رواية مذكرات مراهقه الفصل الثامن 8 بقلم نورهان نادر

--الو مين معايا ..؟

المتصل : مراتك بتخونك ولو عايز اللي يثبت كلامي هتلاقيها فى فندق "......" الساعة 10 بليل مع عشيقها ....ويغلق الخط ...

رأفت بعصبية : الوو الووو ...ياا بنت ال ******** بقا انا بتغفليني ...وجاية مع عشيقك لحد هنا كمان ...مش هسيبك يا ليلي ولو كان اخر يوم فى عمرك انهاردة ....

وقفز مرة واحدة من مكانه يتحرك داخل الغرفة ذهابا وايابا عقله رافض تصديق تلك الكلمات ماذا يفعل .؟ ايذهب حقا ويرى ماذا سيحدث ام يبقي فى مكانه ..ولكن قاطع شروده صوت هاتفه يرن ولكن تلك المرة برقم يعرفه جيدا ...ليرد سريعا ويقول بعصبية ..

--عايزة ايه يا فريدة مش ناقصك دلوقتى ..

فريدة بتوتر : عيزااك فى موضوع حياة او موووت يخص لي...ولكنها لم تستطع ان تكمل كلماتها فور ما قاام شخص مجهوول باقتحام غرفتها وتكميمها حينها تصدر صوتا عالياا وهى تستنجد بأحد ولكن دون جدوى والاتصال انقطع بينها وبين رأفت ..

رأفت بعصبية : الوووو الووو ياا فريدة ..حينها يلقي بهاتفه بكل عصبية ويجلس ع طرف السرير يضع رأسه بين يديه رافضا تصديق ما حدث ولكن ماذا يفعل ..؟

.......

فى احد المباني او كما يقال العماير السكنية القديمة ولكنها محببة لدي اهل اسكندرية فبالرغم من تآكل البحر لها لكنها ستظل عمارة فريدة من نوعها الخاص فيكفي انها تتطل ع البحر مباشرة يقف ياسين فى الشرفة يدخن سيجارته بشرارة وهو سارح مع البحر ليقطع سرحانه صوت والدته وهي تقول ..

--الغدا جاهز يا حبيبي ..

ليرد ياسين عليها ويقول وهو يستدير بظهره ...

--انتي ليه مقولتليش ان اسر كان خاطب قبل ما يموت ...

لتنصدم امينة " والدة ياسين " بشده فكيف عرف لترد بتوتر ظاهر ...

امينة بتوتر : انت عرفت منين ..؟

ياسين بعصبية : يعني الكلام ده صح ...

امينة : هتفرق معااك يعنى خلااص اسر ماات ..وخطيبته اهى ارتاحت منه ..

ياسين بعصبية يحاول التحكم بها : ايوووه هتفرق معاايا لما اعرف ان اخويا الوحيد كان خاطب وانا معرفش وبالصدفة اقابل خطيبته انهااردة واتهمها بالنصب ..برااافوو عليكى عرفتى تبعدينا عن بعض ازاى ..طول عمرك بتكرهى اسر ليه ..عملك ايه .. هو مكنش الذنب فى موت اخوكى افهمى بقاا افهمى .. ده قضااء وقدر ..

امينة بعصبية : لاا كاان سبب اخوياا ماات بسببه عشاان هو كان متهور وفااشل و لولا خاالك كان اخوك زمانه ميت ولا نسيت اللى اخوك عمله ...

ياسين : كان شااب زيه زى اى حد فى السن ده ..كان طبيعي يعرف بناات ..خالى مات قضاء وقدر كان نصيبه ان يموت بدل اسر ...وخلاص اسر حصله انسي بقاا ..

امينة بخنقة : اااه ما انت بقيت زيه كل يوم مقضيها مع بنت ونااسي مرااتك ولا كأنها ليها حق عليك ...

ياسين بخنقة : اناا مااشي ..

امينة : راايح فين ..؟

ياسين بعصبية : رايح فى داهية ...

ويخرج من غرفته بل من الشقة باكملها تاركا والدته التى جلست ع الارض تبكى وهى تتذكر ماذا حدث فى ذلك اليوم ...

فلاش بااك ..

فى احد المستشفيات كانت امينة جالسة ع احدى الكراسي وعينيها موجهة نحو اسر الذى كان عمره وقتها 18 عاما تنظر اليه بنظرات لوم وعتاب وكأنها تحمله ما حدث لاخيها حينها يقترب اسر من امه ويقول بحزن ..

--ماما والله ما انا السبب فى اللى حصل لخالى ..انا كنت راكب العربية مع صحابى وبسوقها عاادى فجأة لقيت خالى ظاهرلى وبيحاول يقطع عليا الطريق وانا كنت مفكر انو بيهزر معاايا معرفش ايه اللى حصل بعد كده لقيت عربيته اتقلبت وو......حينها تشاور له امه كى يصمت وتقول من بين دموعها المنهمرة ...

"لو خالك حصله حاجة لقدر الله انا مش هسامحك .."

حينها تخرج العديد من الدكاترة والممرضين من غرفة العمليات يجرون سريعا الى الطبيب الرئيسي يخبرونه بتوقف القلب وعدم استجابته نهائيا ...حينها يخبر الطبيب اهله بموته وعدم قدرتهم ع انقاذه ...لتقع امينة مغشية عليها فور سماعها تلك الكلمات ..

اسر وياسين بصوت واحد : مااااااااماا ...

لتفوق امينة من تذكرها والدموع تنهمر كالشلال من عينيها وتقوم من مكانها تتطفئ الانوار وتذهب الى غرفتها لتضيئها وتفتح دولابها الخاص وتخرج صندوق يحتوى ع عدة صور منها صورة لاخيها وتقول ..

--متزعلش يا حساام منى ..انا مقدرتش اساامحه عشان هو السبب فى موتك ي حبيبي هو اه ابنى بس مش قاادرة اسامحه ...كان نفسي افرح بيك عريس مع اللى اختارتها قلبك بس انا واثقة انك ف مكان احسن من هنا ....

وتضع الصورة فى الصندوق وتضعه فى الدولاب وتغلقه جيدا وتمسح وجهها وتذهب الى الحمام كى تتوضأ وتصلى فرضها ...

.....

في فيلا رأفت المنشاوي ...

فتح كلا من تغريد وادم باب غرفتهم فى لحظة واحدة لتتقابل اعينهم المليئة بالحزن والعتاب...لا تدري لماذا لم تتحدث معه فأغلقت الباب بكل قوتها ونزلت الي الاسفل وهكذا فعل ادم حتي وصلا الي السفرة وجلس كل منهما ع مقعدهم الخاص ..صامتين تماما ليقطع هذا الصمت صوت دادة زينب وهي تقول ...

--بصوا بقا انتوا الاتنين مش عاجبني تعاملكوا مع بعض ..ولا عجباني تصرفاتكوا ..انتي يا تغريد نتيجتك ظهرت ولا لا ..؟

تغريد بهدوء : هتظهر بكره بإذن الله ..

دادة زينب : وانت يا ادم المفروض امتحاناتك بعد شهر ..وانا مش بشوفك تفتح كتاب ..وكمان مش بتروح دروسك

ادم : ابدا والله يا دادة بذاكر ..

دادة زينب : انت عارف مصلحتك كويس وانا مش هنبه عليك تانى ..يلا اتغدوا دلوقتى وبليل نكمل كلامنا ...

وبعد انتهاء كلا منهما من الغداء ذهبا ادم الى غرفته ..اما تغريد استأذنت من دادة زينب للخروج لزيارة صديقتها فوافقت ..فقامت بتجهيز نفسها سريعا حيث ارتدت سولبيت جينز وتيشرت ابيض وحذاء من نفس اللون وتركت شعرها ينسدل ع رقبتها واخذت هاتفها تمسكه بيديها وخرجت من المنزل ...

.....

وصلت مي الى المقابر وتحديدا الى سيارتها بعد فترة طويلة نظرا لصعوبة الطريق وبعده ولكن لفت انتباها وصول سيارة خاصة بنقل الموتي الى المقابر وتنزل منهن سيدات مرتدين تلك الملابس السوداء ومعهم ثلاث رجال والسائق ولكن ملامح تلك السيدات تشبه عليهن لتقترب منهن اكثر الي ان وصلت اليهم لتنظر اليهم فى دهشة حينها تنظر احدهم الي اعين مي وتقول بتعب...

--ميس مي ...

مى باستغراب : مدام اميرة فيه ايه حضرتك ماالك .؟

اميرة بدمووع : جوماانااا ماااتت يا ميس ..جومااانا ماااتت ااااه ..

مى بصدمة : ايهه ازااي ده حصل ..؟

ايناس : مش هتقدر تتكلم دلوقتي عن اذنك يا ميس ..

وذهب جميعهم الى المقابر ليكتب اسم جومانا فى خانة المتوفيات ..فتاة لم تكمل السادسة عشر من عمرها مااتت ..كل هذا عائد ع الاهل الذي لم يكن قادرا ع احتوائها ..هم الان يحصدون ما زرعوا فى نفوس ابنائهم ..يدفعون ثمن الحرية الزائدة التي اعطوها لاولادهم دون مراقبتهم ..وكان الثمن غالي كثيرا ..

عادت مى الى سيارتها وهي ما زالت فى صدمة فاليوم ملئ بالمفاجئات من مصائب واحداث غريبة ..فعادة المصائب تأتي مع بعضها ..لتتنهد قليلا ثم تنظر ع مقبرة حبيبها من بعيد لتبدأ رأسها بالتذكر ما حدث من قليل ..

فلااش باااك ..

افى احد المستشفيات وتحديدا فى غرفة الطوارئ ...

مى بدموع : ياريتني كنت عرفاك ده انت بتفكرني بأغلى حد عندي انت بتفكرني بحبيبي ....

ليرد ذلك الشخص المجهول ويقول ...

انااا عايز اعرف انتي بجد خطيبة اسر اخويا ...

حينها تنصدم مي من كلامه وتقول ..

--اسر اخووك ازااى هو قالي ان عنده اخ واحد واكبر منه وعايش بره مصر ...

لتعلو ع شفتيه ابتسامة لبراءتها ويقول ...

--طب ما انا اخوه ده واكبر منه ب3دقايق ...ازاي اسر محكليش عنك ...

مى بحزن : اسر كان معرض للخطر ف اى وقت انه يموت وكان تليفونه متراقب وحاول يوصلك فى امريكا عن طريق رقمك معرفش وعرف انك سافرت ايطاليا واستقريت هناك مع مراتك ...ولما عرف كل ده كان يووم ..لتبكي مي وتقول ...

--كان اليوم اللي اتقتل فيه ....

ليرد ذلك الشخص ويقول باستغراب ..

--بس ازاى ..؟ ولما انتي خطيبته مشفتكيش ليه يوم العزا انا رجعت مصر لما شغله بلغني بإصابته ولما وصلت عرفت انو مات ...اكيد انتي واحدة نصابة ...وقام من مكانه وهم بالخروج ... حينها تنادي مي عليه بأسمه وتقول ...

يااسين ...

لينظر لها بتعجب ويقول ...

--لا واضح انك عاملة بحث جااامد عن العيلة ...

مى بتعب : انت ليه مصمم اني بضحك عليك ...ثم قامت بتخريج احد الصور من ع هاتفها الخاص وهي تقول بتعب ...

--دي صورتي مع اسر يوم ما اتخطبنا ووالدك كان حاضر وعارف بكل ده تقدر تسأله ...ثم قامت من مكانها وتنهدت بتعب وهي تقول ...

--اما بالنسبة اني محضرتش العزا ده عشان انا كنت فى غيبوبة ولما فوقت منها كانت حالتي النفسية صعبة وقضيت 3 شهور بتعالج ولما جيت عشان اعزيك كنت سافرت تاني وده عرفتوا من بواب العمارة وعرفت كمان ان الشقة اتقفلت وفضلت ازور اسر فى قبره هو ده اللي قدرت اوصله ...

وتهم بالرحيل والخروج من تلك الغرفة بعد ان استعادت وعيها قليلا تحت نظرات الممرضة التي سمعت كل شئ من ارتفاع صوتها فور همامها للدخول الى الغرفة بجوار الطبيبة للتأكد من إفاقتها لكنها اسرعت فى خطوااتها حتي خرجت من المستشفي بإكملها ...ولكن تذكرت ان ربما سيارتها ليست موجودة ربما تركها هناك وجاء بها الى هنا بسيارته حينها تنظر ف ساعتها تجدها الثانية ظهرا لتطمئن نفسها قليلا وتأخد تاكسي يوصلها الي حيث توجد سيارتها ....

باااك ..

تفوق مي من تذكرها وتمسح عينيها التي ادمعت بشدة وقالت من بين دموعها ..

--مش هقدر اجيلك تااني يا اسر اناا اسفة ..لازم اعيش حياتي من غيرك يااا ح...حتي الكلمة دي مينفعش اقولهالك سلااام يا اسر ....

لترحل وللأبد متخذة قرار لا تعرف هل هي قادرة على تنفيذه ام لا ..؟...

....

قامت تغريد بإستقلال سيارة تاكسي لتوصلها الى بيت تالين صديقتها واخبرته بالعنوان وبينما سائق التاكسي يقف فى احد اشارات المرور قامت تغريد بفتح هاتفها للاتصال بصديقتها تخبرها بأنها ذاهبةاليها ..

فتهم بفتح الانترنت لتجد عدة رسائل من ذلك الشخص التي تحادثه يقول لها ..

"اجيبي ع محادثتي ايتها الفتاة ...اريد مقابلتك كما اردت انتي من قبل ...." حينها ترى تغريد تلك الرسالة لتهم سريعا بالرد عليه وتقول ...

"اين انت الان ..." ...؟

وقبل ان تضغط ع زر الارسال وجدت اتصال هاتفى من تالين ...

لترد عليها وتقول بصوت مسموع ..

--عاملة ايه ي تالين اانا كنت لسة هتصل واقولك اني جيالك دلوقتي ..

-تغريد فيه حاجة حصلت عرفتيها ...

--عرفت ايه يا بنتي ماتقولي ع طول ...

-جوماااانا ماااتت ...

حينها صمتت تغريد عن الكلام حقاا ما قالته تالين صحيح ...جومانا ماتت طب ازاي ..؟...

تغريد بدمعة حزن : ايه اللي انتي بتقوليه ده ...

تالين : لسة عارفة الكلام ده دلوقتي من حمزة وكمان روجينا دخلت في غيبوبة ...

تغريد بعدم تصديق : اييييييه ازاي كل ده حصل فى اليومين دول ...

تالين : وكمااان فيه مصيبة تانية ...لتصمت تالين قليلا وتقول ...

--بس دي تخصك يا تغريد ...

حينها اعتلت الصدمة وجه تغريد لترد سريعا وتقول ..

---في ايه ..؟

لتقول تتالين فى هدوء تام ...

-فيه فيديو منتشر بإسمك انتي وحمزة ع جروب المدرسة وانتي بتضربيه بالقلم ...

لترد تغريد وتقول بصدمة ...

ايييييه ...

وفى تلك اللحظة يقع الهاتف منها فور ان تحرك السائق بالتاكسي. لتهم سريعا بالتقاطه لتجد الخط انقطع فترن عليها مرة اخرى لكن الهاتف مغلق لتنتظر قليلا حتي تصل الى منزل تالين......

.....

فى مكان مهجور مظلم تجلس فريدة ع احد الكراسي مربطة من ايديها ورجليها وغير قادرة ع التحدث بسبب كل ما تعرضت له من ضرب وفجأة تدخل عليها ليلي وهي تقول بشماتة وهي تمسك بشعرها وخلفها احد الرجال ذو العضلات ...

--عايزة تبلغيه بكل حاجة ..قابلي بقا ياحلوة اللي بيحصلك وبالنسبة للفيديوهات والصور فدلوقتي بس مش ابنك اللي هيتفرج عليها هتلاقى الشباب كلها بتتفرج عليها ياا قطة ..

ده اللي يفكر يلعب من ورايااا ..

ثم تشير بإصابعها لاحد الاشخاص وهي تقول ..

--تعمل اللي اتفقنا عليه بعد كده ترميها فى اى دااهية وترجع تاخد حساابك ومشفش وشك تااااني حتي لو صدفة ..

الشخص : اواامرك ياا هاانم ..

ثم تلقي نظره عليها بمكر وتقول لها وهي تخرج ..

--ظبطهولك اهوو عيزاكي تعجبيه بقاا ..سلااام يا فرى ..

وتخرج من الاوضة وحدها وتغلق الباب خلفها تستمع لصوت صرااخها فى شماتة واحدهم يحاول الاعتداء عليها لترحل من مكانها وعلى وجهها ابتسامة انتصار ....

......

فى احد الاحياء الشعبية ببالاسكندرية وتحديدا بأحد البيوت الصغيرة كان يجلس ياسين برفقة والده ايمن وهو يقول ..

--يعني كنت عارف يا بابا ومقولتليش ..

ايمن :يا ابني اقولك ايه بس هو انت كان حد عارف يوصلك انا بلغت امك بخطوبة اسر وهي قالتلي هتيجي ع الفرح وقولتلها تبلغك قالتلى مااشى ...

ياسين بغضب : طب والبت اللي بهدلتها دي دلوقتي ده انا هزقتها ...

ايمن بإبتسامة : لا اطمن مي قلبها ابيض هتنسى كل حاجة ...

يااسين بسرحان: ايه ده اسمهاا مي .؟

ايمن : ااه يا ابني صحيح عامل ايه مع مراتك .؟

ياسين بعصبية : ليه السيرة الزفت دى ..

ايمن : يا ابني خلاص هي مراتك وكمان حامل فى ابنك وبعدين مش انت اللي صممت تتجوز واحدة خوجااية ..

ياسين بضحك : خوجااية جبتها منين الكلمة دي يا حاج 

ايمن : بقولك ايه متتريقش ع كلامي اسمع كلام امك وابعد عن البنات الشمال اللي تعرفها وركز بقا مع مراتك وابنك اللي قرب يجي ...صحيح هي جت معاك مصر ولا لسة فى ايطاليا ...

ياسين بخنقة : .............