رواية شوق العمر الفصل السابع عشر 17 بقلم سارة بركات
رواية شوق العمر الفصل السابع عشر 17 بقلم سارة بركات |
رواية شوق العمر الفصل السابع عشر 17 بقلم سارة بركات
سيرين بفرحة وصوت مسموع:"بابي."
رفع عيونه إللى جات فى عيونها، كانت واقفه قدامه بحجابها إللي منور وشها، عيونه لمعت لما شافها بعد غياب أكتر من شهر عدا عليه كإنه سنين كتير، سيرين دموعها نزلت وجريت بسرعة ودخلت في حضنه وهو ضمها بشدة، كان بيستنشق ريحتها إللى إشتاقلها بشدة بس فجأه عقد حواجبه لما لقي ريحتها مختلطة بريحة تانية قديمة يعرفها كويس وحافظها، ريحة عمره ماهينساها أبدًا...
آنجري بإستفسار وبلهجة مصرية قوية جدا:"إيه الريحة دي؟"
سيرين بعدت عنه بهدوء وبصتله بإستغراب من نبرته ..
آنجري بإصرار ونبرة تشير إلى الجنون:"إيه الريحة دي؟ جبتيها منين؟ بتاعة إيه؟"
سيرين بإبتسامة:"دي ريحة الصا...................."
قطع كلامها صوته ...
إسماعيل بفرحة:"عمر."
عمر بص لإسماعيل إللي بيجري عليه وأخده بالحضن ...
إسماعيل:"وحشتني ياعمر، وحشتني جدا جدا جدا، أخيرًا شوفتك."
عمر فاق من الوهم إللي كان فيه وإستوعب إن إسماعيل بيحضنه إبتسم وضمه بشده ...
إسماعيل:"حمدالله على سلامتك ياخويا، أخيرا رجعت، أنا مش مصدق نفسي."
عمر:"الله يسلمك يا إسماعيل، *إتكلم بمرح* برده لسه معصعص زى مانت؟!، عفاف شكلها بتاكل أكلك."
إسماعيل ضحك وهو في حضنه وبعدها بِعِد وبصله ...
إسماعيل:"تعرف إني واحشني كل هزارك البايخ والرخم ده؟"
عمر:"إنت محسسني إننا قعدنا سنين كتير مش بنتكلم ولا بنشوف بعض، هو مش أنا كلمتك إمبارح وسألتك عن عيالك ومراتك؟"
إسماعيل:"تفرق ياعمر، ده على شاشة التليفون حاجة كده مالهاش طعم لكن إن أنا وإنت نتقابل كده وش لوش دي ليها طعم تاني خالص."
بص وراه لإبنه محمد إللي واقف متابع الموقف ومبتسم ..
إسماعيل:"ماتيجى تسلم على عمك يا ولد."
محمد قرب بسرعة نحية عمر ومد إيده ...
محمد:"إزيك يا عمي؟ حمدالله على السلامة."
عمر بإبتسامة وهو بيسلم عليه:"الله يسلمك، إزيك يا محمد؟ إيه الأخبار؟"
محمد:"بخير الحمدلله."
عيونه جات على سيرين ..
محمد بعيون بتلمع:"إزيك يا سيري......"
عمر وهو بيضغط على إيده جامد وبيرجع سيرين بإيده التانية وراء ظهره:"كويسة الحمدلله."
محمد بألم غير ظاهر:"طب الحمدلله."
إسماعيل:"مش هنفضل واقفين كده كتير، يلا عفاف عاملالك أكل مخصوص وإياك تقول إنك تعبان من السفر."
عمر:"أنا تعبان من السفر؟! أنا نمت وقت السفر كله، وبعدين عفاف إيه؟ لا إعفيني دى زمانها حطالي سم في الأكل."
إسماعيل:"يووووه يا عمر، ماتزعلهاش بقا، دي واقفة على رجلها في المطبخ من ساعة ما سيرين بلغتنا إنك راجع."
عمر بضحكة:"خلاص أنا جاي وأمري إلى الله."
إسماعيل لمحمد:"شيل شنط عمك يابني."
محمد:"حاضر يابابا."
عمر حط إيده على كتف سيرين وإيده التانية على كتف إسماعيل ومشي معاهم هما الإتنين وعيون محمد على سيرين، إتنهد بضيق ومشي وراهم وهو شايل شنط عمر التقيلة، راحوا لعربية سيرين إللى فتحت لمحمد شنطة العربية عشان يحط فيها شنط عمر، سيرين كانت لسه هتركب ...
عمر:"لا إنتي مش هتسوقي إنتي هتبقي في حضني، إسماعيل خلي إبنك هو إللي يسوق."
إسماعيل بضحكة مكتومة:"ماشي ياعمر، يلا يا محمد تعالى سوق."
محمد ركب وإسماعيل ركب جنبه، وعمر كان حاطط إيده على كتف سيرين وضاممها لحضنه ...
عمر بهمس لسيرين:"أخيرا جيتلك."
سيرين بحب وهي بتبصله:"حمدالله على السلامة يابابي."
عمر وهو بيبص في عيونها:"الله يسلمك يا قلب بابي ."
ضمها لحضنه تاني وفي نفس الوقت بيدور في باله الرائحة إللي مخلياه مش على بعضه وبرر لنفسه بإن ريحتها ظهرتله عشان هو نزل مصر خلاص يعني هتفضل ملازماه ... شوق كانت قاعده قدام أمير وبتبصله بتركيز وهو كان بيبصلها بإنتباه ..
شوق:"ها؟"
أمير:"ها إيه؟"
شوق بتأفف:"يا واد ماتضايقنيش، إتكلمتوا في إيه مع بعض من بعد ما إعترفتلها؟"
أمير بتنهيدة:"ماتكلمناش في حاجة."
شوق بصدمة:"نعم! إزاي يعني؟ ماتكلمتوش علي الشات بتاعكم ده؟"
أمير بضحكة خفيفة:"بعتلها رسالة يا شوق قبل مانام ومضمونها كان عبارة عن "إني خلاص كسرت بينا حاجز معين وعايز أتكلم مع والدها بس كده."
شوق بلهفة:"وهي ردت قالت إيه؟"
أمير سكت وعقد حواجبه بضيق ...
شوق:"مالك يا أمير في إيه؟"
أمير بتنهيدة:"هي مردتش ياماما، مقالتش حاجة شافتها وخلاص."
شوق سكتت شويه وبعدها إبتسمت ..
شوق:"معلش ياحبيبي هو الموضوع كله جه مرة واحدة، أعذرها، كان ممكن تستني مثلا فترة العيد دي تخلص وتقولها إنك عايز تتقدم لكن إنت إتسرعت."
أمير بضيق:" لا أنا متسرعتش، إنتي عارفة إني ماليش في الكلام المايع ده، يعني إيه أمشي مع واحدة في السر؟ يعني إيه أقابلها من ورا أبوها؟ كل ده مالوش أساس من الصحة، "وأتوا البيوت من أبوابها"، إستغليت إني إعترفتلها بحبي وقولت خلاص هتقدم، هو في حاجة بتحصل بعد الإعتراف وأنا مش واخد بالي؟ درستها قبل كده؟ معتقدش."
شوق:"بتبقي على حسب الظروف و......"
أمير وهو بيقاطعها:"ماما، أنا بتضايق من الكلام ده، إنتي عارفة إن ده كله ملهوش لازمة عندي، مادام قررت إني أدخل في علاقة بالمعروف يبقى ربنا هيباركلي وهيكرمني وهيرزقني على قد نيتي نحيتها."
شوق بغصة:"أكيد ياحبيبي، مافيش إختلاف في الكلام ده، بس أنا بتكلم في العموم إنت ماسبتلهاش فرصة حتى تديلك رأيها يمكن هي ظروفها وحياتها ماتسمحش دلوقتي، *دموعها نزلت غصب عنها* هي قالتلي إن باباها عايش بره، أكيد لسه قدامه وقت على مايرجع و........"
ماقدرتش تكمل كلامها وقامت ودخلت أوضتها بسرعة وقفلت الباب على نفسها وبدأت تبكي ... حست إن إبنها بيهينها بشكل غير مباشر فكرها بإللى هي وعمر كانوا فيه، كل حاجة مروا بيها، كل الظروف، لما راح إتقدملها عشان يرضيها وبس، ولما سافر عشان يتقدملها ويثبت لأبوها إنه هيقدر يبقى زيهم ويمكن أحسن منهم في المستوى المادي، بس راح منها، بكت بقهرة لما إفتكرت موته بتتمنى لو الزمن يرجع بيها وتمنعه من السفر، بتتمنى تموت عشان تبقى معاه ... أمير كان واقف في مكانه وإستوعب إللي قاله قدام شوق بدون مايقصد، إتنهد بحزن وده لإنها بكت بسببه، قرر إنه يصالحها راح قدام أوضتها وبدأ يخبط على الباب ...
أمير:"شوق."
شوق مسحت دموعها بسرعة وحاولت تهدى ..
أمير وهو بيحاول يفتح الباب المقفول:"شوق، إفتحي الباب."
أخدت نفس عميق وفتحت الباب وفي نفس الوقت بتفرك في عيونها..
أمير بإستفسار:" بتعيطي ليه؟ هو أنا ليه حاسس إني شتمتك عشان كده إنتى عيطتي؟"
شوق بإستغراب:"عيطت؟ أنا عيطت؟"
أمير وهو معقد حاجبه:"أومال الدموع إللى نزلت في الصالة دي كانت إيه؟"
شوق بإستعباط:"دي حاجة دخلت في عينيا، وخلاص راحت لما نزلت دمعتين."
أمير بإستفسار:"يعنى مش زعلانة مني؟"
شوق:"أزعل منك ليه؟ هو أنت عملت حاجة تزعلني؟"
أمير:"لا."
شوق بإبتسامة:"يبقى خلاص مش زعلانه."
سكت شويه وبصلها بشك، إبتسمتله ورفعتله إيديها عشان يحضنها ضحك وأخدها في حضنه، وبعدها بِعِد عنها وبص في عيونها ...
أمير بإبتسامة:"أنا هسمع كلامك ومش هستعجل، هخليها تاخد راحتها في الموضوع ده يعنى، هسيبها تأهل نفسيتها للموضوع ده وساعتها أقدر أكلم باباها لما يرجع، وعلاقتي أنا وهي هتبقى خفيفة شويه في الوقت ده، كده صح؟"
شوق بإبتسامة:"صح ياحبيبي."
................................................
سيرين وصلت بعربيتها قدام بيت إسماعيل ... كان عبارة عن بيت كبير مكون من خمس أدوار .. نزلوا من العربية وإسماعيل و عمر إللى ماسك إيد سيرين كانوا بيضحكوا مع بعض ووراهم محمد.. إسماعيل وصل للدور الأول وفتح الباب ودخل الشقة بفرحة كبيرة ...
إسماعيل:"يا عفاف، عمر جه يا عفاف."
عمر سمع صوت رنة غوايش مصدرها من المطبخ وبعدها خرجت عفاف وهي مبتسمة بفرحة وفي نفس الوقت غوايشها الذهب مش بتبطل ترن لحد ماوقفت قدام عمر إللي مبتسملها ...
عفاف:"حمدالله على سلامتك ياعمر، غيبتك طولت أوي."
عمر بإبتسامة:"إزيك يا عفاف عاملة إيه؟"
عفاف:"بخير الحمدلله، *كملت بلوم* كده ياعمر؟ تغيب عننا كل ده ويوم أما تفكر تيجي يبقى تيجي عشان خاطر سيرين بس؟"
عمر كان لسه هيتكلم ...
إسماعيل وهو بيقاطعهم:"مش هتفضلوا واقفين كده كتير، يلا إتفضلوا إقعدوا."
راحوا قعدوا في الصالون وعفاف خلت سيرين تقعد جنبها وبدأت تبوس في خدودها الإتنين..
عفاف:"إنتي بقا وحشاني جدا، بقالك يومين ماجيتيش عندنا."
عمر بصدمة:"براحة على البنت هتاكليها، في إيه؟"
عفاف بلوم وهي بتبصله:"أنا ياعمر؟ سيرين دي بنتي، يعني ماقدرش أعملها حاجة تأذيها."
سيرين بضحكة خفيفة:"يا طنط ماتزعليش، بابي بيهزر معاكي."
عفاف:"أموت أنا في كلمة بابي إللي إنتي بتقوليها دي، ياخواتي عسل."
محمد وقف على جنب وإتنهد بحزن وهو بيبص على سيرين إللي بتضحك مع مامته، عصام خرج من أوضته ومعاه شابين تانيين وقربوا نحية عمر .. وكان أولهم شاب في منتصف العشرينات عيونه سوداء وشعره أسود كثيف وعنده دقن خفيفة ..
عمر بإبتسامة:"إزيك يا إسلام عامل إيه؟"
إسلام وهو بيسلم عليه:"أنا بخير الحمدلله ياعمي، حمدالله علي سلامتك، أخيرا نورت مصر."
عمر:"منورة بأهلها يابني، بسم الله ماشاء الله، شاب أخلاق وشبه أبوك بالملي لما كان في سنك."
إسلام بإبتسامة:"ده شرف ليا إني أبقى شبه أبويا طبعا، ربنا يبارك فيك يا عمي."
؟؟:"مش هسلم أنا بقا ولا إيه؟"
عمر عيونه جات على مراهق مافيهوش أي حاجة تماما، معصعص زي والده زمان..
عمر بضحكة خفيفة:"بس كده؟ تعالى سلم يا وليد."
إسماعيل بغيظ:"معلش ياعمر، إنت عارفة لسانه فالت منه من زمان."
عمر وهو بيسلم على وليد:"عادي يعني ده إبني، أهو ده بقى يا إسماعيل نسخة منك في الرُفع زمان لو تفتكر."
وليد:"هما إللي مش بيأكلوني كويس يا عمي بياكلوا مني الأكل."
عمر :"هههههههههههه، فعلا و أنا عارف مين إللي بياكله، *عيونه على عفاف*."
عفاف بشهقة:"كده ياعمر؟ أنا آكل أكل إبني؟!! مكنش العشم."
إسماعيل:"بينكشك ياعفاف إنتي عارفاه."
فضلت زعلانه مش بترد ...
عمر:"ماتزعليش يا عفاف أنا بهزر، إنتي بقا عندك دم كده ليه؟"
عفاف بغيظ:"من يومي وأنا عندي دم وبحس."
عمر:"أنا ماقولتش إنك مابتحسيش، أنا قولت إنك بقا عندك دم."
عفاف كانت لسه هتتكلم ...
إسماعيل بتعب من المناهدة:"خلاص بقا في إيه؟ مش هنفضل في المرشح ده كتير."
كل ده وسيرين بتحاول تكتم ضحكتها، عمر عيونه جات على شاب لابس نظارة نظر "عصام"...
عمر:"إنت بقى المهندس عصام، شكلك في الحقيقة غير شكلك وإنت بتكلمني كاميرا خالص."
عفاف بسخرية وهي بتتدخل:"طبعا ده عصام، ده الوحيد إللي لسه ماسلمش أصلا."
عمر:"طبعا واخد بالي، *كمل برخامة* ده إللي إنتي إتوحمتي عليا فيه صح؟"
عفاف بضيق:"لا طبعا، كنت بتوحم عليه في طوم كيروز."
عمر بصدمه:"إيه؟!!! طوم كيروز؟! تعرفي لو توم كروز سمع إسمه منك هيطُب ساكت، حرام عليكي يا عفاف بوظتي إسم الراجل."
ضحكوا كلهم مع بعض حتى عفاف ...
عصام وهو بيسلم عليه:"إزيك يا عمي، وحشتني جدا، حمدالله على السلامة، أخبارك إيه؟"
عمر بتنهيدة:" الله يسلمك، أنا بخير الحمدلله، أخبار الدراسة معاك إيه؟"
عصام وهو بيعدل نظارته:"الحمدلله كله تمام."
عفاف:"هتقضوها كلام كتير كده؟ الأكل جاهز ناكل الأول وبعدها تتكلموا مع بعض براحتكم، أنا هقوم أحط الأكل."
سيرين:"هساعدك يا طنط."
عفاف:"خليكي ياحبيبتي......."
عمر وهو بيبص لسيرين:"سيبيها يا عفاف، هي عنيدة، سيبيها تساعدك."
عفاف بتنهيدة لسيرين:"ماشي تعالي ورايا."
عمر عيونه جات على محمد إللي بيبص لسيرين بحزن ومتابعها بعيونه لحد مادخلت المطبخ وإسماعيل برده ملاحظ كده ... مر الوقت وبدأوا ياكلوا والجو لم يخلو من رخامة عمر على عفاف إللي بتتقمص منه كل شوية، وبعد ماخلصوا قعدوا مع بعض كلهم وطول الوقت عمر كان متضايق من نظرات محمد لسيرين...
إسماعيل بهمس:"عمر، تعالى معايا في البلكونه، عايز أتكلم معاك في حاجة."
عمر قام من مكانه ومشي ورا إسماعيل...
إسماعيل بهمس لعمر:"ليه ياعمر تكسر قلب إبني؟"
عمر:"عشان مش عايز نخسر بعض يا إسماعيل، عشان لو إبنك بس زعل بنتي لمجرد سبب تافه أو بدون أي سبب حتى أنا هقتله ومش بعيد أشرب من دمه كمان، ده غير إني مش قادر أستحمل فكرة إن واحد هياخد مني بنتي في يوم من الأيام."
إسماعيل:"يا عمر دي مجرد غيرة أبوية منك وطبيعي تغير على بنتك وبصراحة رفضك مش مُقنع، أنا بتكلم في إن محمد بيحب سيرين من صُغرها، وأنا مش عايز أوجع قلب إبني يا عمر."
عمر سكت وماتكلمش ..
إسماعيل:"عمر، سكت ليه؟"
عمر بتنهيدة:"بس سيرين بنتي مابتحبش محمد، هي بتعتبره مجرد أخ مش أكتر، أنا دلوقتي فهمت هي ليه مكانتش بتحب تيجى هنا كتير في البداية، عشان بيضايقها بنظراته ليها."
إسماعيل:"وإنت عرفت منين إنها مش بتحبه؟ مش تستنى تاخد رأيها، ماتحكمش من نفسك."
عمر:"أخدت رأيها وبناءًا عليه رفضت إبنك بحجة مختلفة عشان إنت ماتزعلش يا إسماعيل، فهمت أنا ليه بقولك إني مش عاوز أخسرك؟"
إسماعيل:"بس........"
عمر وهو بيقاطعه:" من غير بس يا إسماعيل، أنا ماقدرش أجبر بنتي على حاجة هي مش عايزاها، كل واحد فينا بيدور على مصلحة أولاده قبل نفسه، أنا بدور على سعادة سيرين، أي نعم صعب إني أقبل بجوازها في يوم من الأيام بس هي في الأول وفي الآخر بنتي حته مني، كل حاجة في حياتي، لازم أرضيها، إسماعيل .. أنا علاقتي بيك أقوى من إني أجوز بنتي لإبنك، علاقتنا أكبر من كده بكتير."
إسماعيل بتنهيدة بسيطة وهو بيبصله:"عندك حق يا عمر."
عمر وهو يربت على كتفه:"ماتزعلش مني يا إسماعيل."
إسماعيل بتنهيدة حزينة:"مش زعلان منك، أنا زعلان على إبني."
عمر رجع بظهره لورا وسند على الكرسي وبص للسماء الصافية ..
عمر بشرود ونبرة حزينة:"هينسى، كلنا بننسى."
إسماعيل بص لعمر بحزن وفضل ساكت ...
عمر بتنهيدة وهو بيبص لإسماعيل:"تعرف يا إسماعيل أ..............إنت بتبصلي كده ليه؟"
إسماعيل فاق وبص قدامه:"مافيش ياعمر."
عمر بإصرار:"لا في يا إسماعيل، قول في إيه؟ في مشكلة إنت واقع فيها؟ الفلوس مقصرة معاك في حاجة؟ قول في إيه؟"
إسماعيل:"ربنا يبارك فيك ياعمر، مافيش حاجة مقصرة معايا الحمدلله، بس..*سكت شوية ومحتار يجيب سيرتها إزاى*...."
عمر بإصرار:"بس إيه؟ أنا مش هسحب الكلام منك بالعافيه قول في إيه؟"
إسماعيل بهدوء وبصوت منخفض إلى حد ما:"بالنسبة لشوق أنا.........."
عمر حس بغضب شديد بيتمكن منه لما سمع إسمها ...
عمر بغضب وهو بيقاطعه:"تاني؟ مش أنا قولتلك ماتجبش السيرة دي تاني؟"
عفاف وسيرين والكل قاموا من أماكنهم لما سمعوا صوت عمر العالي ...
عفاف وهي بتتدخل:"قولتله مايجبش السيرة دي تاني، منها لله هي السبب في إللى حصل............"
عمر بغضب أكبر:"إخرسي، إياكي تنطقي كلمة زيادة، *عيونه جات في عيون سيرين إللي بتبصله بذهول وفي نفس الوقت مش فاهمة حاجة وحاول يهدي نفسه* أنا همشي، يلا ياسيرين."
إسماعيل وهو بيتدخل:"عمر إهدى، خلاص ماتزعلش إحنا مانقصدش حاجة."
عمر وهو مديله ظهره وبيحاول يتحكم في أعصابه:"حصل خير، بس أنا لازم أمشي محتاج أرتاح من تعب السفر وأقعد مع بنتي شويه."
إسماعيل بهدوء وتفهم:"ماشي ياعمر، بس أتمنى إنك ماتكونش زعلت مني."
عمر بإبتسامة وهو بيبصله:"وأنا مش زعلان."
الإتنين حضنوا بعض تحت عيون سيرين إللي بتسأل نفسها أسئله كتير، وليه باباها إتضايق كده؟ أول مرة تشوف غضبه الشديد ده.. فاقت على صوته ...
عمر:"مش يلا يا سيري؟"
سيرين:"اه اه، حاضر يلا."
سلمت على عفاف وعمر أخد سيرين من إيديها ومشي وخرجوا من الشقة ..
إسماعيل:"كل واحد فيكم يدخل على أوضته."
أولاده كلهم دخلوا أوضهم وإسماعيل بص لعفاف بلوم ...
إسماعيل:"كده يا عفاف؟ حد قالك تجيبي سيرتها؟"
عفاف بتأفف:"مانت إللي جبت سيرتها في الأول."
إسماعيل:"بس إنتي ضايقتيه أكتر، إنتي عارفه إنه مهما حصل يستحيل يقبل إنه يسمع كلمة وحشه عليها."
عفاف بتأفف:"أهو ده إللي بناخده من عمر، عصبيته إللى مالهاش آخر دي."
إسماعيل:"حصل خير، الموضوع عدا خلاص، إهدي بقا وماتفتحيش السيرة دي تاني."
عفاف بتأفف:"طيب أنا غلطانة."
دخلت الشقة من البلكونه لكن إسماعيل كان واقف في مكانه ...
إسماعيل بتنهيدة حزينة:"ربنا يريح قلبك يا عمر."
........................
سيرين كانت بتسوق العربية طول الطريق وفي نفس الوقت بتفكر في إللي حصل هناك وبتفكر في الموضوع إللى يخلي أبوها يتعصب على عمها إسماعيل بالشكل ده، عيونها جات على عمر لقت الغضب واضح في عيونه وفي نفس الوقت ساكن في مكانه كإنه متعمق في التفكير ... بعد مرور فترة بسيطة .. وصلوا الفيلا ونزلوا من العربية ... البواب رحب بعمر كتير وبعدها أخد شنطه من العربية ودخل بيها على الفيلا، وعمر إبتسم لسيرين ومسك إيديها ودخلوا الفيلا، عمر إتفرج على الفيلا الواسعة الكبيرة وبيتفرج على كل ركن فيها، الفيلا إللي إشتراها من سنين وبعدها قفلها وسافر ...
سيرين:"نورت الفيلا يا بابي."
عمر بإبتسامة:"ده نورك ياحبيبتي، أنا هروح أوضتي آخد شاور وهغير وبعدها هرجعلك، أوك؟"
سيرين بإبتسامة:"أوك."
عمر راح لأوضته وسيرين راحت أوضتها هي كمان عشان تغير هدومها ... شوق كانت قاعدة بتتفرج على التليفزيون وأمير قاعد جنبها بس فاتح الموبايل وبيبص لرسالته إللي بعتها لسيرين وإللى مردتش عليها إلى الآن ...
شوق:"سيبها على راحتها ياحبيبي."
أمير وهو بيفوق لنفسه:"هاه؟ لا عادي، أنا مش خانقها هي قافلة أصلا."
قفل الموبايل وحاطه جنبه على الكنبة ...
شوق بتنهيدة:"أمير."
أمير:"نعم يا ماما؟"
شوق بنبرة حزينة:"تفتكر هشوف أولادك في يوم من الأيام؟"
باس إيديها الإتنين وأخدها في حضنه ...
أمير:" ماتقلقيش، هتعيشي كتير إن شاء الله، هتبقي جدة زي القمر، ربنا يديكي طولة العمر ياشوق."
كانت بتبص قدامها بشرود وبتتمنى عكس أمنيته ... بتتمنى تموت بسرعة بعد ما تتطمن عليه عشان تروح لعمر ... عمر نزل من أوضته وقعد جنب سيرين في الصالون وفتح شاشة التليفزيون بالريموت ... سيرين فضلت بصاله كتير، شعره الأسود المختلط بالشعر الأبيض، وذقنه الكثيف إللي منتشر فيها اللون الأبيض، عيونها جات على شنبه وضحكت ضحكة خفيفة ..
سيرين بإعجاب:"تعرف يابابي إن الشنب حلو عليك."
عمر وهو بيبصلها:"إنتي بتعاكسيني يا سيري؟"
سيرين:"هو حرام إني أعاكس بابايا؟"
عمر بضحكة:"لا طبعا، عاكسيني برحتك."
عيونه جات على التليفزيون تاني، كإنه بيحاول يهرب من حاجة جواه أو محاوطاه ..
سيرين:"بابي."
عمر بإنشغال:"نعم؟"
سيرين:"حقيقي أنا كنت مفتقداك جدا الفترة إللي فاتت دي."
عمر إتنهد وساب الريموت وبصلها وإبتسم وهى دخلت في حضنه ...
عمر وهو بيضمها بشدة:"وإنتي كمان كنتي وحشاني جدا يا سيري، ووحشني الروتين إللي كنا بنعمله دايما لما كنا مع بعض، ده غير إن أنا معاكي وعمري ماهسيبك، يادوب تخلصي تدريبك ونرجع لأميريكا سوا."
سيرين بعدت عنه بإرتباك وعمر إستغرب إرتباكها ..
عمر:"مالك ياسيرين؟ فيكي إيه؟"
سيرين بإرتباك:"لا مافيش يابابي، بس إنت كنت واحشني جدا."
عمر إبتسم وحط دراعه على كتفها وضمها لحضنه ..
عمر:"تعرفي ياسيري الجو ده ناقصه إيه؟"
سيرين بإستفسار:"إيه؟"
عمر بمرح:"إني أعمل فشار، يلا ورايا."
قام بسرعة من مكانه وهي ضحكت وقامت وراه ... عمر دخل المطبخ وبدأ يدور على أصناف الأكل ...
عمر بإستفسار وهو مديلها ظهره:"فين الذرة يا سيري؟"
سيرين:"في الدرج إللي عندك تحت يابابي."
عمر بإنشغال وهو بيدور عليه:"فين؟، أنا مش لاقي........ أهوه لاقيته."
أخد كيس الذرة وبدأ يعملها وسيرين متابعاه بعيونها بحب وإشتياق ولهفة بنت لأبوها ... سهروا هما الإتنين مع بعض قدام فيلم كانت نهايته سعيدة، سيرين كانت نايمة وسانده راسها على رجله وعمر كان بيملس على شعرها وبيبص قدامه بشرود ... بس فاق على موبايلها إللي نور فجأه بسبب وصول رسالة ... عيونه جات على سيرين إللي نايمه بهدوء على رجله وعلى تليفونها إللي موجود قدامه على الترابيزة وبيفكر يفتح الرسالة ويشوف هى إيه، بس غير رأيه بسرعة ...
عمر بضيق لنفسه:"ثق في بنتك ياعمر، ماينفعش كده."
إتنهد وملس على شعرها وبدأ يصحيها ...
عمر بهمس:"سيرين."
عقدت حواجبها وهي نايمة بس ماصحتش...
عمر:"سيرين، إصحي يلا عشان تنامي على سريرك."
مردتش عليه وكملت نوم ..
عمر بإستسلام:"أمري لله."
قام من مكانه بهدوء وفي نفس الوقت حاطط إيده تحت راسها عشان يعرف يقوم .. نزل راسها بهدوء على الأنترية وبعدها شالها بين إيديه الإتنين، عيونه جات على ملامحها المشابهة لملامحه بدرجة كبيرة، إبتسم بحب وباسها من راسها وطلع بيها لأوضتها، حطها على سريرها بهدوء وحط الغطاء عليها ... كان لسه هيخرج عيونه جات على الأوراق إللي موجودة في أوضتها قرب نحيتهم وبص فيهم ....
عمر بتنهيدة:"كسولة من يومك."
روق المكتب بتاعها وفي نفس الوقت بياخد أوراق معينة عشان يراجعها، خرج من أوضتها ونزل للصالون وحط قدامه أوراق متعددة .. وبعدها دخل المطبخ وعمل لنفسه قهوة وبعدها خرج منه وراح للصالون ولبس نظارته الطبية وبدأ يقرأ في الأوراق وما أخدش باله من موبايل سيرين إللي بيرن في وضع الصامت بإسم "شوق"... قبل وقت قصير ... أمير كان معقد حاجبه وبيبص للرسالة إللي هو بعتها من شويه .. "صاحية؟" .. كان متضايق عشان الرسالة وصلتلها بس هي مشافتهاش .. فاق على صوت شوق ...
شوق بنعاس:"برده مش هتنام يا أمير؟"
أمير:"أنا عايز أعرف هي مردتش ليه؟ أنا ضايقتها في إيه؟ نفسي أفهم."
شوق:"ممكن تكون نايمة ياحبيبي."
أمير:"معتقدش."
شوق بتأفف:"أنا هريحك."
راحت أوضتها وأمير دخل أوضتها وراها ... ضحت ضحكة خفيفة وفتحت موبايلها وبدأت تتصل على سيرين وبعد رنات متعددة "لم يتم الرد"...
شوق:"أكيد نايمة يا أمير، هي كانت قايله إنها وراها مشوار."
أمير بضيق:"على الأقل تطمني عليها، مش تسيبني قلقان كده."
شوق بخبث:"قلقان عليها يا أمير؟"
أمير وهو بيتهرب منها:"أستغفر الله، شوق أنا داخل أنام."
سابها وخرج من الأوضة وهي بتضحك عليه ...
شوق:"ربنا يهديك ياحبيبي ويجمعكم على خير."
..................
عمر كان مشغول في قراءة الأوراق بس فاق على صوت رنة التليفون الأرضي للفيلا ...
عمر وهو بيرد:"ألو."
إسماعيل بتنهيدة:"إنت لسه صاحي؟ أنا فكرتك نمت."
عمر:"ورايا شوية حاجات أراجعها، في إيه؟"
إسمايل:"مافيش يا عمر، أنا بس ببلغك إنك معزوم عندنا أول يوم العيد أو ممكن العيد كله، أو ممكن الأيام إللي جايه كلها ده لو معندكش مانع."
عمر وهو بيقلع نظارته الطبية:"حيلك حيلك، في إيه؟ أنا عايز وقت ليا مع بنتي، وبعدين الأيام جايه كتير يا إسماعيل بطل رخامة بقا."
إسماعيل:"ماشي ياعمر، بس هستناك برده أول يوم العيد."
عمر بتنهيدة:"حاضر يا إسماعيل، ماتقلقش هاجي."
إسماعيل:"هستناك."
عمر:"إن شاء الله."
هو وإسماعيل قفلوا مع بعض ورجع يركز في الأوراق إللي في إيده...
.............................
في صباح اليوم التالي:
شوق ببراءة:"عمر."
عمر بحب وهو بيبص في عيونها:"قلب عمر؟"
شوق:"هو أنا ممكن أطلب منك طلب؟"
عمر:"إطلبي أي حاجة مني ومايهمكيش، حتى لو هتطلبي عيوني هديهالك."
شوق بإرتباك:"إنت كنت جبتلي وردة قبل كده، يعنى قبل مانبقى مع بعض."
عمر:"أيوه بالظبط."
شوق بإحراج:"ممكن تجيبلي واحدة زيها تاني، أصلها كانت حلوة أوي."
عمر وهو بيمسك وشها بين إيديه:"ماتتحرجيش مني ياشوق، إطلبي بقلب جامد مش هفضل أعيد وأزيد في كلامي."
شوق بإرتباك:"حاضر."
إبتسمتله وهي بتبص في عيونه بس قامت من مكانها وعمر بصلها بإستغراب، تابعها بعيونه وهي بتقف على سور السطح، لفت وبصتله بحب وفي نفس الوقت دموعها بتنزل ..
شوق بدموع وهي بتمدله إيدها:"عمر، تعالى."
عمر كان واقف متكتف في مكانه مش عارف يقرب خطوة نحيتها عشان ينقذها، مدلها إيده بحيث إنه يحاول يمسك إيدها بس فجأه شوق وقعت كإن حد زقها ...
شوق بصراخ:"عمر!!"
عمر بصراخ وجنون:"شوق!!!!!!!!!!!"
حاول يتحرك من مكانه وبالفعل إتحرك بجنون وجري للسور بس ملقاش شوق، وفجأه سمع صوت مزمار مستمر لعربية، عيونه جات على مصدر الصوت ولسه جاي يتفاداها الدنيا إسودت حواليه ... إتنفض في مكانه وقام بينهج من الكابوس ده .. وفي نفس الوقت سيرين إللى كانت واقفه ناحيته إتنفضت وموبايلها وقع على الأرض على إثر إنتفاضته ...
سيرين بإرتباك وهي بتقرب منه:"بابي إنت كويس؟"
عمر وهو بينهج:"أنا كويس الحمدلله."
سيرين:"مالك يابابي فيك إيه؟"
عمر وهو معقد حواجبه بضيق:"كنت بحلم بكابوس."
سيرين بإبتسامة:"حصل خير ياحبيبي، ممكن عشان إنت سهرت، ماكنتش أتوقع إنك هتراجعلي كل الأوراق دي."
عمر بصلها وبعدها ضحك ضحكة خفيفة ..
سيرين:"بتضحك على إيه يابابي؟"
عمر:"عليكي يا حبيبتي، هتفضلي كسولة دايما كده طول عمرك."
سيرين بإبتسامة:"مش أنا دلوعة بابي برده؟"
عمر وهو بيقرص خدودها الإتنين:"طبعا إنتي دلوعة بابي، ويستحيل أسيبك تتبهدلي."
أخدها في حضنه وبعدها سيرين بعدت عنه ...
سيرين:"يلا يابابي قوم كمل نوم فوق."
عمر بتثاؤب:"أنا فعلا هعمل كده."
قام من مكانه وباس راسها وبعدها طلع لأوضته .. سيرين إترمت على كنبة الأنتريه وإتنهدت بإرتياح وبتفكر في إللي حصل من شوية ... منذ وقت قصير .. سيرين كانت بتتقلب على سريرها وفتحت عيونها بهدوء لقت نفسها في أوضتها لوهلة إستغربت بس ضحكت ضحكة خفيفة وده لإنها إستنتجت إن باباها شالها كالعادة .. دورت بعيونها على موبايلها وفجأة برقت بفزع لما مالقتهوش، قامت بسرعة وخرجت من الأوضة وراحت لأوضة عمر خبطت خبطات متعدده لكنه مردش، فتحت الباب لقته مش موجود، نزلت على سلالم الفيلا بس وقفت في مكانها لما لقته نايم علي كنبة الأنترية ومبتسم إبتسامة هي بتحبها جدا مش بتشوفها غير وهو نايم، وفي إيده أوراق كتير وفي فنجان قهوة على الترابيزة إللي جنبه وكان عليها موبايلها إللي شاشته بتنور وبتنطفي فيما معناه إن حد بيرن عليها ... جريت بسرعة على الموبايل ولقت شوق بتتصل عليها، أخدت الموبايل وبعدت خطوات بسيطة عشان ماتقلقش راحة باباها وردت ..
سيرين بهمس:"ألو."
شوق بإبتسامة وهي بتبص لأمير إللي واقف قدامها:"ألو، وحشاني يا سيرين، عاملة إيه؟ أنا برن عليكي من إمبارح، خير ياحبيبتي قلقتيني عليكي، إنتي كويسه."
سيرين بهمس:"أيوه ياشوق، أنا بخير الحمدلله، إمبارح كنت مشغولة خالص لدرجة إني ماعرفتش أمسك الموبايل."
شوق:"مممممممممممم، كنتي مشغولة حصل خير ياحبيبتي، إنتي موطيه صوتك كده ليه؟"
سيرين بهمس:"لسه صاحيه من النوم."
شوق بإحراج:"آسفة ياحبيبتي لو أزعجتك بجد."
سيرين بهمس:"ولا يهمك ياشوق، أنا ...........*سكتت لما سمعت أنين من عمر إللى نايم وبيقول كلام غير مفهوم تمامًا، قررت إنها لازم تقفل بسرعة* معلش ياشوق، هقفل دلوقتي وهكلمك بعدين آسفة جدا."
شوق بإبتسامة:"ولا يهمك ياحبيبتي مستنية مكالمتك."
سيرين:"حاضر."
شوق قفلت وسيرين لسه هتنزل الموبايل من على ودنها عمر إتنفض في مكانه وهو بينهج ومن فزعها الموبايل وقع منها على الأرض ...
في الوقت الحالي:
فتحت الموبايل وشافت رسالة الواتس آب إللى أمير بعتهالها وهي نايمة، إتنهدت وقررت ترد عليه بتسجيل صوتي ..
سيرين:"سوري آمير، أنا كنت نايمة وقت رسالتك دي، أعذرني .. صحيح كنت نسيت أرد على رسالتك إللى بعتهالي أول إمبارح بعد ما *إتكلمت بخجل* كنا مع بعض في المطبخ، ممكن تسيبلي شوية وقت أرتب أموري؟ هو أنا موافقة بس معلش أنا محتاجة وقت ودي فرصة حلوة لينا كمان، عشان من خلالها هنقدر نتعرف على بعض أكتر."
بعتت التسجيل وإستنت رد أمير إللي إبتسم لما شاف تسجيل ليها، إتملك أعصابه وبدأ يسمعه .. إتنهد بإرتياح وده لإنه إتطمن عليها وبدأ يسجل ..
أمير:"حصل خير، المهم إني إتطمنت عليكي يا سيرين أنا كنت قلقان عليكي في الوقت إللى عدا ده، بالنسبة للوقت أنا موافق على أي قرار هتاخديه، المهم إنك تكوني مرتاحة، *سكت شوية وفي نفس الوقت مرتبك من الكلمة إللي هيقولها إللي هي وحشتيني بس غير رأيه* بتعملي إيه دلوقتي؟"
سيرين إبتسمت لما سمعت التسجيل وردت عليه ...
سيرين:"لسه صاحية من النوم ومحتارة أعمل إيه، وإنت؟"
بعتت التسجيل وهو سمعه ورد عليها ..
أمير:"مابعملش حاجة، كنت قاعد مع شوق من شوية وهي راحت تحضر الفطار."
سيرين:"اه صحيح، سلملي عليها كتير وقولها هكلمها بعد ماتخلص تحضير الفطار."
أمير كتب:"حاضر."
وبالفعل أمير بعت لشوق سلام سيرين وشوق ضحكت على فرحة إبنها إللي ظاهرة في عيونه وبعتتلها سلامها وقالت إنها *منتظرة مكالمتها* .. مر اليوم بشكل لطيف إستمر بدردشة سيرين وأمير وقربهم إللي بيزيد أكتر، ومكالمة سيرين وشوق إللي بتريح قلب سيرين دايما، كإنها شايفة العوض الحقيقي في شوق، من يوم ماهي إتعرفت عليها وهي شايفة إنها مامتها، شايفه إنها لازم ترضيها بكل الطرق زي أي بنت بتحب تراضي مامتها .. عمر كان نايم وغرقان في نومه وفي نفس الوقت أحلامه مش بتخلص وإبتسامته مش مفارقاه دايمًا وهو نايم، وكالعادة صحي على كابوس وبينهج كإنه كان بيجري في سباق مالهوش آخر، بس خلى يومه يعدي بهدوء من خلال معاملته لسيرين إللي كلها حنان أبوي وأمومي في نفس الوقت وده لإنه بيحاول يعوضها عن وفاة والدتها .. جاء العيد وعمر وسيرين راحوا يزوروا إسماعيل وعفاف وأودلاهم ... عمر كان قاعد مع إسماعيل ومتابع إسلام إللي بيتكلم مع إخواته ...
عمر بإستفسار:"لسه إبنك ملقاش شغل؟"
إسماعيل بتنهيدة:"لا لسه."
عمر:"يا إسماعيل أنا قولتلك الشركة موجودة والوظيفة موجودة هو بس ينورني."
إسماعيل:"كلمته في الموضوع ده فعلا، بس إنت عارف إسلام مش بيحب الوسايط بيحب يجتهد لحد مايلاقي."
عمر:"خلاص هكلمه أنا."
إسماعيل:"هتحرجه يا عمر، إسلام بيتضايق."
عمر:"مش هيتضايق مني أنا عمه."
كان لسه هينادي عليه إسماعيل وقفه ..
إسماعيل برجاء:"عشان خاطري ياعمر سيبه يدور، سيبله فرصة."
عمر بغضب مكتوم:"إزاي أسيبه يتبهدل كده وأنا موجود؟!"
إسماعيل:"سيبله شوية وقت، إديله فرصته في الحياة والمعافرة، وكلمه بعدها بس بلاش الفترة دي عشان نفسيته مش تمام."
عمر بتنهيدة وضيق:"طيب *عيونه جات على محمد إللي قاعد سرحان ومش بيتكلم* طب ومحمد عملت معاه إيه؟"
إسماعيل:"محمد أقنعته بوجهة نظرك وهو مرفضش هو تقبل رأيك، وإحترم ده تمامًا."
عمر بإستفسار:"طب ليه ساكت؟ ليه مابيتكلمش مع إخواته؟ وليه عفاف ما إدتش أي رد فعل لحد دلوقتي؟"
إسماعيل:"ساكت ليه؟ بيفكر في حاجات كتير، بيرتب أموره في دماغه إبني عاقل وكبير وفاهمُه كويس، عفاف مادتش أي رد فعل عشان هي أصلا ماتعرفش حاجة، كلامي ده كان بيني وبينك في البداية وماحبتش أعشمها بحاجة، هي كده كده بتعتبر سيرين زي بنتها بالظبط، إنت عارف إنها كان نفسها في بنت بس الحمدلله ربنا رزقنا بأربع شباب زي الورد."
عمر بإبتسامة:"ربنا يباركلك فيهم يا إسماعيل، وسيرين بنتكم طبعًا من غير أي كلام، إنتوا عيلتها التانية."
إسماعيل:"عارف ياعمر، من غير ماتقول طبعا."
عمر عيونه جات على محمد تاني وبعدها إتكلم ..
عمر:"إنت عارف إن محمد أغلى واحد عندي في أولادك على الرغم من إن كلهم زي بعض عندي، بس هو أعلى شويه، هو كان أول فرحتي بيك يا إسماعيل، هو غير أي واحد من أولادك، كفاية إنك سميته على إسم أبويا الله يرحمه، أنا مش عايز أأذي بنتي ولا أأذي إبنك، إحنا صح."
إسماعيل:"فاهمك ياعمر، إنت عندك حق."
اليوم مر على خير ومخلاش من رخامة عمر على عفاف وضحك سيرين عليهم، وإسماعيل إللي بيبص لأولادة الإتنين محمد وإسلام بحزن وعمر كان متابعه بعيونه ...
في المساء:
في فيلا عمر راضي:
سيرين وعمر دخلوا الفيلا بعد يوم طويل ...
سيرين:"بابي هغير هدومي وأنزل."
عمر:"ماشي ياحبيبتي، إعملي حسابك إننا هنسهر مع بعض هاه؟"
سيرين وهي بتطلع على السلالم:"حاضر."
بمرور الوقت .. نزلت من أوضتها وراحت لعمر إللى مجهز الفشار ومستنيها ...
سيرين بإبتسامة:"دايمًا بتجهز كل حاجة كده، مش بتسيبلي فرصة أعمل أي حاجة خالص؟"
عمر:"قولتلك مابحبكيش تتبهدلي،يلا تعالي جنبي."
قعدت جنبه وهو ضمها لحضنه وشغل التليفزيون بس في نفس الوقت بيدور في دماغه حاجات كتير، سيرين متغيرة جدا من ساعة مارجع، مش دي بنته إللى إتعود يشوفها، حاسس إن فيها حاجة متغيرة، حاجة مختلفة، حاجة جديدة أول مرة يشوفها، كان سرحان ومش واخد باله إنه بيعملها ضفيرة في شعرها بشكل تلقائي ...
سيرين بضحكة خفيفة:"بابي أنا مش عيله صغيرة، أنا كبرت خلاص."
عمر فاق لنفسه ولقى إنه بيعملها ضفيرة وهو مش حاسس، إتنهد وكمل الضفيرة ..
عمر بإنشغال:"وحتى لو كبرتي، برده هتفضلي صغيرة في نظري."
إبتسمت وسابته يعملها ضفرة ..
عمر بإنشغال:"أخبارك إيه يا حبيبتي؟ طمنيني عليكي؟"
سيرين بإستغراب من السؤال:"أنا الحمدلله بخير."
عمر:"طبعا الحمدلله، بس بسأل عن حياتك الفترة دي، أخبارك إيه فيها؟"
سيرين:"يعني، مافيش أي جديد حضرتك عارف إللي فيها بروح الشركة بشتغل وبروح لأونكل إسماعيل وبعدها باجي هنا وأوقات بروح لصاحبتي."
عمر:"مممممممممم، وصاحبتك دي أهلها مش بيتضايقوا لما بتروحيلها كل شويه كده؟"
سيرين بضحكة:"لا خالص، دي بتحبني جدا، بحسها مامي في نفسها كده."
عمر إستغرب وخلاها تبصله ..
عمر:"مامي؟ إيه علاقة مامي بصاحبتك؟"
سيرين بتوضيح:"يعني يا بابي هي بتخاف عليا، بتهتم بأكلي وبصحتي وبتتضايق لما بتلاقيني مش باكل، *كملت بخجل* بتبعتلي فطار في الشغل دايما."
عمر بتفهم:"كويس."
عمر إبتسم وده لإن في حاجة خلاص لهت بنته عن حزنها إللى كانت عايشه فيه من صغرها، وإللي كان صعب عليه في إنه يخرجها منه، وفي نفس الوقت حاسس بغيرة شديدة في إن حد قدر يخرجها من الإكتئاب ده غيره، خلص الضفيرة إللي بيعملها ..
عمر:"أنا بقول أقوم أعملنا كوبايتين شاي يظبطوا مزاجنا."
سيرين:"هههههههههه، أوك."
باسها من راسها وقام من مكانه وراح للمطبخ .. سيرين إتنهدت وبصت لموبايلها وبدأت تقلب فيه بس إتفاجأت بشوق بتتصل بيها .. إبتسمت وقامت من مكانها تتمشى شويه ..
سيرين بإبتسامة وهي بترد:"حبيبة قلبي."
شوق بقمصة:"حبيبة قلبك برده؟ يا بكاشة، إنتي مسألتيش عني اليوم كله، ده إنتي حتى مازورتنيش ولا قولتيلي كل سنة وإنتي طيبة."
سيرين:"ياشوق أنا قولتلك إمبارح وأنا بكلمك، وأنا كنت عند قرايبي النهاردة اليوم كله، ماتزعليش."
شوق:"النهاردة غير إمبارح، النهاردة أول يوم العيد يعنى تفرق."
عمر خرج من المطبخ وهو شايل كوبايات الشاي وحطهم بهدوء على ترابيزة الأنتريه وسيرين مش واخده بالها ...
سيرين بتنهيدة:"طب قوليلي أرضيكي إزاى؟"
شوق بقمصة:"تجيلي بكرة ولو ماجيتيش هزعل جدا."
سيرين:"ماقدرش على زعلك يا حبيبتي، حاضر هجيلك."
شوق:"يحضرلك الخير ياروح قلبي، أنا هقفل بقا عشان هروح أنام هستناكي بكرة ماتنسيش، هتقضي معايا اليوم كله."
سيرين بإرتباك:"حاضر."
شوق:"يلا سلام."
سيرين:"سلام."
شوق قفلت المكالمة وسيرين لسه هتنزل الموبايل من على ودنها ...
عمر بحزم:"رايحة فين؟"
سيرين شهقت وحاولت تهدي نفسها ..
عمر:"شوفتي عفريت ولا إيه؟ إنتي رايحة فين؟"
سيرين بإرتباك:"أنا معزومة عند صاحبتي بكره."
عمر عقد حواجبه وبصلها كتير ...
سيرين برجاء:"عشان خاطري يا بابي، أنا عايزة أروح."
عمر بتنهيدة وإبتسامة:"ماشي ياحبيبتي، موافق."
دخلت في حضنته وهو ضمها بشدة وفي نفس الوقت مش مطمن وحاسس إن في حاجة غريبة ... بِعِد عنها..
عمر:"يلا نكمل سهرتنا ونشرب الشاي بتاعنا."
سيرين:"أوك يابابي."
..................
شوق كانت قاعدة بتسرح شعرها قدام المرايه وفي نفس الوقت بتفكر في إللي شاغل بالها، بس فاقت على صوت خبط على الباب .. أمير دخل وبص لشوق إللي قاعده على كرسي وبتبصله بإستفسار ...
أمير:"مش هتعوزي حاجة يا شوق؟ أنا هدخل أنام."
شوق بإبتسامة:"سلامتك يا حبيبي."
أمير:"ماشي ياشوق تصبحي على خير."
شوق:"وإنت من أهله ياحبيبي."
أمير إتنهد ولسه هيخرج من أوضتها ..
شوق بخبث:"أه صحيح ياحبيبي، نسيت أقولك .. سيرين هتنورنا بكره اليوم كله إن شاء الله."
أمير إبتسامته كبرت ومش واخد باله من شوق إللي مركزة معاه بس فاق لنفسه بسرعة ..
أمير بإرتباك:"اه اه تنور طبعا، أنا هروح أوضتي."
شوق:"برحتك ياحبيبي."
راح لأوضته وإتنهد بإرتياح وملامح الفرحة ظهرت في ملامحة كان بيتمنى يشوفها وده لإنه مشافهاش من يوم أما كانت عندهم وبيتكلموا على الواتس آب من بعدها علطول ... شوق قامت من مكانها وقعدت على سريرها وبدأت تفكر في حاجات كتير تخص حياة إبنها مع سيرين، إبتسمت بحب لما إفتكرت إعتراف أمير لسيرين بحبه، وجه على بالها عمر لما شغل أغنية لأم كلثوم ومن خلالها هي إستنتجت إنه بيحبها وده لإنه كان محرج إنه يقولها .. إبتسمت بوجع وده لإن عمر مش موجود خلاص، أهم إنسان في حياتها مات .. نامت على السرير ودموعها بتنزل على عمر بدون توقف لحد ماراحت في النوم ... طلعوا على سلالم الفيلا وهي راحت لأوضتها وعمر وراها وقبل ماتدخل ...
عمر:"هتروحي لصاحبتك بكرة إمتى؟"
سيرين:"الصبح إن شاء الله."
عمر بتنهيدة:"ماشي ياحبيبتي، تصبحي على خير."
سيرين بإبتسامة:"وإنت من أهله يابابي."
دخلت الأوضة ونامت على سريرها . بس فضلت صاحية وبتبص للسقف بشرود ... أمير كان بيبص لموبايله كتير ومحتار يبعتلها رسالة على الواتس آب كالعادة ولا يجدد شويه؟ ... فضل يفكر مع نفسه كتير لحد ماقرر .. سيرين كانت سرحانه بس فاقت على صوت رنة موبايلها .. عملت الموبايل صامت بسرعة عشان باباها مايسمعش صوت الموبايل وبصت لإسم أمير إللي ظاهر قدامها على الشاشة .. أخدت نفس عميق وقررت ترد ..
سيرين:"ألو."
أمير بإرتباك:"إزيك؟"
سيرين:"أنا بخير الحمدلله، إنت عامل إيه؟"
أمير:"بخير طول مانتي بخير."
سكتوا هما الإتنين شويه ...
أمير وهو بيقطع الصمت:"صحيح شوق قالتلي إنك جايه بكرة."
سيرين:"أيوه فعلا هاجي بكرة إن شاء الله."
أمير:"متأكدة إنك هتيجي؟"
سيرين بضحكة خفيفة:"أكيد متأكدة طبعا."
عمر دخل الأوضة وهي إتنفضت في مكانها ...
أمير:"طب كويس البيت هينور بيكي بكرة و........."
قطع كلامة المكالمة إللي سيرين قفلتها ...
عمر بإستغراب:"إنتي بتعملي إيه يا سيري؟"
سيرين بإرتباك:"لا مافيش، ليه في حاجة؟"
عمر بشك خافي:"أنا كنت فاكرك نايمة فقولت أدخل آخد شوية أوراق من هنا أراجعهم قبل ما أنام، بس إنتي شكلك ماكنتيش نايمة."
سيرين بتوتر:"هنام أهوه، كنت بلعب في الموبايل شويه، وبعدها سمعت ريكورد واحدة صاحبتي كانت باعتاه فحضرتك دخلت خضتني فجأة."
عمر ضيق عيونه بشك بس بعدها إبتسم...
عمر:"حصل خير ياحبيبتي، آسف لإزعاجك، لو كنت أعرف إنك صاحية كنت خبطت."
سيرين:"مافيش مشكلة يا بابي، حصل خير."
عمر إتنهد ودخل أوضتها وأخد شوية أوراق وقبل مايخرج ..
عمر:"نامي كويس يا سيري."
سيرين:"أكيد يابابي، تصبح على خير."
عمر بإبتسامة:"وإنتي من أهله"
أول أما خرج من أوضتها وقفل الباب ملامحه إتحولت للغضب بسبب كذبها الواضح وده لإنها لأول مرة تكذب عليه، راح لأوضته وبدأ يفكر كتير في سبب تغييرها وفي إنها بتكذب عليه، صاحبتها وبتكلمها قدامه، والفترة إللي فاتت كانت بتروح لإسماعيل بعد مابتخلص في الشركة أو بتروح لصاحبتها، وصل لحلين، يا إما الشركة هي الأساس في اللغز ده، يا إما صاحبتها هي اللغز، بس إستبعد الحل التاني، أخد نفس عميق ومسك موبايله وبدأ يعمل مكالمة لحد معين .. وبعد عدة رنات ...
بشير:"ألو."
عمر بإبتسامة تظهر تجاعيد وجهه:"إزيك يا بشير؟"
بشير بإستغراب:"مهندس عمر؟"
عمر:"بشحمه ولحمه، أخبارك إيه؟"
بشير بفرحة:"أنا بخير الحمدلله، حضرتك بتتصل عليا من رقم داخلي! رجعت مصر إمتى؟"
عمر:"يعني مبقاليش يومين."
بشير:"كده يابشمهندس؟ وماتديناش أي خير برجوعك."
عمر:"أنا حقيقي جيت من غير ميعاد معين، جيت لأمر طارئ."
بشير:"لعله خير."
عمر بتنهيدة:"بشير، ممكن أسألك سؤال؟"
بشير:"إسألني طبعا من غير ماتطلب."
عمر:"تسلم، أنا كنت عايز أعرف أخبار سيرين إيه؟ يعني الدنيا ماشيه معاها إزاى في الشركة؟ عايز أعرف كل حاجة."
بشير:"سيرين موظفة مجتهدة وعندها طموح كبير و..........."
عمر وهو بيقاطعه:"عارف كل ده، بس أنا بنتي إتغيرت جدا في الفترة الأخيرة، أنا عايز أعرف إيه إللي بيحصل من ورا ظهري في الشركة دي، حالًا يا بشير."
بشير سكت شويه وبعدها إتكلم ...
بشير بإحراج:"هو أنا مش متأكد بس تقريبا سيرين في حد في حياتها."
عمر ملامحه إتحولت للغضب الشديد لما سمع كلامه ..
عمر بغضب:"مين ده؟"
بشير:"الشاب إللي إقترحته على حضرتك قبل ماسيرين ترجع على مصر في إنه يدربها يعني، هو أنا مش متأكد، بس أنا بشوفهم دايما بيتكلموا مع بعض في المكتب."
عمر بإستفسار وغضب:"مكتب إيه؟"
بشير بتوضيح:"مكتبهم."
عمر:"نعم!!! مكتبهم كمان!! أنا ماقولتش إن بنتي تبقى معاه في نفس المكتب، أنا قولت إنه يدربها في مكتبها و........"
بشير وهو بيقاطعه:"بس ماحدش يعرف إنها هتمسك الشركة."
عمر:"وحتى لو، يكون ليها مكتب لوحدها وإللي هيدربها يدربها قدام عيونك إنت."
بشير:"أنا آسف، أعمل إيه طيب؟"
عمر بتنهيدة:"أنا هتصرف."
بشير:"مش فاهم؟"
عمر:"أنا هرجع أمسك الشركة من تاني، بعد العيد إن شاء الله."
بشير:"ده أجمل خبر سمعته في حياتي حضرتك هتنورنا."
عمر:"ده نورك يا بشير، معلش أزعجتك."
بشير:"ولا يهمك، حمدالله على السلامة يا بشمهندس."
عمر:"ألله يسلمك."
عمر قفل المكالمة ورمى موبايله بغضب على السرير وبيفكر في حاجات كتير هو ناوي عليها ... أمير كان قاعد في أوضته ومتضايق بسبب المكالمة إللى إتقفلت فجأة دي وفي نفس الوقت بيحط إحتمالات لكل حاجة ... بس فاق على صوت وصول رسالة ...
سيرين:"سوري أمير، بس موبايلي فصل مني، هشوفك بكرة أوكي؟"
أمير كتب:"تمام."
إبتسم بحب وقفل موبايله، نام على سريره وهو بيفكر فيها لحد ما راح في النوم .. سيرين إتنهدت بإرتياح لما لقت إن أمير مش متضايق وفي نفس الوقت مرتاحه وده لإن باباها ماكتشفش إنها بتكذب عليه، إتضايقت من نفسها وده لإنها أول مرة تكذب عليه بالشكل ده، يمكن عشان عارفة غيرته عليها، فخايفة يضايق أمير لو عرف، إتنهدت بحزن ونامت وهي بتفكر في حل للورطة إللي هي فيها دي إللى هي عبارة عن *باباها والإنسان إللي بتحبه أمير* ....
............................
في صباح اليوم التالي:
سيرين كانت في أوضتها وبتلبس طرحتها، سمعت صوت خبط على الباب ..
سيرين:"إدخل يا بابي."
عمر دخل وبصلها بإبتسامة ...
سيرين:"نعم ياحبيبي؟"
عمر:"أنا كلمت عم مصيلحي البواب يجيبلنا واحدة تعملنا الأكل، مش هنفضل طول الوقت بناكل عند عمك إسماعيل، والعربية إللي أنا كنت طلبتها وصلت الصبح بدري وإنتي نايمة."
سيرين:"تمام يا بابي."
عمر فضل متابعها بعيونه لحد ما خلصت تماما .. سيرين بصتله ..
سيرين:"صحيح يا بابي، هتعمل إيه في غيابي؟"
عمر:"هقعد لوحدي في البيت وده لإن بنتي إختارت صاحبتها عليا على الرغم من إنها عارفة إني لسه راجع من السفر ولازم تقعدي معايا أكتر من كده."
سيرين:"بابي، عشان خاطري ماتزعلش مني، هي زعلانه مني وأنا بحاول أصالحها، عشان خاطري ماتتضايقش."
عمر ضحك ضحكة خفيفة:"بهزر ياسيرين، مادام سعادتك في إنك تروحيلها خلاص أنا معنديش مانع، مسيرك هتعرفيني عليها، خدي بالك من نفسك كويس."
سيرين بإبتسامة:"حاضر يا بابي."
باسته من خده ولسه هتمشي ...
عمر:"سيرين."
لفت وبصتله بإستفسار ...
عمر وهو بيبص في عيونها البنية:"تعرفي إن أنا واثق فيكي، صح؟"
سيرين بإبتسامة:"أكيد يابابي."
عمر:"خدي بالك من نفسك ياحبيبتي، وطمنيني عليكي لما تروحي عند صاحبتك وبلغيها سلامي."
سيرين:"أكيد ياحبيبي."
حضنته وبعدها نزلت وخرجت من الفيلا ... عمر إتنهد تنهيدة بسيطة وراح لأوضته .. قعد شوية يفكر مع نفسه وبيشوف هيعمل إيه في غيابها ، عيونه ظهر فيها الحزن الشديد لما جه على باله حاجة معينة، قام من مكانه وبدأ يغير هدومه ... بمرور الوقت ...
كان لابس نظارة شمس تخفي ملامحة بطريقة جيدة، وبيسوق عربيته لحد ما وصل لحارة ضيقة بعض الشئ .. وقف عند بيت قديم جدا وبعدها نزل من العربية .. راح للشاب إللي قاعد عند بوابة البيت وبيحرسه ..
عمر:"السلام عليكم."
الشاب وهو بيبصله:"وعليكم السلام، تؤمر بحاجة يا حضرة؟"
عمر:"معاك عمر محمد راضي مالِك البيت."
الشاب بشك:"فين الإثبات؟ صاحب البيت سافر من حوالي 27 سنة ومرجعش."
عمر بضحكة خفيفة من طريقته:"الإثبات الوحيد هو إني جيت قولتلك إسمي، إنت إبن مرعي الصغير صح؟"
الشاب:" الله يرحمه، أيوه أنا إبنه."
عمر:"اللهم آمين، *عمر أخد ورقة من جيبه وقدمهاله* دي وثيقة شرائي للبيت."
الشاب أخد الورقة وبدأ يقرأ إللي فيها ...
الشاب بإنضباط:"أهلا ياعمر بيه، إللى مايعرفك يجهلك، أنا آسف حقك عليا."
عمر بإبتسامة:"ولا يهمك، حصل خير، إنت إسمك إيه بقا؟"
الشاب وهو بيديله الوثيقة:"محسوبك مصطفى."
عمر:"اتشرفت بيك يابني، إيه أخبار البيت؟ والمستأجرين؟"
مصطفى:"كله تمام وعال العال يا أستاذ عمر."
عمر:"طب كويس، بتجيب حد ينضف السطح كل أسبوع وإنت معاه ولا نسيت كلام أبوك؟"
مصطفى:" طبعا بجيب."
عمر بتنهيدة:"طب كويس، انا عايز مفتاح السطح."
مصطفى أخد المفتاح من جيبه وإداهوله ..
مصطفى:"حضرتك نورتنا."
عمر وهو بياخد منه المفتاح:"ده نورك، إوعى يكون حد قرب من السطح، كإيجار أو أي حاجة، أنا قايل إن السطح يدخله إللي هييجي ينضف وبس ومايحركش حاجة من مكانها كمان."
مصطفى بإرتباك:"أكيد، كلامك بيتنفذ بالحرف يا عمر بيه، ماتقلقش."
عمر بإرتياح:"طب كويس، يلا شوف شغلك."
مصطفى:"حاضر يا بيه."
عمر دخل البيت وطلع على السلالم وذكريات الماضي كلها بتهاجمه مع كل سلمه هو بيخطو عليها لحد ماوصل للسطح، إتنهد بصعوبه وحط المفتاح في القفل وبدأ يفتحه .. فتح الباب ودخل وقفله وراه، عيونه جات على كل مكان وكل ركن في السطح، ذكريات حياته كلها كانت هنا، كل حاجة حلوة عاشها كانت هنا، عيونه جات على الكنبة إللى موجودة في منتصف السطح، قرب منها ببطئ شديد ولما وصل عندها ملس عليها بهدوء، وبعدها قعد عليها .. غمض عيونه ونسمة بسيطة من الهواء جات عليه .. بس فحأه برق بصدمة لما سمع صوتها ...
شوق:"عمر."
..........................................................................
تعليقات
إرسال تعليق