رواية نصف أنثي الفصل التاسع 9 بقلم رانيا ابو خديجه
رواية نصف أنثي الفصل التاسع 9 بقلم رانيا ابو خديجه |
رواية نصف أنثي الفصل التاسع 9 بقلم رانيا ابو خديجه
بغرفة ندى جالسه هي على فراشها تهاتف عمر:.
ندى بحب: ربنا يخليك ليا يا عمر ...انت مسبتنيش ولا لحظه من وقت ما بدأت اجهز لفرحنا.
عمر ببتسامة عاشقه: انا اعمل اي حاجة علشان خاطر عيونك يا قلب عمر
ثم تابع: وبعدين الصراحة بقى انا نفسي اغمض عيني وافتحها نبقى مع بعض...امتى بقى يا ندى
ندى بمرح: خلاص هانت يا عم المستعجل انت ....كلها كام يوم وهنبقى مع بعض ان شاء الله
ثم اردفت بتوتر: عمر
عمر بنبره عاشقه: قلب عمر اؤمريني
ندى بخوف وقلق : ممكن توعدني انك عمرك ما هتسبني ابداا
عمر وقد تفهم خوفها : ندي ،لازم تكوني واثقة ومتاكدة كمان ان انا اسيب روحي ومسبكيش ، انتي بقيتي عندى اغلي من عمرى.
ندى برجاء: بجد يا عمر؟
عمر بصدق : بجد يا عيون عمر .
ثم اردف بقلة حيلة : اعمل ايه بس عشان اطمنك؟
كادت ندى ان ترد عليه ولكن اوقفها صوت خبط على باب المنزل بشكل مزعج...فهمت ندى بإغلاق الهاتف واسرعت اتجاه باب المنزل ...وجدت والدها يهرول ليفتح الباب
ندى بتفاجأ بعد ان فتح والدها الباب: اهلا يا ماما اتفضلي
ثم اردفت بقلق: خير في حاجة ولا ايه؟
ناديه بصوت مرتفع وعصبيه: خير! وهييجي منين الخير يا ست ندى..بقى انتي وابوكي المحترم تضحكي علينا كلنا وعايزة تتجوزي ابني اللي احسن البنات بتجري وراه يتمنوا بس يشاورلهم بصباعه..وفي الاخر تيجي انتي وعايزة تفوزي بيه وانتي اصلا مفيش منك رجا ولا عمرك هتخلفي ولا تجبيله حتي حتة عيل..دانتي حتى مش بنت زي بقيت البنات.
صدمة !!!!!بل اكثر من صدمة..ظلت واقفه تستمع لها ولكلماتها القاتلة...وعيونها تكاد تخرج من محجريها من شدة صدمتها وزهولها وبدءت الدموع تتجمع بعينيها ولكنها لم تبكي ظلت صامته ولم يسعفها لسانها علي الرد ولو بكلمه ..تجمدت بمكانها والدهشه والخوف يسيطرون عليها ، فاكثر مخاوفها تتحقق امام عينيها.
حسين : ايه يا ست نادية الكلام ده ، اهدي كدة الكلام ميبقاش بالشكل ده ابداا.
نادية بنفس طريقتها : امال يبقى ازاي يا محترم..بنتك ضحكت على ابني..بنتك طلعت نصابه و كدابه ..وفوق كل دة ناقصه ومش زي بقيت البنات!!
اندفع حسين بقوة في وجهها: اخرررررسي ..محدش يتعرض لبنتي بكلمه طول مأنا عايش... انتي فاهمة ....وابنك اللي انتي بتقولي اننا نصبنا عليه كان عارف كل حاجه من ندى قبل مني...اما بقى ندى فهي مش ناقصه زي ما بتقولي..بنتي ست البنات كلهم غصب عن اي حد...ودلوقتي بقى اطلعي بره وانا ليا كلام تاني مع عمر.
ناديه بغضب وعصبيه: لا تاني ولا تالت ..ابني هيطلق بنتك وبعد كدة مش عايزين نشوف وشها تاني
ثم اكملت بسخريه: قال ست البنات قال.
وتركتهم وخرجت من المنزل بينما والد ندى ظل يصرخ في أثر خروجها بعلو صوته بكلمات ترد على كلماتها بأنفاس متقطعة حتى وقع ارضا واضعا يده على صدره يشكو من المه ..بينما ندى ففاقت من صدمتها ووقوفها الصامت على وقوع والدها ارضا فهرولت بإتجاهه بفزع..تحاول معرفة مابه ولكن دون جدوي حتى فقد وعيه.
.........................................
بالمشفي تجلس ..وحيده كعادتها..امام غرفة العناية المركزة بخوف وقلق ودموع تملئ عينيها ووجهها ، تجلس بانتظار الطبيب ليطمئنها علي والدها وكل ما لها بتلك الحياة القاسية فهي بدونه تصبح وحيدة .
يركض عمر يبحث عنها بالمشفي حتي وقعت عينيه عليها جالسة وحيدة بحالة يرثي لها امام غرفة العناية المركزة فتوجه اليها راكضا .
عمر بلهفة : ندى ،ايه اللي حصل يا حبيبتي ، انا روحتلك البيت بعد ما قفلتي معايا بالشكل ده والجيران قالولي ان الاسعاف اخدت باباكي علي هنا .
تنظر له ندى بوجه ملئ بالدموع في صمت فقترب منها عمر واحتضنها ، يهمس لها بكلمات مطمئنة حتي تهدء وتطمئن ولكنها متخشبة لا تفعل شئ تنظر امامها بشرود وعيون مملوءة بالدموع.
عمر بحنان: ندى يا حبيبتي ، متخافيش ان شاء الله هيقوم بالسلامة بس انتي متسكتيش وتقلقيني عليكي كدة .
واخيراا نطقت ندى ولكنها اردفت بضعف: ط طلقني.. يا عمر!
صدم عمر من كلماتها هذه ..وظل واقفا ينظر لها بعدم فهم من شدة صدمته فهمس بعدم استيعاب
: ايه!! ....انتي قولتي ايه يا ندى!!
ندى وهي تنظر امامها بضياع: بقولك طلقني ...وياريت دلوقتي... و اوعدك بعديها مش هتشوف وشي تاني ابدا.
عمر بزهول: ايه اللي انتي بتقوليه دة ..طلاق ايه يا ندى ..وايه علاقة طلاقنا باللي حصل لبباكي؟؟
ندى ببكاء هستيري: مامتك هي السبب في اللي حصل لأبويا ...مامتك عرفت يا عمر ...وجت البيت وهزقتني انا وابويا ..واتهمتني اني نصبت وكدبت عليك ..
ثم اكملت ببكاء حارق: بابا متحملش اني يحصلي كدة قدامه ..وقع وهيروح مني بسببكوا.
عمر بزهول اشد: ماما! وهي عرفت منين بس؟!
ندى بعصبيه مصاحبه لبكاء: معرفش..ومش مهم عِرفت منين..المهم انك تطلقني وتسبني بقى في حالي.
عمر محاولا تهدئتها: طب ممكن نأجل بس كلامنا لحد مانطمن على باباكي ..انا مش ممكن أسيبك لواحدك ..خصوصا دلوقتي.
ندى بقوة: لأ هتسبني وهطلقني ..وبعدين مأنا طول عمري لواحدي.... ايه الجديد يعني.... وهكمل لواحدي ....عارف ايه الجديد يا عمر ...وجودك في حياتي ..وجودك في حياتي هو اللي شئ جديد عليا وغريب بالنسبالي ومش طبيعي
ثم تابعت بعصبيه: عشااان كدة انت هطلقني .....هطلقني وتسبني في حااااالي بقى .
هم عمر بالرد عليها وتهدئتها ولكن خروج الطبيب قاطعه
ندى بلهفه: خير يا دكتور...ارجوك قولي ان بابا بقى كويس
ثم تابعت بنحيب: انا مليش حد غيره في الدنيا
الطبيب بقلة حيله: للاسف والدك عضلت قلبه كانت ضعيفه جدا ..ومقدرناش نعمله حاجة..انا اسف البقاء ل....
ندى بزهول مصاحب لبكاء: لأ بابا مش ممكن يسبني لواحدي..ارجوك يا دكتور انقذهُ ...هو كان المفروض يعمل عملية في القلب من فترة بس كان دايما يأجلها علشاني ...علشان خايف يسبني لواحدي...
ثم تابعت برجاء مصاحب لدموع: احنا ممكن دلوقتي نعملها وننقذه..ارجوك
الطبيب بحزن من حالتها: للاسف ياانسه ..حالة والدك مكنتش متحمله حاجة ..هو لما جالنا تقريبا كان القلب واقف
ثم تابع وهو يغادر: البقاء لله.
وقعت ارضا على ركبتيها تبكي بنحيب ..صرخاتها تعلو ونداءاتها على والدها بشكل هستيري تعلو ..وبجانبها عمر يحاول السيطرة على حالتها ..فأخذ يحتضنها ويربت عليها بحنان و هو لا يقل حزنا عنها ..ودموعه بدءت بالهطول على حال زوجته وحبيبته وحزنا ايضا على والدها.
................................
ظلت ندى قرابة الشهر منعزله بمنزلها ..فبعد انتهاء أيام العزاء قررت المكوث بمنزلها والابتعاد ....بينما عمر فحاول كثيرا ان يأتي اليها ولكنها دائما غالقه بابها ولم تفتح لأحد..ويحاول محادثتها تليفونيا ولكنةدائما ما يعطي تليفونها مغلق طيلة هذه المدة.
...........................
بمنزل يوسف
هبه و هي تحاول الاقتراب منه : يوسف..هتفضل مخاصمني كدة كتير....انت بقالك اكتر من شهر مبتكلمنيش.
يوسف دون النظر اليها: عدي ليلتك على خير يا هبه...انا مش طايق نفسي ولو اتكلمت معاكي هزعلك.
اقتربت منه اكثر وتحدثت بندم: والله يا يوسف قولت لماما متقولش لحد وهي واعدتني ..بس هي مكنتش تعرف ان مامت عمر متعرفش ..متخيلتش يعني ان عمر يكون مخبي عليهم حاجه زي دي.
يوسف بعصبيه: وليه تقولي لمامتك اصلا..انتي مش وعدتيني متجبيش سيرة لحد؟!
هبه ببكاء: والله يا يوسف ما كان قصدي كل دة يحصل...دانا والله زعلانه قووي على ندى وحاسه ان انا السبب في كل اللي بيحصل لها ده.
ثم جلست علي الاريكه تبكي بنحيب وندم
شعر يوسف بندمها واحساسها بالذنب فلم يتحمل رؤيتها هاكذا خاصتا وهو لم يكن ذنبها وحدها...فأقترب منها واحتضنها واردف بحنان: خلاص متعيطيش.. متعيطيش دة مش كويس علشان الحمل
ثم اكمل بتنهيده: وأهو اللي حصل حصل وخلاص
هبه ببكاء: انا صعبان عليا ندى وعمر قوي يا يوسف ..حاسه ان انا السبب في كل دة.
يوسف بحنان: لأ يا حبيبتي انتي مش السبب ولا حاجه..وبعدين كدة او كدة كانوا هيعرفوا وعمر كان عارف دة كويس.
هبه: صحيح هو عمر عامل ايه دلوقتي؟
يوسف بحزن: حالته تقطع القلب ..واللي زاد وغطى انه ساب البيت بعد اللي مامته عملته وقاعد دلوقتي في اوتيل ...وبقاله اكتر من شهر من وقت وفاة باباها بيحاول يشوفها او يكلمها ..مفيش فايدة بردو.
هبه بحزن مماثل: انا مش عارفه نعملهم ايه...صعبانين عليا قوي يا يوسف
ثم اكملت بأسى: كان زمانهم دلوقتي متجوزين ومع بعض.
يوسف: انا كمان مش عارف اعمل ايه..عمر صعبان عليا ...كمان حاسس انه لسه زعلان مني مع اني والله مقصدتش حاجه من اللي حصل دة.
هبه وهي تربت على يده بمواساه: خلاص بقى يا يوسف ..دة مكتوب في النهايه..وربنا يهدي الامور بينهم يااارب.
...................................
بغرفة عمر بالاوتيل
يوسف: ايه يا عمر..هتفضل قاعد هنا وسايب اهلك وبيتك وكمان ندى؟
عمر وهو يجلس بإرهاق: ندى...وهي فين ندى ...بقالي اكتر من شهر مش عارف أشوفها ولا اسمع صوتها حتى.
يوسف بحزن على حال صديقه: طيب ما تحاول تاني يا عمر ..روحلها تاني وأكيد مع إصرارك هتقبلك.
عمر وهو ينظر للفراغ بحزن: بقالي شهر كل يوم تقريبا بروحلها...لدرجة اني خايف يكون حصلها حاجه وهي لواحدها
يوسف بتأكيد : لأ متقلقش هي كويسه ...هبه ومامتها لما بيروحولها ومترداش تفتح لهم بيسألوا عنها الجيران وهما بيقولوا انها كويسه وبيسمعوها بتفتح للبواب لما تكون محتاجه حاجه... وكدة يعني.
عمر بحزن: طب مش عايزة تقابلني ليه ...انا ذنبي ايه بس في كل اللي حصل دة
يوسف: هبه قالتلي ان مامتك قالت لمامتها انها قالت لندى كلام صعب قوي وانك هطلقها وانها مش عايزة تشوف وشها تاني.
عمر بعصبيه بعد ان هب واقفا: وانا مش هطلقها وعمري ماهسيبها وده غصب عن اي حد ..فاهم
يوسف محاولا تهدئته: طب اهدى يا عمر ...اهدى وقولي ناوي على ايه
عمر بشرود: مش عارف
صمت قليلا....... ثم اردف بفرحة: هقولك!!!!!
تعليقات
إرسال تعليق