رواية الحرب لأجلك سلام الفصل التاسع عشر 19 بقلم نهال مصطفي
رواية الحرب لأجلك سلام الفصل التاسع عشر 19 بقلم نهال مصطفي |
رواية الحرب لأجلك سلام الفصل التاسع عشر 19 بقلم نهال مصطفي
"متبعتش حاجه غير لما اعرف إنت مين .. وكيف وصلت لنمرتى !! "
جهر زيدان وهو يتحدث فى الهاتف إثر اندلاع حروبه الداخليه .. فأجابه الشخص
- أنا فؤاد الاحمدى .. من اشهر الصحفيين فى مصر ..
- ااه واشهر الصحفيين فى مصر ايه فايدته لما يساعدنى ؟!
شد نفسا من سيجارته : تقدر تعتبره عربون محبة يا عُمده ..
صمت زياد للحظه محاولا تقليب الحديث برأسه ، فاردف
- ولو مطلعش صح ؟!
واصل فؤاد رده بثقة : اختبرنى جنابك .. عموما فؤاد الاحمدى مش بيحب يضيع وقته فى كلام .. هتشوف كلامى أفعال وبس يا زيدان بيه ..
- معرفتش بردو ايه مصلحتك ..!!
ضحكة شريره شقت ثغر فؤاد .. وهو يقول بنبره أعتراها الانتقام
- رد جميل لهشام السيوفى ... وواثق أن مصلحتنا واحده
كانت تلك آخر جُملة أردفها فؤاد ثم انهى المكالمة بدون سابق إنذار وهو يفرم بقايا سيجارته تحت قدمه متوعدا
- والله وطلع لك دراع بيوجعك يا سيوفى وهنعرف نمسكك بيه !!
#فلاش بااالك
انتهى فؤاد من شراء عُلبة السجائر واتجه عائدا لمنزله فأوقفه نداء شخصٍ
- لو سمحت فين شاليه 406 !!!
رمقه فؤاد بفضولٍ : انت جاي لمين ، الشاليه دا صحابه مسافرين ومش بيجوا غير فالصيف !!
اومئ الشخص ايجابا متفهما الوضع .. فواصل قائلا
- انا جاى لجماعه تبعهم هنا ..
- مين حضرتك !!
انتصب عود الشخص بشموخٍ : الدكتور رؤوف سليم .. وجاي اعالج جرح الرائد هشام السيوفى .. ممكن تدلنى على المكان من فضلك شكلك عارفه ..
رفع حاجبه بمكرٍ وهو يسترجع الذكريات
- " إلا عارفه .. !!"
ومرت على شاشة ذكرياته مشهدا آخرا وهو يقف مع احد رجال الامن ويتفق معه متظاهرا بأن كلبه الخاص مفقود ليتأكد من هوية هشام ، إذا كان هو ام لا برغم من تأكد بأنه نفسه فلا يخلق من تلك الصخرة نسختين ..
{ فوجد احد رجال الامن معتذرا
- احنا اسفين يافندم ..
اطمئن قلب فجر التى تطلعت برأسها تدريجيا عندما سمعت صوت الامن .. فهتف هشام بنبرة عسكريه
- اى الدوشة اللى بره دى !!
- متأسف على اى ازعاج لحضرتك انت والمدام ... بس كنا بندور على كلب حد من الجيران فممكن يكون مستخبى فى الجنينه او حاجه !
فارت دماء هشام للحد الذي شعر بأنه يود ليلتهم رجل الامن قائلا
- ماشوفناش حاجه .. ولو سمحت تانى مرة مش عاوز دوشه من اى نوع .. اتفضل ..}
#بااااك ..
فاق من سطوه المريض على ضحكة شريره إندلعت من شدقيه مستمتعًا بمذاق الانتقام وهو يتكأ بظهره على الاريكه قائلا
- اضررب يا عم فؤاد ميهمكش !!
الشر لا تُخمد نيرانه مهما ارتوى بمياه الايام .. دوما ما أرى الشر كسرطان له قُدره هائله على الانتشار والانتقال من هُنا وهناك مهما حاولت علاجه فله يومٌ ليعاود فيه بجيوشٍ أكثر شراسة.. الشر مرض لا يُعالج ولا يُستئصل هو عضو خُلق مع اجهزة جسمك لا يفارق اصحاب النفوس المريضة ..
■■■
تغلفت روحها بابتسامه مفرحه بمجرد ما سمعت صوت رنين الباب .. كفراشه نهضت من فوق حقل شوكها ل بستان اوهامها لتفتح الباب .. مهتفه بلهفه
- ده آكيد زياد !
تسمرت مكانها عندما خاب أملها فوجدت سامر أمامها يشيعها بأنظارٍ تلفت انتباه الاعمى .. عيون منبهره كمن رأى الشمس بعد اعوام من العتمة .. وهو يتكأ على جانب الباب قائلا
- انتوا عندكم عادى تفتحوا الباب بلبس البيت !!
ظلت اناملها تداعب هاتفها بتوتر بلغ ذروته .. ثم اطرقت بخجل
- ما هوو .. اصل ..
خطف سامر الحديث منها ليُعفيها من الارتباك الذي تقاذف من حِدقها
- اصل هتسبينى واقف كتير كده ..
ابتسمت بخجل إثر حيرتها وتشويش كلامه على دواخلها وخيبة املها .. فأفسحت مجالا للدخول
- لا طبعا مش قصدى .. اتفضل اتفضل .. هنده على خالتو
هز سامر رأسه نفيا وهو يمد يده التى تحمل هاتف هشام قائلا
- أصل لقيت تليفون هشام فالعربيه .. قولت اسيبه هنا لانى راجع الشغل بكرة ..
تناولت الهاتف وعلى فاهها ابتسامة شُكر وامتنان
- تمام .. شكرا لتعبك وكمان شكرا على وقفتك معانا فالمستشفى ..
تحمحم برسميه وهو يبادلها بابتسامه اكثر اتساعا
- متقوليش كده .. جمايل هشام مغرقانى .. وكمان إحنا أهل ..
رمقتها بغرابة وسرعان ما تجاهلت الجُملة الاخيره وهى تهم بقفل الباب الذي اوقفه بكفه قائلا
- دكتوره بسمه ممكن رقمك !!
اتسعت مُقلتيها بذهولٍ .. فأطفئ سامر نيران ذهولها سريعا
- عشان اطمن منك على هشام .. وهو مش معاه تليفونه .. ممكن !!
هزت رأسها نافيه ثم ايجابا ثم توقفت ملامحها عن ابداء أى رد .. ظلت عيناه تتقلب مع تقلب ردود فعلها فاردفت بعد عناء وحيرة مع نفسها
- ااه مفيش مشكله ...
(مؤمنة أن كل قلب فى الحياه خُلق لاجله قلبًا ليسعده حتى وأن رأينا السعادة فى غيرهم وتوقفنا على اطلال الاقدار نتمرد ونعترض مودعين اساليب السعاده مع اصحابها للابد .. فالابصار خداعة والقلوب يتيمة وإن اجتمع الخداع من اليُتم باتت المشاعر جائره وجائعه مُتعلقة فى حبال أى عابر سبيل ينتشلها .)
■■■
رجلٌ مثله لم ينضب فى دولاب قوانينه وسائل معاقبة النساء ، هو ارقي من أن يداه تطأ جسد انثى ليؤلمها .. الضرب والهمجية لا تليق بشموخه ، ولكن لابد من نيل عقابها .. لا بد من ممارسة اساليب ترضي غروره ولا تمس هيبته ، فبدأ يحارب فى المعركه التى نشبتها عيون إمرأة بأسلحته الفطرية التى راقت له متعجبا على المحطه التى انزله فيها القطار عندما فقد الامل ، تنهد بحرارة ليملأ قلبه بهواء البحر وشعور التمنى يغمره ( اجعلها المحطة الاخير يالله وإن لم تبد مناسبه .. )
تنزف روحها اثر طعنات خذل تصرفاته التى بدأ ان يتمرسها على قلبها .. تنهار على حالتها الضعيفه التى وصلت إليها تبحث بدواخلها عن وسائل تمردها .. عنادها الذي وقف أمامه متحديا .. شيء ما يُجبرها على البقاء حتى وإن كان فيه إهانة لها .. ولكنى لا ارى إهانه ألطف من إهانة الحُب ..
تحمل فجر ( صنية ) من السندوتشات وتغادر باقدام منتفضة وانظار تحرق ظهره العارى .. محاول حجب انظاره عن امواج البحر العالية .. فهتفت مناديه بصوتٍ ممزوج مع صخب البحر
- تعالى خد اكلك ..
استدار هشام نحوها بكبرياء وهو يتحرك نحوها
- فى طريقه ألطف من كده للكلام معايا ..
ترتعش انظارها محاوله تمالك نفسها كى لا تنهار متجاهلة قصفاته المُهلكة لروحها .. تحولت نظرته من التحكم للاستغراب عن ملامح وجهها التى شحبت فجاة .. تناول المائده منها ولم يكبح شغفه ليسائلها
- تعبانه ؟!
لازالت تتمرد فهى اقوى من أن تبرز له ضعفها حتى فى لحظات انهيارها .. هزت رأسها نفيا وفى غرت عين تغيبت عن الوعى فوجد نفسه يلفحه بذراعه بحركه لا اراديه .. ثنى ركبتى تستند عليها ووضع ما بيده ارضا محاولا إفاقتها
- فجر .. فجر مالك ؟!
تجاهل صدح ذراعه لينثى بظهره ويحملها .. فتفاجئ من خفة وزنها متسائلا .. كيف لامرأة لا يتجاوز وزنها عدد الكيلوجرامات ترسو فى قلبه بهذا الكم الهائل من الثُقل الذي يسكنه .. بسط جسدها برفق فوق ( شازلونج البحر البلاستيكى ) .. وشرع فى محاولات افاقتها برفق لم تمر نسائمه على جسده من قبل ..
تناول رشة مياه من الزجاجه ونثرها على ملامحها التى انجذبت لهم كفه لتتحسسه برغمه عارمه متصفحا وجهها الممتلئ بكدمات الخيبات ..
فاقت تدريجيا الا أن رأى قرص الشمس مدفون بين جفنيها فتنهد بارتياح .. ثم قال بنبرة ممازحه
- مش هتبطلى حركات العيال دى ؟!
تعكزت على ضعفها لتنهض فأفشل ذراعه مخططها
- استنى مش قصدى حاجه .. قصدى اقولك كلى مش لازم افكرك ..
صمتت للحظه تترقب ملامحه عن قربٍ فى شمس النهار ملاحظة غمازه دفينه فى خده الايمن تعمد اخفاءها بوجهه المكتظ دوما .. اصيبت بوعكة مخمور بنبيذ الملامح .. فكانت تظن أنها ترى كل شيء من قبل ولكن قلبها نفى اوهامها .. فهى لم تدرك انها ترى إلا عندما رأته فكل رؤية غير رؤيته سراب !!
فاقت على صوت نبرته التى ارتطمت انفاسها بارنبة انفها
- حصل ايه !! ماانت كنتى كويسه .
اغمضت عينيه المرتجفه كى تحجبها عن امواج البحر لتتمتم
- عندى دوار البحر .. ما بقدرش اشوف البحر بالنهار ..
التقط مغزى حديثها بصعوبه وهو يستائل
- على الشط وعندك دوار بحر. .
دارت بجسدها فارتطمت بسد ذراعه الذي يحاصرها فتصلقت انظارها لاعينه
- ممكن اعدى ؟!
- ااه هتعدى بس لما اعرف مشكلتك إيه مع البحر .
ترقرقت العبرات من مقلتيها وتعالت انفاسها وهى تقاوم مخاوفها وتراقب امواج البحر العالية فاندلع الصداع برأسها وندائات الاستغاثه وصراخه تتردد فى اذانها
- ياافجججججر ياااااافجررررررررر .... يوووووووووووسفففف ..
فزعت منهاره وكل ما بها ينتفض تداعب لعابها لتبلل حلقها ولكن بدون فائده .. هتف هشام متعجبا
- لا ده شكل الموضوع كبير .. تعالى طيب ندخل جوه !!
نصب عوده وهو يمد له يدها ليساعدها على النهوض ، ظلت تراقبه وتراقب شقوقه واول لمسة استمدت منها دب الحياه بقلبها ، ظل منتظرا نهوضها ولكنها استدارت متجاهله كفه الممتد وركضت امامه بدون اى كلمه او اعتذار ..
القوة لا تعنى مناطحة الرجال بل فى المساهمة لتحقيق رجولة رجل يهابه الجميع وتطيح بهيبته بنظرة .. إمراة كانت بارعه فى التحرش بعقل رجل حتى لم ينج بجبروته من براثينها ..
تابع خُطاها ضاحكًا فبات سُمها عسيلته .. وصل الى باب السور المحاط بالشاليه فوجدها تجلس تحت ظل شجره لتتمرس نحيبها وأنين حزنها بصمت .. اقترب منها وجلس أرضا بجوارها وهو يرفع وجهها بحنان بالغ ..
- فى حاجه مزعلاكى ؟
هبت قائله : انت مش وراك غيرى يعنى !! فكك منى ؟!
اومئ ايجابا محاولا تلطيف الجو : اااه للاسف مش ورايا غيرك .. انا واحد طول اليوم بيهاتى مع المساجين ، فجاة لقى نفسه هربان و لوحده ومفيش غيرك .. فمضطره تستحملينى !!
ردت معانده : مش مضطرة خالص على فكره ..
رمقها بعدم تصديق وهو يحسد دمع عينها القائم فوق وجنتيها قائلا
- اى مشكلتك مع البحر !!
شردت بعيدا ثم اردفت بوهن : خد أغلى حاجه منى !!
لازالت عيونه ثابته تتفحصها بتركيز .. فواصلت حديثها قائله
- وعدنى انه مش هيسيبنى وهيفضل على طول يحمينى .. كان بيشتغل ليل نهار عشان يجيبلى الكتاب اللى نفسي فيه .. لما كنت اقوله خايفه يا يوسف كان يحضنى ويقول لى " ما هو خوفتى وانا معاك يبقي مستهلش اكون راجلك ياهانم " .. كنت افضل طول اليوم اصدعه ببطل الرواية الجديده وأد ايه ضحى عشان اللى بيحبها .. كنت اسأله ( تفتكر أنا هلاقى حب الروايات ) .. كان بيرد يقول لى ( أنت ما تستاهليش غير حب الروايات !) ..
تجفف وجهها الذي غرق ببحور الحزن مواصله
- كنا بنفطر وقولت له أنا مش هتجوز عشان افضل عايشه جمبك العمر كله .. رد عليا وقال لى ( لا مانا عاوز ارتاح منك .. مش هفضل شايل همك العمر كله .. انا عاوز اتجوز ياهانم ) .. الضهر خرجنا سوا وكان كل شويه يحضنى ويقربنى منه .. نزل الميه رجعت أنا اللى حاضناه ..
اجهشت بالبكاء اكثر وشفاها ترتعش
- اليابس حرق جمال الدنيا فى عينيا .. والبحر خد عكازى الوحيد وأمانى .. لو هو كان موجود دلوقت أنا مكنش زمانى متعذبه كده وواقفه رجليا على جمرات نار .. انا كنت عاوزه بس يبقي ونتبهدل سوا .. وجوده كان بيهون كل حاجه !! أنا خسرت نفسي من لحظة ما خسرته ..
خربشت بأهدابها على جراح قلبها تفتحها فشعور الشفقه والرغبة فى الحديث معها خيم على رأسه .. ولكن شموخه رفض .. حتى دموعها غير قادره على إذابة كبريائه وتعرية قلبه أمام إمراة .. وعلى الرغم من شغفه المُهلك الذي يود أن يعصف بها من مكانها لبين ذراعيه ، تجاهل كل هذا و تحرك ليجلس بجوارها قائلا بهدوء
- أنا كمان حاسس انى فاقد نفسي من يوم ما وعيت على الدنيا بس الفرق ما بينا انتِ عارفة فقدتى ايه ، أما أنا حاسس إنى مفتقد أهم حاجه بس مش عارف أيه هى !!
تصلقت ملامحه عيونها الذابله إثر البكاء بعدم تصديق .. فكيف لشخص لديه الجاه والمال والاهل ويصاب هو الاخر بلعنة الفقد .. على كلٍ أشعر بإننا خُلقنا لنَفقد حتى نُفقد ..فلعنة الفقد لا تفرق بين غني من فقير .. استقبلت جملته بنظرة اشبه بالسخريه فواصل هشام حديثه
- تصدقى صعبتى عليا ؟!
ارتدت ثوب القوه مرة آخرى إثر قشعريره خفيفه انتابت جسدها ترغمها على الميل فوق كتفه ولكنها كعادتها تمردت ونهضت بغتة مردفه
- مش عايزه اصعب على حد أنا ..
تحركت امامه معتقده انها ستنجو ولكن أنظاره التى تفحصتها لم تنج منها .. وثب قائما خلفه مرتديا ثوب التمرد هو الاخر .. وما أن وطأت اقدامهم عتبة المنزل قبض على ساعدها ودارها بجسدها امامه ليقفل الباب بظهرها قائلا بنبرة شوق مغلفة بالتهديد
- أنت هتتلمى أمتى وتتكلمى كويس !
تتفحص تقسيمات جسده التى تراها للمرة الالف ولكن كل مرة كأنها اول مرة .. اتجهت عينها يمينا اثر ذراعه الذي استند به على الحائط لمنع هروبها .. فقال بنبرة مهزوزة مغلفة بالقوة
- لما تبطل اسلوبك الهمجى اللى مش بتتكلم غير بيه ؟!
زام ما بين حاجبيه وضاقت نظرته
- أنا اسلوبى همجى ! بقولك ايه ما تيجى نتفق عشان شكلنا مطولين مع بعض !!
- نتفق على ايه !! أنا اصلا مش عاوزه منك حاجه ..
هتف بتلقائيه ارعبتها : بس أنا عايز !
- هاااا !!
صلح الموقف سريعا مردفا : عاوز اتفق ..
زفرت باختناق صهر ثباته الانفعالى الذي يقاومها دومًا .. اغمض عينه لوهلة ثم قال
- تتعاملى معايا زى ما رهف بتتعامل .. وانا هتعامل معاكى زى ما بتعامل مع رهف !!
ضاقت انظارها وهى تتفحص وضعيتهم التى اخترق فيها قانون المسافات فقالت متمرده بعد ما اوشكت على تقطيع شيفاها
- لا انا مش عاوزه اتعامل معاك اصلا ..
ظل طويلا يقاوم نيرانه المُلتهمه عاجزا على ايقاف ارتعاشة شفتيها التى تحمل دعوة صريحه سقط قلبه بين يديها وناشده قلبه أن يذهب اليها بكل اوتى من حب وراق له مذاق شيفاه فبات بسبب وبدون يتناول شيئا لم يمر على ابوابه ثلاثة وثلاثين عاما فلم يعد بوسعه البقاء معها فى مكان واحد بدون ما يختلس من شهدها ..
عندما رأت عيون المنغلقة التى تنخفضت تدريجيا وانفاسه التى باتت تعصف بها علمت مصيريها معه .. انتفض قلبها فأصبح يتراقص على اوتار انفاسها الحارة وظل يرتفع ثم يتخفض كطائر ذبيح يتمتع بأخر انفاسه .. ما كادت أن تغلق عينيها فأحست باحتوائه .. بات التمرد خارج قوانينها ، والقوة اطاح هو بها من لمسه .. رايات الرفض حالت لقبولٍ .. اُصيبت بوعكة من الامان لم تُصاب بها من قبل .. فكان بارعا فى تحقيق ذات انثاه ..
احتضن شفاها برفقٍ متمتما بكلمات غير مفهومه ليعطيها مساحة من الاعتراض تطاوع كبريائه ولكن مساحتها كانت مرحلة آخيره للتفاوض .. اردفت بجزل طفولى حطمه وسلبه عقله
- هشام ؟!
ولاول مرة تنطق بأسمه بدون القاب بدون سخريه .. لاول مرة يسمع لحن اسمه من امراه اشتهاها ذاب جليد فؤاده وطوق خصرها ليدنوها منه اكثر مستمتعا بمذاق قربها وهو يفتنن فى طرق إرضاء ذاته اولا ..استندت على صدره ملتحفه بذراعيه وكأن راق لها مذاق قربه ..
أحس بكفوفها الملتفه حول عنقه فاتخذ من بين ذراعيها تلك المرة ملاذا لاحزانه .. ولازال مذاق تفاحته يُداعب لعابها ممزوجا بشهد افعال المباغتة التى اسقطتها فيه على سهوه .. تدلت باقدامها العاريه حتى لمست الارض وقصرت قامتها قليلا فلم يلتفت للتغير بات كمجنون فقد عقله حتى اطاحت يده ب ( فازه ) سقطت ارضا وكانت اقوى منبه للافاقه من سُكرهم ..
دفعته عنوة مبتعده عنه متخذه انفاسها سريعا وهى ترمقه بنظرات الخسة التى تجاهلها مبتسما وكأن لا شيء حدث متحديا ثورته الداخليه ليقول ببرودٍ
- ابقي نضفى مكان القزاز ده !!
لديها شموخ يمكنه ان يتراقص فوق حد شفراته ولا انه تأتى لقلبه خاضعة معترفة بصخب مشاعره تجاهه .. تحركت لتفجر طاقات غضبها فى وجهه لتقف امامه قائله
- انت مش هتبطل الاسلوب الهمجى بتاعك ده ؟!
حك ذقنه ببرود : تانى همجى !!
- اووووف .. ممكن يعنى لو سمحت وتكرمت متعملش كده تانى عشان أنا مش حباك تلمسنى ياخى ؟!
انعقد ما بين حاجبيه : وهو أنا عملت ايه !
حكت رقبتها بنفاذ صبر ثم قالت
- اللى انت عملته !!
لازال متسلحا بالبرود مداعبا اطوار خجلها : منا لازم اعرف عملت أيه عشان اقولك السبب !!
تلعثمت الكلمات بحلقها وطافت عينيها يمينا ويسارا بوجه ثابت، وهو تلوح بذراعها وبصوتٍ يرتعد من الخجل هاتفه بفوضويه
- ما هوو .. مش كل مااا .. ماا تشوفنى تبوسنى وتعمل كده .. مش اسلوب ده علفكره ..
ضاقت انظاره مستلذا بحديثها وكلماتها المتقطعه
- اومال ده أيه ؟!
- دى قلة أدب !!
لازالت نبرته ثابته برغم حروبه الداخليه التى تود أن تصيبها بسهم يجمعهما فى نقطه واحده.. فقال
- فين المشكله يعنى .. مش فاهم
ضربت الارض بقدميها كطفلة نفذ صبرها وقالت
- أنت مش لسه قايل هتعاملنى زى رهف اختك ؟!
رفع حاجبه متناول قارورة المياه ليفتحها ويرتشف منها ثم قال
- منا بعاملك زى رهف .. والدليل أهو واقف بتكلم معاكى ومديكى وقتك !! ودى حاجه مش فى قانونى !!
وضعت كفيها فى منتصف خصرها
- وانت كل ما تشوف رهف أختك بتبوسها كده زى ما بتعمل ..
ابتسم ابتسامه تحول الجليد لنارٍ فى لحظه
- ااه عادى .. فيها أيه لما ابوس اختى !!
اصبح وجهه مضرجًا بدماء الغضب تجمع لعناتها لتلقيها بوجهه ..ولكن نظراته الحاده ارغمتها ان تبتلع ما علق فى حلقها من جمراتٍ .. فلا تجد حلا سوى ان تصرخ فى وجهه وتختفى كالبرق ..
يستمتد بلذة انتصار متذكرا لحظات قربها وملامحه الممتلئه بعطر انفاسها .. فتنهد بارتياح متجها نحو الالعاب الرياضيه ليقتل ما احيته عيون أمراة بصدره ...
&& جروب روايات بقلم نهال مصطفى &&
■■■
بعد يوما طويلا قضاه زياد بصحبة نور فى الملاهى والمولات والضخكات التى ترد القلب .. اقترح عليها الدخول لبيت الثلج .. ترددت للحظه ولكنه قضي على ترددها بنظرة توسل .. فاومات ايجابا بصدر رحب
لحسن حظه كان المكان يحوى على اعداد قليله من البشر فاتسعت ابتسامة زياد وهو يتفحص المكان .. وفجاة وجدت ذراعه يحتويها ويدنوها منه أكثر ..
شهقت مندهشه ثم همست : زياد ؟!
تمتم : عيون زياد !!
حاولت الابتعاد عنه ولكنها فشلت ، فجذبها عنوة لتصبح اسيرة ذراعيه صارخه بصوت خفيض فاحكم قبضته عليها
- نور أنا بحبك ..
لمعت عيناه إثر كلمته المُزيفة .. فاجابت بدلال
- والحب ده اخرته إيه .
تطلعت انظاره على ما يشتهيه ثم قال بهيام
- معاد مع سياده المستشار ..
ضاقت انظارها مندهشه .. فلازالت تتدلل على نبرات صوته الخفيضه ..
- وهتقوله إيه بقي معالى المستشار !!
- هقول ياعمى أنا جاي اخطف منك نور عشان تنور حياتى وعمرى كله .. ومش هقدر اعيش منه غيرها ..
تطلعت فى ملامحه باعجاب قائله : وانا كمان مش هقدر اكمل حياتى من غيرك .. زيزو انت الراجل الوحيد اللى ملا قلبى وعقلى ..
- وهيملى حياتك كلها من النهارده .
لازالت كلماته تحمل نبيذا يُسكر كل انثى .. فكانت لها المهاره الفائقه على التظاهر بالحب وداخله يظهر بحب اهوائه .. اوشك أن يقبلها ولكنه فاق على صوت رساله نصية من ناريمان ..
- تمام .. انا استنيتك كتير وشكلك مش جاي .. ابقي احسنلك متروحش البيت لان فيديوهاتنا هتوصل لمراتك .. الدكتورة بسمة ..
انتفض زياد كالملدووغ مبتعدا عن نور وهو يجذبها خلفه ليغادر المكان سريعا .. لازالت تتبع خُطاه بدون فهم متسائله
- فى ايه طيب طمنى ؟!
هتف بكذب كعادته : اخويا هشام فى ورطه ولازم اعمل مكالمه ضروريه ..
■■■
- مالك يا عمى .. ايه شاغل بالك !!
اردف خالد جملته بعد ما حرر نفسه من زنزانة غرفته .. فوجد زيدان يصدح وكأنه يجلس على فوهة بركان نشط .. فنهض زيدان جاهرا
- لقيتها يا خالد .. بت صبري خلاص كلها ساعات وتقع فى يدى ..
ايقن أن ما تبقي على عمرها بضعة سويعات وتغادر عالمهم للابد .. رجل يتحرع الظلم ويرتوى بدماء البشر ويحكم بقوانينه المتغطرسه ، فشرد طويلا حتى قال
- حلو حلو .. فين وكيف لقيتها !!
هتف زيدان بانتصار : فاكرة نفسها هتهرب منى بت صبري !!
حاول خالد ان يحصل منه على اجابه مفيده قائلا
- وانت ناوي معاها على إيه !!
- هشرب من دماها وهرمى لحمها للديابه .. بس تقع فى يدى .. دى لعبت مع اللى مايرحمش !!
جف حلق خالد فهتف متلجلجا : طيب انا هروح اشق على الرجاله والحرس ..
- روح روح ياخالد .. وسيبنى امخمخ لبت المحروق دى !!
اختفى خالد من القصر راكضا وهو يتفحص الطريق كالسارق خشية من ان يراه احد .. فتح هاتفه ليهاتف هشام ليترك مكانه ولكن وجده مغلقا فظل يسب فى نفسه سرا ويتشجار مع احجار الارض ..
وضعت بسمه هاتف هشام على الشاحن وشرعت بفتحه ولكن التفتت لرنين هاتفها .. فاجبت
- الووو .. مين ؟!
اخفض سامر من سرعة سيارته متحدثا بنبرة هادئه
- أنا سامر يا دكتور بسمه ..
تلعثمت الكلمات بحلقها : ااه ااه اتفضل حضرتك ..
- هو مفيش أى اخبار عن هشام ؟!
هزت رأسها نفيًا باسف : للاسف .. كل اللى عرفناه انه اتجوز فجر ومستنين القسيمة تطلع عشان ورقهم كله يبقي قانونى ..
اومئ ايجابا مصدرا ايماءه خافته
- مممم طيب على خير ربنا معاهم .. المهم أنت اخبارك أيه ، انت اتخرجتى صح ؟!
اتسعت عيون بسمة وجحظ بؤبؤ عينها وزادت سرعة قلبها
- هااا .. اه اتخرجت .. لالا لسه فى اخر سنة يعنى .. طيب اصل خالتو بتنادى عليا مضطرة اروح اشوفها عاوزه ايه سلام ...
غزى رأسها صداعا عنيفا وهى تمتمت بافكار مبعثره ( هو عاوز ايه .. وماله بيتلكك عشان يكلمنى .. هو مش عارف انى مراة زياد ولا ايه .. ماهو العيب على البيه اللى مكتم على جوازنا وكأنى جايه من الهرم .. طيب يازياد ) كانت كلمات سريعه حد الهذيان هى اوشكت على البكاء متمنيه أن يكون لديها آله زمنيه تعود بها لايام لا تطأها اقدام الفقد ولا مرارة الوداع .. فكلما تضيق علينا الايام تمنيا ولو يعود بنا الزمن حيث ما كنا صغار ..
■■■
- دودو يلا العشا ياحبيبتى .
اردفت مايسه جملتها بصوتٍ عاليه مُنادية على ميادة اختها التى هتفت
- جايه اهووووو
الا أن توقفت اعينها وتجمدت دمائها عندما ظهر امامها صورة لهشام واخرى لفتاة لم تراها من قبل وفوقهم خبر زواج ... بلعت صبار الخبر بتكذيب وهى تقرأ التعليقات لتتأكد من صحة الخبر .. فوجدت الفتيات يتغزلن بهشام .. والرجال التى باتت امانيهم وفتاة احلامهم التى عُقدت على اسمه ..
نهضت مفزوعه تأكل خطاوى الارض محتشدة العبرات بمقلتيها ..تردف بصوت متهدج بالبكاء
- مايسه .. شوفى كده !! ده هشام . . هشام جوزى صح !! فسري لى حالا اى ده .. انا اكيد مش بحلم ؟!
التقطت مايسه الهاتف من اختها ولم يقل ذهولها عنها .. وهى تقول
- معقوله ! هشام !! اكيد فى حاجه غلط ..
انفجرت بحور الفقد والالم من قنواتها الدمعيه وهى تحضن رأسها .. فاخنتقت كلماتها بعبراتها المنهمره وهى تطوف بعبث
- طيب وانا !! أنا فين ؟! والله حبيته ..
ثم عادت لتتشبث بذراع اختها
- قوليلى ان فى حاجه غلط قوليلى ..
ثم ابتعدت عنها بخطوات جائره
- اتجوز ؟! ومين دى اصلا .. وانا اللى بنام واصحى مستنياه يكلمنى .. مايسه ارجوكى اعرفيلى هو ليه عمل فيا كده .. انا كنت عملتله اى غير إنى حبيته ..
عُقدت حبالها الصوتيه تدريجيا وهى تلفظ انفاسها بتثاقل
- دانا كنت بنزل ادور على لبس عشان يعحبه .. جايبه كل هدومى بالالوان الغامقه عشان هو بيحبها .. انا عملتله كل حاجه وهو ردلى الجميل بقلم مش هخلص من وجعه طول عمرى ..
تلك اخر كلمات اردفتها مياده ممزوجه بكلمات اختها المهدئه حتى سقطت مغشيا عليها بين ذراعيه فلفحها صراخ مايسه مستغيثه بزوجها ..
■■■
تقف امام المرآة تتفقد هيئتها بشموخ وتمرد انثى معلنه عليه الحرب .. تدلت انظارها على ما ارتدته المكون من ( هوت شورت جينز وتوب باللون الاصفر ) وشعرها التى تعمدت تحرره ليغطى شعرها واحساس الانتقام بات معه لذيذا للغايه .. القت اخر نظراتها الخبيثه بالمراة متوعده
- طيب يااابن عايده .. قال زى رهف قال !! بتشتغلنى !! انا هثبتلك عكس كلامك ويانا ياانت ..
خرجت من غرفتها متدلله فى خُطاه فوجده لازال في غرفة الرياضة .. فالقت عليها انظارها الخبيثه وغادرت لتجلس على الاريكه متصفحه الجرائد ..
مر طيفها امام عينه التى كانت منغمسة فى تمريناته الشاقة .. ولكن انتابته رغبة عارمه فى الخروج ليتأكد مما مر امامه ..
خرج ولازالت قطرات العرق تتصبب من اجزاء جسده لا يرتدى سوى بنطال فضفاض .. فانزلقت انظاره عليها وعلى شعرها الذي يغطى نصف جسدها وهى منغمسة فى قراءه الجرائد فلم يحل للعين بعدها رؤية .. فاقترب منها ليجلس على المقعد المجاور متناولا قارورة المياه .. وتعمد تجاهل امراة ترقص باقدامها العاريه فوق صدره ..
شرب حتى نفذت المياه كأنه يروى بجوفه شيئا اخرا كعطش قربها مثلا .. تنهد بعمقٍ وهو يغمض عينه متكئا للخلف متعمدا بالتغافل عنها .. ثارت انظارها بفضول لانه لم يحاول ان يوجه لها كلمه ..
القت الجرائد قاصدة احداث صوتا ثم نهضت لتشعل التلفاز متعمده الوقوف اطول وقت ممكن امامه .... فلم يكبح انظاره بان تلتهم فتاة عشرينيه بروح طفلة فيها وجد كل ما كان يشعر بفقده ... تردد فى ذهنه جملة حدثه بها مجدى عندما قال
- لما تحب تتجوز يابن عمى خد المغناطيس .. تفضل تشد فيك لحد مايجيبك على جدور رقبتك ..
كتم اصوات ضحكه هاتفا بثبات تام
- فى مشكله عندك ..
لم يتحرك بها إنش اكتفت بالرد المختصر : خلاص لقيتها .
اشتغل التلفاز وعادت هى لمكانها بخفة راقصات الباليه ثم مددت قدميها على الطاوله الصغيره امامه وهى ترمقه بنظرات ماكرة ..
ميل ليتناول الريموت كنترول فى تجاهل تام واخد يقلب فى القنوات الا أن توفف عند فيلم اجنبى فهتفت
- سيبه شكله حلو ..
بدون اي رد ترك الريموت كنترول والتفت نحو التلفاز متجاهلا تواجدها ... تغاضيه عنها اثارها فضولا لحل لغل رجل غامض مثله اكثر من الفيلم المتذاع ..
مرت قرابة الساعة واوشك الفيلم على الانتهاء وهو لم يرض غرورها بنظرة اعجاب واحده حتى اختنقت من فشل مخططها .. انتهى الفيلم على مشهد رومانسي جذب انظارها للتلفاز وجذب انظاره لها .. لم يمر طويلا حتى التقت باعينه قائله بارتباك
- خلاص اقلب الفيلم خلص ..
هبطت انظاره على ساقيه الممتدين امامه يأكلهم بأعنيه بشراسه ، لاحظت تركيزه على ارجلها فاهتزت قليلا محاوله التظاهر بعدم الاكتراث ، فهتف قائلا ببرود
- السمانه عندك عاوزه تتظبط مافيهاش عضل!!
شهقت بصوت خفيض وهى تلملم ارجلها قائلة بتوتر
- اى قلة الادب دى !! وانت تبص ليه اصلا على رجلى ؟!
- عادى بحب الفت نظرك إنى واخد بالى من كل جزء أنت قاصده تخلينى اخد بالى منه !!
تلجلجت من مكانها إثر وقاحته : إيههه !!!
لازال يتحدث بنبره جليديه
- بس سهله تقدري تلعبى رياضة او تسيبهالى وانا هظبطها !!
هبت زعابيب غضبها قائله وهى تلوح له بعشوائيه هاربه من اتهاماته الصريحه
- اي الوقاحه وقلة الادب دى ؟! انت بتقول ايه !! انا غلطانه انى جيت قعدت جمبك اصلا !!
التوى ثغره باسما بانتصار : والله غبيه ، مفكرة نفسها هتغلب هشام السيوفى !!
بعد قليلا ارتدت فستنانا فضفاضا وظهرت امامه مره آخرى ولازالت ترمقه بنظرات الخسه والازدراء .. نصب طوله هامسا
- غيرتى ليه كان حلو عليك ! بصي هاخد شاور وارجعلك نتفاوض فى حوار السمانة ده تانى عشان مضايقنى!!
حاصرها القلق من كل صوب وحدب .. فتركها فى ثورة اوهامها ودخل ليطفئ نيران لا تشتعل إلا لاجلها .. شعرت بأنفاسها تضيق شيئا فقادتها اقدامها لخارج الشاليه متأففه
- لووح تلج ياربى .. قطب شمالى قاعد معايا فى البيت ياباى منه !!
ظلت تهذي مع نفسها تارة تضحك وتارة اخرى تشتاظ منه غضبا وتارة تصمت وطورا تتذكر ملامحه التى أُسرت بمخالبهم .. ما هى الا عدة دقائق فى ليلها الكاحل وفوجئت بيدٍ تكتم انفاسها بقطعه قماش فتفقدها وعيها بدون أى مقاومه تسقط نائمه ..
تعليقات
إرسال تعليق