رواية أنين مكة الحلقة الرابعة 4 بقلم شيماء سعيد
رواية أنين مكة الحلقة الرابعة 4 بقلم شيماء سعيد |
رواية أنين مكة الحلقة الرابعة 4 بقلم شيماء سعيد
ركان بضيق صدر لـ كرميلا ....بطلى عياط ، صدعتينى .
وقوليلى ليه مش عايزه تروحى لدلال ، امال عايزه تروحى فين ، لحد من أهلك ؟
طيب قولى العنوان وأنا أوصلك ؟
كرميلا بصوت منبوح من البكاء....أنا مليش أهل .
أنا أتربيت فى ملجأ ايتام وشوفت فيه ايام صعبة اوى من ضرب وإهانة ونوم على لحم البطن واستحملت كتير وكنت بحلم باليوم اللى هطلع فيه من الدار سواء اتجوزت أو بعد مخلص الدبلوم هيشغلونى واعتمد على نفسى .
وفى يوم دلال جت الدار ، عشان تختار بنات معاها للشغل ومكناش عارفين هى بتشتغل فى إيه ؟
وعشان طبعا تعرف تخدنا ، دفعت فلوس كتير اوى معرفش عددها ، وكنت أنا وبنتين تانى اللى اختارتنا .
وكنا فرحانين فى الأول إننا اخيرا هنسيب الدار وهنطلع نشوف الدنيا ونخلص من ذل الدار .
لم تستكمل كرميلا كلماتها حتى انهارت مرة أخرى فى البكاء .
فتوقف ركان بسيارته على جانبى إحدى الطرق ، وحاول أن يربت على كتفيها بحنو كى تكف عن البكاء ولكن ما أن قام بلمسها حتى إنتفضت مذعورة .
كما إنها حاولت فتح باب السيارة لتسرع هاربة ولكن ركان بادر بإحكام قبضته على معصمها بقوة حتى إنها تألمت من قبضته عليها فصرخت قائلة....حرام عليك .
حرام عليكم كلكم اللى بتعملوه فينا ده .
مش كفاية اليتم والذل والقهر اللى شوفته جوه الدار .
كمان شوفت الغابة اللى الناس عايشه فيها بره الدار ، وأنت شكلك وحش من الوحوش زيهم بالظبط وعايز تنهش فى لحمى زيهم ، بس لا خلاص ، أنا عندى أموت نفسى أحسن من الضياع ده .
ركان وقد انفعل عليها ....أنت أتجننتى ؟
ليه شيفانى عيل صايع ، أنتِ مش عارفه أنا مين ؟
كرميلا ......مهما كنت ، فى الاخر راجل ، ومش بيهمك فى اى وحده مننا إلا حاجه وحده .
ركان بنفى .......أنتِ عبيطه أكيد ، أنتِ باللنسبالى طفله ويستحيل افكر فيكِ بأكتر من كده .
ممكن أكون اه بعملها بس مع سن أكبر ناضج ، لكن موصلتش لسه للمستوى الدنيىء ده .
واحكيلى إزاى وصلتك دلال للمستوى ده عشان حسابها معايا عسير ؟
هدئت كرميلا نوعا ما بعد أن رأت فى عينيه الصدق ثم أردفت ......أول ما وصلت يا باشا البيت عندها أنا والبنات ، لقيت راجل طويل عريض عندها .
قعد يبصلنا كلنا نظرات غريبة ، لدرجة إننا خوفنا ، وبعدين فجأة بصلى وقال دى مش بطالة وهتعجب الزبون ،هو عايز حاجة كده صغيرة وبكر .
وبعدين لقيته طلع فلوس كتير وعطاها لدلال .
وراح من غير تفاهم ولا كلام شدنى من ايدى بكل قوة وفضلت أصوت واعيط واتحايل عليه يسبنى لكن للأسف ضربنى على دماغى لغاية ما أغمى عليه .
ولما صحيت ويارتنى ما صحيت ، كنت موت أحسن عشان الموت أهون من اللى أنا شوفته .
لقيت نفسى فى شقة غريبة وجمبى راجل معرفهوش وكنت كده انا جمبه ***** .
فجالى حالة إنهيار وقعدت أبكى ومش مصدقة اللى حصل وحاسه زى مكون بحلم بكابوس .
وبعدين فجأة سمعت صوت خبط جامد على الباب وصوت عالى بيقول ،بوليس اداب .
فداريت نفسى بالملاية بسرعة ودخلوا بعدها علينا وقبضوا عليه .
لتبدء كرميلا وصلة أخرى من البكاء مسترسلة""' دار الايتام رغم الذل فيها والضرب كانت أحسن من اللى حصلى ده .
ركان محدث نفسه .... أنتِ طلعتى زبالة اوى بزيادة يا دلال .
ثم تنهد بحرارة متسائلا.....طيب والعمل دلوقتى ؟
أعمل إيه معاكِ ؟
فجال على خاطره أن يأخذها معه لمنزله لتعمل كخادمة مع مسئولة المنزل ومربيته إكرام
ركان.........بصى أنا مش هرجعك لدلال ، هاخدك البيت عندى .
فصرخت كرميلا ....لا حرام عليك ، عايز ايه منى ؟
زفر ركان بضيق قائلا ......أنتِ متخلفة ، فهمتى إيه ؟
مش اللى فى دماغك ، أنا هخدك تساعدى دادة إكرام .
هى ست كويسة اوى وهتحبيها وأنا مش لوحدى فى البيت عشان متقلقيش ، انا عايش مع والدى ووالدتى وأخواتى .
فنظرت له كرميلا بإمتنان ، وأرادت تقبيل يده قائلة ....ربنا يسترها معاك يا باشا دنيا وآخرة .
ده جميل مش هنسهولك العمر كله أبدا .
جذب ركان يده حتى لا تقبله قائلا....بطلى شغل الشحاتين ده ومن النهاردة هتعيشى عيشة كريمة وحاولى تنسى اللى فات كله .
كرميلا.....ياريت يا باشا
ثم توجه بها ركان لمنزله .
...................
ولجت مكة على نفور منها حيث زوج والدتها عباس والمعلم حنفى الجزار .
الذى عندما وقعت عينيه عليها أبتسم ابتسامة واسعة وأخذ يسدد لها النظرات من أعلاها لأسفلها ، فامتعضت مكة وأشاحت بوجهها عنه.
محدثة نفسها....هو بيبصلى ليه كده ؟
فكرنى جاموسة بيشتريها فبيعينها كويس ، خالية من العيوب .
المعلم حنفى مبتسما بسعادة ......صلاة النبى أحسن ، إزيك يا عروسة يا منورة ؟
مكة على مضض ......بخير .
فقام عباس بالنداء على والدتها.....ماتنجزى يا ولية ، هاتى يلا الشربات عشان هنقرء الفاتحة .
فأتت حكمت تحمل صينية أكواب من الشربات ، فقام المعلم حنفى بإخراج خاتم من الذهب ومبلغ من المال ووضعه فى الصينية .
ثم أمر عباس حكمت بإطلاق الزغاريد ، فأخرجتها من فمها محبوسة كأنها بكاء .
فسم حمادة الزغاريد من غرفته فأجهش بالبكاء على حب عمره ( مكة ) الذى ضاعت من بين يديه .
كما سمعتها زوجته الثانية ( تهانى ) فتوعدت بالإنتقام منها قريبا .
وتمت قراءة الفاتحة وتحديد موعد للخطبة فى اليوم التالى مباشرة فى الحارة .
حيث سيقوم بإعداد مسرح محاط بشادر كبير وسيقوم بإستضافة ملك المهرجانات الأستاذ حمو بيكا وحسن شاكوش .
فقام عباس بالتصفير والتصفيق وبسعادة . ثم أردف ....الله عليك يا معلم ، أنا مش مصدق نفسى ، معقول هشوف الناس الهلمة دول وأسلم عليهم .
واسمع أغانيهم .
مكة بغضب وإستنكار........استغفر الله العظيم ، دول ناس بيئة وأغانيهم كلها غضب من الله وأنا مش عايزة أبدء حياتى بغضب ربنا .
عباس وقد لوى شفتيه وقال بإستنكار.....دول بيئه يا بت الذوات ، والله عال ، وأنتِ هتحكمى على المعلم حنفى بذات قدره يجيب مين ولا مين ؟
أنتِ تسكتى خالص ، ولو مش عايزة تسمعى ابقى سدى ودنك بقطنة وهاتيها معاكِ من المستشفى .
المعلم حنفى........براحه عليها يا عباس مش كده .
ثم نظر لـ مكة متفحصا ومبتسما قائلا...معلش عديها الليلة دى عشان أهل الحتة يفرحوا معانا يا جميل وبعدين نبقى نسمع اللى يريحك يا قطة .
مكة فى نفسها ....سمعت الرعد فى ودانك يا شيخ .
ثم غمز عباس إلى حكمت هامسا لها ....تعالى بينا يا وليّه نحضر العشا ، جوعنا المعلم معانا ، ميصحش كده .
فقامت حكمت وأتبعها عباس للمطبخ ليتيح للمعلم فرصة للحديث مع مكة على إنفراد.
وحين مغادرتهم قام المعلم حنفى على الفور ليجلس بجانبها ، فنهرته مكة بقولها......إيه حيلك حيلك ، خليك مكانك يا معلم .
هو حد قلك سمعى تقيل لا مؤاخذه ، خليك مكانك وأنا هسمعك كويس .
تغير لون وجه المعلم حنفى وحاول السيطرة على غضبه ، فابتسم بتصنع قائلا....ليه كده يا ست البنات ؟
ده حتى المثل بيقول ،قرب حبه تزيد محبه .
مكة .
مكة بضحك.......والله أنت عكست المثل أصلا .
أبعد مش قرب يا معلم .
حنفى .........أبعد ولا قرب ؟
مدوخنيش معاكِ يا ست البنات ، إحنا لسه بنقول يا هادى ، وخليكِ كده حلوة معايا .
هديكِ عينيه الأتنين .
مكة بإستنكار ...حلوة إزاى يعنى يا معلم ؟
أظن أنت عارف أخلاقى كويس اوى ، وعارف إنى مليش فى شغل الدلع وإنى بخاف ربنا ومينفعش نقرب من بعض بدال لسه على البر ومفيش بينا عقد .
ارتسمت البلاهة على حنفى وفتح فاه مردفا.........يا سله سوخه يا ولاد عقد إيه ده اللى هكتبه ؟؟
عشان نعرف نقول كلمتين حلوين من بتوع الحبيبه ، يطروا على نفسنا .
على العموم قومى هتيلى ورقة ونتعاقد زى ما أنتِ عايزة يا ست البنات ، المهم تبلى ريقى بكلمتين ، يفرحوا قلبى الحزين .
ولا استنى أقولك كلمتين قبل ما أنساهم """
يا متلحق جوه قلبى وأنا قلبى مش متين
من كتر حبك جالى سكر وباخد أنسولين
فضحكت مكة ثم تابعت بسخرية
....يا معلم ورقة إيه بس ؟
أنا بقصد بالعقد يعنى كتب الكتاب ، حلال ربنا .
ضرب حنفى إحدى كفيه بالأخر قائلا...مش تقولى من الأول كده .
نكتب يا ستى الكتاب ونعلى الجواب ونكيد الأعادى
إجلال وتهانى .
فنظرت له مكة بعتاب مرددة....أعداء !
امال ليه اجوزتهم وليه عايز تجوز تالت ؟
زفر حنفى بضيق قائلا......اسمعينى كويس يا ست البنات ، لو عايزة تعيشى معايا ملكة وأجبلك كل اللى نفسك فيه ومش هقصر معاكِ فى ايوتها شىء .
بطلى الأسئلة حبهاش أنا .
وخليكِ فى نفسك بس وفكرى إزاى تدلعينى وبس ؟؟
وتعيدى ليه الشباب من جديد وملكيش دعوة بتاتا بجوز النسانيس اللى أنا مجوزهم دول .
أنا بس سيبهم على ذمتى عشان خاطر ربنا والعيال .
لوت مكة شفتيها يمينا ويسارا قائلة........ويعنى الأتنين اللى مجوزهم دول مش عارفين يدلعوك ؟
ده برده كلام يا معلم ؟
فقام حنفى من مقعده وأقترب من مكة حتى شعرت بأنفاسه الحارقة فى وجهها فاضطربت وتراجعت للوراء.
لتجده يضحك على خجلها قائلا ......كنت عايز أعلمك شوية دلع بس معلش ملحوقة .
وهو كده فى البداية صعب ، لكن يا قمر لما نقرب من بعض ، هتاخدى عليه .
أما بخصوص جوز الحمير اللى مجوزهم فأكيد بيدلعونى لكن أنا المرة دى عايز أغير الصنف ومتأكد إنك هتنغننشى فى دماغى لغاية مدمنك يا ست البنات .
ثم ولج إليهم مرة أخرى عباس وحكمت التى وضعت أمامهم مائدة الطعام ، ليمد يده عباس غير مبالى بأحد بنهم الطعام على عجل حتى أقترب من إنهائه فأسرعت والدتها ( قلب الأم ) لتأخذ منه قطعة من اللحم من أجل ابنتها .
حنفى لـ عباس بغضب ........إيه يا جدع ، مابراحه شوية ، بتاكل فى اخر زادك ولا إيه ؟؟
ما تسيب شوية للبت وأمها مش كده ؟؟
عباس...ما الأكل قدمهم أهو ، حد قلهم متكلوش ؟
ثم غمز حنفى لمكة قائلا...معلش يا ست البنات ، بكرة هغرقك فى اللحمة بعيد عن النطع جوز أمك ده .
ثم وقف معتدلا قائلا....يلا فوتكم بعافية .
واشوفكم على خير بكرة إن شاءالله فى الليلة .
دى هتكون أحلى ليلة وهنولعها بإذن الله ، وهغنيلك يا ست البنات ( بنت الجيران ) لايقه علينا صح ؟
مكة بسخرية .....لايقة عليك يا معلم .
حنفى ....طيب من النجمة تاخدى الست الوالدة وتشترى كل اللى نفسك فيه وابعتى الفاتورة على المحل ، وبعدين تروحى لمزين الحريم اللى على القمة ، تظبطى حالك ومحتالك .
عايزك قمر 14 تمام يا ست البنات ، أما شبكتك فدى هتكون مفاجأة ان شاء الله .
عباس.......تعيش يا معلم ويزيد فضلك .
حنفى....يلا فوتكم بعافية .
غادر حنفى وأسرعت مكة إلى غرفتها باكية ، فنهر عباس زوجته قائلا ....والله بنتك دى وشها يجيب الفقر ، وأصلا خسارة فيها المعلم حنفى ، أنا مش عارف أصلا عجباها ليه ؟؟
دون عن بنات كتير أحلى منها وليهم جسم كده مش زى المقشفة بنتك دى ولا طول ولا عرض .
نهرته حكمت قائلة ......السم فى لسانك يا بعيد .
أنا بنتى ألف يتمناها ، كفاية أدبها وأخلاقها مش مسألة حلاوة بس ، مالحلوين كتير ، بس قليل اللى زى بنتى .
عباس بسخرية.........ايوه أطلعى بيها السما وخشلها يختى تهدى كده وتحمد ربنا على رزقها اللى أى بنت تتمناه .
حكمت...ربنا يصبرها ، ويهديك علينا يا عباس .
....................
ريم اخت ركان فى اتصال مع زميلة لها فى كلية الفنون.
ريم.......الوووو إزيك يا مصيبة يا هيام .
هيام بضحك.......أنا اللى مصيبة برده ولا أنتِ يا مدوبة رجالة الكلية كلها بجمالك يا برنسيسة .
ريم بتكبر .......مش اوى كده يعنى ، هو اه اى حد فيهم يتمنى نظرة منى ، بس أنا ليه مزاج فى واحد بس ، مش عارفة هو عامل نفسه تقيل ومش واخد باله منى ولا واخد ومطنش ؟؟
هيام.......معقول فيه حد يطنش ست الحسن والجمال ريم ؟
يا ترى مين سعيد الحظ اللى بصتله الأميرة ريم الزيات ؟
ريم......حاتم المرشدى .
هيام بتصفير........وه وه عليكِ يا بنت الزيات ، ابن المرشدى مرة واحدة ، ده ابوه سفير مصر فى فرنسا .
ريم........وأنا مش شوية فى البلد ، بنت اللواء مجدى الزيات بجلالة قدره .
هيام........مقولناش حاجة ،انتِ تستهلى باشا مصر كلها .
بس يعنى حاتم ده صراحة ، دمه تقيل وشايف نفسه حبتين .
متخليكِ فى ابن العوام كريم ، الواد هيجن عليكِ وهو برده مش قليل فى البلد ، ابوه دكتور حسين العوام عميد كلية الآداب .
ريم......لا
وايه يعنى عميد أخره موظف برده ، أنا عايزه حاتم وعايزه أشوف معاه الدنيا وأسافر لكل بلد وأسيب الحياة الروتينية والنظام بتاع هنا واخد حريتى .
هيام .......قوليلى كده بقه يعنى مش مسألة حب ،
عايزة بس تنطلقى وتسافرى ، ماشى يا اختى وماله مش عيب .
ريم.......لا حب إيه ؟
الحب ضعف وأنا مش بحب اكون ضعيفة أبدا .
بس قوليلى ، ألفت نظره إزاى وأخليه يتعلق بيه زى باقى الزملاء الأعزاء .
هيام........مش عارفه بس ممكن تعملى زى سكيننة فى المسرحية ، تغريه .
ريم .....مع إنى مش بحب الأسلوب ده وكمان جمالى مفروض يكفى ، بس هحاول يمكن يتحنح شوية.
هيام.....قشطة عليكِ يا بنت الزيات.
.............
ولج ركان إلى منزله بصحبة كرميلا فقام بالنداء على دادة إكرام .
فجاءت إكرام على الفور عند سماع صوته كما أتت والدته لتعاتبه على تركه لعروسه والذهاب للعمل .
فتفاجئت بتلك الفتاة الصغيرة ( كرميلا ).
سهام بتجهم.....ودى مين إن شاءالله يا سيادة النقيب ؟
هو ده الشغل اللى سبت عروستك عشان خاطره وخليت رقبتنا زى السمسمة .
توتر ركان ووجه حديثه لدادة أكرام....لو سمحتى يا دادة .
خدى كرميلا المطبخ ، وهى من النهاردة هتساعد فى شغل البيت وخلى بالك منها ورقبيها كويس .
ولو عملت حاجة كده ولا كده ، بلغينى وأنا هشوف شغلى معاها ، فاهمه يا كرميلا ؟
كرمله وقد افترشت بنظرها الأرض بخجل...فاهمه يا باشا وان شاء الله أكون عند حسن ظنك أنت والهانم .
ركان....خديها يا دادة وأخر الليل تخديها أوضتك تنام معاكِ .
إكرام.....أمرك يا ابنى ، حاضر .
تعالى معايا يا بنتى .
فولجت معها كرميلا للمطبخ.
.......
سهام....وبعدين يا ركان معاك ، مش تفهمنى إيه الموضوع ؟
ولا هو اى حد يدخل البيت كده ؟ وخصوصا البنت دى شكلها ميطمنش.
أنت جيبها منين ؟
فأمسك ركان يد والدته سهام برفق وأخذها معه حيث غرفته واجلسها بجانبه وقبل يدها بحنو قائلا.....متخافيش يا ست الكل.
دى بنت غلبانة خالص ، وكويسة متقلقيش منها وعشان خاطرى عمليها كويس .
فوقفت سهام قائلة بحدة ....أعملها كويس !
هو فيه إيه بينك وبين البنت دى ؟
ركان بغضب....هيكون فيه إيه يعنى يا أمى ، دى عيلة صغيرة وكنت فى مهمة شغل كده .
وناس وصونى عليها احميها من الشارع ،فجبتها ، مفيش حاجة غير كده .
سهام........طيب وعروستك يا ركان ،ينفع نسبهم كده ؟
ركان.....يا امى والله كان شغل وغصب عنى ، وصراحة يعنى دى عروسة مولد ، متنفعش أبدا تكون زوجة ليه .
فأرجوكِ يا أمى ،فضيها سيرة وانسى الموضوع ده .
أنا مش عايز أجوز أصلا .
سهام وقد تغير لون وجهها من الغضب ..أنت أتجننت يا ولد ،،؟
هو لعب عيال ولا إيه ؟
ده كلام رجالة واتفاقات والجوازة دى لازم تتم ولا عايز تصغر أبوك .
زفر ركان بضيق قائلا ..........يا امى حرام والله لما اكون انا ركان الزيات .
و تعملوا كده فيه زى مكون عروسة بتحركوها بإيديكم ، لكن أنا مش هسمح بده أبدا ومش هجوزها.
غلت الدماء فى عروق سهام من رفض ابنها وخشيت من رد فعل والده فشعرت بغصة فى قلبها وأصابها الإعياء وهمت أن تصيح فى وجهه ولكن إحتبس صوتها ودارت الدنيا أمامها حتى سقطت فجأة أمامه ، فانقبض قلب ركان واسرع إليها صارخا........امى ، امى ، امى .
فأسرع كل من فى البيت لها وتعال بكاء ريم وسدد والده نظرات الغضب لـ ركان حتى أشاح بوجهه لشعوره بالذنب نحوها .
مجدى بتوعد .......لو حصلها حاجة يا ركان بسببك ، إنسى إنك إبنى ولا هعرفك ، أنت فاهم ؟
ثم أسرع رياض الإتصال بالإسعاف سريعا ، لتأتى بعد لحظات لحملها إلى المشفى .
وهم من ورائها بالسيارة وعند وصولها أسرع إليها الأطباء وادخلوها غرفة العناية لإنعاشها وتم تشخيص حالتها بأزمة قلبية حادة.
وبالفعل بعد لحظات عادت بفضل الله لها الحياة ولكن مازالت حالتها حرجة ثم وضعت تحت العناية لفترة من الوقت .
كان الجميع ينتظر أمام العناية الزيارة لوالدتهم الإطمئنان عليها .
شعر ركان بالحرج من نظرات اللوم والعتاب التى ينظر بها والده إليه ، لذا تحاشى النظر إليه .
والغريب إنه منذ الصغر يرى نظرات والده له قوية ليس بها حنو مثل نظراته لأخوته ( رياض ، ريم ) .
وعندما كان يشكو لوالدته تتلعثم قائلة....عشان أنت الكبير وعايزك تطلع راجل مش ضعيف .
سمح لهم الطبيب بزيارة والدتهم ولكن لبضع لحظات لا غير.
وعندما هم ركان بالولوج لها مع إخوته ، نهره والده قائلا.........أنت متدخلش ، كفاية اللى حصلها من تحت راسك ، وكفاية إنها جت على قد كده ومش بعيد لما اشوفك تانى حالتها تنتكس زيادة .
طأطا ركان رأسه حزنا وقهرا من كلمات والده المؤلمة ثم تراجع ليسمح لهم بالولوج إليها وود ليسرع بالمغادرة ولكنه فضل الإنتظار ليطمئن عليها من إخوته .
ولكن تفاجىء مجدى بسؤال سهام زوجته عليه ، عندما لم تجده معهم ، ولم لا فقلب الأم لا يعلم القسوة مطلقا .
صمت مجدى بحرج ولكن رياض تابع بقوله ""
ركان واقف بره محرج بس شوية .
سهام بصوت منخفض ....خليه يدخل ، عايزة أشوفه .
فخرج له رياض مناديا.....ركان _ تعال ماما عايزة تشوفك .
فابتسم ركان وأسرع إليها وانحنى بجذعه إليها مقبلا يدها هامسا بغصة مريرة.....سامحينى يا أمى ، وأنا خلاص موافق أجوز شاهيناز بس قوملنا بالسلامة .
فابتسمت سهام بوهن شديد هامسة.....أنا قولت برده إنك مش هتخيب ظنى فيك ، ربنا يسعدك يا ابنى .
مجدى........يارب بس يكون قد كلمته وميعرضناش للحرج تانى .
ركان ....متقلقش ، أنا بدال قولت كلمة بتكون زى السيف على رقبتى .
.......................
وفى اليوم التالى أصطحبت حكمت ابنتها لشراء فستان الخطوبة على مضض منها لرؤية الحزن فى عينيها ولكن ليس باليد حيلة .
ثم توجهت بها لمركز التجميل البسيط المتواجد فى الحارة .
بينما كان المعلم حنفى يشرف على إعداد المسرح فى الحارة من أجل الخطوبة .
وكانت تتابعه من الشرفة زوجته إجلال بنظرات الحقد والقهر ثم أسرعت لتهاتف زوجته الأخرى ( تهانى ) قائلة.
المعلم خطوبته على السنيورة النهاردة ، وبيعملها مسرح كمان فى الحارة وجبلها شبكة يجى بتلاتين الف .
تهانى بغضب...تلاتين الف كوبة على دماغها ، ومسرح كمان ، أن شاءالله هنهده على دماغها ، هى والعقربة أمها ، ونفضها ، وبعون الله ، هكون مقسمة الشبكة عليه انا وأنتِ النهاردة .
إجلال وهى تكز على أسنانها بغيظ .......هنخلى ليلتهم طين ، عشان ميجروئش يفكر يعملها تانى .
ولا وحدة مسهوكة تقدر تقرب منه تانى بعد اللى هنعمله فى السنيورة وامها .
........
نظر حمادة المنسى للمسرح المعد لخطوبة حبيبته مكة بعين الغل والحقد ، متوعدا هو الأخر أن ينقضه بيديه ثم خطفها من بين يديه .
فماذا يا ترى سيحدث فى تلك الليلة ؟؟
وكيف سيقابل ركان مكة مرة أخرى ؟؟
وهل سيخضع حاتم المرشدى لريم ؟؟؟
يتبع...
لقراءة الحلقة الخامسة : اضغط هنا
لقراءة باقي الحلقات : اضغط هنا
نرشح لك رواية وعد ومكتوب للكاتبة أسماء ابراهيم
تعليقات
إرسال تعليق