رواية أنين مكة الحلقة السادسة عشر 16 بقلم شيماء سعيد
رواية أنين مكة الحلقة السادسة عشر 16 بقلم شيماء سعيد |
رواية أنين مكة الحلقة السادسة عشر 16 بقلم شيماء سعيد
زهرة متوسلة ببكاء إلى عباس ....رميت بنتنا فين يا عباس ؟؟
أنطق وريحنى وطفى النار اللى جوايا .
عباس بسخرية....أنتِ شكلك ولية نكد .
هتعملى بيها ايه ؟ معندك غيرها .
زهرة بلوم وعتاب.....أنت معندكش قلب ، ضحكت عليه ويعالم عملت فى مين تانى غيرى كده ؟؟
حسبى الله ونعم الوكيل فيك .
عباس بنفاذ صبر.....بقولك ايه ؟ كلامك ده ملهوش عازة ولا هيقدم ولا هيأخر .
عايزة بنتك روحى دورى عليها فى دار الأيتام بتاعة جليم ،أنا حطتها قدام الباب هناك من سبعتاشر سنة واستنيت لغاية مسمعوا صوتها وهى بتعيط ، فطلعت وحدة ست كبيرة ، سمعتها بتقول يا عينى ، ومين رماكِ كده ؟
وجت وحدة تانية من جوه قلتلها فى إيه يا سامية ؟
راحت قيلالها لقيت العيلة دى على الباب .
فقلتلها ...طب أدخلى بيها جوه ، ونعرضها على مديرة الدار ؟
فتابع عباس .....فأنتِ روحى وأسئلى على الست سامية لو لسه موجودة هتدلك عليها .
زهرة بغضب.....وجالك قلب ترمى بنتك كده وتسبها ؟؟
ويعالم الست دى لسه عايشة ولا ميتة ولو حتى لسه عايشة هتفتكر بعد السنين دى كلها .
عباس....مليش فيه ، أنا قولتلك الخلاصة وياريت مشفوش سحنتك تانى ، يلا مع ألف سلامة .
فغادرت زهرة وقلبها يعتصر من الألم على فلذة كبدها التى كان مصيرها دار ايتام بالرغم من أن والديها على قيد الحياة .
زهرة بآسى ....سامحينى يا بنتى غصب عنى ، أنا السبب فى لى حصلك ، يارتنى كنت سمعت كلام ابويا الله يرحمه وممشتش ورا قلبى .
لما راح سئل عليه وعرف إنه يوم شغال وعشرة لأ ، و مش ثابت فى شغلانة معينة .
غير أن سمعته وحشة بسبب إنه كل يوم يشوفوه مع وحدة شكل .
ولما جه البيت تانى بعد يومين زى ما بابا قاله
قابله بابا وقاله كل شىء نصيب ومعندناش بنات للجواز .
ساعتها كنت عبيطة ومش فاهمة حاجة ،و حسيت كأن بابا حكم عليه بالموت ، ومكنتش عارفة أعمل إيه ؟؟ وانا بحبه والحب عامى عينيه عن عيوبه دى كلها .
...............
قامت سهام بالنداء على مكة ...فأتت لها مسرعة .
مكة بقلق....خير يا هانم ، حضرتك كويسة ؟
حاسه بإيه ؟
تعجبت سهام من قلقها الظاهر على وجهها عليها وهى لا تعرفها فتسائلت ...هل هى نقية القلب لهذه الدرجة ؟
سهام ...متقلقيش يا مكة انا كويسة ، أنا عايزاكِ تساعدينى ألبس هنعدى على المحامى عشان هقابل المشترى بتاع الأرض وبعديها هنروح الأتيليه نشوف فستان مناسب لخطوبة ركان وأعملى حسابك أنتِ كمان فى حاجة مناسبة .
فشحب وجه مكة
وأمسكت مكة برأسها فقد شعرت بالدوار ، فأى اخبار متعلقة بخطبة ركان تنزل عليها كالصاعقة ولكنها تحاول جاهدة الثبات حتى لا ينكشف أمرها .
لاحظت سهام شحوب وجهها فسئلتها....مالك يا مكة ؟
لو تعبانة مش هتقدرى تنزلى معايا خلاص هاخد دادة إكرام .
مكة بغصة مريرة....لا يا هانم أنا بخير ، وهروح مع حضرتك .
سهام......طيب أجهزى أنتِ الأول وبعدين تعالى ساعدينى .
طأطأت مكة رأسها قائلة بإنكسار .... حاضر يا هانم .
تسائلت سهام عن ريم بقولها ......معقول يا ريم من امبارح متجيش تشوفى أمك عاملة ايه ؟
ياما نفسى تيجى وتترمى فى حضنى وأحس إنك بنتى ، بس للأسف مش عارفه قلبك طالع جامد لمين ؟
أكيد لأبوكِ اللى مش عارفه ماله اليومين دول ؟؟
كل شوية يقول هبات فى مأمورية للشغل .
حاسة من ساعة ماتعبت وهو متغير ، اه بحس فى عينيه بالزعل عليه ، بس فيه حاجة متغيرة ومش عارفه هى إيه ؟
قلبى بيقولى كده ، وإحساس الست مننا عمره ما يكدب .
ثم تابعت ***
هروح أنا اطمن عليها عشان وحشتنى .
بخطوات متثاقلة متعبة ذهبت سهام لغرفة ابنتها ، ثم ولجت إليها لتجدها تضم ركبتيها على صدرها ومنكسة الرأس .
سهام بذعر ....ريم ، مالك يا حبيبتى قعدة كده ؟
وليه مرحتيش الكلية النهاردة ؟
إرتبكت ريم عند رؤية والدتها وجففت دموعها بسرعة ولكن اثار جفونها المنتفخة من البكاء مازال موجود .
ريم بألم.......مفيش يا مامى أنا بس تعبانة شوية ومقدرتش اروح الكلية.
اقتربت سهام منها لتدفق فى ملامحها فتعجبت فهذه أول مرة ترى ابنتها بهذا الشحوب وعينيها المنتفخة من البكاء .
سهام....أنتِ كنتِ بتعيطى يا ريم ؟
ريم بتلعثم.. أنا لا لا هعيط ليه ؟
سهام...عنيكِ بتقول كده .
ريم .....لا بس عشان مصدعة شوية .
سهام.....طيب قومى خدى شاور ،واكيد هتهدى شوية وتعالى معانا الأتليه عشان تختارى فستان لخطوبة اخوكِ بكرة ، أنتِ ناسية ؟
ريم....اه اه ،بس أنا حاسة إنى مش قادرة انزل .
فخلينى معلش اكلم مدام صافى تبعتلى الموديلات على الواتس واللى يعجبنى تبعته ليه هنا .
هى عارفة مقاسى مظبوط .
سهام......ولو كنت عايزاكِ تخرجى يمكن تغيرى جو وتنسى التعب بس زى ما تحبى ماشى .
ثم تركتها سهام تتجرع أقسى لحظات الندم على ما جنت به على نفسها .
ولا تدرى ما تفعل ؟؟؟
ولجت سهام لغرفتها فوجدت مكة فى إنتظارها .
ولاحظت مكة وجوم وجه سهام حزنا على ابنتها ، فحدثتها بقولها "'
مالك يا هانم ،حصل حاجة ؟
وشك باين عليه الزعل ؟ وده وحش على صحة حضرتك ..
سهام ...مفيش بنتى بس مش عارفة ملها , كانت على طول مرحة والضحكة مش بتفرقها ، لكن من امبارح وهى قافلة عليها اوضتها وبتقول تعبانة لكن قلبى حاسس إن فيها حاجة ومخبية عليه .
مكة.....تحبى حضرتك أدخل اكلم معاها ؟
سهام ...بس أنا عارفة بنتى عنيدة ومش بتكلم مع اى حد بسهولة .
مكة بابتسامتها المعهودة...خلينى أحاول يمكن .
سهام ....ياريت تكلم معاكِ ، أنتِ إنسانة طيبة يا مكة وبتمنى فعلا ريم تكون زيك فى بعض السلوكيات .
مكة......هى اكيد أحسن منى يا هانم وبعد إذنك هروح أتكلم معاها دقايق وأجى لحضرتك .
سهام....أتفضلى ويارب تتطمنينى عليها .
............
طرقت مكة باب غرفة ريم ،فتمعض وجهها قائلة....وبعدين بقه ميسبونى فى الهم اللى أنا فيه مش عايزة أشوف حد .
فطرقت مكة مرة أخرى لتجيبها ريم ....مين ؟
مكة بصوت رخيم....تسمحيلى ادخل يا آنسة ريم .
ريم ...مين ؟
مكة....أنا ممرضة والدتك ( مكة ) .
ريم ...وعايزة منى إيه ؟
أنا عايزة أنام ومش فايقة .
مكة....مش هاخد من وقتك اكتر من دقيقتين .
ريم بزفرة غضب....طيب أدخلى خلصينى.
تنهدت مكة وذكرت الله ودعت أن يشرحها صدرها لها .
فولجت مكة ورأتها فتاة جميلة الوجه ولكن ذابلة فايقنت أن الأمر ورائه حب أتبعه خذلان ، فالخذلان هو سبب كل إنطفاء .
نظرت لها ريم بتوجس قائلة بحدة....نعم عايزة إيه ؟
فأقتربت منها مكة وانحنت بجذعها لها ومسحت على شعرها بحنان قائلة....مش عايزة حاجة غير إنى كنت عايزة أطمن على ست البنات .
وأقول أن دموعك غالية اوى ، ويوم متنزل تنزل على حد يستاهل .
ريم بقهر.....خلاص معدتش ينفع .
لتدخل فى نوبة بكاء أخرى ، فضمتها مكة لصدرها واخذت تتلو بعض آيات القرآن على رأسها حتى سكنت روحها بعض الشىء وأغمضت عينيها لتذهب فى نوم عميق لم تراه عينيها منذ الأمس .
شعرت مكة بأنفاسها المتصاعدة وتأكدت من نومها ، فأرجعتها بلطف على فراشها ودثرتها بالغطاء بحنان .
ثم اطفئت النور وغادرت الغرفة مع الدعاء لها أن تسكن روحها وتهدىء .
وبينما كانت تتجه لغرفة سهام سمعت صوت رياض من المطبخ يتهامس مع كرميلا .
رياض بمداعبة..
..ماله الجميل تقلان عليه من غير ولا نظرة ولا كلمة ، اهون عليه ؟
كرميلا بخجل.....وبعدين معاك يا سى رياض ، ميصحش كده ، حد يشوفك فى معايا فى المطبخ يقول ايه ؟
رياض.....يقول عطشان وعايز ارتوى من نهر حبك يا كرملتى .
كرميلا...
..مش قولنا مينفعش ، أنت مش ليه وأنا مش ليك صدقنى ، فلمهوش لزمة العذاب ده .
فلمعت عين مكة بالدموع هامسة....عندك حق ، فعلا عذاب على الفاضى .
رياض....أنتِ مزهقتيش من الكلمتين دول ، وأنا بقولك خليها على الله .
وبقولك ما تيجى نزوغ ، اعملى نفسك هتشترى طلبات للبيت ونتقابل تحت ، عايز أجبلك فستان حلو زيك تحضرى بيه فرح ركان .
عشان تكونى سندريلا .
كرميلا.... سندريلا !
عشان ارجع تانى بعد الساعة اتناشر خدامة .
الله يسئك يا سى رياض ، أبعد عنى وخلينى خدامة على طول افضل .
قضب رياض جبينه قائلا ""
برده يا كرميلا مش عايزة تدينى فرصة .
كرميلا بحزن.....صدقنى مينفعش .
رياض.....بس طيب خلينى أجبلك الفستان .
كرميلا....لا أنا مش هروح الفرح ، هقعد هنا لوحدى.
رياض...لا مش هأمن عليكِ لوحدك ، لازم تيجى وهشتريلك الفستان حتى لو مش عايزة تيجى معايا .
ثم غادرها مدندنا بصوت شجى سمعته مكة .
انت فعلاً حبيبى ولا لأ
انت قلبك دارى بى ولا لأ
انت فرحى وهنايا ولا جرحى وشقايا
ولا ايه حكايتك ايه؟
رأته مكة فوقفت أمامه لتحدثه بقولها .
مكة ... ماشاءالله يا سيادة الملازم صوتك جميل اوى .
ولو جربته فى القرآن هيكون أحلى وأحلى .
رياض بإندهاش ....ميرسى يا مكة .
وفعلا أنا مجربتش صوتى فى القرآن ومش عارف اصلا البيت ده فيه مصحف ولا لأ ؟؟
فشهقت مكة مردفة ....معقول بيت مسلم ميكونش فيه كتاب ربنا .
رياض.....مش عارف ، إحنا متربناش على كده ، وعايشين عادى زى اى حد .
بس لما ساعات بنزل الشارع واسمع صوت القران فى اى محل بصوت جميل للشيخ بيهز قلبى ،بس صراحة مش عارف هو بيقرئه إزاى كده ؟
بحس زى ميكون بيغنى .
مكة......دى حاجة أسمها التجويد ليها قواعد بتتعلمها وساعتها هتعرف تقرء زى الشيخ بالظبط .
قال رسول الله صل الله عليه وسلم{ ما أذن الله لشيئ كإذنه لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به } وحديث { ليس منا من لم يتغن بالقرآن يجهر به }
مكة......وممكن نجرب دلوقتى ، أقولك اية وتحاول تقلدها .
رياض ....ماشى قولى يا حاجة مكة .
فقرئت عليه مكة قول الله تعالى من سورة مريم
كهيعص ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا
أبتسم رياض لصوتها العذب الذى مس قلبه ثم حاول أن يقلد تلاوتها .
فأداها على اجمل ما يكون حتى إنه دمعت عيناه وهو يرتلها .
رياض......إيه ده سحر ولا إيه ؟
مكة......فعلا القران ليه سحر عجيب بيلمس القلوب .
رياض....لا أنا فعلا هشترى مصحف من بكرة وهسمع يوتيوب لأى شيخ وهقلده لغاية متعلم .
فابتسمت مكة وحمدت الله أن جعلها بابا للخير ثم شردت فى ركان ودعت أن يهدى الله قلبه هو الأخر .
إنتبهت مكة لصوت سهام تقوم بالنداء عليها فأسرعت لها .
سهام.....ها طمنينى عملتى إيه مع ريم ؟
مكة.... متقلقيش هى دلوقتى نامت فعلا ، عشان شكل عيونها منمتش من امبارح وأكيد لما تقوم هتكون أحسن بإذن الله .
سهام...ياريت أنا عايزاها بكرة فى الفرح وردة مفتحة .
فأغمضت عينيها مكة بألم ، فكيف لها أن تتحمل ركان مع غيرها ، وودت أن ترفض الذهاب ولكن بما ستعلل رفضها ؟
فدعت الله أن يلهمها الصبر .
...........
توجهت سهام ومكة للمحامى الذى كان فى إنتظارهم على أحر من الجمر .
وعندما وصلا رحب بهم بمبالغة ولم يرفع طرفه عن مكة حتى أن سهام لاحظت ذلك فابتسمت.
أيمن بترحاب ....نورتينا يا آنسة مكة ، المكتب حصله البركة والله .
مكة بخجل دون النظر إليه ....شكرا.
سهام........إيه يا متر مش هتقولنا أتفضلوا ولا هتفضل واقفين كده ومسهم كتير .
ايمن بحرج....لا إزاى طبعا ، أتفضلوا ، أنا آسف والله .
ودقائق وهيوصل المشترى حالا عشان عارف وقت حضرتك ضيق .
ثم جاء اتصال من ركان لها .
سهام....ايوه يا حبيبى ، أنا بخير.
ركان.......أنا قلقت عليكِ لما ملقتكيش فى البيت.
سهام...أنا عند المحامى ومكة معايا متقلقش .
ركان....طيب أنا هاجى عشان اطمن عليكِ وأوصلكم ، ثم أغلق الخط .
أيمن.. ...وحضرتك يا آنسة مكة منين فى اسكندرية ولو تسمحيلى اقلك يا مكة بس .
سهام....عادى يا متر ، هى مكة إنسانة ظريفة وطيبة ، بلاش تكليف .
ايمن.....فعلا إنسانة جميلة ولطيفة .
وفى هذا الوقت ولج ركان إليهم وسمع اعجاب ايمن بمكة ونظراته إليها وابتسامته .
فدبت الغيرة فى قلبه وغلت الدماء فى عروقه ، وتجهم وجهه قائلا بغضب واضح على ملامحه ........أنا مش عارف هى قعدة شغل ولا قعدة غزل يا متر ؟؟
فارتعدت أوصال مكة واحمر وجهها خجلا ووقفت وهمت أن تغادر .
فاستوقفها قائلا بصرامة...على فين حضرتك ؟
مكة بارتعاش....هستنى الهانم برا .
ركان......تعالى معايا اوصلك العربية ، قدامى .
تعجبت سهام من موقف ركان واتسعت عينيها بإندهاش ولكن تابعت قائلة ...ها يا متر حضرت العقود .
حمم ايمن بحرج ...اه اه يا هانم .
بس يعنى كنت عايز افاتح حضرتك فى موضوع الاول .
سهام ...خير يا متر ؟؟
....
فتح ركان باب السيارة ثم قال بسخرية ...أتفضلى يا جميلة ويا لطيفة .
وياعالم كان بيقول ايه كمان وأنا مش موجود يا حاجة مكة .
كزت مكة على أسنانها بغيظ وزفرت بضيق....لو سمحت التزم حدودك فى الكلام ومتتهمنيش كده بدون سبب.
ركان...اتهام ، ده أنا شوفت بعينى ، كان فاضل يقولك بحبك يا هانم .
مكة...وأنا ذنبى إيه ؟
ركان ..ذنبك إنك سامعة وساكتة ومبتسمة يعنى مبسوطة من كلامه .
مكة بنفى...أنااااااااا .
ركان ...امال أنا .
على العموم مش عايز وشك يظهر قدام البنى آدم ده تانى .
لو عرفتى إنه جى البيت تروحى على اوضتك على طول ، ولو ماما طلبت منك تروحى متروحيش .
فوجد والدته من ورائه تقول بحدة..أنت أتجننت يا ركان ، عايزها متسمعش كلامى ،وعشان إيه النرفزة دى كلها ، تقدر تفهمنى ؟؟
تلعثم ركان ولم يجد ما يبرر به موقفه ، فاسترسل قائلا بعد أن تعرق وجهه "'
يا امى أنا مش قصدى ، بس أنا مش مستريح للمحامى ده .
سهام....تقدر تقولى ليه ؟
ركان.......يعنى شكله مش فالح غير فى التسبيل ومش شايف شغله كويس .
سهام....
...عيب الكلام ده ، وهو راجل قصده شريف .
وكلمنى بصراحة إنه عايز ....؟
فدق قلب ركان وشعر بالأختناق حتى إنه فتح زرار قميصه .
أما مكة فوضعت يدها على قلبها واصابها الذعر مما توقعت قوله من سهام .
لتكمل سهام وهى توزع نظراتها بين الأثنين وترى علامات القلق على وجوههم .
....عايز يجوزها على سنة الله ورسوله .
ركان .....لااااا
سهام ...بتقول ايه يا سيادة النقيب.
تلعثمت كلمات ركان قائلا .....قصدى يعنى على طول كده عشان شافها مرة ولا مرتين.
سهام.......واحنا مالنا هو ارتحلها وفى الاخر الرئيى ليها .
ها قولتى إيه يا مكة ؟؟؟
فنكست مكة رأسها ولمعت الدموع فى عينيها .
فكيف تقول إنها لا تريد سوى ركان ، ولكن ما باليد حيلة ، غلبتنا الظروف وهو لم يدافع عن حبه بأى شكل من الأشكال وتركها فريسة لهم .
سهام بمكر.......بيقولوا السكوت علامة الرضا، مبروك يا مكة وأيمن إنسان كويس .
فنظر لها ركان بقهر .....وود لو أن اختطفها بعيدا ، وصاح بأعلى صوته ...هى ليه أنا ويستحيل تكون لغيرى .
سهام...
ها هتوصلنا ولا هتفضل كده واقف كتير ، يلا عشان كمان بعد متوصلنا تروح لخطيبتك .
فأغمض ركان عينيه وتنهد بألم ثم استقل سيارته بهم ولم ينطق بشىء طوال الطريق حتى كاد ينفجر .
وبينما توقف ركان بسبب إشارة فى الطريق وقفت بجانبهم سيارة أخرى .
لينطق قائدها باسم حكمت معقول .
فنظرت له مكة وحدثت نفسها...أنا حاسة إن شوفت الراجل ده قبل كده يا ترى فين ؟
وهو عرف اسم امى إزاى ؟
عامر......حكمت مين يا بابا ، مرات عمى ؟
بس دى شابة صغيرة .
خالد....شبهها اوى وكأنها هى اللى سبتها من عشرين سنة .
عامر...
..يخلق من الشبه اربعين يا بابا ، وان شاء الله نعتر فيهم قريب .
ثم انطلقت سيارة ركان مسرعة ، ليضرب خالد رأسه ، أنا حاسس إن دى مكة بنتها أنا مش متذكر اوى أنا اخر مرة شوفتها كان عندها تلت سنين .
ياريت كنت كلمتها وسئلتها هى فعلا مكة .
بس للاسف ملحقتش .
عامر.....وممكن تكون مش هى يا بابا .
ثم أمسك عامر برأسه .
خالد بقلق........مالك يا حبيبى ؟؟
الصداع رجعلك تانى ولا إيه ؟؟
أنت لازم تكشف ، مينفعش كده .
وأنا شايف مستشفى أهى قدمنا ، انزل تعال نكشف .
عامر....مش مستهلة يا بابا ،شوية صداع وهياخدوا وقتهم ويروحوا .
وكمان الست لطيفة وعدانا النهاردة بحلة محشى تمام يا عم خالد.
فتلون وجه خالد قائلا...ايه يا عم دى يا ولد ؟
اتحشم.
بس أنت متأكد إنها قالت عاملة محشى ؟؟
عامر بضحك...اه .
حرك خالد لسانه بتلذذ.....مش عارف الواحد ليه حس فجأة كده بالجوع ؟؟
بس مش وقته برده .
........لا لازم تكشف وأطمن عليك .
اتفضل أركن يلا فى اى مكان .
عامر.....والمحشى ؟
خالد ....نصبر مش مشكلة .
فاستمع عامر لكلام أبيه وولج معه لتلك المستشفي.
وكانت عنان فى صف التمريض تتحدث مع زميلاتها وتضحك .
فوقعت عينيها على عامر ، فنكزت زميلتها هدى قائلة.......بصى يا بت يا هدهد الواد المز ده ،،ده شكله نضيف اوى ، إيه اللى دخله للمستشفى الكحيانة دى ؟؟
هدى بضحك......كويس أن مكة مش معانا كانت سمعتك كلمتين فى جنابك .
عنان.......تصورى البت دى وحشانى اوى يا ترى ، عاملة ايه مع الباشا ؟
هدى...مش بتتصلى بيها ؟
عنان.......لا بكسف بس هى وعدتنى إنها تتصل بيه لما تلاقى فرصة .
وبينما هى تتحدث حتى أقترب منها عامر قائلا.......لو سمحتى يا آنسة ؟
فنظرت عنان يمينا ويسارا ثم أشارت على نفسها قائلة ....
..انااااااا حضرتك بتكلمنى أنا يا فندم .
أبتسم عامر فشهقت عنان وهمست........لا مش قد الضحكة دى أنا .
يخربيت حلاوتك يا شيخ .
حمحم عامر قائلا....حضرتك بتقولى إيه ؟
فضحكت عنان.......حضرتى كمان والله كتر خيرك .
عامر.......لو سمحتى هو فين قسم المخ والأعصاب .
عنان......اعصابى أنا اللى باظت يا ناس .
ليمسك عامر مرة أخرى برأسه ويتألم ...لتجز عنان على أسنانها .....لا مش معقول العسل ده تعبان ، اصمله على دماغك الحلوة يا اخويا .
عنان......سلامة حضرتك ، تعال معايا وأنا هدخلك للدكتور على طول من كشف ولا انتظار عشان خاطر عيونك بس يا محترم .
فأخرج عامر من بنطاله بعض المال ليعطيها لها جراء مساعدته له ولكنها قضبت جبينها قائلة.
....لا يا باشا ، أنا هدخلك لعيونك الحلوة يوه قصدى عشان شيفاك تعبان مش عشان حاجة تانية .
فأعجب عامر بكلماتها وشعر فيها بصدق حزنها عليه .
كما اعجب بضحكتها وهامساتها الساخرة .
وبالفعل أدخلته عند الطبيب ، وبالكشف شك الطبيب فى شىء ولكنه لم يصرح به .
الطبيب.......قبل ما قول حاجة لازم حضرتك تعملى الأشعة دى الاول .
فانقبض قلب عنان عليه وكأنه تعرفه منذ سنوات .
.......
وفى جانب آخر كان هناك اللواء مجدى الزيات فى إحدى الشقق السكنية .
فيفى بحدة ..... مانتش ماشى يا مجدى دلوقتى ، لسه بدرى .
مجدى.......معلش يا فيفى ، أنا عندك من امبارح وومينفعش ابات تانى .
بكرة فرح ركان وعندى استعدادات كتير عايزة اعملها .
فيفى........استعدادات !
ولا أقول إن الهانم بتاعتك وحشتك ومش قادر على بعدها.
ماانا عارفة إنها هى الأساس وأنا اخر وحدة تفكر فيها .
مجدى...ليه بس تقولى كده يا حبيبتى ؟
فيفى .....حبيبتك بإمارة إيه ؟؟
ده انت بتهتم بلى اسمه ايه ده ركان .
واسمه يعنى مش من صلبك وصارف عليه هم ميتلم
ومش عارف تكتب حاجه لعيالك الصغيرين عشان الزمن .
مجدى..
..يووووه أنتِ كل شوية تفكرينى بالموضوع ده نفسى أنساه ؟؟؟!!!.
فضحكت فيفى بمكر ، لأنها دوما تعرف الوتر الحساس لديه ؟؟
فمن تلك الماكرة ؟؟؟
وكيف سيكون حال مكة فى خطوبة ركان ؟
وكيف سيكون هذا الحفل ؟؟
هل سينتهى بسلام ؟
يتبع...
لقراءة الحلقة السابعة عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا
نرشح لك رواية لاجلك احيا بقلم اميرة مدحت
تعليقات
إرسال تعليق