رواية أنين مكة الحلقة التاسعة 9 بقلم شيماء سعيد
رواية أنين مكة الحلقة التاسعة 9 بقلم شيماء سعيد |
رواية أنين مكة الحلقة التاسعة 9 بقلم شيماء سعيد
شحاته بخوف وتوتر......يعنى يا هانم _خايف ؟
دلال .....خايف من إيه ؟
وعملت إيه فى اللى قولتلك عليه ؟
شحاتة بتلعثم.....صراحة يا ست دلال ، زى مقولتيلى أراقب القسم وأشوف الباشا هيعمل ايه مع البت كرميلا ؟؟
دلال بترقب شديد .. ...ها حصل إيه , أنطق يا ولا ؟
شحاته ......طلعت وراهم من غير ميحسوا بالموتسكيل بتاعى.
،وقعد يا ست الستات ، الباشا يلف بيها بالعربية وأنا وراهم عشان اشوف هيوديها فين ؟
وبحسبه هيطلعها عندك زى الأتفاق بينكم .
دلال......ايوه مجبهاش الندل ولا رجعت الدار وهموت وأعرف وداها فين ؟
أنطق وقول يا شحاتة .
شحاته بحروف مقطعة.....وداها على ش ق ت ـه .
دلال بصدمة وهى تضرب بكفيها على صدرها......بتقول وداها فين البت المسهوكة دى ؟
شحاته ....وداها شقته مع أهله فى زيزينيا .
دلال بغيظ....لا مش معقولة ، مصدقش ؟
شحاتة......وكتاب الله هو ده اللى شوفته بعينيه ، اللى هيكلها الدود دى .
دلال....اه يا نارى ، حتة بت زى دى تاكل بعقله حلاوة وتوصله لدرجة إن يوديها عنده البيت .
شحاته ......ما عشان كده كنت خايف أقولك ، عشان متحرقيش دمك كده يا ست دلال .
وسيبك منه يعنى ، ماعندك فى الصاله كتير غيره ، ومراكز برده وكلهم يتمنوا ترضى عنهم ويبوسوا الأيادى كمان .
تنهدت دلال بحرارة ممزوجة بالحزن قائلة...هما كتير صح يا ولا ،بس القلب نعمل فيه إيه ؟
مش شايف غيره ،أعمل إيه فى خيبتى القوية دى ؟؟
بحبه وهو تقيل عليه اوى وبيعملنى زى ما اكون انا شبشب فى رجله .
شحاته....يا عينى عليكِ ، صحيح اللى قال الحب بهدلة .
طيب وبعدين هتعملى إيه ؟
جحظت عين دلال مردفة بتهديد....مش هسيبه يتهنى بيها المسهوكة دى ، وهخطفها من بيته وهوريها الويل واكسر قلبه عليها ، زى ما كسر بقلبى وفضلها عليه أنا ستها .
شحاته بضحكة سخرية ....لا صراحة كلك حنيه وإنسانيه .
دلال بسخرية.....ايوه امال إيه ؟وبكرة يشوف حنيتى أكتر .
شحاته ......ماشى يا ست الستات .
شوفى اللى تحبى تعمليه وأنا معاكِ يمين يمين شمال شمال .
دلال.......أصيل يا ولا .
خلاص همخمخ كده وبينا تلفون قريب .
شحاته....ماشى كلامك يا عسل .
سلاموز .
وأغلقت دلال الهاتف معه وهى تفكر فى مكيدة تعدها لتلك الفتاة الصغيرة التى خطفت منها ركان ولا تعلم إنها ليست كرميلا التى اخذت بذمام عقله وقلبه بل هى إنما هى ( مكة ) غريمتها الحقيقية .
................
فى اليوم التالى
حدث ما أراده حاتم وجاءت ريم إليه من أجل الرحلة .
وكان مع جلال صديقة له تدعى ( هبه ) .
ريم .......هاى .
مد حاتم يده لها ليسلم عليها قائلا .......اهلا بالقمر اللى هينور سماء دريم بارك .
ريم بإبتسامة ،،ميرسى يا حاتم .
ومين الأنسة ؟؟
جلال .....دى الجيرل فريند بتاعتى ( هبه )
ريم.........اه ،هاى هبه .
هبه.......اهلا ، ريم .
ونسوا قول الله تعالى ( ولا متخذات اخدان )
يعنى مفيش حاجة اسمها صحوبية بين ولد وبنت
حاتم......يلا بينا نركب ،عشان نوصل بدرى ونقضى اليوم براحتنا .
ريم بعبوس .........يلا ، بس ياريت نرجع بدرى ، بليز حاتم .
حاتم بإمتعاض......اوك ريم ، بس متبدئهاش بتكشيرة كده .
فكيها يلا وابتسمى خلى الدنيا تنور تانى وخلينا نقضى وقت لذيذ .
فابتسمت ريم .
حاتم .....ايون كده .
ثم بدء الطريق ، وبدء يدندن مع أغنية قام بتشغيلها فى السيارة .
طول ما انت معايا مبقتش خلاص محتاج ولا حاجه من الدنيا دى
ولقتنى بعيش احساس مش عادى ملهوش نهايه
وحبك عمال يكبر جوايا في كل يوم .
دق قلب ريم مع كلمات الأغنية ولمعت عينيها بالحب .
وبعد أن كانت تريد الزواج منه من أجل المصلحة فقط ، أستطاع حاتم أمتلاك قلبها من مجرد كلمات .
وصدق من قال قلب الأنثى فى أذنيها .
شعر حاتم باضطرابها بجانبه فلمس يديها ورفعها لفمه فقبلها برقة .
فابتسمت تلك الغائبة عن الدنيا ، ليبدء مسلسل التنازل من كذبه لكلمة للمسه فسقوط فى الهاوية .
فاحذرى أختاه من تتبع خطوات الشيطان .
۞ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۚ )
وعندما وصلوا دريم بارك .
ريم.......امال فين باقى الزملا ، لسه اتوبيسهم موصلش ولا إيه ؟
حاتم بمكر ......مش عارف ، واحنا مالنا بيهم ، خلينا إحنا نقضى وقت جميل مع بعض .
ثم غمز لها قائلا يلا "'
وأمسك بيديها ثم بدؤا فى اللهو واللعب وتعالت ضحكاتهم طوال النهار حتى مر بهم الوقت ودخل وأذن للمغرب .
ريم وهى تضع يدها على وجنتيها......ياربى ، الوقت أتأخر اوى .
ثم أخرجت هاتفها لتجد مكالمات فائتة كثيرة من والديها .
ريم بخوف ظاهر على وجهها....وبعدين أعمل إيه ؟
لما يسئلونى عن سبب التأخير لدلوقتى؟
فحاوطها حاتم بذراعيه مطمئنا لها قائلا....طول ما أنتِ معايا مش عايز أشوف نظرة الخوف ده فى عينيكِ تانى .
فابتسمت تلك المغفلة قائلة...مش عارفة لو مكنتش عرفتك كانت حياتى هتكون عاملة إزاى ؟
بس اطمن مامى إزاى دلوقتى ؟
حاتم بمكر ....عادى كلميها وقوللها إنك بخير ، وان صاحبتك طلبت منك تعمل شوبنج بعد الكلية وبس يا مامى وانتِ عارفة لف البنات وعقبال ميعجبها حاجة كان الوقت سرقنا ولسه بدور على شوز لون الشنطة كمان ، فهنشوف وهنرجع متقلقيش ، وهتصل بيك تانى عشان أطمنك .
ريم بإبتسامة......أنت عبقرى ، هقولها كده فعلا .
فاتصلت ريم بوالدتها وقصت لها ما أملاه عليها حاتم .
سهام بعدم تصديق ...مش عارفه قلبى مش مطمن يا ريم .
عشان أول مرة تروحى مكان من غير متبلغينى الأول ، فحسابك معايا بعدين .
المهم دلوقتى تنجزوا وترجعوا بسرعة ، عشان الوقت أتأخر.
ريم .....حاضر يا مامى ، ومتزعليش ، أنا أسفة نسيت أبلغ حضرتك الأول .
سهام .....ترجعى بالسلامة .
ريم....إن شاءالله يا حبيبتى سلام .
ريم لـ حاتم ....يلا بينا عشان منتأخرش أكتر من كده .
حاتم مقبلا يدها برقة....أمرك سيدتى .
فابتسمت ريم ، وبالفعل غادروا وأستقلوا سيارتهم متوجهين صوب الأسكندرية وعندما أقترب من سيارتها التى تركتها بجانب جامعتها ، أقترب منها وحاول تقبيلها ولكنها ابتعدت قائلة بخجل ....وبعدين يا حاتم ، لا كده مينفعش .
حاتم .....ليه مينفعش ، أنتِ شكلك مش بتحبينى زى مابحبك .
ريم.....لا متقولش كده ، بس الحجات دى بتكون بعد الإرتباط الرسمى .
فحدث نفسه حاتم....إرتباط رسمى ، شكلها داخله على تقيل ، خلينا نعجل بالمطلوب فى الخطة ونخلص .
حاتم بأبتسامة مكر .....اه اه طبعا ، بعد التخرج بإذن الله .
ففرحت ريم وأمتلئت السعادة قلبها ولا تعلم أن الفرح سيحول لمأتم ؟؟
.....................
رأت سارة عنان تستعد للخروج من أجل الذهاب إلى عملها فى المشفى .
فولجت إليها ووضعت يدها فى إحدى جمبيها وقالت بصوت به بعض السخرية .....على فين يا شمولة هانم ؟؟
زفرت عنان بضيق .....والله أنتِ ليكِ عنين وشايفة ، انى بلبس ورايحة الشغل .
سارة....والله ؟
امال مين اللى اللى هينضف المطبخ النهاردة ، مش دورك ده ولا عايزة تزوغى منه .
عنان ....يا ستى خليهم لما أجى ، مينفعش أتأخر على الشغل ،فيها خصم على طول وجزا .
سارة....مليش فيه ، ما أنت ماشية من هنا غير لما تشطبى المطبخ وتعمليلى كوباية شاى كمان .
كزت عنان على أسنانها بغيظ قائلة....أنتِ شكلك غاوية شكل يا ولية أنتِ ، فابعدى عن طريقى السعادى وإلا والله ، ما هخلى فى جتتك حتة سليمة .
سارة....متقدريش ، لو لمستينى بس ، هكون رامية هدومك فى الشارع .
ومتعتبيش الباب تانى .
خشى يلا قدامى شطبى المطبخ .
عنان ....بس كده ، حاضر .
فولجت عنان للمطبخ وسارة من ورائها تبتسم بإنتصار .
فأمسكت سارة بسائل الأوانى فى يد ثم
التفتت لـ سارة وباليد الأخرى أمسكتها من شعرها
وأغرقت شعرها بسائل الأوانى .
فصرخت سارة قائلة....بتعملى ايه يا بنت المجنونة ؟؟
سيبى شعرى أحسلك ، والله ماهسيبك .
عنان...أنتِ مش عايزة تغسلى المواعين ، خلاص وأنا مش هلاقى سلك أحسن من شعرك اغسل بيه .
وبالفعل غسلت به طبق تحت صراخ سارة ، ثم تركتها .
سارة....والله لرمية هدومك من البلكونة .
فأخرجت لها عنان لسانها بسخرية.....عادى ، الواد حموئة ، هيلمهم زى كل مرة ، وهيدهملى وأنا راجعة من الشغل .
ثم نكزتها فى ذراعها قائلة....اوعى كده ولية مبتجيش غير بالعين الحمرا .
إمتى ربنا يخلصنى من الغلب ده وأجوز .
سارة....إبقى قابلينى لو حد بص فى وشك ده
وشكلك هتنونسينا العمر كله يا بيرة.
فدمعت عين عنان ثم تركتها مغادرة لعملها وهى تتمتم .....اللهم فرجك عاجلا .
................
شرد ركان فى مكة وحدث نفسه ...لا يمكن أسبها تتبهدل فى السجن ولازم تخرج منه خالص ، أنا مش هستحمل ترجعله تانى أبدا .
ثم تسائل ""
بس حتى لو قالت سبب الأعتداء على عباس ، هيصدر حكم عليها مخفف برده ؟
يعنى هتتحبس فترة مش هتطلع منها على طول .
فإيه العمل كده ؟
ففكر ركان كثيرا فى مخرج لها حتى صاح فجأة بقوله ...وجدتها ؟
عباس ده شمام وأكيد محتاج ديما فلوس عشان يقدر يصرف على الكيف .
فأنا هعرض عليه مبلغ مالى يزغلل عنيه مقابل إنه يتنازل عن القضية .
ثم تابع ركان ""
طيب وبعد متطلع يا ركان هتروح فين ؟
مش معقولة هترجع تعيش معاه تانى ؟
ركان ....لا طبعا .
هتوديها فين وبصفتك إيه يا ركان ؟
متفوق لنفسك وأعرف أن مفيش فرصة بينكم .
عارف عارف _بس قلبى لا يمكن ينساها ولازم أتصرف .
إزاى يا ركان ؟ فكر ؟
اه صح _ مش هى ممرضة ؟
خلاص أتحلت هجبها لماما وبكده هتكون تحت عينيه ومتفارقنيش ، لغاية مشوف مكان مناسب تقدر تعيش فيه وأكون مطمن عليها .
ودلوقتى قبل مروحلها تانى ،لازم أروح لعباس الأول أضمن إنه يتنازل عن القضية .
توجه ركان للمشفى التى يقبع بها عباس وقد تحسنت حالته بعض الشىء .
سمح الطبيب له بالزيارة بعد أن كشف ركان عن هويته .
فولج إليه ركان وعندما شاهده عباس إنتابه غصة فى قلبه ، لم يعلم سببها .
وسدد له عباس النظر طويلا متسائلا.....أنت مين ؟ وعايز إيه ؟
كان ركان يود أن يغلظ له فى الكلام كى يخافه ويتنازل بسهولة ولكنه عندما رأه لم يدرى أين ذهبت كلماته ومكث لحظه قبل أن يجيبه على سؤال ثم قال ""'
أنا عارف إنك محتاج فلوس ، وأنا مستعد أديك اللى أنت عايزه ؟
ابتسم عباس وتهلل وجهه قائلا .....بجد؟
ولكنه عبس مرة أخرى وتسائل ""
بس اكيد فيه مقابل ، مهو مفيش حاجة مجانا .
قول عايز منى إيه ؟
ركان ....مكة .
تلون وجه عباس وزفر بضيق ...بنت *** كانت هتموتنى ، وأنت مالك بيها وعينك ليه كده لما قولت اسمها لمعت ؟؟
نصيحة يا ابنى ...البت دى فقر ، فابعد عنها ، عشان كل اللى بيقرب منها بتقلب حياته .
ركان محدث نفسه ....هى فعلا قلبت حياتى ، بس خلاص بقت جزء منى ولا يمكن أقدر أبعدها عنى .
ركان بشىء من الحدة ..... أظن ملكش فيه ، والمهم دلوقتى الفلوس .
تاخد كام وتتنازل عن القضية ؟
عباس بتحدى....ولو متنزلتش ؟
ركان ......بسيطة ، هتقول أنك حولت تغتصبها ، وكمان التقرير الطبى هيظهر إنك ببتتعاطى ، وكمان زيادة تأكيد هيتقبض عليك وانت معاك لفة حشيش معتبرة ، وتشرف فى السجن انت كمان .
جحظت عين عباس خوفا مرددا ...وعلى ايه الطيب أحسن ؟
بس نتفق الأول على المبلغ ، أنا عايز خمس بواكى متقفلين ؟
أبتسم ركان لسذاجة الرجل فقد ظن إنه سيطلب أضعاف ذلك المبلغ .
ركان.....تمام .
بس وقت مهيجيلك وكيل النيابة وتقول متنازل ، هسلمك الفلوس .
عباس....اتفقنا يا باشا .
...................
أسرع ركان لزيارة مكة ليخبرها بما جد فى قضيتها وما حدث مع عباس .
اهتز قلب مكة وارتعشت يدها ولمعت عينيها عندما رأته أمامها مرة أخرى بطالته الخاطفة للأنفاس المعهودة .
مكة بغضب مصطنع.....أنت تانى ؟ هو حضرتك مفيش وراك غير القضية بتاعتى ؟
لاحظ ركان إرتعاشة يدها وود لو أن لمسها بيده ليضعها على قلب الذى يحترق شوقا إليها ،ليشعرها بالدفىء والإطمئنان ولكنه يعلم جيدا ردة فعلها إذا قام بلمسها لذا حاول التماسك وعدم الأقتراب منها بقدر الإمكان واكتفى بالنظر لتلك العينين العنيدة التى أثرته فى هواها .
ركان بهدوء مصطنع وإنما بداخله بركان ثائر ....ايوه أنا لما احط إيدى فى قضية وأعرف أن صاحبها مظلوم زى حالتك ، مش بيهدالى بال غير لما أطلعه منها .
مكة بنظرة سخرية ....لا والله حنين اوووى يا خال .
فضحك ركان حتى دمعت عينيه قائلا....ايوه حنين اوى وبكرة كمان لما تعيشى معانا وتقربى منى أكتر هتعرفينى .
اتسعت عين مكة من المفاجأة وفتحت فمها ببلاهة غير مصدقة ما قاله ، أحقا يقصد تفوه به ؟
هل يريدها معه كزوجة ؟ أم ماذا يقصد بأن تأتى معه .
ثم وضعت يدها على قلبها خوفا من أنه يريدها كعاشقة فى الحرام ، ثم جال بفكرها أخرى وهى كخادمة ، فأغمضت عينيها قهرا متسائلة """'
أنت عايز منى إيه ؟؟؟
لاحظ ركان علامات التساؤل على وجهها .
فجاوبها .....بصى يا مكة .
أنا خلاص عرفت سبب تهجمك على جوز والدتك بالشكل ده من عنان صاحبتك وعرفت برده السبب اللى عشانه عايزة تقعدى بيه فى السجن .
دق قلب مكة وركان مسترسل فى حديثه وتترقب بشغفة بالغة ما ينوى فعله بها .
تابع ركان ""
وعشان كده أنا دفعتله فلوس عشان يتنازل عن القضية وتطلعى خالص من السجن .
أما مسألة تروحى فين بعدها ؟ فأنا أمى مريضة قلب ومحتاجة متابعة من ممرضة تقيم معانا وده حاجة مؤقتة عقبال ما أوفرك مكان تعيشى فيه وأنتِ مطمنة .
نزل كلامه كصاعقة على قلب مكة ، وعلمت إنها بنت لنفسها قصور فى الهواء وسقطت على رأسها .
إذا فليس لها فى قلبه أى شىء وإنما هو ينظر لها بعين الشفقة لا أكثر ، فأى عذاب هذا ؟؟
أيعقل يا حبيبى ألا تشعر بنبضات قلبى التى لا تنبض ، سوى لك وحدك ، اتراك حقا لا ترانى ، كيف ؟
وكل شىء بداخلى يكاد يهمس بحبك .
تلألأ الدمع فى عين مكة وحاولت جاهدة دفعه حتى لا يشعر بضعفها .
ثم تمتمت....لا والله كتر خيرك يا باشا .
بس يعنى متشغلش بالك بيه ووفر فلوسك لحد محتاج أكتر منى وأنا مرتاحة كده .
غضب ركان وقبض على يديه بقوة وصاح فى وجهها ....أنتِ إنسانة غبية ومش فاهمة مصلحتك بجد .
فيه حد يحب السجن والبهدلة عن الحرية .
ابتلعت مكة ريقها بمرارة ثم أردفت ،،،ايوه فيه حضرتك .
ركان ....وده مين إن شاء الله ؟
مكة....سيدنا يوسف عليه السلام .
أما سمعت قوله تعالى على لسان سيدنا يوسف .
( قال رب السجن أحب إليه مما يدعوننى إليه ) .
ركان.....طيب هو عشان يحمى نفسه ، أنتِ عشان إيه ؟
مكة بقهر.......عشان أنا كمان مبحبش الشفقة وعايزة أحمى نفسى من غدر البشر .
ركان بصوت جهورى هز أركان الحجرة ...بقولك ايه ؟ كفاية فلسفة ملهاش لزمة ، والأمر مش شفقة ولا حاجة ، أنا عايزك جمب.........ولم يستطع أن يكمل كلمته .
فتوقف وأبتلع ريقه بصعوبة وحدث نفسه ....أنت كده بتعذب نفسك وبتعذبها معاك .
بس اعمل ايه ؟ مش قادر برده تبعد عنى وتترمى فى السجن بالشكل ده .
مكة....عايز ايه يا باشا ؟
ركان بلطف بعض الشىء ....مكة ، أنا مش عارف افهمك دلوقتى ، بس كل اللى عايزه دلوقتى ، إنك تخرجى .
لم تدرى بما تجيبه مكة ، نعم إن قلبها يهواه ولا تريد فراقه .
فتصارع صوت العقل مع القلب معا .
وكعادة المحب فاز صوت القلب ليردد.
زى ما أنت عايز يا باشا ، أمرك.
ابتهج ركان من كلماتها وود لو أن حملها ولف بها أركان الحجرة ولكنه أبتسم قائلا "
ايوه كده ترجعى مكة اللى شوفتها على البحر ،فاكرة،
كانت قوية وعنيدة ومش بتنهزم قدام أى ظروف .
مكة ......تصور وحشنى البحر جدا ساعة الغروب .
ده كان لازم يوميا أروح أشوفه . سبحان ماربنا صبرنى على فراقه .
ركان.....ان شاءالله فى ظرف يومين هكون مخلص إجراءات خروجك وأول شىء هنروحه أول مانخرج هو البحر بإذن الله .
فنظرت مكة له بإمتنان ، ولكنه تحاشى النظر لها ، فقد خاف أن تفضحه عيناه ، فقد هام بها عشقا .
فهل سيجمع بينهما القدر ؟ أم ستتسع الفجوة بينهما أكثر ؟
............
ولجت كرميلا لغرفة رياض ومعها فنجان قهوته التى طلبها .
فوجدته ممسك بالعود ويدندن كعادته
"""""
حبيبي وعنيا .. لو في وسط ميا
ما يخفاش عليا .. عليا .. ما يخفاش عليا
قلبي بيلمح طيفه .. قبل ما عيني تشوفه ..
داانا دايما اوصافه .. بتخيل في عينيه
قلبي بيلمح طيفه .. قبل ما عيني تشوفه .
كرميلا محدثة نفسها ....الله على صوتك يا باشا وأحساسك ، ده أنت بتقولها أحلى من محمد فوزى.
رياض من غير أن يلتفت لها .....هتفضلى وقفة كده كتير ، القهوة هتبرد وهخليكِ تعمليلى واحد تانى على نار قلبى القيدة دى .
فارتبكت كرميلا وكاد فنجان القهوة أن يسقط منها فأسرع لها رياض وأمسك به .
ثم نظر لعينيها بشوق قائلا...بيقولوا دلق القهوة خير، متقلقيش كده.
كرميلا بحرج...أنا اسفة يا رياض بيه .
أنا سرحت بس فى الأغنية شوية ، بس صوتك حلو اوى ولو جربت حظك وغنيت حقيقى للناس هتشهر كتير .
رياض بضحك......أنا برده كنت عارف إنك وقفة تسمعينى .
أما موضوع أجرب حظى ده ، فده ممنوع للأسف فى العيلة دى .
كرميلا وقد تلون وجهها بالحمرة.....إزاى شوفتنى وأنت مدينى ضهرك .
رياض.....لا منا مركب جوز عينين فى قفايا ، تحبى أورهملك ؟
فضحكت كرميلا ....أنت مش بس صوتك حلو ، أنت كمان دمك خفيف ، بس لازم تقولى عرفت إزاى ؟
رياض مسددا النظر لتلك العينين الرمادتين التى سحرته من أول نظرة.....أنتِ مش سمعتينى وأنا بغنى وبقول ""
قلبى بيلمح طيفه ..قبل ما عينى تشوفه .
ارتعدت أطراف كرميلا ، ليدق قلبها طبول الحرب ، لتتمتم بألم ....مينفعش ، مينفعش ، لتحاول بعدها الفرار من أمامه ولكنه أمسك بيديها قائلا بحب....ليه بتبعدى عنى يا كرملتى ؟
كرميلا والدموع فى عينيها ....عشان أنت فوق اوى يا باشا وأنا تحت تحت اوى ، ولا يمكن هرضى إنك تنزلى تحت ، ولا أنا ينفع أوصلك فوق .
فأرجوك خلينى خادمتك بس ، عشان أقدر أكمل معاكم وأعيش مستورة ، لكن أى حاجة تانية لو أتعرفت هيرمونى ساعتها للكلاب تنهش فى لحمى من جديد .
فسبنى فى حالى يا باشا ، الله يخليك .
لتنزع يدها منه بقوة وتفر والدموع الساخنة تنهمر بمرارة على وجنتيها .
أما هو فألقى بنفسه على فراشه ، يعيد كلماتها على أذنيه مجددا قائلا....
عندك حق يا كرميلا ، يعنى مقدرتش أحقق حلمى وأدرس موسيقى واجبرونى على كلية الشرطة ، هقدر أواجههم بيكِ وأقول بحبك وعايزك .
ليغطى وجهه بيديه ويبدء فى إطلاق عبراته هو الأخر .
فقد تكون أحيانا الثروة والمكانة الأجتماعية نقمة وليست نعمة على الإنسان ، فلا يستطيع أن يفوز بأحلامه .
.........................
اتصلت دلال على شحاتة مجددا
دلال......واد يا شحاتة ، تقب وتغطس وتجبلى واحد جتة كده ينفذ العملية اللى فى دماغى .
شحاتة .....برده نواياها يا ست الكل .
دلال ......ايوه ...مش دلال اللى تتقرطس وميعبرهاش .
ولازم أحرق قلبه على السنيورة بتاعته .
شحاته......هتعملى إيه بالظبط ، فهمينى ، عشان أبقى فاهم اللون ؟
دلال بصوت يشبه فحيح الافعى ....هناخدها من بيته ؟
شحاته .....إيه ؟
حد يقرب من عرين الأسد ؟
دلال....ولا يهمنى ، هات بس واد جتة كده يقدر يشيل ، وتعال وأنا افهمك هنعمل ايه ؟
شحاته.....حاضر ولو إنى خايف عليكِ منه ، لو عرف إنك ورا الموضوع ده .
دلال....لا متخفش ، أنا عندى فيديوهاتى ، اللى لو اتحطت على مكتب الكبير بتاعه ، هيكون واخد استمارة ستة .
عشان كده ميقدرش يغدر بيه ، فهمت يا واد .
شحاتة بضحك.....فهمت يا ستنا .
.................
جلال مع حاتم فى إتصال .
جلال......كانت رحلة تمام واتكفينا اوى مع المزز.
والبت ريم كانت عاملة زى العجينة معاك بتشكلها بإيدك يا عمنا ، ماشية معاك حلاوة يعنى .
حاتم......أفضل قر بس انت فيها ، وخلاص الموضوع قرب ينتهى بدرى بدرى .
جلال....ليه كده.؟
إحنا لسه بنقول يا هادى .
حاتم....أعمل إيه ؟ طلعتلى فى موال الرسمى وأنا مليش فيه ؟
جلال.....اه وهتعمل إيه ؟
حاتم. ...لما أشوفك بقه نكلم مش هينفع فى التليفون .
جلال....تمام أشطه عليك يا سيدى .
لما نشوف هتجر رجل البت إزاى ؟؟؟؟
يتبع...
لقراءة الحلقة العاشرة : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا
نرشح لك رواية لاجلك احيا بقلم اميرة مدحت
تعليقات
إرسال تعليق