رواية أنين مكة الحلقة السابعة 7 بقلم شيماء سعيد
رواية أنين مكة الحلقة السابعة 7 بقلم شيماء سعيد |
رواية أنين مكة الحلقة السابعة 7 بقلم شيماء سعيد
جلال.......طيب وريم هتعمل معاها ايه ؟؟
حاتم ....ريم على فكرة واقعة اوى وهتسلم بسرعة .
جلال....إزاى ؟ ومش خايف من ابوها ؟ ده لواء قد الدنيا .
حاتم.......وأنا مالى هو أنا غصبت عليها ، هى هتجيلى بمزاجها ، يبقى تشيل ليلتها ، أنا مليش ذنب .
فضحكا جلال وحاتم ضحكة شيطانية .
( يحلم الرجل بإمرأة صالحة وهو لم يخطو خطوة نحو الصلاح ، بل ابتلى بالشهوات فكيف تأتى له فاطمة وهو لم يكن علي , فتراه يأخذ زوجة كان له ماضى لا يعلمه هو ) .
جلال....يا لعبك يا عم حاتم .
.....................
عاد ركان لمنزله ليلا محطما بعد أن أدخل قلبه الحجز بيديه وعاد بدونه .
فقد كان الفاصل بينهم فى بادىء الأمر النسب ومكانته الأجتماعية ،أما الأن فالأمر أصبح أشد ويكاد يكون مستحيلا وهو سدود منيعة وجدران صلبة لا يقوى على أختراقها .
وبينما هو غارقا فى أحزانه جاؤه إتصال من دلال فنظر لشاشة هاتفه بإشمئزاز وغضب ولم يجيبها ولكنها كررت إتصالها فاضطر للأستجابة .
ركان....صدعتينى عايزه إيه ؟
مش قولتلك متتصليش بيه ؟
دلال بلين القول ........أعمل إيه ؟؟
وحشنى يا باشا ، وبقالك فترة ولا جيت ولا حتى سلام .
ركان بنفور ........مش فاضى ،وياريت مسمعش صوتك تانى سلام .
دلال برجاء ....استنى بس يا باشا ، الكلام أخد وعطى .
ركان.......عايزه إيه خلصينى ،عايز أنام ورايا شغل الصبح .
دلال ........طيب ماتيجى نسهر مع بعض شوية ومش هعطلك كتير وهسيبك تروح بدرى .
ركان بإنفعال.......أنتِ مبتفهميش ، عايز أنام وبصراحة كده خلاص ،أنا زهقت منك وخلاص مش عايز أعرفك تانى .
فانفعلت دلال قائلة .......لا كده واللى خلق الخلق فيه حاجة .
أنت شكلك لفيت على حد تانى غيرى .
وقولى صح عملت ايه مع كرميلا ، اللى أظن أنها أكلت بعقلك حلاوة عشان لسه نوغة وصغيرة وحلوة ها ؟
وبدل متجبهالى خدتها لنفسك بس أنا مش هسكت وأسيب حقى .
انفعل ركان بشدة حتى برزت عروقه من الغضب واحمر وجهه قائلا.......كرميلا دى طفله .
أستغليتى ساذجتها ووقعتيها فى البيئة الواطية بتاعتك وأنا بس سكت عشان الأيام الحلوة اللى كانت بينا .
لكن أنتهت يا دلال ولو لسانك ده مسكتش وبطلتى تتصلى او بمعنى اصح تنسى رقمى من الأساس ، والله هكون ملبسك قضية تقضى بيها بقية عمرك فى السجن ..
دلال بصوت خائف .........لا لا خلاص يا باشا ، أعتبرنى متصلتش .
ثم أغلقت الخط متوعدة له بقولها .....شكلك مش عارف دلال كويس يا باشا .
وإن كنت انت كبير ، ففى اللى أكبر منك ،ومش حتة عيلة دى اللى تخدك منى .
اه يا نارى ، أعمل إيه بحبك ومش هسيبك ليها ابدا يا قلب دلال ، ولازم أتصرف فى الموضوع ده وهشوف أعمل إيه ؟؟؟
................
قام رياض فى الصباح بالنداء على كرميلا لإعداد له كوب من الشاى .
حضرت كرميلا على الفور ملبيه النداء ....أمرك يا رياض بيه .
نظر ليها رياض بتفحص .....فوجدها فتاة مازالت فى مقتبل العمر ، بشرتها خمرية ولكن ما يميزها أنها لها أعين رمادية جميلة تشع نورا ، ولها شعر حريرى أسود ولكنه لا يتجاوز كتفها .
رياض محدث نفسه.......إيه الرقة دى فى الصوت والجمال ، مش خسارة تكون خدامة .
بس يلا النصيب ، وأنت مالك متنحلها كده ؟؟
أعدل نفسك وأفتكر أنت مين وابن مين يا سيادة الملازم .
رياض.....كوباية شاى بلبن لو سمحتى يا كرميلا.
كرميلا بإبتسامة .....عيونى يا باشا .
رياض محدث نفسه....الله على عيونك أنتِ الحلوة ، يا وعدى يا وعدى.
ثم تابع ""
رياض لنفسه ..... ها قلنا إيه ؟
...خلاص ماشى أسكتى يا نفسى متودنيش فى داهية .
كرميلا.......أجبلك مع الشاى بلبن حتة فطير مشلتت عمايل ايديا وحياة عينيه .
والله هيعجبك اووووى يا باشا وهتاكل صوبعك وراه .
رياض محدث نفسه ....والله أنتِ اللى عايزه تتكلى يا حتة بوغاشه .
ثم تسائل ""
إيه ده ؟ أنتِ بتعرفى تعملى الحجات دى ؟
كرميلا........اه .
أنا بحب اوى شغل المطبخ من صغرى ، وقمت بدرى خبزت كام وحدة لزوم الفطار .
رياض بحركه من لسانه متلذذا......الله عليكِ .
بس يا خسارة أنا عامل رجيم عشان الكرش ده ، ثم ضرب على بطنه بيديه بطريقة مضحكة .
ابتسمت كرميلا ووضعت يدها على فمها ثم أردفت ........ولا كرش ولا حاجة يا رياض بيه ، ده عز وهنا ، ربنا يمتعك بالصحة.
كل يا سى رياض وسيبك من الرجيم اللى بيهد الحيل ده .
وأنت زى الفل أهو مش مليان اوى ولا حاجة .
اتسعت عين رياض لها بإعجاب قائلا.......يعنى أنتِ شايفة .
إنى مش مليان شوية وشكلى مناسب؟؟
كرميلا بتأكيد ......لا مش شايفه غير راجل ماشاءالله ، مالى هدومه ومركزه ، ربنا يحرسك يا باشا من العين .
فرح رياض بكلماتها فاعتدل من جلسته ووقف أمام المرآة ينظر لنفسه بإعجاب وهمس......إيه ده منا طلعت زى الفل وعشرة أهو .
البت دى شكلها بتفهم .
رياض بإبتسامة ...بت يا كرميلا ،أنتِ يا لوز .
كرمله بضحك......عيونى يا باشا.
رياض.....مبلاش عيونك اللى مش قدها أنا دى .
ثم حدثها """
روحى أجرى نولينى الفطير بتاعك مع شوية عسل أبيض يا عسل أنتِ ومتنسيش مج الشاى باللبن بتاعى اللى مرسوم عليه زرافة .
كرميلا.....بس كده عيونى ، ثم انطلقت مسرعة لإحضار ما طلب .
رياض ....مفيش فايدة برده من كلمة عيونى ، اه يانى من عيونك اه .
ثم أمسك بعوده وبدء يدندن .
كان مالي ما كنت في حالي متهني بقلبي الخالي
فات رمشه الجريء وندهلي وفي أجمل عيون توهني
قولولى ندهني ليه حيرني وشغلني عليه
بالحب اللي زايد والشوق اللي آيد
من أول دقيقة أبو عيون جريئة .
....................
استمع ركان بقلب ملىء بالشجن لصوت رياض ، فجلس على فراشه وغطى وجهه بكفيه وحدث نفسه......كان مالى فعلا .
كنت عايش حياتى بالطول والعرض وعمرى ماهمنى حد .
ظهرت هيه فى حياتى قلبت كل الموازين ، وياريت كان سهل أوصلها واعيش معاها عمرى ، لكن ......
ااااااااااه يا قلبى ، يوم ما تدق وتحب ، تحب حب مستحيل ، ااااااااااااه يا قلبى .
ثم دمعت عيناه لأول مرة فى حياته ، فقلبه منذ نشأته لم لا يعرف سوى القسوة والغلظة ، بسبب والده الذى رباه على الجمود والقسوة بينما إخوته تمتعوا بحبه ودلاله .
ركان.....وبعدين أعمل إيه فيكِ يا مكة ؟
مش قادر أشوفك فى الحبس ومش قادر أعملك حاجة .
وأنتِ كمان غبية مش عايزة تكلمى وتقولى اللى حصل عشان حتى اقدر أساعدك ويمكن ألاقى اى مخرج تقدرى تخرجى منه بسرعة .
أنا لازم اشوفها واكلمها ، فقام ركان وارتدى ملابسه
وولج للخارج فوجده رياض يلتهم الفطير بنهم .
إبتسم له رياض قائلا.......صباحك فطير بالعسل يا سيادة النقيب .
أقعد اقعد أفطر معايا .
والله أول حسنة تعملها معايا ، أنا جبت البت كرميلا دى هنا ، ايديها تتلف فى حرير .
ركان بتنهيدة حزينة...طيب تمام ،خلى بالك منها ،هى بنت غلبانة .
وانا نازل عشان مستعجل وأنت ابقى حصلنى .
تعجب رياض من طريقة حديث ركان الهادئة ، لإنه طريقته دوما معه تتسم بالغلظة والسخرية أحيانا
فسئله بإندهاش.......ركان أنت كويس ؟
ركان بعين زائغة ...ايوه _ ليه بتقول كده ؟
رياض....لا مفيش ، حبيت أطمن عليك بس .
ثم رن هاتف المنزل ...فاستجاب رياض .
رياض...الو.
إدارة المستشفى......الوالدة مصممة على الخروج من المستشفى .
رغم إن حَلتها الصحية غير مستقرة .
رياض.....طيب ليه ؟
خليها أفضل عشان المتابعة .
إدارة المستشفى...... قولنلها وبرده مصممة تخرج وقالت نتصل بحضرتك تيجى تاخدها وهنبعت معاها ممرضة تتابع حالتها وتديها العلاج بإنتظام .
رياض ....تمام ، خلاص مسافة السكة هكون عندك .
ثم أغلق الهاتف .
وحدث ركان بما سمع ، فطلب ركان مصاحبته لإحضار والدته من المشفى .
وبالفعل ذهبوا الإثنين لإحضار والدتهم ، فوجدوا والدهم قد وصل إليها أولا بعد أن ترك عمله من أجلها ، فهو يعشقها منذ أن كانت طفلة صغيرة فهى ابنة عمه .
قبل يدها ركان بحب قائلا......حبيبتى يا امى ، مش كنت تخليكِ يومين كده كمان نطمن على صحتك ؟
سهام........أنا مش بحب قعدة المستشفى أبدا ، وأنا كمان بقيت احسن الحمد لله متقلقش ، وكمان لازم أروح عشان نستعد لخطوبتك الجمعة الجاية إن شاءالله .
ركان بإندهاش .......خطوبة كده على طول وكمان حضرتك تعبانة ،أنا مش عارف أنتم مستعجلين ليه كده اوى ؟
فرد والده بغلظة.......عندك مانع تانى حضرتك ؟
واحنا مش مستعجلين ولا حاجة ، احنا متفقين على ده أنا ووالدها من فترة .
طأطأ ركان رأسه بحرج متمتما....خالص بدال حضرتك أتفقت ، يبقى أنا عليه أنفذ .
وبستأذنكم دلوقتى عشان ورايا شغل .
ثم غادر ركان سريعا حتى لا يرى أحد فى وجهه الضعف والكسرة .
وعند مغادرته نظر مجدى لزوجته بتهكم قائلا....شوفتى رد إبنك عامل إزاى ؟؟
والله أنا خايف يحرجنا مع الناس ؟
سهام.....معلش يا مجدى ، هو بس ركان دماغه ناشفة زى اللى رباه .
مجدى ....وليه متقوليش زى أبوه ؟
فضحك رياض ......مهو اللى رباه ولا أبوه واحد ، ايه الفرق ؟
فنظرت سهام لمجدى بعتاب ولوم .
مجدى بحرج....اه اه يا رياض ، ويلا بينا نوصل والدتك والممرضة البيت .
رياض...تمام ،، توكلنا على الله .
سهام.....هى ريم مجتش معاكم ليه ؟
رياض.....ريم قالت وراها محاضرة مهمة وهتطمن عليكِ بالتليفون لغاية مترجعى البيت بالسلامة.
سهام بحزن.......يعنى هى المحاضرة أهم منى ؟
دى أخرة دلعك فيها يا مجدى ، قولتلك مش كده ، الدلع زيادة بيخلى الطفل يطلع أنانى ومش همه غير نفسه بس .
وأهو بنتك فضلت محاضرة على إنها تيجى وتتطمن عليه .
مجدى........متكبريش الموضوع يا سهام ، دى لسه عيله متفهمش كده وأكيد قالت بدال أخواتها الرجالة موجودين خلاص .
سهام....ايوه أفضل دافع عنها كده .
والله أنا خايفة من آخرة دلعها دى ، ربنا يستر عليها.
مجدى....لا متخفيش ، دى بنت مجدى الزيات
محدش يقدر يدوسلها على طرف ، ولو حد فكر بس ، أوديه ورا الشمس .
سهام.....ربك يستر .
............
تقابلت ريم مع حاتم المرشدى فى الجامعة .
حاتم مبتسما بتصنع......ريم إزيك ؟
ريم بخجل مصطنع.......حاتم ، الحمد لله .
حاتم.....متيجى نشرب كابتشينو ندفى شوية فى الجو البرد ده .
ريم......والمحاضرة ؟
حاتم........متقلقيش ، جلال جوه ، وهو واد دحيح وبيحب يكتب كل حرف ورا الدكتور.
فلما يخلص هنخدها نصورها منه .
بس لو عايزة تحضرى مفيش مانع براحتك ، عن إذنك .
وما كاد حاتم يلتفت بظهره حتى تفوهت ريم....لا استنى أنا جايه معاك .
فابتسم حاتم بمكر قائلا.....أنتِ ذوق وكيوت اوى يا ريم .
ريم مبتسمة.......ميرسى.
ثم توجها حيث طلب منها لإحتساء كوبا من القهوة المعدة باللبن ، وقد لمحها كريم فاستاء منها وحدث نفسه ......ملقتيش غير المرشدى يا ريم ؟؟
يا ترى إيه عجبك فيه ،وأنا ملفتش نظرك فى حاجة ؟
على العموم القلب اللى يحب عمره ميكره أبدا ، وأنا بتمنالك السعادة حتى لو مكنتيش ليه .
ثم ولج للمحاضرة بقلب محطم حزين على حبه عمره الضائع .
سدد حاتم النظر لريم حتى ارتبكت واحمرت وجنتيها خجلا .
حاتم ......ياه للدرجاتى بتكسفى ووشك بقه عامل زى الطماطمية ، أنا مكنتش متصور إنك بالجمال والرقة والخجل دى كله ؟
هو عينى كانت عاميه عنك ليه كده ؟
ريم بخجل .....مش عارفه ؟؟
بس يعنى كتير بيقولوا إنى جميلة ، لكن أنا مش بيهمنى الثناء على شكلى ، أنا يهمنى شخصيتى أنا .
حاتم ......لا فعلا أنتِ مش بس جميلة ، لكن إنسانة واعية ومثقفة وشخصية جادة ، صراحة يعنى يا بخته اللى هتكونى من نصيبه .
ريم محدثة نفسها....مهو انت نصيبى وقاعد قدامى أهو ، وفضلك بس زقة.
ريم.....ميرسى ، كلك ذوق يا حاتم .
ومرت ساعة تبادلوا بها أطراف الحديث عن عدة مواضيع .
وأكثرها كانت مرحة ، لتضحك ريم مرارا وتكرارا ومضى الوقت حتى وجدت زملائها يخرجون من المحاضرة ، فأقبل إليهم جلال .
جلال بغمز ...حبيبى يا حتوم ، خد يا عم المحاضرة اهى صورها زى ما انت عايز .
بس بشرط .
حاتم.......إيه الشرط يا عم جلال ؟
جلال......نشترك فى الرحلة اللى طالعة دريم بارك بكره ان شاء الله ، خلينا نهيص ونتفسح يوم من نفسنا .
حاتم ...والله فكرة حلوة ، إيه رئيك يا ريم ؟
ريم بإرتباك ....أنا ؟
حاتم......اه أنتِ .
أنا مش هطلع إلا وأنتِ معايا طبعا ، أنا خلاص أتعودت تكونى معايا ديما .
ريم محدثة نفسها.......ده خلاص شكله وقع ،وخايفة لو رفضت يزعل بس اعمل ايه؟
واقولهم إيه فى البيت ؟
حاتم.......ها رحتى فين ؟
ريم.......مفيش ، بس يعنى دريم بارك سفر وأنا مش متعودة أسافر مع أصحابى ، عشان بابا يعنى طبعه شديد شوية .
حاتم....مش لازم تقوليلهم .
ريم.......إزاى ده سفر وأكيد هتأخر ولازم يعرفوا أنا فين ؟
حاتم........لا عادى إحنا هنطلع مع شروق الشمس كانك رايحة الكلية ولو تأخرنا على المغرب مثلا وسئلوكى ، قولى رحنا نزور واحدة زميلتنا تعبانة ، أو اى حاجة متقلقيش .
كل حاجة وليها حل عندى .
فابتسمت ريم قائلة.....ماشى الكلام ، خلاص بكرة معادنا أن شاءالله ، ومنين هنركب الأتوبيس ؟
جلال بتلعثم ....اه اتوبيس .
لا ما الأتوبيس كامل العدد عشان اتأخرنا فى الحجز ، فهنطلع بعربية حاتم ، ونحصلهم بإذن الله .
ريم بخوف ....عربية حاتم ، بس يعنى ؟
حاتم....بس ايه ؟ شكلك مش واثقة فيه ، خلاص بلاش ، بلاها رحلة خالص .
وهستأذنك أمشى عشان مصدع.
ريم......لا لا مش كده ، خلاص ماشى ، نروح بالعربية.
حاتم بمكر.....تمام هستناكِ الساعة سبعة الصبح قدام الكلية أن شاءالله .
ريم..... تمام.
................................
توجه ركان حيث محتجز مكة على ذمة قضية شروع فى قتل المدعو عباس ، وطلب مقابلتها .
هشام وكيل النيابة ...متحولش معاها والله يا سيادة النقيب .
هى تعبتنى من الصبح ، وبرده مصممة على الصمت ومش راضية تدافع عن نفسها وحتى رفضت محامى متبرع .
ركان.....مش عارف ؟
بس حاسس إن وراها سر هى مخبياه ولازم أعرفه .
هشام......على العموم حاول يمكن .
وانا هبعت أجبها وهسيبك معاها دقيقتين يمكن تستجيب معاك .
ركان........تمام ، متشكر يا هشام .
وبالفعل تم إستدعاء مكة ، فولجت إليه بقلب ينبض بالحب ولكن حزين لايرى اى سبيل أمل فى الحياة أو فرصة لهذا الحب ليخرج للنور .
ظلت مكة واقفة أمامه متعمدة ألا تنظر لوجهه ، فلا تريد أن تضعف ويرى فى عينيها الحب .
أما هو فقد صمت للحظات ، فكم يود أن يضمها لصدره لتسمع دقات قلبه التى تنبض بحبها .
وود لو اخفاها بين أضلعه ليهرب بها إلى مكان ليس به سواهما ، فهى تكفيه عن باقى العالم .
حاول ركان إخراج صوته المكتوم قائلا.....هنفضل واقفين كده كتير ؟
مكة بإرتجاف....كده أحسن .
وممكن أفهم حضرتك طلبت تشوفنى ليه ؟
أظن أنا قولت معنديش اى كلام أضيفه ومعترفه بجريمتى ومستعدة للعقاب ،فأظن وجود حضرتك ملهوش اى داعى .
فانفعل ركان وأقترب منها وأمسك بذراعيها بقوة ودفعها عدة مرات صارخا.........أنتِ عايزه تجنينى
مفيش حد بيقتل بدون سبب إلا لو كان مريض نفسى.
مكة بغصة مريرة...........خلاص أعتبرنى مريضة نفسيا.
ولو سمحت أنت ملكش أى حق يخليك تعاملنى بالطريقة دى وتمد ايدك كده ، أنا مسمحلكش .
واعتبر الزيارة انتهت ونادى على العسكرى يرجعنى الحجز .
زفر ركان غضبا قائلا ... ..تصورى إنى غلطان لما فكرت أجى وأساعد وحده زيك .
يلا فى ستين داهية وأنا مالى .
مكة محاولة حبس دموعها.....ايوه .
أنت مالك بيه ، أنا أصلا بكرهك وبكره اليوم اللى شوفتك فيه .
وياريت مشوفكش تانى .
لم تتم مكة كلماتها حتى شعرت بألم صفعة على وجهها من ركان ،فقد صفعها بدون شعور من وقع كلماتها القاسية عليه .
تألمت مكة ووضعت يدها على إحدى وجنتيها مرددة ....حسبى الله ونعم الوكيل.
أهتز قلب ركان من كلمتها .
وود لو قبل قدميها لتسامحه، فقد فعل هذا رغما عنه وهى ما دفعته لذلك لإهانته وقولها إنها تكرهه بهذا الشكل وهى أحب الناس إلى قلبه .
ركان بضعف وندم....مكة أنا اااااااا مش ..
مكة بقهر........لو سمحت مش عايزه أسمع ولا كلمة وكفاية لغاية كده أرجوك .
وفى هذه اللحظة ولج وكيل النيابة هشام قائلا....ها إيه الأخبار ؟ عرفت تطلع منها بأى كلام .
مكة برجاء .......لو سمحت يا باشا ، عايزه أرجع الحجز .
هشام بغلظة........ومستعجلة ليه يا هانم ؟؟
ما أنتِ هتشرفى فيه سنين طويلة .
مكة بلا مبالاة......وماله أهو أحسن من الغابة اللى بره .
انفعل هشام هو الأخر وقام بالنداء على العسكرى ليأخذها .
ولكن تصارعت نبضات قلبها بشدة وشعرت بالإعياء عند أول خطواتها للخارج مع العسكري ولم تتحملها قدامها فسقطت مغشى عليها ..
ففزع ركان وأسرع لها مردفا إسمها بقلق ......مكة _ مكة .
إندهش هشام من فعل ركان ، فهو معروف عنه بالقوة والجمود والصلابة ، أيأن لهذه الفتاة ؟
وما سر أهتمامه بها ؟
هل يعقل إنه يميل إليها ؟
ولكنها فتاة عادية ، ليس بها شىء يميزها ، فضلا عن حالتها الأجتماعية ، وما زادها سوءا حبسها على ذمة قضية قتل ، فكيف بعد كل هذا يهتم بها ؟؟؟
...............
علمت إحدى السيدات أن المدعو عباس المجنى عليه فى قضية القتل التى قامت بها إبنة زوجته مكة ، يصارع الموت فى إحدى المستشفيات ، فذهبت لزيارته .
وكانت حالته حرجة ولا يستطيع التحدث .
فطلبت زيارته ولكن رفض الطبيب ذلك لشدة حالته الصحية .
ولكنها ألحت على الطلب مرارا ، فاضطر الطبيب للموافقة .
بشرط ألا تكثر عليه بالحديث وهذا بعد أن أدعت إنها أخته ليوافق على الزيارة.
فولجت إليه وعندما اقتربت منه ووجدته على تلك الحالة المزرية أغرقت عينيها بالدموع قائلة.......اللهم لا شماتة .
أهو كان بينا ايام حلوة زمان ، بس لو تريحنى وتقولى يا عباس وديت بنتنا فين ؟
أنا خايفة تموت ومعرفش .
نكزته تلك السيدة ففتح عينيه فعرفها ، فنظر لها بغضب وكأنه يقول لها........إيه اللى جابك يا زهرة ؟
زهرة برجاء.......سايق عليك النبى يا خويا ، لتقولى وأنت بين ايدين رب كريم عشان يسامحك على اللى عملته فيه زمان .
تريح قلبى وتقولى بنتنا ودتها فين ؟؟؟؟
قول يا عباس ؟ريح قلبى ، ربنا يريح قلبك ويشفيك .
...........
يا ترى ركان فعلا هيقنع مكة إنها تقول الحقيقة عشان تخرج من السجن ؟؟
وايه رئيكم فى ريم ؟
وايه حكاية سى رياض كمان مع كرميلا ؟؟
وايه حكاية زهرة مع عباس دى كمان ؟؟؟
تعليقات
إرسال تعليق