رواية أنين مكة الحلقة التاسعة والعشرون 29 بقلم شيماء سعيد
رواية أنين مكة الحلقة التاسعة والعشرون 29 بقلم شيماء سعيد |
رواية أنين مكة الحلقة التاسعة والعشرون 29 بقلم شيماء سعيد
ابتسمت كرميلا عندما قال رياض إنه من سيقوم بفتح الباب فأتبعته ووقفت من ورائه.
فتح رياض الباب ، فرأى سيدة أربعينية ، يملىء الحزن وجهها .
رياض....حضرتك مين ؟؟
زهرة بتلعثم .......مش ده بيت الباشا ركان ؟
رياض...ايوه ، حضرتك تعرفيه وعايزاه ليه ؟
ثم انتقلت بنظرها إلى تلك الفتاة التى تقف من ورائه ، وتلاقت أعينهما ،فلمعت عين كرميلا وشعرت تجاهها ببعض الحب وإن كانت لا تعلمها .
أما زهرة فوجدت نفسها تلج للداخل بدون استئذان وقد أصاب جسدها الرعشة ، لتقف أمام كرميلا وعينيها بدئت فى ذرف الدموع ، لتلمس وجهها بحنان .
ولكن رياض أصابه القلق على كرميلا من فعلها وخشى أن تكون تمثيلية أخرى لخطفها .
فأمسكها من ذراعها ، قائلا بحدة ..... إيه حيلك دخلتى كده من غير استئذان ،انتِ مين وعايزة إيه ؟
ومالك بتبصى كده ليها ؟
كرميلا....بشويش عليها يا سى رياض ، ده شكلها تعبان وحزين .
فابتسمت زهرة لسماع صوتها هامسة بقلب الأم .....كرميلا .
اتسعت عين كرميلا قائلة بإندهاش ....حضرتك تعرفينى .
فأجهشت زهرة بالبكاء ثم احتضنتها بقوة ...أنتِ بنتى ، بنتى ، بنتى ، كرميلا .
فشاركتها كرميلا البكاء بدون شعور ، وشعرت فى أحضانها بشىء أفتقدته لسنوات عديدة ، بالحب والدفىء والحنان والرحمة .
ولكن رياض لم يصدق ما قالته فارتفع صوته ..... إيه شغل الأفلام ده ، ثم أعاد إمساكها من ذراعها .
كلمينى أنا ؟؟
زهرة بصوت منبوح من البكاء...يا بيه أنا أسمى زهرة وحكايتى طويلة اوى ، وجيت لما عرفت أن ركان بيه أخد بنتى من وحدة اسمها دلال اللى أخدتها من دار الأيتام .
اللى رماها فيه أبوها عباس لما أخدها من حضنى وكانت لسه حتة لحمة حمرة ، خدها غصب منى وجرى بيها وملحقتهوش ومن ساعتها وأنا روحى رايحة منى وسنين بدور عليها .
لغاية ما اعترف أبوها أنه وداها دار الايتام ، فرحت قالوا خدتها الست دلال ، روحت لدلال ، قالوا الباشا أخدها ودلال فى السجن .
أشارت كرميلا لنفسها قائلة بذهول ......يعنى أنا مش يتيمة وعندى أم وأب ، معقول أنا مش مصدقة نفسى. .
رياض بإنفعال......متصدقيش يا كرميلا ،مش ممكن تكون كدابة ودى حركة تانية من حد تانى عايز يأذيكِ .
زهرة.......أحلفلك بإيه يا بيه ، إنها بنتى وتعال أسئل علينا ونعمل تحاليل زى ما أنت عايز عشان تثبت أنها بنتى وبنت عباس .
كرميلا وقد أغرقت عينيها بالدموع ...وليه أبويا يعمل كده .
فنكست رأسها زهرة مردفة...شيطان يا بنتى ،ربنا يهديه .
وتعالى يلا معايا عشان تشوفى إخواتك الصغيرين من عمك صلاح .
كرميلا .....اخواتى ومين عمى ده كمان أخو ابويا ؟
زهرة بحرج.......لا ده جوزى .
أتجوزته بعد مامقدرتش أعيش مع ابوكِ بعد عملته السودة ورميك فى دار الأيتام .
وهو راجل كويس آوانى وعاملنى كويس وخلفت منه أخواتك .
يلا يا بنتى عشان الوقت متأخر وزمانه أخواتك قلقانين عليه ومحتاجنى .
تلون وجه رياض قائلا بحنق ...هو ده إيه اللى تخديها معاكِ ، هى سايبة كده ولا ايه ؟؟
لما نبقى نتأكد من كلامك الأول .
فروحى أنت ِ لعيالك ، بس سيبى رقمك وعنوانك وإحنا هنتصل بيكِ .
تمعضت زهرة بقولها ....أنت عايزنى بعد مالقيت بنتى بعد السنين دى كلها أمشى واسبها .
فتدخلت إكرام التى كان تقف تبكى على مشاعر قلب تلك الأم المكلوبة على ابنتها.
إكرام....معلش يا حبيبتى ، أهو الحمد لله أطمنتى وشوفتيها ومتقلقيش عليها هى معانا وعايشة كويس .
وأول مالباشا بس يطمن إنه كله تمام هيجبهالك لغاية عندك .
وممكن عقبال ميتأكد تيجى تشوفيها تانى .
فنظرت زهرة إلى ابنتها بعين الأم التى لا تريد أن تفارقها مرة أخرى بعد أن جمعها الله بها .
فتقدمت منها كرميلا لتحضتنها ، أنا قلبى مصدقك يا أمى .
فبكت زهرة وشدت من احتضانها حتى أن رياض لمعت عينيه بالدموع ولكن هى حبيبته ، أيعقل فى لحظة عين تبعد عنه من جديد ، فما العمل ؟؟
..........
صمت مكة أذنها عن كلمات ركان التى أعترف لها بحبه لأول مرة .
ثم أردفت قائلة بحزن يأكل قلبها ....أرجوك كفاية .
مينفعش الكلام ده ، أرجوك أخرج بره بيتى وأخرج بره حياتى .
معدتش ينفع بقيت زوجة _ زوجة ، خلاص .
فثار ركان كالبركان قائلا بإنفعال .....عارف إنك زفت زوجة بس من بكرة حضرتك هترفعى عليه قضية طلاق للضرر ودى الحكم فيها سريع ، وبعدها هنجوز على طول .
فابتسمت مكة بوهن وبنبرة ساخرة...نجوز بعد الطلاق ، ودنك منين يا جحا ؟
ركان...يعنى ايه ؟؟
مكة...يعنى حضرتك مستنى أجوز وأطلق ونجوز ، ليه لعبة أنا فى أيد حضرتك .
لا يا باشا ،روح شوف حد غيرى ، ألعب بيه .
وصح مين قالك إنى عايزة أطلق وأسيب جوزى فى محنة زى دى ، لا يا باشا أنا مش قليلة الأصل.
جوزى فى محنة ولازم أقف جمبه لغاية ميطلع بالسلامة .
تحول وجه ركان للتجهم الشديد وضاقت نظراته ثم صرخ بصوت جهورى مخيف ....جوز ايه يا مكة ؟
ده جوز نسانيس .
ولعب إيه اللى بتقولى عليه ، للدرجاتى شيفانى عيل قدامك ،مفيش حتى لو ذرة ثقة عندك ليه ؟
فانتحبت مكة بصوت خفيف وهى تحاول السيطرة على نفسها قائلة.....أظن أنت اللى وصلتنى للإحساس ده .
وتخليت عنى فى أكتر وقت محتاجك فيه ، فعايزنى أثق فيك إزاى بعد كده ؟
تلونت عين ركان بغيوم قاتمة ،ثم تنهد ألما ولم يدرى بما يجيبها ، فهى على حق ولكنه كان فى صراع نفسى لا يعلم أحد عنه شىء ،صراع أثر على حياته منذ طفولته وسوء معاملة والده له .
فكل ذرة فى كيانه تريد مكة ولكن القيود هى التى جعلته هكذا فهو مجبر وليس مسير كما تظن ولكن كيف يفهمها هذا ؟.
أقترب منها ركان ونظر لها بلوم وعتاب وكأن عينيه تقول....ارحمى ضعفى أرجوكِ .
ولكن مكة ابتعدت وأدارت ظهرها له حتى لا يرى عينيها التى تطالبه بالبقاء ولكن عقلها يرفض هذا .
فظلت صامتة للحظة قبل أن ترد بصرامة....أرجوك ، كفاية كده ، وأخرج وسبنى فى حالى .
أغمض ركان عينيه بألم فهى تصمم على ذبحه رغم توسلاته لها بالرحمة .
فخطى خطوات ثقيلة إستعدادا للمغادرة حتى فجأة توقف حين سماع رسالة وصلت إلى هاتفه من رقم مجهول """
( إزيك يا باشا ، ولا باشا ايه خلاص راحت عليك ، بعد الخبر ده ما يوصل لزمايلك فى الشغل وتبقى الفضيحة على عينك يا تاجر وساعتها هتاخد استمارة ستة بعد ما يعرفوا إن أنت ابن حرام ومش ابن مجدى ولو مش مصدقنى أسئل الخضرة الشريفة أمك عملت ايه قبل ما مجدى يجوزها عشان يستر عليها )
ارتفع حاجب ركان للأعلى فى صدمة كبيرة ثم صاح صيحة مدوية غير مصدق أفزعت مكة ...أنااااا ابن حرام .
لاااااااااا ، لااااااااا لا يمكن .
ثم وجد نفسه يقول ....لأ ليه ؟؟
ما الأمور كلها كانت واضحة قصادك بس أنت مش عايز تصدق ، وكنت شايف وحاسس هو كان بيعاملك إزاى دونا عن إخواتك عشان مش ابنه وابن حرام .
إانهار ركان حتى أفترش الأرض يبكى بكاء مرير .
لتسرع إليه مكة لتفزع عندما رأته على هذا الوضع ، فانحنت بجذعها إليه قائلة بقلق واضح ...ركان ، فيه إيه مالك ؟ حصل ايه ؟
وليه قاعد كده ، ليه بتبكى ؟
مالك يا ركان ؟
فضحك ركان ضحكة هيسترية قائلا بصوت مقهور...أظن بعد ماتعرفى ، هترفضى تجوزينى حتى لو كنت طلبتك للجواز قبل ماتجوزى .
خلاص أنا بقيت وصم عار ومنفعش أى حد ، ولا أنفع فى مكان .
أغرقت عين مكة بالدموع قائلة...أنت بتقول ايه بس يا ركان ؟؟
أنا مش هقدر أكلم عشان قولتلك وضعى ما ينفعش ،بس تأكد إن مهما كان حالتك وكنت طلبتنى أنا كنت هوافق لإنى بح.........؟
ثم وضعت يدها على فمها كى لا تخرجها فتندم .
نظر لها ركان بألم وحسرة ...حتى لو عرفتى إنى ابن حرام وابويا مش مجدى ومعرفش مين أبويا الحقيقى .
فضحكت مكة ضحكة ممزوجة بالألم قائلة،،،، المهم إنك ركان ودى كفاية بس للأسف .
انفجر ركان باكيا ....ركان خلاص انتهى ،مبقتش أنا ومعرض اخسر شغلى ومش هقدر أعيش تانى مع اهلى بعد ماعرفت الحقيقة .
ثم قام ركان فجأة ونظرة الحزن والغضب تملؤه.....بس هروح الأول أعرف منها أنا ابن مين وليه عملت كده فى نفسها وفيه ؟
ليه ليه ليه ؟
ثم هم أن يغادر فشفقت عليه مكة أن تتركه فى تلك الحالة ،وخشيت أن يحدث له شىء ، لذا قررت الذهاب معه ، لينتصر القلب على العقل كالعادة .
فقامت مكة بالنداء عليه ....ركااااان .
فالتفت ينظر لها بعين مكسورة .
ليجدها تصرخ فى وجهه ، أرفع وشك ده ،وأوعى تبص كده تانى ، دى مش غلطتك أنت ،والانسان بعمله هو مش بغيره .
واستنى أنا جاية معاك ،يستحيل هسيبك مقدرش .
فابتسم ركان بوهن وانتظرها حتى أبدلت ملابسها .
ولإنه يعلم إنه لن يستطيع أن يوجه كلام لأبيه الذى قام على تربيته مجدى .
أراد أن يبعث له الصور التى فى حوذته عن فيفى لكى يقوم هو بإرسالها إلى اللواء سالم وهذا من باب الأمانة لإنه يعلم إنه لن يستطيع العودة للعمل فى الوقت الحاضر .
فبعث له الرسالة ولكنه كان نائما .
ثم ولجت إليه مكة بعد أن ارتدت ملابسها ، لتنظر له نظرة ثقة وتشد بِأزره قائلة.......يلا يا سيادة النقيب ركان أى كان اسم أبوك فأنت ركان .
فابتسم ركان لتلك الحورية التى يعشقها التى شدت بِأزره وكانت له نعم السند ومنها يستمد القوة رغم ضعفها وتجبر بخاطره رغم إنكسارها .
......
هذا وقد بعثت رسالة فيفى مشابهة للسيادة المحافظ أبو شاهيناز ، وعندما علم تغير وجهه وقامت بالنداء على زوجته وابنته شاهى.
والدة شاهى...خير مالك وشك كده متغير؟
شاهى ....بابى حبيبى ، عايز حاجه منى ، قول بسرعة عشان بتفرج على فيديو مهم أوى لحسن وزينب وهما بيخوفوا بنتهم ، يجنن .
المحافظ بحنق شديد .......مش تبطلى الهيافة دى ، امتى أشوفك إنسانة عاقلة وتحترمى سنك وتحترمى مكانتك الأجتماعية؟؟؟
شاهى بعبوس وبإنفعال كالأطفال...يوه بقه يا دادى ، براحة شوية مش كفاية عليه ركان وقلبه القاسى ومعاملته الوحشة ليه .
المحافظ.......وساكتة ليه عليه ، من النهاردة خلاص هنفض الخطوبة دى .
حركت شاهى رأسها بنفى ......نوووو أنا بحبه .
كز المحافظ والدها على أسنانه بغيظ ......لا خلاص معدتش ينفع .
ده طلع مش ابن مجدى وسيرته بقت وحشة جدا ومش هينفع أقول اكتر من كده واحتمال يترفد من شغله كمان .
شاهى بحزن......معقول يا دادى ليه ؟
امال ابن مين ؟
المحافظ .....معرفش بس خلاص ميهمناش ، وهبعت مسج لمجدى أقوله كل شىء نصيب .
شاهى بدموع .....بس أنا بحبه .
المحافظ.....وهتقولى ايه لأصحابك لما يسئلوكِ هو ابن مين وبيشتغل إيه ؟
شاهى ...مش عارفه ؟؟
بس حاجة تكسف شور يا دادى .
بس أنا لسه هشوف حد أحبه تانى ، بس لازم يكون ظابط برده .
شوفلى واحد تانى يا دادى بس يكون كيوت ودمه خفيف .
فتلون وجه المحافظ بالحمرة من شدة الغضب وقال بقتامة لزوجته ...حولى تعلمى بنتك الأصول شوية يا هانم وأننا فى مجتمع شرقى مش فى أوربا.
وإن الراجل بيحب البنت اللى عندها حياء وتقيلة وعاقلة مش خايبة وهبلة زى بنتك .
ثم غادرهم لغرفته غاضبا مما حدث ومن تصرفات ابنته غير المسئولة .
دبدبت شاهى بقدميها كالأطفال قائلة.....شوفتى بابى يا مامى ، أنا عملت إيه لكل ده ؟
حركت والدتها رأسها بغضب ....عملتى إيه ؟
لا صراحة ربنا يكون فى عونه اللى هيتجوزك يا بنتى والله ، وكويس أننا فسخنا
خطوبتك بركان ده مكنش هيستحملك بعد الجواز ساعة وحدة .
شاهى...قصدك ايه يا مامى..
والدتها....مقصدش يا حبيبتى ، أنا كمان هروح أنام أحسن .
شاهى.....ياه كلكم كده جايين يعنى ، بس أنا هكبر دماغى وهروح أكمل الفيديو ولا هيهمنى.
...........
فيفى بغدر.....لما أشوف يا مجدى هتعمل ايه أنت وسى ركان بعد الفضيحة دى .
أكيد هتغضب عليك سهام ومش هطيق تبص فى شكلك ومش بعيد تقولك طلقنى .
وساعتها مش هتلاقى غيرى أنا ومش هتقدر ترد لفاروق طلب .
ثم ضحكت ضحكة شيطانية وانتظرت أن ياتى لها مذلولا.
كما تخيلت وجه سهام بعد معرفة ركان حقيقتها قائلة....اشربى الذل والقهر والإهانة يا هانم عشان تحسى إحساسى زمان .
.............
استقلت مكة السيارة مع ركان الذى كانت يده ترتعش بجانبها ، فتقطع قلبها على حالته وما وصل إليه .
وما استطاعت أن تتفوه بأى كلمة أخرى ، فيكفى البركان الثائر الذى بداخله وسئلت الله أن يهون عليه كربته تلك .
ركان بصوت مكلوب.....دلوقتى يا مكة إحنا هنطلع وأكيد بعد المواجهة مع امى مش هقدر أعيش معاهم تانى ، فهسيب البيت .
مكة .......بس
فقاطعها ركان قائلا....لو سمحتى خلينى أكمل كلامى .
أنا هأجر اى شقة مفروش ، وأنتِ هتكلمى عن اللى حصل مع أيمن وانك هتقعدى معاهم لغاية ماتشوفى الموضوع هيخلص على ايه ؟
وأنا خلال الفترة دى هشوف محامى يرفع قضية طلاق للضرر .
مكة.....ركان افهمنى ،مينفعش طلاق دلوقتى لانه هيتأكد إنى .....ولم تستطع أن تكمل كلمتها وأجهشت بالبكاء .
فقبض ركان بيديه من الغضب ليثورقائلا......إنك ايه ؟
فهمينى ؟
وفهمينى يا مكة هو حصل حاجة بينكم ولا أنا جيت فى الوقت المناسب .
فبكت مكة بكاء شديد .
ركان بإنفعال ...يعنى حصل ؟؟
مكة......لا .
بس أنت لما جيت هو حس إنك يعنى أو أننا على علاقة وأنا ساعتها أنكرت وطلاقى منه وبعدين جوازنا هيأكد ده .
ركان......وأنتِ شاغلة بالك ليه بيه ؟؟
سبيه يقول زى ما هو عايز وأنا هعرف إزاى أخليه يحط لسانه جوه بوقه .
بس أنا عايز كلمة منك دلوقتى يا مكة قبل ما أعمل حاجة .
فنظرت له مكة فذاب هو فى عينيها حبا .
فاشاحت وجهها عنه خجلا ، فتابع ركان """
مكة أنا فاهم إن الوضع صعب بس معلش هو سؤال وجاوبينى بصراحة عشان تريحنى ؟
موفقة تجوزينى وأنا مليش نسب وكمان مفيش شغل ولسه هبتدى حياتى من جديد معاكِ؟
فلمعت عين مكة بالدموع ، فكم تمنت أن تسمع تلك الكلمة قبل أن يقع المحظور ولكن كله بقضاء الله ولعله خير ، ويعلم ما مرت به وإنه سيجبرها فى نهاية الطريق .
وإن أيمن بالفعل زوج لا يؤتمن فاحش بذىء لا يتحمل معه العشرة وإلا كانت قد رضيت بقدرها وتحملته .
فأومئت مكة برأسها بالموافقة ولكنها قالت بحدة .......بس يا ركان أرجوك ،ياريت منكلمش فى اى مشاعر غير لما يخلص موضوع الطلاق عشان محسش بالذنب أرجوك .
تنهد ركان بألم ...معلش الذنب ذنبى أنا ، أنا اللى وصلتلك إلى أنتِ فيه دلوقتى .
بس خلاص إنتهى ركان بتاع المناصب وبقيت إنسان عادى بل أقل من العادى كمان .
وحاضر مفيش كلام ، بس أسمحيلى بس أكلمك فى أى جديد فى القضية واطمن عليكِ .
فابتسمت مكة بخجل ، وابتسم هو على إثرها ، فقد ضاعت منه كل شىء ولم يبقى له سوى مكة .
......
تنفس ركان بصعوبة حين وصل مع مكة أمام شقتهم .
لتهمس له مكة ....أرجوك يا ركان حاول تمسك أعصابك ومتنساش مهما حصل من والدتك إنها أمك وليها حق عليك وربنا سبحانه وتعالى حذرنا حتى من كلمة اوف ( ولا تقل لهما أوف ولا تنهرهما وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ).
ركان......صدق الله العظيم .
ثم قال....يارب هون .
ثم فتح الباب ،وكانت وقتها سهام تتطمئن على ابنتها ريم قبل النوم أما مجدى فقد سبقها للنوم .
وبينما هى تخرج من غرفة ريم إذ بها ترى ركان ومن ورائه مكة .
لتشهق سهام ....مكة ،حصل حاجة يا بنتى ؟
أنتِ كويسة ؟ بس ازاى عروسة تسيب بيتها يوم دخلتها ؟
ثم نظرت لـ ركان بريبة قائلة ...وإزاى أجتمعتم على بعض ؟
وفين أيمن جوزك يا مكة ؟؟؟
ما تنطقوا مالكم ساكتين كده ؟.
أخرج ركان كلماته بصعوبة قائلا ......أنا اللى جبت مكة عشان جوزها أتقبض عليه وهى كلمتنى لأنها كانت خايفة بعد اللى حصل ، فجبتها لغاية ما نشوف ايه الحكاية ؟؟
اتسعت عين سهام بذهول متسائلة... أتقبض على أيمن العريس فى ليلة دخلته؟؟
يا وقعتك البيضة يا أيمن ؟ وليه ؟
ركان وقد تلون وجهه ....مش وقته الكلام ده يا أمى .
ثم أشار لـ مكة ، لو سمحتى يا مكة أدخلى أوضتك .
فولجت مكة على خجل لغرفتها مع الدعاء أن يمر هذا الكرب على خير .
ثم وقف ركان ينظر لوالدته بألم وقد توقفت كلماته فى جوفه .
شعرت سهام أن هناك شىء وراء هذا الأمر ، فهى لديها إحساس منذ فترة أن ركان يميل إلى مكة ولكن تكتمت الأمر وأسرعت بزواجها من أيمن حتى ينساها ولا يفكر سوى فى خطيبته بنت المحافظ .
سهام بحدة....هو فيه إيه يا ركان ؟؟
وحاسة إن موضوع أيمن ده انت ليك دخل فيه ؟
بس لو طلع إحساسي صح تبقى أكيد أتجننت ومش حاسس بنفسك ولا خاطب بنت مين ولا مركزك إيه ولا ابن مين ؟؟
فدمعت عين ركان ثم أقترب منها مردفا....فعلا أنا مش عارف أنا ابن مين ؟؟
فارتبكت سهام وتلعثمت كلماتها وحاولت إستجماع قواها مردفة......يا ابنى فوق لنفسك مش كده وأهتم بخطيبتك بنت الناس وشغلك ، أنت إيه اللى حصلك بس مكنتش كده ؟
ركان وهو يسلط نظره على والدته بإنفعال....أنا ابن مين يا أمى ؟
تلون وجه سهام قائلة........يعنى إيه ابن مين ، أنت جرى لعقلك حاجة ؟؟
قبض ركان على يديه بقوة وبرزت عروقه قائلا بحدة........اه جرالى لما وصلتنى رسالة من مجهول ، ومتحوليش تنكرى وتقولى كداب ، لإنى كنت حاسسها من زمان بس مش متأكد ودلوقتى اتأكدت
.
إنى ابن حرااااااااام ، ومش ابن سيادة اللواء اللى طول عمرى ما حسيت إنه ابويا بجد من نظراته وكلامه ومعاملته ليه .
بس كتر خيره صراحة أنه آوانى فى بيته وعلمنى لغاية مبقيت راجل وهو عارف إنى مش ابنه .
تصنعت سهام القول ......مين المتخلف اللى قلك كده ؟؟
أنت شكلك شارب أكيد ومش فى وعيك .
ركان ...متحوليش تخبى عليه .
أرجوكِ أنا ابن مين ؟؟
فصمتت سهام وابتلعت ريقها بمرارة ، محدثة نفسها ......معقول يا مجدى تكون انت اللى بعتله الرسالة دى ، للدرجاتى خلاص هان عليك عشرة السنين وللدرجاتى مش قادر تنسى ولا تسامح .
يارتنى كنت موت بعد اللى حصل ومتجوزتكش يا مجدى .
فانهارت سهام ثم جاءتها حالة هيسترية وتركت ركان
وولجت لمجدى فى حالة إنهيار لتصرخ ....مجدى مجدى قوم كلمنى . .
فقام مجدى مفزوعا من نومه .
لتمسك فى منامته بقوة ...أنت قولت ايه لإبنى ركان .
قولتله على الحقيقة برده يا مجدى ، ليه عملت كده حرام عليك حرام عليك ، هونت عليك للدرجاتى .
امال فين الحب اللى كنت بتحبهولى ؟؟؟
مجدى ...قولت ايه ؟ وحصل ايه ؟
أنا معرفش حاجة .
وكان ركان يقف على باب الغرفة يبكى بكاء شديد .
فنظر له مجدى ...مالك يا ركان ؟؟
سهام...مش عارف ماله ؟ ليه قولتله على اللى حصل وكمان مفهمه إنه ابن حرام ؟؟
حرام عليك أنت يا شيخ .
أنا عمرى ما هسامحك أبدا ابدا ، طلقنى يا مجدى .
ركان بصوت منبوح من البكاء .......لا يا أمى ,أرجوكِ .
أنا مش عايز اعرف غير مين هو أبويا الحقيقى ، وهمشى وهسيب البيت خالص حتى كمان هستقيل من الشغل كمان عشان معدتش ينفع أستمر بعد ما يعرفوا الحقيقة .
فصرخت سهام...لا لا .
ثم رمقت مجدى بحدة قائلة ::
كده يا مجدى ضيعت مستقبل الولد.
وان كان هو هسيب البيت أنا كمان هسيبه واعيش مع ابنى ، خلاص معدتش ليه عيشة معاك .
نفى مجدى قائلا ...صدقينى يا سهام والله ماقولت حاجة خالص ، صدقينى .
بكت سهام بمرارة .. ..مش مصداقك يا مجدى ، ثم نظرت لركان.
أوعى تصدق إنك ابن حرام لا أنا مش خاطية يا ابنى ، ده كام جواز بس للاسف كان فى السر .
وهو تخلى عنى وأنا حامل فيك
وكان اسمه عباس خليل .
ردد ركان على مسامعه عباس خليل ، أنا اتهيئلى اعرف سمعت الاسم ده قبل كده ، أوووووو أعرفه .
ثم تذكر زوج أم مكة فصرخ ..
لا مش معقول يكون الانسان ده ابويا أنااااا
لا لا ، بس ، مش معقول ليه ؟
أنا فعلا لما شفته حسيت معاه إحساس غريب بس كدبت نفسى.
ضرب ركان رأسه بالحائط ....ليه بس عملتى كده وعملتى فيه كده ، ومتلقيش غير الانسان ده ؟؟
فصرخت سهام وصاحت فى مجدى ، لو ابنى جراله حاجة مش مسامحك أبدا يا مجدى .
مجدى والله ما أنا السبب ثم شرد فى فيفى فكز على أسنانه بغضب قائلا .....معقول تكون عملتها .
لو طلع هى هوديها ورا الشمس .
مجدى ..صدقينى مش أنا يا سهام حتى شوفى الموبيل أهو وأنا كنت نايم من ساعتين .
وعندما أمسك مجدى هاتفه وفتحه جحظت عينيه عندما رأى ؟؟؟؟.
.....
وحال ركان هيكون عامل إزاى بعد ما عرف ؟؟
أكيد حياته هتتغيير ؟
وكمان رياض يا عينى عليه ؟
وجميل فرحة زهرة بـ كرميلا ؟؟
يتبع...
تعليقات
إرسال تعليق