رواية أنين مكة الحلقة الخامسة عشر 15 بقلم شيماء سعيد
رواية أنين مكة الحلقة الخامسة عشر 15 بقلم شيماء سعيد |
رواية أنين مكة الحلقة الخامسة عشر 15 بقلم شيماء سعيد
انتظرت على أحر من الجمر ( زهرة ) معشوقها عباس يأتى لخطبتها كما وعدها .
حتى حل المساء فسمعت صوت طرق على الباب .
زهرة برجاء .......يارب يكون هو .
فتح والد زهرة الباب فوجد شاب غريب فتسائل ......مين حضرتك ؟
عباس........محسبوك عباس خليل .
والد زهرة ......خير يا عباس يا خليل ؟
تصنع عباس الحرج قائلا ........خير ان شاء الله ، أنا كنت لمحت بنتكم وهى طالعة من المدرسة وصراحة عجبنى أدبها وأخلاقها فوقعت فى قلبى .
وقولت يا واد يا عباس هى دى الزوجة الصالحة اللى بتتمناها ، فهوب جيت جرى أطلب القرب .
والد زهرة ببشاشة وجه .....اتفضل يا ابنى جوه ،نتكلم براحتنا .
فولج عباس مصطنع الخجل وعندما جلس بدء يعرف عن نفسه وأنه يعمل فى إحدى المطابع ولديه شقة والديه فى المرسى ابن العباس ،يقطن بها بمفرده بعد أن توفاهم الله ، ولذا يريد من تونس وحدته .
ثم تابع ""
ها قولت ايه يا عمى ؟
والد زهرة ......قولت كل خير يا ابنى ، على كل حال مش هينفع طبعا أرد عليك دلوقتى ، لازم ناخد وقتنا .
فإن شاءالله تشرفنا بعد يومين كده ، أكون شاورت الجماعة .
زاغت عين عباس يمينا وشمالا قائلا....براحتك يا عمى ، شورهم زى ما أنت عايز ، بس طيب مش هشوف عروستنا ولا إيه ؟؟؟
تمعض وجه والد زهرة قائلا.......أظن أنت شفتها خلاص وعرفها فتستنى رئينا الأول بالموافقة وساعتها تقدر تشوفها وتكلم معاها كمان .
عباس محدث نفسه بنفور ......من اولها كده تحكم وقلبان وش ،شكلى مش هعمر كتير معاهم ، أنا بحب الفرفشة .
ثم أستأذن عباس للمغادرة .
فأسرعت زهرة لغرفتها بعد أن كانت تختلس السمع لحواره مع أبيها .
شعرت زهرة بالخوف والقلق من حديث أباها فأردفت .....ربنا يستر وميجيش تانى عباس ، منه عارفة ابويا وطبعه يطفش .
قام بعد ذلك والد زهرة بالنداء على زوجته .
والدة زهرة........نعم يا ابوزهرة .
خير يا خويا ،ومين الضيف اللى جه ده ومشى بسرعة كده وملحقتش أقدمله حاجة يشربها .
والد زهرة........أقعدى يا ام زهرة عايزك ..
والدة زهرة....وادى قعدة خير يا خويا ؟
والد زهرة......الضيف كان شاب ، طالب ايد زهرة ، بيقول شافها وهى خارجة من المدرسة .
والدة زهرة ببشاشة وجه...يا منته كريم يارب ، عريس .
ألف بركة ، ده يوم المنى لما نفرح بالبنت اللى حلتنا.
والد زهرة.......مهى عشان اللى حيلتنا ، مش هنرميها لأى حد يخبط على الباب كده .
فلازم أسئل عليه كويس اوى ونعرف أصله وفصله ، عشان منرجعش نندم ونقول ياريت .
والدة زهرة....عداك العيب يا خويا ، وربنا يكتب اللى فيه الخير ويسعدها يارب ونشوف عيالها.
والد زهرة.....يارب ، دى امنيتى قبل ما أقابل وجه كريم .
والدة زهرة...متقولش كده يا اخويا ، هتعيش لغاية متجوز عيالها كمان
....................
أستافقت دلال على صورة ركان وكرميلا بين أحضانه لتشتعل نار الغيرة فى قلبها أكثر وأكثر .
فبحثت بعينيها حولها لكى ترى اى شىء تقذفهما به .
فلمحت سلاحه الميرى الذى قد وضعه على المقعد حينما كان يصارع شحاته .
فالتقطته سريعا وصوبته نحوهما و ضغطت على الزناد إستعدادا لإطلاق النار .
ولكن فى تلك اللحظة رن جرس الباب فالتفت ركان ليجدها مصوبة النار إليهما فنكس رأسه سريعا هو وكرميلا لتفادى الطلقة لتستقر فى رأس شحاتة الذى كان من خلفه فصرخ صرخة مدوية هزت أركان المكان ثم لفظ أنفاسه وسقط قتيلا .
ففزعت دلال وأصابتها حالة هيسترية ، فركضت على إثرها نحو الشرفة ثم ألقت بنفسها منها حتى سمع دوى لصرختها أفزع كل المحيطين بها .
لتنهار بعدها كرميلا بين يدى ركان من هول ما رأت وسمعت ، فحملها بين يديه ، ونزل بها سريعا إلى سيارته فوجد الناس متجمعين حول دلال .
ولكنه لم يهتم وانطلق مسرعا بـ كرميلا ولكنه أبلغ الشرطة عما حدث ليخلى مسئوليته بعد قتل شحاته .
ثم أتصل بأخيه ليباغته رياض بقوله النابع من قلب محب ..
ها لقتها صح ، طمنى ، طيب هى معاك ، كويسة ، طيب خلينى اسمع صوتها ؟؟
أنت مش بترد ليه اوعى تكون ملقتهاش ؟
ركان بضحكة ممزوجة بقهر ...أنت ادتنى فرصة حتى أقولك حاجة ؟
رياض......طيب خلاص سكت أهو ، قول أنا سمعك
ركان......هى معايا اهى بس رايح بيها المستشفى .
رياض بقلق.........ليه مالها ؟
اوعى تقول إنها حصلها حاجة ، المجرم اللى خطفها عمل فيها حاجة ؟
ركان.......اصبر بس عليه ، هى كويسة بس شكلها بس هو الخوف والموقف كان صعب عليها وده أثر عليها ، فأنا هخدها هطمن بس .
رياض.....طيب هتروح فين وأنا هحصلك ؟
ركان.......مستشفى الصخر فيكتوريا .
رياض.......تمام ،دقايق وأكون عندك .
فأغلق ركان الخط وتسائل...كيف هى حوريته ( مكة ) الأن ؟
كيف ستتقابل أعينهما من جديد بعد أن علمت بأمر خطبته وأن طريق الوصول له أصبح مستحيلا .
لذا قرر أن ينسيها حبه حتى لا تتألم ، فيكفى ما بها من ألم ، ولا يريد أن يرى إنكسارا فى عينيها مجددا .
فكان خطته أن يظهر الحب لخطيبته أمامها ويسىء معاملتها بعض الشىء حتى تكرهه ، فيطيب جرحها سريعا .
ولكن هيهات فمن أحب بصدق ، لا يعرف قلبه الكره أبدا مهما صدر من معشوقه .
وستكون أفعاله تلك كالسهام التى ستدمى قلبها .
فأى عذاب هذا أصاب العاشقان ( مكة &ركان ) .
وهل هذه هى نهاية ذلك الحب الطاهر ؟
ليقطع شروده إتصال من ابيه يعنفه .
مجدى بصوت حاد منفعل .....أنت فين يا سيادة النقيب المغامر بنفسك عشان حتة شغالة لا راحت ولا جت ؟؟
ركان بحرج.........بابا أناااااا.
مجدى........مفيش كلام وحسابى معاك بعدين .
واسمعنى كويس هقولك ايه ؟
دلوقتى حالا تروح لخطيبتك ، هى مستنياك وتخدها وتنزل تجيب دعاوى الفرح من القاعة وتروح بيها عند اللواء المحافظ ابوها فى مكتبه وتديله العدد الخاص بيه وسكرتير مكتبه هيقدمها للناس اللى عايزهم يشرفوه فى الفرح .
سمعت أنا قولت ايه ؟ ولا أعيد تانى ؟
تنهد ركان بقهر قائلا......سمعت ،حاضر وهنفذ .
مجدى ....تمام وبعدين هتجيلى مكتبى تجبلى حوالى عشر دعوات والباقى هتديهم لوالدتك تصرف .
ركان ...حاضر ، اى أوامر تانية .
مجدى بسخرية...ايوه _ عايزك ظريف كده مع خطيبتك زى ما أنت ظريف على الأشكال اللى بتعرفهم ، ولا فكرنى نايم على ودانى ومش عارف سيادتك بتهبب إيه من ورايا ،بس كنت ساكت لغاية ما تتلم وتجوز .
بس من الوقت ده تنسى كل حاجة كنت بتعملها ، وإلا هيكون ليك رادع كبير .
ابتلع ركان ريقه بصعوبة قبل أن يجيبه قائلا....ممكن أسئل حضرتك سؤال ؟
مجدى ....ولو أنى مش فاضى ، بس أتفضل ؟
ركان والدموع بدئت تتلألأ فى عينيه ....هو حضرتك ليه بتعاملنى بالأسلوب ده ؟ دون عن أخواتى .
صمت مجدى للحظة قبل أن يجيبه بفظاظة...عشان أنت مفروض الكبير العاقل وعارف مصلحتك بس للأسف خيبت ظنى فيك .
سلام ، ثم أغلق الخط فى وجهه .
لتبدء عبرات ركان فى الإنحدار على وجهه ، ثم شعر بيد حانية قد وصلت إلى وجنتيه تمسح عنهما العبرات .
فنظر ركان متألما لتلك اليد التى مسحت دموعها ( يد كرميلا التى استافقت ) ولكنه لم يتكلم .
فباغتته كرميلا بقولها ......رب الخير لا يأتى إلا بالخير .
متزعلش يا باشا ، هو أكيد عايز مصلحتك فاسمع كلامه ، ثم انهمرت دموعها هى الأخرى قائلة بصوت منبوح.......ياريت أنا كان عندى أب وأم يقولولى أعملى ده ومتعمليش ده .
العيلة نعمة كبيرة يا باشا ، مبيعرفش قيمتها غير اللى اتحرم منها .
فمعلش أصبر على الباشا الكبير وأعرف وأتأكد أن ربنا لو كاتب لك حاجة هتنولها رغم إنك شايف إنها مستحيلة بس هو ربنا سبحانه وتعالى هو رب المستحيل فقول يارب بس وسبها تيجى زى ما ربنا سبحانه وتعالى عايز .
شعر ركان بعد كلام تلك الفتاة الصغيرة ( كرميلا ) براحة وكأنها أطفئت النار المشتعلة بين جمبيه .
فابتسم لها قائلا......أنتِ شكلك زيها ، منين بتجيبوا الكلام ده ، رغم حياتكم الصعبة ؟
فابتسمت كرميلا بعين دامعة مردفة....مهو اللى زى حالتنا يا باشا ملهوش غير ربنا ، فبيتعلق بيه وبيرمى حموله عليه .
بس قولى هى مين اللى أنا زيها وعينيك كده لمعت ليه ؟
ركان بإبتسامة ...هتعرفيها لما نرجع البيت ،وشكلكلوا هتكونوا أصحاب لإنكم متفقين فى حجات كتير ، بس عايز منك طلب .
كرميلا.......أؤمرنى يا باشا ، أنت ليك جميل عليه عمرى ماهنساه .
ركان ....عايزك تقفى جمبها اليومين الجايين دول بالذات ، لأنهم هيكونوا اصعب ايام حياتها ، وتهونى عليها بكلامك الحلو ده .
فتمتمت كرميلا....لا أنت شكلك وقعت فعلا فى الحب بجد يا باشا ، بس برده للأسف شكله حب ملهوش حظ .
للتتنهد بألم ....زيى كده أنا ورياض .
ربنا يتولانا برحمته ويكتب لنا مخرج من عنده .
وصل ركان امام المشفى فوجد رياض فى إنتظاره .
أبتسم ركان على وصوله قبلهم وكأن قلبه قد طار به .
ركان مبتسما لرؤية رياض.......كويس رياض أهو ، هسيبك معاه يدخلك تكشفى وتتطمنى على نفسك.
وأنا امرى لله هروح أقضى المشواير اللى بابا طلبها .
كرميلا ......ربنا معاك يا باشا .
ثم وجدت من فتح لها باب السيارة ومد لها يده وعينيه تبوح بما عجز عنه لسانه .
فاحمرت وجنتيها خجلا من نظراته إليها وخفق قلبها .
رياض بمداعبة.....ها هتعرفى تنزلى لوحدك ولا أشيلك ؟
ركان بضحك.......خف يا حضرة الملازم .
رياض......السمع والطاعة يا باشا .
المهم لما ادخل بيها المستشفى اكشف أقولهم إيه ؟
بتعانى من مرض الخطف وحالتها صعبه .
انفجر ركان ضاحكا حتى دمعت عيناه قائلا .....لا أنت اللى حالتك صعبة .
أنا ماشى قبل ميجرالى حاجة واتصرفوا انتوا مع بعض .
رياض.......ماشى بتخلع يعنى .
وهو كذلك ، يلا يا بنتى ، نشحت قصدى نكشف .
بس قوليلى هو أنهو حتة بتوجعك ؟ فين الواوه .
فابتسمت كرميلا ليطير عقل رياض قائلا ....بس بس انا عرفت دلوقتى هنكشف إيه ؟
وهدفع تذكرتين كمان .
كرميلا...هنكشف إيه ؟
رياض....قلب ، واحتمال لو ضحكتى تانى .
اكشف صدر عشان ضحكتك دى هتسببلى ذبحة صدرية .
وممكن كمان نكشف رمد عشان حاسس إنى مبقتش أشوف غيرك فى الدنيا .
كرميلا بزفير حار ....سى رياض أنا لو أى وحدة تانية فى مكانى سمعت الكلام الحلو ده ، كان زمانى هكون أسعد وحدة فى الدنيا .
بس أنا يمكن اه صغيرة بس الدنيا كبرتنى بدرى .
فربنا يخليك احفظ مقامتنا .
خليك انت فى العالى وخلينى أنا فى مكانى .
زى ماقوتلك صعب تخدنى ليك وأنا مقدرش أخليك تنزلى .
تجاهل رياض كل كلماتها قائلا بحب ...بس تصورى إنك وحشتينى .
لتشهق كرميلا مردفة...أنت سمعت أنا كنت بقول إيه ؟
رياض.....اه ودانى سمعت ، لكن قلبى لا .
وأنا بحب قلبى وبسمع كلامه .
كرميلا ...حتى لو هيغرقك ؟
رياض......لو كل الغرق حلو كده زيك ، موافق .
وبصى اللى أنا شايفه ، إنك مش محتاجة مستشفى ، أنتِ مهستكة وعايزة تتنفخى ههه قصدى تملى التنك وهتبقى تمام .
فتعالى اغذيكِ سنجوتشين كبدة بالردة تمام ،
هيخلوا الدموية تجرى فى خدودك .
فضحكت كرميلا ليستغيث رياض....ياربى لما القمر يطلع بالنهار .
ويلا بيننا عشان أنا جوعت عشان لو صبرت اكتر من كده مش هلاقى غيرك أكله هم هم .
فأمسك رياض بيديها ولكنها ابعدتها عنه بخجل قائلة ....وبعدين كده ما يصحش .
رياض....لا يصح عشان هنعدى السكة ، وهخاف عليكِ .
فأمسك بيديها عنوة ثم أسرع بها نحو طريق البحر .
فتخللت رائحته المميزة صدورهم .
كرميلا......الله ريحة البحر حلوة اوى .
رياض....فعلا فى الشتا بتكون مميزة ومعاكِ بتكون أحلى كتير .
ثم وقف أمامها وبدء فى الغناء بصوته النادى .
احضن الايام معايه يا حبيبي
ايدك هاتها في اديه وعينيك سبها في عنيه
وتعال انا و انت ننسى عذابنا ننسى تعبنا لسى ايامنا الحلوه جايه.
الدنيا يا عمري وحده حنعشها مره وحده
انا عايزك تبقى جمبي جوه قلبي شاري حبي ومعايه مش عليه.
آه لو كان بايدي كنت اخطف من الليالي نجم السما اللي عالي
واجيبهولك هديه .
فدمعت عين كرميلا ، فمسح رياض بأطراف أنامله عبراتها قائلا....اه لو بإيدى أمسح حزن الدنيا كله عنك .
كرميلا.......خايفة بعد مأعيش معاك فى الجنة ،يرمونى للنار .
تنهد رياض بقهر.....سبيها على الله .
وطمنينى بس عليكِ ، حد مسك من المجرمين دول .
نكست كرميلا رأسها بحزن وانهمرت دموعها كالشلال .
فقبض رياض على يديه بقوة وغضب قائلا....يعنى حصل اللى كنت خايف منه ، ثم لمس وجهها ورفعه إليه قائلا....بصيلى قوليلى إنه محصلش .
كرميلا بصوت منبوح من البكاء...هو محصلش مع اللى خطفنى .
جحظت عين رياض ثم أردف...امال حصل إزاى وامتى فهمينى ؟؟
كرميلا بصوت منبوح من البكاء .....حصل بسبب اللى كانت السبب فى خطفى ، غصب عنى صدقنى يا رياض .
ثم بدئت تقص عليه ما حدث منذ أن أخذتها دلال من دار الأيتام إلى لحظتها معه الأن .
لتنهار بعدها كرميلا من البكاء فضمها لرياض لصدره ليهدء من روعها .
رياض بقهر ....خلاص إهدى وانسى كل حاجة حصلت زمان وفكرى فى إنى بحبك يا كرملتى .
ابتعدت عنه كرميلا مردفة...ومفكرتش أنت ، مصير الحب ده ايه ؟
ليه عايز تتعب نفسك وتتعبنى معاك وتخلينى أعيش اوهام .
أنت من طينة تانية خالص ، صدقنى مينفعش مينفعش .
رياض.......طينة وهباب إيه بس ؟
أنا جعان وأنتِ جعانة يبقى احنا واحد بشر ، واللى بيجرى فى عروقك وعروقى دم مش أنتِ دم وأنا كركرديه.
فضحكت كرميلا مردفة....مفيش فايدة فيك ، بتقلبها ضحك برده .
رياض....أنا لو معملتش كده هموت ، فأرجوكِ خلينا نعيش اللحظة وخلى الباقى لربنا يمكن منعرفش .
كرميلا....ونعم بالله .
رياض.....طيب يلا بينا ناكل .
كرميلا.....يلا .
وبعد حين من الوقت عاد بها مرة أخرى إلى المنزل بعد أن أقتبس شىء يسير من السعادة ولكن بمجرد وولوجهم للمنزل عادا كالأغراب فأى ألم هذا ؟؟؟
استقبلتها دادة إكرام بالرحيب الشديد والأحضان .
إكرام بشاشة وجه.....حمد لله على السلامة يا بنتى ، أنا كنت هتجن عليكِ وكنت خايفة يكون حصلك حاجة .
طمنينى عليكِ أنت بخير ؟
حد عملك حاجة من المجرمين دول ؟
كرميلا .....متقلقيش أنا بخير الحمد لله .
وركان باشا ربنا يكرمه انقذنى فى الوقت المناسب .
رياض.....معلش يا كرميلا ، أدخلى سلمى على ماما ولو سمعتى كلمة كده ولا كده منها أستحملى عشان خاطرى .
اومئت كرميلا برأسها بالموافقة ، ثم ولجت إلى غرفة سهام التى استقبلتها بنفور قائلة......أنتِ رجعتى ؟
يا ترى فيه إيه وراكِ عشان يحصل كده ؟
نكست كرميلا رأسها بحزن وتجمعت العبرات فى عينيها ولكن ما خفف عنها هو يد ربتت على كتفها بحنو .
فنظرت لمن ربتت عليها فوجدتها تلك الفتاة التى حدثها عنها ركان .
وبالفعل رأت فى عينيها لمعة حب مختلفة وقذف الله فى قلبها حبها من أول وهله ، فابتسمت لها كرميلا .
فتبدلت مشاعر الغيرة التى كانت تكنها لها مكة بمشاعر حب لتلك الفتاة المغلوب على أمرها .
التى ذكرتها بنفسها .
فأصبحوا من تلك اللحظة صديقتين مقربتين .
سهام بتكبر .......على العموم ، روحى دلوقتى شوفى شغلك .
ولما يجيلى ركان ، هشوف الموضوع ده .
كرميلا بحزن دفين .......الله يعافيكِ يا ست هانم ، بس والله أنا يتيمة ومليش اى حد فى الدنيا غيركم .
ومفيش حاجة ورايا.
و كل اللى حصل ده كان غصب عنى .
زفرت سهام بضيق قائلة........أنتِ هتحكيلى قصة حياتك ، أنجرى يلا على المطبخ ، مش عايزة كتر كلام .
تنهدت كرميلا بغصة مريرة ثم غادرت والقهر يملئ جوفها حتى كادت تختنق .
.........
زفر ركان بضيق قائلا....صبرنى يارب على مشوار عروسة المولد بتاعتى ، شاهيناز .
حيث أنتظرها كثيرا فى سيارته حتى وجدها أمامه ترتدى بنطال من الجينز به عدة فتحات من الأمام ، ومن أعلاه قميص ضيق يحدد مفاتنها وإذا انحنت بجذعها ظهر جسدها منه .
شاهيناز بدلال من نافذة السيارة....هاى بيبى .
منزلتش ليه تفتحلى الباب .
ركان بضيق ...وأفتحلك ليه ؟
أيديكِ وجعاكِ ولا حاجة ؟؟
شاهى ......نووو بس ده إتكيت يا كوكو ولازم تتعلمه .
هى مامى قلتلى أن حياتكم عملية كتير ، شور أنا فاهمة ده .
بس لازم برده تاخد بالك من الحجات الصغيرة دى ، عشان صورتى قدام أصحابى .
ركان.......أنا مش بغير نفسى عشان الناس .
ده ميهمنيش ، ولما احب أتغير هغير عشان أنا عايز ده ، مش عشان حد .
فزفرت شاهى بضيق وفتحت هى باب السيارة وجلست بجانبه .
فنظر لها ركان بنفور قائلا ....إيه الشبابيك اللى فتحاها فى بنطلونك دى ؟
أنتِ مش حاسة إن الجو برد ، مش خايفة حتى على صحتك تخدى برد .
شاهى....دى الموضة ،حتى لو بردانه ، كفايه احساسى إنى شيك هيدفينى .
قطب ركان جبينه وحدث نفسه .....احساسك ،هو أنتِ بتحسى من أساسه .
يلا هى جوازة طين من أولها .
ثم اتجه بها إلى القاعة كما أمره والده ، وترك الحديث لها مع القائمين فى برنامج حفل الخطوبة تحاورهم وتناقشهم وولكنها اعترضت كثيرا جدا على اختياراتهم حتى شعروا بالملل .
أما هو فكان بينهم بعقله ولكنه بقلبه مع مكة ، يتسائل ما تفعل الأن ؟؟
هل تشتاق له كما يشتاق هو إليها ؟
ولكن عليه أن يخفى هذا كما قرر ويظهر عكس ما يشعر به .
..................
أسدل الليل ستاره على الجميع .
وتوجه كل واحد منهم إلى فراشه أما مكة فمكثت تناجى ربها فى ركعات قيام قبل النوم .
تحدثه عن ما يحزنها وتبكى على سجادتها فإن رفعت رأسها ،رفع الله عنها الحزن .
وبعد الأنتهاء من الصلاة رفعت يديها بالدعاء .
( يارب أنت تعلم ما فى نفسى ولا أعلم ما فى نفسك وأنت علام الغيوب ، إن رئيت فى امرى معه خير فيسرنى له وإن كان شرا فابعده عنى ثم أرضنى به ، فقد فوضت امرى إليك يا ارحم الراحمين ) .
وبينما هى تدعو الله عز وجل سمعت صوت ركان بالخارج فدق قلبها بشدة له .
ولكنها أصابها القلق عندما سمعت شىء سقط بالخارج فأسرعت لترى ما حدث .
فوجدته يترنح ويدندن وقد أوقع زهرية بدون أن يشعر وكاد أن يسقط بسبب ترنحه هذا .
فأصاب قلبها الفزع ، فأسرعت إليه لتقوم بإسناده .
ولكنها تفاجئت به يدفعها بقسوة قائلا ....أنتِ أبعدى عنى ، أنتِ السبب فى اللى بيحصلى .
مكة بإندهاش .....أنااااا ،هو أنا اللى قولتلك أشرب واغضب ربنا ،ليه بس عملت كده ، ليه ؟
فأمسكها ركان بقوة من ذراعها حتى تألمت قائلا.....مش عارفة ليه ؟
عشان أنساكِ ،أنساكِ .
وعايز أكرهك ، ياريت مكنتش شوفتك ، وفضلت على حالى زى الأول ، أنا ركان اللى محدش يقدر يقف قصادى .
تيجى أنتِ وتخلينى كده ، أبعدى مش عايزك قدامى ،امشى ،مش عايز أشوفك .
فاعتصر قلب مكة وانهمرت الدموع من عينيها وأسرعت لغرفتها باكية .
مكة بقهر .....ليه كده يا ركان ؟؟
ليه بتتحول ديما ، ساعات أحس إنك زى الطفل الصغير اللى محتاج احتواء وساعات تكون زى الوحش من غير قلب .
أنا تعبت ومبقتش عارفة أنا ايه باللنسبالك ؟
معقول كل تصرفاتك دى كانت مجرد شفقة وأنا ولا حاجة ؟
وفعلا أنت مش ليه وهتروح لغيرى ؟
طيب ليه طلعتنى من السجن ؟ ليه ؟؟
كان السجن باللنسبالى أحسن من اللى أنا فيه دلوقتى ""
سجن المشاعر والأنكسار والأحتياج )
أما هو فقد ولج لغرفته وارتمى على فراشه ولأول مرة يتسلل الدمع لعينيه .
وما أصعب دموع الرجال فإنها إن دلت تدل على شدة القهر .
....................
فى اليوم التالى
فى كلية الفنون الجميلة كانت عين كريم المحبة تبحث عن ريم فى كل مكان .
كريم مندهشا ....معقول أول مرة ريم تغيب عن محاضرة دكتور نصر لإنه شديد جدا وبيحذر من الغياب .
يا ترى ايه المانع؟
ثم نظر ووجد حاتم يتسامر مع زميلة أخرى ويتبادلان النظرات والضحكات .
كريم بسخرية...أنت إيه مش بتضيع وقت خالص كده .
فينك يا ريم تشوفى الأستاذ اللى فضلتيه عليه ؟
ثم التفت ليجد صديقتها المقربة هيام فاقترب منها وحمحمم بخجل ، لترى هيام فى عينيه شىء
فبادرته بقولها......بتدور على حد ولا إيه يا كريم ؟
كريم بحرج.....هى ريم مش جاية النهاردة ولا إيه ؟
هيام بنظرة شفقة على هذا المحب ...ريم تعبانة شوية ومش هتقدر تيجى .
ظهر الحزن على معالم وجه كريم قائلا ....ملها ، طمنينى عليها ارجوكِ ؟
هيام ....مش عارفه ثم سددت النظر إلى حاتم بحدة ولاحظ كريم نظراتها فأردف قائلا.....أنا حظرتها منه بس للأسف أفتكرت إنى غيران ومصدقتنيش.
هيام.....أنا عارفة كل حاجة يا كريم وعارفة إنك إنسان كويس اوى بس القلب وما يريد .
أنا بس قلقانة ليكون الموضوع اتطور وحصل حاجة كبيرة لإن صوتها مكنش عجبنى ولما كلمتها عليه ، اتفاجئت بتقول ....مش عايزة أسمع أسمه .
فانفعل كريم قائلا .....كده الموضوع فعلا ميطمنش ، بس لو اتأكدت إنه أذاها فى حاجه مش هسيبه .
هيام........لا يا كريم ، أنت مش قده ، وخلينا ننتظر ريم لما ترجع ، يمكن فعلا تعبانة وظننا فى غير محله .
..................
عادت زهرة مرة أخرى لزيارة عباس الذى قد تعافى واقترب موعد خروجه من المشفى .
وعندما رأها أمامه تلون وجهه قائلا بغضب....أنتِ تانى ، إيه اللى جابك ؟؟
مش كانت خالتى ووخالتك واتفرقت الخالات خلاص وكل واحد راح لحاله .
زهرة بتوسل له .......أنا مش عايزة منك حاجة يا عباس غير اعرف بنتى ودتها فين ؟
حرام عليك خدتها وهى كانت لسه حتة لحمة حمرة .
ملحقتش اشبع من حضنها .
وبعدين رمتنى رمية الكلاب بعد مقطعت الورقة اللى بينا .
عباس بضحك .....أنتِ مفروض تشكرينى إنى خلصتك منها ، كانت هتوقف حالك .
وأديكِ بعدى أتجوزتى وخلفتى غيرها ، عايزة إيه تانى ؟؟
زهرة ...عايزة بنتى محدش بينسى ضناه .
عباس بسخرية ......تصورى أنتِ ولية فقرية بصحيح
بس عشان أخلص من زنك ده وتنزلى من على ودانى ومشوفش خلقتك تانى .
هقولك روحى دورى عليها فى دار الأيتام ؟؟؟
يتبع...
لقراءة الحلقة السادسة عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا
نرشح لك رواية لاجلك احيا بقلم اميرة مدحت
تعليقات
إرسال تعليق