتش حلم ! ليقف أمامها
" أنا اعجبت بيها ممكن ، اتعودت ممكن ، لكن حب ! معتقدش أنا كنت زمان بتخيل أن لو طلبت تبعد
دى اسوء حاجة في عمرى ، لكن لقيت نفسي بعيش عادى ، الحب مش لوحده يكفي علشان علاقه كاملة تتبنى ، لا يا امى في حاجات كتير وأنا وحلم مفتقدين دا ."
لتشيح بيدها
" ملكش دعوة بحلم خالص ، البت يا عينى بقت نفس داخل وخارج ، وأنت بس اللي في ايدك دواها ."
ليجلس يزفر
" مش هقدر يا امى ، صدقينى مش هقدر ."
" يعنى خلاص يا عمر ، هتبيع حلم ، وتبيع الراجل اللي وقف جنبنا ، علشان كلام فارغ ."
ليقف أمامها
" لا مش كلام فارغ ، أنا مع حلم دايما ناقص ، وهى كمان دايما عندها نفس الاحساس ."
" وأنا الكلام دا ميفرقش معايا ، أنا قولت كلمه واحده ، هترد حلم يا عمر يعنى هتردها ، ولم تبقي كويسة تتكلموا ،لو هى عايزة تنفصل يبقي وقتها ماشي ."
ليصدم من حديثها
" هو أنت ليه بتيعينى علشان ايه ، حلم ! ما عندك عبد الرحمن خليه معاها ."
لتنظر له بشك
" أنت بتعمل كدا علشان عبد الرحمن يا عمر صح ؟!
ليبتسم لها
" كان نفسي اقولك اه بس الحقيقة ، لا يا امى حتى متمناش ان حلم تبقي مع عبد الرحمن ، بس لو هو هيقدر معاها يبقي ليه لا ؟
لتجحظ أعينها
" مراتك تبقي مع اخوك ؟! أنت اللي بيجرى في عروقك دا ايه ؟
" مش مراتى يا امى ؟ دى طليقتى ، والاهم أنه لو حابين يكملوا سوا يبقي ليه لا ، دا مش حرام ، ربنا من فوق العرش محرموش نحرمه احنا ببساطه ."
لتخبط يدها كف بكف
" والناس يا ابنى يقولوا ايه ، بلاش عليك ، عارف هيقولوا ايه علي اخوك وحلم ؟
ليردف مستنكرا
" ناس ! ناس مين ؟ امى أنا اتربيت الحرام اجرى منه ، والحلال أجرى عليه ، وبعدين بقول لو ، أنت شايفه حلم ممكم بسهولة تبقي لعبد الرحمن ."
ليصل عبد الرحمن عند هذه الجملة فقط
" عبد الرحمن !
هتف بها عمر ، خجلا ليربط جأشه ويقنع نفسه أنه لم يستمع لهم
" مالكم واقفين كدا ليه ؟
لتنظر لعمر مستنكرا
" مفيش ، طمنى حلم عاملة ايه ؟ واتاخرت ليه ؟
" حلم كويسة الحمد لله ، اتحسنت كتير ، دى حتى . ويصمت ماذا يقول إنها بدأت في الكلام ولفظت حروف اسمه فقط ، لينظر لاخيه متخيلا أنه مستنكر وجود حلم بجانبه
" سألت عليك ؟
لتنظر رئيفه لهم الاثنين
" عبد الرحمن أنا مش .
لتهتف رئيفه بصرامه
" اخوك هيرد حلم .
هتفت رئيفه بهذا الأمر ظننا أن بالفعل حلم تتسأل عن عمر
" امى ، دا مش قرار ينفع اتأمر بيه .،"
ليقطب عبد الرحمن جبينه بعدم فهم هو منذ ثوانى شعر بإنسحاب الهواء من رئيته بعدما اصدرت رئيفه هذا الفرمان ، ليهتف بصوت مرتبكا
" هو ايه الموضوع ؟"
" الموضوع بإختصار أنا علاقتى بحلم كزوجه انتهت ، مش هترجع تانى ابدا .
لتعرف والسعادة أخيرا طريقها له
" بجد أنت مش هترد حلم ."
لتحاول رئيفه الحديث ليقاطعها عمر معترضا
" لا يا عبد الرحمن مش هيحصل ، أنا هوقف أى تطور رسمى مع نهال لغاية ما حلم تبقي كويسة ."
يتركهم ويدخل غرفته لتنظر له رئيفه
" شايف اخوك وكلامه ، وأنت ساكت ليه ؟
" ساكت علشان دا حقه هو حر يقبل يرجع ليها أو لا ، وهى كمان لازم تستوعب أنها ممكن تبقي في حياته أو لا ."
" قولها يا عبد الرحمن ، دا دورك إنك تقف جنبها وتنسيها اخوك ."
ليشعر بإتهام صريح من حديثها
" امى أنا عملت كل حاجة علشان يكونوا سوا ، والنتيجه فشلوا ، أنا ذنبي ايه ؟ ولو اللي في دماغك افترضنا صح برضه فين المشكلة .؟
" المشكلة فيكم واحد موقف حياته علي وهم ، والتانى مصمم يدوس علي كل حاجة طالما اكتشف أنه غلط ."
" امى هو المطلوب مننا ، نموت طالما خدنا خطوة غلط ."
لتهدء وتيرة عصبيتها
" لا مش مطلوب منكم تموتوا ، بس اللي أنت واخوك بتحلموا بيه صعب ، لا عمرنا سمعنا ولا هنسمع عنه ."
ليقطب جبينه " هو ايه يا امى ؟
لتهتف بغيظ
" إن أنت وحلم يكون ليكم حياه تجمعكم ."
ليصدم وينظر لها بوجع ، ليرق قلبها
" يا ابنى عارفه والله انك بتحبها ، بس هى بتحبك ، بلاش بتحبك ، خلينا نقول هتحبك ، مش هيحصل ، هتفضل اخو عمر إللى حبته واتجوزته وكانت هتخلف منه ."
ليغمض اعينه بألم وكسرة
" اللي بقوله هو الصح ، لا أنت ليك معاه حياه ، ولا هى ، يبقي ليه تتعذبوا علي الفاضي ."
ليهتف اخيرا
" هو عمر عايز يسبها علشانى ، شك في حاجة ."
" لا هو شاكك اه بس مش علشانك ، قال ايه بيحب نهال وعايز يتجوزها ."
لينظر لها بتيه وشرود
" طب أنا راضية زمتك في واحد يطلق بعد شهرين يقول بحب وعايز اتجوز ."
لينظر لها بهدوء
" اه يا أمى فيه ، لو هو اصلا محبش مراته"
لتقف بغضب منهم الاثنين
" أنا قايمه انام ، حرام عليكم اللي بتعملوه فيا وفي نفسكم ."
ليقف عبد الرحمن مكانه بحزن ، ويتذكرها عندما حاولت أن تلفظ حروف اسمه ويتسأل هل هناك إمكانية لجمعهم ؟ أم أنه ينتظر الوهم ؟
...............
في المشفي
كانت نائمه لتشعر بشخص يقترب منها ، وانفاس غريبة لتخاف ليمد الغريب يده علي فمها لتجحظ اعينها برعب جلى ، ليؤما لها بخبث
" أنا ! وحشتينى كل يوم كنت بدخل وأنت نايمه ، بس النهاردة عرفت انك اتكلمتى ، ودا كويس علشان الفترة الجاية محتاجك بتتكلمى كويس ."
لتهز رأسها يمينا ويسارا برعب
" متخافيش أنا بدأت اللعبه من زمان ، ولو الف زى عبد الرحمن حاول يخرجك مش هيقدر ، لأن بقيت متحكم فيك وفي كل خيوط اللعبة ."
ليخرج شئ من جيبه بهدوء
" عارفه دا علاج رهيب هتخفي بسببه بسرعه جدا ، بس هتبقي ملكى جدا ."
لتحاول أن تتحرك وتبتعد ليكن هو الأقرب ويغرس دوائه المريع بها لتجحظ أعينها بقوة وتظل هكذا ، ليبتسم ويقترب منها كالافعى التى تدور حول فريستها
" كدا اقدر اقول انك بقيتى جاهزة للعب يا حلم ؟!
ويخرج كما دخل الغرفه بهدوء لتغمض اعينها وتنام .
..................
تعليقات
إرسال تعليق