رواية أنين مكة الحلقة السابعة عشر 17 بقلم شيماء سعيد
رواية أنين مكة الحلقة السابعة عشر 17 بقلم شيماء سعيد |
رواية أنين مكة الحلقة السابعة عشر 17 بقلم شيماء سعيد
فيفى بلوم وعتاب .....حبيبتك بإمارة إيه يا مجدى ؟؟
ده انت بتهتم بلى اسمه ايه ده ركان أكتر منى واسمه يعنى لا مؤخذة مش من صلبك وصارف عليه هم ما يتلم .
ومش عارف تكتب حاجه لعيالك الصغيرين عشان الزمن .
مجدى....يووووه أنتِ كل شوية تفكرينى بالموضوع ده نفسى أنساه ؟؟؟!!!
فيفى بمكر .....تنساه ليه ؟
مهى دى الحقيقة ، وأنت اللى قولتهالى بنفسك .
فجلس مجدى على طرف الفراش وشرد فى ذكرياته .
عندما كان فى أخر سنة من كلية الشرطة ومنتظرا التخرج بفارغ الصبر من أجل أن يحدث والديه فى أمر خطبة إبنه عمه ( سهام ) التى يعشقها .
لكنه لم يصرح لها بذلك مباشرة ولكن كل تصرفاته تدل إنه يكن له حب دفين والغريب إنه كان يشعر إنها تتجاهله ولكنه من فرط حبه له كان يظن إنه ربنا خجل ولكن لم يخطر فى باله إنها تعشق رجل أخر .
حيث كانت هى فى كليه الأداب طالبة فى السنة الثانية وكان عباس يعمل فى كافاتيريا الجامعة .
وكعادته فى اصطياد الفتيات ، أظهر فى البداية اهتمامه بها كلما جاءت لطلب شىء من الطعام أو الشراب .
فأثرها بنظراته وكلماته المعسولة حتى وقعت فى غرامه شىء فشيئا .
ثم بدئوا فى الخروج سويا وتعددت لقائتهم حتى عرض عليها الزواج .
سهام.......بجد يا عباس هتيجى تتقدملى ،ده هيكون أسعد يوم فى حياتى يا حبيبى .
عباس ....أنا بحبك اووى يا سهام ولازم نجوز فى أقرب وقت عشان مش قادر استحمل بعدك عنى .
سهام....ولا أنا يا حبيبى ، يعنى أحددلك معاد مع بابا أمتى ؟
عباس محدث نفسه...بابا ايه بس اللى دخله فى الموضوع ؟؟
عباس......لا حبيبتى ، أنا متأكد إنهم يستحيل يوفقوا عليه دلوقتى وخصوصا إنك من عيلة كبيرة وأنا على قد الحال زى ما أنتِ شايفة .
سهام.......امال قصدك ايه ، هنجوز إزاى ؟
عباس بمكر.......هنجوز عرفى مؤقتا عقبال مقدر أكون نفسى واعمل لنفسى إسم يشرف وساعتها هاجى لولدك ونجوز رسمى .
بس من هنا لغاية مأكون شخص يليق بيكِ ، نجوز عرفى .
سهام بعدم فهم ....يعنى ايه جواز عرفى ؟
عباس.....يعنى يا حبيبتى هنكتب ورقة نسجل فيها إننا أتجوزنا على سنة الله ورسوله .
وبكده هتكونى مراتى قدام ربنا ونتقابل فى الحلال فى شقتى .
وعقبال ماتخلصى كليتك هكون اشتغلت ليل نهار لغاية مجمع فلوس اعمل بيهم مشروع كبير واكون اكبر رجل أعمال فى مصر كلها.
وساعتها هاجى أتقدملك وأنا رافع رأسى .
أدعيلى بس أنتِ .
سهام....يارب يوفقك يا حبيبى.
عباس....ها قولتى إيه ؟
سهام بقلق ....مش عارفه أنا خايفة اوى ، حد يعرف يقول لبابى وتبقى فيها نهايتنا .
عباس.....برده تخافى وأنتِ معايا ، أنتِ شكلك مش بتحبينى .
فوضعت سهام يدها على شفتيه قائلة بحب......متقولش كده ، أنا اتخطيت معاك معنى الحب ، أنا بعشقك .
.......................
اختلس ركان لحظة لا يراه فيها أحد وولج لغرفة مكة .
التى كانت واقفة أمام المرآة تصفف شعرها الطويل ذو اللون الأسود الحالك ولكنها كانت شاردة تفكر حبها لركان وبين خطبتها لذلك الشاب .
ولكنه قطع شرودها ركان من خلفها عندما شعرت بأنفاسه الحارة من وراء ظهرها ، لتنتفض عندما رأت وجه فى المرآة ويده التى كادت أن تلمس شعرها .
فشهقت مكة وأسرعت لجذب حجابها سريعا ووضعته على شعرها .
ركان بسخرية....ما براحة على نفسك شوية ، هو أنتِ شوفتى عفريت ولا إيه ؟
بس تصورى شكلك يجنن بشعرك مكنتش متخيل إنه طويل وجميل كده .
مكة بغضب بادا على وجهها ..أنت إزاى تسمح لنفسك تدخل عليه بالشكل ده بدون إستئذان ؟؟
ركان......أنا بمزاجى ادخل وقت منا عايز أى مكان .
ثم أقترب منها حتى شعرت بأنفاسه تلفح وجهها ولكنها تراجعت للوراء وهى تلهث وقلبها يدق بعنف .
مكة وقد تلون وجهها ....لو قربت تانى مش هيحصلك طيب .
ركان ...هتعملى إيه يعنى ، أنتِ ناسية إنك فى بيتى ؟؟
وايه مالك ؟ مش عجبك أنا وبس عجبك سى أيمن بتاعك !!
مكة بحدة فى قولها .....أنت شكلك أتجننت ومش فى وعيك ، شكلك شارب صح ؟؟
ركان بحزن يعتصر قلبه ......ايوه أتجننت لما فى يوم فكرت فيكِ وطلعتى زيك زى غيرك جريتى مع أول واحد خبط على الباب .
مكة بغصة مريرة......وحضرتك متوقع منى إيه ؟
وعايز ايه منى ؟
ماتروح تكلم خطيبتك أحسن ومتضيعش وقت معايا .
واستعد لفرحك بكرة يا عريس ،ثم تابعت بقهر وابتسامة مصطنعة.
عقبال فرحى أنا كمان على المتر ايمن .
فقبض ركان على يديه بقوة واحمرت عيناه غضبا ثم أقترب منها مرة أخرى وأمسك بمعصمها عنوة حتى تألمت ونظر لها بحدة فى عينيها قائلا....بقه مستعجلة عليه اوى كده ؟؟
خلاص ماشى يا مكة ، أنا موافق عليه طالما أنتِ مبسوطة كده .
وأنا كمان مبسوط اوى جدا بعروستى وبحبها كمان
فلمعت عين مكة بالدموع هامسة بقهر .....ربنا يسعدك يا باشا .
فتنهد ركان بألم ثم تركها مغادرا الغرفة واغلق الباب ورائه بشده حتى أصدر صوتا جعلها تنتفض .
لترمى بنفسها على الفراش تبكى بكاء مرير .
ولسان حالها يقول .
أيها الحزن المسافر في دمي
جهلت عيون الناس ما في داخلي
فوجـدت ربـــي بالفـــــؤاد بصيـــرا
يا أيها الحزن المسافر في دمي
دعني فقلبــي لن يكون أسيـرا
ربي معي فمن ذا الذي أخشي إذن
مادام ربـــي يحســـن التدبيـــــرا
وهـــو الذي قــال فـي قــرآنه
" وكفي بربك هاديا ونصيرا
..........................
جرت زهرة أذيال خيبتها التى وقعت بها من سنين طويلة .
عندما قابلت عباس بعد أن رفضه والدها لسمعته السيئة .
زهرة ....عايز منى إيه تانى يا عباس ؟
خلاص مفيش نصيب ودور على وحدة تانى تضحك عليها .
عباس بمكر.......وحدة تانى ايه يا بت ؟
ده أنتِ بس اللى فى القلب وأنا مقدرش أعيش من غيرك .
زهرة .....كداب .
وأكيد قولت الكلام ده لكتير قبلى ، وسمعتك سبقاك عشان كده ابويا رفضك .
بعد اذنك متكلمنيش تانى ، سلام .
عباس......استنى بس يا زهرتى ،مش كده .
زهرة...هتقول ايه يعنى ؟ خلاص انتهى .
عباس ....بس أنا بحبك ، وحاسس كمان إنك بتحبينى ولى بيحب حد مفروض يكون واثق فيه وميصدقش اى كلمة كده من ناس حاقدة عليه ومش عايزة يشوفونى سعيد ، ناس مفترية منهم لله .
زهرة.....يعنى الكلام اللى قالوه عليك ده مش صحيح .
عباس ...لا مش صحيح ، احلفلك بإيه ثم رفع كفيه قائلا.........طيب والعشرة دول ، كدابين ومفيش فى القلب إلا أنتِ يا جميل .
( لا يجوز الحلف بغير الله )
ابتسمت زهرة ورق قلبها له مرة أخرى ، فقد أعماها حبه عن إدارك الحقيقة لتقع فى براثين حبه بإرادتها .
عباس....ايوه كده ، أضحكى خلى الدنيا تنور من جديد .
زهرة .....طيب والعمل مع ابويا ،راسه وألف سيف ، ما يقبل الجوازة دى .
عباس بمكر....زى مهو حر ، إحنا حرين برده وعارفين مصلحتنا وحبنا اهم من اى حد .
زهرة....يعنى ايه ؟
عباس ....يعنى تلمى هدومك وأول ما ابوكِ وأمك يروحوا فى النوم ، تنزلى هتلاقينى واقف مستنيكِ قدام بيتكم .
اتسعت عين زهرة وفتحت فمها ببلاهة قائلة ...يا مصيبتى .
عايزنى أهرب من بيت ابويا يا عباس .
عباس....مهما السبب ، أنا جيت من الباب لكن ابوك ِ
رفض .
ويستحيل اقدر أعيش من غيرك يا زهرتى .
إلا لو أنتِ تقدرى خلاص ، خليكِ فى حضن أبوكِ.
سلام يا زهرة ثم اصطنع المغادرة لإنه يعلم إنه تعشقه ولن تستطيع أن تبتعد عنه .
وقفت زهرة لثوانى فدمعت عينيها وشعرت إنها لن تستطيع تحمل فراق عباس .
فقامت بالنداء عليه قائلة ..استنى بس يا عباس .
فالتفت عباس بمكر قائلا...كنت حاسس إنك شريانى زى منا شريكى ومش هتبعينى .
فابتسمت زهرة ... ،فضحك عباس قائلا..يا دين النبى.
..............
عاد مجدى لمنزله ثم ولج لغرفة سهام ليطمئن عليها
ولكنها عندما رأته أشاحت بوجهها عنه .
فكز على أسنانه بغيظ من مقابلته له بهذا الشكل .
ثم أقترب وجلس بجانبها على الفراش ولمس وجهها بيديه لتعيره الأنتباه .
مجدى.......ماله الجميل زعلان ومكشر ، وأنا اللى قولت اكيد وحشتك وهتطيرى من الفرحة لما شوفتينى .
سهام........توحشنى لما احس إنى مش بهون عليك يا مجدى .
مجدى بعتاب...تهونى عليه ، إيه الكلام الكبير ده ؟
ومن امتى بتهونى عليه يا سهام ؟؟
أنتِ عارفة انى اكتر واحدة فى الدنيا بشترى خاطرها .
سهام......امال تسمى إيه غيابك عن البيت كل يوم والتانى غير الظروف اللى احنا فيها ومحتاجينك معانا .
سواء بسبب مرضى أو خطوبة ركان .
فمتعض وجه مجدى. ..وعايزانى أعمل إيه يعنى عشان خاطر ابنك أسيب الشغل اللى ورايا عشان خاطره وأقعد أدادى فيه ، أظن كفاية اوى اللى عملته عشانه .
أحسن تربية أحسن مدارس وقفت جمبه فى الشغل ، غير جوازة مكنش يحلم بيها ، وهصرف فيها دم قلبى .
عايزة إيه تانى يا سهام اعمله معاه ، ده أنا لو أبوه الحقيقى مكنش هيعمل كده .
زفرت سهام بقهر .....أنت إيه بالظبط ، مصمم ديما تفكرنى بغلطة زمان ليه ؟؟
أظن شكرت صنيع سيادتك وسترك عليه ، وصدقتك لما قولتلى إنى عمرى ماهسقط فى نظرك ورفضت انى أنزل الجنين وقولتلى كفاية أنه منك وهتعتبره ابنك .
فليه أتغيرت يا مجدى ؟ ليه مش بتراعى شعورى ؟
ليه بتعامل ركان بالقسوة دى وهو ملهوش أى ذنب فى اللى حصل ؟
ده حتى المثل بيقول ....
فوقف مجدى غاضبا....يعنى انتِ من كلمة بتنسى كل اللى عملته ،يعنى مليش حق أنفس عن نفسى شوية ؟
عن حبى وحقى فيكِ ، كان نفسى أنا اكون اول واحد لمس قلبك ولمسك ، كل مبتتخيل إنك كنتِ معاه بموت فى كل لحظة بس كنت بحاول إنى مظهرش ليكِ ده عشان إحساسك.
انهمرت الدموع من عين سهام وبصوت منبوح .....والله كان غصب عنى ، وقلبى مش بإيدى وفوقت للأسف متأخر وحسيت ساعتها بالندم وإنى كنت غلطانة وكرهته وكرهت نفسى.
ولما أتجوزنا حبيتك بجد يا مجدى يمكن اكتر ما أنت كمان حبتنى.
حبيتك عشان شوفت فيك الحنان والاحتواء وقد إيه كنت راجل ووقفت معايا فى محنتى .
فأرجوك يا مجدى ترجع زى مكنت معايا ، عشان قلبى مش مطمن وحاسة إنك اتغيرت .
فارتبك مجدى وتلعثم قائلا...متغيرتش ولا حاجة ، دى اوهام من دماغك .
وبعد إذنك هدخل اخد شاور عشان عايز أنام ،بكرة يومنا طويل ، ربنا يعديه على خير .
وابنك يشرفنا قدام الناس .
ثم تركها وولج للمرحاض ليغتسل ،ولكن قلبه يؤنبه على تصرفاته ولكنه يقنع نفسه بما فعله .
فهى مريضة منذ سنوات وهو يحتاج لمن يسكن إليها ويبث مشاعره التى افتقدها معها لمرضها .
سهام.....يا ترى إيه اللى غيرك يا مجدى ؟؟
.....................
جلال....الووووو يا حتوم .
حاتم....بخير وزى الفل .
جلال....مش ملاحظ أن ريم مبتجيش الكلية .
حاتم....تيجى ولا متجيش ،مش فارقة معايا ، هى خلاص خدت وقتها معايا وانتهت .
خلينا نشوف صيد جديد .
جلال بضحكة شيطانية ... ايه يا ابنى ، أنت مبتضيعش وقتك خالص كده ، مولعها على طول.
حاتم....إيه ده انت بتنوء ولا إيه ؟
جلال.......لا ابدا بحسد بس .
بس قولى ....مش خايف من ريم ولى ممكن تعمله ، هى برده مش سهلة ، وأبوها واخواتها ليهم وضعهم برده .
حاتم بسخرية.....أعلى ما فى خيرهم يعملوه ، أنا مضحكتش عليها ولا خدتها غصب ، هى اللى جتلى لغاية عندى وبرضاها.
ولو بس شوفت منهم حركة كده ولا كده بإشارة من بابى ، هيروحوا ولا الشمس .
جلال....يا جامد .
الله يسهلو يا عمنا .
..........
رن هاتف ريم فنظرت للشاشة فوجدته كريم فإتنهدت بألم قائلة......كريم .
يارتنى كنت سمعت كلامك ، ياريت عينى شفتك من الأول وقلبى حبك لكن للأسف كنت شايفة نفسى زيادة وحاسه إنى أستاهل أحسن واحد فى الدنيا وينقلنى لمستوى أحسن .
وللأسف بدل مايرفعنى لفوق ،نزلنى لسابع أرض وخسرت نفسى وخسرت حبك الطاهر ليه .
كريم.......ردى يا ريم ،طمنينى عليكِ .
ثم أعاد الاتصال مرة أخرى .
فاضطرت ريم للأستجابة بصوت حزين.....اهلا يا كريم .
كريم ....أخيرا رديتى.
ريم ...معلش كنت نايمة .
كريم ...اسف إنى صحيتك بس كنت عايز أطمن عليكِ .
ريم.....ولا يهمك ،وإنا بخير .
كريم....أنتِ متأكدة ؟ مش عايز أضغط عليكِ بس قلبى حاسس بيكِ يا ريم .
فانفجرت ريم فى البكاء ثم صرخت .....كريم أرجوك
إنسانى ، صدقنى أنا مستهلكش ، وأنت تستاهل حد أحسن منى .
كريم....أنتِ بتقولى إيه يا ريم ، أنااااا.
ريم.....خلاص معدتش ينفع ، وأسفة هقفل دلوقتى عشان تعبانة .ثم أغلقت الخط .
لتبكى بمرارة مرة أخرى ،فى هذه اللحظة كان مرت مكة تمام غرفتها فسمعتها تبكى فانقبض قلبها وخصوصا عندما سمعت رنين هاتفها الذى لا يتوقف ولكنها لا تستجيب .
فطرقت الباب .
ريم...مجففة دموعها بيديها .....مين ؟
مكة.....أنا مكة .
ريم.....ياه البنت دى بتيجى فى وقتها أنا فعلا محتاجها .
فتابعت ""' أدخلى يا مكة.
فابتسمت مكة ثم ولجت إليها .
ابتسمت ريم بوهن مصطنع قائلة...تعالى يا مكة .
فجلست مكة بجانبها وضعت يدها على يدها وربتت عليها بحنو .
مكة...عامله ايه دلوقتى ؟
ثم رن هاتف ريم مرة أخرى من كريم ، فنظرت له ريم بآسى وتركته يرن
مكة...ليه مش بتردى عليه ؟ شكله بيحبك بجد بدال مش بيمل من تكرار الأتصال ، ومتأكد كمان إنك سامعه ومش بتردى .
ريم بقهر....ايوه ، بس أنا مستهلش قلبه .
ثم بكت فضمتها مكة إلى صدرها بحنو قائلة....بدال بتقولى كده معناه أن كمان قلبك طيب بس شكله أتجرح اووى من واحد ميستهلش ، فليه تضيعى واحد يستاهل عشان واحد تانى ميستهلش دمعة وحدة من عيونك الحلوة دى.
ثم ابعدتها مكة برفق ، لتمسح عبراتها بطرف أصابعها .
لتتابع ""
أنتِ غالية اوى وتستاهلى واحد يشيلك فى عنيه .
ريم....بس أنا رخصت نفسى وغلطت .
مكة...كلنا بنغلط بس عندنا رب غفور رحيم ، مستنيكِ وبيناديكِ عشان ترجعيله .
ريم ....ربنا ، أنا اه مسلمة ومؤمنة بالله والرسول ، لكن أنا مش عارفة حاجة عن دينى ، ولا عارفة حاجة عن ربنا .
كلمينى عنه يا مكة ، أنا محتاجه اوى .
فدمعت عين مكة وبدئت حديثها عن الله .
لازم تعرفى صفاته عز وجل عشان تحبيه فاسمعينى .
هو الرحيم يمد حبال رحمته كل وقت، رحمته وسعت كل شئ، وأي شيء
هو الفتاح الذي يفتح لك كل الأبواب، وأعقد الأبواب، وأعظم الأبواب حتى ماظنناه جهلًا منا أنه لن يفتح، يسير عليه أنه يفتح إن شاء هو ب "كن" !
وهو القدير الرزاق وكريم جواد على عباده
وهو الكافي تنامى مهمومة وهو يكفيكِ همك
الشهيد الله هو الذي يشهد على سرّك وجهرك
وهو الحفيظ: يحفظك وينجيك من المخاوف
وهو المحسن وهو علام الغيوب،
وهو الوكيل الذي لايضيع من وكله، ولا يخذل من لاذ به
هو الله جابر المنكسرين معطي السائلين وحشاه أن يرد سائلا .
انهمرت دموع ريم قائلة بصوت منبوح من البكاء ...ياه ربنا فيه كل الصفات الحلوة دى وكريم اوى كده وليه إحنا طيب بعيد عنه ؟
ثم تابعت ريم ""
وربنا اللى قلك ألبسى اللبس ده والحجاب صح ؟
مكة .....ايوه ربنا أمرنا بالحجاب والصلاه والصوم فى رمضان والحج والزكاة .
ريم.......أهو أنا معرفش حاجة غير إحنا بنصوم فى رمضان بس .
ممكن تعلمينى الصلاة ، ولو لبست حجاب زيك كده ، تفتكرى ربنا هيحبنى وهينجدنى من اللى أنا فيه ده؟؟
ابتسمت مكة لبراءة ريم قائلة .....اه طبعا حبيبتى.
ربنا بيقول من تقرب إلى باعا تقربت إليه ذراعا
يعنى كل متقربى من ربنا خطوة هو يقرب منك اكتر.
ريم....يعنى تفتكرى هيسامحنى على الغلطة الكبيرة اللى عملتها
مكة ....اه ربنا غفور رحيم ، مهما عملتى وتوبتى هيغفرلك ده وعد ربانى.
( قل يا عبادى الذى اسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ، إن الله يغفر الذنوب جميعا )
ريم بلوم لنفسها ...بس أنا مش هسامح نفسى ابدا.
مكة .....ليه كده ؟؟
ريم ...هقولك يمكن تقدرى تريحينى .
أما كريم فقد حدث نفسه ....ريم حبيبتى ، أنا حاسس إنك واقعة فى مشكلة كبيرة ، أنا عمرى ماشفتك بالضعف ده بالعكس على طول كنتِ قوية .
وبرده حاسس إن حاتم ليه دخل فى الموضوع ده .
بس لو أعرف هو عمل إيه ؟
أنا مش هسيبه أبدا ؟؟
............
خرجت مكة من غرفة ريم بعد أن أفصحت لها عن ما حدث ، فوضعت يدها على قلبها من الألم الذى أصابها من حديثها متسائلة .....كيف يخدع الناس بعضهم باسم الحب هكذا ؟ ألا يخافون من الله لهذه الدرجة ؟
ألم يعلموا أن الله مطلع على سرهم ونجواهم .
وكما فعل سيفعل به ، فالديان لا يموت .
ولكن لم يكن بوسعها شىء سوى أن تطيب خاطرها ، فما حدث قد حدث ،والأن عليها أن تعود إلى الله وهو وحده من سيجبر كسرها .
ودعت لها الله أن يرزقها من يحبها بحق ويغفل عن تلك الذلة ويستر عليها أمرها .
وبينما هى متجهة لغرفتها وجدت ركان كعادته يعود مخمورا ويترنح حتى يصل لغرفته .
فيرمى بنفسه على الفراش بكامل ملابسه حتى حذائه .
فولجت لغرفته والدموع فى عينيها وهى ترى الإنسان الذى أحبته على تلك الحالة المزرية .
فأقتربت منه قائلة....ليه بتعمل كده فى نفسك يا ركان ؟
حرام عليك صحتك ، وأنت كمان مش بتقول قوى وعنيد ، ليه بتخلى الشيطان يتغلب عليك كده ؟
هتخسر نفسك ودينك ، ففوق قبل متندم .
فقام لها ركان كالثور الهائج ونظر لها بحدة قائلاً....وأنتِ مالك بيه ؟
روحى انصحى حبيب القلب أيمن .
ووفرى نصايحك ليه ، أنا مش هتغير .
واتغير ليه وعشان مين ؟
ثم تنهد بألم ...خلينى أنسى أفضل.
واطلعى يلا بره ، عايز أنام عشان أصحى فايق ، ده بكره فرحى وهيكون أسعد يوم فى حياتى مع الإنسانة اللى بحبها .
شعرت مكة بكلماته كأنها خنجر صوب نحو قلبها فأصابها بمقتل ،فما كان منها إلى أن أسرعت راكضة من أمامه والدموع فى عينيها .
مكة......وحشتينى اوى يا امى ، أنا اتعذبت من بعدك أكتر ،ياريت كنتِ موجودة على الأقل كنتِ تخدينى فى حضنك وتخففى عليه شوية العذاب اللى أنا فيه ده .
أنا حتى مش عارفه أزورك ، ولا أعرف دفنوكِ فين ؟
ركان قال ...دفنوكِ فى مقابر الصدقة ، بس لازم اعرف منه فين واجيلك عشان وحشتينى اوى يا حبيبتى .
لتنفجر مكة فى الدموع بعدها قائلة ...يارب هون يارب هون .
تقدم ركان نحو باب غرفته وأغلقه بقوه ، ثم أخذ يضرب رأسه بالباب صارخا....ليه ليه بيعملوا فينا كده ؟
اه يا مكة لو تعرفى قد ايه بحبك ، بس غصب عنى
غصب عنى ، ولازم أعمل كده عشان تكرهينى .
مش قادر أشوف عنيكِ بتتألم ، لازم تنسينى.
...............
عامر لـ لوالده ....الله على طعامة المحشى من ايد الست لطيفة ..
صراحة الست لطيفة دى ، لطيفة فى كل حاجة .
ذوق وشيك ومش باين عليها سنها خالص ووحدانية ، بتصعب عليه اوى.
فنظر خالد لـ عامر بمكر قائلا....قصدك ايه ، منا عرفك بتلمح لحاجة .
فضحك عامر......أحبك وأنت فهمنى.
يعنى نخلى زيتنا فى دقيقنا ونفتح الشفتين على بعض وتيجى تونسك خالتى لطيفة.
خالد...مفيش فايدة فيك يا ولد .
عامر....اه ، قولت ايه ؟ عايز أفرح بيك يا حبيبى .
فضحك خالد ...هو مين اللى يفرح بمين ؟؟
عامر....مش فارقة ، أبدء أنت وأنت هحصلك .
خالد ...بس تفتكر هتوافق ؟؟
فوقف عامر صائحا....اوبا ، شكلك وقعت يا حاج فى المحشى ،قصدى لطيفة .
خالد ....اختشى يا ولد .
..................
وفى الصباح
تسلل رياض إلى المطبخ بعد تأكده من انشغال دادة إكرام مع والدته .
فوقف وراء ظهر كرميلا بدون أن تشعر به لإتشغالها بغسل الأوانى .
لتتفاجى به يدندن قائلا "
يا حلو صبح يا حلو طل
يا حلو صبح نهارنا فل .
فنفخت كرميلا فى ملابسها بفزع قائلة ...بسم الله الرحمن الرحيم.
أنت بتطلع امتى ومنين ؟
رياض.....بطلع من هدومى لما الحلو مطنشنى ومهتم بالمواعين أكتر منى .
يارتنى طبق تلمسيه بإيديكِ الحلوين دول .
كرميلا بخجل.....وبعدين معاك يا سى رياض .
رياض...وبعدين معاكِ أنتِ ، حسى بقلبى الملهلب ونفسى فى كلمة ولا نظرة ولا لمسه عشان تطفيه .
تنهدت كرميلا ....على فكره كده غلط ،ولو سمحت يلا أطلع برا عشان اشوف شغلى .
رياض....بتطردينى يا كرملتى ، اهون عليكِ .
بعد قضيتى على قلبى بحبك ، طيب صلحى غلطتك واجوزينى .
فشهقت كرميلا ونظرت له بعتاب قائلة......أنت بتستهزء بيه ، أكمنى يعنى خدامة عندكم .
وبتضحك عليه ، وأنا عارفة كويس أن ده لا يمكن يحصل .
فأرجوك سبنى فى حالى يا بن الناس ، أنا مش ناقصة كسرة قلب .
رياض ...ومين قلك إنى بضحك عليكِ ، أنا فعلا عايز أجوزك على سنة الله ورسوله .
فجحظت عين كرميلا وفتحت فمها ببلاهة .
رياض ......شكلك لسه مش مصدقانى .
على العموم هفهمك كل حاجة بالتفصيل ، بس مش هنا ، لما اقابلك بره البيت .
ثم أمسك بكيس كان يخفيه وراء ظهره ، وأعطاه لها قائلا....أتفضلى اميرتى فستانك ، عايزك النهاردة تكونى أميرة .
كرميلا......أنا مش عارفة أقول إيه ؟
خايفة اكون بحلم واصحى على كابوس.
ثم سمع رياض صوت إكرام ،فخرج سريعا من المطبخ .
فأغمضت كرميلا عينها بألم قائلة....أنت جريت عشان خايف تشوفك بتكلمنى ،امال بتقول هنجوز إزاى ؟؟؟
يتبع...
لقراءة الحلقة الثامنة عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا
نرشح لك رواية لاجلك احيا بقلم اميرة مدحت
تعليقات
إرسال تعليق