رواية زهرة ولكن دميمة كاملة بقلم سلمى محمد
رواية زهرة ولكن دميمة كاملة بقلم سلمى محمد - مدونة نادي الكتاب |
رواية زهرة ولكن دميمة البارت الأول بقلم سلمى محمد
ارتدت اليونفورم الخاص بمقهى الزنبقة السوداء فالمكان يمتاز بالبساطة... لكنه مميز بتقديم أجود أنواع القهوة وواجبات الإفطار المميزة ومن خلال الشبابيك يستطيع الزبائن رؤية البحر ومياه الصافية الممتدة إلي ما لا نهاية، منظر يدعو الي السلام والهدوء الداخلي، نظرت زهرة إلى الخارج تتأمل البحر وامواجه المتلاطمة تنبئ السكان بأن النوة في ذروتها، أخذت نفس عميق تحاول قدر المستطاع استنشاق رائحة البحر المميزة الآتية عبر نسمات الهواء ثم نظرت إلى ساعتها وجدتها الساعة الثامنة، فقد حان موعد فتح المقهى، نظرت حولها فلم ترى بسام وسماح فقد تأخرا كالمعتاد..
زهرة... يازهرة... نادت عليها شهيرة مالكة المكان فهي سيدة عجوز أرملة.. طيبة القلب تعامل زهرة جيدا.. هي الوحيدة التي جعلتها تعمل لديها بعد شهور من عذاب البحث عن وظيفة.. لم تطلب منها مؤهل عالي كباقي الوظائف.. فهي لا تملك سوى شهادة الثانوية العامة
ردت زهرة : نعم يامدام شهيرة
شهيرة: الكافية متحطتش عليه يافطة مفتوح لحد دلوقتي ليه
زهرة أجابتها مترددة : أصل بسام ودعاء لسه مجوش يامدام
ردت عليها بحدة: لما يجي بسام ودعاء خليهم يدخلولي المكتب علطول.. الكافية هنا ليه مواعيد ثابته...مش تكيه سايبه ملهاش حاكم
زهرة ظلت صامتة... لا تعرف ماذا تقول أو تفعل حتى لا تنفعل السيدة شهيرة.. فالانفعال يؤثر بالسلب على صحتها ولما رأت بدأيه احمرار وجهها... قالت مهدئة.. بلاش انفعال عشان صحتك... أنا هروح دلوقتي أحط اليافطة بنفسي ومتضايقيش نفسك
تكلمت شهيرة بغضب:أومال أنا مشغلاه ليه... أنا مش عارفة مستحملاه ليه لحد دلوقتي وهو والزفتة اللي ما تتسمى
ردت عليها زهرة بهدوء: عشان قلبك الطيب
شهيرة : ما هو قلبي الطيب ده هيضيع مني الكافية... الديون اتركمت عليه... والقرض اللي قدمت عليه اترفض..
زهرة :أن شاء الله هتتحل
وضعت شهيرة يديها على رأسها مرة واحدة وأخرجت صوت متألم
سألتها بقلق: مالك
ردت عليها متألمة وهي تحرك رأسها: الصداع جالي تأني
قالت زهرة مترجية : متسكتيش على نفسك اكتر من كده وروحي اكشفي.. الصداع بقا بيجيلك باستمرار لزم تروحي تكشفي
شهيرة : هبقا اروح بعدين...
زهرة :ما هو كل مرة تقوليلي كده وطنشي ومش بتروحي
شهيرة بحدة بسيطة : خلاص يازهرة بقولك بعدين
زهرة لم ترد الضغط عليها :خلاص اللي يريحك... روحي على مكتبك استريحي شوية.. وانا هروح هجبلك كوبايه مية وحاجة للصداع
قبل أن تتركها قالت:متزعليش مني يازهرة لو انفعلت عليكي
ابتسمت لها زهرة ابتسامة حقيقية نابعة من القلب: وأنا عمري ماهزعل منك
بمجرد ذهاب شهيرة... أتجهت زهرة لكي تضع يافطة مفتوح على باب المقهى. وذهبت بعدها مباشرة لكي تعد كوب من القهوة لسيدة شهيرة وعندما خرجت من مكتبها سمعت صوت إغلاق باب المقهى ودخول كلا من بسام وسماح مسرعين..
سماح سألت وهي تتنفس بحدة: إيه الأخبار
أجابتها مترددة: المدام سألت عليكم أنتم الاتنين
بسام سألها بغلظة: وردك كان إيه يابومة
في محاولة ضعيفة منها للأعتراض : أسمي زهرة لو سمحت...وقولت ليها على فكرة أنكم لسه مجتوش وعايزكم عندها في المكتب
ضحك بسخرية ونظر لها بقرف: البومة طلعلها صوت وفين الزهرة دي أنا مش شايف قصادي ايتوها زهرة... أنا كل اللي شايفه بومه بشعر أسود أكرت...
شاركته سماح الضحك : خلاص بقا يابسام مش كل يوم كده هتسمعها نفس الكلمتين... المرة الجاية غير موشح التريقة
اجابها بضحكة عالية : ههههه خلاص هقولها من يوم ورايح يازمل
لمعت عيناها بالدموع: حرام عليكم بلاش تريقة
قال بسام بسخرية: ده طلع الأخ بيحس ياسماح وأنا اللي كنت بحسبه جبلة معندهوش دم
في محاولة بائسة منها للمقاومة وبلهجة تحاول جعلها ثابتة: انا اسمي زهرة
بسام قال باستهزاء: نعم يأخ زهرة
سماح :كفاية يابسام النهاردة ورانا شغل ويدوب نلحق نغير هدومنا قبل مالمدام تسأل علينا تأني
رد عليها بسام بابتسامة : أعمل إيه بس ياسوسو ما هو شكلها إللي بيستفزني
ردت عليه سماح بدلع : هنتأخر كده على الشغل وكفاية لحد كده تأخير بدل مالمدام تخصم لينا من المرتب
بسام :عندك حق ياسوسو يلا بينا
أنصرف كلاهما تاركين زهرة في بؤسها تحاول كبت دموعها والسيطرة على تماسك اعصابها
وبعد ارتداء كل من بسام وسماح الزي الخاص بالمقهى.. توجه كلاهما إلى مكتب السيدة شهيرة
فتح باب المقهى نبئ بقدوم الزبائن... هندمت زهرة ملابسها وثبتت نظارتها ومررت أصابع يديها على شعرها في محاولة يائسة لإرجاع الخصل الشاردة لمكانها الطبيعي... ثم تنفست بعمق وأخرجت زفير تنفسها ببطء وهي تقوم بالعد... واحد... اثنين... ثلاثة
مدت أصابع يديها فوق الطاولة لالتقاط قائمة المقهى وخرجت من مكانها متوجهة للخارج لتخدم الزبون...تسمرت في مكانها تتأمل القادم... فهي لم تعتاد على رؤية هذا النوع من البشر في هذا الكافية المتواضع...هذا النوع الذي تراه على اغلفة مجلات الموضة أو اغلفة أحد الروايات الرومانسية يكون البطل فيها شديد الوسامة لدرجة انك تكلم نفسك قائلا هل هو شخص من لحم ودم موجود في الحقيقة... هل سيأتي اليوم وترى هذا النوع من البشر... لم تصدق زهرة عينيها فقامت بمسح زجاج نظارتها ونظرت لهم مرة أخرى تتأمل كل تفصيلة... مظهرهم يدل على انتمائهم لوسط الاغنياء من طريقة مشيتهم الارستقراطية... من لبسهم فهما يرتديان بدل سوداء شكلها يدل على إنها من أجود وأغلى الأنواع...أحد الرجلين يرتدي نظارة شمسية... يبدو أصغر من الراجل الآخر ببعض سنوات
الراجل الأصغر قال بضيق: الواحد كده هيتأخر... ودي هتكون اول مرة أتأخر على ميعاد صفقة طول حياتي... وضرب بكف يده على الطاولة بعنف
الراجل الاخر قال بنبرة هادئة :اتحكم في غضبك ياأكنان... إحنا في مكان عام... والتأخير شيء غصب عنك وعني... الجو والعاصفة اللي في الشارع هو اللي اجبرنا على التأخير...الهوا كان هو اللي بيحرك العربية دي غير الشجرة اللي وقعت في نص الطريق وسدت الشارع....
رد أكنان بغضب : مش أنا اللي حاجة تقف قصادي وتعطلني عن حاجة عايزه
زاهر بهدوء: ألا الطبيعة دي الحاجة الوحيدة اللي بعيد عن سيطرة القاسي
لم يرد عليه والتزم الصمت...لا يريد الجدال معاه... فهو صديقه المقرب وحارسه الشخصي...فهو بمثابة الأخ الأكبر الذي لم يحظى بيه... زاهر بالنسبة له الحامي والأب الحنون...فهو لم يعرف سواه صديق منذ طفولته... فأسرة زاهر كنت تعمل لدى عائلة نجم...فهو شب على وجود زاهر بجواره دائما والدفاع عنه في كل الأوقات...مر بطفولة قاسية... فكان طفل هذيل الجسد يتعرض للتنمر من عائلته... من زملائه... كان الأغنى بين جميع الأطفال في المدرسة وكان هذا أحد اسباب تنمرهم بالإضافة إلى بنيته الضعيفة...زاهر لم يتركه وعلمه فنون الدفاع عن النفس وممارسة الرياضة منذ أن كان طفل حتى أمتلك بنيه جسدية ضخمة يحسدها عليه العديد من الرجال... وأصبح اليوم الملقب بالقاسي في وسط رجال الأعمال.. فهو لا يعرف الرحمة ابدا مع منافسيه
سأل زاهر مقاطعا صمت أكنان: هتطلب فطار وقهوة ولا قهوة بس
نظر أكنان بقرف للمكان هامسا بغضب مكتوم : أنا قاسي جاه الوقت واقعد في مكان بيئة زي ده
رد أكنان وارتسمت على وجهه شبح ابتسامة: بالعكس المكان بسيط وشيك
قال أكنان بضيق : مش عايز حاجة
هز زاهر أحد كتفيه :براحتك
لم يبالي أكنان بالرد عليه ...أخرج تليفونه وقام بالاتصال بسكرتيرته الخاصة وبمجرد تكلمه في العمل نسى العالم بمن حوله
أقتربت منهم زهرة قائلة بهدوء : طلبات حضراتكم ...ثم ناولت زاهر قائمة المقهى...في عندنا القهوة بجميع أنواعه ....وكمان الفطار اللي تحبه
زاهر وضع القائمة على الطاولة دون النظر فيها: عايز أتنين أسبريسو
ردت زهرة بابتسامة : حاضر يافندم ...دقائق والطلب يكون جاهز وعندك ...الكافية هنا بيقدم أحسن قهوة أسبريسو ...أصل احنا هنا بنعمل البن طازة
أكتفى زاهر بابتسامة مع هزة رأس...لتنصرف بعدها مباشرة متجهة ناحية ماكينة أعداد البن ...لتقوم بطحن حبوب البن تحت أنظار زاهر متتبع طريقة أعدادها المشروب الخاص
وهي تعد القهوة شاهدت دخول فتاتين واضح من ملامحهم أنهم سائحتين كانوا موجودين بالجوار والعاصفة هي السبب في دخولهم ...تمتاز المنطقة بتواجد السياح فيها طول شهور السنة ولكن يندر تواجدهم في فصل الشتاء ...أستغربت زهرة فهي تقريبا المرة الاول ترى سائحتين وبداخل المقهى في هذا الجو العاصف ...ثم لحظت أقترابهم من الراجلين الوسيمين ذو البدل السوداء
(الحوار باللغة الانجليزية)
الفتاة : صباح الخير
مازال أكنان مندمج في مكالمته التليفونية فلم يبالى برفع رأسه
رد زاهر: صباح النور...خير
قالت الفتاة : أسمي جوليا وصحبتي ساندرا...ممكن نقعد معاكم على نفس الترابيزة
عقد بين حواجبه بتركيز: الأماكن الفاضية كتير...أشمعنى هنا
ردت جوليا بابتسامة : عشان الصحبة الحلوة ...ممكن نتعرف
أجابها زاهر بغمزة عين : طبعا ممكن...أسمي زاهر
سألت ساندرا: وصحبك
زاهر قال بضحك:ملكوش دعوة بيه
أنتبه أكنان على صوت ضحك زاهر ...رفع رأسه عن التليفون ثواني ياصافي. ليرى فتاتين بجانب طاولتهم
سأل أكنان بفضول: هو في أيه
زاهر: عايزين يقعدوا معانا
أكنان بضيق : مش وقته يازاهر...انت مشبعتتش من سهرة أمبارح
رد عليه بغمزة عين: أنت اللي أخدت نصيب الاسد من البنات الحلوين ...كفاية دينا المغنية اللي سابت كله وشبكت معاك
أجاب أكنان بثقة :طبعا لزم تكون معايا أنا الالفة بين الكل ...ثم نظر للفتانين قائلا بلهجة قاسية ....مفيش مكان
جوليا رسمت على وجهها أبتسامة وقالت بأصرار: بس في مكان زي مانا شايفة
أكنان بغضب : وأنا بقول مفيش ...هو أنتي غبية مش بتفهمي...أمشي من وشي أنتي وصحبتك
بدل ما أتصرف معاكم بقلة أدب
جوليا قالت بخفوت: أنسان هجمي...يلابينا ياساندرا
ثم أتجهو ناحية طاولة أخرى بعيدة عنهم
بمجرد أنصرافهم رجع الى مكالمة تليفونه مرة أخرى
شاهدت زهرة ابتعاد الفتاتين عن طاولة الوسيمين بملامح غاضبة ....فمن الواضح سماعهم رد لم يعجبهما....أنتهت من أعداد القهوة ووضعته في الفناجين المخصصة للزبائن المميزين....ثم أتجهت الى الطاولة
قالت بابتسامة : الاسبريسو ....متأكدة أنه هينول رضاكم ....لو في أي ملاحظة بخصوص الاسبريسو ....أتمنى من حضرتك تقول عشان نتلافها في المستقبل
أجابها زاهر باختصار: تمام
لتنصرف زهرة محدثة نفسها ....أيه كمية الثلج دي ...كل اللي هان عليه يقولي تمام مش عارف يقول جملة مفيدة... هما الناس الأغنية باين عليهم بخله حتى في الكلام
غزت رائحة مميزة مركز الشم لديه.. رائحة أدمانه ... نعم أدمانه... فالقهوة الاسبريسو كالإدمان بالنسبة له... بدون فنجان قهوته يكون خارج السيطرة وشديد الانفعال.. أنهى مكالمته بدون مقدمات... ليري فنجان قهوة ☕ أمامه مباشره وأيضا فنجان آخر أمام زاهر.. الذي تجاهل نظراته الغاضبة له لعدم تنفيذه أوامره... يعرف أكنان جيدا فهو يبغض من يتجاهل كلامه يجعل أيامه جحيم مع الجميع إلا هو.. ارتشف زاهر عدة رشفات من قهوته قائلا بتلذذ: مش هتندم لو شربت من القهوة... جرب وعلى ضمانتي
قال أكنان بضيق: ماشي يازاهر... لولا غلاوتك عندي مكنتش عديت الموقف ده أبدا
رد زاهر عليه بابتسامة: عارف... جرب القهوة مش هتندم
أمسك أكنان الفنجان فرائحته الذكية اجتذبت حواسه...ارتشف رشفة واحدة واخد يحركها داخل فمه ببطء شديد... ليعلن مركز التذوق داخل فمه احساسه بالمتعة..
زاهر سألها بفضول:ايه رأيك عاجبك صح
رد بلامبالاة :مش بطال... هو يتكلم نظر إلى الخارج.. ليقول مباشرة... يلا بينا الجو شكله اتحسن
وغادر كلاهما بعد ترك فلوس الفاتورة وبقشيش خيالي
بعد خروجهم اقتربت زهرة من الطاولة ووجدت عليها الف جنيه... نظرت إلى المبلغ بصدمة... الف جنيه مرة واحدة.. هذا المبلغ كفيل بتغطية مصاريف البيت لأكثر من اسبوع... أخذت البقشيش ووضعته داخل جيبها... فهي ترتدي دائما ملابس واسعة لتسهل له التحرك براحة وسرعة ولابد من احتوائها على جيوب واسعة لتضع فيها اشيائها الخاصة...لأنها تكره حمل الشنط. بسبب تجربة مرت بيها إصابتها بعقدة نفسية من حملها عند خروجها فاستبدلت الشنطة بالجيوب الموجودة في ملابسها...
بعد الانتهاء من ترتيب الطاولة وأخذ الفناجين الفارغة... نظرت حولها للبحث عن سماح لم تراها... فالمفروض أنها تقوم بمساعدتها...طاولة السائحتين لم يتم أخذ طلباتهم حتى الآن ... ذهبت إليهم زهرة وهي تشعر بالضيق من إهمال سماح لوظيفتها وتحمليها أعباء زيادة بخدمة الزبائن بمفردها.. وبعد أخذها لطلبات وإحضار ما تم طلبه... ذهبت للبحث عنها.. لم تجدها في أي مكان ولكن عندما مرت بغرفة تغيير الملابس.. سمعت تأوهات خافتة من الداخل...وضعت أذنها على الباب في محاولة منها لفهم ما يحدث... فتسرب الشك إلى قلبها... فقامت بفتح الباب مرة واحدة... لترى سماح بين أحضان بسام يرتكبان فعل من المحرمات وضعت زهرة كف يديها على فمها ناظرة لهم برعب.. التفتا إليها الاثنين بصدمة...سماح لم تستطع.. تصرف بسام سريعا... هندم ملابسه ثم أغلق الباب عليهم.. قائلا بأنفاس مضطربة... البسي هدومك بسرعة..
أقترب من زهرة ناظرا له بتهديد : بؤك ده لو اتفتح باللي شوفتيه.. عينيكي مش هتشوف النور فاهمة ولا مش فاهمة...عندما ظلت صامته مسك كلتا كتفيها وهزها بعنف شديد... لدرجة أن رأسها اصطدم بالباب
ردد قائلا بلهجة تحمل تهديد فعلي: بؤك ميتفتحش...ولو كلمة اتقالت هنا ولا هنا باللي شوفتيه... هخلص عليكي... أنطقي
ردت بصوت متقطع من شدة الألم والخوف :مفهوم... مفهوم سبني اخرج
فتح الباب متحدثا بغلظة: أخرجي
بمجرد فتح الباب هرولت مسرعة بعيدا عنه.. ذهبت إلى ركنها الخاص.. وتركت العنان لدموعها... محدثة نفسها... إنتي السبب ايه اللي دخلك... أهو فضولك وقعك مع اللي ميرحمش... طب اعمل ايه دلوقتي... الشغل ومقدرش اسيبه مليش غير المكان هنا وكفاية عليا معاملة الست شهيرة أنا مقدرش اسيبها لوحدها... ومقدرش اقول للمدام على اللي شوفته...بعدين للمصيبة اللي وقعتي فيها نفسك... مفيش غير حل واحد أنك تسكتي وتنسي اللي حصل وكأنك مشوفتيش حاجة
#بقلم_سلمى_محمد
وفي داخل الشركة الفرعية لمجموعة شركاته... بمجرد وضع اول قدم ليه في مدخل الشركة جميع الموظفين وقفو له ترحيبا حتى وصل إلى الطرقة المؤدية لمكتبه الرئيسي.. ليقف أيضا الجميع وكل واحد فيهم يقوم بألقاء السلام... وهو يكتفي بهزة خفيفة من رأسه...وقبل دخوله المكتب لفت انتباه موظفة جديدة ترتدي جيب قصيره وبلوزة تلتصق بجسدها وبمجرد رؤيتها له ابتسمت بإغراء
سأل أكنان : مين دي وأشار بأبهامه تجاهه
قالت الفتاة بابتسامة :أااانا
إنتي تخرسي... حدثها أكنان بقسوة
زاهر رد بهدوء وهو ينظر للفتاة: مساعدة السكرتيرة الجديدة....
أكنان ببرود:تترفد. مش عايز اشوف وشها ثم دلف داخل مكتبه... هو الواحد مش هيرتاح بقا من الأشكال دي
الفتاة بصدمة: ليه هو أنا عملت إيه
زاهر: سمعتي قاسي بيه قال ايه... لمي حاجتك ومع السلامة
قالت له بتوسل : انا معملتش حاجة...مش عايزه اترفد
تحدث بحدة : قدمي استقالتك في شئون العاملين ووشك ميتشفش هنا تاني... دخل هو الاخر إلى مكتب أكنان دون أن يبالى بدموعها وتوسلاتها
بمجرد رؤيته زاهر.. قال له بغضب :مين عين البت اللي برا
رد زاهر : أنا...وقبل ما تقول الكلام اللي انا عارف هتقوله... البنت لما عملت معاها المقابلة مكنتش كده خالص...دي اتحولت لما عرفت انها هتشتغل مساعدة السكرتيرة الخاصة عندك.. كمل كلامه مبتسما... ليك تأثير مدمر
زجره أكنان بحدة : وكمان بتضحك... اللي حصل النهاردة ميتكررش تاني... وياريت تاخد بالك اكتر المرة جاية
زاهر بابتسامة : تمام وهبقا أبلغ كمان ممنوع اللبس الملفت وغمز بعينيه.. وكمان ممنوع النظرات الخاصة
زفر بضيق :احسن كده وياريت تتحط بنود ضمن العقد... رن هاتفه الخاص... أخرجه من جيبه وقام بالرد.. واحشتيني انتي كمان يابيسان... مرت على وجه زاهر شتى الانفعالات وهو يسمع ضحكات أكنان ونطق إسمها بدفء
زاهر خرج صوته حاد:هخرج ياأكنان في كام حاجة مهمة هعمله
أشار له بيديه بمعنى نعم وهو مازال يتكلم على الهاتف
خرج زاهر وهو يشعر بألم بشع داخل قلبه بمجرد سماع اسمها.. فخبط بكلتا يديها على الحائط بعنف شديد لدرجة ادمت أصابع يديه
نهضت صافي من مكانها مفزوعة وهي ترى ما يفعله زاهر
سألتها بقلق :زاهر بيه مالك
تحدث إليها بغضب: حاجة متخصكيش
قالت بأحراج :أسفة زاهر بيه... كملت كلامها بصوت خافت.. في داهية
خرج زاهر من المكان وهو يكاد لا يرى أمامه
مر اليوم على زهرة كالكابوس.. طول الوقت ينظر لها بسام نظرات شريرة ويحرك يديه باتجاه رقبته ذهابا وايابا كعلامة للذبح.. غير نظرات سماح المحذرة... عندما نادت عليها شهيرة وأخبرتها بالانصراف.. شعرت بالحرية... اخيرا سوف تتخلص من تهدديهم لها.. بمجرد خروجها من باب المقهى تنفست بعمق.. ومشيت باتجاه منزلها.. سمعت صوت خافت بالقرب منها... اخفضت رأسها للأسفل فرأت قطة صغيرة شديدة البياض كسرت حد سواد الليل...تمشي بالقرب منها... انحنت زهرة وقالت: شكلك حلو اوي ياخسارة عيشتك في الشارع.. ثم ربتت على رأسها بحنيه... فقامت القطة بتحريك رأسها مستمدة قليل من الامان من هذه الحركة النادرة... قالت بخفوت لها.. بلاش كده هتصعبي عليا أكتر...خلي بالك من نفسك تكلمت معاها كأنها شخص مسكين... سلام ياقطة تنهض زهرة واستمرت في المشي.. لكن القطة الصغيرة استمرت بالمشي قربها... قامت زهره بتجاهلها وأكملت طريقها دون تنظر لها... حتى اقتربت من باب منزلها
قالت زهرة لها : وبعدين معاكي.. جاية معايا ليه لحد البيت... روحي للمكان اللي عايشه فيه
أخرجت مواء خافت ونظرت لها بتوسل
شعرت زهرة بالشفقة تجاه القطة ثم قامت بحملها: وبعدين معاكي وبلاش البصة دي... أنا مقدرش اخدك معايا.. يدوب بصرف على نفسي وماما بالعافية ومرتبي من الكافية يدوب بيقضي مصاريفنا ده غير علاج ماما ورعايتي ليها... متجيش انتي وتبصلي كده بلاش تحسسيني بالذنب مقدرش اخدك معايا بلاش مسئولية فوق المسئولية... حركة أصابع يديها بحنيه على فراء القطة... نظرت زهرة بصدمة للقطة.... معقولة بس انتي صغيرة أوي ياقطة... يستمر الانبعاج بالتحرك بلطف تحت اصابعها... نظرت لها القطة بعيونها الزرقاء... شاهدت زهرة داخل عينيها نظرات خاصة... نظرة رجاء... نظرة توسل... قائلة لها بأكثر لهجات الحيوان تعبير... أنا دلوقتي مليش غيرك...
لمعت زهرة عينيها بالدموع : تعرفي ياقطة بعد البصة دي انا مقدرش اسيبك وانتي في الوضع ده... خلاص بطلي نونوه... أنا هخدك تعيشي معايا... بس ادعي معايا ماما متطردكيش...
فتحت باب الشقة ومشيت على أطراف اصابعها حتى لا تعرف امها انها جاءت... دخلت إلى غرفتها وتنفست بسعادة.. متقفشتش... بصي ياقطة انا هسميكي ماشا ما هو مش معقولة هنبقا جيران مع بعض في نفس الاوضة واقولك ياقطة... من يوم ورايح انتي اسمك ماشا.. هجبلك حاجة تأكليها ومش عايزه اسمع صوتك خالص عشان نبقا حبايب واصحاب.. مفهوم ياماشا.. هو أنا هقول لماما بس بعدين لما امهد ليها الاول
انتهت زهرة من وضع الطعام لماشا... ثم ذهبت إلى المطبخ وأعدت طعام العشاء لأمها ووضعتها على صينية ووضعت بجانبه العلاج وكوب من الماء ثم دلفت إلى غرفة امها
قالت بابتسامة: مساء الورد والياسمين
ردت هدى بابتسامة :مساء الورد.. أنا سمعاكي جاية من فترة أيه اللي اخرك عليا
أجابت بلجلجة :ابدا متأخرتش ولا حاجة... يدوب غيرت هدومي ودخلت الحمام... يمكن بقا طولت شوية جوا الحمام..
سألت سؤالها اليومي: عملتي ايه النهاردة في الشغل ومدام شهيرة صحتها أخبارها ايه
اقتربت زهرة من فراش امها وهي تجيبها... الحمد لله ياماما.. سحبت الطاولة ووضعت عليها صينيه الطعام.. صحتها مش عاجبني ومصممة مش تروح تكشف
هدى :هي بتخاف اوي من المستشفيات والدكاترة... من وقت ما جوزها مات وهو بيعمل عملية تغيير صمام
تنهدت زهرة بكأبة: الله يرحمه وهي من وقتها وعندها فوبيا من المستشفيات.. قومي شوية ياماما... قامت بأسناد امها لتجلس فوق الفراش ووضعت الطاولة أمامها... رن جرس الباب.. لتقول زهرة انا هروح افتح الباب تلاقيها البت ضحى من صوت الجرس اللي مش عايزه تشيل صبعها من عليه تلاقيها زهقانه وعايزه تقعد معايا شوية... لو احتاجتي حاجة ياماما تبقي تنادي عليا
هدى بابتسامة: سلميلي عليها
ردت بضحك:انا هجبها لحد هنا ليكي
قالت بسرعة: لااااا متدخلهاش...مش بتفصل وانا عندي صداع لوحدي... خلي السلام من بعيد لبعيد أحسن
زهرة :حاضر ياست الكل... خرجت مسرعة من غرفة والداتها فضحى لم تنزع اصبعها عن جرس الباب حتى الأن
فتحت باب الشقة قائلة بلوم... الجرس يابت يتحرق
دلفت ضحى إلى الداخل مسرعة بدون استئذان
اغلقت الباب...لترى ضحى أخذت اكثر وضع مريح في الجلوس
تنهدت زهرة : خلاص قعدتي واستربعتي... واشارت بأصبعها بتحذير في وجه ضحى.. صبعك ميتحطتش على جرس الباب تاني بعد كده تخبطي
مدت ضحى يديها وتناولت ثمرة خيار من على الطبق الموضوع بجانبها تكلمت وفمها ممتلئ... حاااضر
زهرة :ما هو كل مرة تقولي حاضر وبردو تهببي نفس العاملة
ضحى :حاضر يازهرة مانتي عارفة اني بنسي.. خلينا في المهم... تعالي اقعدي جنبي عشان عايزه اتكلم معاكي في موضوع مهم
قطبت زهرة بين حواجبها :موضوع ومهم... لتقول بهزار... اوعي تقولي جايبلك عريس
شرقت ضحى... أشارت لها وهى تسعل لتضربها خلف ظهرها وعندما انتهى السعال... قالت ضاحكة... عريس مين هيجيلك وانتي عاملة زي الواد بليه
زهرة بغضب: بت إنتي لمي نفسك بدل مااطردك برا
حاولت ضحى تلطيف الأجواء عندما شاهدت احمرار وجهها فعرفت انها تمادت واهانتها.. فشكلها ومظهرها خط أحمر...مكنتش اقصد.. عدي كلامي هما كلمتين بايخين وطلعوا مني كده وهاتي راسك ابوسها.. أبعدت رأسها فهي تشعر بالغضب منها
قالت ضحى بتوسل :مكنتش اقصد يازهرة بهزر معاكي.. خلاص سماح المرة دي
زهرة تكلمت بحدة :خلاص ياضحى مش زعلانه... قوليلي بقا كنت عايزاني في أيه عشان بجد تعبانة وعايزه أنام
ردت ضحى :هقولك اهو.. أحمد اتصل باخويا وقالو يكلمني
بمجرد ذكر إسم احمد شعرت بغصة في قلبها...سألت بصوت مرتعش :وبعدين
أجابتها ضحى :كان عايز نمرة تليفونك
شعور بالصدمة تملكها... بعد مرور عدة سنوات... كلف نفسه عناء محاولة الاتصال بها: وردك كان إيه
أجابت ضحى: طبعا رفضت... قولت هقولك الأول لو وافقتي هديله الرقم.... اديله الرقم ولا لأ
ردت بصوت مرتعش : لا مش عايزه ياخد رقمي مش عايزه اي اتصال بيه
ضحى: بس يازهرة هو عايز يكلمك... إنتو كنتو
قاطعتها بغضب :إحنا مكناش حاجة
قالت ضحى مهدئة :بس هو باين عليه ندمان وعايز
_ كفأيه ياضحى مش عايزه اسمع سيرته... وبقولك اهو لو اديتله نمرة تليفوني مش هكلمك طول عمري
_خلاص يازهرة اللي يريحك.. أنا كنت عايزه مصلحتك... عايزاكي ترجعي زهرة بتاعت زمان زهرة الطفلة.. إنتي مكبرة نفسك وإنتي لسه عندك عشرين سنة
ردت زهرة بانفعال: زهرة الطفلة ماتت بسببه... هو السبب أني ابقا كده زهرة البشعة من برا وجوا.. خلاني انسانة شبه ميته.. ولا طولت الدنيا ولا طولت الموت بسببه
يتبع..
رواية زهرة ولكن دميمة البارت الثاني بقلم سلمى محمد
_ كفاية ياضحى مش عايزه أسمع سيرته... وبقولك اهو لو اديتله نمرة تليفوني مش هكلمك طول عمري
_خلاص يازهرة إللي يريحك.. أنا كنت عايزه مصلحتك... عايزاكي ترجعي زهرة بتاعت زمان زهرة الطفلة.. إنتي مكبرة نفسك وإنتي لسه عندك عشرين سنة
ردت زهرة بانفعال: زهرة الطفلة ماتت بسببه... هو السبب أني ابقا كده زهرة البشعة من برا وجوا.. خلاني انسانة شبه ميته.. ولا طولت الدنيا ولا طولت الموت بسببه
قالت بحزن :خلاص يازهرة مش هجيب سيرته تاني .. بس أنتي من حقك تعيشي سنك... تعيشي حياتك هتفضلي لحد أمتى عازلة نفسك عن الدنيا..
همست بألم نابع من داخل قلب مشوه: عشان اللي زيي مش حقهم يعيشوا زي بقيت الخلق... بصي حوالينك كويس شايفة الشقوق اللي في الحيطان...انتي عارفة ان الشقوق دي مظهرتش الا لما سندي وضهري مات... أنا مختلفش كتير عنها عشان احنا الاتنين واحد مفيش فرق بينا... وجاه احمد وكمل عليا وبقيت بقايا إنسانة ومبقاش من حقي اعيش حياتي من المسؤوليات اللي اترمت فوق كتافي... وقلقي المرعب اني في يوم اتعب ومقدرش اشتغل وملقيش فلوس علاج أمي.. وملقيش فلوس اصرف
نظرت ضحى بحزن لها وقبل أن تتحدث.. أاا
قالت زهرة مقاطعه:ملهوش لزمة الكلام.. أنا تعبانة وجسمي مهدود من الشغل وعايزه أنام
_ عندك حق يازهرة.. قبل ما مشي عايزاكي متزعليش مني وتصبحي على خير
ردت عليها بحزن: وانتي من أهل الخير
وقبل أن تخرج ضحى نادت عليها زهرة قائلة وأنا عمري ماهزعل منك ابدا إحنا أكتر من اخوات
ابتسمت ضحى وأعطت لها قبلة على كف يدها عن طريق الهواء ... ثم خرجت وأغلقت باب الشقة خلفها...
رسمت زهرة على وجهها الابتسامة ودخلت على غرفة أمها لكي تطمئن عليها وعندما انتهت دلفت إلى غرفتها وذهبت إلى مكتبها الصغير أخرجت منه كتاب قديم... وفتحته متأمله الزهرة الجافة المندسة بين طيات صفحاته الصفراء... قربتها من انفها في محاولة عقيمة لاستنشاق رائحة ذكريات أول حب
الدموع لمعت في عينيها وحدثت نفسها بهمس : حياتي وأنت بعيد عني مكنتش حياة... كان نفسي أنساك زي ما نستني بس مقدرتش... أيه اللي فكرك بيا بعد السينين دي... فاكرني أول ما تشاور وتقول انا أهو هرمي نفسي في حضنك زي الأول ...مستحيل اللي انكسر يتصلح حبيبي... سقطت دموعها على صفحات الكتاب تاركة علامات معاناتها... كان نفسي أرمي نفسي حضنك عشان أرتاح... بس مهنش عليك تريحني وسبتني في القهر والحزن بعاني لوحدي
شردت زهرة مع ماضيها...تحديدا منذ أربع سنوات عندنا كانت في السادسة عشر من عمرها
نظرت زهرة إلى والدها بتوسل وهي تقوم بتقبيله بين التارة والأخرى... قائلة بالحاح:عشان خاطر زهرتك حبيبتك وافق... هو أنا من أمتى بخرج مع حد من صحابتي... وتقوم بتقبيله... إحنا اتفقنا كلنا مع بعض بعد ما نخلص أخر امتحان في امتحانات أخر السنة هنخرج مع بعض ونروح المنتزة
فؤاد برفض: وأنا قولتلك لأ.. عايزه تروحي المنتزه يابت فؤاد
زهرة قالت متوسلة :أول وآخر مرة هقولك أخرج تاني وأنا مش هخرج لوحدي... هنكون كلنا بنات مع بعض... وافق عشان نفسي تتفتح على ورقة الإجابة واجاوب كويس... أنت مش عايزني أطلع دكتورة ولا إيه
رد بسرعة : طبعا عايزك تطلعي دكتورة... دي أمنية حياتي.. الناس تناديني بأبو الدكتورة
_ يبقا بلاش تزعلني... أصل الزعل ممكن يبقا وحش عليا ويطلع في ورقة الإجابة... وافق بقا ياسيد الكل
قال فؤاد :كله اللي زعل اللي هيتنقل لورقة الإجابة... خلاص انا موافق
قفزت زهرة من السعادة وتعلقت برقبة والدها وأنهمرت عليه بالقبلات :ربنا يخليك ليا يأحسن وأطيب أب في الدنيا دي كلها
فؤاد قال بابتسامة : متتأخريش
ردت بسرعة : حاااضر
ثم خرجت مسرعة.. وأغلقت الباب خلفها
بعد الإنتهاء من الإمتحان.. اجتمعت جميع زميلاتها خارج المدرسة
قالت رشا :إحنا كنا متفقين هنروح المنتزه مع بعض... مين هتروح ومين مش تروح.. ومين بالأصح أهلها وافقوا على رحلة المنتزه
ردت زهرة: أنا هروح طبعا
رشا تحدثت بعدم تصديق : أنتي يازهرة... ده انتي كنتي اول واحدة قولت أهلك هيرفضو
رشا قالت للجميع :يلا يابنات ناخد تاكسي عشان نلحق اليوم من أوله وكل واحدة ترجع بيتها قبل ما الدنيا تضلم
بقلم سلمى محمد
وداخل حدائق المنتزه... أنزوت زهرة بعيدا عن الشلة تتأمل بأنبهار المكان حولها النباتات وأحواض الزهور النادرة والبحر الذي يوجد على مرمى البصر... سرحت مع الجمال الذي تراه لأول مرة
فاقت من شرودها مصدومة على صوت يهمس أسمها ..فهذا الصوت ليس غريب على قلبها فقد سمعته العديد من المرات.. فألتفتت خلفها لتتأكد.. هتفت بذهول :أحمد
رد بابتسامة :ده إنتي عارفة أسمي
احمرت خدودها خجلا.. قائلة بلجلجة : أااه.. لااا
نظر لها وابتسم : أه عارفة أسمي وانا كمان عارف اسمك... تعالي نقعد على الكرسي اللي هناك
قالت زهرة بخجل:مينفعش وإحنا أصلا منعرفش بعض
نظر لها بحب :إحنا نعرف بعض كويس ومن زمان... تعالي نقعد عشان في كلام كتير عايز اقولهولك
سألت وهي تشعر بالخجل والتوتر : بس مينفعش
_احنا هنقعد قصاد الكل وبصراحة انا مصدقت اشوفك واقفة لوحدك... بصراحة وجودي هنا مش صدفة...أنا استنيت اليوم ده من زمان... اليوم اللي تخلصي فيه آخر سنة عشان أقابلك واتكلم معاكي وأقولك حقيقة مشاعري ناحيتك
نظرت له غير مصدقة نفسها....مردده بهمس خجول... أناااا اناا
اجابها بابتسامة:انا بحبك
هزت رأسها عدة مرات غير مستوعبة حظها السعيد :أنت بتتكلم بجد ولا بتضحك عليا
نظر له بتأنيب: انا مش بتاع الهزار... أنا بتكلم جد الجد...أنا بحبك يازهرة واستنيت اللحظة دي كتير
شعرت زهرة بارتخاء في مفاصل قدميها...اهتزت في مكانها وكادت تقع... لولا ضمه له واسنادها...تحرك بيها عدة خطوات واجلسها على اقرب كرسي
سأل بلهجة يشوبها القلق: أنتي كويسة
همست بخفوت:انا كويسة
نظر لها مبتسما: طب كويس عشان في كلام كتير عايز اقولهولك
سألت بهمس: كلام إيه
نظر لها بحب :عايز اقولك كلام كتير... نبتدئ بأول مرة شوفتك فيها لما كنتي في سنة اولى ثانوي.. طبعا انتي عارفة إنا شوفتك إزاي
هزت رأسها بالإيجاب.. قائلة.. شباك أوضة نومك قصاد شباك فصلي
كمل حديثه :ومن حسن حظي انك قاعدة جنب الشباك علطول... اول مرة شوفتك شدتي انتباهي ومن يومها وانا كل يوم لزم اشوفك...أول مرة اه من أول مرة ثم ضحك بصوت عالي...
سألت بفضول :ايه اللي ضحكك بخصوص اول مرة شوفتيني فيه.... هو أنت شوفت أيه بالظبط
قال ضاحكا: اصلك كنتي ماسكة بنت في الفصل وقاعدة فوقيها ومشغلة فيها الضرب
استغرقت عدة ثواني حتى تذكرت... وضعت كف يدها بخجل على فهما :يانهااار... ده أنا كان منظري... بس البت تستأهل اللي حصل معاها على فكرة
نظر لها مبتسما:ماأنا عارف اصل شوفت كل حاجة لما حاولت توقعك وانتي داخلة من باب الفصل... أصل الرؤية من اوضتي واضحة أوي وبشوف كل حاجة بتحصل فيه... ومش أنا اللي كنت متابع... إنتي كمان عينيكي مكنتش بتتشال من على شباك اوضتي
همست بخجل :أه ومش عارفة ليه
احمد رد قائلا: ولا انا بردو في الأول... لحد ما تأكدت من حقيقة مشاعري... وأنتي يازهرة مشاعرك إيه من ناحيتي
لم ترد عليه وظلت صامته والاحمرار يغزو وجهها
أراد احمد مرواغتها... لتخرج من صمتها :أفهم من كده انك مش بتحبيني
قالت بلهجة سريعة :لا طبعا... تشعر بالخجل من ردها السريع
احمد بإلحاح أكثر :عايزه أسمعها منك..
تحت اصراره همست بخجل :وانا كمان بحبك
هتف بسعادة: اخيرا... بصي يازهرة اول ما نتيجة امتحانك تطلع هجي اتقدملك علطول
انعقد لسانها عن النطق فما يحدث الآن كان أقصى أحلامها... إن يأتي يوم وتفوز بحبه... هزت رأسها غير مصدقة حظها السعيد... فمعظم زميلاتها في الفصل كانا يتمنيا نظرة واحدة منه فهو حلم معظم الفتيات كما كان حلمها...
تحدث بجدية :قولتي أيه
ردت بخفوت :موافقة
قام احمد من مجلسه واقترب من شجرة توجد بالقرب منهم ونحت عليها أسمائهم... سألت نفسها ماذا يفعل... وعندما إنتهى نادى عليها... زهرة تعالى
امتلكها الفضول لرؤية ماذا كتب... وعندما رأت ما نحتت يداه.... عيناها لمعت بدموع السعادة
عقد بين حاجبيه بعبوس : أنتي زعلانة عشان كتبت اسمي واسمك على الشجرة... اوعي تكوني من حماة البيئة
هزت رأسها بالنفي قائلة بتأثر :لا ابدا... أنا فرحانة وفرحانة أوي...
ارتسمت على وجهه ابتسامة : ممكن اطلب منك حاجة وبلاش تقولي لأ
همست بخجل: حاجة إيه
قال بهدوء: عايز اتمشى معاكي على البحر
ردت بخ ليمشي كلاهما بالقرب من بعض دون كلام مستمتعين بمشاهدة مياة البحر الصافية
لفت انتباه زهرة مبنى مضيء بالألوان...رائ احمد نظراتها المتسائلة...فقال :ده كازينو السلاملك من معالم المنتزة المميزة
تحدثت زهرة بفضول :وده شكله من جوا عامل ازاي
_اوعدك يازهرة لو جبتي مجموع كبير... هخليكي تدخليها من جوا
#بقلم_سلمى_محمد
رشا عندما رأتهم قالت بذهول : انا مش مصدقة اللي انا شايفه
هيام بفضول :مش مصدقة ايه
أشارت رشا إلى احمد وزهرة... بصي هناك
هيام تحدثت بغيرة :هو ده بجد... واقف معاها وكمان بيضحك وشكله مبسوط
رشا :باين في حاجة بينهم
_تفي من بؤك بقا المعفنة دي يبصلها واد مز زي أحمد
_هي الغيرة اشتغلت ولا أيه
ردت عليها هيام نافية:وهغير من أيه
أجابتها وهي تغمز بأحد حاجبيها: عليا بردو الكلام ده... ده انتي عيونك عليه من زمان ياهيوم
رحلة المنتزه إنتهت ولم تخبر زهرة أي من زميلاتها باتفاق احمد أنه سيأتي لخطبتها بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة
عندما أنتهى أكنان من مكالمته مع بيسان...أبلغ سكرتيرته أنه يريد زاهر الآن في مكتبه في أمر هام
بعد عدة دقائق دلف زاهر إلى المكتب
تحدث زاهر متسائلا: أيه الموضوع المهم... إللي خلاك تجبني هنا المكتب بسرعة
رد عليه أكنان بهدوء: هنروح المطار دلوقتي
زاهر:هتسافر؟ وليه؟
أكنان : مش هسافر... هستقبل بيسان في المطار
صدم الخبر زاهر وهز مشاعره بعنف: أزاي وهي في أمريكا
رد أكنان :قالت تعمله مفاجأة لينا...يلا بينا عشان نلحق. الطيارة على وصول
في المطار
مسك زاهر أنفاسه عندما رائها تقترب ...أراد في هذه اللحظة أخذها في حضنه وأخفائها داخل ثنايا قلبه وتبقى هناك للأبد ...فقد أشتاق لها ...تحول الاشتياق الى غضب عارم عندما رأه خلفها ...قبض كف يده بعنف حتى أبيضت سلاميات أصابعه
بمجرد وصولها قربهم ...رمت نفسها في حضن أكنان قائلة بابتسامة : واحشتني أوي ...وقامت بتجاهل زاهر ولم تلتفت له
رد عليها بلهجة دافئة : وأنتي كمان واحشتيني أوي...بس أيه المفاجأة الحلوة ...هتقعدي المرة دي أد أيه
بيسان بابتسامة : هقعد علطول ...مش هرجع تاني
قال كريم متصنع الزعل : هو انا مليش نصيب من الترحيب
أكنان : لا طبعا ...عامل أيه ياكريم ...وعمي والعيلة عاملة أيه
كريم : كله تمام ...ثم تحدث الى زاهر وهو يبتسم ...أزيك يازاهر.
رد عليه زاهر بلهجة فاترة : كويس
قالت بيسان بابتسامة : كريم صمم يوصلني وهيقعد معانا يومين
تحدث كريم بحب: لزم أوصلك وأطمن عليكي ...أنتي غالية عندي اوي
أكنان متصنع الغضب: الكلام ده قصادي ومش خايف
اتسعت ابتسامة كريم :مأنت عارف اللي فيها يأخ
مسكت بيسان يده مبتسمة في وجهه: وأنت كمان ياكريم...مش عارفة لولاك كنت هعدي فترة دراستي وأخد الدكتوراه من غير مساعدتك أزاي... ربنا يخليك ليا
كريم : ويخليكي ليا
كاد زاهر أن يفقد أعصابه ويلكم كريم على وجهه ...فلو استمرو بالكلام اكثر من هذا الموقف سوف يصبح خارج نطاق سيطرته ...فخرج صوته حادا: يلا بينا ...عشان نجم بيه منتظر
قاد زاهر السيارة بسرعة ...حتى وصل أمام بوابة القصر
وفي الداخل أستقبلت بيسان بالترحيب من جميع العاملين...وكان في أستقبالهم نجم بيه (النسخة الكبيرة في السن من أكنان)
هرولت بيسان مسرعة باتجاه والدها وقامت بتقبيله: واحشتني
نجم بابتسامة :وأنتي كمان واحشتيني كتير....بس أيه المفاجأة الحلوة كريم جي معاكي
غمزت بعينيها.. لتقول مبتسمة: مفاجأة بردو...اومال لو مش الاخبار بتوصل اول بأول
كريم بابتسامة :عديها يابيبي ... نخليها مفاجأة المرة دي ... إزيك ياعمي
حدث زاهر نفسه بغضب.. بيبي... وهي ولا معبرني حتى بكلمة...فين ايام زمان لما كنتي عاملة زي اللزقة معايا
نجم بابتسامة رصينة : الحمد لله ...والصفقة الجديدة أخبارها أيه
كريم : أهو شغالين فيها أنا وبابا
قطبت بيسان جبينها بعبوس : علطول كده شغل مفيش راحة.. باين الواقفة هتتحول لقعدة بيزنس طيب تمام أسيبكم وهطلع لجدتي أسلم عليها عشان واحشتني أوي...سلام
تحدث نجم بجدية : يلا بينا ياكريم على مكتبي
أكنان : همشي انا وأسيبكم تتكلموا براحتكم ...
دلف نجم وكريم الى داخل المكتب ...ومشى أكنان باتجاه الخارج ولكن لم يرى زاهر بجواره كالمعتاد وعندما التفتت وجده واقف مكانه لا يتحرك عينيه مسمرة على درجات السلم
عبس أكنان للحظات ...ثم نادى عليه : زاهر...زاااهر
فاق زاهر من شروده على صوت أكنان : نعم ...وفي خلال ثواني كان بالقرب منه
أكنان : أيه اللي واخد عقلك
رد زاهر مدعيا اللامبالاة : مفيش حاجة ...بس كنت بطمن أنه كله تمام
غمز أكنان وقال بخبث : ماتيجي نسهر برا
رد زاهر بلهجة فاترة : نفس المكان
أكنان قال بحماس : أه
- مفيش غيره ...ما تنوع شوية
- يلا بينا احنا حننبسط هناك... ولا خايف اكسبك واكل الجو زي كل مرة
زاهر : مكسبك كل مرة حظ مش أكتر
أكنان بلهجة مغيظة : دي حاجة الخسران
قطب زاهر جبينه بغيظ :يلا بينا وهوريك مين فينا هيكسب
قرر الذهاب معاه...حتى ينسى مؤقتا ألم قلبه
بقلم سلمى محمد
أستيقظت زهرة مصابة بصداع شديد ...فهي ظلت معظم الليل مستيقظة مع ذكرياتها ...نهضت من فوق الفراش بصعوبة ...فهي تريد وضع رأسها مرة اخرى على الوسادة لتكمل نومها ...النوم الان رفاهية غير مسموحة لها...يجب عليها النهوض حتى لا تتأخر على ميعاد العمل
...أنتهت من ارتداء ملابسها في وقت قياسي...وقامت بأعداد الافطار لولدتها وأعطتها الدواء
وقبل خروجها من باب الشقة تذكرت ماشا...نسيتها تمام. لم تسمع صوتها مطلقا عندما استيقظت دب القلق في داخل قلبها فهرولت إلى داخل غرفتها مسرعة تبحث عن ماشا...وجدتها في ركن منزوي لا تتحرك ...شعرت بالرعب من منظرها هذا...فقتربت منها ...هزتها برفق لم تتحرك ولكن اخرجت صوت خافت متألم
نظرت لها زهرة برعب : مالك ..فيكي أيه ...رأت في عيينها لمعة الدموع ...كأنها تقول لها أنها مريضة. ..حملتها زهرة على ذراعيها وخرجت بيها مسرعة
داخل المستشفى البيطري الحكومية وفي داخل حجرة الكشف
قالت الطبيبة : القطة حالتها صعبة واحتمال كبير أنها تموت...أحنا ممكن نعمل ليها موت رحيم
تألمت زهرة من أجل ماشا ...ردت عليها برفض : لا
تحدثت الطبيبة بعملية: ده الارحم ليها ...ولو عاشت الفترة دي ..هتموت وهي بتولد عشان جسمها الضعيف وسنها الصغير مش هيتحمل الولادة ...أنا عملت ليها سونار وهي حامل في قطين مع أن نادر ان القطة تحمل في اتنين وبالرغم من حملها في اتنين بس ده مش هيساعدها
زهرة لمعت عيناها بالدموع من اجلها فقالت برجاء :أرجوكي يادكتورة مفيش حل تاني غير الموت الرحيم ...أنا مستعدة اعمل أي حاجة
شعرت الطبيبة بالعطف : خلاص انا هكتبلك شوية فيتامينات ليها واهتمي بتغذيته كويس...وقبل ما تمشي هتاخد شوية تطعيمات
ردت زهرة: شكرا ...واتجهت للخارج
نادت عليها الطبيبة: ثواني
التفتت لها زهرة : نعم
قالت الطبيبة بابتسامة : خدي الكارت ده في نمرة تليفوني...لو احتاجتيني بخصوص ماشا أتصلي بيا
زهرة بامتنان :شكرااا ليكي اوي يادكتورة
وخرجت زهرة وهي تحمل ماشا برقة ...همست بخفوت: أنتي سارقتي قلبي ومش هتموتي وهتعيشي وتشوفي ولادك ...عندما نظرت الى ساعتها وجدتها الثامنة والنصف ....فهتفت بذعر...ياااه أنا أتاخرت على الشغل ومش هلحق أروحك البيت ...مفيش أني أخدك معايا الكافية...بس يأرب مادام شهيرة متتعصبش عليا
سهر أكنان وزاهر الا ما بعد منتصف الليل وقضي ليلتهم في الفندق ...أستيقظ أكنان مصاب بالصداع
عقد جبينه من شدة الالم : الصداع هيفرتك دماغي
رد عليه زاهر بلوم : أنا نصحتك وقولتلك كفأيه سهر...بس انتي اللي صممت تعوض خسارتك ...ليقول مبتسما واخيرا بعد طول انتظار كسبتك في البلياردو ...
تحدث أكنان بغضب :بؤك ده ميتفتحش باللي حصل
زاهر :سرك في بير عميق
أنت عارف محتاج أيه دلوقتي
قال أكنان بعبوس : محتاج ايه
زاهر بابتسامة : محتاج فنجان قهوة ...هو اللي هيظبطلك دماغك ...أنت مش بتيجي غير بكده
وعند ذكره لكوب القهوة المعتاد أن يتناوله بمجرد أستيقاظه...مر على خاطره ذكرى فنجان القهوة الذي استمتع بشربه في هذا الكافية المتواضع.. فقال باشتهاء. يلا بينا
سأل بفضول :يلا بينا فين
رد أكنان :الكافية اللي كنا فيه امبارح... هشرب قهوتي هناك
إغاظة قائلا.: مانت قولت مش بطال... دلوقتي بقا حلو
أكنان بضيق: بلاش تضايقني.. أنا قولت يلا بينا يبقا يلا بينا
زاهر :خلاص متتعصبش عليا... أنا تحت أمرك
داخل المقهى... وعند أول رشفة من فنجان القهوة عبس أكنان بغضب :مش نفس الطعم
رد أكنان بهدوء : طبعا مش نفس الطعم... عشان مش نفس البنت... بنت تانية هي اللي عملت القهوة
ظهرت ملامح الغضب على وجهه :ومادام مش هي... ليه متكلمتش
أجاب بلامبالاة: قولت اكيد هيبقا نفس طعم عشان في نفس المكان
شعر بالغضب بسبب ردائة ما تذوقه عكس ما كان يتوقع : لآ مش نفس الطعم... الفرق بين السما والأرض... روح قول للمدير انا عايز نفس البنت بتاعت إمبارح
ذهب زاهر كما طلب منه
نهض آكنان من مجلسه مصابا بالإحباط... اخذ يتجول في المكان
وصلت زهرة متأخرة اكثر من ساعة على الموعد المحدد هرولت إلى الداخل مسرعة حاملة ماشا.. غير منتبهة للشخص الواقف في طريقها لتصدم بيه.. كادت تقع لولا اسناده لها
نظرا لطول قامته اضطرت لرفع رأسها لتعتذر له... لتتفاجئ إنه الوسيم ذو البدلة السوداء... وبدل ان تعتذر له وجدت نفسها تقول بعفوية :أنت عامل كده ليه؟
لبس نظارة شمس ليه جو الكافية... على فكرة شكلها مش حلو
نظر له بدهشة.. متفاجئ من كلامها الغير مترابط بالحادث: أنتي عبيطة
استوعبت زهرة ما قالت.. فشعرت بأحراج شديد وعندما سمعت رده واصفا ايه بالعبط... شعرت بالإهانة.. وبعصوبة بالغة تحكمت في اعصابها لكي لا تتصرف بغضب وتندم بعد ذلك...تحدثت بثبات : أنا أسفة لحضرتك... ثم مشيت وهي تكاد تجري من أمامه... أخذت ترغي وتلعنه بخفوت
لأول مرة منذ مدة طويلة تمر شبح ابتسامة على وجهه... وعندما رأى زاهر قادما تجاهه بادر بسؤاله :فين البنت
زاهر :هي مكنتش لسه جيت.. بس وصلت دلوقتي
أكنان قال: وهي فين
رد زاهر :البنت اللي دخلت جري دلوقتي تبقا هي البنت بتاعت قهوة إمبارح... هو حصل ايه خلاها تدخل جري
تحدث بلامبالاة :محصلش حاجة
زاهر بعدم تصديق :مش باين... بس براحتك لو عايز تقول هتقول...
بمجرد دخول زهرة وجدت شهيرة أمامها
وقبل أن تفتح فمها بالكلام.. شهيرة قالت بسرعة :هنتكلم بعدين... عايزه واحد قهوة أسبريسو بسرعة
زهرة وهي تتنفس بسرعة : حاااضر... وضعت ماشا على الأرض... فنظرت لها شهيرة بذهول غير مصدقة وجود قطة داخل المقهى.. ولكنها لم تتكلم ستنتظر انتهائها من أعداد القهوة اولا
بمجرد وضع ماشا في الركن غسلت يديها وارتدت ملابسها بسرعة قياسية.... وقامت بتحضير القهوة وأخذت منها سماح كوب القهوة ووضعتها على صينية وذهبت لتقديمها..
انتظرت شهيرة حتى انتهت من أعداد القهوة فقالت بلوم : جاية متأخرة وكمان جايبة معاكي قطة
زهرة باعتذار:انا اسفة يامدام والله غصب عني... ماشا كانت تعبانة ورحت كشفت عليها وتأخرت
شهيرة سألت :ومن أمتى وأنتي عندك قطة
ردت زهرة :دي قطة لقيتها وتعبانة اوي وحامل قولت اكسب فيها ثواب واكشف عليها بدل ما تموت
شعرت بالعطف لكنها ردت قائلة:اخر ومرة تتأخري فيها يازهرة وكمان واول مرة تجيبي القطة دي هنا تاني
زفرت بارتياح:انا مش عارفة اقولك ايه... غير ربنا يبارك فيكي
شهيرة قالت بحزم :اللي حصل ميتكررش تاني
هزت رأسها :حاضر يامدام
عند طاولتهم كان الصمت سيد الموقف... أكنان شارد مع فكرة سيطرة على أفكاره.. وزاهر شارد في ظهور بيسان المفاجئ وقرارها بالبقاء.. فهو في كل مرة كانت تأتي مصر يبتعد نهائيآ حتى تعود... أما الأن ماذا سيفعل وبقائها دائم...واللقاء بينهم محتوم في أي وقت
تناول أكنان قهوته في صمت وعندما انتهى.. قرر تنفيذ ما يريد.. فقال بتصميم:انا عايز البنت دي
زاهر لم يستوعب كلامه :بنت مين
تحدث بتصميم اكثر : أنا عايز البنت بتاعت القهوة
زاهر فاغر الفاه مصدوم :هااا أنت بتقول أيه
يتبع..
رواية زهرة ولكن دميمة البارت الثالث بقلم سلمى محمد
صغير يا هذا القلب وكبرت من الألم ... زهرة لكن دميمة
تحدث بسام بصوت جهوري:ماهي كوسة هنا في الكافيه
جعلها تنتفض مذعورة تاركة ماتفعله بسرعة...
التفتت له متسائلة بضيق:خير يابسام... حدثت نفسها متمتمة... هو اليوم باين من أوله...الهمني الصبر يارب
رد عليها بتهكم:كل خير طبعا
ردت بحدة :خلاص مادام كل خير... أمشي بقا من هنا عشان اشوف شغلي
بسام بسخريه:ده أحنا طلع لينا صوت وبقينا نتكلم بثقة...اوعي تكوني فاكرة اللي شوفتيه هيخليكي تلوي دراعي
أصابها التعب مما يحدث معاها:انا مش هتكلم وأقول حاجة.. إللي بيحصل بينكم شئ ميخصنيش.. وانتو اللي هتشيلو ذنبه مش أنا... انا علطول ماشية جنب الحيط ومش بتاعت مشاكل فخليك متأكد اني عمري ما هتكلم خالص ولا اقول لحد من اهلها
بسام نظر لها بقسوة: وانتي تعرفي أهلها منين
ردت زهرة مترددة :اخوتها شوفتهم كام مرة هنا في الكافيه... مش هتكلم خالص صدقني و شيلني من دماغك بقى
بسام ضحك بسخرية : مانا متأكد إنك مش هتفتحي بؤك خالص بعد اللي هقوله ليكي
عقدت بين حاجبيها بعبوس :تقصد إيه بكلامك
أجابها بنبرة غليظة:قصدي أنا اللي بقيت لوي دراعك... لو مسمعتيش كلامي هفضحك
زهرة تشنج جسدها بانفعال... عندما سمعت كلامه.. سألته بقلق:أيه الكلام اللي بتقوله ده.. فضيحة ايه اللي بتتكلم عليه
اخرج بسام من جيبه عدة أوراق ووضعها أمام عينيها ضاحكا بسخرية :بصي كويس...عارفة دول يبقوا ايه
سألت بعدم فهم :عارفة طبعا ودول ايه علاقتهم بالكلام اللي بتقوله
ابتسم بسام بشماته :ماهو الكام ورقة دول اللي هلوي بيهم دراعك
تنهدت بارتياح... لوهلة اعتقدت أن سرها انكشف... ثم تملكها القلق مرة أخرى قائلة له: جيب من الاخر يابسام تقصد ايه بكلامك
بسام بابتسامة خبيثة: دول فواتير انتي مضيتي عليهم
سألت زهرة بحيرة : وهما بيعلمو معاك أيه أصلا ...مش المفروض يكونو في مكتب مدام شهيرة
تحدث بسام ببطء شديد: اه ما انا هحطهم...بس بعدين...
زهرة بضيق من تلاعبه معاه :قول اللي أنت عايزه وهات من الاخر
رد عليها بهدوء : بص ياأخ ..زهرة محدثة نفسها اللهم طولك ياروح... الفواتير دي مضروبة
زهرة بصدمة: فواتير أيه اللي مضروبة...أمسكت الفواتير من يده ونظرت فيها بتمعن قائلة ...الفواتيرسليمة
رد عليها بابتسامة صفراء: مضروبة ...عشان أًصل الاسعارمعايا...عندك البن اليمنى العشرين كيلو مكتوب عندك في الفاتورة تلات تلاف وفي الاصل من المصنع بالفين ونص بس...وعندك كل الانواع متزود عليها في الفلوس من خمساية ل ألف...والفواتير بأمضتك
زهرة نظرت له بصدمة: إزاي
- أزاي دي سر المهنة...يعني بؤك ده هيتقفل نهائي
زهرة بانفعال :دي سرقة بأسمي ...أنا هقول لمدام شهيرة ...ثم تحركت ناحية الخارج
وقبل خروجها أمسكها بسام بعنف ..قائلا ببرود :وانتي متوقعة انها هتصدقك... لما تكتشف ان السرقة دي بقالها شهور اول ما اديت لك الأمان وخلتك المسئولة عن استلام اي طلبية بخصوص الكافية...واقل حاجة تعملها انها تبلغ عنك
نظرت له مذهولة.. هل السيدة شهير من الممكن تصديق هذا وتبلغ عنها... لما لا فالفواتير بامضائها
... سألته وهي تشعر بالانهيار... أنت ليه بتعمل معايا كده... هو أنا عملتلك إيه عشان تعمل فيا كده
رد بحقد :هو حظك اللي خلكي تشتغلي هنا في الكافيه... بعد ماكنت الكل في الكل جيت واحدة زيك ولا تسوى تشد البساط من تحت رجلي...
عيناها لمعت بدموع الظلم:بس ده مش ذنبي...
رد عليها ببرود : ذنبك عشان اخدتي مكاني
-ليه دلوقتي جاي تقولي والسرقة بقالها شهور بأسمي
_هو أنا مكنتش ناوي أقول وقلت انتي ونصيبك يكتشف المدام السرقة وتتحاسبي و يبقى انا خسرت الواجهة اللي بسرق بأسمها أو تفضل على عماها... بس اللي خلني اقولك اللي حصل امبارح واتأكد ان بؤك ده مش هيتفتح تاني...سلااااام يا أخ... وقبل خروجه.... اه نسيت اقولك نصيبك هيبقا محفوظ في الطلبيه الجايه
بمجرد خروجه انهارت جالسة على الأرض... تخفي وجهها بكلتا يديها متمتمه ببكاء : يالهوي... اروح اقولها ولا مش أروح... اعمل ايه في المصيبة دي... اهدي كده يا زهرة وفكري بالعقل... لو رحتي تقولي لمدام شهيرة على اللي بيحصل ممكن مش تصدقك وممكن تصدقك... بس مفيش مجال انها تتهمك عشان انتي مش لوحدك اللي هتروح في الرجلان...نهضت من على الأرض وعينيها لمعت بالعزيمة فهي ستحاول إيجاد حل لتخرج نفسها من هذه الورطة
تناول أكنان قهوته في صمت وعندما انتهى.. قرر تنفيذ مايريد.. فقال بتصميم:انا عايز البنت دي
زاهر لم يستوعب كلامه :بنت مين
تحدث بتصميم أكثر : أنا عايز البنت بتاعت القهوة
زاهر فاغر الفاه مصدوم :هااا أنت بتقول أيه
تقصد ايه بأنك عايزها... دي مش من نوعك خالص..دي فرق السما والأرض بين البنات اللي تعرفهم
قطب بين عينيه قائلا بهدوء :مش ده اللي اقصده
رده أثار فضوله : اومال ايه اللي انت عايزه منها
_ هكون عايز ايه من واحدة زي دي يازكي
_ماهو انا لو عارف مكنتش سألت
نظر أكنان إلى فنجان القهوة ومرر ابهامه على حوافه بهدوء مستفز
هتف زاهر مستوعبا : عايزها تعملك القهوة صح الكلام
نظر اليه قائلا بلهجة حازمة:صح الكلام انا عايز البنت دي تعملي قهوتي اول مااصحى من نومي وكمان في الشركة
_ بس إنت عندك طقم طباخين على أعلى مستوى وبشهادات خبرة على مستوى عالمي.. ليه البنت دي بالذات
رد عليه أكنان :قهوتها عاجبتني... روح يلا كلمها واعرض عليها أضعاف أضعاف اللي بتاخده هنا... انت لسه قاعد... يلا يا زاهر روح اتفق معاها دلوقتي
قام زاهر من مجلسه وتوجه إلى حيث توجد زهرة
زاهر مناديا اياها عندما لم ترد عليه من أول مرة:يا أنسة
زهرة ردت بشرود :نعم حضرتك
تحدث زاهر بلهجة عملية :عايزك في شغل
زهرة بعبوس: شغل ايه اللي عايزني فيه
رد عليها بلهجة عملية :هو عرض شغل مغري عند أكنان بيه
زهرة باستفسار:عرض ايه ؟
تحدث زاهر :هتسيبي المكان هنا وهتشتغلي عند أكنان بيه هتعملى ليه القهوة بتاعته... ثم قال لها رقم مرتب خيالي لم تكن تحلم بيه
عينيها لمعت عندما قال المرتب... حدثت نفسها... بأن هذا المرتب سيغير حياتها للأحسن... ولن تقلق بعد اليوم عن كيفية سد احتياجات المنزل كل شهر...لكنها لا تستطيع القبول بهذا العرض...وترك المقهى وهي عرضة في أي وقت للحبس بسبب التلاعب في الحسابات...يجب عليها أن تظل في الكافيه حتى تستطيع إثبات برأتها... فهي قررت اقناع بسام إنها تريد المشاركة معاه في سرقة المحل... حتى تستطيع إثبات تورطه
تحدث زاهر بثقة:موافقة طبعا... ثم اخرج من جيبه كارت... الكارت ده في عنوان الشركة اللي هتيجي فيها بكرا الصبح عشان تمضي العقد
تفاجأت زهرة بالكارت موضوع في يديها... رفعت رأسها و نظرت له بضيق من ثقة امثاله :انا مش موافقه
ردد كلامها مذهول:مش موافقة ازاي... مفيش حد يرفض عرض زي ده
أجابتها زهرة ببرود :ليه بقى هو الناس اللي زينا مش من حقهم يرفضو
ليرد عليها زاهر بنبرة أشد برودة :على فكرة انتي الخسرانة برفضك العرض ده اللي عمره ما يتعوض طول حياتك في زيك بآلاف يتمنو الشغل عنده... ثم تحرك ناحية الباب
زهرة مناديه:نسيت الكارت بتاعك
رد بلامبالاة :خليهولك
وصل زاهر عند الطاولة ثم جلس في مقابلة أكنان
سأله أكنان : البنت قولتلها تيجي أمتى
تردد زاهر في الرد عليه: البنت مش هتيجي...رافضة الشغل
أكنان بانفعال : رفضت أزاي أزاي ترفض من الأساس
في محاولة لتلطيف الجو : عادي دي بنت اصلا متلقش تيجي تشتغل عندك .
تحدث أكنان بغضب : هي تطول ...هي متعرفش هتشتغل عند مين
رد زاهر بهدوء: وهتعرف ازاي ...هي أخر معلوماتها المكان اللي عايشة فيه
ضرب أكنان بقبضة يده على الطاولة بغضب : أزاي تتجرأ وترفض عرض من عروض القاسي...آلاف يتمنو يشتغلو عندي أي حاجة... متجيش بنت ولا تسوى تقول لا
زاهر بلهجة مهدئة: زي مابتقول في منها كتير يتمنو يكونو مكانها
أكنان بقسوة : وانا بقى مش عايز غير البنت دي
قال زاهر: سيبك منها في غيرها كتير
رد أكنان بغضب: لأ وهتيجي تشتغل عندي وكمان تطلب الشغل وهي مذلولة
أمتلك زاهر أحساس بالعطف تجاه الفتاة...فاكنان لا يعرف كلمة لا في قاموسه...ومن يحاول الوقوف أمامه يدمره تماما...قال له: البنت غلبانة...سيبها في حالها
أغتاظ منه أكنان فقال بغضب: أخرج برا الموضوع يازاهر وملكش فيه
زاهر حرك يديه في الهواء بيأس: أنت حر اعمل اللي يريحك ...أنا خارج أستناك فى العربية
تحدثت بضيق:بردو صممت على اللي في دماغك وقولتلها على موضوع الفواتير والسرقه اللي بتحصل باسمها... البت دي مش سهلة وممكن تقول لمدام شهيرة
بسام رد بلامبالاة :هتقولها انا بسرقك بس مش انا اللى بسرقك... مستحيل طبعا هتصدقها... وتودى نفسها في داهيه كل حاجة بإسمها... والراجل مندوب المصنع لما اتفقت معاه كنت بداري وشي كل مرة بقابله ومفهمه ان كل اللي بيحصل هي اللي مخططه ليه...ومفهمه أنها عايزه كل ما يقابلها يتعامل معاه عادي والكلام في الفلوس معايا انا وبس..مستحيل تثبت ان ليا علاقة بالسرقة
سألته بحيرة :ايه بس اللي خلاك تتكلم دلوقتى
رد بسام :عشان اللي حصل امبارح وكمان الراجل مندوب الشركة شكله طمع في فلوس اكتر وباين عليه هيعمل شوشرة.. فانا قررت أضرب عصفورين بحجر واحد وابلغ عنهم وعن السرقة اللي بتحصل والشاطر فيهم يقدر يثبت اني متورط... وهقول برئ يابيه
تحدثت بخوف :ما هي هتتكلم وتفضحني لو اتحبست.. واخواتي هيدبحوني
رد بابتسامة مطمئنة :متخافيش يا سوسو... لما اعمل كده هنكون اتجوزنا
سماح بفرحة :بجد خلاص ناوي تيجي تتقدم ليا
بسام بابتسامة صفراء :طبعا ياسوسو ده انتي روحي
بعد فترة كان زاهر يقود السيارة في طريقه إلى الشركة ومن خلال المرأة كان يرى الانفعالات على وجه أكنان ما بين الغضب والعبوس..ألتزم زاهر الصمت....وظل الصمت سيد الموقف حتى وصولهم أمام باب الشركة
وفي داخل مكتب أكنان
زاهر: أنا هخرج ...أشوف أحوال الأمن في الشركة
ملامح أكنان مبهمة عندما تحدث: أستنى يازاهر....
- نعم يا أكنان
-عايزك تشتري الكافيه
نظر زاهر له بدهشة :عايز تشتري كافيه الزنبقة السوداء
هز أكنان رأسه قائلا بلهجة قاسية: أيوه يازاهر...أشتريه بأي طريقة وبأي ثمن
تحدث زاهر بلهجة عملية : أعتبر نفسك من النهاردة صاحب الكافيه
قال أكنان بهدوء : هو ده الكلام النهاردة يكون الكافية بأسمي
هز زاهر رأسه بالإيجاب
نظر لها أكنان قائلا : أشوفك بالليل على خبر أني بقيت صاحب الكافيه
ثم أشار له بالانصراف وبمجرد خروج زاهر ....قام بالاتصال بدينا ...فهو التقاها في آخر سهرة له وشعر بانجذاب تجاهها...ازيك يا دينا
دينا بلهجة سعيدة :كويسة ...أخيرا أتصلت أنا كنت بحسبك نسيتنى
- لا طبعا انتي على بالي من أول مرة أتقابلنا فيها
دينا بابتسامة: لو كنت على بالك كنت رديت على مكالمتي ليا
تحدث أكنان بحدة خفيفة :كنت مشغول
عندما لحظت حدة رده قالت بدلع : بس انت وحشتني اوي
قال أكنان : انا عندي عشاء عمل النهاردة....عايزك معايا النهاردة فاضية
ردت عليه بضحكة خفيفة : لو مش فاضية ..أفضى ليك مخصوص
أخذ ينقر بخفة فوق طاولة مكتبه: هبعت ليكى السواق على تسعة بالليل تكوني جاهزة في الميعاد
دينا بدلع : وقبل الميعاد كمان
أكنان : سلام
دينا بضحكة خفيفة : باي باي ....وضعت دينا الهاتف على الطاولة وانفرجت أساريرها عن ضحكة خفيفة
روجينا بفضول: شكلك كأنك وقعتي على كنز
دنيا بابتسامة: ده أنا الدنيا ضحكت ليا ...مش وقعت على كنز انا وقعت على اللي اكبر من الكنز
روجينا بحب استطلاع:شوقتيني اعرف ايه اللي فرحك كده وكنتي بتكلمي مين
ردت بابتسامة :كنت بكلم أكنان
روجينا بصدمة :أكنان تقصدي أكنان بتاع مجموعة شركات القاسي
هزت دينا رأسها :ايوه هو
روجينا سألتها بلهجة حاسدة :واتقابلتو ازاي...وامتي مقولتليش يعنى ياسوسة انك قابلتيه قبل كده
ردت دينا بابتسامة :اتقابلنا في حفلة خاصة كنت بغني فيها... وطول السهرة كنا مع بعض وبعد ما الحفلة خلصت طلب مني نكمل السهرة عنده في البيت
سألت روجينا بفضول:وانتي رحتي معاه
ردت دينا نافية :لا طبعا رفضت... قلت خليكي يابت صعبة عليه عشان تلفتي انتباه أكثر... بس هو من وقتها متصلش وكنت بحسب نفسي خسرته... بس مطلعتش خسرانه وهو اتصل بيا وعايزني اسهر معاه
تحدثت روجينا بغيرة :يابختك... بقولك يا ديدي... عايزة منك خدمة صغيرة أوي
دينا بسؤال:خدمة إيه اللي عايزها... إنتي عارفني مش بعمل حاجة ببلاش
روجينا قالت :عارفة وخدمتك مردودالك
دينا باستفهام:قوليلي بقا عايزه ايه
روجينا برجاء:عايزاكي تعرفيني على المز اللي مع أكنان علطول
_ تقصدي زاهر
_ايوه هو مفيش غيره بصراحة انا معجبة بيه من زمان بشوف صوره علطول مع أكنان... سرحت روجينا في هيئته... وهمست حالمة... ده احلى من نجوم هوليود وبوليود.... إنتي تعرفي أن اللي لون عينيهم عسلي قلبهم طيب اوي وهو طيب بس مش مبين
دينا بفضول:ما دام ليكي في ألوان العيون.. لون عينين أكنان الاسود بيحكي بيقول إيه
عدت روجينا على اصابعها وهي تقول:عصبي.. غير صبور.. ثم ضحكت... وكمان وقوة عاطفته
دينا ببتسامة : خلاص انا هتصرف وهخليكي تقابليه... المقابلة عليا والباقي عليكي وانتي وشطارتك... وحقك محفوظ deal
روجينا بابتسامة ماكرة :deal
____________
ذهب زاهر إلى مكتبه وقام باتصالاته ... وعرف ان المقهي معرض أن يحجز عليه البنك في أي وقت...وأنه عليه ديون كثيرة... ارتسمت على وجهه ابتسامة ظافرة... فعمليه الشراء نتيجة هذه المعلومات لن تستغرق عدة ساعات... فقرر الذهاب الآن إلى السيدة شهيرة وأن يعرض عليها شراء الكافيه في مقابل تسديد ديونها وأيضا حصولها على شيك بالملايين... وهو في طريقه للخروج من بوابة الشركة....وجدها أمامها تتبختر في مشيتها بأناقة.. مرتدية بدلة كريمية اللون مبرزة جمالها أكثر.. تسمر في مكانه للحظات شاردا متأملا أيها باشتياق... وفجأة يتحول وجهه لنيران مشتعلة عند ظهور كريم وقيامه بإمساك يدها والضغط عليها
تحدثت بيسان بدلع :يلا بينا يا كيمو
غضب بلا حدود سيطر عليه عند سماعه نطقها لفظ التحبب خارج من شفتيها
بيسان نظرت إلى زاهر الذي مازال واقف مكانه تحدثت ببرود:وسع الطريق عشان نعرف نعدي
زاهر جز على اسنانه بغضب: اتفضلي يا هانم
ثم خرج من بوابة الشركة هو يدق على الأرض بغضب
نظر كريم خلفه وعند تأكده من تمام رحيله....ضحك بنبرة عالية :ههههه شوفتي منظره... الغيرة كانت هتنط من عينيه ....ده كان عامل زي القنبلة الموقوتة لما شافني ماسك ايدك
سألت بأمل :بجد ياكريم هو شكله غيران عليا
اجابها كريم بجدية :ايوه يا بنتي دي نظرة دنجوان قديم
ضحكت بيسان على رده :طيب ياحضرة الدنجوان بالنسبة لنظرة حضرتك الخبيرة.. ممكن تجاوبني على سؤالي هو منظره دلوقتي بيقولك إيه
تصنع كريم نظرة التفكير العميقة :بالنسبة لنظرة خبير زي متمرس في أمور الحب اقدر اتكلم واقولك
نغزته بيسان بحدة في صدره قائلة بغيظ :هات من الاخر يا بارد
كريم بزعل مصطنع:اااه ياقلبي.. القلب اللي كله حيوية وحب يتقال عليه بارد
كلامه أثار سخطها:هات من الاخر بقا... بيحبني ولا لأ
الهزل اختفى ليتكلم بجدية: بيحبك
_بجد ياكريم بيحبني
_ايوه بجد وانا متأكد من كلامي هندرد برسنت
تمتمت بيسان بحزن :بس هو قالي زمان إنه بيحبني زي أخته وعمره ماهيفكر فيا كحبيبه وهو اصلا السبب في سفري واني اكمل دراستي برا
تكلم كريم بحب:كل ده عارفة انتي قولتيه ليا... بصراحة يابسبوسة انا مش جيت مخصوص عن الصفقة الجديدة كان ممكن اي حد غيري يجي مكاني
سألت بيسان :أمال جيت ليه
نظر لها بحنو :عشانك إنتي يا بيسان عشان طول السنين اللي كنتي عايشة فيهم معانا نظرة الحزن مكنتش بتفارق وشك... فانا بقى قررت اشوف البني ادم السبب في حزنك... عشان اخلص عليه وانتقم منه
قالت بذعر : لا مش عايزاك تخلص عليه
نظر لها بابتسامة ماكرة :مادام مش عايزني اخلص عليه... يبقى تخليني افكر ازاي اخليه يعترف بحبه ليكي
تمتمت بيسان :أنت بتقول أيه ياكريم
رد كريم :اللي سمعتيه.. بس انتي تسمعي كلامي في إللي هقوله ليكي.. هخليه يطلب منك العفو والسماح على اللي عمله معاكي زمان وانتي بقى وقتها تعملي اللي تحبيه
قالت بعدم تصديق : بجد ممكن زاهر يقولي بحبك... ممكن يقولي عايز اتجوزك
رد كريم بثقة:متأكد أوي.. إنتي إزاي مكنتيش شايفة نظراته ليكي... سهل اوي تخليه يرفع الرايا البيضا ويعترف ليكي... زمان كنتي صغيرة دلوقتي لا وتقدري تخليه يقولك تتجوزيني مش يقولك بحبك... بس انتي اسمعي كلامي..
قطبت بين حاجبيها بتركيز عميق:وانا معاك في اي حاجة... خلينا ورا الفشار لحد باب الدار
كريم بابتسامة :ألفاظ بيئة بيئة
___________
انتظرت زهرة ميعاد انصرافهم وتحدثت مع بسام بخصوص نسبتها
قالت زهرة بإصرار : نسبة الاتنين في الميه قليل اوي... أنا عايزه خمسة في الميه... بصراحة كلامك معايا جاه في وقته وبعد ما فكرت كويس لقيت المثل والمبادئ مش بتأكل عيش ولا هضمن اجيب بيهم علاج أمي
رد عليها بسام :تمام وانا موافق... الطلبيه الجديدة هتكون ليكي نسبة العشرة في المية
نظرت له ببرود :تمام.. وتنصرف بعدها مباشرة... حاملة ماشا بين ذراعيها... عائده لمنزلها
وبعد مرور عدة أيام.. اشتغلت بيسان في الشركة تحت إلحاح منها... حتى يكون زاهر أمام عينيها لتستطيع تنفيذ خطتها... وأكنان أستمر بالخروج مع دينا بصفة يومية
_________
تفاجأة زهرة بطلب مادام شهيرة لها وأنها تريد الكلام معاها في أمر هام
تحدثت شهيرة بأعصاب ثابته :بصي يا زهرة انا المفروض كنت قولتلك الكلام ده من كام يوم... بس مكنتش فاضية بصفي وببيع كل اللي ورايا عشان خلاص ناوية اسافر اعيش مع إختي في إيطاليا
نظرت لها مصدومة:مسافرة طب والكافيه
ردت شهيرة بهدوء :بعته من كام يوم...الكافيه كان عليه ديون كتير وبصراحة جالي في عرض مغري فما صدقت ووافقت على البيع
زهرة تأثرت بشدة بخبر البيع :طب وأنا
أجابتها شهيرة متوترة :بصراحة يا زهرة الكافية المالك الجديد قرر يقفله وبيقول هيفتح حاجة تانية... وعشان كده كل اللي شغالين في الكافيه معايا.. كل واحد هياخد شهر مكافأة...ثم أخرجت من درج مكتبها مبلغ مالي... خدي يازهرة ده شهر مكافأة ومع مرتب الشهر ده كمان
نظرت زهرة للمبلغ الموضوع على سطح المكتب بكأبه :خلاص يا مدام الكافية هيتقفل
_ايوه يازهرة خلاص كل الحسابات اتصفت والمالك ناوي يقفله
_ والمفروض هتمشي امتى
_من بكرا يا زهرة... الكافيه هيتقفل من بكرا
ردت زهرة مذهولة :بكرا بكرا.. حدثت نفسها بهمس...أعمل إيه دلوقتي مع بسام والفواتير.. يا مصيبتك يازهرة
سألت شهيرة :بتقولي حاجة يازهرة
زهرة بغم :مش بقول حاجة يامدام
تحدثت شهيرة قائلة:أنا عارفة اللي حصل صدمك...بس العرض كان مغرى وكل حاجة جيت مرة واحدة وكنت مشغولة خالص...متزعليش مني يا زهرة عشان لسه قايلة ليكي دلوقتي مقولتش من اول مابعت بس زي ماقولتلك كله جاه ورا بعض مرة واحد ة معرفتش اخد نفسي
زهرة تنفست بعمق في محاولة لتقبل كلامها بهدوء.. السيدة شهيرة من حقها التصرف في المقهى كما تريد دون أخبارها بشئ.. ردت عليها بهدوء :مش زعلانة... أنا عايزه ليكي كل خير... بعد اذن حضرتك هروح افضي مكان شغلي مادام الكافية صاحبه هيقفله..
قالت شهيرة بنبرة شجيه: مع السلامة يازهرة
ردت زهرة بحزن :مع السلامة يامدام
خرجت من المكتب تكاد لا ترى أمامها من شدة بؤسها...لتصطدم بآخر شخص تتوقع رؤيته...وقبل أن تقع قام بلف إحدى ذراعيه بقسوة على خصرها الغض وضغط اكثر حتى أخرجت تأوه خافتا.. أااه
رمقته بنظرة مرعوبة فبادلها أخرى تنذر بغضبه ولكن سرعان ما تحولت إلى نظرة انتصار تبعتها ابتسامة ماكرة ثم قال بثبات: أنا محدش يقولي لأ
يتبع..
رواية زهرة ولكن دميمة البارت الرابع بقلم سلمى محمد
خرجت من المكتب تكاد لا ترى امامها من شدة بؤسها...لتصطدم بآخر شخص تتوقع رؤيته...وقبل أن تقع قام بلف إحدى ذراعيه بقسوة على خصرها الغض وضغط اكثر حتى أخرجت تأوه خافتا.. أااه
رمقته بنظره رعب فبادلها بأخرى تنذر بغضبه ولكن سرعان ما تحولت إلى نظرة انتصار تبعتها ابتسامة ماكرة ثم قال بثبات: أنا محدش يقولي لأ... مفيش حد يقدر يقولي لأ
الذعر سيطر عليها عندما احكم قبضته على خصرها بعنف وهو يقربها منه...شعرت انها ستصاب بنوبة من نوبات ذعرها من لمسه لها...كنت تحسب نفسها قد شفيت ولكن ماحدث الأن أخبرها عكس ذلك...فهي تشعر بالاختناق وقلبها اخذ ينبض بعنف والوخز في قدميها ويديها أخذ في التزايد...لجئت إلى تمرين التنفس فهو المتاح في الوقت الحالي... فدوائها الخاص ليس معاها الأن ... تمتمت بخفوت واحد... اثنان... ثلاثة وهي تتنفس بعمق
اختفت ابتسامته الخبيثة لتحل محلها نظرة مندهشة:أنتي بتعملي إيه
أبعدت نفسها عن قبضة يديه وخطت عدة خطوات للخلف ثم قالت بهدوء عكس ماتشعر بيه من رعب بداخلها :ملكش فيه...ولو محدش قالك لأ قبل كده... أنا سعيدة أني اول واحدة أقولك لأ... وبقولك تاني والمرة دي في وشك لأ أنا مش هشتغل عندك...
تفاجأ من ردها فقال بقسوة :وأنا هخليكي تندمي على ردك معايا بألاسلوب ده
زهرة بانفعال:ليه بقا أنت فاكر نفسك أيه عشان تهددني ولا عشان معاك شوية فلوس فاكر نفسك هتشتري الناس بيها وكل اللي تطلبه يتنفذ.... لا تعلم لماذا تحدثت معاه بعدوانية.. لماذا حتى قالت له لا... فالمالك الجديد سيقوم بإغلاق المقهى والفواتير أصبحت بلا قيمة بمجرد امتلاك المقهى شخص آخر.. بيع الكافيه أتى في صالحها وأصبح تهديد بسام لها في طي النسيان...سبب رفضها للعمل عنده أصبح في خبر كان وهي الآن أصبحت بلا عمل وفي أشد الحاجة لوظيفة جديدة...هزت رأسها بعنف محدثة نفسها... لماذا قولتي لا مرة أخرى يازهرة...
تحدث أكنان بغضب وأشار لها مهددا: هتدفعي تمن كلامك ده وبالغالي أوي
وجدت نفسها بدون أرادة منها ترد بسخرية :المفروض بقا أنا أخاف منك واقولك معلش سامحني... ثم صفقت بيديها وهي تضحك...عايز تسمعني بتوسل ليك...رسمت على وجهها ملامح نادمة وشبكت أصابع يديها ووضعتها أمام وجهها... أنا بقولك اهو انا ندمانه وبعتذر ليك.... ثم ضحكت باستهزاء... أكيد استريحت وبقيت مبسوط لما اتأسفت... معلش كان نفسي نتكلم مع بعض اكتر من كده بس مضطرة أسيبك وامشي ... ثم تركته واقف مكانها وهو ينظر لها غير مصدق ما رأه...فلأول مرة في حياته يصاب بالحيرة غير قادر على تفسير مايحدث أمامه.. قال مرددا:مجنونة... أكيد مجنونه
التفتت له قائلة متصنعة الإهانة :سمعتك على فكرة ومش هقول غير ربنا يسامحك... ثم تحركت مبتعدة
وقف مكانه منذهل وهو يشاهد ابتعادها قائلا:أول مرة في حياتي اشوف كده.. لتظهر شبح ابتسامه على وجهه محدثا نفسه بأنه سيشعر بالمتعة عندما تتذلل له لمسامحتها...ودلف بعدها مباشرة إلي مكتب شهيرة
بقلم سلمى محمد
ذهبت زهرة مسرعة إلى الدولاب الخاص بيها أخرجت حقيبتها وبأصابع ترتجف بحثت بداخلها عن الدواء الخاص بيها...تناولت الكبسولة مباشرة دون ماء... أخذت تتنفس بصوت مسموع لعدة دقائق... حتى شعرت بالراحة ثم دلفت إلى حمام لكي تغسل وجهها وعندما انتهت نظرت للمرأة الماثلة أمامها ... أيه اللي عملتيه ده فين هدوئك؟
... ليه اترعبتي جامد اول ما لمسك... ليه جسمك اتشنج... ليه ليه يازهرة... ليه اتصرفتي معاه بعدوانية وجنون... كان كفاية تمشي وتسيببه
وبعد مرور وقت قصير... جاءت مادام شهيرة
تحدثت قائلة :مالك الكافيه عايز يشوفك
ردت زهرة بتساؤل :أنا
_ هو سأل عن الشغالين في الكافيه وبعدين طلب يشوفك
_ ليه عايز يقابلني مادام هيقفل الكافيه... رجعت زهرة فلاش باك من وقت خروجها من مكتب شهيرة واصطدمها بيه... اتسعت عينيها هامسة بخفوت... مستحيل.. ثم سألتها بخشية: هو جاه امتى
أجابتها شهيرة :معرفش هو عايزك ليه انتي بالذات انا استغربت زي زيك بالظبط لما طلبك بالاسم ... وجاه بعد ماخرجتي من عندي علطول
هتفت غير مصدقة : هو اللي بيحصل ده بجد
اندهشت شهيرة من كلام زهرة :في ايه يازهرة... هو في حاجة حصلت وانا معرفهاش
أجابتها نافية:لا طبعا مفيش حاجة
طب متعرفيش ليه عايز يشوفني يامدام
هزت شهيرة رأسها بالنفي :علمي علمك يازهرة.... أنا هتابع الكافيه.. لحد ما تخرجي من عنده
دلفت زهرة إلى المكتب والعديد من المشاعر المختلفة تتحكم فيها مابين فضول وقلق
تحدثت بثبات :حضرتك طلبتني
أكنان بلهجة قاسية :طبعا عرفتي اني بقيت مالك الكافيه
ردت زهرة:عرفت بس اللي مش قادرة استوعبه...انت ليه اشتريت الكافيه
نهض آكنان من مكانه فهو يحب السيطرة عندما يتحدث... اقترب منها بثبات قائلا :اه طبعا مستغربة عشان ذكائك محدود وأشار بتجاه رأسها... ماهو لو في عقل هنا كان زمانك عرفتي انا ليه اشتريت الكافيه
هزت زهرة رأسها برفض :لا مش معقولة...تكون اشتريته عشان قولتلك لأ مش عايزه اشتغل عندك
نظر لها بانتصار: ايوه
قالت بذهول:اشتريت كافيه بالملايين عشان قولت لا
تحدث ببرود : انا محدش يقولي لأ واسكت... محدش يقف قصادي ويغلط ... الكافيه واشتريته... نظر لها بشماته قائلا.... أااه نسيت اقولك انتي مطرودة.
نظرت له غير مصدقة مايحدث :أااانت أشتريت كافيه عشان تطردني منه... كافيه هتقفله بعدين
_ وعقابي ليكي مش هيقف لحد طردك وقفل الكافيه... عقابي ليكي هيستمر لحد مايجي اليوم وتبوسي جزمتي تطلبي الصفح والسماح
في هذه اللحظة تمنت الرجوع بالزمن وسحب جميع اهاناتها له....فهي لن تتحمل عداوة هذا الوحش فهو قادر على تدميرها... لذلك فضلت الصمت
صاح أكنان في وجهها: يلا اطلعي برا
في داخلها بركان ثائر يريد التمرد ورد الإهانة بالإهانة..وبصعوبة بالغة تحكمت في نفسها فهي في رقبتها مسئولية أسرة سوف تضيع بدونها... نظرت له بعيون فارغة قائلة بثبات:حاضر .... ثم خرجت مباشرة دون النظر خلفها
انتظر أكنان توسلها.. لكنها خرجت دن ان تبالي بالاعتذار له...فشعر بغضبه يتزايد فتوعد لها بالانتقام
_________
داخل شركة القاسي... كان زاهر في جولته المعتاده في أنحاء الشركة للاطمئنان على سير العمل دون مشاكل...وهو في طريقه إلى مكتب زاهر... رأى بيسان تقترب تجاهه
تحدثت بيسان بلهجة ناعمة:أنا عايزاك تاخدني في جولة في الشركة عايزه اعرف كل مكان فيها والشغل بيدور إزاي
رد زاهر بحدة:عندك اي حد من الموظفين ممكن يقوم بالمهمة دي
عضت بيسان على شفتيها الوردية اللون قائلة :وانا مش عايزه اي موظف... عايزه اكتر واحد بيفهم هنا وعارف كل خبايا الشغل...وبعد تفكير كتير وقع اختياري عليك
اثارته حركتها البسيطة...حاول التكلم بصوت هادئ:حاضر يابيسان... تعالي معايا عشان اوريكي مكاتب الموظفين والشغل ماشي أزاي
- دلوقتي مينفعش
_ هو مين اللي طلب الأول
_انا طلبت بس مش دلوقتي بعدين.. أصل هستني كريم الأول.. أصل وعدتها إنه هياخد جوله معايا في الشركة
جز على أسنانه بغضب :نعم
نظرة له بمكر:اللي سمعته يازيهو... اول ما كريم يجي هتاخدنا احنا الاتنين في جولة
زاهر بغضب مكتوم :مين زيهو
_ أنت طبعا حلو اسم الدلع
_ بلاش يابيسان تختبري صبري
_يبقا مش عاجبك الدلع ايه رأيك في زهوزه
زاهر زفر بغضب :أسمى زاهر.. زاهر وبس
زمت شفتيها بضيق:خلاص براحتك... كفايه عليا ادلع كيمو حبيبي
تشنجت عضلات وجهه بشدة.. شعرت بيسان بالخوف فوجهه ينذر بالعنف
بيسان بقلق :انا هروح على مكتبي واول ماكريم يوصل هبلغك... لم تنتظر اجابته وولت هاربة من أمامه
عندما دلفت إلى مكتبه وجدت كريم جالسا وهو يضع قدم فوق الاخرى... سألها بفضول : عملتي اللي قولتلك عليه
ضحكت بيسان بخفة:كان ناقص يضربني...انا مصدقت مشيت من وشه...اتصل بيه دلوقتى
رد كريم : خليه مستني شوية عقبال لما تحكيلي كل اللي حصل بينكم بالكلمة
جلست بيسان على الكرسي وارتسمت على شفتيها ابتسامة...
ذهب زاهر إلى مكتبه وأغلق الباب خلفه بعنف واتجه ناحية كرة الملاكمة الموجودة في الركن وبدون ارتداء القفازات اخذ في توجيه العديد من اللكمات لها بدون توقف حتى افرغ غضبه وعندما انتهى تنفس بحدة ولم يبالى بتطهير أصابع يده النازفة ...جلس على الكرسي واضعا رأسه على المكتب مسترجع ذكرياته الخاصة مع بيسان فهي كبرت أمام عينيه من طفلة جميلة لمراهقة أشد جمالا...محركة فيه غرائز محرمه عليه مجرد التفكير فيها
شفتيه ابتسمت عندما تذكر اول محاولة لها في إعداد وجبه افطار وآخر مرة رأها.. فهي تراهنت معاه لو اعدت وجبه افطار له ونالت إعجابه سوف تقود سيارته
نظرت له ببرائة :أنت وعدتني تخليني اجرب اسوق عرببتك
بادلها بنظرة مبتسمة:وعدتك لما تكملي السن القانوني اللي يسمحلك تسوقي عربية
زمت شفتيها بغضب طفولي :بس انت علمتني كويس... بليز خليني اسوق عربيتك بدل ماسوق عربية تانية
عبس بقلق: مش هتعملي كده خالص
حركت يديها في الهواء بيأس:طبعا مش هعمل كده خالص وازعلك مني... طب ايه رايك لو عملت ليك فطار وعاجبك تخليني اركب عربيتك
رد زاهر بالموافقة فهو واثق من فشلها في إعداد مجرد بيضة مقليه :وانا موافق
قفزت في مكانها من شدة سعادتها :وعد
رد زاهر :وعد
هرولت من أمامه مسرعة وفي خلال نص ساعة كانت قادمة في الجنينه وهى تحمل الصينيه وتعلو وجهها ابتسامة منتصرة وقامت بوضعها على الطاولة الموجودة امامه
بيسان بثقة:الفطار جاهز
عندما تذوق مااعدته نظر لها بذهول: أنتي اللي عاملة الفطار ده
هزت رأسها وهي تنظر له بسعادة :ايوه إنا
سأل زاهر :من أمتى وأنتي بتعرفي تطبخي
_اخدت دورات في الطبخ عن طريق النت... عاجبك الفطار
_هو ده محتاج سؤال طبعا عاجبني
_ يبقا هسوق عربيتك
هز رأسه بابتسامة :طبعا وعد الحر دين
بمجرد سماع موافقته....رقصت مع نفسها بسعادة متناسية ما حولها واندمجت في الرقص.. أخذت تقفز وتدور حول نفسها وشعرها الأسود الحريري يتطاير في الهواء ويلتف حول وجهها بين التارة والاخرى...نظرته المبتسمة اختفت بالتدريج وحلت محلها نظرة أخرى.. نظرة راغبة... اقتربت منه بيسان وحضنته غير واعية بتغير مشاعره...رفعت نفسها على أطراف أصابع قدميها وقامت بتقبيله من وجنتيه... لم يتحرك وظل ثابت في مكانه من حدة مشاعره...وبيسان أيضا تاهت هي الاخرى فهي أخفت حبها له كثيرا... ففقدت سيطرتها وقامت بلمس وجهه بحب وعندما ظل ساكن تشجعت على اتخاذ فعل جريء ورفعت رأسها لتقبله... فاق زاهر في اللحظة الحاسمة.. وصفعها بالقلم هاتفا:ليه عملتي كده
وضعت يديها على مكان الصفعة مذهولة :عشااان اناا بحبك
تحدث زاهر بغضب :وأنا مش بحبك... واللي حصل دلوقتي ميتكررش تاني..
بيسان بدموع :بس كل تصرفاتك وافعالك معايا بتقول عكس كده
زاهر رد بانفعال:معاملة اخ لاخته مش اكتر... مش حب
بيسان برجاء :بس انا
زاهر بغضب :كفاية يابيسان... أمشي دلوقتي وشيلي الكلام الفارغ ده من دماغك... عشان انا طول عمري بفكر فيكي زي اخت وبس
وهذه كانت آخر مرة يرى فيها بيسان فقد سافرت بعدها إلى أمريكا
فاق زاهر من شروده على صوت رنين مكتبه... رد قائلا ببرود :ثوانى وهكون عندك
وفي خلال دقائق كانت بيسان بجواره وبجوارها كريم
اخذ يدور بيهم في الشركة متحدثا بثبات عن كل قسم
.. وفجأة ادعت بيسان الوقوع... وعندما حاول زاهر أمساكها... غمزت لكريم فقام هو بأسنادها... شعر زاهر بالغضب عندما لجئت لكريم وقامت بتجاهله
بيسان :معلش يازاهر مش هقدر اكمل معاك رجلي واجعتني... خلي بقيت الجولة بعدين.. ثم وجهت حديثها لكريم... يلا بينا ياكيمو
جز على أسنانه بغضب : اللي تشوفيه وانا تحت الخدمة... همشي انا بقا مادام وجودي بقا زي قلته بينكم أسيبكم تاخدو راحتكم... وانصرف متمتا بانفعال... ماشي
نظر لها كريم مبتسما :الراجل هيجراله حاجة من الغيرة
_احسن يستاهل ده أنا شوفت إيام حزن بسببه ويقولي انتي زي اختي... مش هستريح الا لما اخد حقي منه
_وانا معاكي يابسبوسة...
_________
زهرة قامت بجمع أغراضها وقبل خروجها قامت بتوديع مدام شهيرة وبعد انصرافها أخبرت جميع العاملين بأن المقهى تم بيعه
نظر بسام إلى سماح بدهشة هامسا بخفوت : ياخسارة... الكنز اللي بنغرف منه بح خلاص
شهيرة :كل واحد فيكم ليه شهر مكافأة.. واي متعلقات خاصة ياريت تاخدوها معاكم وانتو ماشين... ثم انصرفت تاركة الكل مصدوم
سماح بسؤال :واحنا هنعمل ايه دلوقتي
بسام بلامبلاة :قصدك انتي هتعملي أيه
_تقصد ايه بكلامك
_اقصد اللي فهمتيه... يعني كل واحد فينا من سكة
_أنت بتتخلى عني يابسام... والوعود اللي وعدتها ليا
_بليها واشربي ميتها
نظرة له بغضب:ماشي يابسام اما ورتك
رد بسخرية:أعلى مافي خليك اعمليه
تحدثت بانفعال: أنا هوريك هعمل إيه... أما خلتك تقول حقي برقبتي مبقاش أنا
بسام بسخرية :ده لو شوفتي وشي تاني... أنا خلاص هسافر وهسيب البلد هنا... سلااااام ياسوسو
#زهرة_لكن_دميمة_بقلم_سلمى_محمد
شاهدت أنصرافه بغضب فتوعدت له بالانتقام بأي وسيلة...طول الطريق إلى منزلها توصلت إلى فكرة جهنمية...قبل أن تدخل إلى الشارع المؤدي لمنزلها... أنزوت في ركن بعيد عن الأعين وقامت بتقطيع ملابسها واحداث العديد من الكدمات في جسدها عن طريق ضرب جسدها في الجدار و عندما انتهت.. خرجت ومشيت حتى وصلت بالقرب من منزلها والعيون تراقبها بفضول وهمساتهم الخافتة تتصاعد...صعدت الي شقتها وعندما فتحت امها الباب تصنعت الإغماء وخرت ساقطة تحت قدميها
شهقت حسنية بصدمة :يالهوووي...
خرج اخوها على صريخ امه
حسان عند رؤيتها لأخته مغمى عليها ووضعها على الاريكة الموجودة في استراحة الشقة
حسان بصوت غليظ :هاتي ياما كوباية مية
أحضرت حسنية كوب الماء مسرعة
اخذ الكوب وصب محتوياته على وجهها
شهقت سماح بحدة وتصنعت البكاء
سأل حسان :ايه اللي حوصل
ردت بصوت متقطع وهي تبكي :بسام استغل الكافيه فاضي واتهجم على شرف اختك
صاحت حسنية بصوت عالي :يا مصيبتك السودة ياحسنية
تشنج وجه حسان :اكتمي ياما دلوجتي... بلاش فضايح
لطمت حسنية على صدرها: ماخلاص اتفضحنا
حسان بغضب : أنتي هتسافري ويها دلوجتي الصعيد عند أعمامي
_وانتي هتعمل ايه ياولدي مع الكلب اللي هتك عرض خيتك
_هنتجم لشرفي ياما... ثم خرج من المنزل وقام بالعديد من الاتصالات واتفق مع أصدقائه للاجتماع
في الميكروباص الخاص بيه..وبعد حضور الجميع واخباره بما حدث وماينوي على فعله... انطلق بالميكروباص وأنتظر أسفل منزله منتظرين خروجه وتحرك الميكروباص خلفه مترقبين خلو الشارع من المارة.. وعند حدوث هذه اللحظة هتف حسان :هاتوه دلوجتي.. نزل اربع رجال ملثمين... وقامو بشل حركته
بسام صارخا: انتو مين
أجد الرجال بغلظة :هتعرف بعدين... وقامو بضربه على رأسه ليفقد وعيه مباشرة
أستيقظ بسام بعد فترة مفزوع من الماء الملقي فوق رأسه...
سأل بسام بخوف :هو حصل ايه
رد حسان بشر :حوصل إنك هتكت عرض خيتي سماح بالغصب
_أناا معملتش حاجة
_هي اللي جالت بنفسها بعد ماجيت خلجتها متقطعة... أنت عارف عوقبت ده في سلو بلدنا يبقا إيه
نظر له بسام برعب:انا معملتش حاجة انا برئ
صاح حسان بغضب :قلعوه هدومه التحتنيه يارجاله
نظراته تجولت بينهم بفزع :أنت هتعمل إيه
رد حسان بغضب:هنفذ فيك سلو بلدنا اللي بيتفذ في الأشكال اللي زيك...
بسام بتوسل :أبوس رجلك ياحسان بلاش... أنا مستعد اتجوزها دلوقتي
صرخ فيه حسان : دلوجتي بتترجني كيف الحريم مرحمتش ليه خيتي وهي بتتوسل ليك
هتف بسام بدموع :متهجمتش عليها
رأى بسام حسام يخرج السكين من جيبه ونظراته المصممة على فعل مايريد فقرر قول الحقيقة فهتف بيأس :كان برضها هي عملت كده عشان تنتقم مني عشان قولتلها مفيش جواز
صفعه بالقلم قائلا :أخرس كمان بتتبلى عليها
بسام بدموع :روح اكشف عليها وهتعرف اني مش بكذب واللي حصل برضاها... أنا متهجمتش عليها
حسان بصياح :كتفوه... أنا هخليك متنفعش بعد النهاردة..
صرخ بسام :لااااا لااااا لتنقطع صرخاته ساقطا الوعي والدماء تتساقط بغزارة أسفله
قام بقطع أثمن ما يمتلكه رجل.. مما جعله لا يصلح لأي فتاة بعد اليوم وكان الأمر عقاباً لهتك عرض شقيقته
يتبع..
رواية زهرة ولكن دميمة البارت الخامس بقلم سلمى محمد
عندما انتهى حسان من أخذ ثأره... تحدث إلى رجاله أمرا :أرموه في أي خرابه
انصرف بعدها مباشرة والشكوك تعصف بداخله...كلامه تردد مرارا وتكررا في داخل عقله.. كل شيء كان برضاها... برضااااها... برضاااااها
اتسعت عينيه بالغضب من مجرد التفكير في صدق كلامه.. حتى قرر في النهاية التأكد من شكوكه
بمجرد دخوله من باب الشقة....صاح مناديا... سمااااح
خرجت حسنية من الغرفة مسرعة على صراخ إبنها :حوصل إيه
رد عليها بغلظة :خلي سماح تلبس خارجين دلوجتي
تحدثت حسنية بمرارة:جولي عملت ايه مع الكلب
_ أخدت بتاري منه
_ جتلته
رد بابتسامة صفراء:عملت فيه اللي اسوء من الموت.. إللي يخليه يقول الموت ارحم ليه
_عملت فيه ياولدي برد نار غليلي
_خليته مينفعش واصل للجواز بعد أكده
لمعت عينيها بالتشفي:يستاهل....هنسافر دلوجتي احنا خلاص مبقاش لينا قعاد في البلد اهينا بعد فضحيت خيتك لينا... هتعمل أيه في الشقة وشغلك
رد حسان بلهجة غليظة : هبيع الشقة بعدين وهقفل كل شغلي اهينه... بس جبل السفر هنروح مشوار الأول..جوليلي حضرتي شنط السفر
سألت مستفهمة : الشنط جاهزة ومشوار ايه ياولدي
زفر بغضب قائلا :هتعرفي بعدين ياما... ادخلي ليها وجولي ليها تلبس
دلفت حسنية إلى غرفة ابنتها.. تحدثت لها قائلة بقسوة :غيري خلجاتك... يارتني كنت كتمت نفسك أول ماولدتك وعرفت انك بنته... يا فضحتك ياحسنية
ادعت سماح المرض قائلة بصوت ضعيف :حاضر
انتهت سماح من تغيير ملابسها...ثم خرجت من غرفتها محنية الرأس
نظر لها حسان بغضب وبداخله شك يكاد يفتك بيه:يلا بينا
قاد الميكروباص وهو صامت
سألت حسنية :مجولتش احنا رايحين فين
نظر من خلال المرأة مثبتا نظراته الغاضبة على سماح...ليرد:بعدين
بعد فترة من القيادة توقف بالميكروباص أمام عيادة
رفعت سماح رأسها تنظر من خلال الزجاج... لمعرفة سبب توقفه.. اتسعت عينيها بصدمة عندما رأت المكتوب على اللوحة..
حسان مناديا:انزلي يلا
ترددت سماح بالخروج... فصاح فيها :بجول انزلي
حسنية وهي بجواره نظرت له بفضول :هو انت واجفت هنا ليه ياولدي
_هجولك ياما.. واجفت هنا ليه.. عشان هكشف عليها الأول قبل مانسافر
_ كشف إيه
_ هشوف إذ كانت بتقول الصدق ولا كانت بتكذب علينا
_انا مش فاهمة ايتوها حاجة
تحدث حسان بغضب:بسام قال ان كل شيء كان برضاها.. وهي عملت كده عشان تنتجم منه لما خلي بيها
لطمت حسنية على صدرها :يالهوووي....ثم أمسكت شعر سماح وأخذت في رأسها... انطجي كلام خيك صوح.. انطجي ... تساقطت الدموع من عينيها وهي تقول... لاااا
قال حسان بغضب مكتوم : مش في الشارع ياما.. بكفايا فضايح وكله هيبان لما الضكتورة تكشف عليها
ظلت واقفة مكانها جسدها ينتفض من الخوف... لم تمتثل لنادئه لها... فقام بجذبها من ذراعها بعنف ليجرها جر... حتى دلف بيها إلى داخل العيادة...
ظلت سماح صامتة...تفكر في وسيلة للخروج من هذا المأذق...كسر صوت الممرضة صمتهم... نظرت لها سماح مرعوبة...لو تم الكشف عليها سيظهر كذبها
... وفي محاولة للهروب قالت بثبات :أنت إزاي تشك فيا ياحسان.. ثم نظرت إلى امها :ماتقولي حاجة ياماما....قولي ليه ميصحش اللي بتعمله ده... يلا بينا نمشي من هنا ياماما... أمسكت ذراع والداتها في محاولة للخروج من العيادة
نظر لها وهمس بغضب:رايحة فين... يلا بينا
تحركت معاه وهي تشعر إنها تخطو ببطء نحو موتها... دلفت للداخل كالمغيبة
في الداخل.. قالت الطبيبة بهدوء : الاسم سماح مين فيكم
أشارت حسنية لها بقهر :بنتي سماح
سألت الطبيبة :بتشتكي من أيه
قال حسان بقسوة : عايز اعرف اتهتك عرضها إمتى
تحدثت الطبيبة بنبرة عملية :تمام... تعالي معايا واشارت الى سماح.. ودخلت بيها غرفة الكشف
قالت الطبيبة:اطلعي نامي على السرير ده
في الخارج
قالت حسنية : أنت متأكد من كلامك ده ياحسان
حسان بشر:هيبان لما الضكتورة تطلع
_ يامصيبتك لو طلع شكوك صح...يبقا مكفهاش فضحيتنا لينا... دي كمان طلعت خاطية وحطت راسنا في الوحل برضاها
في الداخل
كانت تتوسل الطبيبة ان تستر عليها
الطبيبة برفض : اطلعي على السرير عشان اكشف عليكي... بدل ماخرج اقولهم انك رافضة الكشف
هزت رأسها بيأس ولمعت الدموع في عينيها وهي تصعد فوق الفراش..
قامت الطبيبة بتعقيم نفسها وكشفت عليها...جلست سماح فوق الفراش ودموعها تساقطت بغزارة على وجنتيها
الطبيبة دون الالتفات لها :البسي... ثم خرجت لأهلها.. وظلت سماح في مكانها في حالة انهيار... فحسان لن يتركها عندما يكتشف كذبها وفعلتها المحرمة... فهي تعرف أخيها جيدآ فهو سادي .. سوف يعذبها ببطء حتى تتمنى الموت... تحركت من مكانها وأخذت تنظر حولها في محاولة لإيجاد وسيلة للهروب.. رأت نافذة في الركن فتحتها لعلى وعسى تستطيع الهروب من خلالها... وجدت اسفل النافذة مكان في الحائط بارز لا يتعدى العشرين سنتيمتر ممتد لنافذة أخرى مفتوحة فقررت الهروب من خلالها
الطبيبة جلست على الكرسي قائلة بثبات مفيش أثار عنف.. والكشف بيقول انها مش بنت من فترة
حسان بغضب :طلعت بتكذب ثم هرول إلى الداخل
حسنية لطمت على صدرها وهى تتبعها :يا مصيبتك السودة... يا مصيبتك السوده
عند دخوله رائها تقفز من النافذة....في ثواني كان عند النافذة لامساكها... نظرت له مرعوبة فبادلها بنظرة غاضبة ...فقدت سماح تركيزها من شدة خوفها... حركت قدمها في الفراغ لتسقط من ارتفاع ست طوابق...نظراتهم ظلت متصلة لم تنقطع.... وهي تهوي.. يمر شريط حياتها أمامها وهي تسقط وما ارتكبته من جرم في حق نفسها تحت مسمى الحب الحرام... تمنت في هذه اللحظة التي تقترب فيها من موت مقدر لها أن ترجع بالزمن وتعف نفسها عن الحرام ولم تسلم جسدها له ليتم انتهاكه... وقبل ارتطامها بالأرض علمت انها النهاية... اتسعت عينيها وهي تلمع بالدموع مترجية المغفرة لخطئها في حق نفسها..
مرت ثلاث اسابيع على زهرة في بحث مستمر عن وظيفة والجميع يقول لها نفس المقولة.. هنبقا نتصل بيكي بعدين ...حتى مالك المستوصف بعد عدة ساعات من توظيفها قام بطردها قائلا لها:أنتي ملكيش شغل عندي... أنا مش أد الناس الكبار
سألت زهرة:تقصد إيه
تحدث مالك المستوصف قائلا :أنتي متوصي عليكي عشان امشيكي...شوفي انتي زعلتي مين منك واطلبه منه السماح
شعرت زهرة بقلة الحيلة والضعف...خرجت من المستوصف وهي تبكي في صمت وأخذت تبحث عن عمل حتى انهاكها التعب من كثرة البحث دون جدوى... فكرامتها تأبى عليها الذهاب لكي تتوسل له
وصلت زهرة إلى منزلها متأخرة كالمعتاد.. جلست على الكرسي وهي تتأوه بألم.. أخذت تدلك قدمها التى تألمها بشدة
نادت عليها أمها من داخل الغرفة :يااازهرة
دلفت إلى غرفة امها ورسمت الابتسامة على وجهها فهي حتى الآن لم تخبرها بطردها من المقهى :نعم ياماما
سألت هدى:هو أنتي هتفضلي تيجي متأخر من الشغل لحد أمتى
ردت زهرة :لحد ماتخلص التوضيبات اللي المدام بتعملها في الكافيه
زمت هدى شفتيها بضيق :صيانة ايه وتوضيبات اللي في الشتا.. مطت شفتيها بسخرية... ناس معاها فلوس
زهرة قالت بهدوء:عشان لما يجي موسم الشغل تكون كل حاجة جاهزة ومتعطلش الشغل
مطت شفتيها متمتمه : خلاص يازهرة... بس خلي المدام متروحكيش متأخر تاني
_حاضر ياماما هكلمها...انا هخرج عشان اغير هدومي والحق اعملك العشا وأكل ماشا زمانها ميته من الجوع... زهرة كرهت نفسها لكذبها على امها... فقلبها لن يتحمل القلق وكيفيه تغطية مصاريف العلاج وطعامهم
نظرت لها هدى بفضول :ماشا مين دي اللي زمانها ميته من الجوع
وضعت زهرة كف يديها على فمها مستوعبة مانطق فمها :هو انا قولت ماشا
_ايوه... مين ماشا دي
تحدثت زهرة بلجلجة :ماشا بصراحة ياماما قطة لقيتها في الشارع وشكلها كان تعبان اوي وكانت مش عايزه تسيبني وقولت اخدها أراعيها واهو اكسب فيها ثواب... اكملت كلامها برجاء... لو سمحتي ياماما خليها معايا ومتقوليش مشيها.. ظلت زهرة تتوسل أمها حتى قالت بضيق :ماشي يازهرة خليها بس مشفش وشها في الاوضة عندي خالص
حضنت امها بفرحة وقامت بتقبيل رأسها قائلة بابتسامة:حاضر ياماما
هدى بتردد :بقولك يازهرة... دوا القلب قرب يخلص وكمان الضغط هاتلي علبتين بكرا
هزت رأسها :حاضر ياماما... وانصرفت وهي تفكر في المبلغ المتبقي معاها قارب على النفاذ... فثمن الأدوية التى طلبتها أمها مكلفة جدا... حدثت نفسها بضرورة البحث اكثر وان تقبل بأي وظيفة... رن جرس الباب رنات متواصلة
تحركت بغضب... فضحى مصممة على اختبار صبرها
جزت على اسنانها :مش هتستريحي الا لما اجيبك من شعرك
ضحى بابتسامة:شدي بعدين.. بس أنا مقدرتش استنى وقولت لزم اقولك
_تقولي ايه باين عليكي عايزه تفلتي من عقابي ليكي عشان حذرتك كتير ترني على الجرس بالطريقة دي
_ لما تسمعي الخبر ده هتنسي زعلك مني
_يلا احكي ياضحى
ضحى بابتسامة :انا جالي عريس ومش اي عريس... عريس مبسوط وهعيش معاه في فيلا ... لتشرد حالمة... اخيرا جاه فارس الأحلام اللي هينتشلني من الفقر ده
_مبروووك ياضحى... ثم حضنتها... واتعرفتو على بعض إزاي
_ انا اول مرة اشوفه النهاردة
زهرة بتساؤل : طب هو شافك أمتى
ضحى بابتسامة :هو كمان اول مرة يشوفني
تحدثت زهرة بحيرة :أومال عرفتو بعض ازاي
ردت ضحى :أنا هقولك... تعرفي الست ام حمدي...العريس جاي من طرفها... أنا حكيلك كل حاجة بالتفصيل.. إنتي عارفة ان حمدي ابنها سواق تاكسي من حسن حظي ركب معاه كمال والكلام جاب كلام وأنه عايز عروسة مؤدبة ويكون أهلها في حالهم... اصل هو كان متجوز قبل كده واحدة أهلها مبسوطين وبهدلوه لحد ما طلقها... وحمدي كلم امه وأمه كلمت امي وجاه شافني النهاردة وكل حاجة جات بسرعة.. ده أحنا حددنا ميعاد كتب الكتاب.. هيكون الاسبوع الجاي هيبقا فرح عائلي على الضيق وهو انا اضايقت بس قولت راعي ظروفه وانه لسه خارج من طلاق وعايز جواز هادي
شعرت زهرة بعدم الراحة فقالت:انا طول عمري مش بستريح للست دي... هي اصلا مش مريحة هي وابنها
ردت ضحى :واحنا مالنا بيهم... المهم كمال الراجل في قمة الاحترام والأدب وكمان مهندس... وانا موافقة
_طب مش تسألو عليها الأول
_اخويا شاف بطاقته وقبل مايجي كمال... راح مع حمدي يشوف مكتب الهندسة بتاعه وسأل البواب عليه وقال عليه انه انسان محترم ولما جاه طبعا وافقنا علطول
زهرة ضمت ضحى بحب :مبرووك ياضحي وربنا يتمملك على خير
ردت ضحى قائلة بفرحة: يارب وعقبالك انتي كمان
أتنهدت زهرة :أنا خلاص اخدت نصيبي
_متقوليش كده يازهرة أنتي لسه صغيرة وانسي بقا اللي حصل زمان وأرجعي زهرة بتاعت زمان
نظرة لها بحدة قائلة بانفعال:اقفلي سيرة على الموضوع ومتتكلميش فيه تاني وخليه يفضل سر ميطلعش لحد خالص فاهمة ياضحى
مس كلامها كرامتها فقالت ضحى بحدة : وهيفضل سرك متصان يازهرة... إنتي من يوم ماعزلتي من شقتكم القديمة وجيتي ساكنتي في البيت هنا من كام سنة بؤي ده ماتفتحش خالص ولا حتى اهلي يعرفو حاجة لحد النهاردة...سرك متصان معايا سينين ومحدش يعرف بيه تيجي تقوليلي دلوقتي اوعي تطلعي سري برا
انتبهت زهرة إلى انفعال ضحي:مكنتش اقصد.. الكلام طلع مني كده انا عارفة كويس ان سري في امان... بس انتي عارفة الكلام في الموضوع ده بيعصبني.... خلاص بقا سماح ومتزعليش مني
ذهب غضبها بسرعة كما أتى :خلاص مش زعلانة... بس متنسيش كتب الكتاب الخميس الجاي في البيت هنا
ردت زهرة بابتسامة :هي دي محتاجة عزومة من الفجر هتلاقيني عندك
بادلتها الابتسامة وهي تقول :هو ده الكلام... سلااااام بقا عشان ورايا الف حاجة لزم تخلص
نظرة لها قائلة بحب :سلاااام
تغلق ضحى الباب خلفها.. لتدلف زهرة إلى غرفتها
لتتفاجئ بمشهد أصابها بصدمة لدرجة دمعت عينيها... ظلت مكانها يتملكها احساس بالشلل... فهي المذنبه في المصيبة الماثلة أمامها...فقد نسيت إغلاق دولابها عند خروجها... اقتربت ببطء من الملابس المبعثرة...ركزت بركبتيها على الأرض تنظر بألم للمال الممبعثر... المقطع... الممضوغ... تحدثت إلى ماشا :طب اعمل ايه دلوقتي...اقتربت منها ماشا لكي تداعبها...دفعتها بكف يديها بعنف لتقع ماشا بعنف على الأرض تموء متألمة...شعرت زهرة بالذنب فقامت بحملها:انا عارفة انه مش ذنبك انتي لاحول لكي ولاقوة ايش فهمك... الغلطة عندي انا... بس اعمل ايه في المصيبة دي دلوقتي.... انهمرت الدموع على وجنتيها وهي تدعو بالستر وتيسير أحوالهم....وبعد فترة من الدعاء قررت الذهاب إلى الشركة لتعتذر له لكي يوظفها عنده كما طلب منها #بقلم_سلمى_محمد
______
داخل احد المطاعم الفاخرة وعلى إحدى الطاولات المخصصة لكبار الشخصيات... كانت تجلس دينا وبجوارها أكنان والضحكة لا تفارق شفتيها
تحدثت دينا بابتسامة :انا مكنتش متخيلة هبقا سعيدة كده معاك
رد أكنان بهدوء :طبعا لزم تكوني سعيدة معايا... وكل سنة وانتي طيبة وأخرج من جيبه علبة قطيفة.
امسكتها دينا متأملة جمالها الخارجي ثم قامت بفتحها...نظرت إلى العقد الالماظ منبهرة بجمالها الملفت وتفاصيلها المتقنة فهو عبارة عن تحفة فنية... اعطتها إلى أكنان قائلة باغراء:ممكن تلبسهولي
_طبعا... انحنت رأسها وقام بوضعه حول عنقها واصابعه تلمس بشرتها بخفة... لتتنفس دينا بحدة من تأثير لمساته له.. فهي بدون أن تشعر تحول أكنان بالنسبة لها من مجرد فريسة إلى حبيب لا تقدر ان تعيش بدونه
وبدون وعي منها نطقت بمشاعرها تجاهه:بحبك بحبك اوي... وأنت كمان بتحبني
اختفت النظرة المرحة وحلت محلها نظرة باردة قائلا :ومين قالك اني بحبك
رده جعل تشعر بعدم الثقة.. تحدثت بهدوء:كل تصرفاتك وافعالك معايا بتقول كده
نظر لها ببرود:انا مش بحبك...وانا بعمل كده مع أي واحدة بتسلى معاها
زمت شفتيها بغضب: هو أنت كنت بتتسلى بيا
قال بثبات:زي مانتي كنتي فاكرة نفسك هتقدري تلعبي عليا وتضحكي عليا بكلمة بحبك
_بس انا بجد بحبك ياأكنان ومقدرش اعيش من غيرك
تحدث بملل:وانتي كده جبتي نهاية العلاقة بينا... نهض من مكانه لكي ينصرف
_بسهولة كده هتقطع العلاقة اللي بينا عشان قولتلك بحبك
_ ايوه عشان قولتلي بحبك هسيبك وانسي كل اللي بينا
تحدثت دينا برجاء : اعتبرني مقولتش حاجة.... أنا مقولتش حاجة
تحدث وهو يحرك يديه في الهواء بلامبلاة:انسي يادنيا... أنا مكنش نفسي افشكل دلوقتي... كمل كلامه مبتسما ببرود... بس انتي السبب
دينا بتوسل :خلاص انا اسفة.. أنا مش بحبك أناااا مش بحبك بس متسبنيش
نظر لها بضيق وهو تتوسل له :سلاااام... وذهب تاركا أيها تنظر له بذهول غير مصدقة انه هجرها لمجرد اعترافه بالحب
_______
عندما خرج أكنان من المطعم وجد زاهر بانتظاره جالسا بجوار السائق وبمجرد جلوسه انطلق السائق
تحدث له بضيق :روح على الشركة
قال زاهر :بقولك ياأكنان انا عايز اجازة اسبوع... محدثا نفسه انه لم يعد قادر على تحمل البقاء في نفس المكان معاها... فقدرته على التحمل أوشكت على الانفجار
نظر لها مذهول إنها المرة الأولى منذ عمله معاه في المجموعة يطلب اجازة :اجازه يازاهر ومن امتى بتطلب اجازة
رد زاهر بضيق: هو انا مش من حقي اخد اجازه
هز أكنان رأسه برفض :طبعا من حقك... بس ليه طلبك ده دلوقتي
أكنان قال :عشان عايز اغير جو... واللي هيمسك مكاني طول الفترة اللي هغيبها كفء بامتياز
نظر له بفضول في محاولة لتخمين السبب الحقيقي وراء طلبه:في حاجة تانية وانت مش عايزه تقولها
_اهو انت قولت بنفسك مش عايز اقولها... يبقا سبني براحتي
_خلاص اللي يريحك بس خليك فاكر انك مرضيتش تقولي سبب زعلك
ظل زاهر صامتا حتى وصلت السيارة أمام باب الشركة
عندما دخل كلاهما إلى المكتب
تحدث أكنان متسائلا: قولي اخبار البنت بتاعت الكافيه ايه
رد زاهر : كلامك اتنفذ بالحرف الواحد ومفيش اي شغلانة اشتغلت فيها الا واتطردت منها... قفلنا كل السكك في وشها
نظر له بابتسامة ماكرة : صاحب الشغل اللي اشتغلت عنده النهاردة قلها الكلام اللي قولتلك تقوله ليه
هز زاهر رأسه بالايجاب :ايوه... اي طلبات تانية
أشار له بالانصراف قائلا بهدوء :لا مفيش
خرج زاهر من المكتب وهو في طريقه للذهاب إلى مكتبه... رأها تتحدث في التليفون بلهجة منخفضة والابتسامة تزين ثغرها...اكمل طريقه لكنه توقف عندما سمعها.... ده أحنا هنقضي مع بعض سهرة ولا في الأحلام.. قولتلي رقم الاوضة كام عشان نسيت... ثم اكملت طريقها باتجاه المصعد..
اصاب زاهر بصدمة مؤقتة غير مستوعب ماسمع...غرفة في فندق وسهرة ولا في الأحلام....تحرك مسرعا مقررا اللحاق بيها وغضب عارم يتزايد بداخله
ذهبت إلى الفندق وابلغت موظف الاستقبال بأن السيد زيدان منتظر صعودها إلى غرفته..وبعد لحظات قام موظف مخصوص بتوصيلها حتى باب الغرفة
وزاهر عينيه عليها متتبع كل خطواتها....استطاع بحكم مهنته التسلل خلفها بدون أن تشعر بيه...دعى أن تكون شكوكه غير صحيحة وان صغيرته مازالت برئية لم تلوثها طبيعة الحياة المتحررة في أمريكا.. طرقت باب الغرفة ليفتح له رجل شديد الوسامة ابتسم عند رؤيتها لتبادله بيسان ابتسامته ثم قام باحتضانها وأخذ بيديها ودلف إلى داخل الغرفة... هرول زاهر مكن مكانها قبل إغلاق الباب... لكنه وصل متأخرا.... طرق على الباب بعنف
فتح زيدان الباب غاضبا:أنت مين وأزاي تخبط على الباب بالطريقة دي
دلف زاهر والغيرة تكاد تفتك بيه:أناااا أبقا... أدار عينيه في الغرفة... ليصدم من رؤية بيسان جالسة على السرير... فرفعت رأسها قائلة بصدمة :أااانت بتعمل ايه هنا
زاهر بفضول: وانتي بتعملي إيه هنا مع الاتنين دول
تولين بتساؤل :مين ده يبسان
نظرت لها بيسان :ده يبقا زاهر... ثم بادلت زاهر نظرة غاضبة :أنتي بتعملي إيه هنا وازاي تدخل بالهمجية دي الاوضة
همست تولين بخفوت :ده طلع قمر
التفتت له زهرة بضيق :لمي لسانك... جوزك واقف هقوله
تمتمت بخفوت :حاااضر هلم... نادت على زوجها... تعالى يازيزو قومني عشان مش قادرة اقوم...
زيدان نظر للموقف الماثل أمامه بذهول ودلع زوجته له فهي عندما تريد شيء تناديه زيزو:حاضر ياحبي
تولين بدلع :خرجني اشم هو برا... ابنك محتاج يشم هوا
زيدان برفض :مش هسيب بيسان مع الهجمي ده
_وانا بقولك سيب دلوقتي عشان ابنك عايز يشم هوا... وأطمن مش هيحصل حاجة... اصل ده همست بخفوت قائلة يبقا زاهر
ابتسم زيدان عند سماع اسمه مرددا بهمس: زاهر زاهر
هزت تولين رأسها ببتسامة :ايوه هو يلا بينا بقا يايزوز حبيبي
وعند أنصرفهم نظرت له بغضب :تقدر تقولي بتعمل هنا ايه
نظر للموقف بدهشة... قائلا لها بابتسامة :كنت عايز اعرف هتقابلي مين في اوضة الفندق هنا... هما مين دول
بيسان بغضب: وانت مالك أصلا... اقابل مين
تحدث زاهر بضيق :مالي ونص طبعا لزم اطمن عليكي...
بيسان وضعت ابهامها أمام وجه محذرة:لا ملكش فيه... فاهم انت ملكش دعوة بيا خالص واتفضل اطلع برا من هنا
هتف بغضب:طبعا مالي ونص عشان انااا بح
نظرت له بذهول غير ماصدقه ماكاد ينطقه :أنت كنت هتقول ايه دلوقتي
_مكنتش هقول حاجة... أنا خارج وبعتذر لو سببت ليكي ازعاج انتي وصحابك
أمسكت بيسان ذراعه تمنعه من الخروج :كنت هتقول ايه... انطق اتكلم
تحدث بلامبلاة عكس مابداخله من حب :وانا بقولك مكنتش هقول حاجة... ووصلي اعتذاري لأصحابك .... سلااام... خرج وهو يشعر بالفرحة فهي لم تقابل راجل غريب... فهي كانت تقابل راجل وزوجته... زفر براحة وهو يمشي
دقت بيسان على بقدميها على الأرض بغضب :أنت ايه حجر... مش بتحس... بس هتروح مني فين مبقاش أنا بيسان نجم
_______
ذهبت زهرة الي شركة القاسي كما قررت قبل نومها... فليس هناك سوى حل واحد لمشكلتها سوى ان تتوسل له لكي يوظفها
وقفت عند موظفه الاستقبال قائلة برجاء :عايز اقابل صاحب المجموعة
نظرت لها الموظفة بازدراء :في ميعاد سابق
هزت رأسها بالنفي:لا مفيش... بس معايا الكارت بتاعه ثم أخرجته من جيبها... اتفضلي
نظرت للموظفة الكارت باستغراب... فكيف وصل هذا الكارت الي يدها... تمام هبلغ البيه.. خليكى مستنيه لحد مايفضى وقت
إنتظرت زهرة على الكرسي حتى شعرت بالملل....فقد مر اكثر من ثلاث ساعات جالسه دون إشارة انها ستقابله حتى الان... لتمر ساعة تلو الاخرى وهي تتنظر... شعرت بالدموع في عينيها... فليس بعد كل هذا ستنصرف دون مقابلته...ضغطت زهرة على كرامتها محدثة نفسها... اصبري يازهرة مفيش حل تاني غير ده
نادت عليها الموظفه قائلة :البيه هيقابك دلوقتي... عندك خمس دقايق بس عشان عنده اجتماع
هزت زهرة رأسها بالموافقة :حاضر
دلفت زهرة إلى داخل المكتب لتتفاجئ من الشخص الجالس أمامها
يتبع..
رواية زهرة ولكن دميمة البارت السادس بقلم سلمى محمد
دلفت زهرة إلى داخل المكتب لتتفاجئ من الشخص الجالس أمامها... لوهلة بدى مثله ولكن عند اقترابها من المكتب... لم يكن هو بل صورة متقدمة لأكنان في السن
رفع نجم رأسه عن الأوراق... نظر لها باستفهام :نعم...
طلبتي تشوفيني ليه
تحدثت زهرة بتردد:بس أنا كنت عايزه أقابل أكنان بيه
نظر لها نجم بفضول:وكنتي عايزه تقابلي أكنان ليه
لم تعرف زهرة ماذا تقول له... هل تقول الحقيقة ام الجزء المتعلق بالوظيفة.. فقررت الكلام فقط في الوظيفة فما تريده الان العمل لتلبيه احتياجات معيشتها هي وامها... فقالت:أصله هو قالي لو عايزه اشتغل أجي ليه الشركة هنا
تأملها بتركيز فهي ليست باهرة الجمال لتجذب انتباه إبنه... أكيد شعور بالشفقة تجاهها:مؤهلاتك إيه
رددت بهمس وهي تشعر بالخجل:ثانوية عامة
كرر سؤاله بحدة :مش سمعك
قالت بنبرة أعلى:ثانوية عامة
عقد بين حاجبيه بعبوس :ثانوية عامة وهتعملي بيها ايه هنا في الشركة...ثم نظر إلى ساعته كاشارة منه لانتهاء وقت المقابله...ليقول.. مفيش شغل ليكي
زهرة برجاء :انا محتاجة الشغل ضروري.. أنا كنت شغاله في كافيه وبعمل قهوة حلوة... أنا ممكن اشتغل اي حاجة... امسح المكاتب.. مستعدة اعمل اي حاجة... توسلت له زهرة وهي بداخلها تموت من الذل... شغلني في الشركة اي حاجة
شعر نجم بالشفقة نحوها... أشار بيديه لتتوقف عن الكلام :خلاص هتشتغلي في بوفيه الشركة...
ردت زهرة بابتسامة حزينة :حضرتك مش هتندم انا بعمل فنجان قهوة بيظبط الدماغ... فنجان القهوة ده كان السبب ان آكنان بيه يديني الكارت عشان اشتغل في الشركة وتمتمت بهمس والسبب في الذل اللي انا في دلوقتي
تحدث نجم أمرا :طب روحي اعمليلي فنجان القهوة السحري... ثم اتصل بسكرتيرته للمجيء... لتعريف زهرة بمكان البوفيه وخرجت زهرة برفقتها
وبعد عدة دقائق دلفت زهرة إلى المكتب حاملة صينينه عليها فنجان ⛾ تناولت الفنجان ووضعتها على المكتب
نظر لها بتمعن... حدثه يخبره بوجود شيء غامض بخصوصها... اخذ الفنجان وارتشف عدة رشفات
ظلت زهرة واقفة في مكانها منتظرة الأذن بالذهاب
عندما إنتهى رفع رأسه قائلا بنبرة رزينه:مش بطال فنجان قهوة بيظبط الدماغ زي ماقولتي وعشان انا مبسوط ومتكيف... فأعتبري نفسك شغاله في البوفيه من النهاردة
ردت زهرة :شكرا لحضرتك...اي طلبات تاني
أشار لها بالنفي :مفيش... تقدري تخرجي دلوقتي ولما احتاجك هبلغك... ثم أشار لها بالانصراف
اتجهت إلى الباب وقبل مسك مقبض الباب لكي تخرج
انفتح الباب فجأة... ليدلف كابوسها
نظرت له برعب فبادلها بنظرة مصدومة وهو يراها في مكتب والده حاملة صينيه عليها فنجان من القهوة الفارغ.. رفضا ماتوصل له عقله... فحدثها بغضب :انتي بتعملي ايه هنا
ردت زهرة ببرود :زي مانت شايف بشتغل مع نجم بيه
ارتفع صوته قائلا :أنتي ملكيش شغل هنا... إنتي مطرودة
أدارت رأسها باتجاه نجم ونظرت متوسلة له دون أن ينطق لسانها بالكلام
نهض نجم من مكانه ثائرا :انا اللي شغلتها هنا..يبقا ملكش دعوة بيها.. زي مانا بعمل معاك.. مليش دعوة بشغلك
جز أكنان على أسنانه بغضب فهو لا يريد الدخول في مبارزة مع والده :تمام اوي وعندك حق في الكلام... كل واحد فينا ملهوش دعوة بقرارات التاني...
اشار لها نجم بالانصراف... شاهد أكنان انصرافها بغيظ تتبعها بنظرات نارية متوعدا لها
وبعد جلوس كلاهما... تحدث نجم بفضول :ايه حكاية البنت دي
رد أكنان ببرود :مفيش اي حكاية
نظر له بمكر :أومال ليه اول ماعرفت اني شغلتها عندي... كنت هاين عليك ترميها برا الشركة خالص... حصل ايه لكل ده...مع انك اللي قولت ليها تيجي هنا عشان تشتغل
سأل أكنان بفضول :هي قالت جايه عشان تشتغل
_ومادام انت قولتلها تيجي... ليه كنت عايز تطردها
_ مزاجي كده ودلوقتي مبقتش عايزه هنا في الشركة
نظر له بتمعن :وبس مفيش حاجة تانية
رد بهدوء ظاهري في محاولة لإخفاء غضبه : ايوه وبس... خلينا في المهم عايزك تفضي وقت ليك عشان هنستقبل الوفد الياباني.. بخصوص الصفقة الجديدة
تحدث بلهجة عملية :تمام بلغ سلوى بالمعياد
نهض آكنان من مكانه قائلا :سلااااام يابوس
وقبل خروجه... هتف نجم قائلا : على فكرة البنت هتشتغل في مكتبي بس وملكش دعوة بيها
هز رأسه ببرود :تمام .. وخرج من المكتب هو يشتعل من شدة غضبها... فهو لم يفعل كل هذه وفي النهاية تنجو من عقابه دون رؤيه تذللها له
ابتسم نجم بخفة...فهو استمتع برؤية غضب إبنه النادر الظهور... وهذا ماجعله يقول له انها تخص مكتبه فقط... لرؤية المزيد من مشاعره إبنه.... فهو يأس من معاملته الباردة مع الجميع وحتى هو....
ذهب أكنان إلى مكتب زاهر
بمجرد دخوله نظر له زاهر متسائلا من رؤيته وهو على هيئة قنبلةموقوته على وشك الانفجار..
فقال بفضول :مالك هتولع في المكان
جلس بحدة على الكرسي :البت بتاعت الكافيه اشتغلت هنا
اتسعت عينيه بصدمة :اشتغلت ازاي
_ السكرتيرة الزفته... دخلته ليه بالغلط وكانت عايزه تشوفني انا.... والوالد عشان قلبه طيب شغلها عنده وكمان مخصوص ليه....
حاول إخفاء ابتسامته.. تحدث له قائلا بثبات: البت دي حظها حلو... حظها الحلو خلاها تهرب من عقابك ليها
ضرب أكنان سطح المكتب ضربات متتالية قائلا بلهجة قاتلة:حظها الحلو ده مش معايا انا...انا هعرف اطردها ازاي من الشركة واخليها تبوس جزمتي عشان اخليها تشتغل اي حاجة
قال زاهر بهدوء :ماتنسى البنت دي وسبها في حالها
نظر له بعنف :اسكت دلوقتي يازاهر... عشان انا مش طايق نفسي دلوقتي... بس أنا مش هسيبها...
سأل زاهر بحب استطلاع:ناوي تعمل ايه معاها
ابتسم أكنان ببرود:بعدين هبقا اقولك بعدين
______
بيسان لم تذهب الي الشركة اليوم... فهي استيقظت على صداع مؤلم جعلها تقضي بقيت النهار في الفراش... وطول فترة بقائها في الفراش كانت تلعن زاهر باستمرار ولم يتوقف لسانها عن سبه وشتمه
... ماشي يازاااهر... ماشي انا تعمل معايا كده...زفرت بغضب وهي تتحدث مع نفسها.... طب اعمل معاه ايه اكتر من كده... اضحك عليه واشربه حاجة اصفرا... ولا اعمل معاه ايه بالظبط
لم تنتبه للطرقات المتواصلة على باب غرفتها.. بسبب اندماجها في الحديث مع نفسها
دخل كريم إلى الغرفة وظل واقفا في مكانه وهي لم تشعر بوجوده نهائي... ابتسم وهو يسمع جنون كلامها
قرر في النهاية اخرجها من حالة بؤسها...
ضرب بخفة على كتفها
التفتت له بفزع:حرام عليك خضتني... هو مفيش حاجة اسمها خبط على الباب ولا هي تكيه
تحدث لها قائلا بابتسامة ضاحكة :خبطت لحد ماايدي وجعتني بس انتي اللي مكنتيش فاضية... ومين ده اللي ناوية تشربيه حاجة اصفرا
زفرة بيسان بغضب :مين غيره اللي مايتسمى زاهر طبعا...
كريم بابتسامة :بس متوصلش للحاجة الأصفرا....وتغرري بالراجل...مكنش يومك يازاهر الحق اهرب بنفسك بسبوسه ناوية تغرر بيك وتجرجرك للرذيلة
ابتسمت بيسان على خفة دمه: صدق فاكرة..خلاص انا هضحك عليه واخليه يسلملي نفسه بالحاجة الأصفرا وبعدين اتجوزه... وأخيره يالجواز يالفضحية...
اختفت ابتسامته لتحل نظرة ثابته:انا بهزر على فاكرة ياتكوني فاكرني بشجعك على كده
بيسان ردت :وانا كمان بهزر على فكرة... متوصلش بالتغرير.... زينت شفتيها ابتسامة هادئة.. بس ميمنعش انها فاكرة مجنونة... هو أنا ممكن اعمل كده
_أهدى كده يابيسان وقوليلي حصل ايه عشان كل ده
_ أنا هطق ياكريم.. حسه هيجرلي حاجة من تجاهله ليا وكله بسببه.. امبارح كانت بكلم زيدان ومراته لقيته واقف قريب مني فعليت صوتي وهو افتكرني هقابل راجل غريب في اوضته... قولت اخليه يغير شوية
كريم بفضول :وبعدين
زمت شفتيها بضيق :ولا قابلين.. دخل الاوضة زي القطر اللي من غير سواق واول ماشافني قاعدة مع تولين ومش لوحدي... شدنا في الخناق مع بعض شوية وكان هيقولي بحبك بس قطع الكلمة البارد الحجر اللي مش بيحس وقال ايه مقولتش حاجة وسابني هولع في نفسي... ما تسبني اغرر بيه ياكيمو...
كريم بابتسامة هادئة :أهدى كده يابيسان وشيلي فكرة التغرير دي من دماغك
لمعت عينيها بنظرة ماكرة :بس ميمنعش انها فاكرة هتجيب من الآخر...
نظر لها بصدمة :بيسان مينفعش اللي بتفكري فيه ده
ردت بيسان :طبعا مينفعش بس اعمل ايه ياكيمو من خنقتي بقول كده
كريم بهدوء:أنا عندي فاكرة حلوة هتخليه يعترفلك بحبه.. مش الجنون اللي بتقولي عليه ثم قال بضحك وحرام عليكي تغرري بالراجل..
سألت بيسان :قولي يادنجوان فكرة ايه دي
تحدث كريم قائلا:انا هقولك الفكرة بس هنخلي التنفيذ بعدين مش دلوقتي
إنتظرت زهرة وقت الانصراف بفارغ الصبر... طول الوقت كانت تشعر ... انها قطة على صفيح ساخن... طريدة... مراقبة احساس بداخلها يخبرها بذلك..عندما حان موعد الخروج...هرولت مسرعة من هذا السجن وقبل خروجها من البوابة... تفاجأت بفتاة تصرخ بهسترية... إنتو ازاي تمنعوني أدخل ليه.... إنتو متعرفوش انا مين... أنا هخليه يطردكم لما يعرف باللي عملتوه
حارس الأمن :مش احنا اللي مانعين دخولك... دي أوامر مباشرة من أكنان بيه
دينا تحدثت بصراخ :انت بتكذب...انا عايزه أقابل أكنان... صاحت منادية... ياااااكنان... اكنااااااان
خرج أكنان بخطى غاضبة عندما علم بوجود دينا وماتثيره من فضيحة في الشركة.... عندما راتها زهرة أخذت ركن بعيد عن مجال رؤيته...
اشار أكنان للحراس بالابتعاد...رمقها بغضب :نعم يادينا...ايه الموضوع الضروري اللي عايزني فيه
قالت بتوسل:عايز نرجع لبعض زي الاول... حياتي ملهاش طعم وأنت بعيد عني
رد ببرود :وانا قولتلك كل اللي بينا إنتهى
دموع انهمرت من عينيها وهي تترجاه:أنا أسفة لو زعلتك... طب أعمل إيه عشان تسامحيني... أنا مستعدة اعمل اي حاجة تطلبها مني... بس رجعني لحياتك تاني
زهرة كانت متابعة صامتة من بعيد... شعرت بالشفقة من أجلها..متمته... ملعون أبو الحب اللي يذل من البنأدم
نظر أكنان لها بقرف قائلا ببرود :امشي من هنا يادينا ومش عايز اشوف وشك تاني... خلي عندك شوية كرامة وامشي
أختفت الملامح المتوسلة إلى ملامح شرسة غاضبة :همشي ياأكنان... بس مش هسيبك وهنتقم منك
ضحك أكنان بسخرية:أنتي...نفسي اشوف انتقامك هيكون ازاي... كان غيرك اشطر ياشاطرة... صرخ فيها... برااااا... طلعوها براااا
إنتظرت زهرة ابتعادها... وخرجت من مكانها وهي تشعر بالغضب...وعندما وصلت إلى منزلها تفاجأت بضحى أمامها على السلم
زهرة بخضة :ايه يابنتي اللي موقفك على السلم في الوقت ده
_اول ما شوفتك طالعة نزلت ليكي جري
_ خير في إيه ياضحى
_ميعاد كتب الكتاب اتأجل فقولت اقولك
أتنهدت زهرة براحة :حرام عليكي انا كنت بحسب في مصيبة حصلت
زمت ضحى شفتيها بضيق :هو في اكتر من كده مصيبة...
ابتسمت زهرة : وفي ايه اما يتأجل... متتسربعيش اوي كده على الجواز
أتنهدت ضحى بخفة:أااه قصدي مش اتأجل... الميعاد اتقدم
اتسعت عينيها بصدمة :اتقدم اكتر ماهو متقدم... ليه السربعة دي
قالت ضحى :مش قولت مصيبة...احنا لقينا كمال جاه النهاردة... وقال انه عايز يقدم كتب الكتاب بدل الخميس الجاي... يبقا بكرا.. ومتفرقش من يومين وخير البر عاجله...
نظرة له بصدمة :أزاي بكرا بكرااا... هو ماله مستعجل ليه كده
ردت ضحى :بيقول الفترة اللي جاية مش هيبقا فاضي في المكتب اصل جاله شغل جديد هياخد كل وقته الفترة الجاية وهو قال يستغل الكام اليوم دول قبل مايتزنق في الشغل.... أنا محتاجاكي اوي يازهرة معايا
ردت زهرة بحنية :وانا هكون معاكي... بس بعد الشغل... اصل اول يوم كان ليا النهاردة وبعد الشغل هتلاقيني عندك علطول
سألت ضحى بحيرة :شغل ايه اللي اول يوم وشغلك في الكافيه
نظرت لها بهدوء :أصل الكافيه اتباع واتفقل واشتغلت النهاردة في شركة قاسي
قالت ضحى بعدم بذهول :قصدك شركة قاسي قاسي اللي بنسمع عنها... حوت الأعمال في البلد... واووو ده أنا كان نفسي اشتغل فيها... أنا قولتلك قبل كده يازهرة اني قدمت ال CV بتاعي عندهم اول ما تخرجت علطول ورفضوني.... بس خلاص انا بجوازي من كمال مش هتاج اي شغل
هزت رأسها :أه افتكرت دي الشركة اللي كان نفسك تشتغلي فيها
ضحى بضحك:كان نفسي ودلوقتي خلاص كفايه عليا كمال...
تحدثت زهرة بهمس:بلاش الاستعجال ياضحى في الجوازة دي
ردت ضحى :واسيبه ياطير من ايدي... إنتي هتعملي زي يابابا....كان رافض في الأول وهيطير من ايدي العريس.... بس أنا مسكتش واتبعت معاه اسلوب الضغط النفسي لحد ماوافق
تحدثت زهرة بحنية :لو بقولك كده يبقا عشان خايفة عليكي... لو احتاجتيني في أي وقت اتصلي بيا علطول
قامت ضحى بحضنها قائلة :وانتي كمان يازهرة...ثم قالت بابتسامة... ده بقا لو احتاجتك... كمال واعدني انه هيخليني مبسوطة ومش محتاجة حاجة
تصنعت زهرة الحزن :ندلة... بعتيني علطول كده
ضحى بهزار :طبعا ياقلبي ده كمال... سلاااام بقا ومتنسيش تسلميلي على مامتك
ردت زهرة :سلام ياندلة.. بكرا هتلاقيني عندك اول ماجي من الشركة
______
استيقظت زهرة من نومها وهي تشعر بالضيق...فلابد لها من ارتداء ملابسها الان والذهاب الي الشركة...خلال اول يوم شعرت بأن هناك مايراقبها فلم تشعر بالراحة... عندها احساس داخلي ان الايام القادمة سوف تكون صعبه عليها بسبب رفضه لتواجدها في الشركة... لكن ماذا تفعل... فليس بيدها حيلة ولا تستطيع ترك العمل الان.. فقررت في المستقبل محاولة إيجاد عمل اخر حتى تشعر بالراحة النفسية... قامت زهرة وأعدت الفطار لولدتها ولماشا ثم انصرفت ذاهبة إلى الشركة
مر اليوم ببطء شديد تشعر بالملل... لم تتعود على الجلوس لفترات طويلة في نفس المكان فهي تحب الحركة... ظلت جالسة في مكانها المخصص منتظرة طلب نجم لفنجان قهوته...
رئيس البوفيه رمزي قال:البيه عايز فنجان قهوته
زفرة براحة متمته بخفوت :اخيرااا الواحد هيحرك جسمها
رمزي بتساؤل:بتقولي ايه
_بقول ثواني والقهوة تكون جاهزة
عندما انتهت من أعدادها... ذهبت مباشرة إلى مكتب نجم... خرج أكنان من مكتب والده بسرعة وهو يكاد لا يرى أمامه.. حاولت الإبتعاد وتجنب الاصطدام... لكنه مقدر ومكتوب...لتقع الصينية وفنجان القهوة على بدلته
... نظرت له برعب فبادلها بأخرى تنذر بغضبه
صاح أكنان بقسوة :مش تفتحي ياعامية
زهرة بخوف :انا اسفة... و اقتربت منه في محاولة مسح بقعة القهوة بكم ملابسها
مسكها بعنف من ذراعها لجعلها تتوقف عما تفعل : عامية وكمان غبية ومقرفة ايه اللي بتعمليه ده...كان يتحدث ومازال ممسك بيديها
رفعت رأسها.. نظرت له بعيون لامعة بالدموع... قائلة بخوف:حرام عليك... سيب إيدي
تلاقت عينيه بعيناها وشعر بخوفها
عندما سمع توسلها الخائف... تركها بسرعة وابتعد خطوة إلى الخلف ناظرا لها بصدمة... فصوتها قد مس مشاعره.. جعلته يشعر بالذنب... لأول مرة منذ عدة سنوات يشعر بنفس الاحساس... الذنب... الذنب في حق أنسان
رسم قناع البرود وتحدث لها أمرا :امشي من قصادي دلوقتي
زهرة برعب :حاااضر... هرولت من أمامه مسرعة...فهي كادت تفقد وعيها أمامه من شدة رعبها
وعندما ابتعدت أخذت تتنفس بحدة... غير مصدقه انه تركها دون عقاب على تدمير بدلته الثمينة
______
في البيت عند ضحى علقت الزينة والانوار معلنة وجود فرح وعروس في هذا البيت... عندما انتهت زهرة من عملها... انصرفت مسرعة لتقف مع ضحى في يوم فرحها
وفي داخل غرفة ضحى كانت تتزيين على يد أشهر ميكب ارتسيت في البلد... فكمال قام بتحمل جميع التكاليف حتى يتم الفرح في الميعاد .. واشترى لها أغلى الاثواب
دخلت زهرة إلى الغرفة جري
التفتت لها ضحى قائلة :اخيرااا
زهرة بندم :معلش بقا يدوب خلصت الشغل وجيت جري... بس أيه القمر اللي انا شايفها... طالعه زي القمر
قالت ضحى بابتسامة :من غير ماتقولي انا عارفة... أنا جبتلك فستان ليكي هتلبسيه دلوقتي ولو قولتي لا هزعل منك بجد... أنا مش بقولك تتزوقي كل اللي أنا عايزه اشوفك بالفستان وانتي معايا
هزت رأسها بيأس من توسل ضحى لها :حاضر ياضحى... هو فين الفستان ده
إشارت ضحى باتجاه السرير :حطها هناك
قامت زهرة بتغيير ملابسها ولأول مرة منذ عدة سنوات بعد وفات والدها ترتدي فستان
انتهت ضحى وأيضا زهرة.... لتخرج ضحى ممسكة بذراع زهرة وهي تشعر بتوترها اخذ في التصاعد
زهرة بلهجة مطمئنة :أهدي وخدي نفس عميق... أنا معاكي مش هروح في أي حته...
صدحت الشقة بالتصفيق والغناء بمجرد خروج العروس وأخذت الفتيات يرقصن على أنغام الموسيقى الصاخبة
كمال استئذن من ضحى بخفوت :معلش ياقلبي هسيبك دقيقتين... في مكالمة ضروري لزم أرد عليها
... نهض كمال من مكانه واتجه إلى غرفة ضحى وأغلق الباب خلفه... أخرج التليفون من جيبه...ليرد على المتصل الذي لم يتوقف عن الرن
كمال بخفوت:حاااضر حاضر كلها ساعات والطلب يكون موجود زي ماطلبت...
الطرف الآخر بصياح :أنجز ياكمال... البيه مستعجل على طلبه.. البنت لزم تكون بنت بنوت... مفهوم الكلاااام
كمال :قول للبيه كلها كام ساعة والبنت هتكون موجودة عنده
يتبع..
رواية زهرة ولكن دميمة البارت السابع بقلم سلمى محمد
بعد أن نام أولاده الصغار وزوجته...خرج من غرفة النوم... جلس بمفرده في الشرفة وفي يده كوب من القهوة... مستمتع بنسمات الهواء الرقيقة المداعبه لوجهه وخصلات شعره...نظر للنجوم اللامعة في السماء شاردا مع ذكرياته...تزوج ولكن لم يكن سعيدا مع زوجته... فهي تعامله ببرود ولا تهتم به... اهتمامها بالبيت والأولاد فقط... شعر أنه ارتكب خطأ العمر بالزواج منها...بدأت ذكريات حبه مع زهرة تومض بداخله... همس متمتما بندم :يارتني ما اتخليت عنك وسبتك... أد إيه كنت غبي ومقدرتش الكنز اللي بين أيديا... امسك هاتفه وقام بالاتصال مرة أخرى بشقيق ضحى
عندما رأى حسام رقم المتصل زفر بضيق.. فهو مصر على معرفة عنوان زهرة...عندما سأل شقيقته عن سبب إصراره في معرفة عنوانها... أخبرته أنهم كانوا في حكم المخطوبين... أصابته الدهشة مما روته له ضحى.. فهو لم يتخيل أبدا أن زهرة الغير جذابة يوجد شخص واقع في حبها وأيضا يتوسل لمعرفة فقط عنوانها..
تحدث أحمد بخفوت:ازيك ياحسام... ياريت المرة دي متكسفنيش
قال حسام بضيق : مش عشان اختي خلتني حلقة الوصل معاك تتصل كل شوية بيا وتدخلها في حوار ملهوش لزمة دلوقتي.... وقول بسرعة أنت عايز إيه عشان مش فاضي وزفته ضحى قربت تطلع
همس أحمد :مبروك لضحى
حسام رد بنفاذ صبر :الله يبارك فيك... قول عايز ايه
تحدث احمد بهدوء:عايز عنوان زهرة...
رد حسام بحدة:وانا قولتلك معرفش عنوانها ...
احمد قال بيأس :أنا رحت لبيتها القديم وقالوا في المنطقة انها عزلت وضحى كانت صاحبتها الوحيدة فأكيد تعرف عنوانها...
قال حسام بملل:الكلام ده انت قولته قبل كده وضحى قالت متعرفش عنوانها
احمد قال برجاء : انا متأكد ان ضحى تعرف عنوانها... فلو سمحت يا حسام لو تعرف العنوان قوله... عشان انا محتاج اقابلها... محتاجها في كلام مهم
بعد إلحاح متواصل من أحمد... قرر في النهاية إعطائه العنوان
هتف أحمد :ده عنوانكم
_ايوه ما هي ساكنة في البيت عندنا
_شكرااا ليك على مساعدتك ليا... وأغلق الهاتف وزينت شفتيه ابتسامة
بعد أنتهاء الزفاف...انطلق الأقارب وأهل المنطقة بالسيارات... وكل قائد سيارة قام باللف والدوران بها وتعالت أصوات الصفارات والزغاريط حتى باب عمارة شقة العريس
بمجرد خروج ضحى من السيارة.. أخذتها أمها بالحضن باكية :خلي بالك من نفسك
_حاضر يا ماما
الاب قال لكمال متأثرا والدموع محتبسه في عينيه:خلي بالك من ضحى... ضحى غلبانة اوي و اغلب من الغلب
كمال بهدوء:ضحى في عيوني ياعمي
وبعد التهاني.. تحرك العروسان إلى الداخل...و بمجرد دخول ضحى من باب الشقة وإغلاق الباب خلفها... احست بتغير في تصرفات كمال... فقد ظل الصمت سائدا بينهم عدة دقائق دون نطق اي منهم بكلمة واحدة...ظلت ضحى واقفة في مكانها تنظر للأسفل منتظرة
تحدث كمال بهدوء :تعالي معايا ثم قبض على كف يديها.. واتجه ناحية غرفة النوم....مبروووك ياضحى
ضحى بخجل :الله يبارك فيك
نظر لها بثبات :أنا هطلع برا... لحد ما تغيري هدومك
هزت ضحى رأسها بخجل... واجهت صعوبة في نزع فستانها لكنها خجلت من منادته لكي يساعدها... بعد معاناة استطاعت نزع فستانها... و ارتداء بيجامة حريرية كريمية اللون.. ظلت منتظرة دخوله حتى يأست... لتخرج من غرفة النوم باحثه عنه... رأته ممسك تليفونه يتحدث بخفوت
اقتربت منه ضحى وكحت بخفة للتنبيه بوجودها
التفت لها وارتسمت على وجهه ملامح جامدة قائلا:أنتي هنا من امتى
ضحى بخجل :لسه دلوقتى
نظر له وهو يشعر بالراحة : معلش يا ضحى هضطر اسيبك دلوقتى
اتسعت عينيها بذهول: أزاي هتمشي وتسيبني...
قال بهدوء :غصب عني اسيبك في ليلة فرحنا... واحد صاحبي لسه متصل بيا وعنده مشكلة جامدة... معلش يا ضحى فأنا مضطر امشي دلوقتي
تركها كمال مباشرة تاركا أيها تنظر له بصدمة وهو يختفي من أمام عينيها... فاقت ضحى من صدمتها على صوت إغلاق باب الشقة
هزت رأسها بذهول غير مصدقة ماحدث لها... ظلت منتظرة بالساعات قدومه حتى تأخر الوقت... شعرت بالتعب وعدم قدرتها على فتح عينيها... توجهت إلى غرفة النوم واستلقت نائمة على السرير وأثار الدموع على وجنتيها فقد تركها عريسها في ليلة زفافها
انتظر احمد شروق الشمس بفارغ الصبر لرؤية زهرة فقد علم من حسام انها تخرج باكرا للذهاب إلى عملها.. وقرر ان يتوسل اليها ان تسامحه على ما ارتكبه من ذنب في حقها
انتظر بسيارته في مكان قريب من البيت يتيح له رؤيتها بمجرد خروجها...رأى فتاة تخرج من البيت في نفس التوقيت لم يكترث للنظر لها مرة أخرى ثم التفت مرة أخرى موجه نظراته تجاه مدخل البيت... أعار انتباهه سماع صوتها... التفت بحدة ناظرا تجاه الصوت
هتفت زهرة :نعم يأم محمد...
_معلش يازهرة هتعبك معايا تبقي تعدي على سوسن تستعجليها بالعباية
_وانا جايه من الشغل هعدي عليها تستعجلك العباية بتاعتك
لم يصدق لوهلة ما رآه... فهو اسم حبيبته وصوتها ولكن وجهها ليس هو... شكلها... ملابسها فهو لم يتعرف عليها عندما رأها..
هتف مناديا :زهرة
التفتت له مصدومة :احمد
هتف محدثا نفسه :إنها هي زهرة... خرج من سيارته
عندما رأت تحركه... هرولت مسرعة فهي لا تريد رؤيته
... اضطرت لإيقاف تاكسي غصب عنها ولكن ماباليد حيلة...هتفت بفزع للسائق... اطلع ياسطى بسرعة
عاد أحمد مسرعا إلى سيارته وانطلق وراء التاكسي للحاق بها
تنهدت زهرة براحة عندما لم ترى سيارته خلفها...طلبت من السائق التوقف بالقرب من بوابة الشركة
وبمجرد وضع قدمها على الرصيف وانطلاق السائق... وجدت من يجذبها بعنف من ذراعها مجبرا إياها على النظر نحوه... بتهربي ليه مني يا زهرة....تحدث بحيرة شديدة... أنا معرفتكيش في الأول... إيه اللي حصل معاكي عشان تبقي كده
ردت بحدة :ملكش فيه... وقولي ايه اللي فكرك بيا دلوقتي...
_اللي رجعني الحنين... الحنين ليكي... الحنين لحبي الوحيد اللي مقدرتش قيمته إلا بعدين
هتفت بحزن :كان فين الكلام ده زمان... جي تقولي الكلام ده بعد ما اتجوزت وخلفت
تحدث بندم:غلطت لما اتجوزتها ولولا الولاد اللي بينا كان زماني طلقتها
نظرت له بغضب :امشي يا أحمد الكلام بقى ملوش لزمة
تحدث بألم :بس انا عايزك تسامحينى... عايز نرجع لبعض زي الاول
هتفت بجدية :أنت ايه اللي بتقوله ده... أمشي يا أحمد وسبني في حالي.... خلاص احنا مبقناش ننفع لبعض انت راجل متجوز وانا زي ما انت شايف مبقتش زهرة بتاعت زمان...إنسى يا أحمد
تحدث بانفعال: وانتي نسيتي اللي بينا يازهرة... نسيتي كل اللي جمع بينا من حب زمان بالبساطة دي
نظرت له بحدة: حب ايه اللي بتتكلم عليه هو مين فينا اللي نسى التاني وسبها
_وأنا جاي اقولك انسي اللي فات وحصل زمان
_انسى ايه يا أحمد وسبب بعدنا لسه موجود
_غلطة عمري يا زهرة
_ الغلطة دى ناوي تصلحها ازاي وانتو بينكم عيال
نظر له بندم :سامحيني يازهرة... أنا ندمان... أنا كنت غبي اوي لما سبتك تضيعي من ايدي
بادلته نظرة باردة :متعتذرش يا أحمد... أنت كنت زمان مهم ليا... بس دلوقتي خلاص
قال أحمد :أنا مش سعيد في جوازي يا زهرة... انا اكتشفت اني مش لحب ولا هحب حد غيرك... تعالي نرجع لبعض
هتفت زهرة بغضب :هو أنت سمعك تقيل.. أنت ولا حاجة بالنسبة ليا...أمشي من هنا ومش عايزه اشوف وشك بعد كده
أمسك احمد ذراعها قائلا بانفعال:مش همشى ومش هسيبك
شعرت زهرة بالرعب منه... حاولت الافلات من يديه... قالت بفزع... سيب إيدي
_ مش هسيبك الا لما تسامحيني
عندما توقف كريم بالسيارة قرب البوابة... لحظ فتاة وشاب يتهجم عليها وهي تحاول الافلات
خرج مسرعا من السيارة... متحدثا بصوت عالي :في حاجة يا أنسة
نظرت له بتوسل : خليه يسبني
هتف كريم :سيبها...
احمد وجه له نظرات نارية :ملكش فيه... دي مشكلة بين حبيبين اش دخلك أنت
بادل كلاهما نظرة ذهول فهما مختلفان.. نقيضان... هو جذاب وهي عكسه تماما: حبيبين...
احمد قال بحدة : متخانقين مع بعض وهي مش قابله الصلح...
همست زهرة :امشي من هنا بلاش فضايح
رد عليها بخفوت :همشي بشرط... توافقي نتقابل
هزت رأسها بالموافقة متمته بخفوت :حاضر
نظر كريم لزهرة قائلا: كلامه صح هو انتو زي مابيقول
قالت بخفوت وهي تشعر بالغضب :أيوه صح.. أمشي بقا دلوقتي
هز رأسه بانتصار :حاضر... نتقابل بعد ماتخلصي شغل
ردت زهرة :حاضر
تحرك كريم مبتعدا مبتسما... متمتما... الناس فيما
يعشقون مذاهب
شعرت زهرة بالرعب عندما رأت هذا الراجل يتجه ناحية البوابة فتمنت عدم ملاحظتها...
... تفاجئ بمرور الفتاة أمامه.... تعبر بوابة الشركة
صاح فيها :أنتي يا أنسة رايحة فين و اسمك ايه
زهرة شعرت بأحراج شديد :انا شغاله هنا واسمي زهرة
تحدث بثبات :وشغالة ايه
ردت زهرة متمته:شغالة في البوفيه
تحدث له أمرا :اللي حصل دلوقتي ميتكررش تاني
هزت رأسها قائلة بخفوت :حاضر يابيه
_____
ذهب كريم مباشرة إلى مكتب بيسان
طرق على الباب ثم دخل مباشرة قائلا بابتسامة :صباح الخير
زمت شفتيها قائلة بضيق :فين الخير ده ياكيمو... انا خلاص جبت اخرى منه
جلس على الكرسي وهو يسأل :مالك مانتي كنتي كويسة امبارح
بيسان بغضب:كنت ياكريم كنت....
_ خير وإيه اللي جد من امبارح النهاردة
زفرت بحدة وهي تتحدث :البيه عمل نفسه ولا كأنه شايفني... عديت من جنبه ولا هان عليه يقولي صباح الخير
حاول كتم ابتسامته فقال بهدوء :والزوبعة دي كلها عشان مقلكيش صباح الخير
ردت بيسان : أه ازاي يشوفني وميقوليش صباح الخير... اتصرف ياكريم.... أنا خلاص تعبت ولو ملقتش ليا حل معاه هموت نفسي
كريم تحدث بانزعاج : إيه العبط اللي بتقوليه ده... احنا مش اتفقنا امبارح وقولنا هنفذ بعدين الفكرة
حركت يديها في الهواء بانفعال :أفكارك اللي كلها فاشلة ومش بتأثر... لمعت عينيها بالدموع وهي تتحدث....مفيش حد حاسس بيا... أنت متعرفش يعني ايه افضل اربع سنين برا وأقول لنفسي اكيد هنساه لما يبقى بعيد عني... ولا نسيته ولا زفت بالعكس حبه زاد جوا قلبي وهو قلبه حجر... انهمرت دموعها
شعر كريم بالخوف من حدوث مكروه لها... فهي تبدو في حالة يرثى لها....قام من مكانه وجذبها لتنهض واقفة على قدميها... شعر بارتعاش جسدها... حضنها وربت على رأسها بحنيه قائلا برقة:وانا روحت فين... كفاية عليكي انا
رفعت رأسها تنظر له بعيون دامعة:لا مش كفاية..
دلف زاهر إلى مكتبها مباشرة فالباب كان مفتوح قليلا
... اتسعت عينيه بغضب... من المشهد الماثل أمامه... تشنج وجهه
نظرت له بيسان بصدمة.. وهي تراه أمامهم وعلى وجهه تعبيرات قاتلة... تحدثت بيسان بتوتر :أنت فاهم غلط
كريم همس لها... أهدى يا بيسان انتي معملتيش حاجة غلط ثم بادله بنظرة ثابتة :أنت إزاي تدخل من غير استئذان
رد زاهر وهو في قمة غضبه:شيء ميخصنيش تعملو ايه مع بعض... ازاي ادخل من غير استئذان فالباب كان مفتوح...وجيت ليه عشان اديكي الملفات اللي طلبتيها ثم وضع الملفات بعنف على سطح المكتب.. وانصرف بخطى غاضبة من خارج المكتب محدثا نفسه بغضب بصمت.... عمرها ماكنت مناسبة ليك ولا هتكون واكتر حاجة صح عملتها في حياتك انك رفضتها...
بيسان دموعها انهمرت على وجهها :خلاص خسرته ياكريم
تحدث لها بحنية: هششش بطلي عياط.. لو مقدرش قيمتك يبقى ميستهلكيش
_____
في أرقى المناطق السكنية....جلست دينا على أريكتها الوثيرة... أخذت تزفر بغضب و تقوم بقضم اظافرها... فهي منتظرة مكالمة هاتفية هامة... وبعد طول انتظار رن تليفونها... امسكتها بسرعة وتحدثت برقة:ألو
رد شهاب بملل( أحد أهم منافسين أكنان وبينهم عداوة شديدة) :ايوه يا دينا .. كنتي عايزاني في إيه
دينا بدلع :عايزاك في كل خير طبعا... عارف الصفقة بتاعت الشركة اليابانية اللي نفسك تفوز فيها... انا ممكن اساعدك تكسبها
انتبهت حواسه لحديثها :دي لعبة عليا... أنا اللي عارفه انك على علاقة بأكنان... هو أكنان مسلطك عليا
ردت دينا برفض:مفيش حاجة من كلامك صح... هو انت موصلكش آخر الأخبار
سأل شهاب :وايه هي آخر الأخبار
قالت دينا بغل :انه قطع علاقته معايا بطريقة مهينة وانا عايزه انتقم منه وأرد ليه القلم اللي اديهولي
شهاب بهدوء :احكي اللي عندك وهشوف إذ كان هيفدني ولا لأ
تحدثت بحقد عن مادار من حوار بين أكنان في التليفون واحد مسئولي الشركة اليابانية.... كانت معه وقتها وتصنعت عدم الانتباه له
عندما انتهت من الكلام هتف منتصرا :واخيرا... المناقصة دي لو فزت فيها هتخسر المجموعة كتير وهيكون ليكي الحلاوة
ردت بغل :حلاوتي اني اشوفه مهزوم
انتهت المكالمة بينهما على موعد للقاء... تنهدت دينا وارتسمت على ثغرها ابتسامة متشفية
رن جرس الباب... فقامت من مكانها بضيق... فتحت الباب
روجينا بابتسامة :كده يا ندلة ولا حتى مكالمة تليفون... وارن عليكي مش بتردي
ردت بضجر:مكنتش فاضية
_طبعا لازم متكونيش فاضية... ماهو أكنان شغل كل وقتك... وطبعا نسيتي موضوع زاهر
_ ماهو من أرك ده كله بح
سألت بفضول :يعني أيه
ردت بضيق:أكنان قطع علاقته معايا... موضوع زاهر بقى في طي النسيان
تحدثت لها بحزن :يا خسارة يا زاهر.... وانتي عاملة ايه دلوقتي
ردت دينا بكآبة:هنتقم منه وهدفعه التمن غالي
نظرت لها بفضول :إزاي بقى
ردت عليها بشرود قائلة إزاي دي هتعرفيها بعدين
استيقظت ضحى من نومها وأخذت تتثاءب.. نهضت من فوق الفراش مصدومة متذكرة ماحدث ليلة البارحة وخروج زوجها وعدم روجعه... خرجت من غرفتها للبحث عنه... فوجدت الشقة فارغة وليس هناك مايدل انه أتى حتى الآن... بعد لحظات سمعت صوت المفتاح في الباب وإغلاق الباب... ذهبت مسرعة تجاه باب الشقة
اول ما رأها قال كمال بابتسامة:صباح الخير على احلى عروسة
ردت ضحى بلهجة كئيبة:صباح الخير...أنت قولت مش هتتأخر
كمال قال بهدوء :معلش ياحبيبتي... بس المشكلة كبرت واتطورت وقلبت لخناقة جامدة ورحنا القسم ولسه طالع منه دلوقتي
سألت بقلق:وانت كويس
كمال بابتسامة :كويس انها جيت على كده...
_والمشكلة اتحلت...
_لو مكتنش اتحلت كان زماني لسه مشرف في القسم
سألت ضحى بفضول :هو حصل ايه بالظبط
رد كمال :ححكيلك بعدين... المهم دلوقتي عايزك تحضري شنطة لينا عشان هنسافر مارينا هنقضي في الفيلا بتاعتي هناك اول يومين لينا في شهر العسل فيها... غمز له بأحد حاجبيه... اصل اتشائمت من هنا... اول يوم فرحي هنا وقضته في القسم... فقولت اخدك واهرب في مكان بعيد نكون فيه لوحدنا من غير حتى تليفونات
ردت بخجل :حاضر... قبل مااحضر الشنط هات تليفونك عشان تليفوني نسيته في البيت عند بابا.. ارن على ماما اطمنها عليا واقولها اننا هنسافر مارينا... عشان ميجوش المشوار هنا ومش يلاقونا
رد بابتسامة :انا اتصلت بيهم وقولتلهم... يلا بينا حضري الشنط عشان منتأخرش
و بعدها بنصف ساعة انطلق كمال بالسيارة وطول الطريق ظل صامتا
كسرت ضحى الصمت قائلة:هو فاضل كتير لحد مانوصل
رد كمال:قربنا نوصل حبيبتي... باين عليكي زهقتي
اجابته ضحى : مش زهقت من الطريق... زهقت انك مش بتتكلم معايا وطول السكة ساكت وحساك متغير وفي حاجة شغلة بالك... هو في ايه ياكمال بالظبط
نظر له وقال بهدوء :أصل حصلت مشكلة في الشغل خلت بالي مشغول وكمان مشكلة صحبي وترتني اكتر
بعد فترة وصل كمال إلى الفيلا... نزلا من باب السيارة حتى وصلا أمام الباب وضع كمال المفتاح وفتح الباب... عندما دخلا أضاء كمال الانوار قائلا بابتسامة :نورتي بيتك ياعروسة... تعالي عشان اوريكي أوضة النوم وفي الداخل قال كمال :انا هدخل اخد شاور... و عايزك تغيري هدومك وتلبسيلي قميص نوم حلو وغمز بحاجبيه... وبلاش ابوس ايدك البيجامة اللي شوفتك بيها
هزت ضحى رأسها بخجل :حاضر
دلف كمال إلى الحمام ليغتسل... وفتحت ضحى الشنطة واختارت قميص نوم مخصص لهذه الليلة...
وانتظرت خروجه وهي جالسة على الفراش سمعت رنين تليفون زوجها فقد نساه على الكمودينو بجوار الفراش....
أمسكت الهاتف... ليعلن الهاتف وصول رسالة أيضا... تملكها الفضول... فقامت بفتح الرسالة من شخص يدعى فريد وقرأتها وكان نصها كالتالى....أخبرني عندما تصبح الفتاة جاهزة... أريدها كما اتفقنا
لم تعلم لماذا شعرت بالقلق من محتوى الرسالة... فقامت بوضع التليفون في نفس موضعه...
خرج كمال من الحمام وارتدى ملابسه واخذ هاتفه..
سألت ضحى بقلق :أنت بتلبس تاني ليه
رد كمال : فتحت التلاجة لقيتها فاضية... فهروح اشتري شوية حاجات من السوبر ماركت
قالت ضحى: متتأخرش... عشان بخاف من القعدة لوحدي
رد كمال بابتسامة :مش هتأخر مسافة السكة حبيبتي
ظلت ضحى واقفة مكانها تشعر بالضيق والقلق فهناك شيء غير طبيعي في سلوك كمال.. ذهبت إلى غرفة النوم لكي تستريح قليلا..
وبعد عدة دقائق من ذهاب كمال... سمعت صوت سيارة أمام بوابة الفيلا...نظرت من النافذة لترى من القادم ...فرأت رجل غريب يفتح باب الفيلا ويغلق الباب خلفه... استولى عليها الرعب.. ذهبت إلى الحمام واختبئت... سمعت صوت الأقدام في غرفة النوم ثم اختفت للدقائق.. ثم عادت الأقدام مرة أخرى بداخل الغرفة
اخرج الراجل هاتفه وتحدث بغضب :فين البنت اللي قولتلي عليها
على الطرف الآخر كمال :انا لسه سايبها وقفلت عليها باب الفيلا... دور عليها كويس
فريد بزعيق :انا دورت عليها كويس ياكمال... أنا دفعت فيها فلوس كتير عشان تجبلي بنت بنوت وفي الاخر اجي وملقيش حد... ده أنا هقتلك فيها
كمال تحدث بقلق :دقايق وهكون عندك يافريد بيه
فريد بلهجة غاضبة:عارف لو طلعت بتضحك عليا هوديك ورا الشمس... وحمايتي ليك في شغل الدعارة هشيله...
كمال رد بسرعة:البنت موجودة في الفيلا وثواني وهكون عندك يافريد بيه
اغلق فريد الهاتف بعنف... في داخل الحمام وضعت ضحى يديها على فمها تحاول كتم تنفسه... مصدومة مما سمعت... ان زوجها قواد وقام ببيعها لهذا الراجل.. نظرت حولها برعب في محاولة لإيجاد وسيلة للهروب... لم تجد شيئا فشباك الحمام صغير جدا وهي تتحرك بخفة ذراعها ارتطم بحوض الحمام محدثة صوت خافت
في الخارج قبل أن يهم فريد بالخروج سمع صوت خافت خارج من الحمام... اقترب بخطى بطيئة وقام بفتح الباب
نظرت له ضحى برعب وبادلها بنظرة شهوانية متأملا تفاصيل جسدها... محركا لسانه بتلذذ...
شعرت إنها فريسة وقعت في المصيبة... محاصرة وليس هناك مجال للهروب... دمعت عينيها بقلة حيلة وأخذت في الدعاء بصمت
يتبع..
رواية زهرة ولكن دميمة البارت الثامن بقلم سلمى محمد
دلف زاهر إلى مكتب أكنان... رسم على وجهه ملامح
هادئة على عكس مابداخله من بركان ثائر..
سأل زاهر :نعم ياأكنان...
أكنان رد بلهجة هادئة : بقالك فترة متغير... وكل شوية
أقول لنفسي بكرا ترجع زي الأول
رد زاهر بثبات :ومين قالك أني متغير
تحدث له بثقة :عشان عارف كويس إيه اللي مغيرك
أكنان رد بعدم اهتمام :وإيه بقا اللي غيرني ياخبير
أكنان بابتسامة لم تصل لعينيه:بيسان
اعار كل حواسه له بمجرد ذكر إسمها :مالها بيسان
أكنان بهدوء:أنت عارف يازاهر أنت بالنسبة ليا ايه...
أنت اكتر من أخ ليا...وبيسان حته مني انا بعتبرها
بنتي مش اختي الصغيرة... لما آمنا ماتت مكناش لينا
غير بعض... بابا كل اهتمامه بالشغل ونسى ان ليه ولاد محتاجين حبه... وجودك فرق في حياتنا كتير وبيسان اتعلقت بيك اوي.. زمان قولت سافرها الأفضل ليها وليك عشان كانت لسه صغيرة... دلوقتي خلاص وانا شايف الوضع بينكم صعب وانت بقيت أخلاقك لا تطاق
تحدث زاهر بصدمة فهو لم يتخيل ان آكنان كان على معرفة بمشاعره وظل صامتا طوال السنوات الماضية :أنت ايه الكلام اللي بتقوله ده
قال أكنان بهدوء:الكلام ده كان المفروض أقوله من فترة... في مثل بيقول أخطب لاختك ومتخطبش لأخوك
رد زاهر بالرغم عنه :اسمها على فكرة أخطب لبنتك ومتخطبش لابنك
رد أكنان :وانا زي أبوها...
استغرب زاهر طلب أكنان منه أن يتزوج بيسان في هذا الوقت بالذات...استرجع بالذاكرة ماحدث منذ وقت قليل ورؤيتها لها في حضن كريم... هل حدث بينهم شيء وأكنان يريد إخفاء فضحيتها... او حدث شيء في فترة سفرها في الخارج وقامت بالتفريط في نفسها لذلك كانت تبكي لكريم متوسلة له إخفاء فضحيتها....لذلك يريد أكنان تزويجها له عندم رفض كريم.... لماذا عرض عليه أن يتزوج شقيقته وفرق السماء والارض بينهم.... هي بيسان نجم من أثرى العائلات واعرقهم وهو زاهر مجرد المساعد الأيمن لهم... هز رأسه بعنف رافضا منحنى أفكاره المرعب
سأل أكنان مرددا :قولت ايه يازاهر
احتار زاهر في الرد وماذا يقول له...أكنان أكثر من أخ... ولو احتاج مساعدته فهو لا يستطيع رفض مد يد العون له:أنت فجأتني بكلامك ده... محتاج افكر شوية
تحدث أكنان بهدوء :بس متاخدش وقت في التفكير كتير
سأل زاهر :وإيه رأي بيسان في الكلام ده
رد أكنان بثقة:طبعا موافقة
خرج زاهر من مكتب أكنان... اخذ يحدث نفسه معقولة اللي حصل جوا دلوقتي... أكنان طلب اتجوز أخته.... معقولة اللي سمعته... هو ممكن تكون بيسان غلطت وعشان كده أكنان عايز يداري عليه.... هز رأسه بعنف... بيسان متربية على ايدك وعمرها ماتعمل كده... اومال ايه السبب اللي خلى أكنان يطلب منه يتجوزها
في مكتب نجم...ضرب على سطح المكتب بعنف... هاتفا بانفعال : سلووووووي... ياسلوووى
دلفت سلوى مسرعة قائلة بخوف :نعم يانجم بيه
_فين ملف الشركة الألمانية اللي كان على المكتب هنا
_ معرفش انا حطيته بأيدي على المكتب قصاد حضرتك وبعدين خرجت
_الملف راح فين ياسلوى
ردت بحيرة :معرفش
هتف بصياح :مين دخل المكتب وانا مش موجود
ردت سلوى:مفيش غير زهرة حضرتك... اخدت فنجان القهوة الفاضي وخرجت
تحدث بقسوة :ناديلي زهرة بسرعة... وعايز تفريغ الكاميرا بتاعت المكتب
_ حاضر ثم خرجت مسرعة من المكتب
وبعد عدة دقائق.. كانت زهرة بالداخل في مواجهة صامتة مع نجم بيه مثيرة للقلق....تابع نجم ماتم تصويره بواسطة الكاميرا... زواية المكتب لم تكن في مجال الكاميرا... لحظ دخول زهرة إلى المكتب وخروجها حاملة الصينيه على يديها... ولم يدخل أحد إلى المكتب سواها
رفع رأسه بعد انتهائه من المشاهدة قائلا بقسوة :فين ملف الشركة الألمانية
ردت بحيرة :ملف ايه حضرتك
نهض من مكانه.. صائحا في وجهها:مترسميش الغباء عليا.. أنا هوديكي ورا الشمس لو الملف ده مظهرش دلوقتي
قالت زهرة بيأس :صدقني يابيه معرفش حاجة عنه
تحدث بلهجة مخيفة:محدش دخل المكتب غيرك في الوقت اللي فيه الملف اختفى...اتفقتي مع مين عشان تسرقي الملف
عينيها لمعت بالدموع وهي تهتف :مسرقتش حاجة ولا اتقفت مع حد
نظر لها بضيق.. فلأول مرة احساسه يخونه...هل أكنان عرف حقيقتها لذلك رفض توظيفها
دق باب المكتب... ثم دخل أكنان نظر بعينيه إلى كلاهما متأمل المشهد
تحدث بمكر :صوتك واصل لمكتبي... حصل ايه وصلك لكده
نجم بغضب: الملف بتاع الشركة الألمانية اختفى ومفيش غيرها دخلت المكتب
رد أكنان بهدوء: سبني معاها شوية وانا هعرف اخليها تطلع بالملف
قال نجم :أنا هخرج وهسيبك تتصرف معاها... أنت عندك حق لما رفضت تشغلها هنا
ثم خرج من المكتب بخطى غاضبة.... تارك أكنان مع زهرة
زهرة بدموع : صدقني انا مسرقتش حاجة
ابتسم أكنان ببرود :عارف انك مسرقتيش
قالت ببلاهة:يعني انت مصدقني بجد اني مسرقتش حاجة
تحدث بمكر :طبعا مصدقك عشان انا اللي أخدت الملف
اتسعت عينيها بصدمة :أنت طب ازاي ومفيش حد دخل المكتب
تحدث بابتسامة صفراء :أزاي دي لعبتي
_ليه عملت كده... لترد على نفسها قائلة بقهر...عشان محدش يقدر يقولك لأ
ابتسم ببرود :اهو انتي عرفتي ليه عملتي كده... عشان قولتي لأ... وكمان فاكرة نفسك انك فوزتي عليا لما اشتغلتي هنا وانا مش موافق
نظرة له بتوسل : انا مكنتش عايزه اقول لا بس الظروف... أنا أسفة مكنتش اقصد
نظر لها بشماته: كلمة اسف مكتفنيش...انا هسجنك واخليكي عبرة... عشان تقفي قصادي كويس
عينيها لمعت بالدموع :أنا أسفة بلاش سجن...أمي ست مريضة وانا مسئولة عنها لو أتسجنت ممكن تروح فيها... اقتربت منه ورفعت رأسها له قائلة برجاء :قولي ايه اللي يريحك... بس بلاش سجن...حراااااام... اللي عملته ميستهلش انك تسجني وتضيع عايلة... علمت زهرة داخليا إنه ليس أمامها خيار سوى التوسل له والدوس على كرامتها... فهو بمنتهى السهولة استطاع تلفيق لها تهمة سرقة...حتى لو أخبرت نجم بحقيقة ماحدث احتمال طفيف ان يصدقها... ولو اقتنع ببرائتها...أكنان لن يتركها
رددت زهرة بتوسل :انا اسفة أاااسفة... بس بلاش سجن... أنا مش عايزه اشتغل خلاص... بس بلاش سجن.. أمي ممكن تموت فيها
شعر بالغضب من نفسه.. فهو كان عاقد العزم على طردها بعد جعلها تتوسل له حتى يمل... لكن صوتها ودموعها هزت كيانه
تحدث لها أمر :كفاااية...مش عايز اسمع صوتك
رددت من بين شهقاتها:أنا أسفة.. أسفة... أسفة
هتف بغضب :بقولك كفاية انتي طرشة مش بتسمعي
همست بدموع :انا مش عايزه اتسجن
صاح فيها قائلا بدون وعي :خلاص مش هسجنك
نظرت له بذهول :خلاص سامحتني ومش هتسجني
عبس بضيق على هفوة لسان فهو لم يخطط لكل هذا وفي خلال عدة دقائق أستسلم لتوسلها...
تحدث لها بلهجة امره :أنتي هتسيبي الشغل هنا دلوقتي
_طب والملفات
_ملكيش فيه... إنتي هتخرجي من المكتب هنا على برا... برا الشركة خالص
تنهدت براحة متمته بخفوت :الحمد لله... ثم توجهت ناحية الباب
هتف أكنان :استني
صوته جعلها تتسمر في مكانها خائفة من رجوعه فيما قال.... همست بخوف:نعم
تحدث أكنان :عايزك بكرا من الساعة سته الصبح في شقتي وقام باملاءها العنوان
سألت بخوف :عايزني ليه
قال بقسوة :ملكيش حق السؤال واللي اقول عليه يتنفذ... هتيجي بكرا في الميعاد بالظبط من غير تأخير... ده لو عايز أرضى عنك... ثم قال العنوان
ردت بقهر :حاضر... حاجة تانية
أشار له بالانصراف بدون كلام
خرجت زهرة وأخذت تأخذ عدة أنفاس متتالية.... شعرت للحظات بالراحة ثم تملكه حزن شديد على ماحدث من قهر لكرامتها وقبولها بكل بساطة لأوامره
ليس الفقر هو الجوع الى المأكل او العرى
الفقر هو القهر
الفقر هو استخدام الفقر لاذلال الروح
الفقر هو استغلال الفقر لقتل الكرامة
في الخارج قبل أن يهم فريد بالخروج سمع صوت خافت خارج من الحمام... اقترب بخطى بطيئة... قام بفتح الباب
نظرت له ضحى برعب وبادلها بنظرة شهوانية متأملا تفاصيل جسدها... محركا لسانه بتلذذ...
شعرت إنها فريسة وقعت في المصيدة... محاصرة ليس هناك مجال للهروب... دمعت عينيها بقلة حيلة وأخذت في الدعاء بصمت
تحرك تجاهها وهو يكاد يلتهمها بنظرات عينيه... جسدها انتفض برعب فتراجعت للخلف حتى اصطدم ظهرها بحوض الحمام
تحدث لها برغبة :ده إنتي طلعتي حلوة اوي... أجمل بكتير من الصورة اللي وراهلي كمال... مش خسارة فيكي الفلوس اللي دفعته ليه...
اعتراها خوف قوي... حاولت تغطية جسدها العاري لكن دون جدوى
هتف فريد :بتداري ايه ده انتي كده حلوة اوي
همست ضحى بفزع :أبوس إيدك سيبني أمشي من هنا
فريد بابتسامة صفراء:تمشي فين... هو انتي فاكرة دخول الحمام زي خروجه ياعسل...
سألت بخوف:تقصد إيه
نظر له بمكر : قصدي اي بنت بتدخل هنا مش بتخرج تاني... هو انتي متعرفيش ان جوزك قواد وانتي خلاص بقيتي من ضمن البنات اللي بيشغلهم عنده...
ردت برفض ضعيف :انا عندي أهل هيسألو عني... واكيد هيتقبض عليكم
ضحك بسخرية: مش لما يعرفو مكانك الأول
قالت بفزع :أنت تقصد ايه... هتموتوني
غمز بخبث: إحنا مش بتوع موت.. إنتي هتنضمي للبنات في مكان مخصوص لشغلهم....مكان كده زي السجن مخصوص للمتعة والفرفشة
حاولت التحدث بثبات ولكن صوتها خرج مرتعش :اهلي لما مش هيلاقوني هيبلغو البوليس وهيقبضو على كمال
فريد بابتسامة صفراء :مش لما يكون اسمه الحقيقي
تحدثت بصوت متقطع من شدة خوفها:انا اكيد بحلم اللي بيحصلي ده مش حقيقي وكل ده تمثيل.. اكملت برجاء... قولي إنه تمثيل
رد فريد ببرود :مش تمثيل وده بحق وحقيقي
هزت رأسها برفض والدموع تتساقط على وجنتيها :لا تمثيل... مستحيل يحصل معايا كده... الحاجات دي مش موجودة في الحقيقة
هز رأسه قائلا : مين قال إنها مش موجودة اومال انتي بتعملي هنا ايه... إنتي ياقطة وقعتي في شبكة دعارة...وغمز له بشهوة... هو احنا هنفضل نتكلم كتير... أنا واخد حبيه مستوردة مخصوص لليلة
دي....ثم هتف بغلظة.... حبية واحدة قليلة عليكي... ادخل يديه في جيب بدلته وأخرج شريط ازرق اللون.. أنا هخدلك اتنين كمان ولا أقولك تلاته ...ثم تناولهم بدون ماء... ناظر لها بمتعة.. هتف قائلا خلاص... مش قادر استنى اكتر من كده
حاولت ضحى الهروب من أمامه.... لكنه استطاع أمساكها.. صاح في وجهها.. هتهربي مني هتروحي فين
... حاولت المقاومة والافلات منه.. لكنه كان أقوى منها فهي ضعيفة بالمقارنة بضخامته.... امسك شعرها بعنف..
هتف بزعيق:لو بتحبي العنف... اموت انا في كده
ضحى بدموع :أبوس رجلك ارحمني
ضحك بصوت عالي :هتيجي معايا بالذوق ولا باين عليكي بتحبي القسوة زيي....
استطاعت ضحى بصعوبة الآفلات من يديه... هرولت إلى
خارج ولكن قبل أن تخطو بقدميها خارج غرفة النوم...
أمسكها بقسوة من شعرها... وقعت على الأرض وشدها من
شعرها مجرجرا جسدها على الأرض... حتى وصل بيها إلي
الفراش... أخذت ضحى تهتف له بتوسل ودموعها تنهمر
بغزارة فهي لم تتخيل ابدا أن تتحول فرحتها إلى كابوس
ويتم ذبحها ببطء... تمنت في هذه اللحظة الموت ... حراااااام عليك..
تحدث له بقسوة ثم جذبها من شعرها لتقف على قدميها:عايزه تهربي مني... إنتي اللي جبتيه لنفسك... وتوالى
عليها بالصفعات حتى أدمى وجهها... شعرت بالدوار
واصبحت الرؤية أمامها مشوهة... فقام بدفعها ليسقط
جسدها على الفراش بصوت مسموع... شعرت ضحى
بالضعف وارتخاء اعصابها واصبحت عاجزة... اتسعت عينيها
برعب وهي تراه ينزع ملابسه أمامها... توقف مرة واحدة
واخذ يتنفس بحدة... وضع يده على صدره وهو يشهق
بعنف... وفجأة سقط على الفراش بجوارها..
تقابلت النظرات... نظرة خوف منها ونظرة ألم منه... مد يديه حاول أمساكها....
حدثت نفسها بمقاومة :قومي... قومي.. قومي...دي فرصتك عشان تنفذي نفسك.. نهضت بصعوبة فقدميها كانت تهتز من الصدمة... وقفت تنظر له بكره ثم بصقت على وجهه وهي ترى جسده ينتفض ويأن بصوت متألم...
اتجهت ناحية شنطة ملابسها لإخراج شيء ترتديه... ولكن
قبل أن تمس يديها الشنطة سمعت صوت سيارة يتوقف في
الأسفل... اتجهت ناحية النافذة فرأت كمال يدلف مسرعا إلى
الداخل... امتلكها الرعب مرة أخرى فهي لم تكد تفلت من
براثن فريد حتى تقع في براثن كمال.. التفتت حولها بفزع
وقامت بالاختباء خلف الباب... عندما دخل كمال إلى داخل
غرفة النوم وجد فريد ملقى على الفراش عينيه متسعة على آخرها ..
هتف كمال :مالك يافريد بيه
استغلت ضحى انشغاله مع فريد...فتسللت من خلف الباب على أطراف أصابعها.. خارجة من غرفة النوم
...
قام كمال بهز فريد قائلا :فريد بيه مالك وفين ضحى
تحدث فريد بألم : امسك البت بسرعة قبل ماتهرب وتبلغ علينا
انتبه كمال لصوت فتح باب الفيلا....فهرول مسرعا للحاق بيها...
سمعت ضحى صوت خطوات مسرعة...أخذت تجري حتى
وصلت للشارع وقلبها اخذ ينبض بعنف والوخز في قدميها
ويديها أخذ في التزايد ... رأت سيارة قادمة... حركت كلتا
يديها في الهواء لتوقفها غير واعية من شدة صدمتها انها
شبه عارية على الطريق في منتصف النهار
توقفت السيارة... نظر لها السائق بصدمة من منظر الفتاة
ضحى بصوت متقطع متوسلة :أبوس إيدك خليني اركب.... كمال هيمسكني وكان عايز يبعني... دخلني العربية...
السائق :اركبي بسرعة
دلفت ضحى مسرعة إلى داخل السيارة وبمجرد جلسوها...
انطلق السائق وهو يري من خلال المرأة الجانبية شخص يحاول اللحاق بيهم
... أخذت ضحى تتنفس بعنف ولم تلاحظ نظرات السائق لها من خلال المرأة
هتف كمال بغضب لرؤية السيارة تختفي من أمامه وهي بداخلها :يابنت ال ____
يتبع..
رواية زهرة ولكن دميمة البارت التاسع بقلم سلمى محمد
نظر لها السائق من خلال المرأة بشفقة.. متمتما في سره
: استرعلى ولايانا يارب
ضحى كانت في حالة من الصدمة افقدتها القدرة على إدراك وضعها وما ترتديه من قميص نوم شبه عاري مع شخص غريب... كانت تتنفس بعنف ودموعها لم تتوقف عن التساقط...
اتنزع السائق جاكت كان معلق بجواره...مد يده لها بالجاكت متحدثا بحرج :يااا... يااا
نظرت بعيون دامعة من خلال زجاج السيارة للطريق الممتد الى مالانهاية... غير واعية لمناداة السائق لها.. فهي كانت مصدومة بسبب ماحدث لها وتحول حلمها بالزواج من فارس الأحلام إلى كابوس مرعب..
نادى بنبرة أعلى :يا آنسة
انتفضت ضحى على صوته مخرجا أياها من صدمتها... لتدرك وضعها المخزي..
أحنت رأسها هامسة :نعم
قال السائق :البسي الجاكت ده يابنتي
تناولته منه وقامت بارتدائه...وهي تشعر بالمهانة والذل ودموعها تزداد في التساقط
قال بعطف :أهدي كده يابنتي وخدي اشربي العصير ده
نظرت الى يده الممتدة بعلبة العصير بخوف... فبادلها بنظرة مطمئنة... قائلا بابتسامة خفيفة :انا هشرب منها عشان تطمني... قرب العلبه من فمه وارتشف عدة رشفات منها....اشربي عشان تهدي
تناولت منه العلبه وشربتها في صمت..
عند انتهائها... تحدث السائق :انا اسمي محسن... عم محسن... انتي اسمك ايه
تمتمت بهمس :ضحى... اسمي ضحى
قال محسن بفضول:هو ايه اللي حصل وخلاكي تجري على الطريق بالمنظر ده
سردت له حكايتها وعندما أنتهت
قال محسن بشفقة :ده نتيجة التسرع في أي جوازة.. المفروض كنتو تتأنو وتسألوا عليه... وكويس إنها جات على كده وقدرتي تهربي منهم...
همست بألم :الحمد لله
سأل محسن:قوليلي عنوانك عشان اوصلك لأهلك
تمتمت ضحى :وهروح لهم إزاي بالمنظر ده.. ثم قالت له عنوان منزلها
قال محسن بتفكير: أقرب محل هشوفه في طريقي هنزل اشتري ليكي اي لبس منه...هشتري لكي من هنا احسن... المعظم هنا سياح وكلهم تقريبا مش لابسين حاجة...شكلك مش هيكون ملفت اوي... قبل ما أدخل بيكي في المناطق السكنية
همست بخفوت :شكرا
رد محسن :شكر إيه...دي أقل حاجة الواحد يعملها
رن تليفونه قاطعا حديثه...
_ نعم يابيه
الطرف الآخر :وصلتهم ولا لسه
_وصلت البيه والهانم المنتجع وفي طريق الرجوع
_ عايزك تجيلي الشركة علطول...عشان هتوديني الساحل( مكان موجود غرب الإسكندرية) ... متتأخرش عليا
_ حاضر يا بيه مسافة الطريق
ثم اغلق المتحدث الهاتف مباشرة..
حدث نفسه بضيق :بيقولى تعالى على طول وانتي بيتك بعيد تمام عن الشركة... زفر بحدة... أعمل إيه دلوقتي
شعرت ضحى بالاحراج فقالت له : مش عايزه اعملك مشاكل في شغلك... أنت ممكن تنزلني في أقرب مكان على سكتك اركب منه أي حاجة توصلني البيت...
رد محسن برفض :لا مش هيحصل... أنا هوصلك لحد باب البيت... مينفعش انزلك تركبي اي حاجة لوحدك وانتي في الوضع ده... لازم اطمن عليكي بنفسي...
بعد عدة دقائق توقف محسن عند أقرب محل ملابس ملائم .. دخل إلى المحل ثم خرج حاملا عباءة لها
في داخل السيارة... قال محسن برضا :لقيت حاجة مناسبة ليكي سهل انك تلبسيها...
عندما ارتدت العباءة همست ضحى بعرفان :شكرا ياعم محسن
محسن بابتسامة : العفو... ثم قاد السيارة بسرعة لتعويض الوقت الذي استغرقه في شراء ثوب.. حتى لا يتأخر عليه
__________
بعد عدة دقائق من انصراف زهرة...ذهب نجم إلى مكتب أكنان.. لمعرفة ماحدث
دخل نجم مباشرة إلى مكتب أكنان
سأل نجم : عرفت تجيب الملف منها
تناول أكنان ملف كان موضوع على مكتبه...ثم قال بهدوء:الملف أهو
نظر له بتمعن :انا تعبت معاها في الكلام ومعرفتش اخد منها ولا حق ولا باطل وكل اللي على لسانها متعرفش الملف فين
نظر له بثبات: ليا طرقي الخاصة اللي خلتها تطلع بالملف
تحدث نجم بشدة: أنا هسجنها على اللي عملته
أكنان بهدوء : خلاص انا اتصرفت معاها وطردتها من الشركة
هتف بغضب :مش كفاية...
_ أنت قولتلي اتصرف واتصرفت وجبت الملف وعاقبتها وقمت معاها بالواجب
_ مش عارف ازاي صعبت عليا يا أكنان وخلتني اشغلها بالرغم من رفضك... طلع عندك حق
_ عشان تعرف اني عندي حق في كل كلمة اقولها
هز نجم رأسه بالإيجاب..غير نجم مجرى الحوار لموضوع أخر قائلا برجاء : ناوي ترجع تعيش معانا تاني امتي... مش كفايه كل السنين اللي فاتت
لمعت عينيه بالقسوة :أنسى وبلاش كلام في الموضوع ده... مش هرجع وقولتلك الكلام ده بدل المرة ألف... أنسى يانجم
شعر نجم بالذنب فهو أخطأ في حقه أكثر من مرة :الموضوع ده فات عليه سنين وأنا غلطت في حقك ولحد النهاردة بطلب منك تسامحني
هتف أكنان بغضب مكتوم:تاني... هنتكلم تاني...كفاية عشان انا تعبت... اتفضل اطلع من مكتبي عشان ورايا شغل
رد نجم بيأس:انت ازاي بتقولي كده... دي شركتي
هتف أكنان بحدة :مش شركتك انت بس شريك فيها معايا بنسبة ٤٥٪لو كنت نسيت
ظهرت على وجه نجم علامات العجز.. قال باستسلام :انا خارج.. ونفسي يبجي يوم وتسامحني على اللي فات
بمجرد خروجه... جلس أكنان ووضع رأسه بين كفي يده.. أصبحت نظراته شاردة تائهة بين العديد من ذكرياته المؤلمة... أول صدمة له عندما كان في الرابعة في أمريكا عندما قررت والدته أن تلد أخته الصغيرة هناك
عندما أتى والده حاملا طفل رضيع بين يديه وبجواره جدته أم والده... وعلى ملامح كل منهما الحزن الشديد
تحدث نجم بحزن :اختك بيسان
لم يكن أكنان واعي لملامحهم الحزينة قائلا بصوت طفولي :ممكن اشيلها بابي
ردت عليه جيلان بحزن :بعدين هخليك تشيلها ياكينو... وقامت بمناداة المربية... خدي بيسان طلعيها الاوضة بتاعتها
ردت أن:حاضر يا جيلان هانم
سأل أكنان ببرائة طفولية :هي مامي مش جيت معاكم ليه
قامت جيلان بحمله...تحدثت بحزن :مامي مش هتشوفها تانى... احنا كلنا مش هنشوفها تاني
رد ببراءة:هي سافرت
ردت جيلان نافية: لا مش سافرت ...فاكر جدو يا كينو لما قولتلك أنه مات ..هز رأسه بالإيجاب...ومش بقيت بتشوفه تاني...مامي هي كمان مش هتشوفها تانى
لم يستوعب عقله الصغير معنى كلماته في بادىء الامر ولكن تذكر جده الذي لم يعد يراه بعد الأن ...هل أمه ستكون كجده لن يراها أبدا ....لمعت عينيه بالدموع قائلا بخفوت : مامي ماتت زي جدو ومش هشوفها تاني
ردت بحزن : أيوه يا كينو
عند سماع كلماتها ...هرول مسرعا صاعدا الدرج ..فتح غرفة أمه وقضى فيها طوال اليوم لا يريد الكلام أو تناول الطعام ...ومرت أسابيع حتى استطاعت جدته أخراجه من حالة صمته بالاستعانة بطبيب متخصص...والده ظل بعيدا عنه وكان عمله هو رقم واحد في حياته متناسيا رضيعته وطفله الصغير ...مرت ستة أشهر على هذا الوضع ظل الصغيرين مع جدتهم في منزل عمهم وزوجة عمهم يقومون برعايتهم ...
حتى أتى اليوم الذى غير حياة أكنان من حياة لطيفة مع زوجة عمه وعمه الى حياة بائسة
اليوم الذي تزوج فيه والده ...الزوجة الثانية بعد أمه
نجم بابتسامة : تعالى يا أكنان ...أعرفك بمراتي كاميرون
هو كان مجرد طفل صغير ...بفطرته الطفولية لم يشعر بالراحة من نظراتها ...لم يشعر سوى بالكره الفطري تجاهها
ظل أكنان صامتا في مكانه لا يريد التحرك من مكانه خطوة واحدة
ردد نجم بحدة : بقولك تعالى هنا سلم على كاميرون ...كاميرون هتكون زي مامي
رد برفض وعينيه تلمع بالدموع : دي مش مامي...مش مامي وهرول هاربا داخل الفيلا وعندما رأى جدته جيلان رمى نفسه في حضنها باكيا...دي مش مامي ياجوجو
حدثت جيلان نفسها بغضب : بردو عملت اللي في دماغك واتجوزتها ...ماشي يانجم...تحدثت جيلان له برقة : أطلع اوضتك دلوقتي يا كينو زمان بيسان بتقول روحت فين
قال : حاضر ياجوجو ...
خرجت جيلان بعدها مباشرة الى الجنينة ...وبدل الذهاب الى الاعلى كما طلبت منه جدته ذهب خلفها بفضول
وهو واقف في مكانه سمع أصواتهم الغاضبة ...وانفعال جدته وغضبه مما فعله ابنها
هتف نجم بغضب : كاميرون مراتي وهتروح معايا في اي مكان هبقى موجود فيه
ردت جيلان بانفعال : وانا هفضل هنا ...مستحيل أعيش مع المخلوقة دي في نفس المكان
تحدث أكنان بغضب : أسمها كاميرون ...خلاص اللي يريحك خليكي هنا مع فاضل ...هيكون الاحسن ليكي وليا
- والولاد هتاخدهم معاك
- طبعا هاخدهم معايا
سافر نجم بعدها مباشرة وأخذ طفليه معه وزوجته الى مصر وجدتهم سندهم ظلت في أمريكا مع أبنها فاضل
وظل الطفلان مع كاميرون والاب طوال الوقت منشغل في شركته ...
في هذا الوقت زاهر كان صديقه الوحيد الأخ الأكبر لهم كان في الثامنة من عمره ولكن رغم صغر سنه فهو أنقذه من موت محقق ...عندما حاولت قتله
كان يلعب مع أخته الصغيرة بالقرب من حمام السباحة ...عندما طلبت كاميرون من الخادمة : روحي هاتيلي واحد اسبريسو
الخادمة : حاضر ياهانم ...بمجرد دخول الخادمة نظرت حولها وعندما تأكدت من خلو المكان ...زينت شفتيها أبتسامة صفراء ...تحدثت الى أكنان : روح هات الكورة دي
نهض أكنان من جوار أخته وخطى بقدميه الصغيرتين باتجاه الكرة التى كانت موضوعة على الحافة وقبل أن تلمس يديه الكورة قامت بدفعه بدون أن يأخذ باله ...ليسقط في الماء ...أتسعت عينيه البريئة برعب ومد يديه الصغيرة لها بتوسل وهو يبتلع الماء وجسده يغوص الى الاسفل...لم تمد له يد العون ...نظرت له مبتسمة وعينيها كانت تلمع بالكره ...نظرة ظلت محفورة في عقله الصغير ...
رأى زاهر ماحدث من داخل الملحق المخصص لعائلته ...هرول مسرعا الى الخارج ...وقفز في حمام السباحة وأخرجه ...كان لا يتنفس ...وضعه على النجيلة ...تحت أنظار كاميرون الغاضبة تسمرت في مكانها من شدة الغضب فهي لم تتوقع ظهور هذا الطفل وإنقاذ أكنان من الغرق ...لكنها لم تعلم أن زاهر رأى كل شىء وأنها قامت بدفعه
قام زاهر بعمل تنفس صناعي له ...زاهر من صغره كان والده يعلمه فنون القتال وأبسط خطوات الاسعافات الاولية ...والده ناصر من ضمن الحرس لدى نجم ...وكان يريد تنشئة زاهر ليكون الأفضل ...وبعد دقيقتين قضاها زاهر في محاولة إنقاذه ...شرق أكنان الماء من داخل فمه وأخذ فى التنفس بحدة ...عندما فتح عينيه الصغيرتين نظر لمنقذه بامتنان
زاهر برقة : أنت كويس
هز أكنان رأٍسه هامسا : آه كويس
وطوال هذا الوقت ظلت كاميرون ساكنة في مكانها تفكر في طريقة للتخلص من ورطتها ..إذ تجرأ أكنان وقال انها لم تساعده وظلت تشاهد غرقه ...هتفت لنفسها بانتصار ...سوف أقول كنت مصدومة ولم أقدر على التحرك من مكاني ...
عندما أطمئن زاهر على أكنان نظر الى كاميرون بقسوة قائلا: أنا شوفت كل حاجة اتسعت عينيها بصدمة : أنت بتقول أيه
ردد زاهر بقسوة : شوفتك وأنتي بتزقيه في الميه
جذبته من ذراعه قائلة بلهجة مرعبة : مفيش حد هيصدقك
ضحك زاهر بمكر : انتي متأكده ...أه باين عليكى متعرفيش أن في كاميرات محطوطة في الجنينة
قالت برعب : انت كداب
أتى ناصر عندما رأى ما تفعله كاميرون مع أبنه
سأل ناصر بلهجة غليظة : سيبي زاهر لو سمحتي يا مدام
انعقد لسانها من شدة الخوف وهي ترى نظرات زاهر المتشفية
تحدث زاهر قائلا : كاميرون زقت أكنان في حمام السباحة وكانت عايزه تموته
ناصر في بادىء الامر لم يلاحظ أكنان ...نظر إلى الأسفل...رأى أكنان مبتل الملابس...فقام بحمله من على الأرض وأحتضنه
كاميرون بخوف: كداب أنا معملتش كده
قال زاهر بثقة : عندك الكاميرات يابابا وأنت هتتأكد من كلامي...
نجم بعد معرفته ماحدث ومحاولة كاميرون قتل أبنه ...طلقها في الحال وتم سجنها ....
منذ هذا اليوم وزاهر أًصبح مسئول عن أكنان وبيسان ولم يفارقهم قط ...
رجع أكنان من ذكرى ثاني زوجة لوالده ...على صوت طرقات باب مكتبه
دخل كريم قائلا بابتسامة : أزي الاحوال ...انا شايف المنظر بيقول مش تمام
هتف بحدة : خلص يا كريم وقول عايز أيه
كريم تصنع الحزن : دي جزاتي عشان حبيت اشوفك قبل ما أسافر الساحل
_ مسافر ليه
كريم بتنهيدة ضيق : في شوية مشاكل هناك فهضطر أروح عشان أحلها ...وقلت قبل ما أسافر أجي أشوفك ...ولقيت أحلى ترحيب منك ....يلا سلام
_ سلام ومتنساش تقفل الباب وراك
_ أصيل يابن عمي ...
ثم خرج من المكتب ...تاركا أكنان وحيدا لترتسم على وجهه ملامح قاسية
_
عندما وصل محسن أمام باب الشركة ...وقبل أن خروجه من السيارة قال: هسيبك شوية
سألت ضحى : مش عايزه ليك مشاكل ياعم محسن ...أنا ممكن أنزل وأركب أي حاجة
محسن برفض : خليكي ...أنتي مش هتتحركي من العربية ...صاحب الشغل قلبه طيب ولما أقوله هوصلك مش هيقول حاجة
_ بلاش ياعم محسن مش عايزه مشاكل ليك
_ مفيش مشاكل يابنتي
ثم خرج من السيارة وعندما أبتعد قام بالاتصال بكريم
تحدث محسن : أنا وصلت ياكريم بيه ووقف قصاد باب الشركة
رد كريم بهدوء: تمام ...دقايق وهكون عندك
قال محسن : قبل ماحضرتك تقفل ...أنا عايز أقول لحضرتك حاجة
كريم بتساؤل : حاجة أيه
قال محسن بتردد: في بنت غلبانة معايا في العربية ...ياريت حضرتك تخليني أوصلها عند أهلها
هتف كريم بحدة : أنت هتلم الناس من على الطريق عشان توصلهم
رد محسن : أبدا يابيه ...دي بنت تستاهل حضرتك تساعدها ...ثم قص عليه ماحدث لها
فكر كريم للحظات في غرابه ماسمع ووجود فتاة على الطريق شبه عارية تطلب النجدة من شخص غريب وبالصدفة يكون السائق يعمل لديه فهناك احتمال أن تكون الفتاة طعم له ...فليست هذه المرة الاولى التي يحاول فيها منافسيه بالزج بفتاة في طريقه ..
قال كريم ببرود : أنا جايلك أشوف البنت دي
شعر محسن بالقلق من نبرة صوته...
في خلال دقائق كان كريم بالخارج...بجوار محسن ...قائلا ببرود : فين البنت
رد محسن : في العربية
ذهب كريم باتجاه السيارة وقام بفتح بابها مباشرة ...تتفاجأ ضحى بنظرات مركزة عليها ...جعلتها تشعر بالاضطراب
سأل كريم : هي دي
أجابها محسن بقلق : أيوه هي يا بيه ...بعد اذن حضرتك ممكن أوصلها لأهلها
رد كريم بابتسامة متلاعبة : وصلها يا محسن ...ثم دلف جالسا بجوارها
نظر محسن للوضع بدهشة : وحضرتك
نظر لها كريم بتمعن متأملا أياها ...أعجبه ما رأي ..فأطلق صفيرا خافتا
ردد محسن كلامه : وحضرتك يا بيه
نظر له قائلا : وحضرتي أيه يا محسن
_ هوصلك الساحل دلوقتي
غمز لها مبتسما بمكر : هتوصلني بعد ماتوصل الآنسة لبيت أهلها الاول
رد محسن : حاضر يابيه
شعرت ضحى بعدم الراحة من نظراته لها ...تحركت في مكانها بانزعاج ...اضطرت للنظر من خلال الزجاج تجنبا لنظراته الغير مريحة ...
أبتسم كريم بمكر محدثا نفسه ...بأن لعبتها ستنكشف...بمجرد توصيلها الى بيتها المزعوم
____
عندما دلفت زهرة إلى داخل البيت وجدت ام ضحى في انتظارها وفى حالة مزرية
تحدثت ام ضحى بلهجة منهارة: ضحى متصلتش بيكي يازهرة
ردت زهرة بقلق: لا مش أتصلت بيا
أجابتها أمينة: أنا بتصل بجوزها مش بيرد ورحنا شقتها ...مش لقينا حد ولما قولنا نسأل البواب ...حسام قال مش نفس البواب اللي سألته عن كمال ...كان واحد تاني
زهرة بخوف : والبواب قال ليكم أيه
هتفت بدموع : قال مفيش حد بالاسم ده ساكن في العمارة أسمه كمال ولما قولتله على الشقة ...قال كانت متأجرة من الباطن لمدة شهر لواحد اسمه نادر
زهرة بصدمة : يا لهووي وضحى
هتفت ببكاء : مش لقينها يازهرة ...لطمت على صدرها وهى تتكلم ...بنتي ضاعت يازهرة ...بنتي ...
_ متقوليش كده ...أن شاء ضحى ترجع لينا بالسلامة
_ مش باين ..مش باين ....ثم رفعت صوتها بالبكاء والصياح...روحتي فين ياضنايا
بالقرب من مدخل باب البيت رأت زهرة سيارة تقف ...خرجت منها ضحى
هتفت زهرة : ضحى جات
انتبهت لكلامها : فين
_ داخلة من باب البيت
خرجت أمينة مسرعة وحضنت أبنتها بلوعة ودموعها أخذت في الانهيار
_ أنتي كويسة
هزت ضحى رأسها بالإيجاب : ايوه
تابع كريم المشهد من داخل زجاج السيارة ...شعر وقتها أنه ظلمها ولكن بمجرد خروج زهرة ...تذكرها وانها تعمل في شركة القاسى وعندها تسرب الشك مرة أخرى ...ماذا تفعل هذه الفتاة هنا
تحدث كريم الى محسن أمرا : أطلع اطمن
رد محسن : حاضر ...ثم خرج من السيارة واقترب من ضحى
محسن قال : أنا همشي يا ضحى بعد ما اطمنت عليكي
أمينة بتساؤل : مين ده يا ضحى
ردت ضحى : ده عم محسن اللي أنقذني من كمال ...لولاه كنت هواجه مصير أسوأ من الموت...
زهرة بقلق : هو حصل إيه يا ضحى
قالت ضحى بحزن : حصل معايا بلاوي يا زهرة من تحت راس اللي مايتسمى كمال
سألت أمينة برعب : قوليلي حصل معاكي أيه
قالت زهرة : فوق مش في الشارع
هتفت أمينة : عندك حق
محسن قال : أنا همشي بقى
ضحى برجاء : طبعا هتيجي تزورنا ...أنت جميلك فوق راسنا...وقامت بتعريفه على أمها وزهرة صديقتها الوحيدة
محسن بابتسامة : اتشرفت بمعرفتك وطبعا هجي أزوركم ...ألقى السلام ثم انصرف
بمجرد دخول محسن السيارة واحتلاله مقعد السائق...
سأل كريم : مين اللي كانو معاها دول
رد محسن : أمها وصحبتها قالت أسمها زهرة
تحدث له أمرا : أطلع بينا على الساحل...أنت قولتلي أسمها أيه بالكامل واسم الشخص اللي أتجوزته
عندما أخبره محسن ... أخرج هاتفه وقام بالاتصال بأحد الاشخاص قائلا : عايز كل المعلومات عن التلاته دول وقام بأخباره بالاسماء ...وعندما أغلق الهاتف حدث نفسه قائلا : هعرف حقيقتك يا ضحى
صعدت زهرة مع ضحى وأمها وجلس الجميع منتظرين ضحى ...تحكي لهم ماحدث وسر رجوعها مع سائق غريب
حسام بغضب : والله لأخلص عليه
عبد الفتاح بغضب مكتوم : ده أخر التسرع ...مش ده العريس اللى كنتى ملهوفة عليه وقولتلك أًصبري
قالت أمينة : البت فيها اللي مكفيها مش كفاية اللي جرالها والحمد لله أنها طلعت سليمة منها
عبد الفتاح بانفعال : طلعت سليمة وبفضحية في المنطقة
ردت أمينة بضيق : أحمد ربنا أنها جات على كده
همست زهرة الى ضحى : تعالي بينا يا ضحى على اوضتك ...هستأذن منك ياعمي هاخد ضحى وهدخل بيها الاوضه
عبد الفتاح قال: خديها ثم نظر الى زوجته بغضب...أنتي وهي السبب وانت كمان يا حيلتها ...هو ده اللى سألت عليه ...أهي أتحسبت على أختك جوازة ...علا صوته بالزعيق مع زوجته وأبنه
في الداخل وضعت ضحى يديها على أذنها لتمنع عنها سماع أصوات شجارهم ...انهمرت دموعها بغزارة
زهرة برقة : أهدي يا ضحى ...ثم اتجهت ناحية الدولاب واخرجت لها ملابس للنوم ....مدت لها يدها بالملابس ...خدي البسي يا ضحى وحاولي تنامي وأنسي اللي حصل عشان ترتاحي...
أخذت ضحى الملابس من يديها وقامت بتغيير ملابسها واتجهت مرة أخرى ناحية السرير صامتة ....زهرة بمجرد نوم ضحى على السرير جذبت الغطاء عليها
قالت زهرة بعطف : نامي يا ضحى ...و لو أحتاجتيني في أي وقت أنا موجودة...تصبحي على خير
ضحى بألم: حاضر هنام
__
بمجرد أن دخلت زهرة الى شقتها ...أسرعت ماشا لملاقاتها ملتفة حول قدم زهرة
حملتها زهرة قائلة : وانتي كمان وحشتيني ...الحق أغير هدومي وأحضر لماما وليكي العشا ....عشان الحق اصحى بدري
حضرت زهرة العشاء لأمها ...ثم أطعمت ماشا وعندما أنتهت ...ألقت جسدها المتعب فوق الفراش ...نظرت للسقف بشرود ولمعت عينيها بالدموع بسبب مامرت به بداية من لقائها با أحمد وماحدث في الشركة وتلفيق أكنان تهمة السرقة ليذلها كيفما يشاء...وأختتم نهاية اليوم بما حدث لضحى ...رن المنبه عند الرابعة صباحا...استيقظت زهرة بصعوبة فقد نامت في وقت متأخر ...أعدت إفطار والدتها وماشا بسرعة ...ثم ذهبت إلى غرفة والدتها ...رأتها تصلي الفجر
زهرة بابتسامة : حرما
ردت لها الابتسامة : جمعا ياقلبي ...انتبهت لملابسها ...فقالت بتساؤل ...أنتي لبسه ورايحة فين دلوقتي
قالت زهرة : شغل جديد ميعاده ستة الصبح
هدى بتساؤل : وشغلك في الكافيه
_ المدام باعت الكافيه والمالك الجديد قفله ...والنهاردة هستلم شغل جديد عند واحد غني اوي والمرتب خيالي ...ادعيلي يا امي
_ علطول بدعيلك يا بنتي ...ربنا يتمملك على خير
أقتربت منها زهرة وحضنتها ...ثم انصرفت بعدها مباشرة ...وصلت زهرة في الميعاد ...توقفت أمام فندق ضخم ...وعندما دلفت الى داخله تأملته بانبهار ...ثم توجهت ناحية عامل الاستقبال
نظرت لها الموظفة بدهشة فشكلها وملابسها لا يتلائم مع فخامة المكان : نعم حضرتك
زهرة برهبة : أنا موظفة جديدة عند أكنان بيه
قالت بذهول : انتي
قالت زهرة بحدة : أيوه أنا
الموظفة : ثواني هتصل بموظفين الطابق عنده...
هسمت زهرة لنفسها : هو عايش في دور كامل لوحده وعنده موظفين للدور بتاعه مخصوص
أنهت الموظفة الاتصال وأشارت لها : اركبي الاسانسير اللى هناك ده هيطلع بيكي علطول على شقة أكنان بيه
تمتمت زهرة : واسانسير مخصوص كمان ...ركبت المصعد وبمجرد خروجها كان في انتظارها موظفي الأمن لديه
الفتاة الجالسة على الكرسي قالت لها بلهجة عملية : أي حاجة معدنية حطيها هنا ...وعدي من خلال الجهاز ده
مرت زهرة من خلاله واستقبلها شخص أخر : هاتي البطاقة بتاعتك ولما هتخرجي هتخديها معاكي ...مرت زهرة على عدة أشخاص ...حتى وقفت أمام أخر ...الشخص الذي معها طرق الباب ...همست زهرة لنفسها بتريقة : لو هقابل الرئيس مش هيتعمل معايا كده
فتحت لها رئيسة الخدم : أدخلي معايا ...ذهبت بها الى المطبخ
نظرت زهرة الى المطبخ بنظرة بلاهة ...متمتمه بخفوت ...كل ده مطبخ ده أد شقتنا كلها تلات أربع مرات
رئيسة الخدم(كاترينا) ببرود : بتقولي حاجة
زهرة نافية : لا
كاترينا أٍسمي كوكو هنا ...وأنتي هنا عشان هتحضري فطار أكنان بيه وفنجان قهوته...هو بيفطر الساعة ستة ثم نظرت الى ساعتها ...خلال نص ساعة يكون فطاره وقهوته جاهزة ...وملكيش دعوة بأي حاجة تانية ...مفهوم كلامي
ردت زهرة بسخرية : مفهوم يا آنسة
كاترينا بانفعال : أنسة كوكو
أخفت زهرة ابتسامتها بصعوبة: لمؤاخذة يا آنسة
_ تعالي أوريكي أوضة أكنان بيه
سألت زهرة : ليه هشوف اوضته
ردت كاترينا بلهجة جليدية : عشان أنتي هتودي ليه الفطار بنفسك
زهرة بصدمة : أناا
قالت كاترينا : أيوه أنتي ...أشارت لها ناحية غرفته ...اوضته اللي هناك ...ويلا روحي على المطبخ اعملي الفطار أكنان بيه بيفطر ستة بالظبط
اعدت زهرة الإفطار وهي تشعر بالغضب...فكلمة لا ليس من حقها... فهي رضيت أن تكون له خادمة... حقه أن يأمر فيها كيفما شاء... عندما إنتهت من إعداد الإفطار ولى الغضب ليحل مكانه مشاعر مضطربة.. كيف ستدخل الي غرفة نوم رجل غريب عليها....كل دقيقة تمر تخبرها أن الوقت حان لتزداد انفعالا لدرجة أنها أخذت تتنفس بحدة ... حملت الصينية على يديها وتحركت باتجاه غرفته بخطى تحاول أن تجعلها ثابتة على قدر المستطاع... وقفت خلف الباب عدة ثواني وهي تمارس تمرين النفس....
تمتمت لنفسها :خدي نفس عميق وادخلي واعتبريه مش موجود قصادك حطي الصينية وأخرجي علطول
... طرقت على الباب عدة طرقات متتالية وبعد دقائق من الانتظار وعدم الرد.. قررت الدخول ووضع الصينية بجوار الفراش ثم الإنصراف سريعا... فتحت الباب ودلفت للداخل وهي منحنية الرأس تخطو بحذر... رفعت رأسها بسرعة... لتحديد أقرب مكان تضع عليه الصينية... لكن بدون ارادة منها وقعت عينيها عليه وهو نائم...
تمتمت لنفسها بضيق :البيه بيفطر قال ايه سته بالظبط وآمال ده أسمه أيه ... وضعت الصينيه على الكمودينو المجاور للسرير.. منحنية الرأس تتجنب النظر له مرة أخرى...ثم تحركت ناحية الباب... لكن قبل أن تمسك مقبض لتحركه... سمعت صرخة عاليه صادرة منه... تسمرت في مكانها مرعوبة... هل فعلت شيء خاطىء
... تستحق من أجلها هذه الصرخة... التفتت وهي تشعر بالخوف....اتسعت عينيها بالصدمة وهي تراه مغمض العينين.. محركا يديه بعنف في الهواء... همست زهرة لنفسها:ده باين عليه كابوس... يستاهل ده نتيجة دعوات اللي بيظلمهم زي حالاتي ... رأت من مكانها شفتيه تتحرك بالكلام... امتلكها الفضول لمعرفة سبب كابوسه
تمتم هو نائم بخفوت :سامحيني يازوزو
أحنت رأسها حتى تتأكد ماذا يقول... وفي لحظة وجدت نفسها في الأسفل وهو إعلاها ناظرا لها بعيون زائغة:تعالي بس معايا
هتفت زهرة برعب فهو لم يكن في وعيه:فوق... سبني
_أنا عارف اشكالك كويس عايزين إيه..
أصابت زهرة حالة من الهلع... صرخت في وجهه:أبوس إيدك فووق
يتبع..
رواية زهرة ولكن دميمة البارت العاشر بقلم سلمى محمد
رأت من مكانها شفتيه تتحرك بالكلام ...أمتلكها الفضول لمعرفة الشىء المسبب له هذا الكابوس...
تمتم بخفوت وهو نائم : سامحيني يازوزو
أحنت رأسها لتتأكد مما سمعت ..وفي خلال لحظة وجدت نفسها في الأسفل وهو أعلاها ناظرا لها بعينين زائغتين : تعالي بس معايا ...
هتفت زهرة برعب فهو لم يكن في وعيه : فوووق
_ أنا عارف أشكالك كويس عايزين أيه
أصاب زهرة حالة من الهلع ...صرخت في وجهه : أبوس أيدك فوق...الحقوووني
وهو مابين مرحلة الاستيقاظ والنوم
همس بصوت أجش: هشششش...هششش ....ثم أخذها بين أحضانه
أستيقظ تماما على صوت صريخها الذي لم يتوقف ...فقام بضمها اليه أكثر ...هشششش أهدي ...لم يعلم أكنان لماذا قام بحضنها...عندما شعر بارتعاش جسدها ورأى نظرات الخوف بداخل عينيها... تركها بسرعة
نظر لها بذهول غير مستوعب ماحدث له... حدث نفسه ...ياااه ياأكنان ايه اللي فكرك بازوزو دلوقتي وخلاك تحلم بيها وبلي عملته معاها ...ده أنت بقالك شهور محلمتش بيها
تدحرج من على الفراش ...أيه اللي خلاك تبص لواحدة زي دي ...وقف بجانب الفراش ناظر لها وهي ترتعش من شدة الخوف ...لم يصدق ماحدث منذ لحظات ...زهرة هذه الفتاة الغير جذابة كاد يفتك بيها خلال نومه...
بادلته زهرة نظراته بنظرة رعب...ثم قفزت من فوق الفراش مهرولة ناحية الباب
هتف أكنان بحدة : أقفي مكانك
تسمرت زهرة على صوته ...التفت ناظرة له بخوف
تحدث لها أمرا : بؤك ده يتقفل على اللي حصل دلوقتي...شعر بغضب شديد لأنها رأته في أضعف حالاته
همست زهرة برعب : حاضر ...ومدت يديها لفتح الباب
تحدث أكنان بهدوء عكس مايشعر بيه من اضطراب : أستنى ...فين الفطار بتاعي والقهوة
اجابته بهلع : على الكمودينو
اقترب أكنان بهدوء ونظر على الصينية الموضوعة ...هتف فيها أمرا : تعالي هنا
تمتمت : نعم
_ بقولك تعالي هنا مش بتسمعي
أقتربت حتى وصلت بالقرب منه ...همست بخوف : نعم
تحدث أكنان ببرود : اعملي فطار تاني غير ده
ردت بدون تفكير : ماله الفطار ده
قال بقسوة : عشان انا مش باكل حاجة باردة...وامسحي نظرة الخوف دي من على وشك القبيح ...عشان أنتي أخر واحدة ممكن أبصلها
لمعت عينيها بدموع الذل : حاضر هروح أعملك فطار تاني غير ده ...ثم خرجت من الغرفة
نظر لخروجها بضيق وغضب من نفسه...متسائلا لماذا أهانها ...أقترب من المرأة الماثلة أمامه ثم أزاح بغضب الموضوع عليها من عطوره الباهظة الثمن ...ساقطة على الارض محدثة صوت مدوي
تحدث بانفعال للصورة المنعكسة له من خلال المرأة : ليه ليه بتعمل معاها كده ...ليه هي بالذات ...ليه هي بتطلع أسوء شيء جواك ...ليه متمسك بوجودها عشان تنتقم منها ..مش شايف أنك أخدت أنتقامك منها...مش عارف ليه بعمل معاها كده ...هز رأسه بيأس ...ثم تحرك باتجاه الحمام لكي يأخذ حمام لعل وعسى يستعيد هدوئه النفسي
في المطبخ ...وقفت زهرة للحظات أمام الحوض ...أحنت رأسها تتأمل صورتها الباهته المشوشة من خلاله ...دموعها ظلت حبيسة خلف رموشها تأبى الهروب...لمست شعرها ألاسود القصير بأصابع ترتجف ...نزلت بأصابعها ناحية عينيها المغمضة ...ضاغطة عليهم بقسوة ...فانهمرت دموعها بالغصب...أستمرت أصابعها بالهبوط تتلمس بشرتها القمحية اللون ...حتى وصلت لرقبتها تعصرها بقوة ...حتى سعلت بعنف ...همست لنفسها بألم : فوووقي يازهرة ...من أمتى وأنتي الكلام ده بيأثر فيكي ....أجمدي يازهرة أنتي في رقبتك عيلة من غيرك تضيع
أخذت نفس عميق ...ثم غسلت وجهها بالماء البارد حتى تستعيد هدوئها الظاهري....ثم قامت بتحضير الافطار والقهوة مرة أخرى وذهبت الى غرفته وطرقت على الباب ..ثم أنتظرت ..
سمعت من الداخل لهجة الامر في صوته : أدخلى
فتحت الباب ودخلت ...رأته جالس على الكرسي المقابل للباب وضعا قدم فوق الاخر ...
قال أكنان بثبات: حطي الصينية هنا وأشار على الطاولة الموجودة بجواره
فعلت زهرة كما طلب منها وهمت بالانصراف
تحدث له أمرا : أستني
زهرة ردت : نعم حضرتك
أكنان قال : نضفي الارض من الازاز المكسور ....أشار بيديه باتجاه المكان
هزت زهرة رأسها : حاضر يابيه ...ثم خرجت كأنها أنسان ألى مبرمج على تنفيذ الاوامر ...ذهبت الى المطبخ بحثت عن أدوات التنظيف حتى وجدتها ..
في غرفته كانت تقوم بالتنظيف تحت نظراته الحادة ...رسمت زهرة على وجهها ملامح هادئة ...متجاهلة نظراته لها ...وهى تنظف الزجاج جرحت يديها ...فصرخت متألمة: أاااه
فقز أكنان من مكانه مسرعا تجاهها ...أمسك يديها المجروحة بخوف غير مبرر...
فقامت زهرة بدفع يديه بعنف قائلة : سيب أيدي
تحدث له أمرا بقسوة : نضفي الارض كويس ...شعر اكنان بالحيرة من سلوكه الغير مفهوم ومشاعره المتضاربة
عندما أنتهت قالت ببرود: الارض بقت نضيفة ...حضرتك عايز حاجة مني أقبل ماخرج
حدث نفسه بحيرة أيه اللي فكرك بزوزو دلوقتي وعايز زهرة جمبك ليه...فوق لنفسك ياأكنان مين دي اللي حببها جمبك ...فووق لنفسك
رددت زهرة كلامها : حضرتك عايز حاجة تاني مني
فاق من شروده...أراد أهانتها على ماجعلته يشعر..تحدث لها أمرا بقسوة : مش عايز ...أه أنا نسيت أقولك مواعيد شغلك ...أنتي هتكوني موجودة هنا من الساعة سته الصبح لحد تمانية بالليل ...فطاري والعشا انتي هتعمليه بالاضافة لفنجان القهوة ...الغدا مش بتغدا ...وطول الفترة دي هتفضلي هنا ...ومن ناحية المرتب اللي هتاخديه هيكون مرتب خيالي عمرك ماكنتي هتاخديه في أي مكان تاني
زهرة برجاء : لو سمحت ممكن تخليني أخرج ..أشوف أمي ...وأرجع تاني علطول ...أمي ست مريضة ومفيش حد غيري بيخدمها ...وليها مواعيد دوا ثابته ...لما كنت في الكافيه ...المدام كانت بتخليني أروح البيت وقت الراحة في الكافيه ...لو سمحت ياكنان بيه ...فطارك هتلاقيه في الميعاد وكمان العشا ...أخذت زهرة تتوسل له حتى فقدة قدرته على التحمل
تحدث أكنان بحدة : كفاااية ...عندك وقت الراحة بتاعك ....هتخرجي فيه وهترجعي علطول
ردت زهرة : حاضر ...ثم أنصرفت بعدها مباشرة
___
في داخل الشركة ...عند مكتب بيسان ...أخذت تتمشى بغضب في جميع الأنحاء
سمعت صوت طرق على الباب
قالت بغضب : أدخل
دلف كريم مبتسم الوجه ...عندما رأى وجهها الغاضب
سأل بفضول : مالك يابسبوسة ...ماأنا كنت سايبك أمبارح زي الفل ..أيه اللي حصل
سألت بيسان بانفعال : أنا كنت برن عليك مكنتش بترد عليا ليه
قال بهدوء : مانا كنت قايلك رايح الفندق تباعنا اللي في الساحل ورجعت من هناك على هنا علطول ...قولت اشوف مالك
ردت بغيظ : يعني شوفت رناتي ليك ومش عبرتني
_ ماهو انا لما أكون مش فاضي ومشغول مش برد ودي مش أول مرة ...أهدي كده وقوليلي أيه اللي معصبك
نزعت بعنف جريدة موجودة على سطح المكتب قائلة : البيه بيرقص مع واحدة في نايت كلب
أمسك الجريدة ثم نظر لصورة زاهر وهو يراقص فتاة ...حاول أخفاء أبتسامته : وفيها أيه
هتفت بيسان بحدة: نعم مفهاش حاجة
رد كريم : خلاص فيها
لمعت عينيها بدموع الغيرة : هو ممكن زاهر يضيع من أيدي
قال كريم بعطف : مش هيضيع ...لو بيحبك بجد ...هيعترف ليكي بحبه
سألت بيسان بخوف : ولو مش بيحبني
أبتسم كريم بخفة : هجوزهولك غصب عنه
قالت بيسان بشرود: فيه أيه لو كنت أنت مكان زاهر ...أنا بحبك أوي ياكريم ...ومقدرش أعيش من غيرك
رد بابتسامة : وأنا كمان بحبك أوي يابسبوسة
زاهر قبل الطرق على الباب سمع بيسان تقول كلمة أحبك الى كريم ...أنقبض قلبه بعنف ...عندما سمع توسلها له ..لم يتحمل الاستماع لأي كلمة أخرى ...فمشى مبتعدا يكاد لا يرى أمامه من شدة ألمه ...فهو بعد كلام أكنان له أخذ يفكر طوال الليل مع نفسه...في طلب أكنان الغريب وشكوكه ناحية بيسان ...علم أنه أذنب ..عندما تخيل أن أخلاقها سيئة ...فبيسان تربت على يده ويعلم أخلاقها جيدا...وأنه أخطأ في حقها...أسترجع جميع مواقفها معاه فهي تدل على حبها له كما قال أكنان ...لذلك أنتظر بزوغ النهار ...ليذهب اليها ويعترف بحبه ...هز رأسه بعنف وهو في طريقه الى مكتبه محدثا نفسه : أنت السبب أنت اللي ضيعتها من بين أيدك وخلتها تسافر ...
_____
بعد فترة قصيرة خرج كريم من مكتب بيسان ...وهو في طريق للخروج رن جرس هاتفه
رد كريم : أيه ألاخبار
تحدث كريم في الهاتف لعدة دقائق مع الشخص الذي كلفه بعمل تحريات عن ضحى وصديقتها زهرة وأكتشف أن كمال نصاب غير معروف أسمه الحقيقي...وأن ضحى ضحية وليست مدفوعة عليه من أعدائه ...أرتسمت أبتسامة خفيفة على وجهه عندما تذكرها ...وبدون أرادة من وجد نفسه يتصل بمحسن
رد محسن : نعم يابيه
قال كريم : عايزك تروح بيت البنت اللي أسمها ضحى تتطمن عليها
محسن قال باستغراب : أروح أطمن على مين
هتف بحدة : اللي سمعته يامحسن ...ثم أغلق الهاتف
__
شرد أحمد العديد من المرات وهو يكشف على المرضى في عيادته الخاصة
خرج من غرفة الكشف ...تحدث الى الممرضة : أنا ماشي يامنة ...اعتذري لباقي المرضى وبعدين أقفلي العيادة
قالت منه : بس يادكتور
هتف بحدة : من غير بس اللي قولتلك عليه يتنفذ
ردت منه : حاضر
خرج أحمد بخطى غاضبة من العيادة ثم ركب سيارته ...وأخذ يقودها بدون وجهة محددة ...حدث نفسه قائلا : كده يازهرة تضحكي عليا وأفضل مستنيكي بالساعات أمبارح قصاد الشركة ومشوفش وشك ....أخرج هاتفه من جيبه وأتصل بحسام
حسام بضيق : في أيه تاني يااحمد ...
تحدث أحمد بمرواغة في الكلام... حتى عرف منه أن زهرة تركت الشركة ...وعملت في مكان أخرتذهب لها في السادسة صباحا ...أغلق أحمد الهاتف عندما عرف ماأرد معرفته وزينت شفتيه أبتسامة منتصرة...وأنطلق بالسيارة الى شقته
وبمجرد فتح باب الشقة ...رأى زوجته واقفة أمامه وبجوارها عدة شنط وأبنتيه الصغيرتين
تحدثت رشا بغضب: كويس أنك شرفت عشان أقولك أني سايبلك البيت وماشية
نظر لها بضيق : بطلي جنان
ردت عليه بانفعال : الجنان اللي أفضل معاك ...أنا خلاص تعبت وزهقت وخلاص جبت أخري ومش قادرة أتحمل أكتر من كده ...كل يوم يعدي وأقول بكرا يحس بيا ويهتم أكتر بيكي ...وبعد ماخلفت قولت يمكن يحس بيا ...بس بردو فضلت زي مانتي نفس المعاملة واللامبالاة في تصرفاتك
تحدث احمد بضيق : وأنتي عاملتي أيه عشان تكسبي حبي ...معملتيش حاجة ولا حاجة خالص ...في كل خناقة بينا ...بتهدديني بأخوكي وكيل النيابة ...عايزني أهتم بيكي مش لما تهتمي بيا الاول وتخافي على مشاعري ...ده أنتي كمان اول ماخلفتي البنتين وانتي نسيتنيي خالص وكل أهتمامك ورعايتك ليهم ...نسيتي أنك متجوزة...وعلى بالليل تاخدي البنتين وتنامي معاهم في أوضتهم ...فين حقوقي كزوج
هتفت رشا بغضب :أنا عملت أيه ...لا معملتش حاجة ...محاولتش معاك خالص لحد مازهقت وقولت لنفسي راعي بناتك هما أولى باهتمامك ...ونفس الجملة المشروخة ...فين حقوقي كزوج ...هقولك مفيش بح شطبنا خلاص ...عشان كرهت ...وعشان كرهت بقولك طلقني
تحدث بقسوة : مش هطلق
ردت رشا بغضب : هنشوف ...
طرق البواب باب الشقة ...فتحت له رشا قائلة: شيل الشنط دي حطهم فى عربيتي..
عبدو : حاضر ياهانم ...وقام بحمل الشنط
أمسكت يدي الفتاتين قائله لهم برقة : يلا حبابيي ...قولو لبابي باااي قبل مانمشي
جنا وجيهان في نفس واحد : باااي بابي
قام أحمد باحتضانهم متأثرا لفراقهم ...فهو لا يستطيع أخذهم منها ...فهو لا يعرف كيفيه مرعاتهم والاعتناء بيهم ...هز كتفيه بقلة حيلة وهو يشاهد خروجهم من باب الشقة
____
بيسان لم تتحمل البقاء دقيقة أخرى في مكتبها... فقررت الذهاب إلي الفيلا.. لكي تستريح قليلا حتى تستجمع شتات نفسها... في غرفتها أخذت تنظر بشرود إلى الملحق المكان الذي يعيش فيه زاهر... تنهدت بشوق متذكرة أحلى أيام حياتها مع زاهر وهي طفلة... تغيم نظراتها عندما تذكرت سبب هروبها..
جلست على سريرها...تناولت الهاتف الموضوع بجوارها واتصلت بالمربية :عايزاكي يادادة
سألت سمحية :في حاجة يابيسان
تحدثت بيسان لعدة دقائق
ثم قالت سميحة في النهاية : ربع ساعة وهكون جايبلك الغدا
اغلقت بيسان الهاتف.. ثم نظرت للسقف بشرود... وبعد عدة دقائق نهضت من مكانها وتوجهت الى الحمام
بعد فترة طرقت سميحة على الباب عدة مرات وهي حاملة صينية الغداء وعندما لم تسمع ردها لها...دخلت مباشرة...
في داخل مكتب زاهر... رن هاتفه قاطعا شروده... تناوله من على الكتب وعندما رأى رقم المتصل... انتبهت حواسه... تحدث قائلا :نعم يابيسان
ردت سميحة بصياح :الحقني يازاهر بيه
شعر زاهر بحدوث مصيبة عند سماعه صراخ سميحة
... سأل بقلق :فيه إيه وماسكة تليفون بيسان ليه
سميحة بلهجة منهارة :دخلت اوضتها عشان أحط ليها الغدا لقيتها نايمة على السرير مش بتنطق ...
نهض من مكانه مسرعا بدون سماع بقيت كلام سميحة ...خرج من مكتبه الى خارج الشركة في سرعة قياسية وقلبه كاد ينخلع من شدة قلقه عليها ...قاد سيارته بسرعة هائلة وفي أقل من عشر دقائق كان بداخل غرفتها...هتف صائحا عندما لم يجدها
داده سميحة...
دخلت سميحة بسرعة الى الداخل وهى تنهج
سأل زاهر بخوف : فين بيسان
ردت سميحة : الدكتور جاه ونقلها المستشفى ...
قبل خروجه لحظ ورقة بجانب السرير وعدة علب دواء فارغة ...هز رأسه برفض الفكرة التي جالت في رأسه : مستحيل بيسان تحاول تتنحر
أمسك الجواب ...أتسعت عينيه بصدمة عندما قرأ ماخطت يداها...وهي تعترف بحبها وانها سئمت من كثرة البكاء على قلب لم يشعر نحوها بالحب ...كور الجواب بغضب والقاه بعنف على الأرض
همس بألم: لدرجة دي بتحبي كريم ...خرج مباشرة من الغرفة بخطى سريعة للذهاب اليها.. بالرغم من صدمته ...الا أنها حبيبته الصغيرة ...
في المستشفى ...رأى كريم واقف أمام غرفتها ...تقدم زاهر باتجاهه ...نظرا له بغضب وبمجرد أقترابه منه ...قام بلكمه على وجهه...
هاتفا بغضب : أنت السبب عارف لو جرالها حاجة مش هيكفيني فيها روحك
وضع يديه على أنفه ناظرا له بذهول : أنت بتقول ومين ده اللي السبب
تحدث بصياح : أنت كسرت بقلبها لما رفضت حبها عشان كده أنتحرت
أتسعت عينيه بذهول مما سمع : مين ده اللي كسر قلبها...أنت بتوجهلي الكلام ده ...
_ أيوه
_ هو أنت فاكر كل الفترة دي أنها بتحبني أنا يبقا أتجننت رسمي ...بيسان مش بتحب حد غيرك
_ والجواب اللي سابته وبتقول فيه أنها بتحبك
_ هي قالت أسمي فيه
هز زاهر رأسه بالرفض : بس أنا سمعتها بتقول بتحبك النهاردة في المكتب
شارد كريم بذاكرته للحظات فيما حدث بينهم ...لمعت عينيه بابتسامة ماكرة : أه أفتكرت وانا كان ردي ليها أني كمان بحبها زي أختي ...عشان بيسان
تملك زاهر غضب شديد من كلامه ...وقبل لكمه مرة أخرى ...قال كريم ما جعل عيينه تتسع من الصدمة
______
حبست ضحى نفسها في الغرفة ...ترثي حالها وما حدث لها
دخلت أمها قائلة بحزن : تعالي ننزل نقعد شوية مع أم زهرة ...أبوكي وأخوكي نزلو خلاص راحو الشغل ...
ردت ضحى بصوت كئيب : مليش نفس روحي أنتي ياماما
يئست أمينه من أقناعها لكي تنزل برفقتها ...فقالت بعطف : خلاص أنا هنزل أقعد معاها شوية أِشوفها عايزه أيه وهطلع بسرعة
ردت بخفوت : ماشي
خرجت أمينة من غرفة أبنتها والالم يعتصر قلبها حزنا على أبنتها الوحيدة ...
فى الاسفل أمام بيت ضحى توقفت سيارة جيب...قال السائق بقسوة أي حد يقف قصادكم خلصو عليه ...بمجرد أنتهاء السائق من الكلام ...خرج منها عدة رجال مباشرة...صاعدين الدرج بطريقة منظمة مدركين تماما الى أين ذاهبين ...
سمعت ضحى عدة طرقات على الباب ...فقامت مضطرة من مكانها ...بمجرد أن فتحت الباب وجدت أربع رجال بداخل الشقة ...هجمو عليها وقامو بتكميم فمها
هتف كبيرهم :أنزلو بيها بسرعة
وهما هابطين بيها الدرج ...أستطاعت ضحى ان تصرخ بعلو صوتها ....الحقووووني
خرجت أمينة مهروله من عند أم زهرة فوجدت أبنتها تخطف أمام عينيها ...أمينة صاحت بعلو صوتها الحقووووني ياناس وجريت باتجاهم
أحد الرجال قام بضرب نار في الهواء ...عندما رأى تجمع الناس على صوت الصريخ ...قائلا بعنف : اللي هيقرب هخلص عليه ...ثم هتف في رجاله ...يلا دخلوها بسرعة
لم يجرأ أحد على الاقتراب وصوت الطلقات يتساقط فوق رؤس الجميع
أنطلق السائق بسرعة ...بمجرد دخول الجميع
لطمت أمينه على صدرها وهى تولول صارخة : بنتي أتخطفت ...أتخطفت في عز النهار ...بنتي
بمجرد القائها على الكرسي ...صرخت ضحى: الحقوووني
تحدث السائق بشماته : أنتي فاكرة نفسك هتقدري تهربي مني...
اتسعت عينيها بصدمت عندما ميزت صوته
يتبع..
رواية زهرة ولكن دميمة البارت الحادي عشر بقلم سلمى محمد
تملك زاهر غضب شديد من كلامه ...وقبل لكمه مرة أخرى ...قال كريم ما جعل عينيه تتسع من الصدمة
تحدث كريم بابتسامة هادئة: أنا بحب بيسان بس زي أختي ...ومينفعش أفكر فيها بطريقة تانية ...عشان أنا وبيسان أخوات
ثارت أعصابه من كلامه الغير منطقي: مين دي اللي أختك ...أنت هتضحك على مين بالكلام ده...
رد كريم بهدوء: أم بيسان زي ماأنت عارف ماتت وهي بتولدها في أمريكا...ولما عمي نجم جابها وماما شافتها قلبها رق ليها ...ماما كانت من انصار الرضاعة الطبيعية ..فماما رضعت بيسان طبيعي وفضلت معانا لحد ماعمي نجم أخد بيسان وأكنان ورجع بيهم مصر
صدمه كلام كريم بشدة ..لدرجة أنه ظل صامتا ...في محاولة لأستعادة هدوئه...أسترجع الماضي ...وقت ولادة بيسان في أمريكا ومعلوماته الطفيفة بخصوص نيروز هانم والدة كريم...وأنه بالرغم من أصولها النبيلة ...تمتلك قلب حنون ولديها العديد من الجميعات الخيرية ...وحديثها المستمر في البرامج التي يتم استضافتها ...عن أهمية توطيد الصلة بين الام ورضيعها عن طريق الرضاعة الطبيعية وأهميتها
سأل زاهر بقلق : وبيسان دلوقتي
رد كريم بابتسامة هادئة : بيسان كويسة... كل ده كان تمثيلية منا عشان تتحرك وتعترف بمشاعرك لما تعرف أنها حاولت تموت نفسها علشانك ...بس البعيد طلع مش بيفهم ...
أستعاد أنفاسه قائلا بابتسامة : بقا محاولة الانتحار دي أنتو الاتنين كانتو مدبرينها...وبيسان جوا دلوقتي منتظره وجودي معاها
رد كريم : أيوه ...ناوي تعمل أيه ...بعد ماعرفت الحقيقة
ابتسامة خفيفة تلاعبت على جانب شفتيه : ناوي أتجوزها طبعا
نظر له بسعادة : أخيرا الحجر نطق..وعلى فكرة كلمة حجر دي أسم دلعك عند بيسان ..
زينت ثغره أبتسامة ماكرة : أنا حجر ....ثم قال ...أنا داخل ليها دلوقتي ...وخطى باتجاه غرفتها
تحرك كريم بجواره ...التفت له زاهر قائلا : أنت رايح فين
رد كريم : داخل معاك
تحدث زاهر برفض : خليك أنت برا والأحسن تشوف وراك أيه ...وكفايه تعبك معانا لحد كده
كريم تصنع الضيق : أنت بتطردني ..أهو ده أخرت اللي يحب يساعد
لمعت عينيه بالسعادة ...عندما تأكد أن بيسان لم تضيع من بين يديه وأنها لازالت تحبه بالرغم من فراقهم عدة سنوات ....نظر الى كريم بمكر : محتاج أتكلم معاها لوحدنا
رد كريم بابتسامة: لما تدخل ليها ناوي على أيه بالظبط
تحدث زاهر : ناوي أخليها على نارها شوية...
أتسعت أبتسامة كريم : بس براحة ...عشان متنهارش في أيدك
أبتسم زاهر بمكر : سلاااام ياكيمو
رد كريم : بشويش عليها ..
_ من عيونى
_ ياخوفي عليها من اللي هتعمله فيه
دلف بعدها مباشرة الى غرفة بيسان ...عندما سمعت صوت الباب ...أغلقت عينيها
أقترب منها زاهر ...نظر لها برقة وعينيه تلمع ببريق الحب ...ظل واقفا في مكانه لايتحرك ...لا يتكلم ...لكن يتأمل ملامح وجهها بعشق...فأحلامه أصبحت حقيقة فاأكنان تكلم معه بصراحة وقضى على خوفه من الرفض ...وأيضا أكتشف أن حب بيسان له لم يموت ...وماحدث اليوم مجرد محاولة لجعله يعترف هو الأخر بحبه لها...
فتحت عينيها بحذر عندما طال الصمت ...لتتفاجىء بزاهر واقف أمام فراشها ...لمحت في عينيه نظرة مختلفة لم تستطع تحدد ماهيتها لأنها سرعان ماأختفت وحلت محلها نظرة خاليه من المشاعر..
هتف زاهر : أنتي أزاي تعملي في نفسك كده ...عايزه تموتي نفسك عشان واحد مش يستاهل ...ثم جذب كرسي ووضعه بالقرب من الفراش ...جلس عليه وتحدث قائلا : كنتي تعالي قوليلي وانا كنت خليته يجيلك راكع ...أنتي أختي يابيسان...
تفاجئت بيسان من كلامه وعن ماذا يتكلم : أنت بتقول أيه
أخفى زاهر أبتسامته بصعوبة عندما رأى نظراتها المشتت: قصدي الجواب اللي كتبتيه وبتعترفي فيه بحبك لكريم ...أنا كنت عارف أنك بتحبيه ...بس متخليتش بسان العاقلة تعمل في نفسها كده...بس أنا مش هسكت على اللي حصل ...ده أنا هخليه يقول حقي برقبتي...اومال أيه لزمت الاخوات وأنتي أختي يابيسان ...نطق أخر جملة ببطء شديد ...مرددا أيها ...أختي...أختي
تسمرت نظراتها عليه ...لم تصدر أي صوت من الصدمة قائلة ببلاهة : كريم بحبه وحاولت أنتحر عشانه
زاهر تصنع الزعل : مقولتيش ليا ليه أنك بتحبيه ...كنت هتصرف ...مسك كف يديها قائلا : ليه مش أتكلمتي معايا وقولتلي ايه اللي مضايقك ...فاكره زمان لما كانت أي حاجة بتضايقك كنتي تجي عليا جري تشتكي ...أنا هخدلك حقك يأجمل وأرق أخت ....رأى زاهر نظراتها له كأنه نبتت له قرون ...هربت ابتسامة منه لكنه أستطاع أخفائها بسرعة...أنا ديما بقولك أنك زي أختي يابيسان ...ليه مش لجئتي ليا
داخل عقلها ترددت كلمة أختي ..أختي ...أختي ..لتهتف بانفعال : أطلع براااا ....براااا ...ده الحجر بيفهم عنك....ده أنا ظلمت الحجر لما سميتك بيه ...براااا
تحدث بمكر : ده أنتي حالتك صعبة أوي ...هروح أجبلك دكتور بسرعة ...خرج من الغرفة والابتسامة تزين شفتيه
في الداخل بيسان نهضت من فوق الفراش وأخذت تتحرك بغضب في الغرفة ...هتفت بعصبية : غبي ...الغبي اللي مش بيفهم ...والله لأموتك... فينك ياكريم تلحقيني قبل ما أرتكب جريمة قتل....وعندما سمعت طرق على الباب ...استلقت على الفراش بسرعة
دلف زاهر بعد عدة دقائق وبجواره الطبيب صديقه ...وابتسامة خبيثة تزيين وجهه
زاهر تحدث بخبث: مش عارف مالها ياهشام ...كنت بتكلم معاها وكانت هادية ومرة واحدة أتعصبت ووشها أحمر ...باين عليها صدمة متأخرة
تحدث هشام بهدوء: أنا جبت معايا حقنة مهدئة هتريح أعصابها شوية ...ورفع يديه بالحقنة حتى اصبحت في مجال رؤيتها ....
أتسعت عينيها بالرعب ...هتفت بحدة : أنا عايزه الدكتور بتاعي يازاهر..ومش عايزه أخد أبر
تحدث زاهر : أهدي بس يابيسان ده دكتور هشام ...أشطر دكتور في المستشفى هنا ...وأيديه خفيفة مش هتحسي بشكة الابرة خالص
هتفت بيسان : مش عايزه أخد أبر...وأطلع برا أنت وهو
اقترب هشام من الفراش ...ارتعبت بيسان من شكل الحقنة ...لتقفز فوق الفراش واقفة... قائلة بخوف : خليه يطلع برا يازاهر ...خلاص انا بقيت كويسة
هشام بهدوء : باين عليها مصدومة ...أمسكها يازاهر ...عشان أعرف أديها الحقنة
هتفت بيسان بانفعال : أنا كويسة
خلال لحظة وجدت زاهر بجوارها فوق الفراش ممسكا أيها ...قائلا : أهدي يابيسان الحقنة دي في مصلحتك ...قام برفعها بسهولة ..لتقف بجوار هشام ...عندما رأت الحقنة تقترب من ذراعها ...نظرت لها برعب ...فاقدة الوعي
هتف زاهر بخوف : بيسان ....هشام الحقني
هشام بهدوء: متخافش يازاهر هي أتصدمت من شكل الابرة ..بس مكنتش أعرف أن قلبها خفيف...
زاهر بأعصاب مضطربة ...قام بهز بيسان بخفة ...رموشها تحركت بخفة
تحدث هشام : أهي هتفوق ...أسيبك بقا ...قبل ماتمسك فيا وتعرف أن ده مقلب فيها
عندما فتحت عينيها ...رأت وجه من تحب أمامها ...وبمجرد تذكرها ماحدث هتفت صارخة
زاهر بحب : بحبك بحبك ...تتجوزيني
أتسعت عينيها بصدمة وكادت تفقد الوعي بين ذراعيه مرة أخرى
نظر لها بعشق ...قائلا بابستامة : أوعي تعمليها ويغمي عليكي تاني ....مش حمل خضة تاني وفي نفس الوقت بقول اعمليها عشان تفضلي طول الوقت في حضني
بيسان بصدمة غير مصدقه ماسمعت أذنها : هو أنا اللي سمعته صح
زاهر بمرواغة في الكلام والابتسامة لزالت تزين وجه : قصدك اوعي يغمي عليكي
هتفت بيسان : الكلام اللي قبل كده
_ قصدك أوعي تعمليها
_ أنت عارف أنا قصدي أيه يازاهر
زاهر برقة : بحبك وعايز أتجوزك
نظرت له بسعادة : أخيراااا الحجر أتكلم وقال بحبك....أخيرا الحجر قالها
_____
قام أحد الرجال بضرب ضحى فوق رأسها لأيقاف صريخها المتواصل...أستيقظت بعد فترة ووجدت نفسها داخل غرفة أضاءتها خافتة...ومعاها في نفس الغرفة مجموعة من الشباب والفتيات في أعمار مختلفة يرتدون ملابس غربية شبه عارية...وجدت ضحى الفتيات ينظرن لها بشفقة
همست أحد الفتيات : بنت جديدة
أنتفض جسدها من شدة الرعب وهي تحدث نفسها أين هي
دخلت أحدى الفتيات وأشارت لضحى بالنهوض : أنتي قومي تعالي معايا
همست ضحى بخوف: أنتي بتكلميني أنا
الفتاة بقسوة : أيوه أنتي ...الوجه الجديد في المجموعة ...فريد طلع بيفهم لما اتفق مع رجالتنا عشان يخطفوكي ...نظرت لها بتلذذ ...تستاهلي المخاطرة ياموزة
بدأ جسدها في الارتجاف وهي تسمع كلماتها وترى نظراتها لها
هتفت الفتاة : فزي معايا بالذوق
نهضت ضحى بأقدام ترتعش من الخوف ...فقامت الفتاة بجذبها بقسوة لتمشي بجوارها ...حتى خرجت من الغرفة ...ودخلت بيها الى غرفة أخرى...
رأت راجل جالس خلف مكتب عريض ...وأمامه يجلس رجل أخر معطيا ظهره لها
الراجل الجالس خلف المكتب بمجرد دخولها...نظر لها وأخذ يتفحصها كأنها سلعة يريد شرائها
ضحى بتوسل : أبوس أيدك خرجني من هنا ...رجوعني لأهلي
التفت الراجل المعطي لها ظهره قائلا بابتسامة شامته :حبيبتي هو أنتي فاكرة دخول الحمام زي خروجه ...ده أنا تعبت أوي عشان أجيبك هنا ...ده هيكون أنتقامي ليكي أنك تكوني سلعة للكل ...بس قبلها هتكوني ليا انا الأول..
ضحى عندما رأته وسمعت كلامه ...كادت تسقط أرضا من شدة الخوف..
توسلت لهم ببكاء قائلة : سبوني أخرج من هنا ومش هتكلم والله مش هفتح بؤي...أنا أهلي ناس غلابه ...وبنتهم الوحيدة ده ممكن يموتو فيها لو مش رجعت ليهم ....
توسلت بشدة ولكن لاحياة لمن تنادي ...ناظرين لها بقسوة....لم يؤثر فيهم توسلها ...نظرت ضحى حولها ...في محاولة لأيجاد وسيلة للهروب ...رأت نافذة خلفها ولكن نوافذها كانت حديدية ...ذهبت الى الباب مهرولة ...عندما فتحته وجدت أمامها راجل ضخم الجثة ...قام بدفعها داخل الغرفة لتسقط واقعة على الارض ...ثم أغلق الباب
الراجل خلف المكتب : متحاوليش تهربي ...أنتي أول مارجلك دخلت هنا ...بقيتي ملكنا ...نادى بصوت عالي : هيفااااااا
دخلت فتاة نحيلة الجسم : نعم يامنير بيه
أشار منير الى ضحى : خديها معاكي عايزك تظبطيها زي العروسة في ليلة دخلتها....بس قبلها قعديه مع البنات الاول عشان تتعود على المكان وتاخد فكرة عن طبيعة شغلها وعلى بالليل تظبط ووديها الاوضة المخصوص...
هيفا بميوعة : حاضر يامنير بيه ...قومي ياللي ماتتسمي
انتفض جسد ضحى المسجى على الارض....ظلت جالسة على الارض تأبي أطاعة كلماتها
هتف منير بحدة : مررررعي
ليدخل شخص ضخم الجثة : خدها وديها على أوضة البنات
حاولت ضحى المقاومة ....الافلات من قبضته ...لكنه أستطاع حملها بسهولة على كتفه وعندما قامت بعضه في رقبته ...ضربها مرعي بالقلم على وجهها جعلت عينيها تطفر بالدموع والدماء تتساقط من أنفها
هتف منير بغضب : مش عايز عنف يابرعي معاها ...عايزه جسمها ووشها مفهوش علامة مفهوم الكلام
هز مرعي رأسه بالأيجاب : مفهوم يامنير بيه
خرج برعي حاملا ضحى التى لم تيأس من محاولة الافلات من قبضة يده...خرجت هيفا خلفهم مباشرة
قام مرعي بوضع ضحى في غرفة البنات ...ثم خرج ...أنزوت ضحى في ركن بعيد ودموعها لم تتوقف عن التساقط ...من مكانها رأت دخول ثلاث فتيات ملامحهن غريبة فيهن من تبكي ومن هي سكرانة وكلهم حالتهم وشكلهم سيء...ضمت ضحى ركبتيها تجاه صدرها أخذه وضع الجنين وجسدها لم يتوقف عن الأرتعاش ودموعها لم تتوقف
جلست زهرة في المطبخ ...لا تفعل شيء سوى الأنتظار ..رن جرس هاتفها ...رقم المتصل كان بدون أسم ...فقامت بتجاهل أول رنه حتى أنتهت ...لكن رنين هاتفها لم يتوقف ...حدثت نفسها : يكون نمرة حد أعرفه ...وفي حاجة حصلت في البيت ...خير يارب
فتحت الهاتف قائلة : مين معايا
تحدث أحمد : أنا أحمد يازهرة
زهرة بصدمة من معرفته لرقم هاتفها ...قائلة بحدة : جبت رقم تليفوني منين
رد أحمد بهدوء : باتصالاتي عرفت أجيبه...أنا عايزه أتكلم معاكي يازهرة
هتفت زهرة بضيق : وبعدين معاك يااحمد ...خلاص مبقاش ينفع كلام بينا...أنت بقيت زوج وأب
قال أحمد : حاولت أنساكي يازهرة بس مقدرتش ...مقدرتش أحب مراتي
ردت زهرة بحدة : بس أنا نسيتكي يااحمد
هتف بانفعال : كدابة ...أنتي بتكدبي ...أنتي عمرك مانسيتيني
زهرة بألم : بلاش الثقة الزيادة دي ...هو أنت فاكر نفسك أيه مفيش غيرك ومش هقدر أحب حد غيرك ولا هقدر أكمل حياتي من غيرك
رد أحمد بثقة : أيوه يازهرة ...أنتي مش قادرة تكملي حياتك من غيري ...مكنتيش بقيتي زهرة اللي أنا شوفتها ومعرفتهاش ...اللي حصل بينا زمان كسرك وغيرك وخلاكي متقدريش تعيشي حياتك ...
ضحكت زهرة بسخرية : متبقاش واثق من نفسك ...هو أنت سمعك تقيل ...مسمعتش أنا قولتلك أيه ...أنا خلاص نسيتك ومسحتك تماما من حياتي ...نصيحة مني أرجع لبيتك ومراتك وبناتك ...حاول تصلح علاقتك معاهم ...عشان تقدر تعيش مبسوط ومرتاح ....سلااام يااحمد ولو سمحت متتصلش بيا تاني ومتحاولش تشوفيني
هتف أحمد بحدة : هتقابليني يازهرة ...لو رافضتي هقول حقيقتك للشغالة عنده وأنك سوابق ...وأي مكان هتشتغلي فيه
ردت زهرة بانفعال : هو ده الحب اللي بتقول عليه ...أنت بتهددني
هتف أحمد : أنتي السبب ...أنتي اللي خلتيني أقول كده ...أنا مش بطلب منك شيء مستحيل ...أنا عايز أقعد معاكي ...عايزك تسامحيني
زهرة بحزن : أسامحك أزاي وانت بتهددني
رد بندم : مكنتش أٌصد أهددك ..بس غصب عني لقيت نفسي بقولك كده ....أنا عايز بس أقعد معاكي
قالت زهرة بيأس : حاضر يااحمد هقابلك
_ نتقابل النهاردة
_ لا مينفعش النهاردة ...نتقابل في يوم أجازتي
_ مع السلامة يازهرتي
_ سلام يااحمد
أغلقت زهرة هاتفها بعصبية ...حدثت نفسها بغضب : ليه مصمم أنك تفكرني بالماضي ...أنا قفلت صفحتك من حياتي ..ليه عايز تفكرني بأتعس أيام حياتي ...
يتبع..
رواية زهرة ولكن دميمة البارت الثاني عشر بقلم سلمى محمد
أغلقت زهرة هاتفها بعصبية ...حدثت نفسها بغضب : ليه مصمم أنك تفكرني بالماضي ...أنا قفلت صفحتك من حياتي ..ليه عايز تفكرني بأتعس أيام حياتي ...
التفتت زهرة خلفها ...لتتفاجىء بوجود أكنان خلفها مباشرة ..لتصطدم بيه دون أرادة منها
نظرة له بخوف عندما رأت نظراته الغاضبة ...أمسك ذراعها بقسوة قائلا : مين اللي كنتي بتكلميه
همست برعب : ده أحمد
هتف بحدة : مين أحمد
عصر معصم يديها بقسوة...كتمت صوت تألمها ..قائلة بصوت متقطع : ده ااااااحمد ...الل ...حبيبي
عندما سمع أجابتها...أحكم قبضته أكثر على معصمها ...فتأوهت ألما ... أاااه.. فكان صوتها المتألم ألة تنبيه ليفوق من غضبه ..ترك معصمها فجأة غير مستوعب فعلته... خرج من الغرفة بخطى مسرعة ..
دمعت عينيها من الالم وبمجرد خروجه ...أرتفع صوتها بالبكاء ..
دخل غرفته ثم أغلق الباب خلفه بصوت مدوي ...سار ذهابا وأيابا في الغرفة ...محدثا نفسه بغضب : أنت ايه اللي رجعك البيت دلوقتي ...أول مرة تعملها ...رجعت طبعا عشان كنت مصدع وعايز أشرب فنجان قهوة ...على أساس أن الشركة مفهاش قهوة هناك ...أومال رجعت ليه ..هز رأسه بغضب قائلا : معرفش أنا معرفش رجعت ليه وعملت معاها كده ليه...فاق من شرودها على صوت طرقات الباب
هتف بحدة : أدخل
تحدثت كوكو بهدوء : زهرة مش مبطلة عياط في المطبخ ولما شوفت دراعها لقيته أزرق
تحدث له أمرا : خليها تجيلي هنا
ردت كوكو : حاضر ...ثم أنصرفت ...
في المطبخ ...قالت كوكو : أكنان بيه عايز يشوفك
نظرت له بعينين دامعتين : عايز يشوفني أنا
_ طبعا أنتي ...روحي بسرعة شوفي عايز أيه ...أكنان بيه مش بيحب الانتظار
قامت زهرة من مكانها ..أتجهت ناحية الحوض وغسلت وجهها باليد السليمة بالماء البارد ...لمسح أثار دموعها واخذت تتنفس بحدة وهى متجهة الى غرفته ...طرقت على الباب ثم دخلت عندما سمعت صوته سامحا لها بالدخول
تحدث له بأمر : تعالي هنا قصادي
حبست زهرة دموع ألمها بمجهود كبير ...شعرت بذعرها يزداد في كل خطوة ...حتى وقفت أمامه مباشرة
هتف أكنان : وريني دراعك ...
حاول أمساك يدها عندما ظلت واقفة في مكانها رافضة أطاعة كلامه ...فقامت بدفع يديه بحدة قائلة : أبعد ملكش دعوة بيا..تمتمت بخفوت ...منك لله يابعيد حسبي الله ...ياكش تتكسر رقبتك ولا تتشل في دراعك
ميز بوضوح دعوتها عليه بالأذى ...قال بغيظ : بتقولي حاجة
ردت بخوف : لا مش بقول
هتف أكنان : كنت بحسب وبدل مايبقى دراع يبقو أتنين
فقدت سيطرتها على كبت دموعها ...أنتحبت بالبكاء بطريقة هسترية
شعرأكنان بالضيق عند رؤيتها تنتحب بهذه الطريقة : مالك
زهرة ببكاء : مش قادرة أستحمل خلاص أيدي بتوجعني جامد
أخرج هاتفه بسرعة ...وأتصل بطبيبه الخاص أمرا أيه بالمجيء بسرعة
همست زهرة بألم : ملهوش لزوم الدكتور ...أنا هشتري كريم للكدمات وأنا مروحة من أي صيدليه على سكتي ...أتجهت ناحية الباب للخروج
هتف أكنان : خليكي هنا ...الدكتور دقايق وهيكون هنا
وكما قال أكنان خلال دقائق ...كان الدكتور معاهم في داخل الغرفة ...يكشف على معصم زهرة
تحدث زاهر بقلق : دراعها في أيه
الطبيب بنبرة عملية : شرخ بسيط في معصم أيدها الشمال.. ...فتح حقيبته ...ثم أخرج أنبوبة مرهم ووضع على معصمها القليل منها ودلك ببطء... وعندما أنتهى قام بلف رباط ضغط على المكان المصاب...
شعر أكنان بغضب غير مبرر ..لرؤيته الطبيب ماسكا معصمها ..هتف أكنان بغيظ : ماتخلص ساعة بتلف في رباط
أندهش الطبيب من رد فعله فقال : خلاص خلصت ...
الرباط ده هيفضل أسبوع مربوط ...واخرج علبة مسكن من شنطته ...هتاخدي من الدوا ده تلات مرات في اليوم
عندما أنتهى الطبيب شعرت بالالم أصبح أخف: حاضر ... أنصرف الدكتور مباشرة ..
هتف أكنان فيها : أنتي واقفة ليه ...روحي أعمليلي فنجان قهوة بأيدك السليمة
نظرت له بذهول من تحوله المفاجىء في كل لحظة : حاضر ...عندما خرجت من غرفته همست بخفوت ...ماله ده ...دي مش تصرفات حد طبيعي ...وأيه اللي عصبه عليا أول مرة في المطبخ وخلها مرعب بالطريقة دي ...وأيه اللي حوله لبنأدم عنده شوية مشاعر ...هزت رأسها فاقدة الأمل في فهم شخصيته ...داعيه في سرها ...بأن تمتلك القدرة على تحمل طباعه التي تشبه أمواج البحر التي تكون هادئة وفي خلال ثانية تتلاطم بعنف وقوة ...
كثير من الفوضى ...أقدام تتحرك في كل مكان ...سيارات الشرطة متوقفه على أول الشارع وأخره مغلقه الجانبين ...مانعين الناس من العبور...
نظر محسن للمنظر بفضول ..حاول العبور بسيارته الى داخل الشارع ...لكن الضابط أشار له بالتوقف
قال الظابط بلهجة غليظة : لف وأرجع تاني
حاول محسن الكلام ..لكن الظابط قاطعه مرددا : ممنوع
محسن بأصرار : أنا عايز أقابل الحاج عبد الفتاح أبو الأنسة ضحى ساكن هنا في الشارع ...
ردد الظابط : أبو البنت اللي أتخطفت
سأل محسن غير مصدق ماسمعت أذنه : ضحى...الله يكرمك ممكن تخليني أدخل أشوفه ...أحنا نعرف بعض كويس
سمح له الظابط بالدخول ...
في داخل شقة ضحى
محسن بحزن : وكل ده حصل في عز النهار
عبدالفتاح تحدث بانكسار: بنتي أتخطفت قصاد الكل ومحدش قادر يمنعهم ويقف قصادهم
____
لم تتوقف ضحى عن البكاء وهى ترى ...دخول الفتيات وخروجهم ...منهم الباكية ومنهم من يبدو عليها أثار التعذيب...أقتربت من ضحى طفلة في هيئة ملابس أمرأة
قالت الفتاة بشفقة: أنتي جيتي هنا ليه
ضحى ببكاء : فريد خطفني بالغصب من وسط أهلي ...أنا اللي جبت كل ده لنفسي ...لما استعجلت أجوز واحد معرفوهش عشان عنده شقة وفيلا عربية أتخدعت في المنظر...وقولت عريس لقطة وحرام أضيعه من أيدي ...ضحكت بدموع ..واتجوزت كمال اللي باعني لفريد ...حكت لها ضحى ماحدث لها ...
ناريمان بعطف : أنا هساعدك ...ثم أخرجت من تحت ملابسها هاتف ...قائلة بخفوت ...أتصلي باحد من أهلك خليه ينقذك قبل ماتضيعي خالص...ده تليفون جوزي منير
أتسعت عينيها بصدمة : أنتي متجوزة ...
ردت بصوت شجي : أه متجوزة مدير المكان هنا
_ بس أنتي صغيرة أوي...عندك كام سنة
_ خمستاشر سنة ...وجيت المكان هنا وأنا عندي تلاتشر سنة ...تنهدت بسخرية مريرة وهي تقول...أبويا بعد مامات ...مراته باعتني لعصابة منير...
هتفت ضحى بذهول : يالهوووي...مرات أبوكي هي اللي باعتك ...معقوله في نفوس شريرة كده
ضحكت ناريمان بمرارة : هههههه...باين عليكي خيبة أوي ...متعرفيش أن الدنيا بقيت عاملة زي الغابة...أشارت بيديها على بعض الفتيات ...شايفة البنت اللي واقفه جنب الشباك هنا ...
نظرت ضحى الى المكان التي أشارت له : أيوه شايفها
_ أسمها نونا وجيت هنا بأرداته بس بعد ماأخوها المدمن أعتدى عليها وبعد اللي حصل طبعا هربت من البيت وأشتغلت هنا...وأشارت باتجاه فتاة أخري ...سوسو ودي بنت ناس مبسوطة ضحك عليها زميلها في الجامعة صور ليها فيلم وهو نايم معاها على كام صورة ...وهددهم بيها ياتشتغل مع منير ..ياتتفضح بيهم ...وأخذت ناريمان تتحدث عن جميع الفتيات الموجودين في الغرفة ...فمنهم من جاءت بأردتها ...ومن تم بيعها ....كملت ناريمان كلامها بألم : واللي جات مخطوفة زيك ...ده أنتي طلعتي طيبة أوي ...الدنيا فيها بلاوي بس أحنا اللي بنعمل نفسنا مش شايفين ...عشان نقول لنفسنا أن الدنيا حلوة....نظرت ناريمان حولها ودققت النظر جيدا وعندما تأكدت أنهم ليسو مراقبين ...خدي التليفون وأتكلمي بسرعة ...أنا هقف قصادك هداري عليكي لحد ماتخلصي
__#بقلم_سلمى_محمد
رن هاتف بعد الفتاح برقم غريب ...حدث نفسه بغضب مين ده اللي بيتصل ...فقام بالقاء الهاتف على الارض بعنف
محسن بنبرة مهدئة : أهدى ياحاج وأن شاء الله ترجع ضحى
رد بلهجة مقهورة : هترجع قبل ولا بعد الفضحية ...
محسن بشفقة : فضيحة أيه بس ...هي ضاعت ولا هربت دي أتخطفت ...أنا هتصل بالبيه اللي بشتغل عنه ...كريم بيه راجل واصل هيقدر يعرف مكانها ويجيبها ليك
ردد عبد الفتاح : يارب يارب يامحسن
أخرج محسن هاتفه واتصل بكريم
تحدث كريم : عملت اللي قولتلك عليه يامحسن
رد محسن قائلا : روحت ليها زي ماحضرتك قولت
_ وبعدين
_ لقيت الدنيا مقلوبة ...العصابة اللي بيشتغل فيها جوزها خطفوها وسط الناس في عز النهار
هتف كريم بحدة : أنت بتقول أيه ...مين اللي بيتخطف في عز النهار
رد محسن : اللي حصل ياكريم بيه ...باين عليها عصابة ليها نفوذها
كريم بعصبية : والبوليس عامل أيه ...عرفو مكانها ولا لسه
تحدث محسن بحزن : مفيش جديد من ساعة الخطف ...والبوليس واقف في الشارع ...زي قلتهم
هتف كريم : أنا هتصرف ....ثم أنهى الاتصال مع محسن وقام بالعديد من الاتصالات ...
خرجت بيسان من المستشفى بعد أعتراف كل منهم للأخر بالحب ....ركبت بيسان سيارة زاهر ...ثم جلست بجواره والابتسامة لاتفارق شفتيها...
لمعت عينيها ببريق الحب وهي تتكلم معاه : رايحين على فين دلوقتي
زاهر بابتسامة : هروحك على الفيلا ...وبعدين هطلع على الشركة ...أبلغ أكنان أني موافق أتجوز أخته ...هو كان مكلمني في الموضوع ده من يومين وبعدين هطلبك من الوالد ...وهتصل بالوالد والوالدة في الصعيد ...( والد زاهر عندما كبر في السن أخد زوجته للعيش في مسقط رأسه بين أهله )
شعرت بالحيرة من كلامه : أنا مش فاهمة حاجة
زاهر رد : أكنان عارف أني بحبك وأنتي كمان وأتبع مبدأ الخط المستقيم أقصر الطرق وقال مادام أنتو بتحبو بعض ...هو مش يلاقي طبعا أحسن مني زوج لأخته المصونة بيسان ...فقالهلي وش في وش أنه موافق على جوازي منك
أتسعت عينيها بالصدمة : أكنان أاااكنان أخويا قالك كده
رد زاهر بابتسامة : أيوه طلع بيفهم عني وعنك
قالت بيسان : أتكلم عن نفسك ...تعاللي هنا ..
قال بابتسامة متلاعبة : مانا عندك أهو ...عايزه أقرب عن كده مستعجلة اوي على قربي منك ...وحاول التحرك ليكون بقربها
هتفت بتحذير : خليك مكانك ...ده مش قصدي ...مادام أكنان كلمك من يومين مجتش تقولي ليه
عندما أسترجع ماحدث شعر بالغضب : هو أنا حاولت أكلمك واعترفلك بحبي ليكي ...بس لما روحت مكتبك شوفتك في حضن كريم وبتعترفي ليه بالحب ...في اللحظة دي قولت أني خسرتك وأنك بتحبي كريم ...عشان كده سكت ومش أتكلمت ...وبعدين لما عرفت أنك حاولتي تنتحري ..شوفت الجواب وفهمت ان الجواب تقصدي بيه كريم ...ولما روحت المستشفي قابلته هناك وضربته ...زينت شفتيه أبتسامة عندما تذكر ماحدث بعد اللكمة من أعترافات ...وبعدين عرفت منه أنه الموضوع الانتحار ده كله لعبة وأنكم أخوات في الرضاعة
ضربتها بكف يديها بعنف في صدره : كل ده فاكرني بحب كريم ...البعيد طلع مش بيفهم
هتف زاهر : لمي لسانك مين اللي مش بيفهم
ردت بيسان ببرائة : أنا بقول البعيد ...مش أنت طبعا خالص مالص
رد زاهر : كنت بحسب
سمع زاهر صفير أعجاب من سيارة تمر بالقرب منه ...
هتف السائق لصديقه : شوفتي الموزة دي
التفت زاهر ...نظر له بعينين تطاير منها الشرر ...جعلت السائق ولى بالسيارة مسرعا خوفا...
شعر بالغضب ...قام بملاحقته بالسيارة يريد تلقينه درسا قاسيا ...
نظرت بيسان بقلق لملامح زاهر المرعبة ...قاد السيارة بسرعة
هتفت بخوف : خلاص يازاهر هو ماشي بعربيته ...عايز تلحقه ليه
صاح بغضب : هو أنا قرطاس جوافة جمبك عشان تتعاكسي وأنتي معايا ...لازم أعلمه الادب عشان يحرم يعاكس بنات الناس...ثم أنطلق خلفه بسرعة ..
هتفت بيسان بذعر : هدي السرعة يازاهر ...أنا خايفة أوي
لم يهتم بتوسلاتها وصمم على تنفيذ أنتقامه ...عندما شاهدت مايحدث وضعت يديها على عينيها صارخة : كفااااية وقف العربية
قاد سيارته حتى أًصحبت السيارتين متقاربتين ...دفع زاهر سيارته الرباعية الدفع السيارة الاخرى ...لتصطدم بالجدار الحجري محطما نصفها الامامي
نزعت يديها عندما شعرت بعودة السيارة الى سرعتها الطبيعية ...نظرت للخلف ترى ماحدث ...فوجدت السيارة في داخل الجدار وخروج منها السائق وصديقه بدون أصابات
زفرت براحة ...قائلة بعدها بانفعال: أيه اللي أنت عملته ده
رد بابتسامة منتصرة : عملت اللي تستحقو الاشكال دي
قالت بانفعال : وأنا مفرقتش معاك أموت من الرعب ...وصلني البيت بسرعة يازاهر ...
قال زاهر بهدوء : حاضر يابيسان ....طب والخطوبة والجواز لسه هما ولا بقو في خبر كان
ردت بيسان بسرعة : لا في جواز طبعا...صمت مباشرة وأحمرت خدودها من الخجل بسبب ردها المتسرع
زينت شفتيه أبتسامة خفيفة: طلباتك أوامر
_____
أنتهت زهرة من أعداد فنجان القهوة ووضعتها في المكان الذي أشار اليه ...ثم خرجت مباشرة دون أن تنطق كلمة واحدة ...نظر أكنان لخروجها بهدوء عكس مشاعره الثائرة كلما تتواجد أمامه ...أقترب من الطاولة ...مد يديه وتناول فنجان القهوة ..وأتجه ناحية الشرفة متأمل العالم الخارجي بشرود ...أخذ رشفة تلو الأخرى...شعر بالاختناق ...سعل بشدة مخرجا شيء من فمه ...أمسكه بأصابع يديه ...عينيه لمعت بالغضب ...عندما رأى قرط نسائي ...شعر بالغيظ ...أن تكون حركتها مقصودة لتنتقم منه ...خرج من غرفته مسرعة ..مقررا رد لها الصاع صاعين ...
دخل الى المطبخ بخطى ثائرة ...لكنها لم تنتبه لقدومه ... صوت بكائها المرتفع كاد يصم أذنيه ...فجأة تحول غيظه ألى عطف بمجرد سماع نحيبها
هتف أكنان : حصل أيه تاني
زهرة ببكاء : فردة الحلق بتاعتي وقعت من السلسة اللي لبسها في رقبتي...قفل السلسة أتفتح وفردة الحلق وقعت ومش لقيه الفردة ..أزاداد بكائها وهي تتحدث
أثاره بكائها فتهف فيها : أسكتي شوية
صمتت على صوت صياحه ...مسحت دموعها وأنفها بكم يديها
تحدث لها أمرا : كفاااية قرف...أنا هجبلك بدل الحلق حلقين ...بس بطلي القرف اللي بتعمليه
زهرة بصوت متقطع من البكاء: أناا مش عايزة غير فردة الحلق بتعتي ...الحلق ده ذكرى من بابا الله ...
أراد أكنان التلاعب بمشاعرها قليلا ...وعدم الاعتراف لها بأن فردة القرط الضائعة معاه ..فقال بابتسامة ماكرة : أنتي دورتي هنا كويس
هزت رأسها بالايجاب : أيوه
قال أكنان بهدء : تعالي دوري في أوضتي ...يمكن يكون وقع منك هناك
نظرت له بأمل : بجد ممكن يكون واقع أوضتك
رد أكنان : دوري يمكن تلاقيه هناك
تمتمت زهرة :يارب القيه ...أنا ممكن يجرالي حاجة لو مش لقيت الفردة
ذهبت زهرة خلفه ...في داخل الغرفة ...أخذت زهرة تبحث في كل ركن فيها ....كان أكنان خلفها في كل حركة ...شعرت بالتوتر من قربه الشديد منها ...ركزت بكلتا ركبتيها على الارض ...نظرت تحت الفراش ...نظر لها بابتسامة متلاعبة ...توترت وهي تبحث وهي تشعر بنظراته المسلطة عليها ...لم تتحمل فقامت مرة واحدة ...لتصدم بيه ....فقام باسنادها حتى لا تقع
نظر لها بابتسامة ماكرة...فبادلته بنظرة حائرة من ابتسامته وسلوكه الغير مفهوم ...قالت بارتباك : سبني
تحدث أكنان بهدوء: عايزه فردة الحلق ولا لأ
استغربت من سؤاله : ايوه ..طبعا عايزها
زينت شفتيه ابتسامة ماكرة : خلاص لو عايزه الحلق بتاعك ....أتحايلي عليا شوية
نظرة له بذهول : نعم
_ اللي سمعته أتحايلي ...لو سمحت شوية كلام من ده كتير لحد ماقولك فردة الحلق فين
_ هي فردة الحق معاك
رد أكنان : أيوه معايا ..
زهرة برجاء : لو سمحت ممكن تديهالي
قال أكنان بهدوء وأشار لها بالاستمرار : كمان ...أتحايلي كمان
شعرت زهرة بالغيظ لكنها في نفس الوقت تريد قرطها ذكرى والدها ...فأخذت تتوسل له كثيرا
هتف أكنان : كفاااية ...خلاص زهقت ...فردة الحلق هتلاقيها في فنجان القهوة كان واقع فيه
تناولت فنجان القهوة ووجدت القرط بداخله ...تنفست براحة ..أخرجته بسرعة ووضعته في جيبها ...أتجهت ناحية الباب للخروج دون النظر لها ...لانها في هذه اللحظة تريد الفتك بيه لقيامه بأذلالها
ذهبت زهرة الى المطبخ وجلست على كرسيها المفضل ...وأخرجت الحلق من جيبها والسلسة ووضعتها فيه ...وأرتدت السلسلة حول عنقها ...بأصابع ترتجف تلمست القرط المصنوع من الذهب بأصابع ترتعش ..لمعت عينيها بالدموع وهي تتذكر هذا اليوم
دلف والدها من الباب مناديا عليها بصوت مبتهج : زهرة يااازهرة
خرجت مسرعة من غرفتها وهي تنظر بفضول الى الشنطة المدلاه في يده
سألت زهرة بفضول : هاا ايه اللي فيها
تصنع الغضب قائلا : هو ده بردو الترحيب ...مفيش واحشتيني يابابا ...اول ماطلعتي عينيكي على الشنطة اللي ماسكه
زهرة بدلع : واحشتيني ياسي بابا ...حلو كده ...قولي بقا ايه اللي جوا الشنطة
جلس فؤاد على الكرسي ووضع الشنطة بجواره : مش هقول الأ لما أخد المقابل الأول
ابتسمت زهرة بمرح : حاضر ياسي بابا ...أقتربت منه وأخذت تقبل كلتا وجنتيه بحب ...قائلة بمرح ..كفاية كده ولا عايز كمان
رد بابتسامة مرحة : كفاية ...أشار باتجاه الشنطة لفتحها
أمسكت زهرة الشنطة وفتحتها ..عندما رأت ماالبداخل ...أتسعت عينيها بالسعادة ...مدت يديها واخرجت الفستان ...لتنهمر على وجه والدها بالقبلات ...مسكت الفستان مبهورة بجماله ...وضعته على جسدها ثم دارت بيه حول نفسها
فؤاد بابتسامة : هتدوخي كده ...كفاية لف حوالين نفسك
هتفت زهرة بمرح : فرحانة أوي أووووي يابابا أنك جبتلي الفستان اللي نفسي فيه
تحدث فؤاد بهدوء : الفستان ده يتلبس جوا البيت مش برا
زمت شفتيها بضيق : هو أنا منفعش البسه في فرح صحبتي اللي كمان شهرين
فؤاد برفض : لأ مينفعش يازهرة ...أحنا أتفقنا أني هجبلك الفستان وهتلبسيه فى الشقة
قالت زهرة بتحايل : طب هو مينفعش البس فوقه شال ويبقا الشال مغطي دراعتي
فؤاد تصنع التفكير : لا بردو في البيت بس
_ وأنا موافقة ومبسوطة أنك جبته ليا...ربنا يخليك ليا يأطيب أب
_ ويخليكي ليا يازهرة...ثم أخرج من جيبه علبة صغيرة ...خدي يازهرة
مسكت زهرة العلبة ..فتحتها وأخرجت القرط الموجود بداخلها...أبتسمت بسعادة ثم زمت شفتيها بعبوس : بس الحلق ده غالي أوي يابابا
رد فؤاد بابتسامة : وأنا مقدرش أِشوفك نفسك في حاجة ومش أجيبها ليكي
رمت زهرة بين أحضان والدها قائلة بابتسامة : حبيبي يافؤش
قال فؤاد :هتجيبي النتيجة أمتى
ردت زهرة : على العصر كده ...هروح المدرسة وهشوفها
قال فؤاد : خير أن شاء الله
زهرة بابتسامة : كل خير ياحج وهجيب مجموع يدخلني الطب كمان
رد فؤاد بدعاء : يارب
وبعد عدة ساعات أستئذنت زهرة من والدها للذهاب الى منزل رشا زميلتها أولا لكي يذهبو سويا الى المدرسة ...عند خروجها دعى لها والدها ووالدتها بالنجاح وتحقيق أمنيتها بالحصول على مجموع كلية الطب ..
أجتمعت جميع زميلاتها ...خارج بوابة المدرسة في انتظار فتحها ...ورؤية النتيجة
أنتظر أحمد ظهور زهرة بفارغ الصبر حتى رائها اتيه من بعيد مع رشا
....ذهب مسرعا لملاقاتها
أحمد مناديا : زهرة
عندما وصلت بالقرب منه قالت بخجل : نعم
رشا قالت بغل حاولت أخفائه : هسيبك يازهرة دلوقتي ومبرووك مقدما
بعد أنصرافها سأل أحمد : هي تقصد أيه
ردت زهرة بخجل : أصل هي وأنا ...لما سألتني عليك قولت أنك هتيجي تخطبني من بابا بعد ماالنتيجة تطلع
أحمد بابتسامة : وأنا أنتظرت اليوم ده كتير ...يلا بينا الفراش فتح البوابة
وأتجه كلاهما الى الداخل ...دخلت زهرة الى غرفة الوكيلة المسئولة عن توزيع الشهادات ...استلمت زهرة نتيجتها وابتسامة واسعة زينت وجهها
سأل أحمد بقلق : خير طمنيني ...
زهرة بسعادة : تسعة وتسعين في المية وقفزت من السعادة قائلة وهدخل كلية الطب
وقفت هيام بجوار رشا ..قائلة : وأنتي جيبتي كام ياخيبة
نظرت رشا الي زهرة بحقد : المعفنة بنت سواق الترام جابت مجموع هيدخلها الطب وأنا أجيب ستين في المية..وكمان هتتجوز دكتور
ابتسمت هيام : مين دي اللي معفنة ...هو أنتي خيبة وكمان أحولتي ...دي زهرة قمر المدرسة ...كفاية عينيها اللي عاملة زي عيون القطط...البت جمال وذكاء
قالت بكره : وأبوها سواق ترام وهتتجوز أحمد
قالت هيام بلهجة ملطفة : الجواز ده نصيب وأنسيه يارشا باين عليهم الاتنين بيحبو بعض ومتفقين على الجواز
ردت بغل : أنسى مين ...مفيش حد هيتجوز أحمد غيري...أنا مش أفضل الكام سنة اللي فاتو أظبط العلاقات وأخلي أمه وأمي أصحاب ...وزيارات وفي الاخر بنت سواق الترام هي اللي تتجوزه...بس أنا هتصرف وهيبقا من نصيبي أنا...أبتسمت بخبث وهى تختتم كلامها
سألت هيام بفضول : البصة دي والكلام اللي بتقوليه مش مريحني ...أنتي ناوية على أيه ياشر
ردت رشا : هتعرفي بعدين وفي أقرب وقت ...أنا مروحة البيت تيجي معايا
_ خليها مرة تانية
أنصرف أحمد وزهرة
أحمد بابتسامة : تعالي أعزمك على ايس كريم بمناسبة نجاحك
ترددت زهرة في الاجابة : بس أنا مقولتش لبابا أني هتأخر وكمان مينفعش
قال أحمد بثبات : مينفعش ليه ...أحنا دلوقتي في حكم المخطوبين وكلها يومين وهطلب أيدك من الوالد ....تعالي بس
بعد شرائه الايس كريم له ولها ...تمشى كلاهما على البحر
قالت زهرة بقلق : أنا كده أتأخرت أوي ياحمد ...يلا بينا نرجع
أحمد بابتسامة : هو الاوقات الحلوة علطول بتعدي بسرعة ...يلا بينا أوصلك ومتنسيش تبلغي الوالد أني جاي أنا وماما نخطبك
ردت زهرة بخجل : حاضر ...
وعلى أول الشارع الذي يوجد فيه بيت زهرة ...كانت عربية الشرطة واقفة أمام منزلها
زهرة بقلق : خير
أحمد بلهجة مطمئنة : خير وأن شاء الله مفيش حاجة ...روحي أنتي وأنا هفضل واقف أطمن عليكي لحد ماتدخلي
بمجرد ماخطت بقدميها داخل الشقة ...قام أحد الظباط بايقافها...وقام بمناداه الشخص الجالس على الكرسي ...جرى فؤاد وقلبه ينتفض من شدة خوفه على أبنته وبجواره هدى والاثنين في صوت واحد بنتا مستحيل تعمل كده
معتز بلهجة قاسية : فين الدهب اللي سرقتيه
زهرة باستغراب : دهب أيه يامعتز
قال بحدة : معتز بيه
زهرة هزت رأسها برفض : أنا زهرة يامعتز صاحبت رشا أختك
رد معتز : زهرة الحرامية تقصدي
تحدث فؤاد بغضب : أحترم نفسك ...بنتي متربية كويس وعمرها مامدت أيدها على حاجة مش ليها
تحدث بحدة : هنشوف دلوقتي لما نفتش شنطتها ...وأشار للشاويش لكي يأخذ حقيبتها
نزع الشاويش الحقيبة بعنف من يدها... ثم فتحها وافرغ محتوياتها فوق الطاولة... بعثر معتز المحتويات حتى وجد لفة صغيرة محكمة الإغلاق...فقام بفتحها قال بغضب محركا المصوغات الذهبية الخاصة بوالدته في الهواء أمام الكل :أومال دول دخلو شنطتك ازاي... ثم هتف... خدوها على البوكس
انصدم الكل من رؤية المصوغات...
هتفت زهرة برفض :والله معرف دول جوم في شنتطي إزاي
ضحك بسخرية :جوم لوحدهم... خدوها على البوكس
تحدث فؤاد :مستحيل بنتي تعمل كده
هدى لطمت على صدرها :استرها من عندك
نظرت زهرة بدموع إلى والدها :أنا مش سرقت حاجة يابابا
هتف فؤاد :مصدق يازهرة
الشاويش جذب زهرة من يدها بعنف للخارج
هتفت زهرة بتوسل :متسبنيش يابابا
_مش هسيبك خالص أنا جاي معاكي
خرجت زهرة ودخلت البوكس تحت أنظار اهل المنطقة.. نظرت على أول الشارع رأت احمد ناظرا لها بصدمة... ظلت زهرة في الحبس على ذمة التحقيق عدة أيام... حتى أتى اليوم الذي كسرها... أول صدمة... الصدمه التي جعلتها مشوهة
عند ضحى... بعد فترة جاءت فتاة قامت بأخذها بالغصب... ذهبت بيها إلى غرفة... بيها عدة فتيات..رغم توسلها قامو بنزع ملابسها دون إرادتها ... و ألبسها ثوب شبه عاري... وبعد فترة قصيرة دخل فريد ملتهما ايها بنظراته
توسلت له ضحى برجاء:أبوس إيدك سيبني أمشي
ضحك بابتسامة صفراء:ههههه اسيب مين... اقترب منها في خطوتين.. وصفعها على وجهها العديد من الصفعات المتتالية... ثم قام جذبها بعنف تجاه الفراش... حاولت المقاومة... لكنها استطاع بسهولة دفعها على الفراش ساقطة عليه بعنف.. امالت رأسها قليلا... فرأت سلسلة حديدية... تناولها فريد ناظرا لها بتلذذ..حاولت ضحى مقاومته فقام بربطها في الفراش بالسلسلة الحديدية وانهال عليها بالضرب... ناظرا لها بمتعة وهى تكاد تفقد الوعي..
يتبع..
رواية زهرة ولكن دميمة البارت الثالث عشر بقلم سلمى محمد
زهرة
كانت صبية بقلب أخضر.... زهرة في وسط الشوك بتكبر
شايفة الحياة صافية وبريئة.... وما تعرفشي ايه المقدّر
قابلت ولد حبت كلامه.... شدها أوي باهتمامه
صدقت ما كانتش عارفه مخبي ايه.... فيه ناس كتير الشر فيها....والمظاهر بتداريها
وزهرة مش شايفة الوش الحقيقي... الطيبة دي ما تغرّكيش
حسّت إنه خلاص ما فيش خير في البشر... صدمة صعبة جت في ثانية ... حوّلتها لواحدة تانية
أصل أول جرح سهل يسيب أثر... إوعي تبكي مهما شوفتي
في الحياة مكتوب يا بنتي.... ننجرح علشان نشوف
عيشي أحلامك زي مانتي... قومي تاني لو وقعتي....((حمزة نمرة))
خرجت زهرة ودخلت البوكس تحت أنظار اهل المنطقة.. نظرت على أول الشارع رأت احمد ناظرا لها بصدمة... ظلت زهرة في الحبس على ذمة التحقيق عدة أيام... حتى أتى اليوم الذي كسرها...
قابيل المحامي الذي كلفه فؤاد للدفاع عن أبنته
قال قابيل : للأسف ياعم فؤاد ...بنتك وضعها صعب ولو الموضوع مش أتحل ودي مع صاحبة البلاغ ...بنتك هتتحبس فيها
رد فؤاد بلهجة حزينة : أنا روحت لبيت الهانم أم رشا ورفضت أنها تتنازل عن البلاغ ....كمل حديثه برجاء ...قولي طب أعمل أيه تاني ياستاذ قابيل...
تحدث قابيل بلهجة شابها اليأس: روحلهم تاني ياعم فؤاد ...تنازلهم عن المحضر هو الحل الوحيد ...لو مش أتنازلو زهرة هتاخد حكم فيها حتى لو حكم مدته قصيرة ...لو أتسجنت ممكن مستقبلها يضيع
رد بقلة حيلة : هروح تاني للهانم ويارب قلبها يحن
قال قابيل بأمل : أن شاء الله توافق وتسحب البلاغ ...
تحدث فؤاد برجاء : خليني أشوف زهرة ياأستاذ فؤاد
رد قابيل : هاخد ليك أذن أنك تشوفها على النهاردة أن شاء الله
ترك فؤاد المحامي وذهب للمرة الثانية ...لكي ياتوسل الهانم أم معتز بالتنازل عن البلاغ
رن الجرس وفتحت له الخادمة
فؤاد برجاء : ممكن أكلم الهانم
الخادمة : ثواني هبلغ المدام
خرجت رشا من غرفتها وأمرت الخادمة بالانصراف وأنها ستبلغ والدتها
تحدثت رشا بغضب : أيه اللي جابك هنا تاني ...يلا أمشي من هنا ومتجيش هنا تاني
فؤاد بتوسل : الله يخليكي يابنتي خليني أكلم والدتك ...بنتي هتضيع مني لو البلاغ مش أتسحب
ردت رشا بغل: متضيع ولا تروح في داهية أحنا مالنا
أنصدم فؤاد من الكراهية المنبعثة من صوتها وملامح وجهها : أنت أزاي تقولي كده على زهرة ...ده أنتو كنتو أكتر من الاخوات
الحقد عمى قلبها ...فقالت بصياح : كنا فعل ماضي ودلوقتي خلاص بح ...وأمشي من هنا بالذوق بدل مانادي الامن يطلعك بالعافية ..
لمعت عينيه بالدموع : حسبي الله ونعم الوكيل ...
رشا بزعيق : أنت بتحسبن عليا ...ياراجل ياخرفان ...أمشي من هنا ومش عايزين نشوف وشك هنا تاني
أنصرف فؤاد مطأطىء الرأس ودموع تنهمر من عينيه قهرا وحزنا على أبنته الوحيدة...رن هاتفه
رد بألم : نعم يأستاذ
تحدث قابيل بهدوء : أنا عرفت أخد ليك أذن من الظابط تشوف زهرة ...أنت ممكن تشوفها دلوقتي ...عملت أيه مع الست هانم
رد فؤاد بألم : بنتها طردتني ...بنتي خلاص ضاعت كده يأستاذ
رد قابيل بلهجة غير واثقة : مش هيحصل ولو لا أقدر الله أخدت حكم هخليه مخفف..
أغلق فؤاد الهاتف عندما أنتهى من الكلام مع قابيل ...أنهمرت دموعه بصمت دون توقف
خرجت أبتسام على صوت أبنتها العالي...قالت بسؤال : كنتي بتزعقي مع مين يارشا
رشا حاولت السيطرة على أنفعالها ...قائلة بهدوء: الراجل أبو زهرة جاه تاني يتحايل عشان تسحبي البلاغ عن بنته الحرامية
تحدثت ابتسام : ومين قالك تتصرفي كده من نفسك
ردت رشا بحدة : يعني انتي كنتي عايزني أدخله ليكي
أبتسام بضيق من ردود أبنتها : أتكلمي كويس يارشا ...وأه كنت عايزكي تدخليه عشان هسحب البلاغ اللي قدمته
رشا بتوسل : ارجوكي ياماما ...بلاش تتنازلي عن المحضر
ابتسام نظرت لها بتمعن : وبعدين معاكي يارشا ..أنا هسحب البلاغ
رشا بغل : أزاي هتسحبي البلاغ ...دي واحدة حرامية ولزم تتسجن
هتفت أبتسام بغضب : عشان أنا عرفت الحقيقية
رشا بلجلجلة : عرفتي أيه
نظرة الى أبنتها بقسوة : هيام صاحبتك لسه قافلة معايا دلوقتي وقالتلي على كل اللي عملتيه
هتفت بانفعال : ياجزمة ...ده أنا حلفتك
قالت ابتسام بغضب : دي الجزمة أنتي ...أصل أنا معرفتش أربي ...ليه يارشا عملتي كده مع صحبتك ...ليه تسرقي وتحطي اللي سرقتيه في شنطته
هتفت رشا بحقد دفن لعدة سنوات : عشان هي مش أحلى ولا أذكى مني ...مش تدخل طب وانا مش هعرف أدخل حاجة ...مش تتجوز دكتور وأنا لا ..رددت بانفعال ...هي مش أحسن مني ....مش أحسن مني
انصدمت ابتسام من ابنتها ...هزت رأسها برفض : أنتي يارشا...أزاي أنا مش حسيت بكرهك ليها ...أنتي أزاي قدرتي تخبي عني كل ده ...اه من صدمتي فيكي يابنتي ...ثم هتفت فيها بصياح ...أدخلى على أوضتك ومش عايزه أشوفك قصادي ...والبلاغ هسحبها يارشا ...
تغيرت ملامح رشا من الغل الى التوسل : عشان خاطري ياماما
هتفت ابتسام : على أوضتك يارشا ...بدل مااقول لأبوكي وأخوكي على اللي عملتيه في بنت بريئة
_ بس ياماما
_ أقفلي بؤك ده وأدخلى على أوضتك ومشوفش وشك قصادي خالص
___
طوال الطريق الى القسم ...شعر فؤاد بنغز حاد داخل قلبه...
في داخل الغرفة ...عندما دلفت زهرة ..ورأت والدها ألقت نفسها بين أحضانه
نظرة له بدموع : خرجني من هنا يابابا ...أنا تعبانة أوي ...أنهمرت دموعها بدون توقف ...بادلها فؤاد بنظرة قهر ويأس ...فتلمع عينيه بالدموع : متعطيش يازهرتي ...أنا هخرجك من هنا
مسحت زهرة دموعها بكم يديها قائلة : بجد يابابا ...هتخرجني من هنا ...
فؤاد بابتسامة ولكن حزينة : طبعا هتخرجي ...الالم تمكن منه ...حاول رسم ملامح هادئة على وجهه ...حاول بصعوبة الوقوف بثبات ...وفي لحظة خر فؤاد ساقطا على الأرض
نظرت لوقوعه بصدمة ...والدها هذا الراجل الشامخ ...سقط واقعا أمام عينيها بدون تحذير ...بدون أنذار..
نهض الظابط من مكانه مسرعا ...جلس على الارض وقام بجس نبضه ...عندما لم يجد نبض هتف في الشاويش ...بلغ الاسعاف ...الراجل باين عليه بيطلع في الروح ...
زهرة تسمرت في مكانها ..قدميها أصابها الشلل ...لم تقدر على التحرك ولكن عند سماع كلام الظابط دخلت في نكران ماتسمع...جلست على الأرض وأبتسمت بألم : عارفه أنك بتمثل عليا النوم ...عشان أغنيلك صح ...تقوم بالغناء له
امورتى الحلوة بقت طمعة بقت طعمة ولها سحر جديد
لــــــها خـــفة روح لــــما بتـــضحك بـــتروح لبعيد...دموعها أخذت في الانيهار مع كلمه تغنيها لوالدها
معذورة يا ناس لو خبيتها م العـــــيد للعيد
لو شفتوا جمالها حتحتاروا .... تحتاروا تحتاروا......ضحكت زهرة بدموع قائلة : كل ده عشان صوتي حلو ...تخليني أغنيلك كل شوية
سمعت ضحكت والدها قائلا : ومين قال أن صوتك حلو أصلا ....ههههه ...صوتك أجدع من أي منبه ...من كتر ماهو مزعج بيصحيني من عز نومي
نغزته بأبهامها في صدره متصنعة زعل : ونعم الابوة ياعم الحج ...أنا صوتي مزعج بردو
قال بابتسامة : صوتك مزعج بس على قلبي زي العسل وفعال بيصحيني علطول
تمتم الظابط : لا حول ولا قوة الا بالله ...بنته بتكلم نفسها
في نفس اليوم ...ابتسام تنازلت عن المحضر ...وخرجت زهرة من القسم في سرعة قياسية حتى تستطيع حضور جنازة والدها ...
حضر أحمد العزاء ...
أخفض رأسه قائلا بخفوت : البقاء لله
رفعت رأسها عندما ميزت صوته ...تحدثت العيون في صمت ...كنت فين الفترة اللي فاتت ...مسألتش عليا ليه ولا مرة ...كانت تشعر بالألم ...لسانها غير قادر على الرد وأكتفت بهزة رأسها ..
أتجه أحمد الى والدتها وقام بتعزيتها ...وأنصرف مباشرة لم ينتظر ...
زهرة لم تبكي وظلت صامدة من أجل والداتها التي أنهارت واقعة على الارض في يوم العزاء وعندما كشف الدكتور عليها قال راحة تامة ...الحزن غير مسموح لها ...البكاء ممنوع ..والدتها تحتاجها ...فأذا ذهبت والدتها ستصبح وحيدة تماما ...
ظلت شهرين ترعى أمها ...تحاول مواساتها والتخفيف من ألم فقدان زوجها ...هدى كانت تبكي ليل نهار ...وتناست أن أبنتها تحتاج من يخفف عنها الألم هي الأخرى ...
أحمد أنقطعت أخباره ...لم ترها منذ العزاء لم تسمع صوته ...كل يوم يمر ..كانت تنتظر مكالمته لها ...كانت تحتاج تواجده بالقرب منها ...كانت تحتاجه بشدة...تحتاج سماع صوته ليخفف عنها ألمها...عذرته بينها وبين نفسها ...بررت له العديد من الأعذار تبرر أختفائه من يوم حادثة السرقة ...رافضة مايخبرها أيها عقلها ...فقلبها الاخضر غير قادر على تحمل صدمات أخرى ...
أشتاقت زهرة الى والدها...ذهبت ألى غرفتها ...وأخرجت من دولابها الفستان الذي قام بشرائه لها ...تلمست قماش الفستان بخفة زينت شفتيها أبتسامة خفيفة عندما رجعت بذكراتها الى هذا اليوم ...أرتدت الفستان ...ثم وقفت أمام المرأة تتأمل نفسها بحزن شعرها البني الحريري الذي يتخللها شعيرات ذهبية اللون ...وعيونها الزرقاء ...محدثة نفسها أن جمالها هو السبب فيما جدث لها ....فهي لو لم تكن جميلة ...لم تكن ستلفت أنتباه أحمد وتتعلق بيه وتحبه وبالتالي لن تكون السبب في غيرة رشا ...وبالتالي لن تكون السبب في موت والدها....بعد مرور أيام بعد وفات والدها ...هيام جاءت لها ...طالبه منها أن تسامحها لأنها ظلت صامتة ولم تقول الحقيقة بسرعة عندما عرفت ...وهي شاردة ...رن هاتفها وعندما أمسكتها وجدت رقم غريب ...
قالت زهرة : نعم ...مين معايا
سمعت صوت ليس غريب ..ضحكات ساخرة شامتة : مش هتباركي ليا ...خطوبتي على أحمد النهاردة
هتفت زهرة : أنتي كدابة ...كداااابة
تحدثت رشا بسخرية : طبعا مش مصدقة نفسك من الفرحة ...الخطوبة عملاها في قاعة الحرملك ...ثم أغلقت الهاتف
نظرة زهرة بصدمة للهاتف ...غير مصدقة نفسها .. ...دموع الغضب لمعت في عينيها...نزعت الشال الموجود بجوارها ...خرجت من بيتها مسرعة لتتأكد من كذب رشا كما أعتقدت...
لم تعي زهرة كيف وصلت الى الفندق ...دلفت ناحية القاعة ...رأت صورة كبيرة الحجم تجمع كلايهما بين أحضان بعض ...طفرت الدموع من عينيها وهي تقرأ الكلام المكتوب ....عبرت باب القاعة المزيين على كلا الجانبين بالورود الحمراء والبيضاء...تسمرت مكانها عند رؤيته ...رؤية كلاهما يرقصان على أغنية هادئة ...رأت ابتسامته لها ...من تسببت في حبسها...وموت والدها
خرجت من القاعة مهرولة بسرعة...مصدومة...تائهة لدرجة أن الشال أنزلق من فوق كتفيها...أخذت تجري وتجري تكاد لا ترى أمامها...ظهرت أمامها فجأة سيارة ...تسقط فاقدة الوعي ...لتستيقظ بعد فترة في منطقة نائية ملابسها ممزقه ...نهضت بصعوبة من على الأرض وعندما نظرت الى أسفل قدميها أتسعت عينيها برعب ...أنفرج فمها عن صرخة عاتية ...مزقت سكون الليل ...
...مات حلمها في الفستان الأبيض والطرحة ...أنتهت حياة زهرة الطفلة البريئة التى تجاوزت السادسة عشر بأيام قليلة ..لتصبح بعد ذلك اليوم زهرة القبيحة ....
__
فاقت زهرة من ماضيها المؤلم على صوت كاترينا...زفرت بحدة ثم أخذت نفس عميق والتفتت ناظرة الى كاترينا
هتفت كاترينا : أنتي يازهرة ...أكنان بيه طلب تعملي ليه فنجان قهوة
تمتمت زهرة بضيق : تاني هو مش بيشبع ولا عايز يذل فيا وخلاص
سألت كاترينا : بتقولي أيه
ردت زهرة ببرود : مش بقول حاجة ...دقايق والفنجان يكون عنده في الاوضة
أعدت زهرة فنجان القهوة بسرعة ...عندما أنتهت أتجهت الى غرفته ...طرقت على الباب وعندما لم يأذن لها بالدخول ...لم ترد الدخول ...رجعت الى المطبخ مرة أخرى ...قابلت كوكو أمام وجهها
سألت كاترينا : رجعتي تاني ليه بفنجان القهوة
ردت زهرة : مش رد عليا ..قولت يمكن مش موجود
كاترينا بحدة : هو موجود في الاوضة وهو اللي طلب مني ...مش رد عليكي ...تنفذي الاوامر وتحطي فنجان القهوة عنده
زهرة زفرت بحدة : حاضر
عندما دلفت زهرة ...رأت أكنان جالس على الكرسي مغمض العينين...ظلت واقفة في مكانها لعدة ثواني منتظره أمره لها بوضع فنجان القهوة ... الصمت طال وعينيه مازالت مغلقة ...أقتربت زهرة من الطاولة ووضعت عليها فنجان القهوة ..وأتجهت ناحية الباب للخروج ...لكنها توقفت في مكانها وألتفتت ناظرة لها ...متمته بخفوت: لو مشيت دلوقتي وصحي ...هيزعق ليا عشان القهوة بقت باردة وأنا مش حمل زعيق وحرق دم ...طب أًصحيه وقوله فنجان قهوته جاهز ...طب أصحيه أزاي ...فكرت بهزه في كتفه لكنها هزت رأسها بالرفض ...فهي تخشى لمسه...تذكرت والدها وطريقتها الخاصة في ايقاذه عن طريق الغناء ...طب أغنيله أيه ...ده أغنيله أيه... شردت زهرة متذكرة ابتسامة والدها وضاحكته المجلجلة عندما يستيقظ من نومه على هذه الاغنية وجدت نفسها تبتسم مردده بتلقائية : وجع قلبي واحب واموت وانا وقلبي مشعلقة فيه.. ضربني الحلو بالشلوت في راس قلبي وقال اخيه اخيه اخيه اخيه.. يا عيني اخيه.. يا روحي اخيه .. يا سيدي اخيه... وجع قلبي...
بناااااااااااام للصبح وبشخر عشان في النوم اشوف طيفه مفيش فايدة.... قالتلي امه أتبخر بعين عفريت ماسك سيفه ونار قايدة... بشبشبله ما بيفكر وغلبي يطول...
أخذت زهرة تبتسم وهي تغني ...غير مدركة لنظرات أكنان المتسعة بصدمة مايسمعها من تلوث سمعي في كل شيء من صوت نشاز وكلمات أنشز من صوتها
هتف أكنان بحدة : كفاااية ....بالرغم من هتافه ظلت تغني شاردة مع نفسها
وبكتبله بقلم باركر يرد يقول... أخيه اخيه اخيه... يا عيني أخيه.. يا روحي أخيه ... يا سيدي أخيه... وجع قلبي
قام من مكانه وأقترب منها وصاح في وجهها بغيظ : أيه كمية الاخيه دي كلها...طرشتي وداني
شهقت زهرة بخجل على فعلتها ...همست بلجلجة : أنا أسفة مكنتش أقصد ...أصلي أندمجت شوية
عبس بين حاجبيه : كل ده وأندمجتي شوية ...وقوليلي ايه اللي خلاكي تعملي كده
همست بأحراج : كنت عايزه أصحيك ...عشان اقولك جبت فنجان القهوة
هتف أكنان : هو أنا قولتلك تصحيني
هزت رأسها بالنفي : أنا خوفت لما تصحى تزعلقي لو لقيت فنجان القهوة بارد فقولت أصحيك
سأل أكنان بحدة : ومفيش غير الطريقة ...ده أنتي صوتك مزعج في الغنى بطريقة تجيب الصداع ...وأيه بقا اللي خلاكي تصحيني بالطريقة دي
تمتمت زهرة : أنا كنت متعودة مع بابا الله أصحيه بالطريقة دي ...أصله كان نومه تقيل...لمعت عينيها بالدموع وهي تتكلم
خفت حدة صوته : بعد كده لما تلاقيني نايم متقربيش ناحيتي ولا تسمعيني صوتك ده
هزت رأسها بالايجاب : حاضر
أشار لها أكنان بالانصراف وبمجرد خروجها ..أرتسمت على شفتيه أبتسامة طال كبتها ...مرددا ياعيني أخيه ياروحي ضرب قلبي...هز رأسه بعنف مدركا مانطق لسانه من كلمات ...قائلا أعقل ياأكنان
خلف الباب همست زهرة لنفسها بانفعال: أنتي هبلة ...أيه اللي خلاكي تغني ليه ...زمانه بيقول عليكي واحدة مجنونة ولسه خارجة من السرايا الصفرا ...هزت رأسها بعصبية ...لو قال كده هيبقا عنده حقه في كلامه
____
ضحك بابتسامة صفراء:ههههه اسيب مين... اقترب منها في خطوتين.. وصفعها على وجهها العديد من الصفعات المتتالية... ثم قام جذبها بعنف تجاه الفراش... حاولت المقاومة... لكنها استطاع بسهولة دفعها على الفراش ساقطة عليه بعنف.. امالت رأسها قليلا... فرأت سلسلة حديدية... تناولها فريد ناظرا لها بتلذذ..حاولت ضحى مقاومته فقام بربطها في الفراش بالسلسلة الحديدية وانهال عليها بالضرب... ناظرا لها بمتعة وهى تكاد تفقد الوعي..
قام نزع ملابسه ببط شديد ملتهما أيها بنظراته الشهوانية ...وهي لا حول لها ولا قوة ...وفجأة خر فريد كالشاه واقعا على الارض فاقد الوعي ...
أتسعت عينيها وهى ترى ناريمان تضربه على رأسه بماسورة حديدية ...
أقتربت منها ناريمان بسرعة ونزعت القيود الحديدية من يديها
ناريمان بهمس : قومي بسرعة ...
تمالكت ضحى جسدها بصعوبة ونهضت من على الفراش
ناولتها ناريمان ملابس : البسي دول بسرعة ...وتعالي عشان أهربك قبل مافريد يفوق
أرتدت ضحى الملابس بسرعة ..وهما في أتجاهم للخارج
سألت ضحى : وأنتي هتعملي أيه ...لو عرفو أنك اللي هربتيني
ناريمان ردت : ده لو عرفو مين اللي عمل كده ...
نظرة لها ضحى بامتنان : أنا مش عارفة من غيرك كان هيجرالي أيه...ماتيجي تهربي معايا
ردت ناريمان بحزن : أنا مليش مكان غير هنا ...
_____
بمجرد أنصراف عبد الفتاح ...
محسن قال بعطف : أنا هستأذن ...قبل أنصرافه
أنحنى محسن لألتقاط الهاتف من على الارض ...وقبل وضعه على الطاولة ...لفت أنتباهه ...رساله مكتوب من خارجها كلمة ألحقووونى...أنقبض قلبه ...فتح الهاتف بأصابع...قرأ المكتوب في الرسالة وكان نصها كالتالي ...الحقني يابابا
هتف محسن : ياحاج عبد الفتاح ...بنتك أتصلت
الموجودين في الداخل بمجرد سماعهم ماقال ...خرجو مسرعين
عبد القتاح وأمينة وحسام جميعهم في نفس واحد : فين
أشار محسن الى الهاتف الذي في يديه قائلا : بعتت رسالة
تحدث حسام بانفعال : انا هروح أقول للظابط بسرعة
محسن قال : وأنا هتصل بالبيه عندي
______
أحد الظباط التابعين للمنظمة ...بمجرد معرفته أنهم أستطاعو الوصول الى مكان االبيت المسجونة فيه ضحى ...قام الاتصال بمنير
نبيل في ركن بعيد عن القسم تحدث قائلا : الو يامنير بيه
منير بلهجة غليظة : خير يانبيل
رد نبيل بخفوت : مفيش خير خالص يامنير بيه ...البوليس عرف مكان ضحى وطلع أذن من النيابة بالهجوم على الفيلا
نهض من مكانه مفزوع : أنت بتقول أيه وأزاي ده حصل
نبيل قال : حد بعت برسالة وحاول يتصل بتليفون أبو البنت
بمجرد أغلاق الهاتف ..قام نبيل برن جرس موجود أسفل للحالات الطوارىء وهجمات رجال الشرطة على المكان...معلنا لجميع الموجودين بضرورة اخلاء المكان والانتقال الى المكان الاخر
خرج نبيل مسرعا من مكتبه وتفاجىء ...بضحى ومعاها ناريمان خارجين من الغرفة الحمراء متسللين ...هتف نبيل بغضب مناديا: برعي برعي
التفتت كلا ضحى وناريمان على صوت منير ..ناظرين له برعب
هتفت ناريمان: أهررربي ياضحى من الباب ده ...أنفدي بروحك
يتبع..
رواية زهرة ولكن دميمة البارت الرابع عشر بقلم سلمى محمد
بمجرد رؤيته لمحاولة هروبهم
هتف نبيل بغضب مناديا: برعي برعي
التفتت كلا ضحى وناريمان على صوت منير ..ناظرين له برعب
هتفت ناريمان: أهررربي ياضحى من الباب ده ...أنفدي بروحك
قامت ضحى بالعدو بأقصى سرعة...وعندما عبرت الباب... قام شخص ما بأمساكها...اخذت تقاوم محركة يديها وقدميها بعنف في محاولة عقيمة منها للأفلات...
اقتربت ناريمان وحاولت مساعدة ضحى... ضربت الراجل وعضت يديه الممسكه بضحى..أتى برعي وأمسك ناريمان هي الأخرى
تحدث منير بغضب :بقا انتي يابت ال__السبب أن البوليس عرف المكان... ده انتي هتشوفي إيام ملهاش ملامح... ثم أمر رجاله.... خدوهم على الوكر التاني بسرعة...
قام الرجلين بضرب ناريمان وضحى على رؤسهم حتى فقدو الوعي...
وبعد فترة استيقظت ضحى وناريمان... في مكان غريب... قبو فيلا في كل ركن فيها توجد كاميرا..
ضحى عندما فتحت عينيها هتفت بفزع : ايه اللي حصل
ناريمان باضطراب:منير لما شافني بهربك عرف أني السبب في كل اللي حصل
هتفت ضحى:حياتي إنتهت.. مش هرجع لأهلي مش هشوفهم تاني
فتح الباب فجأة... دخل منير وبرفقته أربع رجال... تحدث له أمرا :أربطوها وخلي التانية تقف تتفرج
ناريمان بتوسل:أبوس إيدك يامنير بلاش السلسلة...تهون عليك نونه حبيبتك...كانت تتحدث والرجال ممسكين بيها... قامو بربط كلا المعصمين بقيد حديدي... وربطو جسدها بسلسلة حديدية معلقة في السقف حتى أصبح جسدها معلق في الهواء كما في المعتقلات ... لم تتوقف ناريمان عن التوسل ثانية واحدة.. تسمرت ضحى في مكانها من شدة الرعب وهى ترى ما يحدث لها
عندما انتهو الرجال من تقيدها... اقترب منها منير ناظر لها بعيون حمراء غاضبة... رفع كف يده وانهال على وجهها بالصفعات المتتالية... بقا انتي السبب أن البوليس يعرف مكان الوكر بتاعي...
قالت ناريمان ببكاء :سامحني يامنير..
تحدث منير بلهجة مرعبة :ماأنا هتأكد من ده كويس
نظرت له بفزع :أنت هتعمل إيه فيا
ضحك منير بجلجلة:هتعرفي بعدين...
دلف شخص أخر من خلال الباب المفتوح... بمجرد رؤيته... هتفت ضحى :كمال
ترك منير ناريمان... عندما رأى كمال... تحدث له أمرا:خليها تمضي على الورقة زيها زي كل البنات اللي بيشتغلو عندي ياشادي
شادي بابتسامة قبيحة:حاضر يامنير...
رددت ضحى بذهول :كمال.. شادي .. أنت مين بالظبط
شادي بابتسامة صفراء : أسمي الحقيقي شادي وانا المحامي المسئول عن كل حاجة هنا...أنا اللي بعمل شرعية لعلاقة البنات اللي بيشتغلو هنا.... أنا اللي بظبط العلاقات مع البوليس
تحدث منير قاطعا كلام شادي:البت خليها تمضي على العقد بسرعة وبرضاها...ثم نظر إلى ناريمان بشر وانتي حسابك معايا عسير... إنتي لسه مشوفتيش حاجة خالص.... أشار بيديه الي رجاله بالوقوف في أماكنهم... وانصرف بعدها مباشرة....
اخرج شادي ورقة وقلم من الشنطة التي في يديه:أمضي هنا
ردت ضحى بخوف:أمضي على إيه
قال بابتسامة متلاعبة :على ورقة جوازك
هتفت ضحى بدون تفكير :وجوازي منك
رد بضحكة ساخرة: الجوازة كانت كلها نصب في نصب اسم مزور ومأذون مزور... أما الورقة دي مش مزورة... كل البنات اللي هنا متجوزين عرفي
...عشان لو بنت هربت او فكرت تتكلم عننا... نقدر نثبت بالورقة دي ان الموضوع برضاها ومش غصب قصاد الحكومة...ونبقا احنا ماشين في السليم...
ضحى بانفعال:انتو خاطفني قصاد الناس
رد بابتسامة صفراء :مفهاش اي مشكلة نحط حد من رجالتنا في الشارع ونقول ان كل ده تمثيليه مع الراجل اللي بتحبيه وعايزه تهربي معاه... الراجل اللي طلعتي متجوزاه عرفي
ضحى بلهجة قهر:أنت إزاي كده... إزاي في نفوس فيها كمية الشر ده... ازاي تقبل على نفسك تعمل كده في بنات الناس
رد شادي ببرود: ده شغل... بزسنس... تجارة زي أي تجارة
نظرت له بكره: هو شرف البنات عندك تجارة... ربنا ينتقم منك ومن أمثالك
تحدث شادي بهدوء: أيوه تجارة وتجارة مربحة اوي... ويلا أمضي
هزت رأسها بالرفض:لآ مش همضي على حاجة
نظر له بخبث:هنشوف هتمضي ولا مش هتمضي بعد اللي هيتعمل فيكي هتتحايل عليا عشان تمضي.... ثم أشار لأحد الرجال... طلعها الاوضة اللي فوق واقفل عليها ولما فريد يجي طلعه ليها... التفت لها قائلا غامز بأحدى حاجبيه.... مش عارف عملتيله ايه... الراجل هيتجنن عليكي...ثم قال للرجل.. وبعد مايخلص معاها.... نزلها هنا وأربطها جنب صاحبتها
جذبها الراجل بقسوة جرا ايها بالغصب خلفه
وبعد خروج ضحى...قال شادي :وانتي بقا يانونه... هتطلبي الموت بعد اللي هيتعمل معاكي...
___#بقلم_سلمى_محمد
في الفيلا عند بيسان وفي غرفة جدتها جيلان
بيسان بابتسامة :باركلي ياجوجو...
جيلان قالت بابتسامة:ايه الخير الحلو اللي مخلي وشك منور
عينيها لمعت بالسعادة وهي تقول: زاهر طلب أيدي للجواز
زمت جيلان شفتيها بضيق: زاهر ابن ناصر الحارس
ابتسامة بيسان زالت عند سماع رد جدتها: زاهر يبقا أيد أكنان اليمين في كل شغله... مش ابن الحارس ياجوجو
جيلان بعبوس :وأكنان ونجم رأيهم إيه في الجوازة دي
ردت بيسان :موافقين عليه مادام أنا موافقة
مطت جيلان شفتيها قائلة :خلاص مادام هما موافقين وانتي موافقة... رأيي ملهوش لزمة
بيسان وضعت قبلة فوق رأس جدتها قائلة بهدوء :طبعا رأيك فوق الكل ياجوجو.... أنتي عارفة ان زعلك ميهونش عليا... وأنتي كمان ميهونش عليكي تزعلني... أنا بحب زاهر أوي ومبسوطة وفرحتي هتكمل لما ترضي على الجوازة دي.... استعملت بيسان جميع حيلها من توسل ودموع
هتفت جيلان:افصلي صدعتي دماغي
بيسان اخفت ابتسامتها :نقول مبروك
ارتسمت على ثغر جيلان ملامح ابتسامة :مبروووك
أخذت بيسان جيلان بين احضانها وانهمرت عليها بالقبلات:كده فرحتي كملت خلاص.... سلاااام ياجوجو...
خرجت من الغرفة... عاقدة النيه على إبلاغ زاهر بتقديم ميعاد الفرح وعدم الانتظار... وهي في أعلى الدرج سمعت أصوات دربكة صادرة من الأسفل وصوت يشبه صوت زاهر...حدثت نفسها قائلة:معقولة زاهر تحت من غير مايقول... هو كان قايلي إنه هيروح الشركة....اقتربت من الدرج لتتأكد....اتسعت عينيها بالغضب وهي ترى روزا الخادمة بين أحضانه...
هبطت الدرج مسرعة.. روز ابتعدت مذعورة وهي ترى نظرات بيسان الغاضبة
تحدثت بيسان بانفعال:بتبعدي ليه... ماتكملو اللي كنتو بتعملوه... اعتبروني مش موجودة
سأل زاهر: مالك في ايه
ردت بغضب : هو لما اشوف روزا في حضنك شيء عادي
ضحك زاهر على سوء الفهم... أشار إلى روزا بالانصراف:مين دي اللي كانت في حضني... إنتي فهمتي غلط...روزا كانت شايلة الصينية وانا داخل خبطت فيا من غير قصد والعصير وقع على بدلتي وهي من خضتها حاولت تمسح البدلة بالمريلة بتاعتها
وانتي شوفتي المنظر من فوق انها كانت في حضني مع ان دي مش الحقيقة
بيسان برفض:أنت فاكرني عيلة عشان تضحك عليا بالكلمتين دول
أشار زاهر على الزجاج المكسور على الأرض قائلا :والازاز المكسور ده مش حقيقي.... اهدي يابيسان ومفيش حاجة اصلا حصلت تستاهل الغيرة اللي ملهاش لزمة
هتفت بيسان : مش هتعرف تضحك عليا بردو... أنا شايفها في حضنك
زاهر بهدوء :شيلي الأوهام من دماغك ومين روزا دي اللي ابص ليها... مفيش غيرك انتي اللي في قلبي
بيسان بغيرة :لا بردو مش مصدقاك
حاول زاهر اقناعها بسوء فهمها للمنظر الذي شاهدته... لكنها استمرت على عنادها وإصرارها على عدم الثقة في كلامه... زاهر فقد اعصابها فهتف قائلا :خلاص يابيسان انتي حرة ومادام مش واثقة فيا واحنا لسه في إلاول... يبقا بلاها...اعطها ظهره وخطى ناحية الخارج...
بيسان شاهدت انصرافه في صمت لعدة ثواتي... شعرت إنها ستفقده... جرت باتجاهه مسرعة
بيسان بهتاف:زاهر
التفت لها زاهر ببطء :نعم يابيسان
بيسان بنبرة اعتذار: أنا أسفة...غصب عني يازاهر... أنا بغير عليك أوي
رد زاهر :وانا كمان بغير عليكي... بس لزم يبقا في ثقة بينا احنا الاتنين... من غير ثقة العلاقة اللي بينا ممكن تدمر بالرغم من الحب الكبير بينا
كررت بيسان اعتذارها:سماح المرة دي وححاول اتحكم في غيرتي شوية..
_تتحكمي في غيرتك شوية
_ ايوه شوية.. مش هقدر اوعدك اوي إني مش هغير خالص بس ححاول... لسه زعلان مني
عندما رأى تعبيرات وجهها الطفولية وطريقتها في الكلام... ابتسم بخفة: مش زعلان
_مادام مش زعلان... يبقا اقولك الكلام اللي كانت عايزاك فيه
زاهر بتساؤل:كنتي عايزه تقوليلي ايه
قالت بيسان بفضول :قبل مااتكلم... قولي الأول كنت جاي ليه
رد زاهر بهدوء :كنت عايز ملف أكنان عايزه من المكتب هنا بتاع الصفقة الجديدة
سألت بيسان :ملف إيه
_ملف المنتجع السياحي بتاع الشركة اليابانية
_هي لسه المناقصة مش رست على الشركة بتاعتنا
هز زاهر رأسه بالرفض:لسه... فيها شوية مشاكل ومتصدر في الصفقة شهاب منافس لينا... عرفتي انا كنت جاي ليه...قوليلي كنتي عايزه تقوليلي إيه
قالت بتردد خجول :كنت عايزه اخد رأيك اننا نخلي الفرح علطول من غير خطوبة.. هااا أيه رأيك
زاهر بابتسامة خفيفة : قولي بقا إنك مستعجلة ومش قادرة تبعدي عني
نغزته بأبهامها في صدره بضيق: بلاش تغظني...
كتم ضحكته: فين الخجل اللي كان على وشك مرة واحدة تتحولي... الله يكون في عوني
نظرت له بضيق :وبعدين معاك
رد زاهر بابتسامة :ولا قابلين طبعا موافق... نتجوز النهاردة قبل بكرا...هاتي حضن عشان نوثق بيه الكلام
بيسان بابتسامة :حضن مرة واحدة....أيه رأيك في بوسة
اتسعت عينيه بالفرحة.. قال سريعا :طبعا موافق
لمعت عينيها بابتسامة ماكرة:ممكن ترجع للورا شوية
نظر لها بدهشة :بوسة ايه اللي الواحد هيبعد فيها
قالت بيسان بإصرار :ابعد بس
رد زاهر باستسلام :حاضر....ابتعد عدة خطوات
بيسان بضحك :افتح ايديك يلا... طبعت قبلة على باطن يديها... افتح ايديك عشان تستلم البوسة... وقامت بالنفخ في باطن يديها.. هوووف
اتسعت عينيه بالابتسامة:هي البوسة عندك في القاموس بتاعك كده... أنا مستعد اوريكي البوسة في قاموسي عاملة إزاي
بيسان بضحك :هههه ده اخرك معايا... ويلا سلااااام عشان متتأخرش... و هرولت من أمامها صاعده الدرج
حدث نفسه بابتسامه : لسه طفلة من جواها متغيرتش
باينلي هتعب معاكي....
كريم تحكم في اعصابه بصعوبة وهو جالس في غرفة مدير الأمن حدث نفسه بغضب :أزاي قدرو يهربو والتحرك قوة البوليس كان في سرية تامة... وبسبب نفوذه الواسعة لجأ إلى مدير الأمن
..وفي الغرفة كان يوجد العديد من الرتب مابين ظابط إلى لواء
مدير الأمن بصياح:أزاي تروحو تلاقو المكان فاضي
اللواء بتوتر: أصل أصل حضرتك... المنظمة عرفت ان في قوة من الشرطة هتجم عليه
تحدث مدير الآمن بغضب: أنا عايز اللي بلغهم خلال ساعة قصادي... مفهوم كلامي... لو مجاش اعتبرو نفسكم الرتب بتاعتكم اتشالت ده غير السجن...
لمعت حبيبات العرق فوق جبين اللواء :حاضر وفي خلال أقل من ساعة الشخص الخاين هيكون في مكتب حضرتك... أنهى كلامه ثم قام بتأدية السلام العسكري وانصرف وخلفه باقي الظباط...
خارج المكتب
هتف اللواء :سمعتو الكلام اللي اتقال جوا...تجيبو الشخص اللي بينقل الاخبار حالا
الجميع في نفس واحد :حاضر يافندم
______#بقلم_سلمى_محمد
في الشركة
أكنان شرد تفكيره في زهرة... ومشاعره المتناقضة تجاهها.... عندما رأها أول شعر بمشاعر لم يستطع تحديد ماهيتها... لكن الآن أصبح يريد رؤيتها باستمرار...تحجج اليوم بفنجان القهوة حتى يراها...بالرغم من عدم جمالها إلا إنها استطاعت كسر البرودة الساكنة بداخله...
تعالت الطرقات على الباب... اذن أكنان الطارق بالدخول
قال زاهر بمجرد دخوله : اتفضل ملف المنتجع السياحي
سأل أكنان :أخبار شركة شهاب إيه
تردد زاهر قليلا في الإجابة :شهاب خطب دينا
تحدث أكنان بلامبلاة :مبرووك ليهم هما الاتنين... ليقين على بعض اوي... المهم عندي دلوقتي المناقصة
رد زاهر بهدوء :مالك الشركة بيماطل في كلمته النهائية...المنتجع قايم على فكرة الفيلات العائلية... وكان كلامه في بعض المناسبات ان الشركة اللي هيتفق معاها لزم يكون مالكها بيقدر العلاقات الأسرية... وباين على شهاب بيلعب على الجزئية دي... وأنت ممكن تخسر الصفقة بسبب كده
ضرب أكنان على سطح المكتب بعنف: ده تفكير عقيم.. ازاي عقلية زي عقلية أيلون يفكر بالطريقة القديمة دي
رد زاهر بهدوء:أنت عارف الكلام ده من زمان
قال أكنان بغضب:أه عارف.. بس متخيلتش انه يسيب عرض شركتي اللي مفيش زيه... عشان شوية معتقدات شخصية بالية
تحدث زاهر : معتقدات أيلون الشخصية ممكن تخسرنا مشروع المنتجع العائلي السياحي...حاول تلاقي حل ياأكنان
رد أكنان بغضب:أروح اخطب ولا اتجوز زي ماعمل شهاب
قال زاهر :وفيها أيه لما تخطب
تحدث أكنان بانفعال:مستحيل أعمل كده بعد اللي حصل زمان
رد زاهر بهدوء:الموضوع ده فات بقاله سينين... وهي سافرت واختفت نهائيآ بعد مع نجم طلقها لما اكتشف كذبها وحقيقتها... وكويس إنك مش اتجوزتها وبان طمعها... إنسها وأنسى اللي حصل زمان
تحدث أكنان بلهجة متألمة بسبب الذكريات: لو نسيت... الكوابيس تجيلي وتفكرني... بكل اللي حصل زمان... أنسى إيه ولا أيه... أنسى انها سابتني وراحت اتجوزت ابويا عشان الفلوس مكنتش تعرف إني الشريك الرئيسي وان الشركة في الأساس ملك أمي... أنسى انها السبب في الفراق بيني وبين نجم وأني اطرد من بيت العايلة...هتف بعنف مختتم كلامه... أنا مستحيل أخطب ولا اتجوز
حرك زاهر يديه في الهواء بيأس:اللي يريحك... مش هتكلم تاني في الموضوع ده
قال أكنان ببرود : ياريت ماتفتحش سيرة الكلام ده تاني
رد زاهر :حاضر... ثم خرج من المكتب وأغلق الباب خلفه
تاركا أكنان مع ذكرياته الكئيبة بخصوص ديمه أول حب في حياته وخيانتها لحبه بالزواج من والده
استغلت زهرة وقت الراحة لدى الموظفين وانصرفت مسرعة... حتى تستطيع الوصول إلى المنزل لتلبية احتياجات والدتها المريضة والرجوع في وقت العمل... بمجرد وصولها... رأت سيارات الشرطة.. انقبض قلبها بعنف... في كل خطوة تخطوها بالقرب من المنزل... عندما رأت بعض رجال الشرطة وافقين أمام مدخل البيت... دقات قلبها تزايدت بعنف... حاولت الدخول... لكن تم منعها
الظابط :ممنوع الدخول
زهرة بخوف:انا ساكنة هنا وماما
أشار لها الظابط بالدخول... دلفت زهرة مسرعة للاطمئنان على والداتها...
هتفت زهرة بفزع :ماما ماااما
اتها صوت والداتها من داخل غرفتها
دخلت إلى الغرفة مسرعة
سألت بقلق :أنتي كويسة ياماما
أجابت هدى بنبرة متألمة حزينة:أه كويسة
خفت نبرة الخوف في صوتها:أومال البوليس واقف برا ليه؟ ... هو حصل ايه؟
ردت هدى بحزن:ضحى انخطفت من جوا شقتها
نظرت لها بصدمة غير مصدقة :أزاي... ازاي ياماما تتخطف من جوا شقتها
ضربت هدى كف على كف : هو ده اللي حصل... أمينه كانت قعدة معايا لما سمعت صوت ضحى بتصرخ.. طلعت لقيتها متشالة على كتف رجل ومعاه اكتر من واحد وحطوها جوا عربية كانت واقفة قصاد البيت ... خطفوها قصاد الكل وفضلو يضربو نار في الهوا ولا حد قدر يقرب منهم
زهرة تحدثت بألم :كل ده حصل معاكي ياضحى...انا طالعه ليهم فوق ياماما اطمن... واشوف عرفو يوصلو ل ضحى ولا لسه...
هتفت هدى : لو عرفتي اي حاجة بخصوص ضحى انزلي طمنيني
ردت زهرة :حاضر ياماما
أتى الليل ومازالت زهرة جالسة مع أم ضحى تتابع أخر التطورات
عندما رجع أكنان إلى المنزل وسأل عن زهرة وعلم إنها لم تأتي حتى الآن... تملكه غضب شديد...ركب سيارته بدون تفكير وأمر السائق بالوصول إلى العنوان الذي أخذه من مسئول الأمن لديه
عندما وصل إلى العنوان وجد العديد من سيارات الشرطة... شعر بخوف غير مبرر... وعندما عرف سائقه عن هوية أكنان... سمح للسيارة بالدخول مباشرة... توقف السائق أمام البيت.. خرج أكنان من السيارة... نظر باشمئزاز الي البيت من الخارج...وعندما خطى إلى الداخل.. رأى زهرة تهبط السلالم مسرعة... تدخل الشقة التى على يمين السلم وهي تهتف :عرفو المكان التاني ياماما اللي نقلو ضحى فيه...
بدون استئذان دلف أكنان داخل الشقة...سمع زهرة تقول :أدعيلها ياماما انها ترجع
هدى بدعاء:يارب يازهرة... المرة دي يلاقوها قبل مايهربو تاني
ظل أكنان في مكانه ونظر الي كل ركن في الشقة بضيق.. محدثا نفسه : ايه اللي خلاك تيجي بنفسك ليها... كنت ممكن تبعت أي حد غيرك...شعر أكنان بشيء ممسك بقدميه... أحنى رأسه فرأى قطة تحاول غرز مخالبها في قدميه... قام بدفعها بخفة لتبتعد عنه... أخذت ماشا تمؤ بصوت عالي وهي مصرة على الدفاع عن منطقتها من تطفل هذا الغريب
سمعت زهرة صوت مواء ماشا العالي
_ هطلع اشوف ماشا بتصوت ليه
_أطلعي سكتيها مش ناقصة صداع
بمجرد خروجها... اتسعت عينيها بصدمة... فقامت بفرك عينيها بأصابع يديها بشدة... محدثه نفسها :معقوله اللي شوفته دلوقتي... ثم قامت بفتح عينيها لتتأكد إنها كانت تحلم
... لكنها لم تكن تحلم فهو واقف أمامها بشحمه ولحمه... وماشا تحاول عضه... وعندما رأت نظراته الغاضبة إلى ماشا خافت عليها...تحركت مسرعة ورفعت ماشا المصممة على عدم ترك أسفل بنطلونه.. جذبتها بشدة أكثر.. سمعت زهرة صوت تمزق... نظرت إلى ماشا بصدمة وفي فمها جزء من قماش بنطلونه...
رفعت عينيها برعب له... بادلها هي وقطتها بنظرة غاضبة...
تسمرت في مكانها... انعقد لسانها من الخوف
هتف أكنان بغضب :أنتي عارفة البنطلون اللي قطتك المتوحشة قطعتها...بنطلون سينيه
عندما سمعت اهانت ماشا ووصفها بالمتوحشة تناست زهرة خوفه... قالت بغضب:أسمها ماشا... ماااشا... ماشا طيبة وعمرها ماكانت عدوانية مع حد إلا معاك أنت
تحدث أكنان بقسوة: خلي قطتك تسدد تمن البنطلون بقا
ردت زهرة بعزة نفس : اخصم تمنه من مرتبي
ضحك أكنان بسخرية :قبل ماتقولي اخصمه من مرتبي... أعرفي تمنه كام
سألت زهرة :هيكون تمنه كام
قال أكنان بابتسامة ساخرة : تمنه ميجيش مرتبك لمدة سنة عندي... لسه بردو مصممة تدفعه تمني
ردت زهرة : طبعا هدفع تمنه... بس تخصم من كل شهر جزء من مرتبي
تحدث أكنان بثبات:وانا موافق
قبل أن تنطق زهرة... سمعت صوت والدتها تنادي عليها بصوت متألم... تركته ودخلت إلى أمها
_مالك ياماما
_ ناوليني دوا القلب بسرعة
أحضرت دوا القلب من فوق الكمودينو... وامسكت الابريق وصبت كأس من الماء... وناولت امها الدواء والماء... وبعد أن وضعت الحبة داخل فمها...وقبل ارتشاف الماء..سقطت رأسها فوق المخدة ووقع كوب الماء المسكة بيه على الأرض محدثه دوي عالي...
صرخت زهرة :مااااما
دلف أكنان بقلق إلى الداخل :مالك يازهرة
زهرة برعب :ماما اول ما خدت دوا اغمى عليها
أكنان بدون كلام... اقترب من السرير.. جس نبضها وجده ضعيف.... صب من الابريق الذي بجواره القليل من الماء على كف يده ونثره على وجهها... ثم ربت بخفة على وجنتيها وعندما لم يجد أدنى استجابة.... قام بحملها على ذراعيه
هتفت زهرة:أنت هتعمل إيه
رد أكنان :هنقلها المستشفى... لو اتصلت بالدكتور هياخد وقت... يلا بينا
تحركت زهرة خلف أكنان ... قبل خروجها وجدت ماشا ملتصقة حول قدميها لا تريد تركها... فقامت بحملها وخرجت مسرعة...فتح أكنان الباب الخلفي ووضعها براحة...دلفت زهرة بجوار والدتها... ركب أكنان بجوار السائق...
أكنان بلهجة أمره:إطلع بسرعة على المستشفى
وقفت سيارة أكنان أمام بوابة المستشفى... رأت زهرة من خلف الزجاج .. استعداد طقم طبي مخصوص لأستقبالهم... فتحت ممرضة باب السيارة وتم نقل والدتها على سرير مخصوص... انطلقت زهرة خلف والداتها وهي غير مدركة انها لازالت تحمل ماشا بين أحضانه...
هتف الطبيب عند رؤيته القطة :ممنوع القطط هنا
أشار أكنان بصمت لأحد الممرضين بأخد القطة من زهرة
نظرت زهرة للمرض برعب...
تحدث لها أكنان برقة:خليه ياخده... هتكون في امان معاه
تركت زهرة ماشا بصعوبة... فهي كانت تستمد منها بعض الطمأنينه والراحة النفسية... عندما نزع ماشا منها وابتعد... انهمرت الدموع من عينيها بدون مقدمات ...
أقترب أكنان منها... قائلا بلهجة حنونة :متخافيش يازهرة... مامتك هتقوم ليكي بالسلامة وازمة وهتعدي
زهرة بدموع :انا مليش غيرها... مش عايزها تسيبني زي بابا
اخرج أكنان منديل.... مسح بحنية الدموع المنسابة على وجنتيها... تحدث برقة :أنا هفضل معاكي لحد ماالدكتور يقولك انها بقت كويسة
تم القبض على نبيل... ولما تم استجوابه أعترف على مكان الوكر الثاني... هذه المرة انطلقت قوة الشرطة في سرية تامة... وكان خلفهم بالسيارة مباشرة كريم .. يريد الاطمئنان عليها والتأكد أنها لازالت بخير....
في داخل الفيلا...
منير أخذ يعذب في ناريمان.. أشار إلى أحد الرجال... باعطائه السيخ الحديدي الموضوع على النار...
ناريمان بصوت مبحوح متألم:كفاااية يامنير....ابوس ايدك كفاية
منير بضحكة شريرة:أنا هشوهك وهخليكي عبرة لأي واحدة تحاول تخون منير... وضع السيخ المشتعل... على جسدها العاري...
صرخت ناريمان بدون... حتى فقدت الوعي... هتف منير... صحوها
سكب أحد الرجال جردل من الماء البارد فوق رأسها.. شهقت ناريمان بعنف.. ثم تأوهت... أااااه
تحدث منير بقسوة:أنا هشوهك يانونه
وفي داخل الغرفة المسجونة بيها ضحى... جلست على الأرض.... جسدها لم يتوقف للحظة واحدة عن الارتعاش...أخذت ضحى تدعي في صمت بأن تموت... ولا تفقد شرفها... سمعت أصوات ضحكات مجلجلة أتية من خلف الباب... وصوت يقول :بعد ماتخلص تبقا تنادينا نقوم احنا كمان بالواجب...
نظرت ضحى برعب إلى تحرك مقبض الباب ببطء... و الضحكات والنكات البذيئة تعلو وتعلو... لدرجة أنها وضعت يديها على كلتا أذنيها... ضغطت بعنف واخدت تصرخ بهسترية
يتبع..
رواية زهرة ولكن دميمة البارت الخامس عشر بقلم سلمى محمد
نظرت ضحى برعب الى تحرك مقبض الباب ببطء...سمعت الضحكات والنكات البذيئة تعلو وتعلو...لدرجة أنها وضعت يديها على كلتا أذنيها...ضغطت بعنف وأخذت تصرخ بهسترية...
وفي نفس الوقت ...داهمت قوات الشرطة المكان ...لم تسمع ضحى أصوات الطلقات النارية بسبب صراخها الهستيري...أقتحمت بعض أفراد الشرطة الغرفة المتواجدة فيها ضحى
هتف أحد الظباط : لقيتها
وفي ثواني أزدحمت الغرفة بالكثير من أفراد الشرطة وكان من ضمنهم كريم وبمجرد رؤيتها تصرخ بشدة مغمضة العينين ويديها تحيط بوجهها ...أنقبض قلبه...تحرك أليها بطريقة الية ...جذبها لتقف ...أحطها بكلتا ذراعيه لكي لا تقع هامسا بصوت رقيق : أهدي ...أنتي بقيتي في أمان
أخترق صوت ما عقلها المغيب ...صوت جعلها تشعر بالأمان ...توقف صراخها ...فتحت عينيها ببطء...دارت برأسها ...رأت الغرفة مليئة بأفراد الشرطة ...
تحررت من الشخص الممسك بيها ودون النظر همست بخفوت : شكرا ...
رد كريم بثبات محاولا التحكم في مشاعره :العفو
هتف الظابط : تعالى ياضحى عشان نرجعك لأهلك
تذكرت ضحى ناريمان وتعذيبها في غرفة اسفل الفيلا ...قالت ضحى : ناريمان
سأل الظابط : مين ناريمان
ردت ضحى بألم : البنت اللي حاولت تهربني أول مرة ...هي بنت شعرها أحمر وجسمها صغير
تحدث الظابط بلهجة ثابتة :أحنا قبضنا على كل الموجودين في الفيلا ومفيش واحدة فيهم بالشكل ده
قالت ضحى بأصرار:عشان العصابة حبسها في أوضة تحت الارض...
ردد الظابط بثبات: وأنا بقولك مفيش حد....أحنا فتشنا كل ركن في الفيلا
ضحى بتوسل : أنا كنت معاها وعارفة المكان كويس ...ممكن تيجي معايا
الظابط برفض :بقولك مفيش حد ..ويلا أمشي معانا
صاح كريم : أنا بنفسي هروح أشوفها... لو طلعت البنت موجودة زي مابتقول ومشيتو وسابتوها ...أنا هخليك متقعدش يوم واحد في شغلك
الظابط رد بلهجة متوترة : خلاص أحنا هنروح نشوف الاوضة اللي بتقول عليها
نظرت ضحى بأمتنان الى كريم ..
خرج الجميع من الغرفة وخلفهم ضحى ....وصلت ضحى الى المكان المنشود وأشارت بيديها الى المكان ...وتم أخراج ناريمان محمولة على يدين أحد الظباط ...
عندما رأت ضحى منظرها المشوه والدماء تنزف منها شهقت برعب ...جرت تجاهها ...ناريمان ...ناريمااان ...أفتحي عينيكى
سألت الظابط بخوف: هي هي عايشة
هز رأسه بالايجاب : أيوه
ظل كريم متابع صامت ..فضحى لم تعي وجوده نهايئا وعندما أطمئن على سلامتها ...تحرك مبتعدا ...
في الخارج ...ركب الجميع السيارات ...صممت ضحى أن تركب بجوار ناريمان ...دموعها أخذت في الانهيار وهي ترى أثار العذاب على وجهها وعلى جسدها الغارق في الدماء ...همست ضحى بألم ...أتظلمتي كتير وأتعذبتي عشان واحدة مش تعرفيها ...عشان حاولتي تنقذيها من وضع أنتي عيشته ...كل ذنبك أن أبوكي أتجوز واحدة مرعتش ربنا فيكي وبعيتك بالرخيص
ظل كريم جالسا في سيارته ..ناظر بشرود لابتعاد سيارات الشرطة ....همس محدثا نفسه : أنت مستني أيه تاني ...و ليه بقا مضايق عشان سابتها تمشي معاهم...رد على نفسه ...مش مضايق ولا حاجة ...بس اللى حصل ليها من معاناة أثر فيا أوي...وبعدين معاك ياكريم ...أنت مش أول مرة تساعد حد ......خلاص أنقذتها ...أمشي يلا وشوف أشغالك ...
هز رأسه بغيظ ...لينطلق بالسيارة بسرعة جنونية ...محاولا التخلص من أفكاره الغير مرغوب فيها
رن هاتف أحمد ...نظر الى رقم المتصل بضيق
رد أحمد ببرود: نعم يامعتز
هتف معتز : أتكلم عدل يأاحمد ...أنت عارف أنا ممكن أعمل معاك أيه
_ من غير تهديد يامعتز ...قول أنت عايز مني أيه
_ تيجي تصالح رشا البيت دلوقتي
_ ولو مجتش هيحصل أيه
سيطر معتز على أعصابه بصعوبة ..فهو مهما كان زوج أخته : مش هيحصل حاجة ....بس كفاية كده خصام بينكم عشان خاطر بناتك ...هما ملهمش ذنب يعيشو بعيد عن أبوهم وكل يوم بيسألو عليك ...تعالى البيت وخد مراتك وبناتك ...
وبعد عدة دقائق من الحديث المتواصل بينهم
شعر أحمد بالحنين لطفلتيه ...رد قائلا : حاضر يامعتز ...هروح البيت عندكم بعد ماأخلص شغل في العيادة
أغلق معتز الهاتف ...وقبل الاتصال بالبيت ...
دلف زميله قائلا : اللوا على عايزك دلوقتي في مكتبه
معتز بفضول : متعرفش عايزني ليه
هز عمر كتفيه : علم علمك ...
رد معتز :حاضر ...ثم خرج من المكتب
في البيت عند رشا وفي داخل غرفتها
تحدثت أبتسام بانفعال : وبعدين معاكي يارشا ...مش تلمي الدور شوية ...
رشا بضيق : يعني أنتي راضية ياماما على اللي بيعمله معايا
هتفت أبتسام : ايوه راضية ...عشان انتي كنتي موافقة على الوضع ده من ألاول
ردت رشا : كنت بحسبه هيحبني ..زي مابحبه
أبتسام بغضب : بلاش يارشا كلام في الموضوع ده ...أنتي عارفة كويس أنه مش بيحبك ...وقابلتي على نفسك كده ...فلمي نفسك وأرجعي بيتك بالذوق ...
تحدثت رشا بحدة : هتطرديني ياماما
هتفت أبتسام : أيوه يارشا ...ماهو الحب مش بالغصب ...وكفاية اللي عملتيه زمان
رشا بغضب : عملت أيه ...أنا أخدت حقي ....أحمد ملكي أنا
أبتسام بحزن على وضع أبنتها : يارتني ماوافقت على الجوازة دي من الاساس بعد ماعرفت من هيام أن أحمد كان بيحب زهرة ...زهرة اللي حبستيها وموتي أبوها بحسرته عليها ..
ردت رشا بغل : تستاهل أكتر من كده ..كانت عايزه تاخد أحمد مني ...لبستها موضوع سرقة دهبك وأتحبست وخليت أحمد يسيبها ...وبقيت باستمرار ازور والدته في البيت ...وكنت بخوفها أن أحمد ممكن يرجعلها ويتجوزها ومستقبله ممكن يضيع ...وكنت برمي ليها بالكلام أن أحسن حاجة أنها تجوزه واحدة بنت ناس وطبعا كنت أنا قصادها باستمرار ..وطبعا مش هتلاقي واحدة أحسن مني لأبنها
ابتسام بصدمة من كلام لأول مرة تسمعه : أنت محتاجة تتعالجي يارشا ...يارتني صممت على رفضي زمان ..يارتني ..لم تستطع أبتسام التواجد في نفس المكان مع أبنتها ...أتجهت ناحية الباب ...تسمرت مكانها عندما رأته خلف الباب
قبل خمس دقائق من الأن ...رن أحمد جرس باب شقة حماته ...ولكن لأحد فتح له ...أخرج من جيبه سلسله مفاتيحه وأخرج مفتاح الشقة وفتح الباب ...دخل وأغلق الباب خلف
نادى أحمد : رشا يارشا ....أتجه الى غرفتها المتواجدة في أهدى مكان في الشقة وأبعده ...الباب كان موارب وقبل دخوله سمع أصواتهم الغاضبة ....أنصدم أحمد مما سمع ...لم تقوى قدمه على التحرك
أبتسام برعب : أحمد
أحمد دلف بغضب الى الداخل أقترب من رشا وأنهال على وجهها بالصفعات
هتفت أبتسام بخوف : كفايه يااحمد
لم يبالي احمد بصياح أبتسام واستمر بدون وعي في ضرب رشا ...التي فقدت قدرتها على الكلام ...أنتي طاااااالق طاااااالق
نظرت رشا بصدمة غير ماصدقة أذنيها والقائه يمين الطلاق ...أخذت تضحك بهسترية متناسية ألمها ...قائلة بصياح : أنت بطلقني أنا رشااا...نظرت الى أمها وهى لاتزال تضحك ودموعها تنهمر دون توقف ...أحمد طلقني ياماما
هتف أحمد بغضب : أنتي مش بنأدمة ...أنتي أيه شيطانة ...وبناتي هاخدهم منك مش هأمن عليهم مع واحدة زيك ....ثم أنصرف من الغرفة بخطى غاضبة ...
ظل أكنان بجوار زهرة ...حتى خرج الطبيب
محمد بلهجة عملية: محتاجة عملية قلب مفتوح وقبل تكملت حديثه
هتفت زهرة برعب : عمليه قلب مفتوح أيه اللي بتقول عليها
تحدث أكنان قائلا : خلي الدكتور يكمل كلامه ...نسبة نجاح العملية أد أيه يامحمد
رد محمد :نسبة نجاحها أكتر من تسعين في المية ...والمريضة لزم تعمل العملية بسرعة وياريت النهاردة قبل بكرا
تحدث أكنان بهدوء : أعملها يادكتور
زهرة بخوف : هي العملية صعبة يادكتورة
محمد بهدوء : زمان كانت أقدر أقولك صعبة ...بس دلوقتي مع تطور الامكانيات ...عملية القلب المفتوح بقت سهلة ومفهاش منها خوف ...أنا همشي وهبعتلك حالا موظف بالاقرار اللي هتمضي عليه
زهرة بقلق : أقرار أيه
رد محمد : اقرار بتقولي فيه أنك مسئولة عن المريض ومسئولة عنه لا قدر الله وحصل حاجة
سألت زهرة بخوف : أنت مش لسه بتقول العملية سهلة ...هتخليني أمضي على أقرار ليه
تحدث محمد بهدوء : ده روتين متبع في أي عملية بتتعمل
أشار أكنان الى محمد بالانصراف ...تحدث لها بلهجة مطمئنة : متخافيش يازهرة ..موضوع الاقرار ده شيء روتيني ...
زهرة نظرة له برجاء : بجد ...بجد العملية مفهاش منها خوف
أكنان بابتسامة خفيفة : أيوه بجد
_____#بقلم_سلمى_محمد
ذهب كريم مباشرة الى بيسان في الفيلا
وهما جالسين كلاهما في الجنينة
بيسان بفضول : مالك ياكيمو ....مش عوايدك تطب عليا من غير ماتقولي
رد كريم بضيق : لقيت نفسي مخنوق ...قولت أجي أقعد معاكي شويه
سألت بيسان : وأيه اللي مخليك مخنوق
زفر بحدة قائلا : مش عارف
_ أيه اللي مش عارف ...
_ مش عارف أحدد بالظبط
_ طب حاولي تحكيلي ...افضفض معايا في الكلام ...قولي حصل معاك أيه بالظبط
عقد حاجبيه بتفكير : أنا هقولك كل اللي حصل معايا اليومين اللي فاتو ...أبتدى كريم حديثه عندما رأها أول مرة ...استمر في الكلام دون توقف ..متناسيا وجود بيسان بجواره ...
عندما أنتهى..هللت بيسان مبتسمة : معقولة مش عارف ده أسمه أيه ...دي أعراض الحب
أكفهر وجه عند سماع كلامها : زفت أيه اللي بتقولي عليه...مين دي اللي هحبها ...هي من عالم وأنا من عالم تاني ...مينفعش خالص أبص ليها
عقدت حاجبيها بضيق : من أمتى بتفكر كده ياكريم ...ايه هي من عالم وأنا من عالم تاني ...الحب ميعرفش حاجة أسمها فروق طبقية ..ده في سلاطين أتجوزو جواري وملوك أتجوزو من عامة الشعب ....أنت بقا فاكر نفسك أحسن منهم ...
كريم بضيق : أنا بحكيلك عشان أرتاح مش تضايقني أكتر
ردت بيسان : بصراحة ردك كان مستفز ...أيه مينفعش عشان مش هتناسب مكانتك
تحدث كريم : عشان العقل بيقول مينفعش ومصير العلاقات دي الفشل
بيسان نظرت له برجاء : فكر كويس ياكريم ...خاطر وجرب ...الحب شيء جميل مع الشخص اللي بتحبه
ابتسم بتهكم : خلاص طلعتيني بحبها
هزت رأسها : أحساسي عمره ماخيب أبدا ...وهي تتحدث رأت زاهر يقترب تجاههم ....مكفهر الوجه ... زينت ثغرها أبتسامة شقية عندما ميزت غيرته عليها...
سأل كريم : أيه اللي ضحكك
أشارت خلفه هامسه بخفوت : بص وراك ...الفك المفترس قادم لألتهمك
نظر خلفه بفضول ثم أدار رأسه بسرعة قائلا : مش هيلحق عشان أنا همشي ناو ...أحذري الفك المفترس ...سلااام يابسبوسة
زينت شفتيها ابتسامة هادئة : سلااام ياكيمو دلوقتي ...
القى كريم السلام على زاهر وأنصرف
تحدث زاهر بوجه مكفهر : سلااام يابسبوسة ...سلااام ياكيمو
أخفت أبتسامتها ..قائلة بمشاكسة : من زمان وأحنا بندلع بعض
هتف بغضب : ده كان زمان الكلام ...أنما دلوقتي مفيش تدلعو بعض بالاسامي تاني
أبتسمت قائلة : أنت بتغير عليا زاهر
رد بسرعة : طبعا بغير عليكي ...
_ معقولة بتغير عليا من كريم
_ ده أنا بغير عليكي من أي حد بيبص ليكي
نظرة له بحب ...فبادلها بنظرة عاشقة ...قائلا: مفيش تنادو بعض بأسماء دلع تاني
ردت بيسان بدلع : في أي رولز تاني
حاول التماسك أمام نظراتها الشقية ...قائلا بلهجة حازمة : مفيش تقعدي لوحدك مع راجل ولا حتى مع كريم
أختفت النظرة البريئة لنظرة شرسة في لمح البصر : نعم ...مستحيل طبعا الكلام اللي بتقول عليه ...وشغلي اللي بيحتم عليا أقعد مع عملاء رجالة ...أعمل فيهم أيه
تحدث بهدوء : خلي السكرتيرة تكون موجودة معاكي ...أنا بغير عليكي أوي ...لما شوفتك قاعدة مع كريم بتضحكي كان هاين عليا ارتكب جريمة قتل
قالت بأصرار : مينفععش الكلام اللي بتقوله ...اوقات الكلام بيحتاج سرية بين العملاء
تناول زاهر كف يديها بين كلتا كفيه ...ضاغطا عليه برقة : أنا مش بجبرك على رأيي ..أنا عايزك تفكري في كلامي الاول ...أنا بحبك وبغير عليكي اوي ...زمان مكنش حقي أتكلم ولا أفتح بؤي ...دلوقتي من حقي أغير عليكي ...حقي ولا مش حقي
لمعت عينيها بمشاعر احب ...ابتسمت له قائلة : حقك
في أخر ساعات الليل ...
في النيابة ..جاء والده وشقيقها اليها مسرعين بمجرد أخبارهم أنها معهم الان ...
قبل أنصرافها مع والدها سألت الظابط برجاء : ممكن تقولي أخبار البنت اللي وديتوها المستشفى
رد الظابط : معرفش وضعها أيه ...بس هقولك أسم المستشفى ...ثم أعطها العنوان
قال عبد الفتاح : يلا ياضحى
ردت بهمس : حاضر يابابا
هتف الظابط : كمان يومين لزم ضحى تكون موجودة عشان تحقيقات النيابة ...وتدلي بكل اللي تعرفه
غادرت ضحى مع والدها وشقيقها ..طول الطريق كان الصمت سيد الموقف ...لا أحد فيهم قادرا على سؤالها هلى هي مازالت بكر ...
بمجرد دخوله الشقة أخذتها أمينة بين أحضانها وهي تبكي ...بأصابع يديها تلمست وجهها باضطراب ...قالت ببكاء : بنتي بنتي ...أخيرا رجعتي لحضني...أنتي كويسة
ضحى تحكمت في دموعها وهى ترد : الحمد لله ...أنا هروح أوضتي ياماما ...نفسي أنام
أمينة ببكاء : خليكي شوية معايا ...أنتي واحشتيني أوي
ضحى بنبرة حزينة : بعدين ياماما هنقعد مع بعض...كل اللي محتاجه دلوقتي حمام سخن ونوم
...ذهبت الى غرفتها مباشرة دون سماع رد والدتها وأغلقت الباب خلفها ...القت نفسها على السرير منهارة ...لتناسب دموعها المسجونة بحرية ...أذ كانت نظرات والدها وشقيقها لها هكذا ...فما بالك بنظرات الغريب...
سألت أمينة : مالها ضحى ياعبد الفتاح
عبد الفتاح بلهجة مقهورة : ماهي كويسة قصادك
تحدث حسام بحزن : أنا داخل أنام
تحدث أمينة بأصرار : قولي حصل أيه اللي مخلي وشك مقلوب أنت وأبنك
نظر لها بكسرة نفس : سمعنا في القسم كلام ياأمينة
أمينة بقلق : كلام أيه
_ أن أاان ضحى أعتدو عليها في المكان اللي أتخطفت فيه
شعرت بألم حاد داخل قلبها ..طفرت الدموع من عينيها : ياعيني عليكي يابنتي ...أااااه ...أااااه...أااااه ياعبد الفتاح
عبد الفتاح انهارباكيا... فاقدا سيطرته المفتعلة واضعا رأسه على صدر زوجته ...حضن كل منهما الأخر ...تعالى نحيبهم ..قهرا ...ألما...حزنا على أبنتهم الصغيرة
في المستشفى أكنان لم يترك زهرة أبدا ...حجز لها جناحا بأكمله في المستشفى ..لتأخذ راحتها هي ووالدتها بحرية تامة ...
ظل بجوارها منتظرا خارج غرفة العمليات..شرد مع أفكاره وأنه أصبح متعلق بزهرة وأنه يريد حمايتها من أي ألم ...وبين اللحظة والأخرة كان يقول لها بعض من الكلمات المطمئنة
تحدث أكنان بحنية : تعالي معايا نروح مطعم المستشفى تاكلي حاجة بدل ماتقعي من طولك ....
نظرت له زهرة برفض : أنا هفضل واقفة هنا ...لحد ماماما تطلع من أوضة العمليات
_ بصراحة أنتي لو أغمى عليكي أنا بقولك من أولها مش هقدر أشيلك ...عشان فصلت من قلة الأكل
_ هو أنت جعان
_ همووت من قلة الأكل
بلهجة مترددة : أنا موافقة أكل حاجة
أكنان بابتسامة خفيفة : يلا بينا
على طاوله خاصة بيهم في داخل المطعم ...عندما أنتهى كلاهما من تناول الطعام والقهوة
قال أكنان بابتسامة خفيفة : بردو مفيش أحلى من قهوتك
شعرت بالخجل ....ثم همست بامنتان : شكرااا
سأل أكنان : أنتي بتقولي أيه
تحدثت بنبرة أعلى : شكرااا على كل اللي عملته مع ماما ...مش عارفة ههرد جمايلك دي أزاي ...
قال أكنان بهدوء : أنك تنسي اللي فات ونبتدي مع بعض صفحة جديدة ...مفهاش كره ...موافقة
هزت رأسها بخفة قائلة : موافقة
سأل أكنان بفضول : ممكن أسألك سؤال
_ أسال
_ مين أحمد وليه ديما شكلك حزين
_ أحمد الانسان اللي حبيته في يوم من الأيام وسابني في أكتر وقت محتاجه في وأتجوز صاحبتي
_ ندل
أبتسمت بخفة : أه ..
سأل أكنان: محبتيش تاني
ابتسمت زهرة بألم : لأ ...أنا مش محتاجة الحب ...أنا محتاجة حد يحس بيا ويفهمني ويعوضني عن كل سينين الشقا اللي عيشتها...يشوفني بقلبه قبل عينيه
كلامها لمس أوتار قلبه ...فهو رأها بقلبه ...وأمتلكت أفكاره ليل نهار ...سأل مترددا : ولقتيه ؟
ردت قائلة : لأ لسه ...لم تعلم لماذا تكلمت معاه بصراحة ...وأخبرته عن حلمها المستحيل الحدوث ...نهضت من مكانها بحركة فجائية قائلة بحدة : أنا رايحة أشوف ماما
نهض هو الاخر ...مندهش من حدة كلامها ...تحدث قائلا : يلا بينا
أمام غرفة العمليات ..أنتظر أكنان وزهرة خروج الطبيب
لم تقوى على النظر اليه مباشرة بعد حديث المطعم ....شعرت زهرة بالتوتر عندما طال الأنتظار...عيونها ظلت مسمرة على باب غرفة العمليات ...أنفتح الباب ...خرج الطبيب ...تسمرت مكانها لم تقدر على الحراك
ذهب أكنان أليه ومن مكانها ...رأت أكنان يتحدث مع محمد ...سمعت هتاف أكنان : أنت بتقول أيه ...هي دي العملية اللي قولت عليها مفيش أسهل منها
أنقبض قلبها ...رافضة أحساسها عندما سمعت كلام أكنان ورأت نظراتهم المعتذرة لها
يتبع..
رواية زهرة ولكن دميمة البارت السادس عشر بقلم سلمى محمد
كوني إنتي...حبي نفسك كماهي
كوني واثقة من جمالك
فأنتي جميلة بطريقتك الخاصة
كوني سعيدة بوجهك...سعيدة بجسدك كماهو
كوني إنتي ولاتبالي بأراء الآخرين تجاه مظهرك
كوني إنتي كماهي... كوني سعيدة
____
ذهب أكنان اليه ومن مكانها...رأته يتحدث مع محمد ...سمعت هتاف أكنان : أنت بتقول أيه...هي دي العملية اللي قولت عليها مفيش أسهل منها ..
أنقبض قلبها ...رافضة أحساسها عندما سمعت كلامه ورأت نظراته المعتذرة لها...
هرولت زهرة باتجاههم ...قائلة بلهجة مذعورة : ماما مالها
تحدث محمد بلهجة مضطربة : الوالدة دخلت غيبوبة ...
همست بخفوت : الحمد لله ...تحدثت بنبرة أعلى ...وهتفوق منها أمتى
غمز أكنان بعينيه الى محمد ..
محمد بلهجة ثابته : خلال كام يوم بالكتير ...وممكن توصل لشهر ....أخفى محمد حالتها عنها وأنها من الممكن الأ تستيقظ أبدا...
همست زهرة بدعاء .. قالت : شكراا ليك يادكتور ...شكراا ليك ياأكنان بيه ...مش عارفة من غيرك كنت هعمل أيه
رد محمد بتردد : العفو ...ثم أنصرف
تحدث أكنان بهدوء: أنتي منمتيش النهاردة خالص ...محتاجة ترتاحي شوية ...وبكرا تيجي تشوفيها
هزت رأسها : عندك حق ...كملت كلامها بحيرة ...هو الواحد ممكن يركب هنا أيه عشان يروح بيته
تحدث أكنان ناظرا لها بشفقة :بيتك هيكون بعيد أوي عن المستشفى ...شقتي موجودة وأنتي موظفة عندي ..
قالت بعدم أستيعاب : مش فاهمة حضرتك تقصد أيه
قال بنبرة هادئة : أنا عندي موظفين ..اللي ساكنين بعيد ليهم أوض خاصة بيباتو فيها ...ومفيش أكتر من الاوض عندي ...أنا واخد دورين ...دور ليا خاص ودور للموظفين عندي...فكري كده وقوليلي ومتنسيش أنك لسه شغالة عندي ...من المستشفى للشغل هيبقا وضع مستحيل ليكي ..ردك أيه
ترددت زهرة في الاجابة ..
سأل أكنان : قولتي أيه؟
حسمت زهرة قرارها : موافقة...هيسهل عليا وقت ومجهود كبير...حضرتك كدا بتشيلني جمايل كتير مش عارفة هردها ليك أزاي
رد أكنان : وأنا مش مستني ترديها ليا ...تعالي معايا عشان أوصلك ...
زهرة برفض: أنا عارفة طريق شقتك من هنا ...كفاية تعبك معايا لحد كده
رد أكنان بحدة : أنت أصلا على طريقي...وبلاش كل لما أقولك حاجة تقوليلي لا ...مفيش حاضر علطول
همست بأحراج : حاضر
ابتسم أكنان بخفة : أيوه كده ....وماشا وموجودة عندي دلوقتي
هتفت زهرة : أهاا ...ده أنا نسيت خالص ...
قال أكنان : تعالي عشان أوديكي ليها
أشرقت شمس الصباح وشعت الأرض بنورها...أستيقظت ضحى بعيون منتفحة ...فهي قضت طول الليل في البكاء ...نهضت من فوق فراشها شاعرة بألم يغزو جسدها ...ألمها الجسدي ...ألمها النفسي مجتمعين سويا ...مسببين ألما غير محتمل ...نهضت بتثاقل من فوق فراشها...فتحت درج الكمودينو الخاص بها تناولت شريط مسكن ...أخرجت حبتين ...تناولتهم دفعة واحدة دون ماء ...ثم أتجهت ناحية الحمام ...أخذت حمام دافىء ..وقامت بتغير ملابسها ...جلست على السرير لعدة دقائق ...تتنفس بهدوء وعندما شعرت بالراحة قررت الخروج ومواجهة والديها بما حدث لها ...
بمجرد خروجها ...وجدت والدها ووالدتها جالسين في غرفة المعيشة ...ملامحهم حزينة ...كئيبة
ضحى بلهجة هادئة : صباح الخير
عبد الفتاح بلهجة حزينة : صباح النور ...أنا ماشي رايح الشغل ...
أمينة بحزن : صباح النور يابنتي
جلست ضحى بجوار والدتها ...ثم قالت: أنا عارفة أنتو زعلانيين ليه ...بس أنا عايزه أطمنك ياماما ...أني محصلش ليا حاجة وأنا لسه بنت زي ماأنا ...
تهللت أساريرها : بجد ياضحى
ردت ضحى بابتسامة متألمة: والله بجد ياماما ...أطمني وخلي قلبكم يرتاح ...أحمدو ربنا كتير أني رجعتلكم زي مانا ...أنا شوفت هناك بنات كتير أتظلمو ...ونفسي أطلب منك طلب ياماما ...البنت اللي السبب أني ميجرالش ليا حاجة ...البنت اللي أنقذتني ...أنا كنت السبب في تعذيبها ووجودها دلوقتي في المستشفى ...نفسي نروح نزوها ونقف جمبها ..
سألت أمينة : هي تبقا بنت من أيهم
ردت ضحى بحزن : أيوه ياماما بس غصب عنها ...وقصت على أمها حكاية ناريمان بالتفصيل
هتفت أمينة : ياعيني عليكي يابنتي...أنا هروح أزورها وأطمنك عليها ....بس أنتي خليكي اليومين دول متتحركيش من الشقة ...متعرفيش العصابة ممكن تعمل ايه
ردت ضحى : عندك حق ياماما ...بس بالله عليكي ياماما تروحي ليها النهاردة ...قبل بكرا
ردت أمينه : حاضر ...
أتجهت ضحى الى غرفتها ...وأمينة تناولت الهاتف وأتصلت بزوجها ...وأخبرتها بكل الكلام التي قالته ضحى لها ...
رن جرس الباب ...نهضت أمينة من مكانها وأتجهت ناحية باب الشقة ..بمجرد فتحه ...هرولت زهرة الى الداخل...
سألت أمينة بذهول : أنتي لحقتي ...ده أنا لسه متصلة بيكي
تنفست زهرة بصوت مسموع قائلة بسرعة : ضحى كويسة ..هي في أوضتها دلوقتي
ردت أمينة : بخير
لم تنتظر زهرة باقية ردها ....وأتجهت ناحية غرفة ضحى مباشرة ...دقت على الباب ...حتى سمعت صوتها يأذن لها بالدخول ...
بمجرد رؤيت زهرة ...نهضت من مكانها والقت نفسها بين أحضانها ...
زهرة بلهجة حنونة : أنتي عاملة أيه ياضحى
ضحى بألم : أنا كويسة أوي ...
زهرة بأعتذار: مش عايزكي تزعلي مني عشان جيت ليكي متأخر بس والله غصب عني ...ماما أمبارح راحت المستشفى
_ وهي عاملة أيه دلوقتي
_بخير ياضحى ...طمنيني عليكي وحصلك أيه وأزاي البوليس قبض على العصابة
_ أنا هقولك يازهرة حصل معايا أيه ...شردت ضحى للحظات ...وأخذت تحكي ماحدث لها بالتفصيل
شهقت زهرة بصدمة : يالهوووي ياضحى ..هو في كده بيحصل في الحقيقة والمتاجرة بأعراض البنات بقا مباح وكمان في ظباط ومحامين بيساعدو المنظمة دي ...لا حول ولا قوة الا بالله
تحدثت ضحى بألم : أنا كنت زيك في الاول مش مصدقة أن في بنأدمين بالشر ده ...لحد ماشوفت بعيني
زهرة بمواساة : كويس أنها جيت لحد كده معاكي
ضحى بحزن : أنا تعبانة أوي يازهرة
_ حسه بيكي ...اللي مريتي بيه صعب أوي
_ صعب أوي أوي يازهرة ...مشوفتيش نظرات الناس ليا وأنا طالعة البيت ...تنهدت بألم ...حتى نظرات بابا وماما وأخويا مختلفتش كتير ...نظراتهم ليا على شيء مليش ذنب فيه...أنا أمبارح حطيت راسي على المخدة ودعيت مقومش تاني
_ متقوليش على نفسك كده تاني وأن شاء الله ربنا هيراضيكي
_هيراضيني بجد!
_ أيوه هيراضيكي وهيعوضك عن كل اللي فات
هتفت ضحى بدعاء : يارب
___
بعد مرور شهر ...تم حبس جميع أفراد المنظمة على ذمة التحقيق...ووالد ضحى بعد خروج ناريمان من المستشفى قام بتوفير عمل لها في مشغل عند أحد أصدقائه دون أخباره عن أصلها وماحدث لها ...وأيضا قام بتأجير شقة قريبة منهم لتسكن فيها ...
أما بيسان عندما علمت بسفر زاهر القريب الى المانيا ..أسرعت من ميعاد كتب الكتاب وحفلة الزفاف ....أما والدة زهرة لازالت كما هي ...لم تستيقظ من الغيبوبة...والطبيب المعالج لها لم يتوقف عن بث الأمل لدى زهرة في أستيقاظ والدتها
امسك هاتفه يتصفح عليه مواقع التواصل الاجتماعي ...ليتخلص من شعوره بالملل... فهي أجبرته على التزين تحت يد فريق مختص...تأفف بضيق ... الوقت مر ببطء شديد وأصابع الحلاق لم تتوقف عن تهذيب خصلات شعره... حرك ابهامه على سطح الشاشة متنقل بين أحدث الاخبار
زم شفتيه بغضب وهو يقرأ الخبر التالي.. بيسان نجم بنت رجل الأعمال نجم... تتشاجر مع مدير الفندق في يوم زفافها وقامت بالاعتداء بالضرب على أحد الموظفين...تمعن النظر في صورتها مرتدية فستان الزفاف... ازداد غضبه عند رؤيتها بهذا المنظر
طرق باب جناحه... ليدلف مدير الفندق حتى وقف أمامه قائلا باعتذار:أسف يازاهر بيه على اللي حصل منا... و المسئول عن تسريب الصور هيتعاقب
نظر له بوجه مكفهر:صور إيه اللي بتتكلم عليها
تحدث المدير بلهجة آسف :بيسان هانم اتعصبت على موظفين الفندق لما عرفت ان صور القاعة وتجهيزاتها اتسربت على النت... واتخانقت وفضلت تزعق مع الكل... بس احنا قدرنا نلم الموضوع
زم شفتيه بغضب.. بيسان تشاجرت قبل ساعة من موعد زفافهم...
تحدث بضيق :اتفضل أنت دلوقتي...
نقر بأبهامه بغضب على سطح الهاتف.. متصلا بيها
ردت بابتسامة :هو أنا لحقت وحشتك
تحدث بهدوء على قدر الإمكان :هو الخبر اللي قريته على مواقع التواصل الاجتماعي صح انك اتخانقتي مع موظفين الفندق
ردت بلجلجة :هو لحقو ينشرو اللي حصل
رد بغضب مكتوم :طبعا
اكفهر وجهها بعبوس :هو مفيش حاجة أسمها خصوصية خالص
أخذ نفس عميق محاولا التحكم في انفعاله: متصلتيش بيا ليه يابيسان لما المشكلة وصلت للضرب والخناق... هو أنا لزمتي إيه... لما انتي توقفي وتتصدري في الخناقة لوحدك...هتف بحدة... ملجئتيش له ليا وقولتلي الحقني يازاهر... تعالى حللي المشكلة
ردت بيسان بتلقائية عفوية: عشان هيبقا فال وحش لما تشوفني بفستان الفرح قبل الزفة
اتسعت عينيه بذهول...ناظر لشاشة الهاتف بصدمة غير مصدق أذنيه: خايفه اشوفك بفستان الفرح ومكنتيش خايفة ان موظفين الفندق يشفوكي.. أهو انا شوفتك والعالم شافك كمان ياعاقلة
ردت
زمت شفتيها بضيق: يعني أنت شوفتني بفستان الفرح
أبتسم بتهكم قائلا : أاااه ..هو كل اللي همك أني شوفتك بفستان الفرح...مش فارق معاكي أنك أتخاتقتي مع حد من غير ماتطلبي مساعدتي
ردت بيسان بلامبالاة: خلاص بقا اللي حصل...
تحدث زاهر: لو حصل حاجة ووقعتي في مشكلة ...الجئي ليا...
_ حاضر يازاهر ...
_ سلام يابيسان
_قبل ماتقفل قولي العامل جابلك الجزمة اللي هتلبسها في الفرح
أجاب زاهر:ايوه يبسان ...هقفل دلوقتي عشان مش عارف أكلمك من الراجل اللي بيقص في شعري...ثم أغلق الهاتف
نظرت بيسان للهاتف المغلق بعبوس ..محدثة نفسها: طلعت أنا في الأخر غلطانة...
عندما أنتهت بيسان من التزيين وحان موعد النزول الى القاعة ...على الدرج تأبط والدها ذراعها ...هابطا بها..هامسا بخفوف : مبرووك حبيبتي
ردت بيسان بتأثر : الله يبارك فيك بابي
وصلت بيسان الى الأسفل وبمجرد رؤيته لها نسى ضيقه منها وماحدث منذ قليل نسى العالم ومن فيه...نظراته ظلت معلقة عليها متأملا جمالها الباهر...يريد أن يصرخ للعالم أنه يحبها كتيرا
عندما وصلت بقربه ...أمسك زاهر يديها بحب...تحدثت والابتسامة لا تفارق شفتيها : أيه رأيك ...عاجبك الفستان
رد زاهر ببتسامة متلاعبة : لأ معجبنيش
نظرت له بيسان بصدمة : نعم
كمل زاهر بلهجة حانية وقد تحولت نظراته الى حب كبير: معجبتنيش وبس أنا أتجننت أول ماشوفتك
أخفضت رأٍسها بخجل دون كلام ...حتى وصلا الى أماكنهم المخصصة ..أنسابت موسيقى ناعمة ...
أقتربت منها صديقتها تولين وزوجها لتهئنة العروسين
تولين بابتسامة:مبروك يابيسان
_ الله يبارك فيكى ياتولين ...ناوية تولدي أمتى ...مش كفاية لحد كده
ضحك زيدان : قوليلها أصلها مطلعة عيني وأنا بقول كفايها لحد كده
نغزته تولين في صدره بعنف : ماشي
زيدان قال : بهزر معاكي يروحي..
تولين بغيظ : هزار رخم ...وتأبطت ذراع زوجها للرجوع الى أماكنهم ...أدار زيدان رأسه باتجاه بيسان وحرك يديه على رقبته ذهابا وأيابا
ضحكت بيسان بخفة : هههه زيدان وتولين دمهم خفيف
زاهر بهدوء : وجوزها دمه بارد
وقبل الرد ...أتت جيلان وأكنان وقامو بتهئنة بيسان وزاهر....
فوق الاستيدج وعلى نغمات موسيقى هادئة أفتتح العروسين ..أول رقصة لهم ...
وهما بين أحضان بعض ...همست بيسان بالقرب من أذنه ...أنا فرحانة أوي
رد زاهر : وأنا بعشقك ...أخير عرفت أتلم عليكي ...أيه كل الصحاب دول
ردت والابتسامة تزيين ثغرها : على فكرة مش كتير ..شوية صحاب من امريكا وشوية صحاب من هنا ...على شوية من أهلك وعمو وأصحاب بابا وبس واصحاب جيلان
رد بضحك : كل دول وشوية
قالت بضحك : هههه أيوه شوية ...على فكرة...قطعت كلامها فجأة..وهي تشير بيديها الى أحد الحراس الموجودين في القاعة ...
نظر لها بتساؤل : في أيه يابيسان
بيسان وهي نظراتها مثبته على الشخص الذي دلف لتو من باب القاعة ...قالت بضيق : الشخص اللي دخل دلوقتي مش معزوم على الفرح شكله صحفي ...
التف زاهر متأملا أيه:ممكن
اقترب الحارس منها قائلا : نعم ياهانم
أشارت بيسان قائلة :اللي داخل دلوقتي مش من المعازيم ...روح طلعه
وبعد عدة قائق ...تم جذب هذا الراجل الى الخارج
زاهر بابتسامة : أنتي بعد كده هتشتغلي في المخابرات
بيسان بضحك : في فرحي لزم كله يمشي زي ماأنا عايزه
تكرر هذا الموقف عدة مرات ...وفي النهاية أحساسها يكون صحيح
تحدث زاهر : مش معقولة كده يابيسان ...ده أنتي وشوشتي الحارس أكتر مني ...
ردت بيسان : يعني أٍسيبهم يبوظو فرحي
زاهر بوجه عابس : ركزي معايا أنا شوية ..والله دي ليلة فرحي أنا كمان ...عايزك توشويشني كتير
يابوسة
أخفت أبتسامتها ..قائلة بدلع : مفيش أسهل من الوشوشة ...
أقترب منهم كريم : مبروك ياعريس ...مبروك يابوسة
رد زاهر بضيق : الله يبارك فيك
ردت بيسان بابتسامة وغمزت بأحد حاجبيها : عقبالك أنت كمان ياكي ...قطعت أسم دلعه عندما رأت نظراته الغير مريحة ...ياكريم
قال كريم بابتسامة خفيفة : أنا هضطر أمشي عشان ألحق ميعاد طيارتي ...
أختفت أبتسامتها : بردو مصمم تسافر دلوقتي
رد كريم بشرود : خلاص مبقاش ليه داعي وجودي ...وفاضل أتصل بيا محتاجني هناك ...سلااام يابيسان وخلي بالك من نفسك
ردت بيسان : سلااام ياكريم ...وخليك ديما معايا على أتصال
رد بهدء: حاضر ...ثم أنصرف بخطى هادئة
ظلت بيسان ترقص مع صديقاتها على أنغام الموسيقى ...مر الوقت بسرعة وهي مستمتعة بحفل زفافها ...
أقترب منها زاهر وهي ترقص والابتسامة لا تفارق شفتيها ...همس في أذنيها : يلا بينا ...الطيارة كده هتفوتنا
بيسان بدلع : شويه كمان...أنا مبسوطة أوي ...خلينا أفرح بيوم فرحي بين صحابي ...خلينا شوية صغيرين الميعاد الطيارة فاضل عليها تلات ساعات
..
أكنان كان جالس على طاولته شاعرا بالملل...فجلوسه أجباري في فرح أخته الصغيرة ...المصممة على عدم أنهاء الفرح حتى الان ...رن هاتفه ...نظر للرقم بتساؤل : في أيه ياكوكو
كاترينا قالت :زهرة مصممة تنزل لوحدها دلوقتي... وأنا منعتها تنزل في الوقت المتأخر... زي ما حضرتك قولتلي
سأل أكنان: مالها... أيه اللي حصل
كاترينا بشفقة:قطتها تعبانة أوي
تحدث أكنان بهدوء :أديلها الفون تكلمني
ذهبت كاترينا إلى غرفة زهرة...رأتها جالسة بجوار قطتها تربت وتحرك يديها على فرائها بحنية...
شعرت كاترينا بالعطف :زهرة.. زهرة
رفعت رأسها ونظرت لها بعيون باكية:ماشا تعبانة أوي... أنا عايزه انزل اوديها للدكتور
ناولتها الهاتف قائلة :هتنزلي يازهرة... بس كلمي أكنان بيه الاول
_ليه قولتليه
_دي أوامر البيه اي حاجة تحصل هنا لزم يكون عنده خبر بيها.... خدي كلميه بس
تناولت زهرة الهاتف من يد كاترينا قائلة بحزن :حاضر هكلمه... وضعت الهاتف على أذنها.... نعم ياأكنان بيه
شعر بالضيق عند سماع صوتها الحزين:حصل إيه يازهرة
تنهدت بأنفاس سريعة : ماشا تعبانه أوي...بقالها ساعات بتولد... وولدت قطين ولسه بتتألم... أنتحبت بصوت مسموع وهي تقول.... ماشا لسه صغيرة وخايفة تموت ومش بتتحرك من مكانها
تحدث أكنان برقة: دقايق وهكون موجود عندك
لم تعلم زهرة لماذا أنهارت في البكاء وهي تخبره عن قطتها
وفي الجهة الأخرى... قام أكنان بالإتصال بصديق دكتور بيطري :أزيك يأمجد
أمجد بفضول:أكنان بنفسه بيتصل بيا... خير ان شاء الله
تحدث أكنان عن ماشا وولادتها وألمها المستمر
أجاب أمجد بلهجة عملية:من كلامك باين على القطة أن لسه في قط تاني ميت وعشان هي صغيرة... ولادة قط ميت هتكون ولدته متعسرة... ومحتاجة تروح عيادة أو مستشفى وممكن تحتاج ولادة قيصري عشان نخرج القط الميت
أكنان بلهجة أمره :عايزك تكون موجود في العيادة دلوقتي... أنا جايلك
أمجد بقلة حيلة:يدوب هلبس وأنزل أفتح ليك العيادة مخصوص الساعة اتنين بالليل
نهض أكنان من مكانه مستئذن من الجميع... وفي داخل شقته
تحدث بهدوء الى زهرة : يلا بينا ...وهاتي ماشا معاكي
سألت زهرة بحزن : هنروح فين
رد أكنان برقة : هوديها في عيادة دكتور صاحبي ...هيكشف عليها ...يلا جهزي نفسك
ردت بسرعة : أنا جاهزة أهو ...ثواني وأجيب ماشا... ثم ذهبت الى ماشا مسرعة وقامت بحملها..هامسه لها برقة ...متخافيش أنا معاكي ...
في داخل العيادة ...قام أمجد بالكشف على القطة ..عمل لها سونار ...أشار بيده على الشاشة : زي ماقولتلك في قط ميت معرفتش تولده
زهرة برفض : بس الدكتورة قالت ليا هما أتنين بس
رد أمجد بهدوء : أوقات السونار ممكن يحصل فيه غلط
سألت زهرة بقلق : والقط الميت في خطر على حياتها ...طب وهو هيخرج أزاي وهو ميت
أمجد بلهجة ثابتة : القطط طبيعي بتولد لوحدها ...وأوقات نادرة بتكون الولادة متعثرة لو كان في أكتر من قط ميت ...وفي حالة ماشا الموضوع صعب ليها أكتر عشان لسه صغيرة ...فاأنا ححاول معاها الاول طبيعي...ولو منفعش هضطر أولدها قيصري ...
همست زهرة بدعاء : يارب مش تحتاج ...ومش يحصلها حاجة
تحدث أكنان لها عندما سمع دعائها : أن شاء الله مش هيجرى ليها حاجة ...
أستغرق أمجد أكثر من ساعة في محاولة لأخراج القط الميت وبعد معاناة مع ماشا أستطاع أخراجه
زفر أمجد بارتياح : أخيرا ...
تحدثت زهرة بقلق وهي تتلمس ماشا برقة : هتكون كويسة يادكتور
هز رأسه بالايجاب : طبعا ...تقدري تاخديها معاكي دلوقتي وتوديها لعيالها ...زمانها محتاجنها...
سألت زهرة : طب وأكلها
رد أمجد : خليها تشرب لبن كتير
_ مفيش حاجة تاني
_ لا مفيش ...لو محتاجة أي حاجة هقولك ...قام بأعطائها الكارت الخاص بعيادته ...دي نمرة تليفون العيادة ونمرة تليفوني الشخص ...لو أحتاجتي أي حاجة أتصلي وغمز لها مبتسما
نظر له أكنان بغضب... عندما رأى نظراته اختفت ابتسامته بسرعة... قائلا بجدية مفتعلة:هتلاقيني موجود في اي وقت
قالت بابتسامة :شكرا لحضرتك
جذب أكنان ذراع زهرة قائلا بانفعال :يلا بينا
زهرة بتساؤل : هو انا عملت حاجة ضايقتك
هتف أكنان:لا أبدا معملتيش حاجة وضحكك ليه ده أسمه أيه.. ومعاكسته ليكي وانتي بتضحكي في وشه.. بتشجعيه يتمادي...
نظرت له بصدمة :أنا وهو بيعاكس وانا بشجعه...
أكنان بانفعال:باين عليه عاجبك
عجز لسانها عن الرد للحظات :أنت ايه الكلام اللي بتقوله ده... لمعت عينيها بالدموع وهي تتكلم...حضنت ماشا وتحركت بعيدا عنه
هتف أكنان : رايحة فين ؟
زهرة بوجه شاحب وعيون دامعة : ماشية ..مروحة بيتي
رق قلبه عند رؤيتها هكذا قائلا بنبرة خفيفة : طب وولاد ماشا هتسيبيهم
تذكرت زهرة صغار القطة : أااه ..أزاي نسيت ميكي وتومي
أكنان بابتسامة خفيفة : لحقيتي سميتهم وكمان ميكي وتومي
ردت بحدة : مالهم أسمائهم واحشين
أكنان بابتسامة : حلوين ...
قالت زهرة ببرود : ممكن توصلني ...عشان أجيب ميكي وتومي
رد أكنان بابتسامة متلاعبة : طبعا ...
أعلن مطار مصر عن مغادرة الرحلة رقم 221 المتجهة الى الولايات المتحدة الامريكية...فعلى السادة المسافرين التوجه الى البوابة...سمع كريم النداء بذهن شارد ...ظهرت صورتها أمام عينيه...فصورتها أصبحت ملازمة له باستمرار ...حتى قرر الهروب ونسيانها ...فهي لاتناسبه ...فهما من عالمين مختلفين تماما...تحرك باتجاه البوابة ..لفت نظره نشرة الاخبار...والمذيع يقول ...خبر غير ماتوقع بالرغم من التكهنات والاشاعات الدائرة ...تسمر كريم مكانه غير ماصدق ماسمعت أذنه...
____
مازال الفرح مستمر ومازالت العروس ترقص مع صديقاتها بالرغم من أن الساعة تعدت الخامسة صباحا
جلس أكنان على كرسيه ...مكفهر الوجه ...ناظزا الى بيسان كل لحظة زافرآ بحدة ...فهو يأس من كثرة ألحاحه عليها لأنهاء حفلة الزفاف ...رفع معصمه لرؤية كم الساعة ...أتسعت عينيه بالصدمة ...عندما راءها تقترب على الخامسة ...نهض من مكانها بخطى مسرعة باتجاه بيسان
بيسان وابتسامتها لم تفارق وجهها : تعالى أرقص معايا
زاهر بانفعال : الساعة قربت على خمسة يابيسان
ردت بيسان : طيب وفيها أيه
نظر له بضيق : فيها ميعاد الطيارة هيفوتنا ومفيش شهرعسل لو متحركناش دلوقتي...
بيسان برجاء : طب ممكن شوية كمان ...أنا عايز أستمتع بيوم فرحي
_كل ده ومش أتبسطتي
_ أه لسه
جذبها زاهر من يديها قائلا بانفعال : مفيش شوية كمان ...وهتمشي معايا دلوقتي
شعرت بيسان بالألم في ذراعيها قائلة بوجع : أه أيدي
الغضب عماه فلم يسمع صوت تألمها ...وأستمر في جذبها ..
تشنجت ملامح وجهها ..نتيجه تجاهل المها..صاحت : سيب أيدي يازاهر
زاهر برفض : مش هسيب يايبسان وهنمشي دلوقتي
تحدثت بيسان بحدة : أنا مش همشي أروح معاك أي حته ...
زاهر بانفعال : تقصدي أيه بكلامك ده
ردت بلهجة ثائرة : اللي فهمته كويس
_ ده أخر كلامك
_ ايوه
ابتسم زاهر بتهكم : يبقا أنتي اللي جبتيه لنفسك يابوسة ياحبيبتي
سألت بقلق : هتعمل أيه
بدون أجابتها....قام بحملها فوق ذراعيه
بيسان برعب : نزلني يازاهر...بقولك نزلني... شكلي وحش كده
رد بابتسامه متلاعبة:مش هنزلك... وشهر عسلي وهلحقه وكفاية الوقت اللي ضاع من عمري
_مجنوووون
_مجنون بيكي يامجنونة
ذهبت زهرة مع أكنان مضطرة ...بالرغم من أهانته لها ...وفي داخل شقته ...
زهرة أخفت وجعها ..قائلة بثبات : حضرتك عايزني في حاجة
دلوقتي
هتف أكنان : لأ
ردت زهرة ببرود: بعد أذن حضرتك ممكن أروح أوضتي
أكنان بلهجة أخف حدة : متزعلييش ...مكنش المفروض أتكلم معاكي بالاسلوب ده ...
كاترينا أتسعت عينيها بالصدمة وهي تسمع أعتذار أكنان ...تجولت نظراتها على كلايهما
صاح أكنان فيها عندما رؤيتها لازالت واقفة : أمشي من هنا
كاترينا باضطراب : حاضر
عقدت حاجبيها وهي ترى تحوله في الكلام وصياحه ...ثم أتجهت ناحية غرفتها
هتف أكنان : أستني ...قبل تكملت جملته رن هاتفه...المتصل محمد الطبيب المعالج لولدة زهرة...عقد حاجبيه بعبوس ..قائلا : خير يامحمد
بمجرد سماع أسم طبيب أمها تسمرت في مكانها ...نظراتها مثبته على وجه أكنان
تغيرت ملامح وجه أكنان ...عند أستماعه لكلام محمد ...أغلق الهاتف ...ناظرا الى زهرة بعطف : تعالي أوديكي لمامتك
شعرت باضطراب في معدتها ...سألته بخوف : ماما فاقت من الغيبوبة صح
تحدث أكنان بثبات : تعالي معايا ولما نوصل هناك هنتكلم
تملكها أحساس عارم بحدوث مكروه لوالدتها ..قالت بخوف : ماما مالها
رد بحنية : هي بقت أحسن دلوقتي
نظرت له بتوسل ...فبادلها بنظرة عطف ...قائلا بهدوء : يلا بينا
تحركت خلفه بخطوات مترددة..دقات قلبها تكاد تصم أذنيها...ترتجف...وضعت يديها على صدرها في محاولة لبث الهدوء بداخلها ...وأن كل شيء على مايرام...
في المستشفى ...بمجرد دخولها غرفة أمها ...وجدت الاسلاك مفصوله عنها...أكنان ظل بجوارها...
همست بصعوبة : هي ماما شكلها عامل كده ليه
رد أكنان برقة : راحت للي أرحم منك ومني
طفرت عينيها بالدموع : أنت قولتلي أنها فاقت ...ماما ...ماما مامتش ...قولي أنها مامتش ها...قولي أنها لسه عايشة ..
تحدث محمد : البقاء لله يأنسة ...ثم أشار للمرضات الموجودين بجواره بنقلها..
همست بحشرجة من بين دموعها : أستنو ...أقتربت من والدتها وأخذتها بين أحضانها...تشتم رائحتها لأخر مرة ...متمتمه بخفوت: هتوحشيني ياماما
ظل أكنان واقفا في مكانه صامتا ...محترم لحظات وداعها مع أمها ...
بمجرد خروج الممرضات ...دافعين السرير المتحرك الذي توجد فوقها هدى خارج الغرفة....
تتبعت زهرة خروج ولدتها في صمت ...والدموع تنساب على وجنتيها بغزارة ..رأت أكنان ناظر لها بعطف ...تحرك باتجاهه بتلقائية ...ثم القت نفسها بين أحضانه...هامسه بدون وعي : أنا محتاجة وجودك جمبي أوي
همس بحنية : وأنا هفضل جمبك علطول ومش هسيبك أبدا
يتبع..
هذه نهاية الجزء الأول، ولكننا جمعنا لكم الجزأين معاً..
فريق مدونة نادي الكتاب يتمنى لكم قراءة ممتعة..
وإذا أردتم أي رواية ما عليكم سوى طلبها في التعليقات..
رواية زهرة ولكن دميمة البارت السابع عشر بقلم سلمى محمد
داخل عينيكي شعلة من التمرد ...تخبرني أن الحياة بيننا لن تكون دائما وردية...لكن ستكون مليئة بالأشواك...فأنتي الفتاة المدللة من الجميع وشاء قدري أن ينبض قلبي لكي أنتي فقط ياحبيبتي المدللة...
أنطلق زاهر بالسيارة بأقصى سرعة للحاق بطائرتهم ...تمللت بيسان بعصبية وهي جالسة بجواره...فهو ظل صامتا بمجرد أنطلاقه بالسيارة...وكل ثانية تمر بينهم بدون كلام جعلت أعصابها كشعلة اللهب ...
تأففت بصوت مسموع عندما يأست منه ...ثم هتفت بحدة: هدي السرعة شوية
تجاهل سؤالها واستمر في قيادة سيارته بنفس السرعة
صاحت بيسان في وجهه عندما ظل صامتا : بقولك هدي السرعة شوية ..
نظرت له بغضب فبادلها بنظرة هادئة ...سرعان ماتحولت الى ابتسامة ماكرة ..مرة واحدة دون مقدمات ضغط على الفرامل لزيادة السرعة أكثر...
أنتفضت في مكانها مذعورة...خوفها جعل أعصابها تنهار..هتفت باتجاهه: أقف ...أقف
...ألقى عليها نظرة جانبية وزينت شفتيه شبح أبتسامة...عندما رأت أبتسامته وتصميمه على زيادة السرعة ...
صاحت بانفعال : أقف يازاهر ....ليرتخي جسدها مباشرة مرتطم بظهر الكرسي...
أصابه الهلع عندما رأها تفقد الوعي ...فقام بأيقاف السيارة على جانب الطريق ...أقترب منها وبأصابع ترتجف ربت بخفة على خدها ...
تحدث بنبرة خائفة : فوووقي حبيبتي...سامحيني مكنتش أقصد
حاولت بصعوبة كتم أبتسامتها فهي كنت تتصنع فقدان الوعي ...هربت ضحكة من بين شفتيها ...ثم قامت بفتح عينيها: أنا كويسة
لم يستعب عقله للحظات ماحدث وأنها كانت تمثل عليه ...تنهد براحة قائلا بهدوء : كنت بتضحكي عليا وأنا كنت هموت عليكي من الخوف ...حاول الابتعاد عنها ليس غضبا منها ولكن من نفسه بسبب تهوره بزيادة السرعة ولكنها قامت بأمساك كف يديه بحب : بجد بخاف من السرعة العالية وكان ممكن يغمي عليا...وكنت عايزاك توقف العربية بأي طريقة وملقتش غير الطريقة دي
تأمل ملامح وجهها بعشق فهو عاشق متيم ...ظل صامتا مكتفيا بالنظر أليها ...ضغط على كف يديها برقة ثم قال :متعمليش كده تاني ..مش متخيلة إحساسي كان عامل ازاي لما شوفتك أغمى عليكي...حسيت أن روحي بتتسحب مني...
هزت رأسها وهمست: عارفة عشان ده هيكون نفس احساسي ..مش هعمل كده تاني
رفع كف يديها بالقرب من شفتيه وقام بتقبيل باطن يديها برقة :اوعديني
ردت بخفوت:أوعدك
تحرك باتجاه مقعده وقبل تحركه بالسيارة قالت بيسان : بلاش تسوق بسرعة
رد عليها بابتسامة :مش هسوق بسرعة ...ثم تحرك بالسيارة على نفس سرعتها الأولى
أردت بيسان أن يقلل من السرعة...فقامت بوضع يديها على قدميه قائلة بدلال :خايفة لسه من السرعة
حركتها البسيطة على قدميه جعلته يفقد التركيز ...فهمس بصوت أجش:بس كده أحنا هنتأخر
نظرت له بأغراء :بليززز يازاهر...بليززززز
انهارت حصونه ودكت حتى أصبحت مجرد ذرات من الرمل تحت نظراتها وحركات شفتيها المغرية التي توعده بلذة النعيم...قال باستسلام:حاضر هسوق براحة...بس أدعي الطيارة متفوتناش
زينت شفتيها أبتسامة واسعة ...وهي ترد بلهجة رقيقة : مش هنتأخر ....
______
في فندق الفورسيزون...وفي أحدى الغرف
_ مالك ياصفية
_ مليش ياناصر ما أنا كويسة قصادك
تحدث بغير أقتناع : لا مش كويسة وطول الفرح وشك مش بيضحك ولو ضحكتي الضحكة بتطلع منك ميته...
تأففت بضيق : بقولك مفيش
نظر لها بتمعن ثم قال بلهجة هادئة : أحنا مش عشرة يومين يابنت عمي...قولي أيه اللي مضايقك
شعرت بالضيق فهو مصر على معرفة سبب تغيرها...أخذت نفس عميق ثم أخرجته ببطء شديد: هقولك ياناصر...من الوقت اللي زاهر قال هيتجوز بيسان بنت نجم بيه وأنا مش مرتاحة
_ ومش مرتاحة ليه
_ هيتعب معاها وعدم أرتياحي زاد لما شوفتها في الفرح وشوفت زاهر وحسته أنه مضايق بسبب تصميمها أن الفرح يفضل شغال...بيسان دلوعة وزاهر راجل لو أستحمل دلوقتي بكرا لا وممكن تحصل مشاكل بينهم
تحدث ناصر بهدوء : متشغليش بالك باللي هيحصل في المستقبل ...متعرفيش ممكن يحصل أيه...ممكن اللي شاغل بالك ده ميحصلش أبدا ويفضلو مع بعض طول العمر
مطت شفتيها وتمتمت قائلة : ده أبني الوحيد ومش عايزه في يوم يبقا حزين ...أنا معرفش متجوزش ليه واحدة من البلد عندنا من توبنا مش واحدة مولودة في بؤها معلقة من دهب ..واحدة ممكن تقوله شوف أنا بنت مين وأنت أبن مين ..
تحدث ناصر بلهجة صارمة : لحد كده وكفاية ياصفية..أبن أحسن ناس في أسوان...أبن عضو في مجلس الشعب اللي ناس لما يعدي من قصادهم يقومو يقفو أحتراما ليه...اللي الكل بيعمل ليه ألف حساب ...مش معنى أني أشتغلت عند نجم كام سنة يبقا أبني مش مناسب ...أبنك من أكبر عيلة فيكي يأسوان اللي نجم بيعمل ليها ألف حساب ...
شعرت بغضب زوجها وأنها أخطئت...فقالت : حقك عليا
هتف في وجهها : حقك ولا مش حقك ..أقفلي على الكلام في الموضوع ده ...
ردت صفية : حاضر ...
____
حاول كريم الاتصال باأكنان ولكن تليفونه غير متاح ...فقام بالاتصال بمنزله...لترد عليه كاترينا
تحدث بانفعال : فين أكنان
ردت كاترينا بلهجة هادئة : في المستشفى مع زهرة
تحدث باستفسار: مستشفى ليه ومين زهرة دي
أجابته قائلة : زهرة شغالة عنده وفي المستشفى معاهاعشان مامتها ماتت
قطب بين حاجبيه بتمعن ..تمتم بخفوت : من أمتى ياأكنان بتقفل تليفونك وكمان
تحدثت كاترينا : بتقول حاجة ياكريم بيه
فاق من شروده : أه ...قوليلي أسم المستشفى اللي موجود فيها
أغلق الهاتف مباشرة عندما أعطته العنوان ...ثم خرج من المطار بخطى سريعة ...فالموضوع الذي يريد التحدث فيه لا يحتمل التأجيل لدرجة أنه قطع رحلته مقررا البقاء حتى يتحدث مع أكنان...
______
في المستشفى مازالت زهرة موجودة ...ظلت بجوار الباب الموجود بداخله والدتها تأبى التحرك من هذا المكان
...منتظرة بزوغ النهار لكي تقوم بدفن والدتها...
تحدث أكنان بلهجة حانية : ملهوش لزمة وجودك في المستشفى...تعالي معايا عشان تروحي وبكرا الصبح أنا هخلص أجراءات الدفن ...
رفعت رأسها المنحنية ونظرت له بعيون حمراء منتفخة من كثرة البكاء...ردت عليه بصوت متهدج متألم :أنا مش هتحرك من هنا...
لم يتحمل رؤيتها هكذا فقال بأصرار: تعالي معايا وبكرا الصبح هجيبك هنا بنفسي
تحدثت بألم : وأنا بقولك هفضل هنا مش هتحرك الا وهي معايا لحد لحد ماأدفن ...تهدج صوتها فلسانها لم يستطع نطق باقية كلامها
نزعة من الالم توغلت داخل قلبه لرؤيتها هكذا...أقترب منها وقال :هي ماتت... وجودك ملهوش داعي
سيطرتها الهشة على نفسها أنهارت دفعة واحدة عندما قال ماتت ...أخذت الكلمة تتكرر داخل عقلها كصدى الصوت ...كلمته كانت القشة التي جعلتها تفقد ماكانت تدعيه من هدوء ظاهري ...صاحت في وجهه بهستيرية: لااا أنا هفضل هنا... شعرت بارتخاء في قدميها...فجلست على الارض وأسندت ظهرها على الحائط ...أحنت رأسها فوق كلتا ركبتيها وأغمضت عينيها...حدثت نفسها بألم ...خلاص بقيتي وحيدة في الدنيا...ليه سبتيني يأمي...ليه...ليه...أرجيعلي تاني
... أنسابت دموعها بغزارة في صمت...ثم هتفت...أنا محتاجاكي أوي
شعر بالهلع عند رؤيتها هكذا : زهرة...زهرة...حاول جذبها من يديها لكي تقوم
دفعت يده بعنف ...هتفت في وجهه بهستيرية ودموعها لم تتوقف عن التساقط : سبني ..أنا هفضل هنا مش هتحرك
... أخذت تبكي بصوت عالي...
حاول أكنان تهدئتها لكنه فشل ...فجأة أرتخى جسدها أمام عينيه واقعة الارض...فاقدة الوعي
أكنان بهلع : زهررررة... جلس بكلتا ركبتيه على الارض ...حاول افاقتها لكنها ظلت غائبة في عالمها الخاص..هتف بحدة ...دكتور هنا بسرعة
بعد مرور عدة دقائق ...وفي داخل أحدى غرف المستشفى...ظل أكنان واقفا في مكانه يتابع في صمت كل حركة يقوم بيها الطبيب وهو يكشف على زهرة
عندما أنتهى الطبيب قال: أضطريت أديها حقنة مهدئة وكلها كام ساعة وتفوق
بدون أن تتحرك شفتيه بالكلام ...أشار للطبيب بالأنصراف...بمجرد خروجه وأغلاق الباب جذب أقرب كرسي في متناول يديه ووضعه بالقرب من فراشها...جلس عليه ونظر لها بشرود ...محدثا نفسه...لحد أمتى هتسأل نفسك ليه هي بالذات بتعمل معاها كده...وليه خوفك وهلعك عليها لما أغمى عليها...معقولة لسه بتسأل...فين ذكائك؟
فاق من شروده على صوت طرقات على الباب...بمجرد ألتفاته لأعطاء الأذن بالدخول...وجد كريم أمامه
شعر كريم بالفضول عند رؤية أكنان جالسا بجوارها وملامح وجهه حزينة..
أندهش أكنان من تواجد كريم هنا ...نهض من مكانه قائلا بخفوت : أنت مسافرتش ليه
أشار كريم باتجاه الفراش : هو في أيه بالظبط ...أيه اللي بيحصل وأنت مخبيه عن الكل
رد بضيق : تعالى نتكلم برا
وفي خارج الغرفة
تحدث أكنان بهدوء : مقولتيلش أنت ليه لحد دلوقتي مسافرتش...وأيه اللي خلاك تفوت رحلتك وتيجي ليا هنا
_ أيه أخبار صفقة الشركة الصينية
_ مالها الصفقة وليه السؤال ده دلوقتي
_ ماهو ده السبب اللي خلاني أفوت رحلتي
هز أكنان رأسه بعدم فهم : بلاش كلام الالغاز ...أتكلم علطول...
رد كريم : هقول السبب ...قبل ماأركب الطيارة سمعت خبر في النشرة أن صاحب الشركة أيلون أتفق مع مجموعة الشهاب في صفقة المنتجع السياحي
أبتسم أكنان قائلا : وأنت بقا ضيعت وقتك ومسافرتش عشان خاطر كده ...متصلتش بيا ليها ووفرت على نفسك وقتك اللي ضيعته على الفاضي
أبتسم بتهكم ورد قائلا: ماهو لو تليفونك مفتوح وعرفت أتصل بيك ...كان زماني سافرت دلوقتي ...بس أعمل أيه في قلبي الطيب...قولت لازم أبلغك باللي سمعته عشان عارف أنك لو خسرت الصفقة دي هتخسر كتير
أخرج تليفونه من جيبه ووجده مغلق...تحدث بذهول : التليفون مقفول بجد ...دي أول مرة تحصل
سأل كريم بلهجة فضولية : وياترى السبب أيه ...والسبب ليه علاقة بالبنت اللي جوا
قال بنبرة حازمة : ملكش دعوة بيها ...خليك في موضوع الصفقة اللى ضيعت رحلتك عشانها...من الأخر كل اللي سمعته ده شوشرة وايلون مش عبيط عشان يدي الصفقة للي أسمه شهاب
رد كريم بهدوء: طب من غير نرفزة ...مش هجيب سيرتها ...وعلى العموم مفيش دخان من غير نار وخد حذرك بعد كده
قال بهدوء :هاخد حذري أكتر ...
قطع حديثهم أصوات مرتفعة على بعد عدة أمتار
أشارت ضحى لولدتها : الموظف بتاع الاستقبال قال أنها موجودة في الاوضة اللي هناك ...
تحدثت أمينة بدعاء: أن شاء الله خير
ضحى بصوت مضطرب : زمانها محتاجنا أوي جنبها ياماما...بقا ملهاش حد غيرنا
وعندما أقتربو من الغرفة تفاجئت بتواجد كريم أمامها
ضحى بلهجة مضطربة : حضرتك
كريم بذهول: أنتي
سألت أمينه أبنتها : هو مين ده
تمتمت ضحى بخفوت : ده كريم بيه ياماما ...كريم اللي كلمتك عنه
هزت رأسها عندما تذكرت: أه أفتكرت ... السلام عليكم
رد كلا من أكنان وكريم قائلين : وعليكم السلام
ثم توجهت بحديثها ناحية كريم : شكرا ليك يأبني على كل اللي عملته مع بنتي ...ثم قامت بالدعاء له...يارب ياسعدك يابني سعادة دايمه مفهاش حزن....ويرزقك الله كل ماهو جميل ويملىء قلبك بالسعادة
رد كريم : أنا معملتش حاجة تستاهل ...أي حد مكاني كان ممكن يعمل كده
هزت رأسها نافية : لا مش أي حد ...ولاد الاصول المتربين هما اللي مش بيسكتو على الغلط وبيساعدو المحتاج وأنت أبن أصول
زينت شفتيه أبتسامة خفيفة: العفو ...عشان أنتو ناس طيبين ربنا وقف اللي يساعد ضحى ....أنا كنت مجرد وسيلة
ردت أمينة والابتسامة تزين محياها :ونعم الاخلاق ...أحنا مش عارفين هنرد جميلك أزاي ...
قال ببتسامة: أنا معملتش حاجة تستاهل ولو عايزه ترديلي الجميل يبقا تعزميني في مرة على الاكل عندكم...أصل أنا طول عمري عايش برا وأسمع على حلاوة وجمال الاكل هنا
هتفت بابتسامة : من عينيا هعملك أحلى أكل ...بكرا تشرفنا وهتدوق أحلى حاجة
شعرت ضحى بالخجل...همست لأمها : ازاي الكلام ده ومامت زهرة وجنازتها
ردت بخفوت : يالهوووي أنا نسيت ...ثم وجهت كلامها الى كريم...معلش العزومة هتتأخر شوية ...عشان عندنا حالة وفاة
ظل أكنان متابع صامت للحوار الدائر بينهم ...لاحظ نظرات كريم الخاصة لضحى وأهتمامه الزائد بيها ...
سأل كريم : مين اللي مات
تحدث أكنان قائلا : أم زهرة ...ثم توجه بكلامه الى ضحى وأمها ...أدخلو ليها هي محتاجكم معاها لما تفوق
سألت ضحى بفضول : حضرتك اللى أتصلت بيا
رد أكنان بهدوء : أيوه ...بعد أذنكم وأشار الى كريم بالتحرك معاه
قال كريم : هستئذن دلوقتي وأكيد هنتقابل بعدين ...ثم أنصرف مع أكنان
تذكر كريم من تكون زهرة فهتف قائلا : زهرة دي تبقا صاحبة ضحى
أستشعر أكنان الي أين ممكن يؤدي الكلام ...فقال بمرواغة : مين ضحى دي وباين حكايتها طويلة ...بس باين من نظراتك ليها ...أن في حاجة
رد كريم بارتباك : بنت ساعدتها وبس ...ومفيش حاجة بينا
غمز بمكر : وساعدتها أزاي
_ الموضوع طويل هبقا أحكيه ليك بعدين...
_ وأنا هستنى
_ وأنت أيه حكايتك مع زهرة
رد بابتسامة ماكرة : لما تحكيلي الاول هبقا أحيكلك
أبتسم كريم بخفة وقال: ماشي أتفقنا
سأل أكنان : هتسافر أمتي
سكت لعدة ثواني قبل الرد حتى قرر ماذا يريد : هاا ..أجلت السفر بعدين ...لحد مانشوف حل لشهاب
غمز له بأحد حاجبيه : عليا الكلام ده ...بس هعديها ليك
قال كريم مستفسرا : أخبار بيسان أيه
ضرب على رأسه بخفه ...ليهتف قائلا : ياااه ده نسيت خالص
سأل كريم بفضول : نسيت أيه
هتف بضيق : بعدين ياكريم ...سلااااام دلوقتي....وعندما أنصرف كريم...أخرج هاتفه وقام بتشغيله ...وأتصل برقم ببيسان..فهو أستئذن منها وقال أنه سيعود سريعا...لكن ماحدث بعد ذلك من وفاة والدة زهرة جعلته يخلف وعده بعدم العودة سريعا ..هتف بغضب: زمان بيسان زعلانة منك ...
___
في المطار
أخفى زاهر غضبه بصعوبة ..تحدث بهدوء ولكنه كان يغلي داخليا : سوق براحة يازاهر ...بخاف بخااااف ...أهو الطيارة فاتتنا
زمت شفتيها بحركة طفولية : وأنا ذنبي أيه
عقد بين حاجبيه بعبوس : طبعا ملكيش ذنب ياحبي
ردت بتوتر : أنت بتتريق عليا
_ لا العفو مش بتريق ...أنا السبب
_ طب هنعمل أيه دلوقتي
فكر زاهر في حل لوضعهم هذا ..وبعد تفكير طرأت على باله فكرة جعلته يبتسم ...فهتف قائلا : لقيت حل
سألت بفضول : حل أيه؟
زينت شفتيه أبتسامة ماكرة : هنقضي شهر العسل في الصعيد في بيت العيلة
أتسعت عينيها بصدمة وهي تقول : أنت بتتكلم جد
غمز لها قائلا : طبعا ...هروح أشوف أقرب رحلة طالعة أمتى ...وتحرك مبتعدا
هتفت بيسان : أستنى يازاهر بس ...
تحدث بأصرار: خلاص يابيسان أنا قررت ...ثم تركها غير مبالي بمنادتها له
تكلمت بلهجة عالية حتى يسمعها:أنا مش عايزه أسافر ...أسمع الجو حر موووت ...زاااااهر أستنى
سمعت رن هاتفها المتواصل ...قالت بحدة : الووووو دون النظر الى رقم المتصل
_ لدرجة دي زعلانه مني
_ عندما سمعت صوته ...شعرت بالهدوء ...أخذت عدة لحظات حتى أستوعبت ماقال ...وهزعل منك ليه ياكينو
_ عشان وعدتك أجي علطول بعد مأخلص مشواري المهم
أبتسمت بيسان بخفة : لا مش زعلانة ....أنااتلهيت في الفرح واللي حصل بعد كده ...ملحقتش أسألك قبل ماتمشي مشوار أيه المهم اللي خلاك تسيب فرحي
تحدث بارتباك : مش لزم تعرفي ...هبقا أقولك بعدين
قالت مبتسمة وهي تحك أنفها بخفة: أنفي البوليسية تخبرني بوجود رائحة أنثى في هذا المشوار
زينت ملامح وجه شبه أبتسامة : خليكي دلوقتي في زاهر وشهر العسل وهنبقا نتكلم مع بعض
زمت شفتيها بضيق عندما تذكرت ماحدث ..قالت بعبوس : شهر عسلي الضرب بعد ماميعاد الطيارة فاتنا وناوي يخلني أقضي شهر العسل في الصعيد ..تخيل ياأكنان أنا شهر عسلي هيكون في الصعيد في بيت أهله
سأل أكنان : ومين السبب ان ميعاد الطيارة يفوت
أجابت بارتباك : أااانا
تحدث أكنان بهدوء : يبقا بلاش تنكدي على نفسك ...
تمتمت بضيق : بس
قال بلهجة حازمة : من غير بس يابيسان زاهر بيحبك ...بلاش نكد
ردت بضيق : حاضر ...سلاااام أنا شايفة زاهر جاي
_ سلاااام يابيسان هبقا أتصل بيكي بعدين
_______
وفي الغرفة الموجودة بداخلها زهرة...
عندما رأتها أمينه بهذا الوضع ...نائمة طريحة الفراش لا حول لها ولا قوة ... شهقت بحزن : ياعيني عليكي يابنتي
قالت ضحى بخفوت : وطي صوتك ياماما
جلست ضحى وأمها بجوار الفراش
تمتمت ضحى بخفوت : قولتي لبابا يعمل عزا للست هدي
ردت أمينة بخفوت : من غير ماحد فينا يتكلم ...أبوكي بيعرف في الواجب وهو قال من نفسه أنه هيتكفل بكل حاجة ...بس تعرفي اللي أسمه كريم محترم أوي ...ربنا يبارك في شبابه...لما نفوق من جنازة وعزا الست هدى هعمله أحلى أكل ..
قالت ضحى بارتباك : أااه عندك حق ياماما ....
قالت أمينة: مش حسه بحاجة غريبة ياضحى ...الراجل اللي شغاله عنده زهرة
سألت بفضول : ماله
قالت أمينه بلهجة مترددة : أنه هو اللي أتصل وفضل مع زهرة لحد ماأحنا جينا
_ أنا شايفة واحد مرضاش يسيب واحدة وهي أمها متوفيه
_____
بمجرد أخباره أنها أستيقظت وتريد الانصراف مع جاراتها ...ذهب اليها مباشرة ...وبمجرد أن دلف الى الداخل وجد ضحى تقوم بأسنادها متجهين ناحية الباب لكي ينصرفو
هتف قائلا : هخلي السواق يوصلكم
قالت زهرة : كفايه تعبك معايا لحد كده ...عم عبد الفتاح هيجيب لينا عربية دلوقت
تحدث بحدة : مفهاش تعب ...أتصلو بيه وقولي مفيش داعي يتعب نفسه ...عربيتي وسواقها موجودين
وبعد شد وجذب وافقت زاهرة على مضض على ركوب سيارة أكنان
____
ظلت بيسان صامتة طوال الرحلة حتى وصلت الى بيت العائلة...
هتفت سعدة الخادمة عندما رأت زاهر ..وأخذت تزغرط : لوووولي ...زاهر بيه وعروسته...أهنه...
ابتسم زاهر : أزيك ياسعدة ...
سعدة بفضول عندما رأتهم بمفردهم : أومال فين ناصر بيه والست الحاجة
رد أكنان : لسه في مصر...الاوضة بتاعتي جاهزة
ردت سعدة : أوضتك ديما متوضبة يازاهر بيه...مش محتاج مني أيتوها حاجة
تحدث بهدوء : شكرا ياسعدة ...ثم أمسك بكف بيسان برقة ...كلها لحظات وتشوفي أوضتي ...هتعجبك أوي
مطت شفتيها بضيق : أنا مضايقة منك ومش هكلمك
أدعى عدم الفهم : مضايقة مني وأنا عاملتك حاجة
نظرة له بعبوس : مضايقة عشان صممت على اللي في دماغك
أبتسم بخفة : أنا متأكده أنك هتتبسطي أوي ..
_ أشك
_ وأنا واثق أنك هتقوليلي خلينا هنا شهر فوق شهر العسل
هزت رأسها برفض ...وصممت على عدم الرد ...
قال بهدوء : هو فينا من كده
وبدون سبق أنذار وجدت نفسها محمولة بين كلتا ذراعيه ..صرخت في وجهه : نزلني ...لم يبالي بصراخها..وصعد بيها حتى باب غرفته ...ثم قام بأنزالها..
أبتسم بمكر : نورتي أوضتي ياعروسة ...وفتح لها باب الغرفة على مصرعيه
زمت شفتيها وهي تقول : هدخل طبعا أومال هروح فين دلوقتي...دلفت وهي تدق بحذائها بعنف على أرضية الغرفة...
تحدث بمكر : أنا نازل أجيب الشنط ...ياتري فيها أيه
قالت بارتباك : أنت بتحلم مفيش حاجة ماللي في دماغك هتحصل
غمز لها بمكر وابتسامة واسعة تزيين شفتيه : هنشوف ...
________
سمع أحمد خبر وفاة والدة زهرة فذهب اليها مباشرة ...لكنه وصل متأخر بعد أنصراف الجميع ...دلف الى الداخل فوجد زهرة ورجل أخر في الشقة...تفاجئت زهرة بوجود أحمد أمامها مباشرة
لم يبالي أحمد بهذا الراجل... تجاهل وجوده تماما ...نظر لها برقة وتحدث قائلا : البقاء لله
ردت بذهول : الحمد الحمد لله
قال بلهجة أسفة : عايزك تسامحيني على كل اللي عملته معاكي
_ مش وقته الكلام ده يأحمد
شعر أكنان بالغضب عندما نطقت أحمد فهو تذكر الاسم بمجرد خروجه من بين شفتيها ...أراد الفتك بيه ...لكنه تحكم في غضبه بصعوبة وظل مستمع للحوار الدائر بينهم
قال أحمد بأسف : أنا عارف أنه مش وقته...بس أنا عايزك تسامحيني على كل غلطة أرتكتبها في حقك...أنا عرفت باللي حصل زمان ...عرفت رشا عملت معاكي أيه ....عرفت أنها هي اللي لبستك تهمت السرقة وأن والدك مات بسبب اللي عملته رشا فيكي ...بسبب غيرتها منك ....أنا طلقتها خلاص ...سامحيني يازهرة أنا جيت عليكي كتير وظلمتك وبعد كل ده هددتك ...
قالت بألم : ملهوش لزمة الكلام ياحمد ...أنا مش زعلانة منك ...عشان شيلتك من تفكيري تماما
هتف بانفعال : أنتي بتقولي أيه
ردت بفتور : اللي سمعته ...أمشي ياحمد وياريت مشوفكش تاني
تحدث أحمد برجاء : أنتي لسه بتحبيني أنا متأكد من كده ... أنا عايز أتجوزك يازهرة
شعر أكنان بالغضب عندما علم بكمية الظلم الذي تعرضت له زهرة من المدعو أحمد والمسماة رشا وشعر بالغضب من نفسه أيضا فهو شارك أيضا في ظلمها
وبمجرد سماعه عرض الزواج صاح بغضب : بتقولك أطلع برا
التفت أحمد له قائلا بضيق : وأنت مين بقا
هتف أكنان : ملكش فيها
وكاد كلاهما يمسك في الاخر ...لولا صياح زهرة : عشان خاطري أمشي ...لو ليا معزة عندك
رد بعناد : مين ده الاول
قالت برجاء : عشان خاطري
فكر أحمد للحظات مقدرا الموقف ..لو دخل في شجار مع هذا الشخص سيخرج خاسرا فهو ضعف حجمه ...رد عليه باستسلام : حاضر عشان خاطرك
ردت زهرة بامنتان : شكراا
وأنصرف أحمد بعدها مباشرة
لم يتبقى سوى زهرة وأكنان وأصبح كلايهما في مواجهة الاخر
أكنان بأصرار: يلا معايا عشان أوصلك
ردت بتعب : توصلني فين
نظر لها بتمعن : أوصلك فين وأنتي كنتي عايشة فين قبل كده
...مش أنتي شغالة عندي وفي نفس الوقت عايشة هناك
قالت بلهجة مرهقة : كنت عايشة عندك عشان ظروف مرض أمي وشغلى ومكنتش أقدر أوفق كل ده مع بعض...ودلوقتي السبب اللي كان مخليني مضطرة أعيش عندك خلاص
سألها مستفسرا : تقصدي أيه بكلامك
قالت بفتور: قصدي أن مينفعش أعيش عندك تاني
رد برفض : ومينفعش ليه
تنهدت بحدة : زمان عشان خاطر أمي الله يرحمها ...ودلوقتي مينفعش عشان الناس ممكن تتكلم
تحدث بأصرار : هو أنتي نسيتي شغلك عندك ..المسافة من هنا لشقتي بعيدة ...أزاي هتوفقي بينهم
أجابته بتعب: هوفق أن شاء الله ..ممكن تمشي عشان بجد تعبانة أوي وعايزه أنام
يأس أكنان من محاولة أقناعها بالذهاب معاه وقبل خروجه هتف بغضب : أنتي الخسرانة ...ومن بكرا تيجي الشغل ثم أغلق الباب خلفه بعنف...وجد السائق بانتظاره في الخارج بالقرب من السيارة
تحدث السائق قائلا : أوصل حضرتك فين
صاح بغضب : غورمن وشي ...ليدلف الي السيارة وجلس في كرسي السائق وأنطلق بأقصى سرعة تاركا خلفه زوبعة من الاتربة...ظل يقود بدون أدارك منه...نظر للمكان الذي توقف فيه بصدمة ...حدث نفسه بألم : معقولة يأكنان بعد السينين دي كلها ...تجيبك رجلك في المكان ده...لأمتى يازوزو ...قوليلي لأمتى هفضل عايش بذنبك...لأمتى هفضل أكنان اللي بيأذي غيره ...دبحتك وذليت زهرة...
يتبع..
رواية زهرة ولكن دميمة البارت الثامن عشر بقلم سلمى محمد
يأس أكنان من محاولة أقناعها بالذهاب معاه وقبل خروجه هتف بغضب : أنتي الخسرانة ...ومن بكرا تيجي الشغل ثم أغلق الباب خلفه بعنف...وجد السائق بانتظاره في الخارج بالقرب من السيارة
تحدث السائق قائلا : أوصل حضرتك فين
صاح بغضب : غورمن وشي ...ليدلف الي السيارة ...جلس في كرسي السائق وأنطلق بأقصى سرعة تاركا خلفه زوبعة من الاتربة...ظل يقود بدون أدارك منه الى أي جهة يسوق...نظر للمكان الذي توقف فيه بصدمة ...حدث نفسه بألم : معقولة يأكنان بعد السينين دي كلها ...تجيبك رجلك في المكان ده...لأمتى يازوزو ...قوليلي لأمتى هفضل عايش بذنبك...لأمتى هفضل أكنان اللي بيأذي غيره ...دبحتك وذليت زهرة...ماحدث مع زوزو جعل روحه مشوهة...هتف بغضب...ليه؟؟؟ليه جيت هنا...مش كفاية لحد كده ياأكنان...مش كفاية عذاب ...أنت بقالك سينين بتكفرعن ذنبك...وبعد مرور فترة من مناجاة نفسه والدعاء ...شعر بالهدوء النفسي...وأعترف لنفسه بحبها...لمعت عينيه عندما وصل منحنى أفكاره عند هذه النقطة...هز رأسه بتصميم...مقررا الاعتراف لها بمشاعره تجاهها ولكن قبل المواجهة يجب أن يقوم بدفن الماضي...خطى باتجاه سيارته بتصميم وعزيمة...وأنطلق بيها الى الجراج الخاص بيه ...ترجل من سيارته ....وأقترب من سيارته القديمة فهي ظلت سنوات مركونة من يوم الحادث المشؤم...وضعها بنفسه هنا وكل فترة كان يأتي لمشاهدتها فقط من الخارج دون يجرؤ على قيادتها...لم يستطع التخلص منها...فهو أراد وجودها لكي تذكره بما فعل من ذنب لا يغتفر...
دلف الى داخلها بعزم ثابت...مقررا قيادتها والتخلص منها...وطوي صفحة الماضي...وضع يديه على عجلة القيادة ..أستعدادا لتشغيلها...فجأة رن هاتفه..فقام بأخرجه من جيبه...ورفعه فى تجاه وجهه لرؤية رقم المتصل...أمسكه بحركة خاطئة ...ليقع على ارضيه السيارة..هتف بحدة : أووووف ...هو ده وقت...ثم أحنى رأسه لألتقاطه...لفت نظره بريق يلمع في الركن..أمتلكه الفضول لمعرفة ماهية هذا الشيء ...مد أصابع يده وأمسكه... رجع في مكانه وقبضة يده مغلقة على ماأمسكه...فتح كف يديه...ناظرا له...
تمتم بخفوت: فردة حلق...فردة حلق...شرد للحظات...وميض ذكرياته تفجر دفعة واحدة داخل عقله...ليهتف بصدمة : مستحيل...مستحيل...طب أزاي...دي فردة الحلق الضايعة بتاعت زهرة...وأخر حد ركب العربية معايا كانت زوزو...هز رأسه بعنف غير مصدق مارأت عينيه...العربية متفتحتش من زمان...ايه اللي جاب فردة الحلق دي هنا....مستحيل تكون بتاعت زوزو...طب أزاي...زهرة مش زوزو ...وزوزو مش شكل زهرة...السر فين...تنفس بعمق...أهدى يأكنان وفكر بعقلك...أستعاد ما مر من مواقف له مع زهرة ...مستحيل زهرة تكون زوزو ...تسرب الشك بالتدريج داخل عقله...فقرر كسر الشك باليقين ومعرفة كل شيء عنها....حدث نفسه : هتصل بأمين يجمعلي معلومات عنها ...بس أنا مش هستحمل الكام الساعة وممكن يوم عشان يجمعلي المعلومات عنها...تذكر زهرة وأحمد وعلاقتهم الوثيقة...وأيضا تذكر أنه كلف أحد الحراس عنده بمراقبة جميع تحركاته...أمسك هاتفه وقام بالاتصال بهذا الحارس...أخذ منه العنوان وفي خلال أقل من ربع ساعة كان موجود أمام باب شقته...وضع أبهامه على جرس الباب ...
في داخل غرفة رشا وبجوارها والدتها
القت أبتسام نظرة على رشا تدل على الضيق : كفاية لحد كده يارشا وتعالي معايا...حالتك مش عاجبني وسايبة البنات مش نضاف ...ده أنا أول مادخلت قالوللي أنهم ميتين من الجوع...أنا بنفسي خلتهم ياخدو شاور وأكلتهم ودلوقتي هما نايمين
ردت بانفعال : أنا مش هتحرك من شقتي ....هفضل هنا هروح معاكي
لم ترد عليها ولكنها نهضت من جانب أبنتها وأغلقت مصاريع النافذة...فبرودة الهواء كانت لاتحتمل...قالت بهدوء ظاهري:أسمعي الكلام وبلاش عناد يارشا ...أنتي شايفة نفسك عاملة أزاي...شكلك بقا زي الشبح ...
هزت رأسها بعنف : بقولك لأ أنا هفضل هنا في شقتي مع جوزي وبناتي
قالت أبتسام : فوووقي يارشا أحمد طلقك ...وعمره ماهيرجع ليكي طول مانتي بالمنظر ده...
أهتز جسد رشا بشدة وهي تقول : أحمد هيرجعلي...وزي ماخلته يتجوزني هخليه يرجعلي...نهضت من مكانها بحركة مترنحة ...متجهة ناحية الدولاب ...أخرجت منه عدة صور...وأقتربت من أمها...
نظرت لها أبتسام بقلق وهي ترى أضطراب أبنتها الواضح ...
جعلتها رشا تشاهد الصور: الصورة دي من فرحنا شوفي كان بيضحك ليا أزاي ...والصورة دي وأحنا بنرقص مع بعض ...وشايفة الصورة دي ...الصورة دي بتقول أنا الكسبانة وزهرة الخسرانة ...وأشارت بأبهامها على زهرة وهي تقف على عدة أمتار بجوارهم ...دي بقا زهرة ...شوفتي بصت القهر اللي في عينيها وأنا برقص مع أحمد في فرحنا...ضحكت بهستيرية ...مكنتش مصدقة لما أتصلت بيها...جيت جري عشان تتأكد...ثم مطت شفتيها متصنعة الحزن وقالت ....ياحراااام مصعبتش عليا....
نظرت لها بصدمة : كفااااية يارشا مش عايزه أٍسمع حاجة تاني...كفاية صدمات ليا فيكي...
أشارت رشا لخارج الغرفة ..وقالت باضطراب: أنا سامعة جرس الباب...هروح أشوف مين...ثم خرجت من الغرفة وتبعتها أبتسام مباشرة
فتحت رشا الباب وقالت : نعم
دلف أكنان الي الداخل مباشرة...تحدث ببرود : عايز أكلم أحمد
ظلت رشا صامته تتأمل الغريب...كرر سؤاله قائلا : عايز أكلم أحمد
قالت رشا : أنت مين وعايز أحمد لها
نظر لها بتمعن وقال: وأنتي مين
_ أنا مرات أحمد
_ رشا صح
_ أيوه ...مقولتش أنت عايزه ليه
ظهر على وجهه تعبير شرير عندما أكدت تخمينه... أصبحت عينيه داكنتين...خطت رشا الى الخلف بخوف...لكن يده أمسكت رسغها بعنف: أنت بقا رشا اللي أذت زهرة
صاحت أبتسام في وجهه : سيب بنتي بدل ماتصل باخوها يسجنك
نفض يديه بقرف دافعا أيها..قال بهدوء: أنتي مش أد الكلمتين دول...متعرفيش بتكلمي مين ...
هتفت بغضب : أطلع برا
رد بلامبالاة : فين أحمد الاول...
نتيجة دفعه لرشا سقطت الصورة الممسكة بيها تحت قدميه...خطى خطوة للامام ...داس بطرف حذائه على الصورة ...حرك قدميه للاطاحة بيها...أتسعت عينيه بصدمة وهو يرها بعد هذا السنوات ...أحنى ظهره وبأصابع مترددة ألتقط الصورة ...هتف بحدة قائلا : مين دي
ردت رشا بتقزز عندما أشار الى صورة زهرة : دي ولا حاجة ....
نظر لها بوجه شرير : بقول مين دي
ردت رشا بخوف : زهرة ...دي تبقا زهرة
بنبرة قاسية قال : عايزك تحكيلي كل اللي عملتيه معاها بالتفصيل
هتفت أبتسام : أطلع برا بدل ماأتصل بأبني معتز يحسبك ...أبني ظابط على فكرة
جلس أكنان على أقرب كرسي واضعا قدم فوق الاخري ..وقال بابتسامة ساخرة : وأنا بتليفون واحد بس مني ...أطردلك أبنك من شغلي
شعرت أبتسام بالخوف من تهديده فمظهره وطريقة كلامه تخبرها أنه قادر على تنفيذ كلامه...فقررت أعطائه مايريد من معلومات : أنا حكيلك كل حاجة
مع كل كلمة تنطقها...جعلت سخطه في أزدياد...بمجرد أنتهائها ...نهض من مكانه بغضب هائل من نفسه ...من الجميع فالكل قام بأذيتها حتى هو ...قال لهم بلهجة قاسية : اللي حصل مش هعديه بالساهل ...حدث نفسه ...وأنت يأكنان هتجيب حقها منك أزاي...ثم أنصرف من داخل الشقة يكاد لا يرى أمامه من شدة غضبه...
بمجرد خروجه أخذت رشا تضحك بهسترية : شوفتي ياماما ...حتى هو مدلوق عليها...هي فيها أيه زيادة عني ...أستمرت في الضحك بصوت عالي...حاولت أبتسام تهدئته لكنها أستمرت في الضحك...أستيقظت الفتاتين مفزوعتين من نومهم على صوت أمهم...رمت الفتانين نفسهم في حضن جدتهم ...فقامت بضمهم بحنو ..
كررت أبتسام توسلها: الله يهديكي كفاية ...بناتك خايفين منك
بعد فترة هدئت رشا وتوقفت عن الضحك
قالت أبتسام برجاء: تعالي معايا
هزت رشا رأسها بالنفي وقالت بهدوء: أنا داخلة أنام
وعندما أختفت رشا من أمامها ...أتصلت بأبنها لكي يأتي لشقة شقيقته في منتهى السرعة
_____
تقلبت بيسان على الفراش بعدم راحة ...فتحت عينيها بالتدريج ونظرت للسقف بعيون ناعسة...لفتها أنه ليس المنظر المتعودة عليه عندما تستيقظ ...مرت مشاهد ضبيبة لزاهر وهو يقوم بنزع ملابسها....أبتسمت بخفة متخيلة أنه حلم...
فتح الباب ودلف زاهر...حاملا بين يديه صينية محملة بالطعام ...
أبتسم قائلا: صباح الخير ....لو مكنتيش صحيتي ...كنت صحيتك بنفسي...
نزعت الغطاء من فوقها ...حتى تستطيع الجلوس براحة....أتسعت عينيها بصدمة عندما رأت ماترديه من غلالة نوم رقيقة...خضبت حمرة الخجل وجنتيها ...قالت بحدة : مكنش حلم ...أزاي تعمل كده وتغيرلي هدومي وأنا نايمة
غمز له بخبث : ده أنا يدوب عقبال ماطلعت الشنط لقتك نايمة بهدومك ....حاولت أصحيكي مصحتيش...أبتسم بمكر...ده أنتي طلع نومك تقيل
زمت شفتيها بحركة طفولية : أنا مش نومي تقيل
هز كتفيه وقال : ده أنا غيرتلك هدومك وفضلتي نايمة متحركتيش خالص
...كلمة شرف مني متجاوزتش حدودي....
تذكرت شعورها بالسعادة وهي متخيلة أنها تحلم...قالت بخجل: طب ممكن تدور وشك ...عشان عايزه أقوم أدخل أخد شاور
زينت شفتيه أبتسامة متلاعبة : ملهوش داعي الكسوف ...ماأناشوفت كل حاجة
هتفت بخجل : زاااهر
رد بابتسامة : حاضر هدور وشي...خدي شاور بسرعة عشان محضرلك حتت برجرام سياحي هتتبسطي منه أوي
ضيقت بين حاجبيها بعبوس ...متمتمه بخفوت : أشك
سأل زاهر : بتقولي حاجة ياروحي
_ بقول أي حاجة منك أكيد هتطلع حلوة
أجاب بثقة : طبعا ...
دافت بعدها مباشرة الى الحمام...
زاهر كان جالس على الفراش ...ناظرا باتجاه باب الحمام ...والابتسامة تزيين شفتيه...أتسعت عينيه بصدمة ...نهض من مكانه مفزوع ...يامصبتك السودة يازاهر...وأتجه ناحيه باب الحمام ..همس بخفوت : فتحي ...أمشي دلوقتي يافتحي دي بتخاف من نفسها...أمشي أبوس رجلك...أمشي الله يخليك ...ده أنا جايبها هنا بالغصب...
نظر له فتحي ببلاهة وبالرغم من توسل زاهر له رفض التزحزح من مكانه ...
همس بغضب : بقولك أمشي ...هتبوظلي تخطيطي...دي ممكن تخلعني فيها...أمشي أنت دلوقتي وأنا هظبطك...مش عايز تتحرك يابارد ..مادام الزوق مش نافع معاك ...يبقا أستعمل العنف...ألتقط أقرب شيء بجانبه كانت المنشفة ...وقام بتحريكها أمامه ...في هذا الوقت خرجت بيسان ورأت زاهر يتصرف بغرابة
سألت بفضول : مالك يازاهر بتلف الفوطة في الهوا كده ليه
غمز لفتحي بمعنى أثبت في مكانك وقال بهدوء ظاهري: كان في ناموسة بهشها...
نظرت له بتوتر وهي ترى تعبيرات وجهه وتلويحه بايده الحرة خلفها : قولي بصراحة يازاهر ...هو في حاجة ورايا
تصنع الهدوء وقال : أبدا ياحبي ...مفيش حاجة
_ أومال بتعمل كده له
_ مانا قولتلك بهش ناموسة
_ بجد يازاهر
_ طبعا بجد ..ومالك وافقة عندك ليه ...ماتتحركي ...قطع كلامه صائحا عندما رأى حركة فتحى المتأهبة...أوعى يافتحي
فصرخت بيسان برعب هي أيضا
____
في شقة والدي ضحى...في داخل غرفة نومهم
قال بملامح متهجمة : أنا تعبت يأمينة....
_ حصل ايه ياحج
_ مبقتش مرتاح في العيشة هنا ...مش مرتاح لنظرات الناس
_هو حد قالك حاجة ضايقتك
تحدث بحدة: كنت قطعت لسان اللي بيتكلم...بس مبقتش مرتاح...أنا فكرت كتير وخلاص خدت قرار
سألت أمينة : قرار ايه؟
قال بلهجة حازمة : هنسيب الشقة هنا ..وهنعيش في منطقة تانية منعرفش حد فيها ولاحد يعرفنا
خرجت الكلمات بصعوبة من حلقها: أنت بتقول أيه ياحج ...أحنا طول عمرنا عايشين هنا بين أهلنا وناسنا ...مستحيل الكلام اللي بتقوله ده
تكلم بحدة : المستحيل أننا نفضل هنا بعد اللي حصل مع ضحى
ردت بألم : لسه بردو ...بعد اللي حكيته ليك وأن ضحى كويسة
_ نظرات الناس مبترحمش يأمينة...أحنا أطمينا عليها...طب والناس...مفيش حد مصدق أنها طلعت من المصيبة دي كويسة...ومين هيقدر يتقدملها من المنطقة ولو غريب وجاه سأل هيطفش بعد مايعرف حكايتها...زي مابقولك مفيش قصادنا غير اننا نعزل من هنا...فكري في مستقبل ضحى بعدين ...أكيد مش عايزها تعنس جنبك
هزت رأسها بالنفي: طبعا لأ...طب وشغلك
_ قدمت على معاش مبكر
_ يالهوووي هتسيب الشركة
_ مفيش حل قصادي غير كده ...المعاش مع الفلوس اللي محوشها هفتح سوبر ماركت
_ وحسام ؟؟؟
_ هو كمان هيسيب الشركة وهنشتغل مع بعض
هتفت أمينه : يالهوووي ...هو كمان
رد بضيق: وبعدين معاكي يأمينة
قالت أمينة بقلة حيلة : لا حول ولا قوة الا بالله ...اللي تشوفه صح أعمله ياحج...
نهض من مكانه وقال : أنا خارج عايزه حاجة من برا
هزت رأسها نافية ...أتجه ناحيه الباب وقبل تحريكه المقبض...
نادت أمينه : أستنى ياحج ...في موضوع كنت عايزه أكلمك فيه
سأل عبد الفتاح: خير ...موضوع أيه
وحكت له ماحدث مع كريم وعزومتها له ...عندما أنتهت من حديثها...سألت بتوتر: متزعلش مني أني قولت ليه يجي في أي وقت قبل ماأخد الأذن منك
تحدث بهدوء: مش زعلان يأمينة...أنا نفسي أرد ليه جميله اللي هفضل شيله طول العمر فوق راسي...أنا حاولت أخد نمرته من محسن ومرضاش ...حاولت أقابله ومعرفتش عشان أشكره ...كويس أنه هيشرفنا في البيت...هو هيجي أمتى عشان أقوم معاه بأحلى واجب ضيافة
ردت أمينه : كمان كام يوم ...هو هيتصل بينا
قال عبد الفتاح: تمام نكون عملنا حسابنا ..
_______
قاد أكنان سيارته بسرعة هائلة...حتى وصل ألى شقته ...وفي داخل غرفته ...أخرج من جيبه صورتها صورة زوزو التي أخذها من فوق الأرض....تأمل كل تفصيله فيها...بدايه من فستانها..وشعرها الحريري ذو اللون البني وعيونها الزرقاء التي ظلت تطارده في أحلامه لوقت طويل...أنصدم من نظرات زهرة الى أحمد ...نظرة عاشقة تزنف ألما...هتف بألم: أااااه ...أاااه وأنا كمان كملت عليكي...أمسك رأسه بعنف...وليه عاملة في نفسك كده ...ليه متخفية في الشكل ده....هز برأسه بعنف أكثر وأكثر ...هتف لنفسه بانفعال...وبعدين معاكي يازوزو...تحرك ناحية الباب عازما على الذهاب لها لكي يتأكد ...لكي يواجهها لماذا خبئت عنه حقيقتها ....
يتبع..
رواية زهرة ولكن دميمة البارت التاسع عشر بقلم سلمى محمد
قاد أكنان سيارته بسرعة هائلة...حتى وصل إلى شقته ...وفي داخل غرفته ...أخرج من جيبه صورتها صورة زوزو التي أخذها من فوق الأرض....تأمل كل تفصيله فيها...بدايه من فستانها..وشعرها الحريري ذو اللون البني وعيونها الزرقاء التي ظلت تطارده في أحلامه لوقت طويل...أنصدم من نظرات زهرة الى أحمد ...نظرة عاشقة تزنف ألما...هتف بألم: أااااه ...أاااه وأنا كمان كملت عليكي...أمسك رأسه بعنف...وليه عاملة في نفسك كده ...ليه متخفية في الشكل ده....هز برأسه بعنف أكثر وأكثر ...هتف لنفسه بانفعال...وبعدين معاكي يازوزو...تحرك ناحية الباب عازما على الذهاب لها لكي يتأكد ...لكي يواجهها لماذا خبئت عنه حقيقتها
قاد سيارته في تجاه منزلها ولأول مرة منذ عدة سنوات يشعر بفقدان السيطرة على نفسه لا يعلم كيف يتصرف ...وعندما كاد يصل الى منزلها...قام بأيقاف سيارته...واضعا رأسه على عجلة القيادة...أنسابت من عينيه دمعة وحيدة معلنه عصيانها وتمرده على ذنب ظل في طي الكتمان لعديد من السنوات...رفع رأسه بصعوبة ناظرا بشرود..تمتم بخفوت :هتروحلها تقولها أيه ...هتقولها ليه؟؟
ليه خبيتي حقيقتك عني؟
هز رأسه بعنف قائلا...مش معقولة متعرفنيش...
معقولة بتمثلي عليا...
ومتخفية في شكلك ده عايزه تنتقمي مني...بسبب اللي عملته فيكي زمان...بس أحنا أتقابلنا صدفة في الكافيه وكان ده شكلك عشان كده معرفتكيش لما شوفتك....يبقا متغيرتيش عشان معرفكيش...هتف بصياح ....دماغي هتنفجر..هتجنن...هتجنيني يازوزو...وياترى أيه حكايتك...لزم أعرف ليه عملتي نفسك مش عارفني وخلي المواجهة بعدين لما تتأكد من شكوك...ختم كلامه بأصرار...ثم توجه الى سيارته عائدا لمنزله ...وتوعد نفسه باكتشاف الحقيقة...
________
أنتفضت بيسان من مكانها...عندما شعرت بكائن ما فوق رأسها... ...صرخت بأعلى نبرات صوتها : زااااااااهر ....وأندفعت ملقيه نفسها على صدره ...خاف فتحي من صراخها فاتسعت عيونه وثبت قدميه بعنف فوق رأسها...جعلتها تصرخ متألمة وبصوت مرتعش : أاااه شيل البتاع اللي فوق راسي بسرعة يازاهر
هتف زاهر بانفعال : فتحي ...وحاول نزعه لكنه ظل متشبثا رافض التزحزح من شدة خوفه
بيسان برعب مختلط بألم : همووووت...هموووووت
زاهر حاول التحدث بصوت هادىء في محاولة منه لبث الطمأنينه:بلاش تصرخي... وانا هتصرف....مد يده باتجاه ..قائلا بخفوت ...تعالى يافتحي وأنا هجبلك كيلو جوز لوحدك أنت وبس...وهجوزك كمان بس انزل من فوق راسها ...ثم جذبه بهدوء ...وأبعده تماما من فوق رأسها ...وأمسكه باحكام في قبضة يده...وبمجرد مابيسان رأته هتفت بفزع : فاااااار فاقدة الوعي على صدره قبل الانتهاء من الصراخ ...
القه بعنف...ثم أحكم قبضته عليها حتى لا تسقط على الارض ...تحدث بهلع: بيسااااان حبيتي ...فووووقي...ووجه نظرات شريرة لفتحي قائلا : هموووتك ...فر فتحي هاربا الى الخارج
وهو مازال واقف ممسك بيها....لمس خدها برقة : بيسااان ...وربت على وجهها بخفة لأفاقتها
فتحت بيسان عيينها بالتدريج وعندما تذكرت ماحدث هتفت بخوف : فااااار يازاهر ...الفار كان فوق راسي وخربشني ...أاااه يارسي ...
زاهر برقة : مفيش حاجة أنا بصيت مفيش أي جرح
بيسان بتوسل : أنا عايزه أمشي من هنا يازاهر ...عشان خاطري....
قبل أن يجيب زاهر سمع أصواب دربكة عالية في خارج الغرفة ...لتدخل صفية مندفعة
صفية بابتسامة : مصدقتش نفسي لما سعدة قالت أنك هنا في أوضتك ...عين العقل لما تقضي شهر العسل هنا ... عشان مفيش أحلى من هنا....ثم وجهت كلامها الى بيسان وقالت بلهجة باردة : طبعا عاجبك المكان هنا...هو في زي أسوان ولا هوا أسوان ...ميقدروش قيمتها غير اللي عايشين فيها ...مش الخواجات اللي طول عمرهم عايشين برا
شعرت بيسان بعدم الراحة والاستهزاء في نبرة صوتها ...وقبل فتح فمها بالكلام...نغزها زاهر بخفة عندما أستشعر تهورها...متمتما بخفوت...بيسان
بيسان بابتسامة ماكرة : للأسف لسه مشفوفتش حاجة ...أصل وقت ماجينا البيت مخرجناش من الاوضة ...ونظرت الى زوجها بدلع ...أنا عايزه أخرج ياحبيبي...مش كفايه بقا... أنا زهقت
مطت صفية شفتيها بامتعاض : زهقتي من أيه... ده انتي مكملتيش يوم... أنا هستناك على العشا أنت ومراتك...وقبل أن تهم بالخروج ...دلف فتحي الى الداخل مقترب من قدميها ...
بيسان بمجرد رؤيتها للفأر...أختئبت خلف زاهر ..وهتفت برعب : الفار راجع تاني يازاهر وأشارت باتجاهه...وأتسعت عينيها بصدمة وهى ترى صفية تقوم بحمله
دعى زاهر أن تمر هذه الليلة على خير ...رد عليها بهدوء: ده مش فار
قاطعت صفية كلام زاهر ...وقالت بضيق عندما رأت خوفها : فار مين ده ...ده فتحي سنجوبي
بيسان بتوتر : سنجوبي أيه يازاهر
قال برقة : ده مش فار وهو في فار بيطير بردو...ده سنجاب ياقلبي ...سنجاب ليه جناحات
بيسان بخفوت : خرجني من هنا يازاهر
تحدثت صفية بخبث عندما رأت خوفها : هروح بقا أشوف بقيت أخواتك يافتحي أصلهم واحشوني أوي ..وأنصرفت
أتسعت حدقتها بصدمة : أخوات مين دول يازاهر ...والبتاع ده اللي شكله وحش بيعمل أيه مع مامتك
_ ممكن تقولي أن ماما عندها هواية ...هوايه غريبة شوية
_ مش فاهمة كلامك وأيه علاقة سؤالى بهواية مامتك
_ هي ليه علاقة وثيقة ...بس كوني متأكده أن حيوانات ماما مش بيخرجو من المكان بتاعهم ...هو مفيش غيرالمصيبة فتحي اللي بيخرج زي ماهو عايز
هزت رأسها بأدراك ثم قالت : أنت بتقول هواية غريبة وحيوانات ...وهما زي البتاع اللي شبه الفار ..دقت قدميها على الارض بعنف وهتفت قائلة : أنا مش هبات هنا خالص ومش هبات وبس ...أنا مش هقعد هنا دقيقة واحدة
تحدث بهدوء : أهدي كده يابيسان ...مينفعش نمشي دلوقتي ....خليها بكرا أكون حجزت في أي فندق
بيسان بانفعال : مفيش بكرا يازاهر...أنا عايزه أمشي دلوقتي ...ثم ذهبت الي شطنتها وفتحتها
سأل زاهر: بتعملي أيه
بيسان وهي معطية له ظهره : زي مانت شايف بجهز شنطتي عشان همشي
جز على أسنانه بحدة : وأنت بقا هتمشي لوحدك
بيسان بهدوء: لا طبعا أنا معرفشي أمشي لوحدي ...هتيجي معايا
كرر زاهر : مفيش خروج يابيسان
بيسان بضيق : هخرج يازاهر ...وتجاهلت وقوفه ...وقامت بتجهيز حقيبتها
التفتت خلفها عندما سمعت صوت أغلاق الباب...وأمام نظراتها المندهشة وضع المفتاح في جيبه...
وقال بهدوء: وريني هتخرجي أزاي
هتفت بحدة : أفتح الباب
تحسس زاهر المفتاح ثم قال: مش هفتح وأهدي شوية
أبتعد عن الباب وأقترب منها...وفي لحظة وجدت نفسها بين ذراعيه...حاولت الافلات ولكن قبضته كانت محكمة حول خصرها الغض...
هتفت وهي تشعر بالتوتر من لمسات أصابعه على خصرها ...قالت بتوتر: سبني أخرج أناااا...أنااا مش عااايزه
أبتسم بمكر : مش عايزه أيه بالظبط
هتفت بتوتر: أنت أنت متقدرش ترغمني على حاجة مش عايزها
حركة أصابعه أزدادت في العبث ...
زاغت عينيها بين الباب المغلق وزاهر...شعرت أنه يريد أخضاعها وجعلها تستسلم والقبول بالبقاء...همست : لأ
بيد واحدة أمسك خصرها وباليد الاخرى أمسك كف يديها وقربه من شفتيه ونثر عليها قبلات خفيفة...قال برقة: لأ على أيه بالظبط ...أنا متأكد بعد اللي يحصل بينا...كل أنفعالك وتوترك ده هيروح ...ليلة جوازنا أتأخرت كام ساعة وغمز بأحد حاجبيه ...بس هتتعوض
سحبت يديها وقالت بتوتر : أنتي متقدرش ترغمني على حاجة ....أنا عايزه أمشي من هنا
أبتسم بمكر : ومين قال أني هرغمك ولا هستعمل أي عنف... أنا فكرت كل التوتر والانفعال اللي أنتي فيه مش هيروح غير بحاجة واحدة وهتنسي كل اللي حصل..مع كلامه أخذ يقرن القول بالفعل... أخضعها لمشاعره الملتهبة...
همست بخجل :زاهر
همس هو الاخر بصوت أجش :زاهر بيعشقك
أخذها بين احضانه وبعد فترة صمت الكلام بينهم...واستسلمت له دون مقاومة
_________
طرقت أمينه الباب ودلفت إلى داخل غرفة ابنتها... رفعت ضحى رأسها لرؤية الطارق...جلست أمينة بجوارها
تحدثت بهدوء : عايزه اتكلم معاكي في موضوع مهم
تركت الكتاب الممسكة بيه بجوارها فوق الفراش...وقالت: خير ياماما
_كل خير ياضحى... والدك كلمني في موضوع مهم... وانا قولت لزم إنتي تعرفي
_قلقتيني ياماما موضوع ايه اللي مهم
تنهدت بعمق : احنا هنسيب الشقة هنا... هنزعل نهائي وهنسكن في منطقة تانية
اتسعت عينيها غير مصدقة... فوالدها رجل دقة قديمة... لا يحب التغيير... سألت بفضول: مقلكيش السبب
ردت بلجلجلة:ملهوش لزمة
تذكرت زهرة... فسألت بشرود :وزهرة ياماما...لما نعزل هنسبها كده لوحدها وهي محتاجنة اوي الفترة معاها
ردت أمينة بحنية:ماهو احنا مش هنمشي دلوقتي... على الاقل شهر أو اتنين...
_ طب مينفعش تعزل معانا....انا مقدرش اسيبها... هي ملهاش غيرنا دلوقتي... مش معقولة نتخلى عنها بعد مابقيت يتيمة
شعرت أمينه بالشفقة تجاه زهرة.. فقالت:خلاص ياضحى... أنا هكلم ابوكي وححاول اقنعه
دفعت ضحى نفسها بين ذراعي والدتها... وقالت بابتسامة :ربنا يخليكي ليا ياست الكل... ممكن طلب صغير كمان
_ اشجيني وقولي
_هنزل اقعد عند زهرة شوية
_ انزلي بس تعالي قبل ماابوكي يجي من برا
هزت ضحى رأسها بالايجاب وقبلت رأسها :ربنا يخليكي ليا ياقمر... ثم أشارت الي عيونها... من العين دي قبل العين دي
هبطت ضحى السلم في عدة خطوات... طرقت على باب الشقة
سمعت صوتها من الداخل :دقيقة ياللي على الباب وافتح...
هتفت ضحى :أنا ضحى يازهرة... ملهوش لزمة الدقيقة اللي هتوقفيني بسببهم.... افتحي واقفلي علطول...
تركت زهرة الباروكة من يدها ووضعتها على الكرسي:حاضر هفتح أهو... وفتحت الباب.. دلفت ضحى واغلقت الباب بسرعة...
عندما رأت عيون زهرة المنتفخة وعلامات البكاء تاركه علامتها على وجهها... انقبض قلبها بألم :شدي حيلك يازهرة...وحاولت التكلم في موضوع اخر... ياااه بقالي كتير مشوفكيش من غير لينسز وباروكة...نفسي في يوم زهرة الحقيقية تظهر... زهرة الجميلة
انهارت مقاومة زهرة فهتفت بألم :زهرة الحقيقية هي السبب في كل المصايب اللي حصلت ليها...جمالها هو السبب في كل مصايبها... السبب في موت أبوها... السبب في رقدة امها في السرير من صدمتها... أنسابت دموع الألم على وجنتيها وهى تتكلم...ماتو وسابوني لوحدي في الدنيا.. هتفت ببكاء... أااااه.... أااااه
ضحى حضنتها... واخذت تهدي فيها :عشان خاطري بلاش تعيطي... إنتي مش لوحدك... أومال أنا بعمل ايه...
هتفت زهرة من بين دموعها:أنا خلاص تعبت... وعايزه اموت... فكرت كتير اموت نفسي بس مقدرتش
ضحى بحزن :استغفري واستهدي بالله...معقولة عايزه تموتي كافرة... أنا هدخل اعملك كوباية ليمون تهديكي شوية
بعد عدة دقائق خرجت ضحى من المطبخ ووضعت الصينيه على الطاولة التي بجوارهم... ومدت يديها بشطيرة باتجاه زهرة... قالت برجاء :خدي السندوتش ده عشان خاطري...
هزت زهرة رأسها برفض :مليش نفس
ضحى بتوسل :عشان خاطري... إنتي بقالك يومين محطتيش لقمة في بؤك... كده تقعي من طولك
ردت بحزن:ياريت
هتفت ضحى :متقوليش على نفسك كده....بعد الشر عليكي... استمرت عدة دقائق تترجها حتى تناولت منها الشطيرة على مضض وعند انتهائها وتناولها كوب الليمون أيضا بالغصب...
هدأت زهرة قليلة...وقالت : احمد شوفته النهاردة
اتسعت عينيها بذهول :احمد اياااه
هزت رأسها بالايجاب :هو... جاه يعزيني ويطلب مني اسامحه وطلب يتجوزني
ضحى بصدمة : ده بيستهبل... هو جي يعزي ولا يتجوز... كويس انك خلصتي منه...طول عمره مش بيفهم.... واحد قليل الذوق مش بيفكر غير في نفسه
تنهدت زهرة : بعد السينين دي جاي يقولي انا عرفت الحقيقية وبيطلب مني اسامحه...وقالي انه عرف ان رشا هي اللي فرقت بينا وعرف انها السبب في سجني وقالي انه طلق رشا...
شتمت بصوت مسموع :تسامحي مين اللهي يولعو هما الاتنين... ونفسي اشوف رشا عشان أمسكها من شعرها واعمله مكنسه اكنس بيه الشارع وبعدين اولع فيها... أه بس مين يحطها تحت ايدي... وجاه إمتى الزفت ده
ردت زهرة بصوت حزين :جاه بعد مالكل مشي...ماعدا اكنان بيه كان لسه موجود... وكان هيتخانق مع احمد... أنا مش قادرة افهم الشخص ده خالص
ضحى بفضول :انهو واحد
_ اقصد اكنان بحس انه عنده اكتر من شخصية... مش قادرة أفهمه.... اوقات بيعاملني كويس واوقات بيعاملني وحش...الفترة اللي فاتت كان معايا في تعب ماما... والنهارده لما رفضت امشي معاه وقولت ليه مينفعش الأول كنت ببات مع الموظفين هناك عشان المستشفى كانت قريبه من شقتك... بس دلوقتي خلاص ميصحش وبعدين لقيته انفعل عليا وراح مزعق... أنا مش قادرة افهم البنأدم ده
تمتمت ضحى :ده ممكن يكون ملهوش غير حاجة واحدة... إن ممكن يكون بيحبك
ردت زهرة بلهجة قاطعة :يحب مين...انتي اكيد اتجننتي... ده نتيجة الروايات اللي بتقريها... الغني اللي بيحب البنت الفقيرة الحلوة الكيوت وبعدين يتجوزو... ويخلفو صبيان وبنات ويعيشو في تبات ونبات... الكلام ده في الروايات... وقوليلي بقا هيحب ايه... هو شاف فيا ايه عشان اجذبه ويحبني وده طبعا مستحيل يحصل...
ردت ضحى باصرار :شاف روحك الحلوة وقلبك الطيب
قالت زهرة بابتسامة حزينة:ده انتي دماغك باظت من كتر الروايات... طب اسكتي... قال حب روحي الحلوة قال... ياختي اتنيلي....زي مابقولك هو واحد في بؤه معلقة من دهب... شايفني قصاده نوع مختلف وبيسله نفسه...اوقات بيكون طيب... واوقات بيكون شرير
... بحس انه عنده اكتر من شخصية
ضحى بمكر:طب انتي ولا مرة فكرتي فيه... كده ولا كده... ده الواد مز
زهرة شردت للحظات... تنهدت بعمق:مانتي عارفة اللي فيها ياضحى... أنا خلاص انتيهت من يوم الحادثة أيها... وموضوع الحب والجواز شيلته من دماغي...
ضحى بحزن :بس اللي حصل ده كان غصب عنك.. مكنش برضاكي... نفس القي الحيوان اللي دبحك واعتدى عليكي...مش معقولة حياتك تقف عند كده
زهرة بألم :قدري ومكتوب وراضيه بيه
قالت ضحى بأمل :مش ناوية ترجعي زي الاول... شيلي الباروكة واللينسز.. واظهري بشرتك الحقيقة... مش كفايه السينين دي كلها مستخبية ورا شكلك ده لحد امتى... هتفضلى كده
زهرة بألم :لحد ماموت... ده عقابي لنفسي على اللي حصل ليا
ضحى بلهجة حزينة :بس ده مكنش ذنبك
_________
تقلب في الفراش بعنف....همس هو نائم :أنا عارف اشكالك كويس...تعالي وانا هبسطك على الآخر...استيقظ مرة واحدة... جلس فوق الفراش... صدره اخذ يعلو ويهبط بعنف.. وقطرات العرق تلمع على فوق جبينه وعلى صدره.. مسح بكف يديه حبيبات العرق بقسوة وهتف صارخا : أنا عايز ارتاح.. ارتاااااح
يتبع..
رواية زهرة ولكن دميمة البارت العشرون بقلم سلمى محمد
مجرد أغتصاب ... فيها توهان عبث بالمصير
توقف...
أريد العودة...
لا عودة بعد الان ايتها الجميلة فقد حان وقت الجريمة...
توقف اريد العودة...
ماذا تخالين نفسك فانا القوي وأنتي مجرد عاهرة جميلة...
لاصوت يسمع لصراخي ...لا نجدة لاستنجادي وأصبحت في ذاكرة الماضى مجرد خاطئة...
لعنت اليوم الذي ولدت فيه فتاة جميلة...
وأخال لوهلة أن وأد البنات رحمة في مجتمع يدعي الفضيلة...
لا زالت ألمح ذلك النور الخافت في أخر الممر ياليتها كانت نهاية لحياتي...
ياليتها كانت نهاية لحياتي...
فضيحة...
مجرد فتاة أخرى تلحق بأهلها الفضيحة...
فنحن الاناث أذ مابتلينا كان بلائنا أغتصاب ...فتلبس ثوب الفضيحة...
فنحن الاناث أذ مابتلينا كان بلائنا ثوبا وجسدا والوجه الجميل...
فنحن الاناث أذ مابتلينا كان بلائنا صمت في مجتمع يدعي الفضيلة...(الشاعرة ايمان بن علي)
أتى الصباح حاملا معاه أمالا جديدة وأملا في محو الأم القلب...جفاه النوم طوال الليل ... أول ماأخبرته كاترينا بقدومها وبمجرد نطق أسمها...أنبعث في قلبه خفقان وأضطراب خفيف...حيث كانت حياته في الواقع خالية من الحب...وشعر بنشوة رائعة ثم لسعته حسرة أليمة عندما تذكر فعلته الشائنة...
خرج من غرفته مسرعا باتجاه المطبخ...رأها واقفة أمام الموقد معطيه له ظهرها...تقوم بأعداد الأفطار...ظل يحدق بها في صمت...حائر الفكر...مرتبك...مهتز المشاعر...كل أفكار الليلة الماضية وقرار المواجهة ذهبت أدارج الرياح...لا يعلم في هذه اللحظة ماذا يريد منها...
شعور غير مرئي جعلها تشعر بأن هناك عيون تراقبها...التفتت فرأته واقفا ناظرا لها بعيون شاردة ...حاولت أن تتجاهل نظراته والعودة الى ماكانت تفعله...لكنها لم تفعل...أنتبه لها...نظراته قابلت نظراتها الحائرة...
وبعد صمت قال:عايز فنجان قهوة سادة
ردت بتردد: بس حضرتك ولا مرة شربتها سادة
نظر لها بتركيز وعينين لا تتحرك قيد أنملة من على وجهها : مزاجي النهاردة أشربها سادة
تعثر لسانها وهي تقول : دقايق أكون عملت الفطار لحضرتك...وبعدين هعمل القهوة
بنظرات لا تحيد عن وجهها: ماشي وأنا هستنى ...جذب كرسي الطاولة وجلس عليه ...أنا هفطر هنا النهاردة
نظراته جعلتها تشعر بالانفعال والضيق ...قالت: دقايق والفطار والقهوة يكونو قصادك
تحدث بهدوء مميت : فطرتي
نظرت له بحيرة : لا لسه مفطرتش
_ يبقا اعملي حسابك في الفطار معايا
_ ميصحش حضرتك
_ اللي أقول عليه يتنفذ
_ بس أنا مش جعانه
ردد مكررا بحدة : اللي أقول عليه يتنفذ
ردت بتلعثم : حاااضر...ثم أعطته ظهرها ...وأكملت ماكانت تفعله ...حدثت نفسها بحزن...مش كفاية أمرني أجي النهاردة الشغل عنده...بنأدم ميعرفش الأصول...كان المفروض يراعي ظروفي ويديني أجازة...ميعرفش الرحمة...هزت رأسها بحيرة...أنتي كده بتظلميه يازهرة ...أزاي معندهوش رحمة وهو واقف معاكي وفضل جنبك طول فترة مرض مامتك...ماهو كان كويس معايا...طب أيه اللي غيره مرة ...أيه اللي حصل؟؟...ممكن يكون بسبب رفضي أعيش هنا...يمكن كلام ضحى صح...لا ده أسمه جنون...مستحيل طبعا...أكيد في حاجة تانية غيرته وأنا مش عارفها
_____
وفي غرفة ناصر وصفية
تحركت ذهابا وأيابا في الغرفة بعصبية
نهض ناصر جالس فوق الفراش ...وقال: مش معقولة ياصفية من الفجر وأنتي واخدة الاوضة رايحة جاية...في أيه لكل ده
ردت بضيق : أنا مخنوقة أوي ياناصر
تحدث بهدوء : ماأنا عارف...مش محتاجة تقوليلي...أنا صحيت من النوم وفوقت ليكي...قوليلي بقا أيه اللي خنقك
شبكت كلا كفيه في بعض وهي تقول بتلعثم : زاهر منزلش يتعشى معانا أمبارح مع أني قولتلو بنفسي ينزل يتعشى معانا هو ومراته...
أنفرجت شفتيه عن أبتسامة وضحك قائلا: طبيعي أنه مينزلش ...أنتي نسيتي أنه لسه عريس
ردت بانفعال : بس أنا قولت ليه بنفسي ...ينزل هو مراته يتعشو معانا ...وهو طنشني...ياخسارة تربيتي
ضحك ناصر: بتغيري ياصفية
ردت بعصبية : طبعا لأ...وهغير من أيه
ناصر بابتسامة: ماهو مفيش غير أجابة واحدة لعصبيتك الزيادة اللي ملهاش مبرر غير كده...أنك بتغيري
صفية بانفعال : أنا مش غيرانة بس زعلانة أنه طنشني ومنزلش على العشا
أبتسامته أختفت ...وقال برقة: عريس أبنك عريس وطبيعي أنه مينزلش ويفضل في أوضته...وغمز لها بمكر...باين عليكي نسيتي أول أيام جوزانا مكناش بنخرج من أوضة النوم...
أشتعل وجهها بحمرة الخجل ...تمتمت بتلعثم : يوووه عليك ياناصر...هو ده وقته الكلام في الموضوع ده
نهض ناصر من فوق الفراش واقترب من زوجته...هامسا بحب بالقرب أذنيها: لسه لحد النهاردة وشك بيحمر ...أحاط خصرها بذراعيه...مفيش غير أنسب من ده وقت عشان أقول الكلام ده...تعالي نعيد أمجاد زمان
تحدثت بارتباك : أعقل يارجل ده أنت كلها كام شهر وتبقا جد...أحنا خلاص كبرنا على الدلع ده
غمز لها مبتسما : أنا بقا لسه شباب وهعيد أمجاد زمان
مرة وقت طويل منذ أن شعرت بالارتباك من كلام زوجها ...شعرت في هذه اللحظة أنها رجعت فتاة شابة...
نظرت له بحب : مش أنت لوحدك اللي لسه شباب
رمقها بنظرات خاصة محبة: تعالي بقا عشان نعيد أمجاد زمان
___
كانت واقفة بالقرب من النافذة ...تتنفس نسيم الهواء ...فهي عندما أستيقظت لم تجد زاهر بجوارها...تلمست بدون وعي خاتم زواجها...ثم أبتسمت عندما أمتلأ عقلها بالأحداث المثيرة في الساعات الماضية...
تقدم زاهر حاملا صينيه الأفطار...أستدرات له وجهها يشوبه الخجل...
نظر لها ولاحظ أحمرار وجهها ...وبصوت أجش: صباح الخير ...أنا قولت زمانك جعانة... تأملها بنظرات عاشق لم يرتوي ظمأه
أخذ قلبها يخفق بسرعة من نظراته له...حركت يديها بعصبية وقالت بخجل : ده أنا هموت من الجوع ...ثم حاولت أمساك الصينيه...فقام بأبعادها عن مجال يديها...
سألت بيسان مستفهمة : ليه ؟؟
ابتسم لها بمكر : المقابل الاول
بيسان بعدم فهم : مقابل أيه مش فاهمة
بابتسامة متلاعبة : مقابل الفطار بتاعك
_ أنت بتتكلم جد
_ طبعا
_ وأيه نوع المقابل اللي أنت عايزه عشان تخليني أفطر
رأت نظراته الراغبة ...هتفت بخجل قائلة : أاااه...لا مفيش عشان أنا بجد جعانة
قال بنبرة رقيقة : أمري لله ...
تناولا وجبة الافطار في هدوء نسبي...لكن نظراتهم المتبادلة قالت الكثير والكثير ....نظرات عاشقة راغبة تقابلها نظرات محبة خجولة....
_____
أستيقظت من نومها مفزوعة...هتفت بصوت مسموع:قل أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وشر عباده ومن همزات الشياطين...عندما انتهت اخذت تتنفس بعمق...جلست فوق الفراش... تمتمت بخفوت :خير اللهم اجعله خير...شعرت بجفاف في حلقها...مدت يديها فوق الطاولة وامسكت دورق المياه لكي تصب المياه في الكأس... لكنها وجدته فارغ... تأففت بصوت مسموع:أنا كنت مليها قبل مانام... أكيد القردتين بنات بنتي فضوه...خرجت من غرفتها باتجاه المطبخ لتروي عطشها...بمجرد أقترابها من المطبخ... رأت أبنتها خارجه منه...لفت نظرها شيء يلمع في يديها.. ولما ركزت نظراتها...رأت يديها ممسكة بالسكين...
وصلت بقربها بسرعة... سألته ابتسام بقلق:هتعملي ايه بالسكينة على الصبح يارشا
رشا بلهجة مضطربة: هعمل بيها حاجة
ابتسام مكررة :حاجة ايه؟
ردت عليها بلهجة منفعلة :مانا قولتلك أي حاجة... ثم تركتها متجهة إلى غرفتها
ظلت ابتسام في مكانها لعدة ثواني... شعرت بإحساس غير مريح.. تذكرت الكابوس.. ذهبت مسرعة إلى غرفة ابنتها وبدون الطرق على الباب دلفت إلى الداخل... اتسعت عينيها برعب عندما رأت ابنتها... ترفع السكين باتجاه معصم يديها...
هرولت إلى ابنتها وهي تصرخ :بلاش يارشا
نظرت لها رشا بعيون زائغة وقالت باضطراب:الحياة مبقاش ليها لزمة بعد ماطلقني...
أمسكت ابتسام يديها الممسكة بالسكين صاحت بصراخ:الحقني يامعتز.. معتززززززز الحقني بسرعة
أخذت رشا تقاومها بعنف وابتسام متشبثة بكلتا يديها بيد ابنتها الممسكة بالسكين
صرخت بصوت هستيري: سيبي أيدي... أنا مش عايزه اعيش وهعيش لمين؟
ابتسام اخذت تصرخ وتبكي :عيشي لبناتك... حرام اللي هتعمليه في نفسك
أتى معتز مهرولا إلى غرفة رشا بسبب صياح والدته المستمر... عندما رأى المشهد الواقع أمامه.. في خلال خطوتين كان بينهم وفي لحظة وبحركة مدروسة لوى ذراع رشا ونزع منها السكين
حاولت استرجاع السكين...صرخت بجنون: عاااايزه اموت...
كبل كلتا يديها خلف ظهرها... ثم قال :اتصلي بدكتور خالد... قوليلو يجي بسرعة...
وضعت زهرة صينية الافطار فوق الطاولة... وعندما انتهت من ترتيب الطعام ظلت واقفة في مكانها...
نظراته كانت مثبته عليها...قال بنبرة حازمة:أقعدي
_ ميصحش انا شغاله عندك
_وأنا اللي بقولك اقعدي
أحضرت طبق خاص له ووضعته فوق الطاولة ثم جذبت كرسي وجلست عليه وهي تشعر بالضيق بالأضافة إلى إحساس مبهم بالخوف...
بلهجة إمرة :هتبصي لطبقك كتير
زهرة بلهجة حزينة:بس أنا مليش نفس
قال بأصرار: اعتقد ابسط حاجة تردي بيها جمايلي عليكي انك تسمعي كلامي
اتسعت عينيها بحزن وهى تسمع كلامه....تمتمت بخفوت :حاضر
ساد الصمت بينهم...لقيمات الخبز طعمها كان كالعلقم... ابتلعته بصعوبة... شعرت انها سوف تختنق... وهو أيضا واجه صعوبة في تناول الطعام... أدعى أمامها انه مستمتع بما يأكله...
تنهدت زهرة براحة بالغة عندما انتهت... قالت :هقوم اعمل لحضرتك القهوة...أشار لها بالنهوض...وهي واقفة خلف موقد الطهو... شعرت بأنفاسه خلفها مباشرة...اهتزت اعصابها... التفتت لها وقالت :حضرتك عايز حاجة...
ظل صامتا للحظات...حائرا...مفكرا كيف يتخلص من شكوكه... طرأت فكرة بداخل عقله لفتح مجال للكلام...
تصنع رؤية خصلات شعرها الحقيقية... اقرن القول بالفعل... مد أصابع يديه وسأل: إيه الكام الخصلة الدهبي اللي نازلين على جبهتك
رجعت تلقائيا إلى الخلف مضطربة من لمساته.. ومع رجوعها للخلف امسك شعرها المستعار جاذبا أيه...
أتسعت عينيها بالصدمة وهي ترى شعرها المستعار بين يديه..نظرت له بعجز...
سأل أكنان مكررا سؤاله عندما ظلت صامته : أيه ده ...ماتردي عليا...أنتي لبسه باروكة ليه...
أستعادت أعصابها بصعوبة...هتفت في وجهه قائلة : أنا حرة ...ألبس باروكة ولا ملبس ...دي حرية شخصية
نظر لها بتركيز: لأ مش حرة ....لما تخفي شكلك الحقيقي تحت منظرك ده وتبقي شغالة عندي يبقا مش حرة...
ردت بلجلجلة : تقصد أيه بكلامك
رد بهدوء مميت : أنت مش لبسه باروكة وبس ...أنتي مغيرة شكلك خالص ...أنتي مغيرة لون عينيكي وكمان لون بشرتك ...
فركت أصابع يديها بتوتر وبلهجة مضطربة : أنا حرة
_ لأ مش حرة ...ده أسمه نصب...لما تشتغلي عندي ومتخفية في شكل مش شكلك يبقا أسمه نصب...ودي جريمة وليها عقاب ...حدث نفسه ..هي لو تعرفه وبتمثل وهددها بالسجن ...تهدديه ليها هتخليها تنطق بالحقيقية
_ تقصد أيه بكلامك ؟ هو أنت ممكن تسجني
هز كتفيه بخفة وسأل باستجواب: ممكن أه وممكن لأ ...لو قولتي الحقيقية...مش هبلغ عنك أنك بتنصبي عليا...
لمعت عينيها بدموع القهر: أاانا...أنا والله مش بنصب عليك
سأل بأصرار: أومال عاملة في نفسك كده ليها...ليه متخفية في شكلك ده...هربانة من أيه؟...عملتي أيه؟ ولا عايزه تعملي أيه؟
ردت ببكاء: والله ماعملت حاجة غلط عشان أهرب منها...أنا عاااملة في نفسي كده عشاااان تقطع صوتها وهي تتكلم
سأل بألحاح : قوليلي الحقيقية يازهرة وأنا هسيبك في حالك...أنا مبحبش حد يضحك عليا
غصت بالبكاء وقالت: أنا مقصدش أضحك عليك...
_ جاوبيني بصراحة يازهرة وأنا هسيبك في حالك ومش هسألك تاني ...ليه واحدة جميلة زيك تخفي جمالها في شكل مش حلو
_ عشان جميلة ...جمالي كان بلاء ليا ...كان مطمع للكل...وملقتش قصادي غير كده عشان أعيش بأمان أنا وأمي بعد وفات بابا..أنا مريت بتجربة قاسية وأكتر من تجربة بسبب جمالي ده ...أنا أتسجنت في يوم من الايام بسبب غيرة صاحبتي ...هزت رأسها بعنف اللي كنت فاكرها صاحبتي ...أتهمتني بالسرقة عشان غيرانة مني وأن أحمد فضلني عليها وبسبب سجني والدي مستحملش ومات ...جمالي كان بلاء ....أنهمرت دموع الالم على وجنتيها...وهي تستعيد ذكرياتها المريرة...نظرت له برجاء...أنا مش حرامية ...فاكر أحمد يوم العزا ...لما قال حقيقيه اللي حصل وبرائني قصادك من السرقة ... وأن رشا مراته هي السبب
هز رأسه قائلا : أيوه فاكر
زهرة بألم : أنا أتظلمت كتير والدنيا جات عليا كتير ...الله يخليك متجيش عليا أنا كمان ...متبقاش أنت والدنيا عليا...أنا اللي خلاني أعمل كده ...أنا بقيت وحيدة وجمالي كان بلاء ومطمع للكل...قولت لنفسي مفيش غير كده عشان أعرف أرتاح من الناس ونظراتهم ليا...أعرف أعيش بينهم من غير ماكون مطمع ليهم...عشان جاه في يوم كرهت شكلي ده ...فاهم يعني أيه تكره تبص لشكلك في المراية ...تكره الوش اللي أتخلقت بيه...وتتمنى الموت ...ملقتش قصادي غير كده عشان أعرف أعيش ...
شعر بوخز حاد في قلبه...لرؤيتها هكذا...فهو أيضا تسبب في عذابها...أغمض عينيه متألما...وحدث نفسه...لماذا لم تعرفه...مالسبب لعدم تذكره...هل من الممكن أن تكون نسيته....هز رأسه بعنف...لكنها كانت واعية عندما تكلمت معه...وعرفته على أسمها وهي تبتسم قائلة زوزو...أنا أديتها سبب أنها تتكلم ...ليه فضلت ساكته...وقالت أنها تعرفني ...أنا تعبت معاكي يازهرة...ومادام عايزه تفضلي ساكتة ...أنا كمان هفضل ساكت لحد ماتأكد أذ كنت عارفني ولا لأ ...
سألت بصوت مبحوح حزين : مليش خلاص شغل هنا
رد بحدة : ومين قال ملكيش شغل هنا...أنتي هتفضلي شغالة...
ردت بقهر: بس أنا
تحدث بعناد : من غير بس يازهرة ...أنا بصراحة مقدرش أستغنى عنك
نظرت له بدهشة: نعم
رد بابتسامة: قصدي مقدرش أستغنى عن فنجان قهوتك ...بقيت مدمن قهوتك ومفيش حد بيعملها زيك
وأنتي هتسمعي كلامي وهتفضلي هنا وأنا مش هكلمك في الموضوع ده تاني ...كأنه محصلش من الأساس...وروحي أعملي فنجان قهوتي عشان دماغي هتنفجر من الصداع وبلاش أنتي تجيبه ..أبعتيه مع كوكو وخدي بقيت اليوم أجازة
هزت رأسها بالأيجاب : حاضر...
____
أتى كريم الى شقة أكنان ...وفي داخل غرفته
كريم باستفسار: قولي بقا عملت أيه في الصفقة بتاعت أيلون
أجاب بلامبالاة : معملتش حاجة ...بتفرج وبضحك في السري على اللي بيعمله شهاب
كريم بضيق : ماهو لو كانت وصلتك أخر الأخبار مكنتش قولت كده
تحدث بهدوء: وأيه أخر الأخبار
_ فرح شهاب ودينا كان النهاردة وعزم أيلون ومراته على الفرح...وسمعت شوية كلام أن موضوع الصفقة بينهم بقا جدي...ماتعملي زي لو حتى تمثيل وروح أتجوز زيه وبعد ماتاخد الصفقة طلقها ...
فجأة لمعت فكرة داخل عقله...نهض من مكانه بحدة ...ناظرا الى كريم بابتسامة خافتة: صدق فكرة
نهض كريم هو الاخر مستفهما: فكرة أيه؟
يتبع..
رواية زهرة ولكن دميمة البارت الحادي والعشرون بقلم سلمى محمد
((صغيرة كنت أستعجل الأيام كي أكبر...والان أتوسل الأيام أن تعيدني حيث طفولتي وتنساني هناك))
أتى كريم الى شقة أكنان ...وفي داخل غرفته
كريم باستفسار: قولي بقا عملت أيه في الصفقة بتاعت أيلون
أجاب بلامبالاة : معملتش حاجة ...بتفرج وبضحك في سري على اللي بيعمله شهاب
كريم بضيق : ماهو لو كانت وصلتك أخر الأخبار مكنتش قولت كده
تحدث بهدوء: وأيه أخر الأخبار
_ فرح شهاب ودينا كان النهاردة وعزم أيلون ومراته على الفرح...وسمعت شوية كلام أن موضوع الصفقة بينهم بقا جدي...ماتعمل زيه لو حتى تمثيل وروح أتجوز وبعد ماتاخد الصفقة طلقها ...
فجأة لمعت فكرة داخل عقله...نهض من مكانه بحدة ...ناظرا الى كريم بابتسامة خافتة: صدق فكرة
نهض كريم هو الاخر مستفهما: فكرة أيه؟
رد بابتسامة متلاعبة : هتجوز
نظر له فاغر الفاه : أنت بتقول أيه؟ اللي سمعته ده صح ..أنت بجد ناوي تتجوز...
تحدث بهدوء: أيوه
كريم مستفهما : ومين بقا سعيدة الحظ اللي وقع عليها الأختيار
ظل صامتا لعدة ثواني ...ونظر الى كريم بثبات قبل النطق بكلماته: زهرة ..هتجوز زهرة
أنتفض في مكانه من صدمة ماسمع ...قال برفض : ده بجد ولا هزار
_ ومن أمتى أنا بهزر ..أنا قررت وأنت السبب أن فكرة الجواز تطق في دماغي دلوقتي
_ وملقتش غير زهرة ...في رجال أعمال كتير يتمنو يناسبو أكنان نجم ...مفيش غير زهرة الخدامة ...زهرة الوحشة
هتف في وجهه بحدة: أول مرة وأخر مرة تغلط فيها ياكريم...نظر له بتهديد...فاهم ياكريم أخر مرة...زهرة هتكون مراتي...
أندهش من رد فعله الحاد وقال بلوم : أنت بتزعقلي عشان بقولك أنها مش مناسبة ليك ...
أكنان بلهجة قاسية : بلاش ياكريم ...زهرة خط أحمر...
تنفس كريم بعمق وحاول التكلم بالمنطق: اللي شايفة من أنفعالك عليها ...أن الموضوع ملهوش علاقة بالصفقة ...وكأنك مصدقت أفتح الكلام في الجواز عشان تقول هتجوزها...أحنا أكتر من الاخوات يأكنان وعايز مصلحتك...ليه زهرة بالذات ...مع أنها... من غيرماتتنرفز عليا تاني ...مع أنها مش حلوة وأنت قصادك بنات ولا ملكات الجمال...ده غير المستوى الاجتماعي...أيه الحكاية بالظبط؟ وليه زهرة بالذات...
أجابه بذهن شارد: أول مرة شوفتها أول مرة أسمع صوتها...تنهد بعنف...أه من صوتها لمس كياني من جوا ومكنتش أعرف ليه...حسيت بأحساس خفي بيشدني ليها...بالرغم أن شكلها كان تحت العادي ومفهوش شيء ملفت...حسيت برباط وهمي بيشدني ناحيتها...معرفتش في الاول أحدد ليه هي بالذات دون عن كل البنات اللي شوفتهم هي بالذات جذبت أنتباهي...عملت كل حاجة عشان تفضل تحت عيني...ولما رفضت تشتغل عندي...أشتريت الكافيه اللي شغاله فيه وقفلته عشان تبقا من غير شغل..ولما كانت بتدور على شغل وتتعين فيه... كنت بخلي صاحب الشغل يرفض ويمشيها...وفي يوم ماكنتش عامل حسابه نجم شغالها في الشركة وفي مكتبه وده كان مش بأمري أنا ...وبعدين تهمتها بسرقة ملف مهم وبسبب كده اترفدت وأنا ههددتها لو مقبلتش تشتغل عندي في البيت هسجنها...قال كلامه وهو مستغرق في التفكير ..غير واعي لنظرات كريم المذهولة ...أعقب كلماته بالعديد من التنهيدات...وبعدين موضوع مرض والدتها حسيت بحزنها كأننا شخص واحد مقدرتش أسيبها وكل اللي كنت بعمله معاها مكنتش أعرف سبب ليه...لحد ماأخيرا عرفت أني مقدرش أعيش من غيرها ممكن أقول أحب أو أحساس بالذنب أو الاتنين مع بعض...بس اللي متأكد منه دلوقتي أني قررت أتجوزها...قال له معظم ماحدث وظل صامتا عن السبب الرئيسي..فهي ستكون زوجته...
هز رأسه بصدمة: يااااه يأكنان كل ده عملته فيها...أول مرة أشوف كده...وهي ردها هيكون أيه ؟
وأحساسها ناحيتك نفس أحساسك بردو...
توقف فترة قصيرة مسترجع حديثه معاها عن الحب وأجابتها أنها لا تريد الحب ولكن شخص يحترمها ويقدرها كما هي...
أجاب كريم على نفسه دون أنتظار رد أكنان : هو ده سؤال بردو...طبعا بتحبك وكل اللي عملته معاها زمانها نسيته عشان خاطر سواد عيونك وضحك بخفة أنا مشوفتش واحدة لحد دلوقتي مش بتحبك دول بيترمو عليك زي النمل...مركز ومال وجمال ...دي طاقة القدر أتفتحت ليها...أكيد ماهتصدق وهتوافق علطول ...وهتكلمها أمتى
حدث نفسه قائلا : يبقا متعرفهاش...هسألها ومن أجابتها هعرف أذ كانت تعرفني ومخبية ولا لأ...وحتى لو تعرفني وقالت لأ أو حتى قالت أه ...أنا مستحيل أسيبها بعد ماحبيتها وعرفت أنها زوزو ...مستحيل أسيبها تضيع من أيدي ...أنا فضلت سينين أدور عليها عشان أكفر عن ذنبي في حقها ....عشت سينين بتعذب على اللي عملته فيه وجاه اليوم اللي لزم أصلح جريمتي في حقها...
تحرك باتجاه الشرفة ونظر الى السماء طالبا من الله أن يغفر له معصيته...
هتف مكررا سؤاله عندما ظل أكنان صامتا : أكناااان
التفت له ورد عليه بنظرات شاردة: نعم ياكريم...كنت بتقول أيه
_بقولك هتكلمها أمتى
_ مش دلوقتي بعد مايمر كام يوم على الاقل عشان وفاة ولدتها
_ أنا عايز مصلحتك ياأكنان ...وعايز كل خير ليك ...وبتمنى ليك كل السعادة ...ثم أحتضن أكنان حضن أخوي ...
أتصلت أبتسام بأحمد عدة مرات تتوسل له الحضور ولكنه كان في كل مرة يرفض ...
وخلال هذا ألاتصال قررت التوسل له للمجيء...
تجهم وجه أحمد لرؤية رقم المتصل...تحدث بضيق: نعم يامدام أبتسام ...
قالت له برجاء : لو سمحت ياأحمد ...حاول تسامح وخلي قلبك كبير ...أنا مش بقولك عشان خاطرها أرجع بس أرجع عشان خاطر بناتك...حرام يتربو بعيد عن أمهم وأبوهم...
رد بانفعال : كده أحسن ليهم ....بدل مايكبرو وسط المشاكل وشايفين أبوهم بيكره أمهم ...أنا مبقتش طايق أسمع أسمها..
قالت بتوسل : عشان خاطر العشرة اللي كانت بينكم ...تعالى شوفها ...رشا تعبانة أوي وجالها أنهيار عصبي وحاولت تموت نفسها....لو في عندك شوية شفقة ناحيتها ...تعالى شوفها وجودك هيفرق معاها وهيخففها
تركزت حواسه على أخر كلمات أبتسام ...مرددا في نفسه ...أنهيار عصبي ومحاولة قتل نفسها...زينت شفتيه ماكرة ثم قال : رشا جالها أنهيار عصبي
_ أيوه ...مستحملتش تبعد عنك
_ وحاولت تموت نفسها
_ أيوه
_ يبقا معندهاش الاهلية أنها تربي البنات
_ تقصد أيه بكلامك ياحمد
تحدث بمكر: قصدي مكالمتك ليا جات بفايدة كبيرة ليا ...عشان بعد ماأقفل معاكي ...هكلم المحامي بتاعي يرفع قضية يثبت فيها أن رشا غير جديرة بحضانة البنات
هتفت برعب : حرام عليك ....دي ممكن رشا تروح فيها
أغلق أحمد الهاتف دون الرد عليها ...لتزيين شفتيه أبتسامة منتصرة ...محدثا نفسه ...هجبلك حقك يازهرة حتى لو كان متأخر...وأكيد هيجي يوم وتسامحني...
_____
خرج كريم من عند أكنان وهو شارد الذهن ...فأكنان سوف يتزوج من خادمة عنده ليست ذات جمال أو مال...سيتزوجها لأنه واقع في غرامه ولم يبالي بأي فروقات أجتماعية بينهم ...وهو كريم خائف...حاول الابتعاد وقتل مشاعره الوليدة بسبب أنها لا تناسبه...حدث نفسه...الى متى ستقاوم مشاعرك...فأنت قضيت العديد من الليالي تفكر بها...لا أعرف كيف ومتى حدث ذلك...ولكن الذي أعرفه الأن ...أنا لا أستطيع الاستمرار هكذا...هز رأسه بتصميم وتمتم بخفوت : أكنان كان شجاع بقراره ...خليك زيه...خليك شجاع....
أخرج هاتفه وأتصل بمحسن
تحدث بثبات : بقولك يامحسن
_ نعم يابيه
_ معاك نمرة تليفون عبد الفتاح والد ضحى
_ أيوه ...هو حاول يتصل بيك كتيرعشان يشكرك على اللي عملته مه بنته
_ طب أديه نمرة تليفوني وخليه يتصل بيا
سأل بفضول : حضرتك كنت رافض في الاول ...ليه وافقت دلوقتي
هتف كريم : ملكش فيه يامحسن ..وأعمل اللي أقولك عليه من غير كلام ...أتصل بيه دلوقتي
أبتلع ريقه صعوبة ثم قال : حاضريابيه
بمجرد أغلاقه مع كريم قام بالاتصال بعبد الفتاح...وقال له أن كريم قال أن رقمه متاح له في أي وقت..
________
ظل زاهر وبيسان طول النهار في غرفتهم...وفي الخارج كانت صفية تشعر بالغيرة...فقررت قطع لحظات سعادتهم ...وأمسكت فتحي بين يديها...ثم طرقت على الباب...فتح لها زاهر والابتسامة تزيين شفتيه : مساء الخير ياست الكل مطت شفتيها ثم قالت: مساء الخير...
تغيرت ملامح زاهر وأختفت أبتسامته عند رؤية فتحي
لحظت صفية نظراته...لكنها أدعت عدم رؤية أنزعاجه ف
نظر زاهر الى داخل الغرفة يتأكد من عدم وجود بيسان في الغرفة وأنها لازالت في الحمام ...التفت الى والدته :الجميل أخباره أيه
هزت رأسها ولوت شفتيها قائلة : زعلانة منك
لازالت عينيه على الداخل ..تحدث مستفسرا: وأنا أقدر أزعلك بردو ..طب أنا عملت أيه زعلك
مطت شفتيها قائلة : عشان منزلتش على العشا أنت ومراتك...كان نفسي أقعد معاك
ضحك زاهر : ياااه وزعلانة مني عشان كده ...قبل رأس والدتها ...متزعليش مني ياست الكل ...والجايات أكتر...
صفية بضيق : بردو زعلانة
أحتضنها زاهر بحب ...ثم تحدث برقه : عريس سماح المرة دي عشان خاطر أبنك العريس..وأخذ ينثر على وجهها العديد من القبلات ..قائلا برجاء ...سماح المرة دي
أبتسمت صفية غصب عنها: خلاص مش زعلانة...هي فين مراتك ...مطلعتش تسلم عليا
_ في الحمام
_ خلاص هدخلها عشان أسلم عليها
حدث زاهر نفسه...فكر في حل للمشكلة دي...دي لو بيسان شافت فتحي مش هقدر أسكتها كفاية أمبارح ...رسم على وجهه أبتسامة هادئة : بيسان لسه داخلة وبتتأخر على الاقل بتقعد جو ربع ساعة ...لما تطلع هوصلها السلام ...
صفية في سرها... ياخسارة كنت عايزها تسلم على فتحي ...تحدثت قائلة : خلاص هخليها وقت تاني ...وخلي بالك على صحتك
زاهربابتسامة : حاضر ياست الكل ...وبمجرد أنصرافها أغلق الباب ..وأسند ظهره عليه متنفسا براحة ...
خرجت بيسان من الحمام ...سألته باستغراب : مالك ساند على الباب كده ليه ...هو في حاجة ؟
زاهر بابتسامة : دي كانت ماما بتطمن وبتسلم عليكي
هزت رأسها : أااه ...الله يسلمها
أقترب زاهر منها ثم أحتنضنها برقة ...وقال : البسي عشان هنخرج
أبتسمت بحب : هنخرج فين ؟
أبتسم بنعومة : خليها مفاجأة
وبعد ذلك بفترة ....أخذ زاهر وبيسان يتجولان في جزيرة الفنتين...
سألت بيسان بفضول : أيه التمثال ده
قال زاهر :كبش خنوم أله الجزيرة ...كان أهل الجزيرة بيعبدوه...
هزت بيسان رأسها : أااه ...يعني راس الخروف ده الناس في الفترة دي كانو بيعبدوه
أبتسم بخفة : أيوه
أمسك يديها بحب وتجولا في أنحاء الجزيرة ...نظرات بيسان كانت كلها أنبهار وأعجاب...
قال زاهر برقة : لما تتعبي من المشي قوليلي عشان نرتاح شوية...
ردت بضحكة مرحة : قول أنت اللي تعبت
رد عليها هو الاخر ضاحكا : مين ده اللي تعب ...يلا بينا
رأت بيسان درجات سلم شبه متهدمة تؤدي الى الاسفل ...فقالت : عايزه أشوف ايه اللي تحت وأشارت الى السلالم
نظر الى حركة يديها ...عبس للحظات : في يافطة مكتوب عليها ممنوع الاقتراب... ده غير السياج اللي حواليه...والسلالم مش سليمة...
نظرت له برجاء : بليزززز يازاهر ...عايزه أشوف اللي تحت ....
أستجاب زاهر لنظراتها فقال مستسلما : يلا بينا ...قبل ماحد يشوفنا ونتمسك فيها
اخترق كلاهما السياج وعندما وصلا الى الاسفل وجدا نفسهم في أرض خلاء تكسوها الاعشاب البرية ....
همست وهي تقترب بلاعي منه : المكان هنا كئيب
قال موافقا وهو يلف ذراعيها حوالها : عندك حق هو كئيب عشان ضوء الشمس مش بيوصل ليه...
همست بيسان : يلا بينا نمشي من هنا ...أصطدم حذائها بشيء صلب ...أنحنت وبدأت تنبش لرؤية ماهية هذا الشيء ...شهقت وهي تمسكه بين يديها شيء على شكل أناء: وواو
...لزم نقول للسلطات أننا لقينا قطعة أثرية
أبتسم قائلا : أكيد هما عارفين بوجودها هنا ....والمكان شكله تحت التنقيب...يلا بينا نمشي قبل ما حد يشوفنا من الحرس
وفي الاعلى هتف الحارس صائحا مناديا زميله : الحق ياخليل حرامية آثار
أقتربت تحتمي فيه ...قالت بخوف : بيقول علينا حرامية
أحكم ذراعيه حوالها أكثر لبث الطمأنينه : متخافيش مش هيحصل حاجة ...
_______
فار منها فنجان القهوة مرتين بسبب بكائها فقامت بأعداد فنجان القهوة له للمرة الثالثة وهي تبكي ... ناعية ظروفها القاسية... فهي أتيت العمل بعد يومين من وفات والدتها...مكتوب عليها عدم الراحة....عدم البكاء...ومازاد الطين بلة ماحدث هنا منذ قليل... واكتشافه تنكرها وتهديده لها بالسجن لو لم تقل الحقيقة... هزت رأسها بألم وازدادت دموعها انسيابا...فهي تشعر بالقهر وقلة الحيلة... عندما قالت له مليش شغل تاني هنا... دعت في سرها ان تظل في العمل هنا ولا يطردها...بسبب ماحدث لها ليلة البارحة جعلها في أشد الاحتياج الي كل جنيه معاها هذه الفترة... فكالمة مادام ليلى في منتصف الليل قلبت موازين حياتها... هتفت بخفوت متألمة :أااااه...
ذهب إلى المطبخ للاطمئنان عليها عندما تآخرت على إعداد فنجان قهوته...
انتفض في وقفته عندما سمع صوتها المشبع بالألم...شعر بوخز حاد فهو شارك في عذابها وبدون أرداة منه وأفعاله معاها حتى هذه اللحظة تزيد في عذابها...
أقترب منها... وقال بلهجة رقيقة:زهرة
أول ماسمعت صوته بجوارها... مسحت دموعها ودون الإلتفات له... ردت :نعم
تحدث بلطف:روحي شقتك ومتجيش بكرا ولا بعده... وخدي الاجازة اللي أنتي عايزها... أنا جيت عليكي لما جبتك هنا النهاردة... حدث نفسه... غصب عني....
تنفست بعمق قبل الالتفاف له... ردت عليه بصوت حزين:أنا مش محتاجة أجازة... أنا اللي محتاجها دلوقتي الشغل... وزي ماقلت ليا خدي بقيت اليوم اجازة... الكام ساعة دول أنا محتاجهم وبكرا هكون موجودة في ميعاد الشغل
تحدث بنبرة أسف:متزعليش مني عشان هددتك بالسجن وعشان زعقتلك امبارح وجبتك الشغل وكنت قاسي في معاملتي معاكي...
نظرت له غير مصدقة... أكنان بيه يعتذر لها هي الفتاة الفقيرة... همست متمتمه: اللي عملته معايا في مرض ماما يخليني أسامح ومقدرش أزعل...ثم وضعت القهوة في الفنجان وقالت : قهوتك جاهزة... ممكن أمشي...
رد برقة : أمشي ...
بمجرد خروجها من المبنى...أنطلقت مسرعة للحاق بالقطار...
______#بقلم_سلمى_محمد
أقتاد زاهر وبيسان الى القسم بتهمة السرقة...لم يلبثو في القسم كثيرا...بمجرد معرفته بمن يكون وهو أبن من...خرجا في الحال...
بيسان بأسف : متزعلش مني...
تمالك أعصابه ورد بهدوء: مش زعلان وهزعل ليه ...ودي حاجة تزعل بردو ...أنه يتقبض عليا أنا ومراتي بتهمة السرقة
شعرت بالسخرية في صوته فقالت بحدة : طب أنا غلطانة وأنتي مش غلطان ...ليه سمعت كلامي مادام عارف أن الموضوع فيه ضرر
_ عشان مقدرتش أرفض..مقدرتش منفذش أي حاجة نفسك فيها...
_ خلاص بقا ...فك التكشيرة دي...وأبتسمت ضاحكة...نحن نختلف عن الاخرين واتفحسنا في القسم في شهر عسلنا
ضحك على عفويتها ونسى ضيقه : نحن نتميز على الأخرين ...
بيسان بدلع : أسوان طلعت حلوة أوي ...عايزه أشوفها كلها ...وكمان عايزه أروح الأقصر...
رد بابتسامة : كل اللي نفسك فيه هعمله...
_ ونفسي في حاجة كمان بس ياريت متفهمنيش غلط
_ حاجة أيه يابيسان
شبكت أصابع يديها بتوتر ..ثم قالت : أنا مش عايزه ...مش مرتاحة في البيت عندكم ...من ساعة ماشوفت فتحي وعرفت أن فيه منه كتير...بليزززز يازاهر ...خلينا نقعد في أي فندق هنا بلاش البيت...
شرد للحظات مفكرا في صعوبة تنفيذ طلبها...وتذكر ماحدث منذ ساعات وتصميم والداته على أحضار فتحي معاها الى غرفته بالرغم ماحدث أمامها من خوف بيسان منه...وشعر بأن حركتها مقصودة...ولو أستمر في المبيت في البيت ...فلن تتوانى أمه عن أرعاب بيسان...وسوف تحدث العديد من المشاكل بينهم ...هو بغنى عنها ...وليس أمامه سوى قضاء شهر العسل والمبيت في مكان أخر...فكر حتى توصل الى حل لمشكلته
كررت بيسان قائلة : قولت أيه يازاهر
بابتسامة هادئة : حاضر يابيسان...والنهاردة هنسافر الاقصر...بس اللي هقولك عليه يتنفذ
بيسان بفضول : اللي هو أيه
تحدث بجدية : أنا هقول أن جالي شغل في الاقصر ولزم أروح هناك...وكده همشي من غير ماحد يزعل ...أتقفنا هنقول أيه
بيسان بابتسامة : طبعا....
_______
بمجرد أعطاء محسن رقم الهاتف الى عبد الفتاح...قام بالاتصال مباشرة بكريم ...وشكره على مافعله...وقام بعزومته على العشاء عندهم في المنزل...وفي داخل الشقة كانت في حالة التأهب القصوى من تنضيف وأعداد الطعام للضيف...
وعند الانتهاء من تناول الطعام وهما جالسين في غرفة الجلوس
كريم بابستامة : أول مرة أكل أكل بالطعامة والحلاوة دي
ردت أمينة : صحة وهنا ...ثم نظرت باتجاه أبنتها...مش أنا لوحدي اللي عملت الاكل ده كله ...ضحى ساعدتني فيه ..
نظر الى ضحى وقال : تسلم أيدك ويابخت اللي هتتجوزيه
أحمرت خدودها من الخجل ونهضت واقفة : أنا هستئذن ...وخرجت مسرعة
نظرت أمينة الى كلاهما بتركيز ولحظت بنبرة الاعجاب في صوته...وخجل أبنتها....ودعت في سرها...بالخير لأبنتها وتعويضها...همست بخفوت...يارب
تحدث عبد الفتاح : مادام الاكل عاجبك أوي ...يبقا تشرفنا علطول...دي أبسط حاجة ممكن أرد جمايلك اللي هفضل أشيله فوق راسي طول العمر...
كريم بابتسامة : ملهوش داعي الكلام في الموضوع ده ...
رد عبد الفتاح : عندك حق يابني...هتكمل حلاوة القعدة بلعب الشطرنج ...ليك في الشطرنج
رد كريم : طبعا ليا دي لعبتي المفضلة
هتف عبد الفتاح لزوجته : هاتي علبة الشطرنج
ذهبت أمينة الى المكتبة مسرعة وأحضرت لهم الشطرنج ..
كان الجو مشبع بأصوات ضحكاتهم...ولأول مرة منذ فترة طويلة يشعر بالسعادة والجو الاسري الحقيقي ...
وبعد فترة طويلة ...نظر كريم في ساعته فوجدها قاربت على منتصف الليل..هتف بذهول : ياااه الوقت فات بسرعة من غير ماحس
رد عبد الفتاح بابتسامه : وأنا زيك
_ هستئذن الوقت أتاخر ونهض من مكانه
_ ماهو لسه بدري
_ ولا بدري ولا حاجة ياراجل ياطيب..
قام عبد الفتاح بتوصيله حتى باب الشقة
قال مودعا : السلام عليكم ..وبيتنا منور ليك في أي وقت
رد بابتسامة هادئة : وعليكم السلام ...
قاد كريم سيارته وهو يشعر براحة بهدوء نفسي وسعادة غارمة ...
وفي شقة عبد الفتاح وداخل غرفة نومهم
أمينة بابتسامه : أنا مشفوتش حد بأخلاق كريم ...أنسان في قمة التواضع ..وهو معانا محسسناش أنه أحسن منه
عبد الفتاح بهدوء: عندك حق كريم ده أبن أصول
دعت أمينة : يارب يكون من نصيبك يابنتي
نظر له بدهشة : أيه اللي بتقوليه ده
_ بقول اللي حسيت بيه
_ وحسيتي بأيه
ردت بثقة : أنه أن شاء الله هيكون عوض بنتي
تمتم عبد الفتاح : يسمع من بؤك يأمينة...
_______
وبعد مرور أسبوع
في أحدى الفنادق الفاخرة وبداخل أحد الغرف
بيسان بدلع : أنا مبسوطة أوي معاك ومكنتش متخيلة الصعيد هتكون بالجمال ده ...الجو هنا حلو أوي
أحاطها بكلتا ذراعيه هامسا بحب : هو أنتي لسه شوفتي حاجة...صدقتني لما قولتلك هتكوني مبسوطة أوي
أسندت رأسها على صدره وقالت بابتسامة : أيوه ...
_____
زهرة كانت تبكي وحدثت نفسها : يارب حلها من عندك يارب...
هتفت كاترينا : زهرة ياااازهرة
فاقت زهرة من شرودها ردت عليها بحزن : نعم ياكوكو
كوكو بعطف : مالك يازهرة
_ مليش أنا كويسة ياكوكو...كنت بتنادي ليه
_ أكنان بيه عايزك في أوضته
_ ثواني وهعمله فنجان قهوته
_ هو قال مش عايزه قهوة ...هو قال عايز يقابلك
سألت زهرة بفضول : متعرفيش عايزني ليه؟
ردت كاترينا نافية : لأ معرفش...
وبمجرد دخول زهرة الى داخل غرفته ...أشار لها بالجلوس: أقعدي يازهرة ...عايزه أكلمك في موضوع مهم
بعد ماجلست سألت متوترة : خير يأكنان بيه
قال أكنان بحسم : بلاش أكنان بيه ...قوليلي من يوم ورايح أكنان وبس
زهرة بلجلجة: ميصحش ياأكنان بيه
تحدث بأصرار : ماهو بعد الكلام اللي هقوله ليكي وبعد موافقتك ...مينفعش تقوليلي أكنان
شعرت بالفضول فسألته قائلة : موضوع أيه
نظر لها بتركيز قبل نطق كلماته : تتجوزيني يازهرة...
أتسعت عينيها بصدمة : بتقول أيه
كرر كلماته : تتجوزيني
سألت مصدومة: أنت عايز تتجوزني أنا ...طب ليه؟
تحدث بهدوء: في صفقة داخل فيها وعشان تبقا في جيبي لزم أكون متجوز ...صاحب الصفقة راجل تقليدي والمشروع عبارة عن منتجع سياحي أسري ...فلزم اللي هيفوز بالصفقة يبقا مؤمن بالعلاقات الاسرية...وأنا للاسف سمعتي مش حلوة في السوق
سألت باستفسار: وليه أنا بالذات ...البنات كتير
عينيه لم تزحزح قيد أنملة من على وجهها..تابع تعبيرات وجهها بدقة بالغة ...ردها كان طبيعي ...
تحدث بهدوء: عشان أنتي وقت لما أقول هننفصل مش هتتكلمي مش هتعملي فضيحة ...ليه أنتي بالذات ؟ عشان واثق فيكي...
قالت بتوتر: بس مينفعش تتجوزني
نظر لها بأًصرار: فاكرة لما قولتي نفسك تردي ليا جزء من جمايلي عليكي...أهو أنا بقولك ردي عن طريق تقبلي أنك تتجوزيني
ردت برفض : بس أنا مينفعش أتجوزك
سأل بعناد : وليه مينفعش
بلهجة يشوبها الألم : عشان أنا منفعش للجواز ليك أو لغيرك ...مينفعش أتجوز ومكنش صريحة مع الشخص اللي هتجوزه..مينفعش أكذب وأخبي ...وعشان مينفعش أقول الحقيقية لأي أن كان ...فعشان كده بقولك أنا منفعش للجواز...أنا لا أنفعك ولا أنفع غيرك ....أفهم بقا
هتف أكنان : أيه السبب؟
هتفت بألم : عشان أنا مغتصبة ...عرفت ليه؟ عرفت ليه رافضة الجواز ...عرفت ليه عملت في نفسي كده...عرفت ليه مخبية شكلي الحقيقي...عشان كرهت نفسي ...كرهت نظرات الطمع ليا...نظرت له والدموع في عينيها ...لسه بردو عايز تتجوزني
شعر بسكاكين تنغرز داخل قلبه مع كل كلمة تنطقها ...سيطر على مشاعره بصعوبة...قال بهدوء مفتعل : أيوه لسه مصمم أتجوزك ...
أتسعت عينيها بالصدمة ثم قالت : عايز تتجوزني...قابل على نفسك تبقا في ذمتك بنت مغتصبة
هز رأسه بالأيجاب : أيوه يازهرة قابل على نفسي ...عشان ده مكنش ذنبك وأنا متأكد من كده..
شردت للحظات في الايام الماضية ومعاناتها وأحتياجها للمال...حدثت نفسها قائلة : وافقي يازهرة ...وااافقي..واااافقي ...جوازك منه هيحل ليكي كل مشاكلك ....أنتي قولتلو الحقيقة وهو مصمم يتجوزك ...لأ يازهرة مقولتيش ليه كل الحقيقة ...وسرك التاني ...مش لزم يعرفه ده بيقولك الجوازة عبارة عن صفقة ...مجرد صفقة ...هزت رأسها نافية...وحتى لو صفقة أنتي هتتجوزي على سنة الله ورسوله جواز شرعي ..يعني مينفعش تخبي عليه ولزم يعرف كل حاجة...أنتي مش كده يازهرة ...حتى لو جواز مصلحة هو هيكون جوزك ولزم يعرف كل أسرارك...
يتبع..
رواية زهرة ولكن دميمة البارت الثاني والعشرون بقلم سلمى محمد
((هكذا هي الأيام حرمتني حتى من الأحلام...عشقت الوحدة والعذاب... الأفراح بيني وبينها حجاب... إلى متى يا قلبي إلى متى ستؤلمني الأيام؟ وإلى متى سأكتم الأحزان؟))
شعر بسكاكين تنغرز داخل قلبه مع كل كلمة تنطقها ...سيطر على مشاعره بصعوبة...قال بهدوء مفتعل : أيوه لسه مصمم أتجوزك ...
أتسعت عينيها بالصدمة ثم قالت : عايز تتجوزني...قابل على نفسك تبقا في ذمتك بنت مغتصبة
هز رأسه بالأيجاب : أيوه يازهرة قابل على نفسي ...عشان ده مكنش ذنبك وأنا متأكد من كده..
شردت للحظات في الايام الماضية ومعاناتها ...حدثت نفسها قائلة : وافقي يازهرة ...وااافقي..واااافقي ...جوازك منه هيحل ليكي كل مشاكلك
....أنتي قولتيلو الحقيقة وهو مصمم يتجوزك ...لأ يازهرة مقولتيش ليه كل الحقيقة ...وسرك التاني ...مش لزم يعرفه ده بيقولك الجوازة عبارة عن صفقة ...مجرد صفقة ...هزت رأسها نافية...وحتى لو صفقة أنتي هتتجوزي على سنة الله ورسوله جواز شرعي ..يعني مينفعش تخبي عليه ولزم يعرف كل حاجة...أنتي مش كده يازهرة ...حتى لو جواز مصلحة هو هيكون جوزك ولزم يعرف كل أسرارك...
رجعت قليلا للخلف ثم تنفست بعمق: أنت ليه مصمم أنا بالذات حتى بعد اللي قولته ليك...
لسانه عاجز عن نطق الحقيقة... التزم الصمت للحظات ثم قال بهدوء : جوزاي منك عبارة صفقة
هتفت بحيرة : وليه أنا؟ ليه أنا
حرك كتفيه ثم قال :ماأنا جاوبتك على سؤالك ...حجاوبك تاني ...عشان أنا واثق فيكي أنك عمرك ماهتقولي حاجة عن الاتفاق اللي بينا...هاا قولتي أيه يازهرة موافقة تتجوزيني...
قالت بلهجة مرتبكة : أنت قولت هنطلق...والطلاق هيبقا أمتى...
عندما نطق كلمة الانفصال...لم يقصدها فعليا...فهو أراد لهذه الزيجة أن تستمر...نظر لها ثم قال بثبات : معرفش الطلاق هيكون أمتى ؟
حدثت نفسها بحيرة...هو يقصد أيه بكلامه ده...سألت باضطراب: بس أنت قولت هنطلق...
تحدث بعزم : أه قولت ننفصل وده معرفش هيكون أمتى...جوازنا مش هيكون محدد بوقت معين...جوازنا هيستمر...لحد مايجي الوقت اللي هنطلق فيه ...والوقت ده معرفش أمتى...
هزت رأسها بعنف...رافضة منحنى أفكارها والشك الذي أخذ يتسرب بداخل عقلها...سألت بتوتر: هو جواز ولا صفقة ولا أيه بالظبط...
نظرت له باضطراب...فبادلها بنظرة هادئة ثم زينت شفتيه أبتسامة رقيقة : الاتنين...صفقة وفي نفس الوقت جواز طبيعي لأجل غير مسمى...
عندما نطق كلماته ...شعرت بأن الأرض تهتز من تحت قدميها وكل القوة التي كانت تدعيها قد ذهبت...ولم يبقى منها سوى الضعف...مر بخيالها صورة غير مرحبة لفتاة مراهقة بشفاه ترتجف وألم مبرح يتملكها...ودماء تنزف بغزارة أسفل قدميها...مغتصبة...منتهكة...
شعر بالخوف عليها ...عندما رأى جسدها يرتعش...
قال بلهجة تشف عن القلق : أنتي كويسة يازهرة...
وعندما لما ترد عليه ...أعاد سؤاله بذعر: أنتي كويسة يازهرة...
هزت رأسها بعنف نافضة ذكرى غير مرغوبة ...ثم قالت بصوت متألم : أيوه كويسة...
أبتلع غصه ألمت بحلقه لرؤيتها هكذا...محدثا نفسه...لقد ندمت على معصيتي...وغيرت حياتي وظللت سنوات أكفر عن ذنبي..ألم متى سأظل هكذا...ألم يحن وقت المغفرة؟
دون النظر اليها قال...فهو لم يقوى على رؤية عينيها: مسمعتش ردك لحد دلوقتي...قولتي أيه يازهرة ...
نشب صراع بداخلها...فالزواج بينهم لن يكون مجرد صفقة ولكن زواج صفقة بالأضافة لعلاقة جسدية شعرت بألم شديد يغزو رأسها... هزت رأسها بأصرار..فقد أتخذت القرار...حدثت نفسها...فالزواج منه سوف يحل جميع مشاكلها وفي نفس الوقت لا تستطيع أن تخبىء عنه هذا... الشيء...لا تستطيع الكذب...لكن قبل ردها يجب عليها تكون صريحة معه...
ردت بهدوء ظاهري: لزم تعرف كل حاجة عن زهرة قبل ماتسمع موافقتها...يمكن تغير رأيك...
قال بلهجة واثقة: مهمة قولتي مش هغير رأيي
_ أنا عندي ماضي مؤلم ولزم تعرف بيه
_ وأنا مش عايز أسمع حاجة ...أنا مسامح على كل اللي فات ...وهو ماضي زي ماقولتي وكل اللي حصل فيه أنا مش عايز أعرفه ...أنا كل اللي يهمني الحاضر والمستقبل...
نظرت له بذهول : أنت أزاي كده...أنت أزاي موافق تتجوزني بعد اللي قولتهولك ورافض تسمع بقيت كلامي وبتقول الماضي ميفرقش معاك في حاجة ...مايمكن اللي هقوله يفرق معاك
أجاب بثقة : وأنا بقولك مهما قولتي مش هسحب عرضي...والاحسن توفري على نفسك الكلام عشان مش عايز أعرف حاجة
ردت بهدوء : وأنا مش هقول حاجة ...أنت هتشوف بعينيك...
سأل بفضول : تقصدي أيه
قالت زهرة : مادام أنت رافض تسمعني ...أنا عايزاك تيجي معايا مشوار...وبعد المشوار ده هقولك ردي...
_ مشوار أيه
_ هتعرف لما نوصل هناك
بعدة عدة ساعات من قيادة السيارة والصمت كان سيد الموقف بينهم الا من بعض الكلمات القليلة بينهم ...أوقف السيارة أمام المكان الذي أخبرته بالتوقف أمامه...عندما رأى اليافطة المكتوب على الفيلا ...
نظر له باستغراب وقال: أنتي جبتيني هنا ليه
بلهجة كئيبة : دقايق وتعرف السبب اللي خلاني أجيبك هنا...كلها دقايق وتعرف سري التاني
رد بأصرار: وأنا قولتلك مش عايز أعرف حاجة
قالت زهرة بثبات : لزم تعرف مادام وافقت على الجواز منك
نظر له غير مصدق : أنتي قولتي موافقة
ردت بهدوء مؤلم : أيوه موافقة عشان خاطرهم ...
شعر بالحيرة فقال مستفهما: مش فاهم كلامك ...خاطر مين؟
قالت بلهجه يشوبها الوجع: تعالا معايا وأنت تعرف...وكويس أني جيت في وقت اللي بيطلعو فيه الجنينة
وعلى بوابة الملجأ ...رنت زهرة على جرس البوابة ...فقام الحارس بفتح الباب...
مبروك بابتسامة : أزيك يازهرة...
زهرة بابتسامة خفيفة : أزيك ياعم مبروك
أندهش مبروك من رؤية يديها الخالية فقال باستفسار: فين اللعب والحاجات الحلوة بتاعت كل زيارة
ردت زهرة : أنت قولت بنفسك الحاجات الحلوة بتاعت الزيارة
خبط على رأٍسه : أه... ده النهاردة السبت وأنتي طول السينين اللي فاتو بتجي الخميس ...صح مش عوايدك...هو في حاجة حصلت...
ردت عليه بابتسامة حزينة : لا مفيش حاجة حصلت..أصل البيه ناوي يتبرع للملجأ...
حدث نفسه بصمت...هو في أيه بالظبط وأيه الكلام اللي بتقوله ...
مبروك بدعاء : ربنا يبارلك يابنتي ...أنا طول خدمتي هنا مشوفتش حد زيك ملتزم في زيارته للملجأ وكمان كل أسبوع لزم تجيبي حاجات لأطفال الملجأ...
ثم نظر باتجاه أكنان : يارب كتر من أمثالك ...الملجأ محتاج اللي زي حضرتك...
وعندما دلف الى الداخل وأبتعدا ...تكلم بنبرة منخفضة : ممكن أفهم ايه اللي بيحصل ويقصد أيه الراجل اللي أسمه مبروك بكلامه ...
لم تعي زهرة ماذا يقول فقد أنصب كل تركيزها عليهم وهم يلعبو ويمرحو مع باقية الأطفال...
كرر كلامه بلهجة أمرة : قوليلي أيه اللي بيحصل
عندما لم ترد عليه ...لاحظ نظراتها الشاردة باتجاه بقعة معينة..فوجدها تنظر الى مجموعة من الاطفال يلعبوا سويا...
هتف أحد الاطفال بسعادة عند رؤيتها: أبلة زهرة هنا...
أندفع الجميع باتجاهها عند رؤيتها...متجمعين حوالها
أحد الأطفال بعبوس: فين الحاجة الحلوة بتاعتي
زهرة بابتسامة: معلش يازوزو المرة الجاية عشان مكنتش عاملة حسابي...بس بدل الحاجة الحلوة هلعب معاكم أيه رأيك
هتف أحد الاطفال بمرح : نلعب أستغامية
ردت بابتسامة خفيفة: حاضر ...ثم أقترب منها طفلين لهم نفس الملامح
هتفت ثرايا من على بعد في الأطفال: يلا ياحلويين وقت الغدا...
عندما لم يلتفتو الى نادئها وظلو واقفين بجوار زهرة ...هتفت ثريا قائلة : الغدا بيتزا النهاردة
وعند سماع كلمة بيتزا ...هرول الاطفال باتجاه قاعة الغداء...الا من طفلين
هتفت ثريا: تعالا ياوليد ...تعالا ياأياد
هتفت زهرة من مكانها: أنا هجيبهم ليكي ياثريا...
دقق أكنان النظر لهم ...لتتسع عينيه من الصدمة ...فملامحهم تشبه أخته بيسان عندما كانت في نفس العمر...بصوت متحشرج مهزوز : مين دول
همست بخوف لكي لا يسمعها : دول سري التاني ...دول ولادي ...
ثم قالت بلهجة معذبة : لسه موافق تتجوزني
شعر بالارض تهتز تحت قدميه...رأي الارض تموج وغشيت الدموع عينيه...رفع رأسه داعيا بهمس: يالله أرحمني..
أستغربت رؤية الدموع في عينيه..ثم سألت : في أيه؟
لكنه ظل صامتا للحظات ثم قال بنبرة معذبة : يلا نمشي دلوقتي
ردت بتمتمه: بس أحنا لسه جايين
هتف بانفعال : بقولك يلا نمشي...حصليني...ثم تركها وتحرك مبتعدا الى الخارج
نظرة لها زهرة بصدمة من ردت فعله...ثم وجهت نظرها الى الطفلين قائلة بابتسامة : يلا عشان الغدا
أياد بلهجة طفولية : بس أنا عايز أقعد معاكي شوية
نغزه وليد في جنبه ..قائلا بخفوت : البيتزا هتخلص
ضحكت زهرة : ماشي ياوليد البيتزا أهم مني
رد وليد بأعتذار : أنتي أهم طبعا
زهرة بابتسامة: طب يلا بينا أوديكم ...قبل مالبيتزا تخلص وتقولو أنا السبب
وأمسكت بيد كل طفل برقة حتى أوصلتهم الى غرفة الغداء وأطمئنت عليهم...
خرج من الحمام والابتسامة تعلو شفتيه...أخذ يدندن بالغناء..ناظرا الي بيسان بمرح: بلاش تبوسني في عينيا
وأنتي ياسايقة في دلالك كتر الدلال زاد في جمالك
خطوتك ألحان في قوام سكران
له دلال فتان يخجل الأغصان
بلاش تبوسني عينيا
نظرت له بمكر ثم قالت بدلع : خلاص بلاش أبوسك في عينيك...عايزه البوسة فين؟
غمز لها قائلا : عايز فين دي متتقالش...دي تتفذ عملي ...وأقترب منها ...ليقرن كلامه عملي...
تقابلت العيون..وأنحنت الرؤس مقتربة من بعض وقبل التنفيذ...رن هاتفه...هتف بغضب : حبكت دلوقتي ...
همست بيسان : شوف مين؟
نهض من فوق الفراش ..وقال بضيق : أنا مش هشوف مين ...أنا هقفل التليفون ...وقبل أن يقوم بأغلاق الهاتف..رأى رقم المتصل...كانت سعدة...تملكه القلق فهي لاتتصل بيه سوى للحالات الطارئة
رد زاهر : خير ياسعدة
سعدة بارتباك : الحق صفية هانم يابيه
زاهر بتوتر: مالها الهانم ياسعدة
_ وقعت من طولها مرة...والبيه الكبير مش موجود...هو في البرلمان...
_أنا هتصل بدكتوربكري يروحلها دلوقتي
_ أتصلت يازاهر بيه وهو موجود معاه
_ وقال عندها أيه
_ هو لسه موجود جوا معاها معرفش عندها أيه
قال بقلق : مسافة السكة ياسعدة هكون عندها...خليكي جنبها متتحركيش لحد ماأجي
تملكها القلق وهى تسمعها..وعندما أقفل الهاتف...سألت متوترة: مالك يازاهر؟
زاهر بانفعال : أمي وقعت من طولها ومعرفش مالها...حضري الشنط بسرعة عشان راجعين أسوان دلوقتي
بيسان بقلق : أن شاء الله خير...ودقايق وهكون جاهزة
_ بسرعة يابيسان
عندما أغلقت سعدة الهاتف...قالت بابتسامة : البيه قال جي دلوقتي...
زينت شفتي صفية أبتسامة منتصرة: زي ماهي خلته يمشي ويروح بيها الاقصر...عرفت أنا أجيبه على ماله وشه تاني...بقولك ياسعدة أكدت على دكتور بكري أنه ميفتحش بؤه بحاجة وأنه كل اللي يقوله بس أن ضغطها عالي
هزت رأسها بالأيجاب: أيوه ياهانم ....
لمعت عينيها بكره: فاكره نفسها هتاخده مني...وعملتي بقيت اللي قولت عليه...رشتي الاوضة بتاعتهم
ردت سعدة: كل اللي قولتلي عليه نفذته بالحرف الواحد...
أشارت له صفيه بالأنصراف: أمشي أنتي دلوقتي...وأول مازاهر يوصل بلغيني
_ حاضر ياهانم ..
علت شفتيها أبتسامة منتصرة وهي تشاهد أنصراف سعدة
بعد فترة طويلة من السهر والتفكير المستمر...قرر كريم أخذ خطوة فارقة في حياته... فأتصل بوالديه ...فهو لم يريد الذهاب وطلب يد ضحى للزواج من والدها الا بعد موافقة نيروز وفاضل... فهوأخبرهم بنيته الزواج من فتاة من عائلة ليست غنيه...ومن وقتها والحوارمحتدم بين نيروز وفاضل ...مابين مؤيد ومعارض
نيروز بانفعال : وبعدين معاك يافاضل....
فاضل بحدة : ولا أقبلين...أنا مش موافق على الجوازة دي....
هتفت نيروز : ومش موافق ليه
_ عشان متنفعش ليه...مش مناسبة للعيلة ...وقوليلي أنتي أزاي موافقة أبنك يتجوز واحدة زي دي
أستعادت هدوئها ثم قالت : عشان فكرت بعقلي شوية...قولت لازم أوافق وأنت كمان لازم توافق
تحدث بضيق : ولازم أوافق ليه؟
ردت عليه بثبات : عشان ميعاندش وتخسره برفضك...عشان هو دلوقتي شايف سعادته معاها...مستحيل تقنعه أنها متنفعوهش...لازم يعيش التجربة عشان لما يجي ينهيها ينهيها بمزاجه هو
تحدث بضيق : وأفرضي بقا عاجبته...
أبتسمت نيروز بمكر : ماهو لما يتجوز ويجيبها تعيش معانا هنا...يجي الدور علينا وأزاي نخليه يطلقها....
لمعت عينيه ببريق الفهم ..هتف قائلا : طول عمري بقول أن دماغك دي الماظ
أبتسمت بهدوء: أتصل بيه وقول ليه موافق...الاصل الممنوع مرغوب...ولما يشبع منها...نتصرف أحنا...
______#بقلم_سلمى_محمد
رن هاتف كريم ...كان المتصل والده
تحدث فاضل وتصنع الابتسامة: مبرووك ياكريم
لم يستعب للحظات كلام والده فقال: مبروك على أيه
رد فاضل : أنا وافقة على جوازك من ضحى
لم يتوقع موافقة والده الفورية ...فقال بعدم تصديق: موافق...موافق
أخفى ضيقه بصعوبة وقال: طبعا موافق...بس مش هقدر أجي مصر الفترة الجاية في مشاكل جامدة في الشركة هنا..
أستفهم قائلا : مشاكل أيه اللي معرفهاش
رد بنبرة ثابته : ماهو أنت لو كنت موجود كنت عرفت...عشان كده بقولك أتجوز وأعمل الفرح في أقرب وقت عشان محتاجك معايا هنا....
فكر للحظات قبل الرد : هشوف الاول أهل ضحى
هتف فاصل بحدة : تشوف مين ...هما كانو يقدرو يحلمو بواحد زيك ...قال تسألهم قال...زي مابقولك ياكريم أعمل الفرح في أقرب وقت ...بدل ماأسحب موافقتي بجوازك منها
_ طب خلاص متعصبش نفسك...اللي قولت عليه هيتنفذ
بمجرد أغلاق كريم الهاتف مع فاضل...أتصل مباشرة بعبد الفتاح...
_ السلام عليكم
تملك عبد الفتاح الفضول يريد معرفة سبب الاتصال: وعليكم السلام ...خير ياكريم بيه
قال كريم بابتسامة : ملهوش دعي كريم بيه
_ ميصحش المقامات محفوظة
_ماهو ميصحش بعد ماأقولك أنا طالب أيد بنتك للجواز...من يوم ورايح قولي ياكريم ...ضحك وكمل قائلا ...ماهو أنا هكون في حكم أبنك
أمسك عبد الفتاح الهاتف...ونظر للشاشة بصدمة...غير ماصدق ماسمعت أذنه...فقال : أنت طالب أيد ضحى بنتي للجواز
رد بابتسامة: أيوه ...أنا جي لحضرتك بكرا أتقدم رسمي...
بعد أمتصاصه لصدمته وأستعاددة هدوئه فكر بالمنطق: طب وأهلك رأيهم أيه في الجوازة دي...
تحدث بهدء والابتسامة تزيين شفتيه: موافقين ...لو مكنوش موافقين مكنتش أتصلت بحضرتك ...لسه والدي بملغني موافقته...هااا يحج قولت أيه ...أجي بكرا أتقدم رسمى
علت أبتسامة الفرحة وجه عبد الفتاح عند سماع كلامه : موافق من دلوقتي ...هو أنا أطول نسب زيك...
رد بابتسامة : ميعادنا بكرا أن شاء الله
وعندما أغلق عبد الفتاح هاتفه...صاح بفرح : ياااااأمينه...يااااااضحى
هرولت كلا من أمينه وضحى على هتاف عبد الفتاح
أمينه بخضة : خير ياعبدو بتزعق ليه
سألت ضحى هي الأخرى : في أيه يابابا
عبد الفتاح بلهجة تشوبها الغبطة : في كل خير ياضحى...زرغطي ياأمينة
أمينة بفضول : أزرغط على أيه
رد بابتسامة واسعة: في أن عريس جاي يتقدم لبنتك بكرا...
تغيرت ملامح وجهها الى العبوس ...وقالت برفض : عريس أيه يابابا دلوقتي
رد عبد الفتاح : ده مش أي عريس ...ده كريم بيه
وفجأة تبدلت ملامح وجهها العابسة الى أبتسامة هادئة
أطلقت أمينة زغرودة عالية...وأحضنت أبنتها قائلة : مبروك ياضحى...
أستغربت من تبدل حاله ومزاجه المضطرب...محدثة نفسها عن سبب تغيره...ماذا حدث هناك جعله شخص هائج....
عندما أًصبحا بداخل الشقة ...نظر لها بأسف وعلامات العذاب بادية بوضوح على وجهه...بادلتها نظراته بنظرة ترقب...منتظرة منه الكلام...
وعندما ظل صامتا قالت بخفوت : حصل أيه في الملجأ...متمتمه بلهجة حزينة...طبعا رأيك أتغير...وخلاص عرفت أني منفعش ليك...
أنتفض في وقفته عندما سمع كلامها...أغمض عينيه من شدة الألم...ظلت صامته في مكانها لا تقوى على الحراك...فجأة فتح عينيه...رأت الدموع في عينيه...
هذا المشهد قفز أمام عينيه...مافعله بها من أنتهاك لجسدها العفيف...تقلصت ملامح وجهه وأرتعش جانب فمه...ثم هتف فيها والدموع تنساب على وجنتيه: أنا اللي منفعش ليكي...أنا حيوااان ...
نظرت له حائرة...فهي لا تفهم كلامه ولكنها شعرت بالشفقة تجاهه...لمست كتفه برقه: أهدى
رأى نظراتها الحنونة...فزاد بكائه...فهو لا يستحق هذه النظرة منها...أزداد الصراع بداخله...فقد حان موعد الاعتراف...لا يستطيع أخفاء جريمته الى الأبد...فهو يمتلك طفلين...طفلاه يعيشون في ملجأ...هتف بوجع : أاااااه ..أااااه
حاولت تهدئته فقالت برقة : أدعى ربنا يمكن ترتاح ...أنا لما بكون تعبانة ...بصلي وأدعي...أعمل زيي...
نظر لها بألم : أنتي أزاي كده...بعد اللي عملته معاكي ...لسه قلبك طيب...أنتي حقك تمسكي سكينة وتغرزيها جوا قلبي وتريحني...
أستغربت كلامه...ودعوتها لقتله...ماذا حدث لكل هذا...نظرت له حائرة لا تفهم : ليه كل ده
هتف بهستريا : عشااااان ..عشااان أنا
يتبع..
رواية زهرة ولكن دميمة البارت الثالث والعشرون بقلم سلمى محمد
الدنيا ثلاثة أيام
الأمس...عشناه ولن يعود
واليوم...نعيشه ولن يدوم
والغد...لن ندري أين سنكون
هذا المشهد قفز أمام عينيه...مافعله بها من أنتهاك لجسدها العفيف...تقلصت ملامح وجهه وأرتعش جانب فمه...ثم هتف فيها والدموع تنساب على وجنتيه: أنا اللي منفعش ليكي...أنا حيوااان ...
نظرت له حائرة...فهي لا تفهم كلامه ولكنها شعرت بالشفقة تجاهه...لمست كتفه برقه: أهدى
رأى نظراتها الحنونة...فزاد بكائه...فهو لا يستحق هذه النظرة منها...أزداد الصراع بداخله...فقد حان موعد الاعتراف...لا يستطيع أخفاء جريمته الى الأبد...فهو يمتلك طفلين...طفلاه يعيشون في ملجأ...هتف بوجع : أاااااه ..أااااه
حاولت تهدئته فقالت برقة : أدعى ربنا يمكن ترتاح ...أنا لما بكون تعبانة ...بصلي وأدعي...أعمل زيي...
نظر لها بألم : أنتي أزاي كده...بعد اللي عملته معاكي ...لسه قلبك طيب...أنتي حقك تمسكي سكينة وتغرزيها جوا قلبي وتريحني...
أستغربت كلامه...ودعوتها لقتله...ماذا حدث لكل هذا...نظرت له حائرة لا تفهم : ليه كل ده
هتف بهستريا : عشااااان ..عشااان أنا....رفع رأسه ويديه الى الأعلى داعيا ربه بصوت مسموع...ثم قال بدون وعي لماهية الكلمات التي تخرج من فمه ودموع العذاب تنهمر بدون توقف...أنا اللي عملت فيكي كده...أنا المجرم اللي أنتهك برائتك...أنا اللي قطفت زهرة شبابك وحولتها لزهرة ذابلة خالية من الحياة...
نظرت له بذهول غير مصدقة وغير مستوعبة كلامه ...أطلقت قهقه عالية: أنت بتهزر ...أكيد بتهزر بس هزار تقيل...أنا من وقت ماشوفتك وقولت أنك عندك شيزوفرنيا...أنا ماشية
صاح بألم : أنا أبوهم...أبوهم...ولادي طلعو متربين في ملجأ...كل ذنبهم أنهم أتولدو بطريقة غير شريعة...من أب زين ليه الشيطان طريق الرذيلة...أااااه من ذنب لحد النهاردة بدفع تمنه...ضيعت شرفك بسبب لحظات من اللذة وعدم الوعي...
توقفت يديها على مقبض الباب وهي تسمع كلماته...التفتت له...تسمرت عينيها طويلا في عينيه...رأت الصدق...العذاب...الحقيقية...أقتربت منه...رفضت مارأت ...صرخت في وجهه وهي تدفعه بكلتا يديها في صدره: أنت ليه مصمم تأذيني...ليه مصمم تعذبني بقسوتك...أنت أنسان مريض...أزداد صراخها...مريض...وكداب
أمسك كلا معصم يديها وصاح بألم : سامحيني يازوزو
أتسعت عينيها من الصدمة...ثم قالت وهي ترتعش: أنت قولت أيه ...وعرفت الأسم ده أزاي...مفيش غير أتنين بس اللي كانو بينادوني بيه ...بابا وأحمد وبس...
أخذ يتنفس بعمق وصدره يعلو ويهبط...الشك رواده فقال بهمس : عرفته منك يوم ماأتقابلنا وركبتي معايا العربية ...وقتها سألتك على أسمك قولتلي زوزو...ليه خبيتي عليا أنك متعرفنيش لما أتقابلنا ليه خبيتي...لو عايزه تنتقمي أنا أهو أقصادك أنتقمي...عايزه تبلغي عني بلغي وهقول حصل...صاح بصراخ ...عايزه تموتيني موتي عشان أرتاح
هتفت بهسترية : عشان معرفكش...معرفكش...هزت رأسها بعنف...تمتمت دون وعي والدموع تنهال على وجنتيها...أنا مش فاكرة حاجة ولا فاكرة حصل أيه معايا...الفترة دي أتمحت تماما من عقلي....ثم صاحت في وجهه بهسترية.... أنا مش عايزه حاجة...كل اللي عايزه دلوقتي تسيبني أمشي...ثم أعطته ظهرها وتحركت باتجاه الباب
وضع يديه على كلتا كتفيها مثبتا اياهها...جاعلها تلتفت له...طالعته بنظرات مضطربة...هزها بعنف صارخا بانفعال: أنا أعرفك وأعرفك كويس يازوزو...أنا مقدرتش أخبي الحقيقية أكتر من كده... حسيت أد أيه أنا صغير وجبان قصادك...أنا خوفت أقول الحقيقة...وأنتي طلعتي أصدق وأشجع مني ومحاولتيش تكذبي عليا وتخبي حقيقتك...مقدرتش أتجوزك وأنا مخبي عنك الحقيقة... أنا أبقا أبو ولادك...
ضغطت على أذنيها ثم صرخت في وجهه : مش عايزه أسمع حاجة...سيبني أمشي أبوس أيدك...
نزع محفظته من جيبه وأخرج منها صورة...وقام بوضعها أمام عينيها: بصي كويس للصورة...
شهقت بعنف...أخفضت يديها بالتدريج ثم أمسكت الصورة من يديه...عينيها تسمرت على ملامح الطفل فيها....غير مصدقة مارأت....
هتف بألم : دي صورة بيسان أختي تقريبا في نفس العمر....صورة بيسان من أكتر من عشرين سنة...بصي على تاريخها...
تسمرت نظراتها على التاريخ ...لمعت عيناها بالدموع وهي تنتفض في مكانها...قالت بصوت مرتعش: مستحيل
قال بصوت حزين: لما شوفتهم حسيت كأنهم طلعو من الصورة...
لم تعد قادرة على النكران...صرخت بكل ذرة تسكن كيانها...صرخت بوجع كان دفين لسنوات...صرخت وصرخت...حتى أسودت الدنيا أمام عينيها...تلقفته يديه بسرعة وهو يراها تسقط فاقدة الوعي...حملها بذراعين تهتز من الرعب...وضعها برقة فوق الفراش....أخرج هاتفه وبأصابع ترتعش أتصل بطبيبه...
___
هرول زاهر مسرعا الى داخل غرفة والدته...ثم دخلت بيسان بعده مباشرة...أقترب من الفراش وقال بقلق : مالك ياست الكل...قلبي أتوجع عليكي لما سعدة قالتلي على اللي حصل...خيرمالك؟حاولت كتير أتصل بدكتور بكري عشان أطمن عليكي منه...تليفونه كان بيدي علطول مشغول...
تصنعت الالم ...قالت بصوت ضعيف: الضغط عالى عليا شوية
نظر له بقلق: شوية ضغط يخلو وشك أصفر وينايموكي في السرير...
قالت صفية بصوت واهن : ماأنت عارف صحتي متستحملش الضغط يعلى...صحتي مبقتش زي الأول...وخايفة أموت وأنت بعيد عني
أحتضنها قائلا: بعد الشر عليكي ياست الكل...أستكانت بين ذراعيه وقالت بابتسامة: العمر بيجري يازاهر...ومش هعيش أكتر ماعشت
قالت بيسان برقة : بعد الشر عليكي ...والف سلامة عليكي
ردت عليها بابتسامة صفراء:طبعا بعد الشر...طول ماأبني معايا هكون كويسة
شعرت بيسان بالضيق من طريقة ردها ...فقالت : بعد أذنكم أنا رايح أوضتي ...هغير هدوم السفر
بدون الألتفات لها قال وكل تركيزه منصب على والدته: روحي ياحبي
دلفت بيسان الى غرفتها ...وأخذت تمتم بضيق: حيزبون حتى في تعبها...كله عشان خاطرك يهون ياحبييي...
شعرت بقشعريرة غريبة تسري في جسدها وفجأة تملكها أحساس بالخنقة...لم تشعر بيه أول مرة دخلت غرفة زوجها...صرخت بفزع عندما رأته مرة أخرى وهذه المرة لم يكن بمفرده: الحقوووني...
أنتفض زاهر في جلسته على صوت صريخ زوجته...قائلا بجزع: هروح أشوف حصل أيه...خرج سريعا حتى وصل الى غرفته...وجدها تقف فوق الفراش...ولما رأته صرخت ببكاء: الحقني يازاهر
... في خطوتين أصبح جوارها...فأرتمت عليه...أحتضنها مسرعا قبل سقوطها
قال في قلق: مالك يابيسان
بيسان أشارت بيديها على ماأرعبها ...تمتمت بصوت متقطع : مش لوحده يازاهر...أنا خايفة أوي
نظر الى ماتشير اليه...همس بضيق: ايه اللي جابهم هنا...بصي أنت هتطلعي فوق السرير تاني وأنا هروح أمسكهم وأطلعهم برا الأوضة...أستطاع بصعوبة أمساكهم...قال له برقة : هروح أحبسهم في أوضتهم وجي بسرعة
_ بسرعة يازاهر عشان خاطري
_ دقايق وهكون معاكي
سمعت من مكانها صوت زاهر الغاضب ...حسابك هيبقا عسير معايا ياسعدة ...لو الاوضة اتسابت مفتوحة تاني...
بمجرد دخوله تعلقت في رقبته..قالت بصوت متقطع باكي...دون أن تفلت تعلقها برقبته: خليك معايا يازاهر ...
.سمع دقات قلبها تنبض بعنف تحت يديه... شتم في سره لرؤيتها هكذا: حاضر يابوسة ...مش هتحرك من مكاني...مسح دموعها بأبهامه بخفة...قال بحب: دموعك دي غاليه عندي وكل دمعة من عينيكي بتقطع قلبي...ثم قبلها ببطء على الوجنتين...سمع دقات قلبها تهدىء قليلا...ضاعف قبلاته...أزدادت القبلات بينهم... أصبحت كلها له...
تكرر رنين جرس الباب...همست بضيق عندما أستمر الرنين والباب لم يفتح : ده أنا مصدقت تدخل تنام ...واتجهت مسرعة ناحية باب الشقة...
قالت بفضول لما رأت الشخص الواقف أمامها :أنت مين
المحضر قام بأخراج ورقة من داخل الحقيبة المعلقة على أحدى كتفيه: أنا محضر المحكمة وده أخطار ...ومد يده لها بالورقة...أتفضلي حضرتك أمضي أستلام
همست لنفسها بغضب : عملت اللي قولت عليه
قال بهدوء:أتفضلي أمضي ياهانم ...
أبتسام بانفعال : حاضر ...ثم مضت على أستلام الأخطار...ثم أغلقت بالباب بعنف...لمعت عينيها بالدموع وهى تقرأ الكلمات المكتوبة فيها...همست بحزن : كده يااحمد ...أنا عارفة أن رشا غلطت...بس اللي بتعمله ده غلط ...انتو الأتنين غلطتو...
خرجت رشا من غرفتها ...نظرت الى أمها بعيون ذابلة لم تعد تلمع كالسابق...كيف تلمع وهي بعيدة عن حبيبها...ركزت نظراتها على الورقة القابعة في يد أمها...فقالت: مين اللي كان بيخبط ؟ وأيه الورقة دي
أنعقد لسانها عن الكلام ...ردت بلهجة متوترة : اللي خبط كان كااان المحصل...ثم قامت بطوي الورقة...
برغم أنها تعيش حالة من الأنعذال ...شعرت بعدم الراحة وكذب والدتها...هتفت بشك : محصل!
أبتسام بلجلجة : أيوه
أقتربت منها رشا وبحركة فجائية نزعت الورقة من يد أمها ونظرت الى المكتوب فيها...
أضطربت بشدة في وقفتها وهي ترى تقلص ملامح أبنتها...
صرخت بانفعال: رفع عليا دعوة لحضانة البنات ...ده على جثتي...فاهمة على جثتي...
أبتسام برجاء : أهدي يارشا...أنا هكلم المحامي بتاعي يباشر الدعوة...ومش هيقدر ياخد منك البنات...
هتفت بانفعال : خلاص باعني ياماما ...خلاص مبقاش يحبني..وعايز ياخد مني البنات ...الحاجة الوحيدة اللي ممكن تخليني أرجع ليه...مستحيل ياخد مني البنات...
أبتسام بلهجة متوسلة : طبعا ياحبيتي مش هيقدر ياخدهم منك...
في غرفة صفية...جلست سعدة بجوار الفراش..
سألت صفية : وحصل أيه بعد مازعق ليكي ياسعدة
أبتسمت سعدة بخبث: ولا بعدين ياستي...دخل الاوضة وقفل الباب ولحد دلوقتي هما الاتنين جوا...
قالت صفية بغضب: شوفتي ياسعدة زاهر اللي الكبير قبل الصغير بيخاف منه...تيجي واحدة زي دي أول ماتنادي عليه...يجري عليها ملهوف...ونسى أمه وأنها تعبانة...
_ متزعليش نفسك...مش هتلحق تتهنى بيه كتير...أنا عملت كل اللي قال عليه الشيخ فرحات بالحرف الواحد ...لما يتحقق المراد متنسنيش في الحلاوة
_ بس يحصل وكل اللي انتي عايزه يسعدة هعمله ليكي...هو الشيخ مبروك قالك المفعول هيبتدي بعد أيه
هزت سعدة رأسها نافية : مقلش أمتى بالظبط...بس اللي أعرفه أن كل واحد راح ليه وطلب منه حاجة اتنفذت...
تمتمت صفية بدعاء ثم قالت: أنا بعمل كده عشان مصلحته ...عشان متأكده أنها هتتعبه...
في غرفة زاهر
شعر بالسعادة تغمر قلبه فنظر لها بحب غير مصدق أنها أصحبت ملكه وملتصقة بيه
...أبعدها عن حضنه برفق ونظر لعينيها وقال: بحبك ونفسي لو قدر لينا وجبنا أطفال يبقو شبهك
ضحكت بيسان بدلع : وأنا بقا عايزهم شبك أنت ...ثم نهضت من فوق الفراش...
زاهر بابتسامة: سايبني ورايحة فين؟
قالت وهي ذاهبة باتجاه الخزينة: هطلع هدوم ألبسها...
غمز لها بمكر : ماتخليكي كده أحلى
ردت عليه بخجل عفوي : باين عليك نسيت الوالدة وأنها تعبانة
خبط بكف يديه على جبهته وهتف : أوبااا...الوالدة مش هتعديها...ليلتك ملونة يازاهر... ثم نهض مسرعا من فوق الفراش باتجاه الحمام
أبتسمت بيسان بخفة وهي ترى أندفاعه باتجاه الحمام....ثم قامت بفتح الخزينة ومدت يديها لالتقاط ثوب لها...عندما أمسكته لفت أنتباهها.. شيء موجود في قاع الخزينة...تمعنت النظر...فوجدت كومه من ريشات سوداء اللون...فقامت بأمساك ريشة منهم...عقدت حاجبيها بتفكير...أيه اللي جاب الريش دي هنا...أكيد الفار اللي بيقولو عليه سنجاب...ثم القتها مكانها بعنف...هبقا أخلي سعدة تنضف الدولاب...وأغلقت الدولاب...شعرت بيسان فجأة بقبضة داخل قلبها...دموعها نزلت من عينيها دون أن تدري...
أندهش زاهر لما رأها واقفة في نفس المكان معطية له ظهرها...لمس كتفها برقة: بيسان
أنتفضت من شرودها مذعورة...صرخت بحدة ... التفتت له وقالت برعب: خضتني يازاهر
سألها بلهجة يشوبها القلق : مالك يابيسان وكنتي بتعيطي ليه..
ردت بدهشة : بعيط! ... بتلقائية لمست وجهها فوجدته رطب فعلا بالدموع...فقالت بهمس غير مصدقة أنها كانت تبكي...ده أنا كنت بعيط بجد
سأل بحيرة : هو أنتي مكنتيش تعرفي أنك بتعيطي
ردت عليه وهي تشعر بالأضطراب:محستش خالص يازاهر أني كنت بعيط...
قال بقلق: أحنا كنا كويسين مع بعض وكنتي بتضحكي قبل مادخل الحمام...أيه اللي غيرك مرة واحدة...حصلت حاجة زعلتك
هزت رأسها نافية : مفيش حاجة زعلتني...أنا معرفش أصلا كنت بعيط ليه...مرة واحدة حسيت أني مخنوقة...همست بضيق...حسيت أن نفسي بيتكتم
_ وده من أيه يابيسان
_ معرفش يازاهر...بجد معرفش ...خليك جنبي علطول
أحتضنها برقة وهمس برقة: مش هسيبك وهفضل علطول معاكي...
أرتسمت علامات الدهشة على وجه طبيبه...وهو يرى أكنان ثائرا من أجل هذه الفتاة ...
تحدث بلهجة منفعلة ...صارخا في وجهه: مالها ياأصهب...
رد عليه بهدوء: ثواني ياأكنان...أخلص كشف الاول وهقولك عندها أيه...
تحدث بحدة: خلص بسرعة
رد بثبات : حاضر ....وعندما أنتهى قال...معندهاش حاجة...الضغط طبيعي...كل الوظائف الحيوية عندها طبيعة
سأل بانفعال: أومال عندها أيه؟
أجابه أصهب قائلا: مجرد أغماء ...مفيش حاجة مستاهلة ...أنا هفوقها دلوقتي...ربت بخفة على خدها...ثم مرر أبهامه على أذنها...
فتحت عينيها ببطء وهي تشعر بالدوار...رفعت يديها وضغطت على رأسها لتسكين هذا الصداع...تمتمت بخفوت وهي مازالت غير واعية: أنا فين
سأل أكنان بقلق : مالها ياأصهب
قال أصهب بهدوء: لسه مش واعية وبتفوق
فجأة مرت أمام عينيها كل الاحداث الذي حدثت منذ قليل...تقلصت ملامح وجهها متألمة وهى ترى مغتصبها واقف أمامها...
نهضت من الفراش بسرعة غير مبالية بدوارها...وأتجهت ناحية الباب مهرولة تريد الهروب من هذا الكابوس...وما أن أمسكت مقبض الباب حتى عجزت قدمها عن حملها لكن وجدت ذراعين تقوم بأسنادها....
قال بلهجة خائفة: زهرة
لم تشعر بنفسها الا وهي تصفعه بكل قوة على وجنتيه يمينا وشمالا كالمجنونة...لم تعد تدري لماذا تصفعه فهي لا تتذكر أغتصابه لها...ولكن تتذكر جيدا معاناتها وحبسها ليل نهار منبوذة تداري فضيحتها...
ظل ثابت في مكانه يتلقى صفعاتها...توقفت فجأة وأخذت تلهث بعنف..دفعته بقوة للوراء...وصرخت فيه:أنا همشي من هنا...ومش عايز أشوف وشك تاني في حياتي...وخرجت من الغرفة مسرعة...
أصاب أصهب الذهول..فما حدث أمامه شيء مستحيل...ولا حتى في أحلامه...كان يتوقع أن يأتي اليوم ويرى فيه أكنان يتم صفعه من فتاة هزيلة لا تصل حتى الى مستوى كتفه...عندما رأه مازال واقف...قرر الخروج هو الأخر ...وقبل أن تخطو قدمه الى خارج الغرفة....
تحدث أكنان بهدوء ظاهري: أستنى يأصهب عايز أسألك في حاجة...
أصهب بتوتر: أسألني وأنا هجاوب
قال أكنان بثبات: هو ممكن الواحد ينسى وقت معين في حياته وميفتكرهوش بعد كده...
سأل أصهب باستفسار: فقدان الذاكرة علم كبير وأنواع وليه أسباب كتير...وضح كلامك أكتر...
_ ممكن الواحد لو أتعرض لخبطة في الراس وفي نفس الوقت يمر بتجربة صعبة...ممكن الوقت ده ينساه تماما بالاشخاص اللي قابلهم فيه...
وضع أصهب سبابته على جبهته ونقر عدة مرات:ممكن يحصل...أنا قريت عن حالة فقدت ثمانية وأربعون ساعة من حياتها ومعرفتش هي عملت فيهم أيه...ممكن الانسان يقفد جزء معين من ذكرياته لأكتر من سبب...ممكن يكون صدمة نفسية اتعرض ليها ...فالمخ يمحي الوقت ده تماما...ممكن نتيجة حادثة...من الاخر فقدان الذاكرة ليه أسباب كتير ...ممكن كلي أو جزئي ...
قاطعه أكنان قائلا : والشخص ده ممكن ذكرياته ترجع ليه
رد أصهب بهدوء: ممكن أه وممكن لأ...وده راجع للشخص ونوع الفقدان الذاكرة اللي عنده ...
وعندما سمع ماأراد معرفته ...رمق أصهب بنظرة محذرة: اللي حصل قصادك ميطلعش لجنس مخلوق
رد أصهب بهدوء: أنت عارفني كويس...مفيش حاجة اتقالت هنا هتطلع برا ..
قال أكنان : عارف بس حبيت أكد الكلام...
بمجرد أنصراف أصهب...أنهار أكنان...أرتكن على الارض بجوار الحائط ...وألقى وجهه بين كفيه وأنخرط في بكاء حاد...عادت بيه الذكريات الى سنوات مضت...وراح يتذكر...
في عيد مولده الواحد والعشرين ومن المفروض في هذا اليوم الأحتفال بتخرجه وميلاده وتكون الفرحة فرحتين...كانت هدية والده له هي الزواج من فتاة في نفس عمره...هي نفسها الفتاة التي أخبره بنيته خطبتها له من أهلها عقب تخرجه...
نجم بابتسامةهادئة مترقبة رد فعله عندما يعلم بزواجه: مش تباركلي ياكينو
نظر لهم بحيرة...مندهش من تأبط ديمه لذراع والده والابتسامة تزيين شفتيها المكتنزتين: أبارك على أيه بالظبط
رد نجم بهدوء : على جوازي من ديمة
ديمة بلهجة يشوبها القلق: مش هتقولي مبروك ياديمة...
ساد شيء من الصمت فجأة...كأن عقارب الساعة قد توقفت عن الدوران...
أنتفض أكنان في وقفته ثائرا...وقال بغضب شديد: ليه ؟ ...طب أنت وعارف طبعك كويس ديما بتجري ورا رغباتك ...أنتي ياديمة ليه عملتي كده؟
خرجت الكلمات من فم ديمة مثل النيران تحرق وتشعل بكل قسوة: يمكن أكون أنانية في تصرفي...لكن مش عيب أدور على مصلحتي...ليه أتجوز الأبن وأنا ممكن أتجوز الأب ...اللي في أيده كل حاجة...
تحولت كلماتها الى سهام دخلت في قلبه لتخنق دقاته وتصيب مشاعره في مقتل...
أمتص غضبه بصعوبة ...وقال بهدوء ظاهري: مبروك ليكم
نظر كلاهما له بصدمة غير مصدقين مباركته لهم بالزواج...
وقبل خروجه من الغرفة وسط نظراتهم المندهشة...أستدار قائلا: هو أنت مقولتلهاش يانجم بيه أني شريك بأكتر من النص في كل الأملاك دي كلها ...ده غير نصيب بيسان...يعني بنصيبي أنا وبيسان نقدر نخلعك خالص من أدارة المجموعة اللي بتتابهي بأنك مديرها...عندما أنتهى من كلامه قهقه بصوت عالي...حسبتيها غلط ...عشان الأبن هو الأصل والأب مجرد صورة...وقبل خروجه رمقهم بنظرة كره شديدة....
مرت أيام وشهور وسنوات بعد هذه الحادثة التي تسببت في جرح غائر وشرخ دائم في علاقته مع والده...وتحول أكنان من شخصية هادئة رصينة...الى شخصية قاسية عابثة مستهترة....سهر وعلاقات نسائية لا حصر لها ...وأنفصل نجم عن ديمة ..لتسافر بعد الطلاق مباشرة الى الخارج وتتزوج كهلا لمجرد أنه غني...حاول نجم أصلاح علاقته معه...لكن الشروخ أصبحت بينهم راسخة وبات من الصعب أصلاحها...
الى أن أتى اليوم الذي غير حياته...
تحدث أكنان باستهتار: هو ده بقا المكان الحلو اللي مفيش زيه
رد أمير : كفاية الكوكتيل اللي بيتقدم فيه...حاجة تظبط الدماغ...
أكنان بلامبلاة : هنشوف ....ثم أشار بيديه الى النادلة كي تحضر مشروبا له...
تقدمت النادلة على مهل محركة جسدها بأغراء...ثم وضعت الكأس على الطاولة...أرتشف من الكأس بعض الشراب ثم نظر لها وجدها مازالت واقفة ...قال بلهجة صارمة: يلا أمشي
أنصرفت غاضبة وأخذت تتأفف بضيق ...فالزبون طار من يديها...
أخفى أمير أبتسامته وقال: ليه بس دي البت موزة بتقولك أنا أهو
عبس أكنان في جهه بقرف: ذوقك بقا مقرف...
أمير بابتسامة ماكرة : أنا معايا سجارتين مخصوص ...وغمز له بأحد حاجبيه...يعني ملغمين
قال أكنان بهدوء: أنت عارف أني مليش في المخصوص
_ جرب أنت مش هتخسر حاجة...ثم أخرج من جيبه لفافة السجائر ووريقتين...ولفهم بمهارة...حدث أكنان قائلا : أمسك
تناولها بتردد وفي الاخر حسم قراره...فقام بأشعالها وأخذ منها عدة أنفاس متتالية...وبعد مرور فترة من الوقت ...
قال أكنان : أنا ماشي
أمير بابتسامة خفيفة : ماهو لسه بدري ....دي السهرة لسه في أولها....
أكنان بلهجة ثقيلة : ماهو لزم أصحى بدري عشان الصفقة الجديدة
_ سلااام يابص مادام في صحيان بدري...أنا ناوي أبات هنا في الفندق...
_ سلاااام ....ثم تحرك ناحية باب الخروج ..
تحرك بسيارته... ظهرت أمامه من العدم...أوقف سيارته فجأة محاولا تجنب الأصطدام بيه...فلم يستطيع تفادي الأصطدام بها...سقطت أمام السيارة...تأفف بضيق ...فهي ليست المرة الاولى تقوم فتاة بالقاء نفسها أمام سيارته في سبيل التعرف اليه...
نزل من السيارة ...فوجد الفتاة قد نهضت من على الارض تمسك رأسها بكلتا يديهاوقد أرتسمت على ملامحها الألم الشديد...
كانت ترتدي فستان عاري الكتفين مظهر لمعان بشرتها النقية...تأملها ببطء من رأسها حتى أخمص قدميها ...ثم ظهرت أبتسامة متلاعبة على شفتيه...محدثا نفسه...أنها تبدو كأحدى فتيات البار بزيها العاري الذي كان متواجد فيه منذ قليل...مجرد فتاة تبيع نفسها ليلة واحدة...هز رأسه بخفة والأبتسامة مازالت على وجهه متمتا ...لما لا...
غمز لها ثم قال : عايزه توصيلة
أومأت رأسها بخنوع وسارت خلفه مشوشة الرؤية وهي تصدر أنينا مكتوم... وهي تتلوى سارت خلفه ببطء...وركبت بجواره ...ودون أن تدري ذهبت في طريق لا عودة فيه
يتبع..
رواية زهرة ولكن دميمة البارت الرابع والعشرون بقلم سلمى محمد
((لاتتهم الدنيا بأنها ظلمتك
أنت تظلم الدنيا بهذا الاتهام
أنت الذي ظلمت نفسك
أنت الذي أدخلت الخناجر في جسمك باهمالك و باستهتارك وبطيشك ورعونتك))
تحرك بسيارته... ظهرت أمامه من العدم...أوقف سيارته فجأة محاولا تجنب الأصطدام بيه...فلم يستطيع تفادي الأصطدام بها...سقطت أمام السيارة...تأفف بضيق ...فهي ليست المرة الاولى تقوم فتاة بالقاء نفسها أمام سيارته في سبيل التعرف اليه...
نزل من السيارة ...فوجد الفتاة قد نهضت من على الارض تمسك رأسها بكلتا يديهاوقد أرتسمت على ملامحها الألم الشديد...
كانت ترتدي فستان عاري الكتفين مظهر لمعان بشرتها النقية...تأملها ببطء من رأسها حتى أخمص قدميها ...ثم ظهرت أبتسامة متلاعبة على شفتيه...محدثا نفسه...أنها تبدو كأحدى فتيات البار بزيها العاري الذي كان متواجد فيه منذ قليل...مجرد فتاة تبيع نفسها ليلة واحدة...هز رأسه بخفة والأبتسامة مازالت على وجهه متمتا ...لما لا...
غمز لها ثم قال : عايزه توصيلة
أومأت رأسها بخنوع وسارت خلفه مشوشة الرؤية وهي تصدر أنينا مكتوم... وهي تتلوى سارت خلفه ببطء...وركبت بجواره ...ودون أن تدري ذهبت في طريق لا عودة فيه...وضعت يدها الرقيقة على مقبض باب السيارة من الداخل كدعامة أمان لضعفها....أغمضت عينيها وهي جالسة بجواره... أنطلق بالسيارة ...
وهو ناظر للطريق أمامه قال بابتسامة متلاعبة : أسمك أيه
سمعت صوت يناديها...ظلت صامتة للحظات قبل الرد... فقالت بصوت مبحوح : زوزو...ثم همست بشرود ...أنا زوزو ...كل أحبابي تاركوني...أبي مات وحبيبي هو الأخر...أنا زوزو... شعرت بدوار شديد يجتاحها وألما مبرحا بداخلها ...الالم زاد أكثر وأكثر...
لم يكن واعي لعذابها ...فهو كان في عالمه الخاص...ومشاهد خاصة تجمعهم....
مد يده نحوها...لمس كتفها العاري...وعندما ظلت ساكنة...تجرأت أصابعه أكثر...
زهرة بفطرتها... أدركت وجود خطأ ما...هي لا تحب ماتشعر...أنتفضت مكانها...فتحت عينيها المغمضتين مذعورة....الرؤية كانت مشوشة أمامها...تراجعت للخلف خائفة...حاول لمسها مرة أخرى...
بصوت أجش من الرغبة : بتبعدي ليه ...تعالي قربي جنبي...
هتفت مذعورة ...وهي تشعر بالرعب...فطرتها تخبرها بأنها في خطر ولابد أن تفوق لأنقاذ نفسها: أبعد عني ....فجأة أصبحت الرؤية ضابيبة أمامها...فأخذت تغلق عينيها وتفتحهما...لكنها لم تستطع رؤية وجهه جيدا فقد كانت مشوشة الذهن...
أوقف السيارة ثم قال بلهجة يشوبها الرغبة: قال أبعد ...أنا عارف أشكالك كويس عايزين أيه...
فتحت الباب..ثم ركضت والدموع تغشى عينيها...ركض ورائها...أنقض عليها مسيطرا بقوة على جسدها وأخذ يلهث بعنف نتيجة ركضه ورائها...
لم يبال بصراخها وبكائها ومحاولاتها للهروب من بين يديه وهو يرفعها لأكمال أنتهاك جسدها...شعر بدموعها تلامس وجنته ولكنه لم يبالي...فهو كان مغيب العقل نتيجة رغبة محرمة...
خرجت منها صرخة مدوية شقت سكون الليل...
بعد فعلته القى جسده على الارض مستغرقا في النوم
أخذ يشهق بعنف عندما رجع من ذكرياته المؤلمة ...فهو عندما فاق تذكر كل شيء...كل شيء... لم يكتب له النسيان بالرغم من سكره...بحث عنها كالمجنون لكنها أختفت تماما كأنها شبح لم يكن له وجود...
نهض من على الارض...ثم مسح دموعه...لمعت عينيه بنظرة عزم...ثم خرج من الغرفة
بمجرد دخول زهرة الى شقتها وأغلاق الباب خلفها...القت نفسها على أقرب كرسي وأنهارت...
رن جرس الباب...حاولت زهرة تجاهل الرنين فهي لا تشعر بأنها بخير ولا تريد رؤية أحد...لكن الشخض الموجود في الخارج مصمم على مواصلة الرنيين...
قامت من مكانها بخطى متثاقلة....وفتحت الباب ...ومن مكانها دون أن تتحرك ...قالت بلهجة خالية تماما من الحياة : نعم ياضحى
ضحى لم تلاحظ برودة ردها ...ردت بابتسامة : كريم هيجي يخطبني بكرا ...أيه مش هتقوليلي أدخل
_ أدخلي ياضحي
_ أيه مفيش مبروك
_ مبروك على أيه؟
ضحى أبتسامتها تلاشت عندما شعرت بأنها ليست على مايرام : مالك في أيه؟
ردت زهرة : مليش ...أنا كويسة
ضحى بتمعن : ومادام كويسة ومفيش حاجة...ماخدتيش بالك من كلامي ليه...ده أنتي بتسألني مبروك على أيه...مع أني لسه قايللك...مالك يازهرة
زهرة بحدة : بقولك مليش ياضحى ...لو سمحتي خلي الكلام ده بعدين...عشان مش فايقة دلوقتي للكلام
ردت ضحى : خلاص اللي يريحك...خلينا في الكلمتين اللي كنت عايزه أقولهم ليكي...كريم هيجي يخطبني بكرا
قالت زهرة بابتسامة خفيفة : مبرووك ياضحى...أنا مش قولتلك قبل كده ربنا هيعوضك...
ردت عليها مبتسمة: وأهو ربنا عوضني بابن الاصول المحترم ...ومش أي حد ده يبقا كريم قريب أكنان
أختفت أبتسامتها عندما ذكرت أسمه..سألت بعدم تصديق: أنتي بتقولي كريم...كريم اللي أنا أعرفه
هزت رأسها بالأيجاب: أيوه هو ...شوفتي الحظ ...أنا مبسوطة أوي أوووي يازهرة...كلام في سرك...من اليوم اللي أنقذني فيه وهو مش بيفارق خيالي...وكنت بقول لنفسي هو فين وأنتي فين ...قفزت على قدميها من الفرحة ...أنا مش مصدقه نفسي...وهتفت في سرور ...وأخيرا اتكتبلي أفرح تاني...
شردت زهرة بحزن ...محدثة نفسها...مستحيل أن تخبرها ماحدث له بعد معرفتها بالخطوبة...أخفت حزنها وقالت بابتسامة : مبروك ياضحى ...
ضحى بابتسامة مرحة : على فكرة أنتي اللي هتعملي الميك اب بتاعي ومفيش حد غيرك فاهمة...ده أنتي عليكي تزويق...كنتي أشطر واحدة فينا بتزوق وتعمل أحلى ميك اب
زهرة بلهجة رافضة : يااااه ياضحى أنتي لسه فاكرة ...ده كان زمان...دلوقتي طلعت موضات جديدة ...والواحد محتاج يتعلم عشان يعمل حاجة حلوة
ضحى بأًصرار: مليش فيه قديم مش قديم مفيش غيرك هيزوقني...
هزت زهرة كتفيها وقالت بلهجة مستسلمة : حاضرياضحى ...مادام هتكوني مبسوطة
ضحى بصوت مرح : طبعا هكون مبسوطة ومبسوطة أوي....
_______
في غرفة الصالون
قالت أبتسام بحزن : أنت بتقول أيه ياكارم ...مش معقول
كارم بلهجة مؤكدة: للاسف يابتسام ...نسبة أنه يكسب حضانة البنات كبيرة ...بعد الاوراق اللي قدمه...اللي بتثبت عدم أهليتها أنها تربي البنات
كانت رشا واقفه خلف الباب تتصنت عليهم...دمعت عيناها...ثم رفعت كفها لتجفف عبراتها...لمعت عينيها بنظرة غريبة...تركت مكانها وسارت تجاه غرفة بناتها وأغلقت الباب خلفها بهدوء...
أبتسام برجاء : أتصرف ياكارم ...دي رشا ممكن يجرالها حاجة لو أخد البنات منها...ده أنا مصدقت حالتها أستقرت ورجعت طبيعية...
رد كارم بتفكير : هشوف كده وححاول أتكلم معاه في مصلحة البنات
أبتسام برجاء : حاول معاه ..
كارم بهدوء : هكلمه النهاردة وأحاول أوصل معاه على أتفاق يرضي جميع الاطراف
_______
أنتهزت سعدة خروج زاهر من المنزل...لتذهب الى غرفته ...طرقت على الباب حتى فتحت لها بيسان
رأت سعدة ممسكة صينية عليه طبق طعام غريب الشكل
سعدة بابتسامة: دي أكلة عملتها مخصوص ليكي
سألت بيسان بفضول : هو أيه ده
ردت بابتسامة مصطنعة: دي أسمها عصيدة...أكله مشهورة هنا...
بيسان باستفسار: عصيدة أول مرة أسمع الاسم ده...ودي بقا مكوناتها أيه
قالت سعدة: لبن ودقيق ومية وحاجات تانية...بس هتعجبك أوي
حاولت بيسان الرفض فهي لا تهوى اللبن : معلش ياسعدة..
سعدة لم تيأس حتى أقنعت بيسان بتناول عدة ملاعق منها
_ كفاية كده ياسعدة وتسلمي أنك فكرتي تدوقيني منها
_ العفو ياهانم ...ثم أنصرفت ...لتذهب مباشرة الى غرفة صفية...
أول مادلفت سعدة للداخل سألتها بسرعة : أكلت من العصيدة ياسعدة...
سعدة بابستامة منتصرة : أيوه ياستي ...
تنهدت براحة..وهي تأخذ وضع أكثر راحه على مقعدها: أمتى بقا هيطلقها
_ الشيخ فرحات قال في أقرب...وأنا أهو بنفذ كل اللي بيقول عليه وحطيت ليها العمل في العصيدة وأكلته
_ ياريت عشان أنام وأعرف أرتاح
_____
ذهبت زهرة الى غرفتها وألقت نفسها فوق الفراش..أغمضت عينيها بتعب...وانفجرت في بكاء صامت...الى متى ستدفع ثمن خطيئة لا ذنب لها فيه...تأوهت بألم...الى متى ؟
مر شريط ذكرياتها أمام عينيها بتناغم...رأت نفسها طفلة مع والد يدللها بالحب...رأت نفسها عروسا تزف لأكثر الشباب وسامة وشجاعة ...وأنجبت منه عشرات الاولاد...وفجاة تحولت ذكرياتها البرئية الى كابوس...الى هذا اليوم الذي سيظل عالقا بداخل عقلها ...وجدت نفسها تصرخ وتصرخ... أخذت تجري دون هوادة...والدموع تغشى عينيها...متعثرة الخطى...تكاد لا ترى أمامها...حتى كادت تدهسها سيارة
ترجل السائق من سيارته...أخذ يسب محدثا نفسه أمتى الواحد ربنا يعفيه من الاشكال الضالة دي...فهذا الطريق قابل فيه هذه النوعية كثيرا ...لكن مكان عمله كطبيب يجبره الى خوض هذا الطريق...توقف سبابه عندما رأى أمامه طفلة شبه عارية ممزقة الثياب والدماء مغطية قدميها وجسدها مغطي بالكدمات...شهق بعنف...توقف لسانه عن الكلام من صدمة ما رأى وجد نفسه يقول: أنتي بخير يابنتي
نظرت زهرة له بصمت...كلامه أعطى لها الاشارة لكي تفقد نفسها وتدخل في حالة من الصراخ الهستيري...لتسقط فاقدة الوعي أسفل قدميه
هتف بصدمة :أسترها من عندك يارب وعدي الليلة دي على خير...قام بحملها ...عندما لم تستجيب لمحاولة أفاقتها...وأتجه بها الى المستشفي ...
دلف الى المستشفى وذهب بها الى غرفة الطوارىء....سألته ندى بفضول : مين دي
قال أديب: بنت أغمى عليها قصاد عربيتي...وأشك أنها أتعرضت لمحاولة أغتصاب...بعد الكشف كله هيبان...
ندى شهقت : بس دي باين عليها لسه عيلة ...
تم الكشف عليها ونقلها الى غرفة خاصة...وعندما أستيقظت ...للحظات...سألتها الممرضة عن أسمها ..لتفقد الوعي مرة أخرى....ومن خلال الاسم توصلت الشرطة الى العنوان...وتم أبلاغ أهلها عن توجدها في مستشفى الهلال ....ذهبت هدى الى المستشفى وقلبها يتأكله الخوف على أبنتها الوحيدة...فهي أختفت فجأة ولم تعلم أين ذهبت ...
هدى بلهجة مرعوبة : بنتي مالها يادكتور ..
تردد أديب بأخبارها..
كررت هدى كلامها: بقولك بنتي مالها ....
أديب بلهجة مواسية: كل شيء مقدر ومكتوب واللي حصل لبنتك مقدر ليها تعيشه
هدى بصراخ : بنتي ماتت
أديب هز رأسه نافيا: لا مش ماتت
هتفت بانفعال : أومال مالها
رد عليها قائلا: بنتك أتعرضت لحالة أغتصاب...ودلوقتي في غيبوبة
لطمت هدى على وجهها وهي تصرخ : أاااااه يابنتي أااااه...لم تتحمل هدى الصدمة...فسقطت فاقدة الوعي ...
تقيد الحادثة ضد مجهول وتخرج زهرة من المستشفى مغتصبة مع أم مشلولة...
ذهبت الى شقتها ...لكن نظرات الناس لم ترحمها...عندما علموا ماحدث لها...فهي في نظرهم خاطئة...عندما علمت بحملها حاولت أجهاض نفسها لكن حملها كان متقدم فهي أكتشفته متأخرة...باعت الشقة...وتركت المنطقة وسافرت الى مصر هي ووالدتها...غيرت من شكلها منتحلة هوية زهرة الدميمة....
في يوم أتاها أتصال من ضحى ...فهي الوحيدة التي كانت تتصل بيها...هي الوحيدة التي تعلم بمكانها...
زهرة ببكاء: أنا تعبت أوي ياضحى...وخلاص مش قادرة أستحمل
ضحى بقلق: حصل أيه ...
زهرة من بين دموعها: صاحب البيت استغلالي وغلى عليا الايجار...وأنا الفلوس اللي بتطلعي من الشغل مش مقضيه المصاريف...
فكرت ضحى للحظات في مشكلتها..هتفت قائلة : أنا عندي حل...
قالت بسرعة: قوليلي عليه
ضحى بهدوء: في شقة عندنا في الدور الارضي أيجارها مش كبير...وأنا هكلم بابا أنه يقلل الايجار شوية كمان لما أقوله أنك بنت وأمها مريضة ومقطوعين من شجرة...
زهرة بلجلجلة: بس خايفة حد يعرفنا
ردت ضحى بلهجة واثقة : ومين هيعرفك بشكلك ده...ده أنا معرفتكيش من الصورة اللي بعتيه ليا...
زهرة بتردد: خايفة حد يعرف ماما
_ ومين هيشوفها من الاساس وهي مش بتعرف تتحرك...ومفيش حد من أهلي شاف حتى والدتك...
_ سيبني أفكر شوية
_ في الوقت اللي هتفكري فيه أكون كلمت بابا عن الشقة...سلاااام
عادت من ذكرياتها على صوت مواء ماشا وصغارها
زهرة بلهجة متألمة وهي تحتضنها: أاااه ياماشا ...كله سابني ومبقاش ليا غيرك أنتي وولادك...همست بشرود ...فاكرة ياماشا أول ماشوفتك...قطة صغيرة تعبانة وكنتي حامل...فكرتيني بنفسي...لما كنت لوحدي وفي نفس وضعك وفي أيام كنت بحس أني خلاص هموت...لما بصيتي ليا وجمسك كان بيرتعش من البرد صعبتي عليا ولما شيلتك وعرفت أنك حامل مقدرتش أسيبك...لمعت عينيها بالدموع وهي تتذكر...ولما تعبتي وعرفت انك حامل في أتنين...شوفت نفسي فيكي...حاولت أعوض حرماني عن طريقك...
زاد مواء ماشا...ضحكت زهرة بألم : أنا نسيت خالص العشا بتاعك...هقوم أحضرلك الاكل...
طرقت أبتسام على باب غرفة أبنتها...لتخبرها بوقت العشاء..
عندما لم تأذن له بالدخول ...شعرت بالقلق ..فقامت بفتح الباب ودلفت الى الداخل...لم تجد أبنتها في الغرفة...لفت نظرها منظر خزينة الملابس مفتوحة وخالية ...
أبتسام بهلع : روحتي فين يارشا...ثم جريت مسرعة باتجاه غرفة البنات...فلم تجدهم وأيضا خزينة ملابسهم فارغة...أمسكت هاتفها وأتصلت برقم أبنتها...سمعت جرس هاتفها أتي من غرفتها...ذهبت الى غرفتها مسرعة ...فرأت الهاتف ملقي على السرير
صاحت بانفعال : معتزز
دلف معتز الى الغرفة مذعورا: في أيه تاني
_ أختك والبنات مش موجودين...ودولايب هدومهم فاضية...وتليفونها هنا
_ تلاقيها راحت شقتها
أبتسام بلهجة يشوبها القلق: طب روح شوفها هناك ولا لأ...وعندما رأته مازال واقفا في مكانه...روح يابني الله يخليك...أنا قلبي مش مطمن ...
رد معتز: حاضر...هلبس وهنزل أروح أشوفها
أبتسام بقلق: أول ما توصل هناك طمني
رد قائلا : هتصل علطول
عندما وصل معتز الى شقة أخته ...رن على جرس الباب وتفاجىء باأحمد أمامه وهو يتثائب
معتز بارتباك : هي رشا والبنات جوا
أختفى نعاسه فجأة ثم قال : مين اللي جوا ...مفيش حد جوا
معتز همس قائلا : أومال هتكون راحت فين بالبنات دلوقتي...
تحدث أحمد بغضب: مين دي اللي أختفت ...فين بناتي يامعتز
معتز بتوتر: معرفش فين ...مرة واحدة أختفت من الشقة ومعاها البنات وسابت تليفونها في الشقة ...
سمع أحمد رنين هاتفه ..الرنين مازال لم يتوقف...
رد أحمد بضيق : وعالله تطلع تمثيلية ...رأى رقم غريب
_ ألو
سمع صوت ضحك ..ثم قالت : واحشتك صح
أحمد بغضب : فين البنات يارشا
هتفت بانفعال : بناتك مش هتشوفهم خالص يااحمد ...بتحلم لو أخدتهم مني...ثم أغلقت الهاتف
سأل معتز : رشا اللي كانت بتكلمك ...مقلتيش ليك هيا فين
أمسك أحمد في ملابس معتز ...قال بغضب : دي تمثلية طبخنها سوا عشان تختفي بالبنات ...دي بتقول عمرك ماهتشوف البنات
نزع يديه بعنف من ملابسه ...وهتف في وجهه: مفيش تمثيلية...أحنا منعرفش هي فين ...ثم قال عدي الليلة دي على خير...
هتف فيه أحمد : تقصد أيه بكلامك
تجاهل معتز الرد عليه ... ثم خرج مسرعا من الشقة
أتعلم يا حبيبي
إني لأحسد نفسي عليك بأن أصبحت من نصيبي
عندما تبتسم أشعر بأن الكون بأسره هو ملكي
أنت عالماً لم أرى له مثيل
وفي داخل غرفة عروستنا
سألت زهرة ضحى بلطف وهي تقوم بوضع الميك أب على وجهها: بتحبيه
بدون أن تنظر لها قامت ضحى من مكانها وتحركت مبتعدة عنها...لتقترب من الشباك...ونظرت الى السماء تتأمل لمعان النجوم فيها...بعد أن أخذت نفس عميق غمغمت : هتصدقيني لو قولتلك أه بحبه ...وخايفة أوي من الحب ده
تركت زهرة ملمع الشفاه الممسكة بيه بيدها على الطاولة...وأقتربت منها...أخذت تنظر الى وجهها الذي شحب مرة واحدة
سألتها زهرة: أيه اللي خلاكي تقولي كده
ضحى بتردد: حساه كتير عليا...حسه أني مستاهلش واحد زيه...هو أبن مين وأنا بنت مين...خايفة مكنش مناسبة ليه...خايفة حبه ليا يروح ويجي عليه وقت ويعايرني ...
هزتها زهرة بعنف...ثم قالت بغضب: أنتي مش ضعيفة فاهمة...خليكي واثقة في نفسك...لو هتفكري من دلوقتي أنه أحسن منك ...يبقا بلاش الجوازة دي...بطلي ضعف..أنتي اللي أحسن منه...مش هو ....حطي ده في دماغك
يتبع..
رواية زهرة ولكن دميمة البارت الخامس والعشرون بقلم سلمى محمد
((الشيء الوحيد الذي يريحيني هو أنني أعرف من أنا...أعرف جيدا أن قلبي لا يضر أحد...لدي عزة نفس تكفيني لو أضطررت لأن أعيش كل حياتي حزينة...هذه أنا))
سألت زهرة ضحى بلطف وهي تقوم بوضع الميك أب على وجهها: بتحبيه
بدون أن تنظر لها قامت ضحى من مكانها وتحركت مبتعدة عنها...لتقترب من الشباك...ونظرت الى السماء تتأمل لمعان النجوم فيها...بعد أن أخذت نفس عميق غمغمت : هتصدقيني لو قولتلك أه بحبه ...وخايفة أوي من الحب ده
تركت زهرة ملمع الشفاه الممسكة بيه بيدها على الطاولة...وأقتربت منها...أخذت تنظر الى وجهها الذي شحب مرة واحدة
سألتها زهرة: أيه اللي خلاكي تقولي كده
ضحى بتردد: حساه كتير عليا...حسه أني مستاهلش واحد زيه...هو أبن مين وأنا بنت مين...خايفة مكنش مناسبة ليه...خايفة حبه ليا يروح ويجي عليه وقت ويعايرني ...
هزتها زهرة بعنف...ثم قالت بغضب: أنتي مش ضعيفة فاهمة...خليكي واثقة في نفسك...لو هتفكري من دلوقتي أنه أحسن منك ...يبقا بلاش الجوازة دي...بطلي ضعف..أنتي اللي أحسن منه...مش هو ....حطي ده في دماغك...أنتي جميلة من جوا ومن برا وتستحقي الأفضل.. ....وأوعي تسمحي لأي حد مهما كان يقول لكي أنك متصلحيش تعملي أي شيء...أنتي قوية ومتقليش عن كريم مش عشان هو غني يبقا هو أحسن منك...... أنتي تستحقي أنسان يحبك قلبه ...يشوف فيكي الحاضر والمستقبل يعمل لكي أي حاجة عشان يسعدك...ثم هتفت بانفعال...فاهمة ياضحى أوعي تحسسيه أنك أقل منه...
هزت رأسها بصمت...لمعت عينيها بالدموع وبصوت مختنق قالت: فاهمة...
قالت زهرة بلهجة حازمة: بتحبيه يبقا تتعاملي معاه بمساواة ومفيش واحد فيكم أحسن من التاني...ثم قالت مغيرة الحديث ...تعالى أقعدي عشان اصلح الميك اب اللي باظ
رسمت على وجهها أبتسامة خفيفة: صلحي بسرعة....
عندما أنتهت من تزيينها نظرت لها بتقدير ..صفرت بأعجاب وقالت ممازحة : تهبلي يابت
دارت ضحى حول نفسها...بفستانها البيج ذو التطريز الخفيف...وشعرها البني الطويل يتطاير...يعانق وجهها...قالت بابتسامة : لسه أيدك تتلف في حرير ...أومال موضة قديمة ومش موضة قديمة ...ده أنتي خبيرة يابنتي...لسه لمستك السحرية شغالة...
أبتسمت زهرة بخفة: ماهو أنتي لما سبتيني...دخلت على النت والقيت نظرة على أحدث حاجة ...
طرق الباب ودخلت أمينة مقاطعة حديثهم ...وعندما رأت أبنتها : تبارك الله....ثم أبتمست...ربنا يحفظك من العين يابنتي
...كريم برا...ومتخرجيش من أوضتك قبل ما أقولك ...أسيبكم دلوقتي أشوف أبوكي هيقوله أيه...
في غرفة الصالون
كريم بابتسامة هادئة : طلباتك ياعمي
قال عبد الفتاح : بص يابني أحنا بنشتري راجل...الماديات دي متفرقش معانا في ...كل اللي عايزه أنك تتقي ربنا فيها وتخاف عليها...
كريم بابتسامة: ضحى في عينيا من جوا...وأنا ياعمي هتكفل بكل حاجة ...
عبد الفتاح برفض: أنا هجز بنتي جهاز عرايس من كله
قال كريم : بس ياعمي أنا مش عايز حضرتك تكلفو نفسكم بأي مصاريف...
رد عبد الفتاح بأصرار: أنا همشي على الاصول وبنتي هتخرج من بيتي مجهزها من كله
كريم باستسلام : اللي يريحك ياعمي...ليا طلب عندك ...أنت عارف أن كل شغلي برا...وكنت هنا الفترة دي عشان الشغل...ووجودي هنا مبقلش ليه داعي
سأل عبد الفتاح مستفهما: عايز تقول أيه
كريم بابتسامة : عايز الفرح علطول ...هااا قولت أيه ياعمي
تذكر عبد الفتاح الزيجة الاولى لأبنته وأستعجال كمال في أتمام الزواج وفى الأخر كان نصاب...حدث نفسه ...شتان بين هذا وذاك ...فكريم أصله معروف
كريم مكررا سؤاله: قولت أيه ياعمي...
هز رأسه بالأيجاب : موافق
قال بابستامة : الفرح نخليه بعد اسبوع وبعد الفرح هنسافر علطول
رد مستنكرا: فرح أيه اللي بعد أسبوع مش هنلحق نعمل فيه حاجة
_ مانا قولتلك ياعمي أنا متكفل بكل حاجة...
_ وأنا قولتلك مينفعش ...
_طب قولي الوقت المناسب ليك
_ شهرين على الاقل يابني
هتف كريم : شهرين كتير
قال عبد الفتاح : أيه رأيك نمسك العصاية من النص ونخلي الفرح بعد شهر...
فكر بهذا للحظة ونظر له :وأنا موافق...
هتف بفرح : يااااأمينة ....نادي على ضحى خليها تيجي....
أمينه من خارج الغرفة : حاضر ...ثم أطلقت زغرودة عالية مجلجلة...
عندما صوت الزغاريد...شعرت ضحى بارتجاف يديها ودقات قلبها السريعة...
زهرة بنبرة رقيقة : أهدي
دخلت أمينة عليهم والابتسامة تزيين شفتيها: يلا ياضحي
بلهجة خجولة : حاضر
وعند الانتهاء من القاء السلامات
جلست بعيدة عنه...لم يستطع أبعاد عينيه عنها...أخذ يراقبها ...خفق قلبها بعنف...حدثت نفسها بأن قلبها لم يخفق بمثل هذه القوة من قبل...ودت الارض لو تنشق وتبتلعها من شدة خجلها...نكست رأسها للأسفل لا تقوى على رؤية نظراته له
أبتسم على خجلها...هامسا بخفوت: أخيرا ستكون له ملك يمينه
نهض زاهر مفزوعا على صوت صراخها...جلست على الفراش تلتقط أنفاسها بصعوبة....أرتمت على صدر زوجها
أخذت تبكي وتبكي...
تحدث بلهجة يشوبها القلق : مالك يابيسان
شهقت بعنف ثم قالت : كابوس مرعب يازاهر...خبأت وجهها بصدره مستكملة بكاءها...
ربت على شعرها بحنو ..تحدث بلهجة رقيقة : أهدي يابيسان ...رفع كف يديها وقبلها برقة...وقام بمسح وجهها بكفه وقرأ عليها أيات من القراءن...
ولما خف بكائها قال برقة : أحسن دلوقتي...
هزت رأسها بصمت...فأراح جسدها فوق الفراش ..جذب الغطاء فوقها...ثم قبل جبينها قائلا: أرتاحي
همست بيسان برجاء:أنا مش حابة أقعد هنا يازاهر...
زاهر بلهجة حنونة: مينفعش نمشي اليومين دول أمي تعبانة
ردت بلهجة كئيبة: مخنوقة ...مخنوقة أوي
_ معلش أستحملي عشان خاطري...وأنا عليا مش هلخيكي تحسي بالزهق ...هفسحك كل يوم ...غمز له بحاجبيه وقال...ده غير وقت الليل وجماله...
...ثم أحنى رأسه لتقبيل وجنتيها...فقامت بأبعاد رأسها...لتسقط قبلته في الفراغ....نظرت له وقالت بجمود : هو ده وقته ...مش شايفني تعبانة
نظر لها بذهول فقبلته لها كانت بريئة ...مندهش من تغير مجرى الحوار...ولأول مرة يشعر برفضها له...
تحدث بهدوء: تصبحي على خير يابيسان ...ثم نهض من فوق الفراش...متجها الى الشرفة...تنفس بعمق... أخذ يتأمل القمر..داعب نسيم الهواء وجهه برقة...
دلفت سعدة مسرعة الى غرفة صفية بعد طرقت على الباب وأذنت لها سيدتها بالدخول
صفية باستفسار: خيرياسعدة...أيه اللي جايبك دلوقتي
ردت عليها مبتسمه: بشاير الشيخ فرحات هلت
_ حصل أيه
_ شوفت زاهربيه من تحت واقف في بلكونة أوضته وشكله مش مبسوط ...العمل أبتدى مفعوله والمشاكل باين عليها أبتدت...
تنهدت بحرقة : أمتى أخلص منها وأرتاح...
ردت سعدة : قريب أوي ياستي...
ظل لعدة ساعات يتسكع على غير هدى...بعد أن تملكه الضعف ... و فشل في رؤيتهم ...عندما توقف بسيارته أمام باب الملجأ لم يقوى على الخروج من سيارته ...من وقته يتجول بسيارته في جميع أنحاء المدينه تعذبه أفكاره وأحساسه بالذنب...بعد ساعات من المعاناة مع الذات...توقف عند محل للعب الأطفال...وقام بشراء الكثير من العاب...
لثاني مرة يتوقف بالقرب من باب الملجأ...أغمض عينيه وتحولت أفكاره الى دوامة من الخوف والندم ...أحساس الذنب يتأكله...أخذ يشد في مقدمة شعره...وعلى صفحة وجهه تلاطمت أمواج الندم والحنق...تنفس بعمق عدة مرات حتى شعر بالهدوء ...دلف من سيارته الى الخارج بخطى وئيدة...ضغط بأصبعه على جرس بوابة الملجأ...
فتح له مبروك وأول مارأه تذكره فورا: جي تتبرع للملجأ تاني...يارب كتر من أمثالك...الملجأ محتاج اللي زيك كتير...
حدث نفسه ...فهو لم يتبرع بأي أموال في المرة الماضية ومشى مسرعا عندما علم بوجود أطفال له...وعن ماذا يتكلم؟
سأل أكنان مستفسرا: ليه الملجأ محتاج تبرعات الفترة دي بالذات
تنهد مبروك بحدة: الموضوع كبير يابيه...الخلاصة أن كل اللي شغالين في الملجأ مش هيبقا ليهم شغل وكمان الاطفال اليتامى هنضطر ننقلهم ملجأ من ملاجىء الحكومة ...ومادارك أيه هي ملاجىء الحكومة ...معاملة الاطفال هناك مش أدمية...أما الاطفال هنا بيتعامل كأنهم ولادنا ...أحسن لبس وأكل وأحسن معاملة ...ده غير ست ليلي مديرة الدار مش مخليهم محتاجين حاجة...ودلوقتي كل ده على كف عفريت...أهو ست ليلي بتحاول تدور الى مكان تاني تأجره وننقل في الاطفال...الدار محتاج فلوس كتير اليومين الجايين...عشان منضطرش ننقل الاطفال لملاجىء الحكومة...
شعر بألم مبرح داخل قلبه...صغاره هو أكنان في أحتياج...معرضين للتشرد...وأن يكونو بلا مأوى....همس بوجع: أاااه
سأل مبروك : في حاجة يابيه
أخفى ألمه ثم قال: في شوية لعب معايا جايبهم للولاد ...تعالى شيلهم معايا ندخلهم جوا...وبالمرة أروح لمديرة الملجأ
بلهجة سعيدة : الولاد هيفرحو أوي باللعب الجديدة
ثم ذهب مع أكنان الى سيارته وقامو بحمل اللعب معاه وأدخلوها الى داخل الملجأ...هتف مبروك : ثرياااااا
أتت ثريا بسرعة على صوت نادئه المستمر: في أيه يامبروك
رد مبروك: تعالي شيلي معايا ندخل اللعب دي في أوضة الالعاب...
ثريا بابتسامة : دول هيفرحو أوي....بقالهم كتير مجاش ليهم لعب...من يوم البيه مامات
سأل أكنان بفضول : بيه مين اللي مات ...
_ البيه فاروق ...صاحب الفيلا دي اللي حولها بعد كده لملجأ وهو اللي كان متكفل بكل بالاطفال اللي فيه...مكنش مخلي الملجأ محتاج حاجة...كان كل دخله بيطلعه على الملجأ ومصاريفه الشخصية وبس...تنهدة بحدة ...كان راجل طيب ملهوش ولاد ...ودلوقتي الوارثة عايزين يطردونا وياخدو الفيلا...وداخلنا في قضايا ومشاكل في المحاكم ...ولسه طالع الحكم بأخلاء الفيلا....
هتف بغضب : مفيش حد هيمشي وأنا هتصرف...وديني لمكتب مديرة الملجأ دلوقتي....
في داخل مكتب ليلى ..بعد أن قامت بالترحيب بيه عندما علمت من ثريا أنه متبرع للمبرع
ثريا بابستامة: وحضرتك ناوي تتبرع للملجأ عن طريق شيك ولا فلوس سيلة
قال أكنان بلهجة ثابته: ناوي أجيب مكان جديد ويتجهز من كله...وهكون أنا المسئول الوحيد عنه
فقدت النطق للحظات ...ثم دعت بصوت مسموع: الحمد لله ...ده أنا كنت بدور على مكان جديد لهم ودعيت كتير...وربنا استجاب لدعائي...وأمتى حيحصل ده
بنبرة مسيطرة: أنا عندي المكان وفي خلال أربعة وعشرين ساعة هخلص الاجراءات مع الحكومة وهجهز المكان للاستقبال الأطفال...
أتسعت عينيها غير مصدقة وهتفت بذهول : بكرا بكرا الي تقصده بكلامه
هز رأسه في صمت وقال بلهجة واثقة: أنا بعلاقتي الكتير وبفلوسي أخلص ده خلال يوم...
سألت بفضول : وكل ده ليه
تحدث بهدوء: من غير ليه ...وهو عمل اللي بيحب يعمل خير يتقاله ليه
قالت معتذرة : أسفة على سؤالي...
سأل أكنان بثبات : عايز أقعد مع الاطفال شوية ...أتعرف عليهم أشوفهم محتاجين أيه...ينفع دلوقتي
ليلي بابستامة هادئة : طبعا ينفع ....ثم نهضت من مكانها ...وأشارت له ...أتفضل معايا ...دلوقتي وقت الفطار بتاعهم ...وبعدين هيرحو أوضة الالعاب يلعبو فيها شوية ...وبعدين على فصل الدارسة
ذهب أكنان معاها الى غرفة الطعام ...
أكنان عندما رأى طفليه ...شعر برغبة للذهاب لهم وتخبئتهم داخل قلبه ...تحكم في دموعه بصعوبة....
قالت ليلي في هدوء : زي ماحضرتك شايف ...الاطفال هنا مش مخلينهم محتاجين حاجة...
قاطعها أكنان قائلا: أنا عايز أقعد شوية معاهم ...لو سمحتي يامدام ليلي الكلام اللي بينا يفضل سر ...مش عايز أي مخلوق يعرف أسمي وأني متبرع الملجأ الجديد
ردت ليلي:حاضر مفيش جنس مخلوق هيعرف أسمك... هسيبك دلوقتي...وأقعد معاهم الوقت اللي تحبه...ثم أنصرفت مغادرة ...
تأمل المكان حواله...كان المكان مرتب ونظيف...ماجعل عذابه لنفسه يهدىء قليلا ...أقترب منه أحد أطفاله وأمسكه من قماش بنطلونه...أرتعش وكاد أن يقع...تمتم لنفسه ...أهدى وخد نفس
أياد بصوت طفولي : أنت اللي جيت أمبارح
أخذ يتأمله كثيرا ...أبتلع غصة مؤلمة أفقدته النطق للحظات...نظر له بعينين زائغتين ...زين على وجهه أبتسامة ثم قال: أيوه ...أسمك أيه؟
_ أياد وأشار الى أخيه واللي هناك ...أخويا وليد
_ وعندك أد أيه
_ تلات سينين وشهرين
بلع ريقه بصعوبة ...قال بلهجة معذبة : تحب تلعب معايا ...أنا جبت معايا لعب كتير
نظر حوله متفحصا ..وقال : مفيش لعب شايفه
رد بابتسامة حزينة : عشان مش هنا موجودين في أوضة الالعاب بتاعتكم
هتف بمرح : وليد ياووليد ...تعالى نعلب ...
سأل أكنان بابستامة: أنا مش عارف الطريق ليه أزاي
أياد بضحك : أنا بقا عارف...تعالى أوديك
قبض بيديه الصغيرة على يديه الكبيرة ...تلاشت يد الصغير بداخل كفه...شعر بدفء يسري بداخل قلبه من هذه اللمسة البسيطة...أبتسم له وشعر بسعادة غامرة وسط ذلك الحزن العميق...وقال بحب : وصلني بدل ماتوه...
وفي الداخل ارتكز على ركبتيه وأخذ يلاعب الصغيرين...بلعبة القطار الجديد...أبتسم على صوت ضحكاتهم ...أحس في هذه اللحظة أن حياته أصبحت لها معنى...بعد أن كانت حياة بائسة بلا معنى بلا رائحة بلا طعم...حياة بروح ميته...لا تشعر بشيء من المرح ولا الحزن ..البسمه الحقيقة لاتعرف طريقها الى وجهه...أما الان فالضحكة تنبع من داخل القلب...بعد فترة من اللعب ...قرر تنفيذ ماأراد فعله من البدايه ..أخرج من جيبه مظروف مغلق...المظروف الذي أخذه من المعمل ...ثم فتحه وأخرج منه مظروف أصغر فتح جانبه وأخرج منه فرشاه...
سأل أياد بفضول : أيه ده ؟
أكنان بابتسامة مشجعة : دي لعبه هنلعبها سوا ...واللي هيسمع الكلام هجبله طياره
هتف كلا الصغيرين في نفس واحد : أنا همسع الكلام
أكنان بهدوء: كل واحد هيفتح بؤه...وقام أكنان عن طريق الفرشاة بمسح خد أياد من الداخل عدة مرات ...ثم وضع رأس الفرشاه داخل أنبوبة خاصة وأغلقها بأحكام ...وقرر هذه الحركة من وليد...وأيضا معه...ووضع كلا من الثلاث أنابيب داخل الظرف ثم داخل جيبه...ثم قال بابتسامة واسعة : شاطرين ...بكرا وأنا جاي هجيب لكل واحد فيكم طيارة
هتف الصغيرين بمرح ...والقى أياد ووليد أنفسهم على صدره ...فقام بأحتضانهم بحب...ولمعت عينيه بالدموع...وبلهجة متأثرة : أنا همشي دلوقتي وبكرا ..هجي ليكم مع الطيارتين...
وخرج من الملجأ مباشرة الى معمل المستشفى
الطبيب: نتيجة التحليل هتطلع بعد أسبوعين
هتف أكنان : وأنا عايز النتيجة في خلال تلات تيام أو أربع تيام
رد بتوتر: بس ده مستحيل
قال بقسوة : أنت ناسي أنا مين وممكن أعمل معاك أيه ...مكالمة منى لمدير المستشفى اللي أنت شغال فيه هتكون برا علطول ...أعتبر ده شغلك من وقت ماأمشي علطول ...مفهوم كلامي
رد عليه بلهجة متوتر : خلال أربع تيام هتكون النتيجة طلعت ..ومبلغك بيها بنفسي....
وعندما أنصرف من المستشفى وجد نفسه بدون قصد متوقفا أمام باب منزلها....
في داخل شقة زهرة ...رن جرس هاتفها
عندما رأت المتصل ...شعرت بالأضطراب ...
بلهجة مذعورة : الولاد كويسين يامدام ليلي
رد ليلى بهدوء: الحمد لله كويسبن
سألت متوترة : طب حضرتك مش متعودة تتصلي بيا الا لما يكون في حاجة ...
_ أنا حبيت أطمنك ...وملهوش داعي تتصرفي في أي فلوس عشان خاطر الملجأ
_ ليه يامدام ليلى؟ حصل أيه جديد؟
_ فاعل خير قرر يوفر مكان للاطفال وهيتكفل بمصاريفهم
همس زهرة بالدعاء
قالت ليلي بابتسامة: حبيت أطمنك ..عشان متفضليش شايلة الهم ...السلام عليكم
ردت زهرة : وعليكم السلام ...ثم أغلقت الهاتف وتنهدة براحة ...وكأن جبل وأنزاح من على صدرها...
سمعت الطرق على باب شقتها لتتجه الى الباب ...وهي مستغربة فمن سيأتي لها الان في هذا الوقت من الصباح ..ضحى الأن نائمة وحتى السيدة أمينة نائمة ...
تجمدت مكانها عندما رأته واقف أمامها...
أكنان بهدوء ظاهري : مش هتقوليلي أدخل
نظرت له بكره ثم قالت : أمشي من هنا
تقدم خطوتين الى الأمام وأمسك معصم يديه برقة : أضربيني عشان ترتاحي شوية...أو أقتليني عشان ترتاحي شويتين...أو أتجوزيني عشان ترتاحي علطول...
طغى الغضب عليها وهي تسمع كلامه: أتجوز مين ...أنت أكيد أتجننت...كادت تصيح فيه ..لكنها الجمت صوتها العالي بصعوبة ...خائفة من أحداث أي شوشرة...فقالت بلهجة قاتلة...أطلع برا
أكنان بنبرة مترجية: أنا عارف أني ظلمتك ...بس والله كان غصب عني مكنتش في وعي .. كنت بحسبك من بنت من البنات اللي بتترمى عليا...وجودك في الوقت ده من الليل ولبسك خلوني أفهمك غلط ...سامحيني يازهرة
قالت زهرة: أمشي من هنا ...الواحد يرتكب الذنوب والمعاصي ويقول أصلي مكنتش في وعي...
أكنان بتوسل : أنا مقدرش أعيش من غيرك ...أنا مستعد أعملك أي حاجة عشان تسامحيني
زهرة بألم : مستعد تعملي أي حاجة
رد بأمل : أطلبي أي حاجة وأنا هنفذها ليكي علطول..
بلهجة متألمة: تقدر ترجع بالزمن اربع سينين للورا وتسيبني في اليوم ده أمشي
هز رأسه بيأس: والله نفسي...أنت عارفة اللي فات من عمرنا عمره مانقدر نرجعه حتى لو ثانية واحدة...
_ مادام متقدرش ...يبقا مشوفش وشك تاني ...أنساني من حياتك ..
_ مقدرش ...مقدرش
قالت بلهجة فحيح مهددة: متختبرش صبري كتير ...
أكنان بأصرار: فكري يازهرة بعقلك شوية ...أحنا بينا أطفال
هتفت بغضب : متجبش سريتهم على لسانك تاني...أنت بكلامك ده خلتني أجيب أخري معاك ...ثم دخلت مسرعة الى شقة وفي خلال لحظات كانت أمامه و قالت بلهجة واعدة بالشر وأخذت تلوح بالسكين أمام وجهه: أمشي من هنا بدل ماأحققلك أمنيتك وأقتلك عشان ترتاح بجد...
أمسك يديها الممسكة بالسكين وجعل طرف النصل على صدره ..ثم قال وهو يتنفس بحدة: أقتليني
صرخت وهي تضغط بالسكين أكثر وأخذت الدماء تنزف: هقتلك..
يتبع..
رواية زهرة ولكن دميمة البارت السادس والعشرون بقلم سلمى محمد
((أتمنى لو بأمكاني أتلاف كل شيء حدث بيننا...ونعود الى الوراء الى ماقبل اللقاء ولا نلتقي ))دوستويفسكي
قالت بلهجة فحيح مهددة: متختبرش صبري كتير ...
أكنان بأصرار: فكري يازهرة بعقلك شوية ...أحنا بينا أطفال
هتفت بغضب : متجبش سيرتهم على لسانك تاني...أنت بكلامك ده خلتني أجيب أخري معاك ...ثم دخلت مسرعة الى شقة وفي خلال لحظات كانت أمامه و قالت بلهجة واعدة بالشر وأخذت تلوح بالسكين أمام وجهه: أمشي من هنا بدل ماأحققلك أمنيتك وأقتلك عشان ترتاح بجد...
أمسك يديها الممسكة بالسكين وجعل طرف النصل على صدره ..ثم قال وهو يتنفس بحدة: أقتليني
صرخت وهي تضغط بالسكين أكثر وأخذت الدماء تنزف: هقتلك لو نطقت بكلمة ولادي مرة تانية...ولاد مين اللي بتتكلم عليهم ...أنت ولا حاجة بالنسبة ليهم ... هما ولادي أنا وبس..
همست بألم ...أنا أتعذبت كتير عشانهم... عشان أضمن أنهم مرتحايين في حياتهم... ولسانك ده مينطقش بأسهم تاني... أنا ممكن أقتلك فيها...لو جبت سيرتهم تاني...المرة دي علمت عليك ...أما المرة الجاية ممكن أموتك فيها
سمع هدير أنفاسها المضطرب...وأرتعاش يديها الممسكة بالسكين...رأى داخل عينيها خوف وألم...فقال بندم : أنا أسف
أخفضت السكين وأنسحبت عنه متراجعة
صوت أنفاسها تعالى وهي تنظر له قائلة وقد أسودت عينيها: أسف كلمة ملهاش معنى... تدبح البنأدم وتقول أنا أسف أصل مكنتش في وعيي...كلمة مفيش أسهل منها...مش مسامحاك...سامع كويس مش مسامحاك على كل اللي عيشته بسببك...أنا كنت بموت في اليوم الف مرة بسبب اللي حصل...بسبب نظرات الناس ليا في الشارع لما عرفو باللي حصل معايا...نظراتهم كانت بتحملني الذنب وهي السبب في اللي حصل ليها..أحنا عايشين في مجتمع بينبذ المغتصبة وبيحملها الذنب وبيعتبرها مدانه....سبحت بخيالها لتشاهد ذكرياتها والأمها...نظرت له دون وعي...همست بشرود ...
أمي مستحملتش الصدمة أتشلت فيها ...الناس مرحمونيش ...فأخدت أمي وهربت سافرت بيها بلد تانية ...محدش فيها يعرفني ولا يعرف بحكايتي...أتنكرت في شكل وحش عشان مفيش راجل يبصلي...كنت بخاف من نظراتهم أوي بقيت مجرد شبح بنت...وأحساسي بالعار والذنب اللي كان كل يوم بيكبر جوايا ...ذنب مكنش ليا يد فيه...حاولت أموت نفسي لما عرفت بحملي...عيشت أكتئاب وأيامي كنت كلها ليل...لمعت عينيها بالدموع وهي تتحدث...عاقبت نفسي...عذبت نفسي...كنت بجرح جسمي وأضحك على وجعي...كنت بعيط كل يوم...كنت معرضة للجنون في أي لحظة... روحت أتعالجت...عشان أقدر أتقبل وضعي وأعرف أعيش.
لولا أمي وأحتياجها ليا وأحساسي بالذنب أني السبب...كان زماني ياتجننت...ياأنتحرت...ولدت وليد وأياد كان ممكن أرميهم في الشارع أول ماتولدو ودي كانت نيتي في البداية بس أول ماشوفتهم وشيلتهم في حضني مقدرتش أعمل كده...حطيتهم في ملجأ...ومن رحمة ربنا قابلت مدام ليلى...أخدتهم في الملجأ وطلعت ليهم مدام ليلى شهادات ميلاد وبيتعاملو هناك أحسن معاملة...وبيتعلمو......أنا عايشة ليهم هما وبس ...فاقت من شرودها...نظرت له بوجع السينين
أجفل وتراجع بعنف وقد تعرت نفسها المتألمة الخائفة أمامه...سكين أنغرزت بداخل بقلبه لرؤيتها هكذا...أخذ يفرك جبينه بعنف شاعرا بالعجز فكلمات الاعتذار لم تعد كفاية لكمية الوجع الموجود بداخلها ...همس بارتجاف : أنا أسف...ثم أولها ظهره مبتعدا عنها...
هتفت بنبرة منخفضة مهددة: مشوفش وشك تاني...
أغلقت الباب خلفه...أنهارت على الارض...سقطت على البلاط...أسندت ظهرها للحائط وأخذت تبكي بحرقة
____#بقلم_سلمى_محمد
ومع أشراقة الشمس...في ذلك الوقت الندي المعطر بنسمات الصباح الأولى...رن هاتفها المحمول...من بين نومها مدت بكسل الى الطاولة الملاصقة للسرير وحاولت أطفائه لكنه كان بعيد عن مجال يديها...فهي لم تنم البارحة الا بعد أذان الفجر...توضأت لصلاة الفجر...وأخذت تتضرع لربها كثيرا وأن يهديها لطريق الصواب...ثم نامت بعدها مباشرة...هتفت بحدة فهي لم تأخذ كفايتها من النوم...شتمت في سرها على المتصل...عندما لمع أسمه في عقلها...فتحت عينيها على أتساعها ونهضت من فوق الفراش ...أمسكت الهاتف ولكن المتصل كان بدون أسم ...ظلت ساهمة للحظات قبل الرد :
_ الو
رد كريم بحب: صباح الخير
ردت عليه التحية بصوت خجول : صباح الخير
قال والابتسامة تزيين شفتيه وهو على الجهة الاخرى:عاملة أيه...نمتي كويس أمبارح
ترددت في الاجابة : أه نمت
بضحكة خفيفة قال : بس أنا معرفتش أنام
سألت ضحى : ومنمتش ليه؟
فكر للحظات قبل الرد :أنتي السبب...كنت بحلم بيكي وأنا صاحي
خجلت من كلامه وقالت بصوت مرتبك: هوفي حد بيحلم وهو صاحي
رد عليها :أنا أعمل أيه ...أول ماشوفتك وأنتي قلبتي كياني...مش هتسأليني كنت بحلم بأيه طول الليل...
لم تقوى على سؤاله فظلت صامة....
عندما لم تتحدث قال بابتسامة : مادام مش عايزه تسألي ...أنا هقولك كنت بحلم بأيه...كنت بحلم أننا خرجنا مع بعض وبنلف شوارع الاسكندرية وماسك أيدك وقاعدين على البحر...أيه رأيك أجي ليكي دلوقتي ونخرج مع بعض والحلم يبقا حقيقة ...
ردت بسرعة : مينفعش
_ ومينفعش ليه ...أنا شايف عادي نخرج مع بعض
_ لا مش عادي ...أحنا لسه الصبح بدري أوي...وبابا مش هيرضى..
_ خلاص هقوله
_ أسمعني ياكريم بلاش تقوله عشان أنا عارفة رده...خلينا نخرج بعدين مش لزم دلوقتي
_ بس أنتي واحشتيني وعايز أشوفك ....
ردت عليه ضحى بخجل شديد: بعدين
أبتسم ثم قال : بعدين معناها واحشتيني وأشوفك
هزت رأسها بالأيجاب في صمت ...
قال كريم بابتسامة هادئة : معنى سكوتك أه...
ضحى بخجل :تصبح على ماتتمنى
رد بابتسامة : ياريت ...يلا روحي كملي نوم...باين عليكي مش بتصحي دلوقتي...سلاااام
ضحى بابتسامة : سلاااام
كان زاهر يجلس بمفرده في الحديقة...فبيسان رفضت محاولته لكي يخرجها من الفراش للأفطار معه وظلت نائمة...جاءت صفية من خلف ظهره حاملة أفطاره على صينية..
قالت برقة : صباح الخير
عند سماع صوت والدته ...التفت لها ونهض مسرعا من مقعده...قائلا بقلق: أيه بس اللي طلعك من أوضتك وأنتي لسه تعبانة...والصينية دي لمين ...ثم أخذ الصينية من يديها ووضعها فوق الطاولة...
ردت صفيه : ده فطارك
زاهر بحب: ليه تعبتي نفسك ...ثم جذب لها كرسي ...أقعدي ياست الكل ...وصباحك سكر...
أبتسمت وهي تجلس على الطاولة بجواره : أومال هتعب لمين....لو متعبتش ليك...
قال برقة : ربنا يخليكي ليا
ردت صفية : ويخليك ليا...قولي بقا أيه اللي شاغل فكرك ومخليك سرحان ومش مبسوط
_ مفيش حاجة يأمي
_ عليا بردو يازاهر...أنا أكتر واحدة بحس بيك وبعرف أمتى بتكون مبسوط وأمتى بتكون مضايق...وأنت دلوقتي مش مبسوط...
تصنع الابتسامة: شوية مشاكل في صفقة تبع الشركة مش أكتر...
نظرة له بتمعن ثم قالت : صفقة بردو
زاهر بحدة دون وعي : أيوه صفقة
تحدثت صفية بهدوء: براحتك يابني...مد أيدك ويلا نفطر سوا زي زمان...
تمتم قائلا: حاضر...سعدة طلعت الفطار لبيسان
صمتت للحظة ثم قالت : أيوه ...مأكده على سعدة انها تودي ليها الفطار...وزمان سعدة فوق راسها لحد ماتفطر...معرفش ليه مراتك هفاتنا ومش بتاكل...خد بالك من أكلها شوية يازاهر
قطب بين حاجيبه ثم رد قائلا: هاخد بالي ...وبعد أن تناول عدة لقيمات ...نهض من مكانه قائلا: أنا طالع فوق
قالت صفية : بس أنت ملحقتش تفطر
رد زاهر: خلاص شبعت ...ثم تحرك مبتعدا ...نظرت الى زاهر بعد مغادرته وشاهدت حجم المعاناة الذي يعيشها...أحنت رأسها وهي تسأل نفسها هل فعلت الصوب وهي ترى تعاسة أبنها...طبعا فعلت الصواب فهو سيصاب بالتعاسة معاها في وقت لاحق ويكون الاوان قد فات...فهي لا تستحق أبنها...فهو يستحق فتاة من أهل بلدته ذات أصول صعيدية متربية على الأصول وليست خواجية تعيش في الخارج في عالم منحل...سعدة عندما رأت حزنها أقنعتها بالذهاب الى الشيخ فرحات...
ذهبت الي الشيخ فرحات وهو معروف في كل أنحاء الجمهورية...وكل الناس يذهبون اليه من كل مكان وحتى من خارج مصر...ذهبت اليه بعد أن عانت في الحصول مع موعد لديه...أول ما دخلت الغرفة...رأت رجل عجوز ذو لحية بيضاء طويلة...مسلط على وجهه ضوء المصباح ...و كانت الأضاءة الوحيدة في الغرفة...ضوء خافت يخيف كل من يدخل عنده...
قال بصوت غليظ:أدخلي يابنت أبية
تمتمت بخوف: مفيش حد خالص يعرف بأسم أمي غير جوزي وأبني وبس...عرفت منين؟
لمعت عينيه قائلا :بلاش تسألي كتير وادخلي في الموضوع علطول...ولا أقولك أنا الموضوع...
أرتعدت أوصالها وبلهجة متوترة قالت : أتفضل حضرتك قول.. ماأنت ياشيخنا مكشوف عنك الحجاب...
قال بلهجة خالية من الحياة: عايزه تفرقي بين أبنك ومراته...عشان شايفها مش مناسبة ليه...وعايزه تجوزيه واحدة على مزاجك أنتي...عايزه تجوزيه بنت ابن عمك
أتسعت عينيها بالذهول...فهي لم تقل لأي شخص ولا حتى سعدة عن وجدان ورغبتها ان تكون هي زوجة أبنها...هتفت قائلة :الله أكبر حضرتك طلع مكشوف عنك الحجاب بجد...وقولت كل اللي عايزه أقوله...طب وأيه الحل ياشيخنا...
_ تنفذي كل اللي هقولك ليه...وطلبك هيتجاب
_ حاضر ياشيخنا وكل طلباتك مجابة
عندما أنتهت من تذكر مافعلته...نكست رأسها للأسفل وهي تشعر بالضيق وعدم الراحة ...
عندما أنهى الكلام معاها..وأغلق هاتفه ظل مكانه جالسا...أخذ يعبث في هاتفه...وقع نظره على أسم بيسان ...خبط بكف يديه على رأسه بحدة ...هتف بصوت عالي : يااااه ده أنا متصلتش بيها وقولت ليها أني هخطب...أووف دي هتزعل مني ...حدث نفسه ...زمانها مش فاضية ومشغولة في شهر العسل ومش هتزعل لما تقولها أن الموضوع جاه بسرعة...
رن جرس الهاتف عند بيسان التي أستلقت على فراشها مرة أخرى بعد أن أجبرتها سعدة على تناول الأفطار...أمسكت الهاتف ورأت أن المتصل هو كريم...فتحت الخط بسرعة سمعت صوت كريم : صباح الخير
ردت بصياح : صباحك زفت
كريم بهدوء: بدل ماتقولي صباح الخير..
ردت بضيق: ولا صباح ولا خير...وصباح بمناسبة أيه
أستغرب من رد فعلها الحاد فقال : مالك يابيسان
أنطلقت من فمها تنهيدة عالية وقالت: مفيش بتتصل ليه دلوقتي...
رد عليها قائلا: كنت عايزك تباركللي...أصل قررت أتجوز ضحى وقريت الفاتحة أمبارح
ردت بحدة : مبرووووك
أنزعج كريم من كلامها فقال : مالك وبتقوليها من غيرنفس ليه
بيسان بانفعال : عايزني أغنيها ليك ...جي بعد ماخطبت بتقولي أنا خطبت...منتظر مني أيه غير كلمة مبرووك
صمت للحظة شاعر بالضيق لعدم أخباره : خلاص بقا متزعليش مني يابوسة ...والله الموضوع جاه بسرعة ...وأنا قولت أكيد مش هتزعلي أني قولتلك بعدها...لو زعلانة عشان خاطري متزعليش مني...أنتي عارفة اني مقدرش على زعلك...
سرى داخل جسدها ضعف شديد...لتنطلق من فمها أهة ألم : أاااه....
كريم بلهجة قلقة : مالك يابيسان ...
شعرت بضيق نفس فجأة ...فقالت بصوت مخنوق : مش عارفة مالي ياكريم ...
سأل كريم : مالك بجد يابيسان...وصوتك أول ماسمعته حسه أنه متغير ...أنتي تعبانة ومش عايزه تقولي...
قالت بحيرة: أنا مبقتش عارفة أنا مالي ...خنقة علطول ملازمني وحسه بالندم علطول
قاطعها كريم قائلا: خنقة أيه وندم أيه اللي بتقولي عليه
بيسان بتردد : حسه أني مبقتش مبسوطة مع زاهر...حسه أني أتسرعت في الجوازة دي
_ أوعي يكون زعلك
_ لا مزعلش وديما كويس معايا
_ أومال أيه السبب اللي خلاكي تقولي كده
_ مش عارفة ..مش عارفة...ثم صمتت للحظات وقالت بشرود ...بقيت بخاف منه...أخاف أبص لوشه ...
_ بتخافي من مين ؟
ردت عليه بيسان بدموع: أنا حسه أني اتسرعت بالجوازة دي ياكريم ...ومش عايزه أعيش معاه
كريم هز رأسه بعنف ... فهي تعشقه وفعلت المستحيل لكي تتزوجه... ماذا حدث لكي تقول هذا الكلام..
سأل بارتباك : حصل أيه خلاكي تقولي كده...ومتقوليش محصلش حاجة عشان مش هصدق...أنك في أقل من أسبوعين تتغيري ومشاعرك تتغير ناحيته...
هتفت بانفعال : محصلش حاجة...ومفيش مرة زعلني...بس مبقتش عايزه وأتخنقت منه
كريم بضيق: اللي بتعمليه ده أسمه لعب عيال ...
ردت بيسان على الفور ...رد أذهل كريم : أيوه يكريم لعب عيال...وزهقت من اللعبة ...وخلاص قررت أرميها وأشوف غيرها... وسلاااام عشان هكمل نومي...
نظر كريم للهاتف المغلق بذهول...محدثا نفسه عن السبب الحقيقي وراء تغيرها...
خلف الباب كان واقفا...سمع كلامها...ضغط بيديه على جبينه...ثم مررها على فمه محاولا كتمان صرخة ألم...أنفجارات صامتة في صدره أخذت تزيد بالتدريج...أمسك مقبض الباب للدخول أليها ومواجهتها...هبطت يديه بضعف ...أعطى ظهره للباب...هبط الدرج رويدا رويدا...كلماتها أخذت ترن في أذنه...شعر بأرتخاء في جسده...سالت الدموع حارقة على وجنتيه تعبر عما داخله من ألم...بدأ يفقد الأحساس بالأشياء من حوله...قاوم باستماته الدوار الذي أخذ يلف برأسه ...أمسك رأسه بعنف وأخذت يده ترتعش من هول مافيه من صدمة...لتنزلق قدمه من على الدرج بسرعة رهيبة...أرتطم جسده على الارض بصوت مدوي...
سمعت صفية صوت أرتطام عالي...ذهبت لرؤية ماحدث...أطلقت صرخة مدوية لرؤية أبنها غارق في دمائه : أاااااابني
تصاعدت الزفرات حادة داخل صدره...سأل نفسه بخوف : هل ممكن أن تظل على موقفها...ولا تغفر له ذنبه...وجد نفسه أمام باب الملجأ مرة أخرى بعد عدة ساعات وفي يديه طائرتين كما وعد ...أندهشت مدام ليلى ...عندما طلب رؤية الصغيرين فقط...لكنها لم تعلق بأي كلمة...
في فناء الملجأ...أخذ يلاعب الطفلين بالطائرة...رغم بؤسه شعر بالسعادة تتغلغل داخل قلبه...
اياد بنبرة طفوليه :انا مبسوط أوي معاك...
وليد بتوسل:وتيجي وتلعب معانا علطول...
كتم تأثره وقال بهدوء: انا مش هجي وبس انا هاخدكم تعيشو معايا...
هلل كلا الطفلين بسعادة ...رفع كلاهما على ذراعيه وأخذ يدور بيهم مشاركا لسعادتهم...رفعهم بسهولة لأعلى وانزلهم...
ضحك أياد من قلبه هاتفا :تاني
أما وليد شهق باعتراض وأخذ يتلوى بين يديه مهددا إياه: نزلني...نزلني
انزل كلا الطفلين على الأرض عندما شعر بخوف وليد
أياد بلوم :خواف
همس وليد بصوت مكتوم :انا مش خواف
اخرج لسانه مغيظا إياه: خواف
ارتعشت شفتيه بالبكاء ...حمله أكنان على ذراعيه وجلس على الكرسي الموجود بجواره...أشار إلى أياد للجلوس بجانبه...ضم وليد اليه وهمس لوجه المختبىء: دموعك دي زعلتني...انت شجاع ...ثم نظر إلى الآخر بتأنيب: مفيش أجمل من وجود أخوك في حياتك...أخوك هو سندك ومصدر قوتك...الاخ نعمة من ربنا...مين لما بتكون زعلان بتروح ليه علطول
رد أياد:بروح ليه
_مين بتحب تلعب معاه وبتكون فرحان ومبسوط
_ وليد
_مين بيدافع عنك لما يجي حد يضربك
نكس رأسه بخجل وقال وليد
أكنان بهدوء:أنتو اخوات وملكمش غير بعض ...يلا خدو بعض بالحضن وقوله مش هزعلك تاني
أياد بلهجة أسف : متزعلش مني ياوليد...ثم حضنه
وليد بابتسامة خفيفة : خلاص مش زعلان
رأته من بعيد...نظر كل منهم في عين الأخر...توقف الزمن يرقب من بعيد لحظات من الصمت المؤلم...لتتحرك بخطى سريعة تجاهه...
جسدها تشنج بالغضب...همست بصوت مكتوم: أنت أيه اللي جابك هنا
قال بصوت هادىء غامض: نفس اللي جابك...
أشارت بيديها مهددة اياه: أمشي ومتجيش هنا تاني...أحذر غضبي ...المرة اللي فاتت كان مجرد جرح خفيف...المرة الجاية معرفش ممكن أعمل معاك أيه...
تحدث بصوت منخفض: المكان هنا مفتوح للكل ...مش من حقك تقوليلي مجيش...
صرخت ببعض الهسترية : أنت أيه...مش عايز تخرج من حياتي ليه...
غمز لها وأشار الى الطفلين ثم قال : ممكن نتفاهم ونتكلم بالعقل وأركني مشاعرك دي على جنب
تنفست بعمق...صراخها شيء خاطىء أمام الطفلين...تصنعت الابتسامة وقالت لهم : روحو العبو على المرجحة شوية ...عايزه أتكلم مع عمو شوية....
قال أياد بصوت بريء والابتسامة تزيين وجهه :عمو هياخدنا نعيش معاه...
نظرت إلى طفلها وإليه غير مصدقة ما سمعته ثم قالت: مين اللي هياخدكم تعيشو معاه
أشار كلا الطفلين إلى أكنان:عمو ده
قال أكنان بهدوء: يلا روحو العبو
عندما أبتعد الطفلين...زهرة بصوت مكتوم:أنت ...أنت ناوي على أيه...
نظر إليها بتعاطف ثم قال: انا مكنتش عايزك تعرفي دلوقتي...كنت همهد ليكي الأول...بس هو مقدر ومكتوب أنك تعرفي باللي كنت هعمله...
همست برفض:وأنا مستحيل اسيبك تاخدهم....
رفع نظراته لها وتنهد قائلا: وأنا بعد ما عرفت بيهم مستحيل اسيبهم عايشين في ملجأ لقطاء مجهولي النسب...أنا أذنبت في حقك وعارف ان اللي عملته معاكي مستحيل تسامحيني عليه...وبتمنى نظرة الكره اللي بشوفها في عينيكي تختفي في يوم من الأيام...لكن ولادي مستحيل اسيبهم عايشين في ملجأ ...لزم يتكتبو بأسمي...أنا أبتديت في الاجراءات وأول ماتخلص وأثبت أني أبوهم هاخدهم وهكتبهم بأسمي...
صوتها تحول الى همس مختنق بالبكاء: ليه مصمم تعذبني...خرجني وخرجهم من حياتك...
تنهد أكنان وقال برقة: مينفعش أخرجهم من حياتي...مينفعش يازهرة...لو سبتهم يبقا بجني عليهم...دلوقتي هما مش فاهمين وضعهم...المشكلة بعدين لما يكبرو ويدخلو مدرسة...ولما يخرجو للحياة نظرة الناس ليهم مش هترحمهم...وأنتي أكتر واحدة عيشتي مرارة نظراتهم...المحتمع اللي هما عايشين فيه مبيرحمش اللي زيهم ...أنتي عايزه ليهم كده...عايزه ليهم الذل والعار...
تصلب في وقفته وهو يراها ترتعش أمامه ...صمت للحظة ثم قال..عارف ان الحقيقة ألمتك...الحقيقة اللي عاملة نفسك مش شايفها...مش شايفها عشان لسه صغيرين...فكري بعقلك شوية...أنا هديكي وقت لحد ماتتقبلي وجودي في حياة ولادي...
لمعت عينيها بالدموع وهي تتطلع الى التوأم ...ثم قالت بانفعال رافض:مش هفكر وأخرج من حياتنا...
قال برقة متناهية: أنا هسيبك دلوقتي وعايزك تفكري بعقلي وحاولي تلغي مشاعرك عشان تقدري توصلي للقرار الصح
...ثم تحرك مبتعدا عنها...
نظرت لأختفائه بعيون دامعة...وتمنت أختفائه من حياتها الى الأبد...
أجمل فترة يمر بيها أي رجل وفتاة هي فترة الخطوبة التي تسبق الزواج ...علاقة حب نهايتها زواج...عواطف متقدة وشوق لا يفتر...حياة جديدة على وشك البدء فيها...تطلعات وأمال...
بعد أن أستئذن ولدها لكي تخرج معه في نزهة لفترة قصيرة من الوقت..
في السيارة تحت منزل أهلها...سألها برقة : عايزه تخرجي تروحي فين..
هزت رأسها بالنفي في صمت
سأل بدهشة : مش عايزه تخرجي معايا...
خجلت أن تقول له أنها تريد فقط البقاء معه فقط ...يكفي جلوسه معاها في بيت أهلها هو وهي فقط...
فمال عليها وقال مبتسما: اللي هتقولي عليه هنفذه...
نظرت له بخجل : مش عايزه حاجة
قرأ حبها ولهفتها له في عينيها...فأخفضت رأسها خجلا...
قال كريم بابتسامة: عايزه حاجة ومش عايزه تقولي
همست وقالت بحياء: عايزه أي مكان يجمعنا...أنا وأنت
زينت الابتسامة وجهه وقال : مش عايزك تتكسفي مني...واللي نفسك فيه تقوليه علطول..
قالت بخجل: عايزه أشوف غروب الشمس على البحر
نظر لها مبتسما : شبيك لبيك ياصغيرتي ...ثم أنطلق بالسيارة...
أخذ كريم ضحى وجلسا على الشاطىء...تطلعت هي للبحر وهو بدوره تطلع لها وشعرها يتطاير مع نسمات البحر...هي مفتونة بالبحر وهو مفتون بالنظر لها...أعجاب في لحظة واحدة بدون أن يشعر تحول الى حب...هي كل ماأراد في الفتاة التي سيحبها...أراد أسعادها بأي شكل...أراد أن تحمل له أطفاله...وتكون بجواره حتى أخر العمر...
نظرت له ...فوجدته يتطلع اليها بشرود ...
فقالت له: مش بتبص للبحر ليه..البحر جميل أوي الوقت ده
غمز له وقال: أنا بشوف اللي أجمل من البحر...
أحنت رأسها من الخجل...أضطربت وحركت يديها بارتباك فوق الطاولة...دون قصد لمست يديها مشروبها الساخن...فكاد يقع عليها...أبعد كريم بدون تفكير يديها بسرعة ليتانثر القليل من محتوى الكوب فوق كف يديه...
هتفت بقلق : أيديك جرالها حاجة
قال كريم برقة والابتسامة على وجهه: الحمد لله بسيطة ...مفيش حاجة ...
الحب شعلة داخل القلب...بالاهتمام والرعاية تزداد الشعلة توهجا ولمعانا
يتبع..
رواية زهرة ولكن دميمة البارت السابع والعشرون بقلم سلمى محمد
وكانت بيننا قصه
و كانت تقول تهواني
تاتيني بالليل مشتاقه
تختبئ بين احضاني
كانت بالعشق تولعني
تشقه نصفين وجداني
تقول بيننا حب
عشق و حنين دامي
كانت ترقص على عزفي
تغني عزف الحاني
تدور حولي كفراشه
تخرجني من سجن اشجاني
جعلتني انسى ما اسمي
جعلتني انسى عنواني
كانت تقول يا عمري
انت في قلبي و كياني
كانت تقول ما عمري
سانسى ليلك الشاجي
و نسيت القطة الصغرى
وعودا اعطتها و اماني
ذهبت و تركتني مشتاقا
اذوب في باقي احلامي
توارت عني الورده
وتركت شوكها الدامي (كلمات ابراهيم الشامي)
من بعيد كانت تلقي عليه نظرة كاملة...جسده يحتل الفراش...شعرت بتمزق غريب يسري داخل قلبها...حاولت الأقتراب منه...لكن قدميها أبت التحرك...
شعرت بروحها تسحب من جسدها...
كلا والدايه ظلا صامتين جالسين بالقرب من الفراش...منتظرين لحظة أستيقاظه...
تقلصت ملامح وجهه من الألم... هتف كل من صفية وناصر بدعاء :يارب
حاول الصراخ لكن صوته ظل عالق في حنجرته...يريد الصراخ ...فالصراخ سيخفف من ألمه...حاول الصراخ لكن صوته أختنق داخل حلقه ...كرر المحاولة فخرج صوته بأهة خافتة : أااه... بيسااان
وفي خلال للحظات...بدأت أهدابه تتفتح ببطء..أغمض عينيه التي تأذت من وهج الغرفة...ثم عاد وفتحها بحذر...سأل بتمتمه : أنا فين ؟
ردت عليه صفية بلهفة:سلامتك ياقلبي ....
شعر بصداع يكاد يفتك برأسه...حاول رفع رأسه بعناد لكنه فشل وأنهار ساقطا على وسادته....أراد أن يحرك ذراعه فتألم...بدأ ينادي: بيساااان
دار ببصره المشوش يبحث عنها ...حتى وقعت عينيه فنادى عليها: بيسااان
لم تقدر على البقاء معه...وهمت أن تخرج من الغرفة لكن صوت ندائه بأسمها شل حركتها...التفتت له...
تقابلت العيون في صمت...أكتفو بنظرات تحمل كل معاني الألم والحزن والعتاب...
لم تقوى على البقاء...أعطته ظهرها لتخرج من الغرفة...
نادى عليها: بيساااان
صفية بلهجة يشوبها القلق وهى ترى مايحدث: ريح نفسك وبلاش تتكلم...
للحظة ظلت ساكنه ثم التفتت له ونظرة لها نظرة خاوية باردة خالية من المشاعر....وخرجت من الغرفة....
أغمض عينيه...تأوه بألم : مش عايز أفوق...صرخ بشدة
أنطلقت صفارات متقطعة من الجهاز الموصل بيه...وانهار في غيبوبة...
صرخت صفية بهستيرية: أااابني
تصلب ناصر في مكانه...ثم خرج مسرعا لينادي الطبيب..
كانت بيسان واقفة في الممر بالقرب من الغرفة...وعندما أتى ناصر ومعه الطبيب القى عليها نظرة لوم...
أول ماأتى له خبر وجود زاهر في المستشفى...أنطلق في التو الى أسوان...
بمجرد وصوله رأى بيسان موجودة في الخارج واقفة بجوار غرفته
قال باستغراب: واقفة برا ليه؟ زاهر كويس...
ردت عليه بهدوء: اتخنقت وقولت أخرج شوية
قطب بين حاجبيه بعمق: اتخنقتي ...ثم أضاف شكلك مش باين عليه أنك زعلانة...
أسبلت أهدابها وهمست : زعلانة طبعا...
قوس حاجبا وقال : هدخل أشوفه ...هتدخلي
هزت رأسها بالنفي: لا
تركزت عيناه عليها ولكنه التزم الصمت ولم يسأل ودخل الغرفة مباشرة...
رأى الطبيب يقوم بالكشف على زاهر وبجواره ناصر وصفية ....
ران الصمت المعبر عن الألم بين الجميع....
سأل أكنان : هو كويس
ردت صفية وقد كست ملامحها الهم: لا
قال ناصر بثقة مفتعلة : أن شاء الله هيكون كويس...
أخذت صفية تعض على شفتيها....شعور من تعرف أنها فعلت شيء خاطىء...وتوجهت بنظراتها المتألمة الى أبنها...
أندفعت أحدى الممرضات الى داخل الغرفة...ومررت الى الطبيب مظروف....أسرع يفضه مخرجا منه صورة الاشعة...ثم وضعها على جهاز لوحي موجود بالغرفة...أضاء الجهاز ونظر للأشعة بتركيز....
صاحت صفية بالطبيب: قولي الحقيقة يادكتور...
ناصر بلهجة مهدئة : أهدي ياصفية
أجاب الطبيب عليها: خير أن شاء الله
كررت صفية سؤالها: ماتقولي أبني عنده أيه؟
صفية كانت منهارة...وغارقة في دموعها...
سأل أكنان بلهجة حازمة: عنده أيه
أجاب الطبيب وهو يشير بأصبعه بحركة دائرية على الاشعة دون ملامستها: الحادثة عملت تجمع دموع على المخ...وده السبب في دخوله بغبيوبة...
صفية بصراخ : أبني
هتف ناصر فيها بحدة: أسكتي ...خلي الدكتور يكمل كلامه
كمل الطبيب حديثه قائلا: أحب أطمنكم أن دي مش أول مرة تمر عليا...في حالات كتير نفس حالة أبنكم ...خفت مع العلاج وفاقت من الغيبوبة...ومارست حياتها الطبيعية عادي...
سأل أكنان : وهيفوق أمتى؟
رد الطبيب بهدوء: الله أعلم ...كله في علم الغيب...أنا هبتدي معاه بالعلاج من دلوقتي....الادوية اللي هياخدها هتساعد في أذابة التجمع الدموع...
كرر أكنان سؤاله : مقولتش هيفوق أمتى
بسط يديه وقال :أمتى بالظبط معرفش...هنبتدي معاه بالعلاج وهنشوف هيستجيب ولا لأ
سأل أكنان : أعمل ليه عملية وشيل التجمع ده
صمت للثواني ثم قال : للأسف مش هينفع في حالته وهتبقا مخاطرة...
_ والعملية متنفعش ليه؟
_ عشان التجمع موجود في منطقة حساسة ... المركز المسئول عن معظم الوظائف الحيوية في الجسم....ثم وجه نظراته للكل ...أنتو دلوقتي عندكم حلين ياالمخاطرة والعملية تتعمل ....يا الصبر ونستنى نشوف نتيجة العلاج معاه...وأنا من رأيي نستعمل الادوية الاول وأن شاء الله هيفوق..
قال كلامه ثم غادر تارك الجميع ينظرون لخروجه بصمت مؤلم...
وقفت صفية بجوار الفراش...وأخذت تنتحب في صمت...وأنسابت الدموع ملتهبة على وجنتيها...وارتسمت على قسمات وجهها كل معاني الحزن لأم تكاد تقفد أبنها...ذكريات اليوم ومافعلته هاجمتها بقسوة فهتفت بوجع : أاااه ...
قال أكنان بلهجة مطمئنة: أن شاء الله هيفوق ويرجع أحسن من الأول
أحتضن ناصر زوجته وقال بتصميم : متعيطيش زاهر هيخف وهيفوق ...فاااهمة ياصفية
هزت رأسها بالأيجاب ودموع الذنب لم توقف عن الأنسياب...
عندما خرج من الغرفة لم يجد بيسان في الجوار...فقام بالاتصال بها
_ بيسان أنتي فين؟
_ أنا روحت...حسيت أني تعبانة وعايزه أنام
أمسك أكنان الهاتف أمام وجهه ونظر للشاشة بذهول للحظات ...ثم قال بصدمة: روحتي تنامي وسايبة زاهر ...
أجابت بيسان بلامبالاة: وجودي زي قلته مش هيفرق معاه...
أرتسمت على وجهه علامات التعجب وقال : أنتي مسألتيش عنده أيه...
بسطت كف يديها وتأملت خاتم الزواج بشرود وهمست : عنده أيه؟
أكنان بلهجة غاضبة : لسه فاكرة تسألي...جوزك في غيبوبة ياهانم وياعالم هيفوق منها أمتى...
ضمت أصابع يديها بعنف وقالت : متعصب ليه دلوقتي
هتف بحدة : بسبب برودك ولا مبالاتك...ده زاهر حبيبك وجوزك مش حد غريب ...
أكنان بعصبية : أيه كمية البرود اللي أنتي فيها...
رفعت حاجبيها وردت عليه بضيق: سلاااام عشان مصدعة ومش قادرة أتكلم
أنفجر أكنان في الهاتف المغلق : مستهترة عديمة المسئولية شعر بانقباض داخل قلبه... غادر المستشفى حزينا...فصديق عمره مريض وشقيقته تغيرت وأصبحت غريبة الأطوار....
أتصل بكريم مباشرة...قال أكنان بكأبة : بتعملي أيه؟
سأله كريم بفضول: مش عوايدك تتصل...مالك؟
زفر بحدة قائلا: زاهر في المستشفى ...في غيبوبة
أنتفض كريم في جلسته ثم عبس قائلا: حصل أمتى وأزاي وهو وضعه أيه دلوقتي...
قال بلهجة حزينة: بيقولو وقع من على السلم وراسه أتخبطت على الأرض
رد كريم بنبرة غير مصدقة : وقع على السلم ...طب أزاي ؟وليه؟
تنهد بحيرة : معرفش أيه اللي حصل...بس ده كل اللي عرفته...وبالنسبة لوضعه الدكتور مع العلاج هيفوق بس محتاج وقت...أنا هفضل كام يوم هنا معاه ...مش هقدر أسيبه اليومين دول خالص...عايزك تبقا تروح الشركة وتابع الشغل هناك كأني موجود...
أجابه بسرعة : طبعا كأنك موجود...صمت على الهاتف للحظات ثم قال ...وبيسان عاملة أيه دلوقتي...
عندما ظل صامتا...كرر سؤاله متوترا: بيسان كويسة ...أنا لما كلمتها الصبح ...حسيتها متغيرة ومش على طبيعتها...
رد بعصبية : كويس ومفهاش حاجة...
_ أومال أيه وصوتك أتغير ليه لما سألتك عليها...
_ زي مانت قولت يا كريم بيسان مش على طبيعتها
_ حصل أيه منها خلاك تقول كده
_سابت زاهر لوحده ومهتمتش تسأل عنده أيه... لما خرجت من ألاوضة ملقتهاش ...فقولت أتصل بيها أطمن عليها وأشوفها راحت فين...قالت انها روحت عشان تعبانة وعايزه ترتاح...أتصرفت باستهتار
عقد بين حاجبيه بشرود : الصبح مكنتش مظبوطة وقالت كلام غريب
قاطعه في الكلام...قائلا بفضول : كلام أيه
تنهد وهو يحك رأسه : أنها عايزه تسيب زاهر وأنها خلاص زهقت وأنه كان بالنسبة ليها زي اللعبة...قولت أكيد حصل حاجة بينهم ...بس هي قالت لأ...وبعدين اللي حصل لزاهر وأنها كانت باردة في رد فعلها...في حاجة غريبة ياأكنان ...مش دي بيسان اللي كانت هتموت على زاهر عشان تتجوزه...مش عارف ايه اللي غيرها كده...
هز أكنان رأسه بحيرة : بيسان أتغيرت ياكريم...أتغيرت جامد ومبقتش زي الاول...وأنا كمان مش عارف...
أستئذنت ضحى والدتها في البقاء مع زهرة هذه الليلة والمبيت معاها...
أسيقظت ضحى في منتصف الليل...لم تجد زهرة في الفراش ...وباب الغرفة مفتوح على مصرعيه...نهضت جالسة على الفراش وخرجت من الغرفة...رأت زهرة جالسة على الكرسي وقد أسندت ذقنها على ركبتيها...شعرت ضحى بالقلق من منظرها...
قالت ضحى بصوت لكي لا تفزعها : زهرة
أدارت زهرة رأسها نحوها ببطء...
شهقت ضحى لرؤية عينيها منتفخة وحمراء من البكاء: أنا سبتك بمزاجي أول ماشوفتك....وقولت في حاجة مزعلك وزعل جامد عشان كده مرضتش أسيبك تباتي لوحدك... : مالك يازهرة...ثم جلست على حافة الكرسي...مالك يازهرة ...فضفضي ليا وأنتي هترتاحي...
ظلت زهرة صامتة تتأمل ضحى بصمت للحظات...ثم قالت بصوت مختنق: الكلام اللي هقولهولك سر ياضحى...
هبطت ضحى من على حافة الكرسي وجثت على الأرض...وجذبت زهرة من يديها للجلوس بجانبها...وقالت لها برقة: طبعا يازهرة كل كلامك ليا سر..ثم ضحكت بخفة ...أسرارك كترت يازهرة...
الدموع سالت على وجنتيها...كانت خائفة وكلمات ضحى الرقيقة زادت من خوفها...
وضعت ضحى يديها على كتفها وضمتها اليها وقالت: أنا معاكي...أحكي كل اللي في قلبك عشان ترتاحي...
أغمضت عينيها للحظات ثم فتحتهم وتنهدت قائلة : عرفت مين أبو ولادي...
سألتها بارتباك غير مستوعبة ماسمعت: أبو ولادك...
زفرة بألم: عرفت الراجل اللي أعتدى عليا يوم فرح أحمد...
_ وعرفتي أزاي وأنتي مش فاكره ملامحه ولا فاكرة الوقت ده...ثم هزت رأسها باستيعاب...أنتي أفتكرتي اللي حصل
_ مفتكرتش حاجة
قالت بحيرة : أومال عرفتيه أزاي
ردت عليها بصوت يدمي القلب : هو اللي أعترف ليا ...لما عرفني وأكتشف ان ليه أطفال...
تعلقت عينيها على زهرة...سألتها بصوت رقيق: ومين هو ؟ ورد فعله لما عرف أن عنده أطفال؟
همست بتردد وهي تتطلع اليها بعيون متألمة : أكنان نجم...
الصدمة الجمت لسانها لبرهة من الوقت: أكنان اللي هو أكنان أبن عم كريم...
هزت رأسها في صمت ثم قالت : أيوه هو
سألت بلهجة حائرة : مش قادرة أستوعب كلامك ...أزاي أزاااي يازهرة
شردت زهرة وهي تهمس بخفوت ...أنا ححكيلك وبدئت في سرد حكايتها كما أخبرها...أخبرتها كل شيء حدث بينهم وعندما أنتهت ...شهقت ضحى بعنف ثم هتفت بغضب : أناااا أناااا عايزه أخنقه وأطلع روحو في أيدي...يااااه كل ده يطلع منه...سألت مترددة...في حد يعرف باللي حصل غيركم...مقلش لأي حد
نظرة لها مستفهمة : تقصدي مين؟
قالت باضطراب: أقصد كريم ...
ردت بنفي والدموع تنساب على وجنتيها: مفيش حد يعرف غيرنا وأنتي ...أنا تعبانة أوي ياضحى ومش عارفة أعمل أيه...جوايا جرح لسه بينزف
ربتت ضحى على رأسها بحنيه ...ثم قالت برقة: مع الوقت هتلاقي الجرح التئم والوجع قل...الوقت هو العلاج الوحيد ليكي دلوقتي...الوقت بيقدر يعالج أي جرح مهما كانت شدته...
هتفت بألم : يارب ياضحى...
جاء الصباح بطيئا على غير عادة على الجميع...لم يغمض لهم جفن...فقد كان يتملكهم خوف مهما هو قادم...
نظر الى ساعته...فوجدها قد أقتربت من وقت الظهيرة...
أرتدى ملابسه سريعا...لم يضع عطره المميز...لم يلتفت الى تصفيف شعره...ركب سيارته وأنطلق الى المستشفى للاطمئنان على زاهر...
كان معظم أقاربه موجودين معه في الغرفة الا من بيسان ...القى السلام ثم خرج مباشرة وذهب الى الطبيب المعالج لزاهر
_ وضعه النهاردة أيه يادكتور
_ مش هيبان حاجة دلوقتي ...مع العلاج والاشعة اللي هنعمله ...نقدر أقولك الوضع هيكون أيه
_ تقصد أيه بالكلام ده
الطبيب بهدوء: العلاج لو جاب نتيجة التجمع الدموع حجمه هيقل وده هيبان في الاشعة اللي هنعمله بعدين...ولما الورم يقل ضغطه على خلايا المخ هيقل وبالتالي هيفوق من الغبيوبة...بعد أذنك هروح أشوف بقيت المرضى
هز أكنان رأسه بالموافقة وبعد أنصرافه...أخرج هاتفه وأتصل بيبسان...
أنتي فين يابيسان ؟
بيسان بهدوء: أنا في البيت...
قال بلهجة ساخرة : في البيت ..أنتي ناسية ان ليكي جوز راقد في المستشفى...عايزك تلبسي وتجي دلوقتي المستشفى...
ردت بلهجة باردة: مينفعش أجي دلوقتي ...عشان أنا سافرت وعند بابا في الفيلا ...
قال أكنان بصدمة: سافرتي وسبتي جوزك
أخذت تمضع أظافر يديها وهي تتحدث: وجودي زي قلته ...يعني هعمل ليه أيه...وأنا بصراحة أتخانقت من الجو هناك وقولت أغير جو...من الأخر كده ياأكنان أنا زهقت منه وقررت أطلب الطلاق...
سمع كلامها وهو في حالة ذهول وكأنه في كابوس...يتمنى الأستيقاظ منه سالما...فقال بانفعال: أيه البرود اللي بقيتي فيها ده ...الأحساس أنعدم من عندك...تطلبي الطلاق وهو في غيبوبة مش تستني لما يفوق الأول...
بيسان بغضب مكتوم : أنا حرة أعمل اللي أنا عايزه
زاد أنفعاله وقال : حصل أيه ليكي وأيه اللي غيرك مرة واحدة كده..
_ كل اللي حصل أني فوقت من وهم أسمه زاهر...سلااام وأقفل الكلام في موضوع زاهر...ثم أغلقت الهاتف في وجهه...وضعت يديها على كلتا أذنيه تحاول كتم صوت الصريخ بداخلها...أخذت الأصوات تتردد مدويه بداخلها مردده...أنتي كده هترتاحي...هترتاااااحي...بس أنااا أنااا...ظلت أصوات الصراخ يتصارعان داخل عقلها حتى غلبها النوم...
وعلى الجهة الأخر ...ظل زاهر واقف مكانه لفترة من الوقت مصدوم من شقيقته...صدمة عمره...اتاه أتصال أخر جعله يفيق من شروه...هتف بحدة في المتصل: بتتصل ليه
أجابه بلهجة مترددة : حضرتك قولتلي لو حصل أي حاجة غريبة أتصل بيك..
_ أتكلم علطول
_ البنت اللي مكلفني بمراقبتها...خرجت مع اللي أسمه أحمد وقعدو سوا في مطعم وبعدين مشيت معاه وهو كان بيسند فيها وشكلها مش متزن وشبه غايبة عن الوعي
صاح بانفعال: وقفهم بأي طريقة فاااهم بسرعة ياغبي...متخلهاش تروح معه
رد بارتباك : بس بس
أخذ قلبه يدق بعنف وصرخ فيه : بس أيه...
قال بخوف: وأنا بكلمك ...طلع بيها بالعربية ...
هتف بغضب: أطلع وراهم ياغبي وخدها منه ...عارف لو جرالها حاجة ...هتكون نهايتك على أيدي...وسيب الخط مفتوح متقفولهش...وبلغني بكل خطوة ليك أول بأول...وأنا هركب الطيارة وهجي أسكندرية دلوقتي
رد عليه بلهجة مذعورة : حاضر يابيه ...ثم أنطلق بسيارته مسرعا للحاق بالسيارة الأخرى...
تعالت نبضات قلبه تنبئه بكارثة سوف تحل...فهو قال أنها كانت غير متزنه وشبه غائبة عن الوعي...
قبل ساعة من الأن ...رن جرس الباب...
تحركت زهرة لفتح الباب وهي تحدث نفسها...أنتي لحقتي ياضحى...ده أنتي لسه طالعة...أهدي أنا جايه خلاص أستني الجرس هيتحرق كده في أيدك...تفاجئت بوجود أحمد أمامها...
هتفت بحدة : أيه اللي جابك هنا تاني...
نظر لها برجاء: أنا محتاج أتكلم معاكي يازهرة
تمعنت في النظر له ...وجهه أصبح نحيل وعيونه غائرة وملابسه غير منظمة
كرر كلامه بتوسل أكثر: عشان خاطري يازهرة ...محتاج من وقتك نص ساعة بس...نص ساعة بس ...وبعد كده مش هتشوفيني تاني...أعتبريها أخر مرة...وأخذ يترجها لفترة من الوقت حتى شعرت بالشفقة تجاهه
ردت قائلة له:خلاص يا احمد...استنى برا بعربيتك على أخر الشارع وأنا هغير هدومي وهخرج معاك بس دي هتكون أول وأخر مرة ...أتفقنا.
ارتسمت على وجهه ابتسامة باهتة:حاضر يا زهرة...
ارتدت ملابسها بسرعة...ثم خرجت من منزلها ووجدته منتظر بداخل سيارته في المكان المتفق عليه ويبدو عليه التوتر ...وكان يضرب بيديه على عجلة القيادة بعنف...شعرت بالقلق وهي تدلف إلى داخل السيارة وبمجرد دخوله أنطلق بالسيارة...توقف أمام كافيه لاتينو...
نظرة له بانزعاج: مش عارفة أيه لزمتها تجيبني هنا...ماكنت قولت اللي انت عايزه وأحنا في العربية
بادلها نظرتها بنظرة رجاء ثم قال: أنا مش عايز اتكلم معاكي في العربية...عايز نقعد مع بعض وأكلمك براحتي..مش أكلمك في الطريق والعربيات رايحة جاية...
نزلت زهرة مضطرة من السيارة ودخلت معاه إلى الكافيه ...جلس كلاهما على طاولة موجودة بالركن ثم طلب من الجرسون عصير فروالة لها وعصير ليمون له...
قالت بضيق: مش عايزه أشرب حاجة...قول كنت عايز أيه وخلصني...انا بجد زهقت...
تجاهل كلامها كأنه لم يسمع شيء: لسه فاكر كويس أنك بتحبي تشربي عصير الفروالة...مفيش حاجة نسيتها كانت بينا
_ لو سمحت يا احمد كلامك ده ملهوش لزمة دلوقتي....خلاص انا شيلتك من حسابتي من يوم ماتجوزت...ياريت تفهم كلامي كويس وإنساني وشيلني من حياتك...
_ عندك حق ملهوش لزمة الكلام في الماضي
_ ايه بقا الكلام المهم اللي كنت عايزني فيه
قاطع كلامهم اقتراب الجرسون....قام بوضع الطلبات أمامهم...وعند انصرافه أمسك أحمد كأس العصير ومده باتجاه زهرة...وقال بابتسامة باهتة: بلاش تكسفيني
أمسكت زهرة كأس العصير من يديه مضطرة وتناولت عدة رشفات منه ثم وضعت الكأس على الطاولة ...
زمت شفتيها بضيق وقالت: عصير وشربته...هااا كنت عايز تقول ايه
قال بلهجة يشوبها الحزن: لدرجادي مش مستحملة وجودي
هتفت بحدة : لو مقولتش انت عايزه ايه...هقوم وأسيبك ...
أبتسم بألم: انا محتاج اتكلم...الكلام معاكي بيريحني
حاولت مقاطعة كلامه ...لكنه استمر في الكلام قائلا بحزن ...معلش استحمليني الوقت ده...انا كل اللي محتاجه اني اتكلم وبس معاكي ...اتكلم وانتي تسمعيني...
وعندما انتهى من حديثه ...شعرت زهرة بالشفقة تجاهه وهمست بعطف:ياااه كل ده حصل معاك...لو كنت أعرف أساعدك كنت ساعدتك...
نظر له بندم: قلبك طيب يا زهرة ومش بتعرفي تكرهي حد...انا مبسوط انك وافقتي تقعدي معايا وتسمعيني...
شعرت بالدوار...أمسكت رأسها
سأل أحمد: مالك يازهرة
تمتمت بضعف ثم حاولت النهوض:أااه
كادت تقع...نهض بسرعة وقام بأسنادها: زهرة....حاولي تمسكي نفسك شوية لحد ما نوصل العربية...لاحظ نظرات شخص تتبعهم لكنه لم يبالي ...وبمجرد اراحتها على الكرسي ...وجلوسه على مقعد القيادة أنطلق بالسيارة بسرعة شديدة ويديه تقبض على عجلة القيادة بعنف ...
يتبع..
رواية زهرة ولكن دميمة البارت الثامن والعشرون بقلم سلمى محمد
وعندما انتهى من حديثه ...شعرت زهرة بالشفقة تجاهه وهمست بعطف:ياااه كل ده حصل معاك...لو كنت أعرف أساعدك كنت ساعدتك...
نظر له بندم: قلبك طيب يا زهرة ومش بتعرفي تكرهي حد...انا مبسوط انك وافقتي تقعدي معايا وتسمعيني...
شعرت بالدوار...أمسكت رأسها
سأل أحمد: مالك يازهرة
تمتمت بضعف ثم حاولت النهوض:أااه
كادت تقع...نهض بسرعة وقام بأسنادها: زهرة....حاولي تمسكي نفسك شوية لحد ما نوصل العربية...لاحظ نظرات شخص تتبعهم لكنه لم يبالي ...وبمجرد اراحتها على الكرسي ...وجلوسه على مقعد القيادة أنطلق بالسيارة بسرعة شديدة ويديه تقبض على عجلة القيادة بعنف ...
وقعت مغشية عليها...أسرع بها الى أقرب مستشفى...
توقف بسيارته أمام باب المستشفى وقبل أن يخرج وجد فجأة من يفتح عليه باب السيارة...وأنحنى على زهرة لحملها...
أنتفض أحمد في مكانه ثم خرج مسرعا وأمسك بذراع الراجل الغريب...مجبرا أيه على تركها...هتف بوجه محتقن : أنت مجنون أمشي من هنا بدل ماأبلغ عنك
نظر له الهامي بتهديد: أنت خاطفها وأنا بنقذها منك
بلهجة مندهشة :على أساس أيه قررت أني خاطفها...دي خطبيتي وأغمى عليها وزي ماأنت شايف ...ده لوكان عندك نظر وبتشوف واقفين قصاد باب مستشفى...
قاطعه الهامي: أنت مش خطيبها
لم يريد الجدال معه ...كل همه الأن ألاطمئنان عليها...هتف في وجهه بحدة: ملكش فيه...وانزاح على جنب...
في الداخل ...
سأل بلهفة الطبيب: مالها يادكتور
_ ضغطها واطي ...وده سبب الاغماء
_ يعني هي كويسة
_ هي كويسة ومعندهاش حاجة ...خليت الممرضة تركب ليها محلول عشان نرفع من ضغطها ...وهتفوق لوحدها...
ظل بجوارها لمدة ثلاث ساعات على الكرسي المجاور للسرير الراقدة عليه...ظل ينظر الى تفاصيل وجهها الشاحبة المختفية تحت قناع لم يعلم حتى الأن سببه...وجسدها أصبح نحيف بات لا يتحمل شيء...فأغمض عينيه في سكون...فكلاهما عانى بشدة في حياته...هو تزوج أنسانة مريضة بحب السيطرة حاولت خطف بناته والان هي في مصحة عقليه في حالة أنهيار تام بعد أن عثرو عليها في أحدى الفنادق الرخيصة وبناتها مع جدتهم...وهي عانت بسببه وبسبب رشا وياعالم ماذا حدث لها في السنوات الماضية بعد سجنها ووفات والدها...مايبدو له أنها عانت بشدة...
فتح عينيه ورأى يديها تتحرك...
ووجدها تنظر له بأعياء قائلة : هو أنا هنا بعمل أيه ...هو حصل أيه...
أبتسم بخفة: ضغطك وطى مرة واحدة وأغمى عليكي...وأنا شيلتك وجبتك هنا المستشفي...
قالت بخفوت : تعبتك معايا...
نظر لها بحزن: نفسي أتعب عشانك ...وياريت أقدر أعوضك شوية عن كل اللي قاسيته في حياتك
شعرت بالأرتباك وأبعدت نظراتها عنه : أحمد بلاش
أستاء قلبه وأراد الصراخ والتوسل لها لكي تعطيه فرصة ...لكنها صارت رافضة له...حدث نفسه بصمت...غلطة عمري أني سبتك تضيعي من أيديا..
أمسك ذراعها وقال بتوسل: أديني فرصة تانية
همست بحزن: مينفعش
دخل أكنان من باب المستشفى مسرعا...وجد أمامه الهامي منتظر اياه ...سأله وهو يتنفس بحدة: هي موجودة فين
_ الدور الرابع أوضة سته
لم يتنظر المصعد ...خوفه عليها لا ينتظر...قلبه لا ينتظر...أخذ يركض على سلالم الأدوار بخفة...فتح باب غرفتها دون الطرق ودلف الى الداخل بسرعة...
تبخرت نظرة القلق في عينيه ..لتحل محلها نيران من الغيرة عندما رأه يمسك بذراعها...أبتلع ريقه بصعوبة...تنفس بحدة يحاول على قدر المستطاع التحكم في غضبه لكي لا ترتعب منه...أقترب وجسمه ينبض بغضب مكتوم ...
صدمت زهرة من رؤيته...نظرة له بعينين متسعتين...
صر على أسنانه بعنف قائلا : شيل أيدك من عليها
تذكره أحمد جيدا فهو نفس الشخص الذي قابله في عزاء والدتها وشعر بوجود شيء بينهم وكذب هذا الشعور عدة مرات ...هز رأسه برفض عندما وصلت أفكاره عند نقطة معينة...هل يكون هو السبب في رفضها الرجوع اليه....هل تجمعهم علاقة عاطفية...ترك أحمد يديها ونهض ثم نظر له ببرود: أنت مين وأزاي تدخل هنا من غير أستئذان...
بملامح وجه متهجمة قال: قوليلو أنا مين بالنسبة ليكي يازوزو ...
سأل أحمد : مين ده يازهرة...
جلس أكنان فوق الفراش وقال بهدوء مفتعل : قوليلو أنا أبقا مين ولا أقوله أنا
شهقت عندما سحبها بجواره....حدق في عينيها التي أتسعت من الخوف وهي ترى شرارات الغضب تنطلق من عينيه..ثم قال: أنا خطيبها وأبو ولادها قصدي أبو ولادها في المستقبل...رفرفرت رموش عينيها بصدمة...
أحمد بلهجة رافضة: خطيبك يازهرة...
همس بخفوت بالقرب من أذنيها...خليه يمشي والاحسن مشفش وشه بالقرب منك تاني...
ظلت تحدق به بعجز ...تريد أن تنساه لكن مايجمع بينهم جعل نسيانه شيء مستحيل...أطفالها عند تلك النقطة أستعادت توازنها وتنفست بعمق: أيوه ياحمد خطيبي...
رأى أكنان أصابعها ترتجف فعلم أنها تكبت أنفعالها بصعوبة
من صدمته أرتد خطوة للخلف...وتجمد في مكانه للحظات...نهاية الامل بالنسبة له...فهي أحبت غيره ...ولا يملك سوى تمني السعادة لها...قال بابتسامة شاحبة حزينة: مبروك ...
ردت عليه بابتسامة باهتة : الله يبارك فيك
نظر لها نظرة وداع ثم خرج من الغرفة ..مقررا الخروج من حياتها نهائيا...
التمع الشرر في عينيها وهي تقول: أرتحت بعد مانفذت كلامك...أتفضل أطلع برا...
غمز بأحدى حاجبيه : أنتي نسيتي أنك بقيتي خطبيتي...ده كلامك مش كلامي..
هتفت في أنفعال: أنا قولت كده عشان أقطع الأمل عنده أني ممكن أرجع ليه في يوم من الايام ...مش عشان خوفت منك...وقولي أنت عرفت أزاي باللي حصل ليا
قال بهدوء: مكلف واحد ياخد باله منك ...
صاحت في وجهه بغضب: أنت مخلي واحد يراقبني...مش من حقك تعمل كده..
_ من حقي ...أنتي أم ولادي
_ كفاااية بقا حرام عليك
_ أنتي اللي كفاية وبلاش تنشفي دماغك ...أنا قولت أديكي وقت لحد ماتتقبلي الصدمة وتفكري في مصلحة ولادنا وتركني مشاعرك وكرهك ليا على جنب...بس أنتي مصممة تعاندي معايا...هسألك تاني موافقة تتجوزيني
هزت رأسها ثم قالت بأصرار: لأ
أبتسم بمكر ثم قال: أنا سألتك وأنتي قولتي لأ...وغلبتي مشاعرك على مصلحة ولادنا...أنما أنا فكرت في مصلحتهم كويس..وقررت الأتي...الولاد هاخدهم من الملجأ وهكتبهم بأسمي وهطلع ليهم شهادات ميلاد بأسم الاب اللي هو أنا وأسم الام اللي هتكون أي واحدة هتجوزها...أنا مستعدة أتجوز أي واحدة عشان خاطرهم هما عشان يبقو جايين من علاقة شريعة...
أتسعت عينيها من صدمة ماتسمع : أنت بتقول أيه
قال بلامبلاة مصطنعة : اللي سمعتيه ...
_ بس ده تزوير
_ أسمه بضمن ليهم حقهم وأخلي راسهم مرفوعة
_ أنا مش هسكت
_ أعملي اللي أنتي عايزه ...أنتي عمرك ماهتقدري تقفي قصادي...أنا أتكلمت معاكي بالعقل والمنطق وأنتي رفضتي...
لمعت عينيها بالدموع وقالت بنبرة مضطربة: ليه القسوة دي...
شعر بطعنة مؤلمة داخل صدره وهو يرى دموعها...لكنه قرر الحصول على موافقتها بالزواج منها بأي طريقة...حدث نفسه...لا تجعل دموعها تضعفك...فهي لن توافق على الزواج منك الا بهذه الطريقة...أمسك ذراعها وهتف : مش قسوة ...بفكر في مصلحة ولادي...لو خرجت من الاوضة دلوقتي قبل ماأسمع ردك ...أنسي أنك تشوفي الولاد بعد كده...ثم أولاها ظهره وتحرك ببطء ناحية الباب...داعيا في سره أن تقول نعم...قوليها يازهرة...قبض على مقبض الباب وفتحه وخطى أول خطوة باتجاه الخارج...
صاحت بألم : أنااااا...أناااا موافقة...
تقوس فمه بابتسامة واسعة أخفاها بسرعة ثم التفت لها قائلا بهدوء ظاهري: أنتي كويسة
أستغربت من سؤاله ...هزت رأسها : أيوه
_ تقدري تمشي
_ أيوه
تحدث بهدوء: يبقا يلا بينا
مسحت دموعها وقالت بتوجس: يلا بينا فين ؟
أجابها قائلا : كام مشوار
سألت بأصرار : مشاوير أيه
أجابها بهدوء : أول مشوار ....هنروح على أقرب مكتب مأذون عشان نتجوز...ثم أخرج هاتفه وأتصل بسائقه
وقفت متصلبة مكانها تنظر له بصدمة وجدتها يجذبها من ذراعها قائلا بهدوء: يلا يازهرة
مضت زهرة بذهن مشوش الى الخارج معه...هبطا في المصعد الى الدور الأرضي وخرجا من المستشفى...كان السائق بانتظارهم ....فتح لهم الباب ...وبمجرد جلوسهم أنطلق السائق...أغمضت عينيها ثم راحت تردد بخفوت : أنا بحلم أنا بحلم
سمع همسها ...تقلصت ملامح وجهه بألم وفضل الصمت على الكلام...
توقفت السيارة بعد وقت قصير أمام مكتب المأذون ونزل السائق وبعد عدة دقائق أتى ومعه ثلاث رجال...فتح المأذون أوراقه في السيارة....وبدأ في توجيه الاسئلة التقليديه الى العروس والعريس والشاهدين...ثم وثق الشيخ وثيقة الزواج ثم وقعت زهرة وأكنان والشاهدين...خرج المأذون والشهود ولم يتبقا في السيارة سواهما ...أشار أكنان للسائق بالتحرك...
نظرت له بتوهان ...كل شيء حدث بسرعة ...حدثت نفسها...هل هي أصبحت حقا زوجته ...شعرت أنها تعيش حلم مزعج ...سألت بصوت مرتعش: هو أحنا كده أتجوزنا...
نظر اليها مليا ثم أجاب برقة: أيوه يازهرة ..
عبرت السيارة بوابة حديدية ...نظرت من خلال الزجاج تتسائل الى أين ذهب بها هذه المرة ...
قال بأكنان بهدوء : ده الملجأ الجديد
رد بلهجة مضطربة : ملجأ أيه
_ ملجأ بديل عن ملجأ الملائكة الصغار
_ هو أنت المتبرع المجهول
_ أيوه أنا...خليكي هنا في العربية...هدخل لمدام ليلى هكلمها وهاخد منها أياد ووليد ...أنا مكنتش مخطط أخدهم دلوقتي خالص ...لكن كل حاجة جات بسرعة...
وبعد أقل من نصف ساعة ...رأته من على بعد عدة أمتار يحمل كلا الصغيرين في حضنه ...والابتسامة تضيء وجوه أطفالها...لمعت عينيها بالدموع وهي تشاهد فرحتهم الغامرة ...مسحت بسرعة دمعة فرت هاربه من عينيها عندما أقتربا من باب السيارة...بمجرد دخول الصغيرين الى داخل السيارة ...أخذ يقفزان بمرح فوق الكراسي...
هتف أياد بمرح طفولي : عمو هياخدنا نعيش معاه يأبلة زهرة
قال أكنان بهدوء: من يوم ورايح هتقولي يابابا ومفيش عمو تاني...وأبلة زهرة هتقولها ياماما ...ووزع نظراته على كلا الطفلين ...سمعتوني كويس ...أحنا هنبقا ماما وبابا وبس
تقبل ووليد الكلام ببرائة دون تعقيد ...هذه الكلمة لا تعني لهم الكثير سوى مجرد كلمة...
هتف وليد وأياد في نفس واحد: بابا أكنان وماما زهرة ...ثم القو أنفسهم في حضن زهرة بسعادة...
أياد بمرح طفولي: أنا مبسوط أنك ماما
وليد بابتسامة واسعة : وأنا كمان عشان بحبك ...ماما ..وأخذ يكرر كلمة ماما ...ماما...أنا بحب أقول ماما...ماما
رقرقرت الدموع في عينيها ثم اردفت بصوت مختنق من التأثر : وأنا كمان بحب كلمة ماما وكان نفسي أسمعها من زمان...ضمتهم بالقرب من صدرها...ضمة والدة غاب ولدها ثم عاد لها بعد غيبة طويلة...ضمت الصغيرين بالقرب من بعض...وأنسابت دموعها الحارة على وجنتيها دون توقف...دفنت رأسها بينهم وانخرطت في البكاء...شعرو بالفزع من بكائها...
نزع وليد نفسه مبتعد شاعرا بالخوف ...أما أياد ظل في حضنها وأخذ يبكي هو الأخر...
قال بتأثر: أهدي يازهرة ...الولاد أتفزعو منك
قالت من بين شهقات بكائها : بلاش عياط ياأياد ...أنا بعيط عشان فرحانة ...ومسحت دموعها وأبتسمت لهم : أخر مره هتشوفوني بعيط ...أنا دلوقتي فرحانة أوي
توقف بكاء أياد ونظر له بعيون متسعة وقال : وأنا كمان ...عشان بحبك أوي
وهتف وليد هو الأخر: وأنا كمان بحبك
شعرت في هذه اللحظة أنها تطفو فوق غيمة من السعادة ....بسبب نطقهم كلمة ماما...رأى عينيها تلمع ببريق لامع...
قال برقة : في حد عايزه توديعه...
سألته زهرة: تقصد أيه بكلامك
_ زهرة اللي شايفه دلوقتي قصادي خلاص مش هيبقا ليها وجود...زهرة اللي تحت القناع هي اللي هتظهر للكل بأسم مراتي أم ولادي...كنا متجوزين زمان وسبنا بعض وبعدين رجعنا لبعض...وده هيكون بس الكلام اللي هقوله للكل...أتقابلنا أزاي وليه أنفصلنا ...ردنا هيكون دي خصوصيات والماضي شيء وأنتهى....
كانت تكفيها نظرة واحدة لطفليها وهي ترى سعادتهم الا نهائية...فتناست كرهها له وقالت باستسلام: اللي تقول عليه هنفذه...بس قبل أي شيء وديني شقتي الاول ...أسلم على ضحى وأهلها...ضحى صحبتي وأكتر من أختي ساعدتني كتير ووقفت معايا وهي خلتني أسكن في البيت عندهم هي الوحيدة اللي عارفة سري وحفظت عليه...طب أهلها أقولهم أيه؟
_ قوليلهم اللي شايفه صح وهيريحك...
توقف بالسيارة أسفل منزلها ...ثم قال : أنا هستناكي هنا بالولاد ...ومتاخديش أي حاجة من شقتك ...أنا هكلف ناس يفضوها ليكي وبعدين تبقي تختاري اللي عايزه تخليه معاكي...
خرجت من السيارة بسرعة حتى لا ترجع في قرارها وصعدت السلالم ووقفت أمام شقة ضحى للحظات وهي تتنفس بحدة ثم طرقت على الباب..
زهرة بابتسامة شاحبة : ضحى جو
ردت أمينة بابتسامة: هتلاقيها في أوضته
_ ممكن أدخلها
_ أدخلي يابنتي من غير أستئذان ده البيت بيتك
_ تسلميلي ياطنط ...
طرقت زهرة على باب غرفة ضحى ...ثم دلفت مباشرة
ضحى بفضول: يادي النور...مش عوايدك أنتي اللي تطلعي ليا ...خير ياست زهرة
زهرة بارتباك لا تعلم من أين تبدأ الحوار: من الأخر كده أن أتجوزت ...
أنتفضت ضحى في مكانها ...قالت مرددة بذهول : أتجوزتي..أتجوزتي ...دا اللي هو أزاي وأمتى...
زهرة بصوت مخنوق متقطع : النهاردة وبالاصح من ساعة تقريبا...
هزت رأسها بصدمة : أنتي بتتكلمي جد ...قولي اللي أنتي بتهزري...أنتي بتهزري صح
ردت نافية : لا مش بهزر ...أنا أتجوزت النهاردة ...أتجوزت أكنان أبو ولادي
جذبت ضحى ذراع زهرة وأجلستها فوق الفراش وجلست بجواره ...ونظرت لها بفضول : أحكيلي كل اللي حصل بالظبط فاهمة يازهرة...
بدأت زهرة في سرد ماحدث وظلت ضحى تستمع فقط دون التعليق على كلامها بأي كلمة....
وعندما أنتهت تنهدت ونظرت الى ضحى قائلة : وبعد رفضي فجأة لقيت نفسي متجوزها...أتجوزته رغم كرهي له...مش عارفة أزاي...همست بشرود ...أنا عارفة ليه أتجوزته ...عشان ولادي ...أول ماقال هياخدهم وهيكتبهم بأسم واحدة تانية...فقدت كل قوتي...وأول ماأخدهم من الملجأ وقالو ليا ياماما...كان قلبي هيطلع من مكانها ...حسيت بقلبي هيقف من الفرحة...سالت دموعها على وجنتيها دون أن تشعر...لما سمعت كلمة ماما نسيت كل حاجة ...كل حزن وألم عيشته ...
ضمتها ضحى وربتت على رأسها بخفة...وقالت بنبرة رقيقة : أنتي نصحتيني كتير يازهرة ...وأنا شايفة نفسي في وضع لزم أنصحك فيه...طبعا مفيش عذر لغلطته معاكي دي جريمة.... أنا بكرهه أكتر منك بسبب اللي عمله معاكي...لكن بصراحة في غيرك وفي نفس وضعك هما اللي بيحاولو يثبتو نسب ولادهم للأب...أما هو العكس هو اللي عايز ثيبت ولاده ليه...وأنا شايفه دي حاجة كويسة فيه... هو بجوازه منك بيقدملك فرصة العمر...ولادك هيبقا ليهم أب وأم وهيكبرو في حضنك ...خلاص يازهرة...أنسي الحادثة ...أنسي الماضي...أنسي أنه جوزك...عيشي الحاضر مع ولادك وبس...
مسحت دموعها وتنهدت بألم : وده اللي ناوية أعمله...هنسى عشان خاطرهم وهستحمل ...ماأنا ياما أستحملت....
سألت ضحى : ناوية تعملي أيه دلوقتي؟
ردت زهرة : قولي هو اللي ناوي يعمل أيه؟
_ وهو ناوي يعمل أيه ؟
_ مش عارفة لسه ...الصدمات منه عاملة زي المفاجأت...زي جوازي منه اللي حصل في غمضة عين ثم ضحكت بألم ...وبعدين ولادي اللي أخدهم من مدام ليلي بكل سهولة ومن غير أجراءات...وبيقولي أنسي زهرة دي وأرجعي لحقيقتك...
هتفت ضحى بموافقة : أخيرااا يازهرة...هتشيلي تنكرك ده...
نظرت لها نظرة غريبة: هو أنتي كل ركزت فيه أني هشيل وشي المزيف...
قالت ضحى بلهجة رقيقة: هو أنتي مبسوطة بنفسك كده...
_أيوه مبسوطة وأتاقلمت علي شكل ده لحد ماتعودت عليه
_ أنا بقا مكنتش مبسوطة ليكي...وكنت بقول ده البديل الوحيد قصادك أنك تبقي مجهولة عشان تقدري تعيشي بين الناس من غير ماحد يتعرض ليكي أو يطمع فيكي ...عشان تقدري تاخدي بالك من أمك الله يرحمها...بس دلوقتي كل الاسباب دي أنتهت وتقدري تعيشي بشكلك الحقيقي من غير العذاب اللي بتتعذبيه كل يوم لما تخرجي للناس...لازم البروكة واللينسز والفاونديشن اللي بتستعمليه اللي مداري على لون بشرتك...لو رجعتي لحقيقتك هترتاحي من كل التعقيد اللي بتعمليه في نفسك كل يوم...يازهرة أتكلي على الله وعيشي حياتك بقا كأن مفيش حاجة حصلت... وأذ كان عليه هو أعتبريه كأنه مش موجود قصادك...ومسير الأيام هتدواي جرحك
أنسي عشان تقدري تعيشي...
هزت رأسها باستسلام لمصيرها المقدر والمكتوب:أن شاء الله ياضحى...وأهلك ياضحى هقولهم أيه لما أختفي فجأة من حياتهم وفرحك وهو مستنيني تحت مع الولاد في العربية...أول ماخطي برجلي جوا العربية هتكون دي نهاية زهرة اللي شايفها قصادك...
فكرت ضحى للحظات ثم قالت: في موضوع كنت مخبياه عنك...وجاه وقته
سألت زهرة : موضوع أيه اللي كنت مخبياه عني
ضحى بهدوء: بابا باع البيت ...وكنا هنعزل لشقة تانية...بس عشان جوازي اللي جاه بسرعة...أجلو العزال لبعد فرحي...
نظرت له زهرة بصدمة: كنتو هتمشو من غير ماتقوليلي...
ردت بلهجة أسف: كنت هقولك ...بس قولت بعدين ظروفك مكنتش تسمح لصدمة تانية...كنت والله هقولك...
_ من غير حلفان ياضحى مصدقه...
_ موضوع أهلي وأتحل هما مشغولين في جوازي...ومش هيلاحظو وجودك في البيت...وأنا هبقا أقولهم أي حاجة...ممكن أقولهم أنك طلعلك أهل من بعيد ورحتي تعيشي معاهم بعد مابقيتي وحيدة...وأنتي اللي عليكي تبقي تتصلي بيهم توديعهم وتقوليلهم الكلمتين دول...أما أنا أمري سهل...
_ أزاي بقا سهل...أنتي أكتر من أخت ليا وكان نفسي أبقا معاكي في كل حاجة...
_يااختي أنا مسامحة...كفاية عليا أنك حتحضري الفرح ولبسه فستان شيك وبشكلك الحقيقي ...مش شكلك ده اللي كان هيعرني في الفرح...أهو لقيت ميزة في أم الجوازة دي ...وضحكت
وكزتها زهرة في صدرها بعنف وقالت: أنا بردو شكلي عرة...
ردت بابستامة خفيفة : أومال شكلك ده أيه...ده أنا بحمد ربنا أني هترحم منه أخيرا بعد سنوات من عذاب التشوه البصري اللي جرالي بسببك...وفكي التكشيرة دي من على وشك....هااا فكي بدل ماالغي جوزاتي من كيمو العسل...كيوووت وراجل أوي وحنيين أوي
صاحت زهرة في وجهها : فووووقي...وبالله عليكي أحلمي بيه في وقت تاني مش ناقصة فقعت مرارة أنا فيا اللي مكفيني....
ضحى بضحك : ياااه عليكي يازهرة قطعتي أفكاري....
نهضت من مكانها : أنا همشي بقا عشان أتأخرت عليهم ...وهسيبكم مع أحلامك
قامت هي الأخرى وضمت زهرة وقالت لها بحب: ربنا معاكي يازهرة ويقويكي على الأيام اللي جاية...
همست بدعاء: يارب ياضحى ...أنا مش عارفة أحوالي هتكون أيه...
_ كل خير يازهرة...بقولك يازهرة لما تخرجي تبقي تمهدي لماما على موضوع أهلك اللي هتعيشي معاهم ....عشان لما أكلمها بعدين يكون عندهم خبر..
هزت رأسها في صمت ثم فتحت باب الغرفة ودلفت الى الخارج...نادى على أم ضحى...
خرجت أمينة من المطبخ وقالت : نعم يازهرة كنتي عايزه حاجة
ردت بابتسامة خفيفة : أيوه ياطنط ...كنت عايزه أقولك هسيب الشقة..
أمينة بخضة : ليه يابنتي في حد ضايقك ...
ردت نافية : لأ مفيش حد ...بس طلعي قرايب من ناحية ماما الله يرحمها...لما عرفو بخبر موتها...صممو أسافر وأروح أعيش معاهم بورسعيد...
_وهتمشي أمتى
_ معرفش أمتى بالظبط ...بس خلال يومين بالكتير...
_ طب وفرح ضحى ...
_ غصب عني ياطنط ...أنا ماصدقت حد من قرايبي يظهر ليا بدل مانا مقطوعة من شجرة ...الاهل عزوة...أنا قولت لضحى وهنكون علطول على أتصال مع بعض...
_ عندك حق يازهرة الاهل عزوة...
_ هتوحشوني أوي لما أسافر
أمينة ضمت زهرة وقالت بحنية : وأنتي كمان يازهرة ...
أغلقت زهرة الباب خلفها...أغلقت صفحة كانت مؤلمة في حياتها ...
أتجهت الى السيارة ...فتحت الباب وفتحت صفحة جديدة من حياتها بهوية جديدة...القت نفسها على الكرسي وبمجرد أغلاقها الباب...أشار أكنان في صمت للسائق بالأنطلاق...
وبعد فترة من القيادة توقفت السيارة ..أمام أحدى المولات ...
أكنان بهدوء : يلا بينا ندخل المول
وليد وأياد في نفس واحد : في لعب جوا
رد عليهم بابتسامة: في جوا حاجات حلوة كتير...
نظرت الى سعادة أطفالها وأبتسمت لهم ...ثم تحركت مع أطفالها الي داخل المول ممسكة بأيديهم برقة ...ترك وليد وأياد يدها بمجرد دخولهم ...وأخذو يركضون هنا وهناك بمرح...
قالت بهمس : أومال فين الناس
رد بلهجة هادئة : أنا فضيت المكان عشان لما نيجي تعرفو تاخدو راحتكم فيه...
زمت شفتيها بعبوس : وسهلة أنك تفضي مول بالحجم ده في الوقت القصير ده ...
رد بلهجة هادئة: سهلة عشان أنا صاحب المول...
هزت رأسها بضيق وتمتمت : أه
ترك الصغار برفقة أحد الحراس يلعبون...وأشار الى زهرة لكي تأتي معه...
وقفت مبهوتة أمام واجهة المحل.. قالت بتردد: وقفنا هنا ليه؟
_ أختاري اللي أنتي عايزه ..
_ وأنا مش عايزه منك حاجة
_ وقت الكلام ده فات ...أحنا أتجوزنا وأنتي وافقتي هتغيري شكلك ده عشان لما تظهري للكل بشخصيتك الجديدة...
دخلت الى الداخل مضطرة وأختارت ماتريد وعند الانتهاء ...
قال أكنان بابتسامة هادئة : يلا بينا
ردت زهرة بسخرية : يلا بينا فين تاني ...
تجاهل سخريتها وقال: مركز التجميل ...عشان تشيلي كل اللي في وشك ده...وذهب بها الى مركز التجميل وكانت منتظره قدومهم مدام جيجي....
جيجي بابتسامة مرحبة: أهلا بيك أكنان بيه...
أكنان بلهجة عملية : هسيب ليكي زهرة هتقولك على كل اللي هي عايزه...
جيجي بابتسامة: أتفضلي على الكرسي هنا....
تلاعبت يدي جيجي الماهرة في شعرها وأرجعته الى طبيعتها...ثم أنتقلت الى بشرتها...وفي خلال ساعتين أنتهت ...نظرت زهرة الى نفسها في المرأة ...فلم تصدق مارأت...القناع أختفى... قسمات وجهها كماهي لكنها أصبحت أجمل بكثير عن وهي مراهقة...
هتفت جيجي بذهول : واووو مش مصدقة نفسي ...أنتي بقيتي حاجة تانية خالص...هو أنتي كنتي عاملة في نفسك كده ليه ...
ردت زهرة بابتسامة خافتة : أصلي كنت في حفلة تنكرية
جيجي بعدم تصديق: حفلة
زهرة بالامبلاة : أيوه حفلة ...ثم تركتها وغادرت مركز التجميل...
بحثت عنهم في الخارج لم تجدهم ...لكن سمعت صوت ضحكاتهم ....أتجهت مسرعة ناحية المصدر...في ملهى الأطفال...كانو يجلسون جميعا فوق الأرجوحة ...كانت تدور...وكلما دارت أسرع تعالت أصوات ضحكاتهم...والبسمة تزيين وجوههم...نظراتها تتبعت كل بسمة...كل حركة من أطفالها...لمعت عينيها بالدموع...وحدثت نفسها بأنها فعلت الصواب...
ثم فجأة نظر ...ليجد زهرة واقفة على بعد عدة أمتار...لم يصدق عينيه ...كانت رائعة ...أضاء وجهها نورا زاد جمالها سحرا ....
حاول التحكم في أنفاسه المضطربة وعندما توقفت الارجوحة عند الدوران ...قد أستعاد تنفسه الطبيعي...
أكنان قال : يلا بينا عشان نروح
كلا الطفلين هز رأسهم برفض قائلين : عايزين نلعب تاني
أكنان بلهجة حازمة: أوعدكم هتيجو هنا تاني ...بس دلوقتي هنروح ...
أكنان قال بابستامة : يلا بينا بقا على البيت ...
عندما حاولت زهرة أمساك يديهم ...هتف وليد وأياد : مين دي ؟
أبتسم أكنان قائلا : زهرة ...ماما
نظرو لها ذهول وقامو بفرك عيونهم : بجد ...دي بقت حلوة أوي...
تصنعت الحزن ثم قالت : هو أنا كنت وحشة الأول..
أياد بلهجة طفولية صادقة : أه
_ أنا كده أزعل منك ياأياد
_ وحشة بس بحبك
أبتسمت على رده البريء: خلاص مش زعلانة...طب وبشكلي ده ؟
وليد وأياد في وقت واحد: هنحبك أكتر....
أتسعت أبتسامتها وقالت : باين عليكم هتبقو أشقية لما تكبرو...
ذهب بيهم الى فيلته الخاصة...
في الداخل ...الاطفال بمرح : أحنا هنعيش هنا..
هز رأٍسه بخفة : أيوه ...وأشار للخادمة ...ثم قال : طلعيهم على أوضتهم ...يلا ياحبابيي أطلعو شوفو أوضتكم الجديدة...
وعندما ذهبا ...نظر الى زهرة التي ظلت واقفة صامته في مكانها ...عينيها تتبع أختفاء صغارها...
حاول أخفاء مشاعره لكي لا يخفيها...يكفيه حتى الأن وجودها بالقرب منه....قال لها بلهجة رقيقة: الفيلا دي بتاعتك أنتي والولاد ...أنا فيها مجرد ضيف...كل يوم طبعا هجي أقعد مع الولاد شوية وهمشي...المكان هنا في كل حاجة ...في خدم وحرس...مش حتحتاجي حاجة خالص...أنا هظبط أموري...وكل الاجراءات بخصوص الولاد ...هطلع ليهم شهادات الميلاد ...وهشوف ليهم مدرسة...ولما تستقرو هنا وياخدو على الوضع وياخدو علينا...هعطلع أقول للكل عليكم ...وأننا أتعرفنا زمان وبعدين أنفصلنا وأنتي كنتي مسافرة وبعدين رجعنا لبعض ...وأسم زهرة ده أنسيه ...أنا من يوم ورايح هناديكي يازوزو..
همست زهرة بسخرية : في حاجة تاني..
رد أكنان بثبات : لا مفيش ...أنا ماشي وأحتمال مجيش بكرا عشان مسافر...
ثم تركها وأستدار مغادرا ...تاركا أياها تواجه حياتها الجديدة...
شعرت صفية أنها السبب فيما يحدث لأبنها...وأن السحر أنقلب عليها...ذهبت الي الشيخ فرحات لكي تفك السحر عن زوجته لعل وعسى الله يغفر لها...لكن لم تجده فلقد سافر أحدى البلاد العربية...حاولت الأتصال بيبسان العديد من المرات لكي تأتي لرؤية زاهر ...لكنها رفضت المجيء...
صفية بغضب والدموع تنهال على وجنتيها : أنتي السبب ...أنتي اللي دلتيني على طريق الشيخ ده...أعمل أيه دلوقتي بعد ماسافر ومعرفش طريقه فين ...أفك السحر عن مراته أزاي
سعدة بارتباك : معرفش ...طب خليها تيجي هنا ...ونخلي أي شيخ يريقها...ويفك السحر عنها
صفيه ببكاء: هي مش عايزه تيجي...ماهي بس لو جيت ...هجيب ليها شيخ من اللي بيفكو السحر ....يفك السحر اللي عملته ليها...كل جاه على أبني...أاااه يابني ...أاااه ياحته من قلبي...وقامت باللطم على صدرها....أاااه يابني...أنا السبب
قالت سعدة بتوتر: هيقوم ياستي ويخف
نظرت لها صفية بعضب : مش عايزه أشوف وشك خالص قصادي ...أطلعي برااااا
هرولت سعدة الى الخارج بسرعة...
ذهب كريم لمقابلة بيسان عندما علم من أكنان ماحدث لزاهر....وتصميم بيسان على البقاء بعيدة عنه....
في داخل غرفتها ...
كريم باستفسار: ممكن أعرف أيه اللي حصل معاكي يابيسان ...مش ده زاهر اللي كنتي هتموتي عليه عشان تتجوزيه...أزاي تسيبيه لوحده في المستشفى من غير ماتكوني معاه...
بيسان بحدة : هو مال الكل عليا ليه...هااا....أنا مش عايزه أقعد هناك ...لمعت عينيها بالدموع وهي تتكلم...ليه الكل مغلطني...أنا بتخنق هناك ...بحس أني بموت ...ولسه بتخنتق...أنا تعبت ياكريم أنا حسه أني بموت بالبطيء...وأخذت تصيح بانفعال...تعبت...تعبت
كريم بلهجة يشوبها القلق: طب أهدي...يابيسان ...
بيسان بصياح والدموع تنهمر من عينيها: أنا تعبت ...وأمشي من هنا..
كريم أنصدم من رؤيتها هكذا...ثم خرج مسرعا من غرفته لكي يتصل بالطبيب...بمجرد خروجه رأى جيلان أمامه
جيلان بقلق: هي طردتك أنت كمان...
كريم بسؤال: هي بتعمل كده مع الكل..
هزت جيلان رأسها في صمت : وحتى مع باباها طردته...من اليوم اللي جيت فيه وهي حبسه نفسها في أوضتها ومش بتخرج منها...لو حد داخل ليه تصرخ في وشه وتعيط ...حاولت أنا وباباها نخرجها من أوضتها معرفناش
_ الوضع ده ميتسكتش عليه...
_ أنا حاولنا معاها كتير اليومين اللي فاتو وفاشلنا
_ أنا هتصل بالدكتور عزت يجي يكشف عليها
_ أتصل ونعرف منه ايه اللي عندها
بعد مرور بعض الوقت وهو يحاول أقناعها بضرورة الكشف
بيسان بضيق: هتسكت وهتمشي لو وافقت يكشف
كريم بابستامة متوترة: أيوه وهمشي علطول
هزت رأسها بيأس: خلاص خليه يدخل
هتف كريم من مكانه: أدخل يامعتز ....
قام معتز بالكشف عليها وعندما أنتهى قال بهمس لكريم : أنا كشفت عليها معندهاش أي حاجة عضوية ...مفيش أي حاجة ...بس هي في منتهى العصبية والتوتر...محتاجة تخرج وتغير جو ...ولو الوضع ده أستمر كتير ومش أتحسنت يبقا محتاجة تروحو بيها عند دكتور أعصاب يديها حاجة مهدئة تريحلها أعصابها...
تمتم كريم : هنشوف بس هي توافق الاول ...شكرااا يامعتز ...
جيلان سألته كريم بمجرد خروجه من الغرفة: مالها ياكريم
_ معتز قال معندهاش أي حاجة عضوية ...والموضوع في الاساس نفسي ومحتاجة تغير جو ...حاولي تقنعيها على أد ماتقدري ياجوجو تخليها تخرج...
_ ححاول ياكريم ...
مرت الأيام سريعا...بالنسبة لضحى كانت مليئة بالمشاوير التي لا تنتهي ...فكريم قام بشراء فيلا لهم ...لكي يعيشون فيها خلال الفترة التي يتواجدون بها في بمصر.... وكانت الفيلا تقوم بتجهيزها على ذوقها ...وزهرة تتصل بيها يوميا لمعرفة أخر تطورات الزفاف...
... زهرة كانت تتجاهل أكنان بمجرد وصوله إلى الفيلا تختفي تماما من أمامه... هو لم يحاول اجبارها على اي شيء.. يريد أن تتعود على وجوده أولا... مع الوقت سيكون كواقع بالنسبة لها
وكان دائم الانتقال بين الإسكندرية وأسوان للأطمئنان على زاهر الذي مازال في غيبوبته حتى الأن...حاول اقناع أخته كثيرا لكي تسافر معاه لكنها كانت تقابل سؤاله بالرفض التام
وبيسان مازالت منطوية في غرفتها بالرغم من توسلان جيلان ووالدها لها ...ونادرا ماتخرج للجلوس في حديقة الفيلا....
______
يوم الزفاف
طرقة على الباب أجفلتها من شروها ...فقالت بوهن : مين؟
أتاها من الخارج صوت كريم : أنا
هتفت بيسان :ادخل ياكريم
كريم بابتسامه :انتي عارفة ان النهاردة فرحي وسمعت إشاعة انك مش هتروح...
بيسان بصوت حزين:أنا تعبانة بجد ياكريم... معلش مش عايزاك تزعل مني عشان مش هروح... أنا لو روحت الفرح هكون كئيبة... وكمان بص لشكلي هروح أزاي بالمنظر ده...
كريم بابتسامة هادئة :أنا عملت حساب كل حاجة... وجبت معايا فستان ليكي على ذوقي...
قابلت الحاحه بالرفض التام... قالت بحزن لرفضها:معلش ياكريم بلاش تضغط عليا... ومش عايزاك تزعل مني
قال بلهجة قلقة وهو يرى شحوب وجهها ونحول جسدها :عمري ماهزعل منك... بس اوعديني انك تروحي تكشفي على نفسك وانا مش هزعل
قالت بابتسامة لاحياة فيها:حاضر ياكريم هروح اكشف
_وعد
_وعد ياكريم
ثم انصرف كريم مغادرا وقال لنجم وجيلان :مش عايزه تخرج... بس وافقت انها تكشف...
نجم بقلق:من بكرا هاخدها المستشفى بنفسي
_____
أمينة بدعاء : كن يالله مع بنتي...وأفتح ليها أبواب الخير..
طرق باب غرفتها ودخل حسام : يلا هتأخرينا ياحاجة... بابا مستني تحت وكمان العربية وصلت تحت هتوصلنا على القاعة
أبتسمت وقالت : أنا جاهزة ...
في قاعة الفرح...كان الجميع سعيد...كانت زهرة متواجدة بصفتها زوجة أكنان نجم...أندهش الجميع من وجود زوجة له وقد ظهرت من العدم في يوم وليلة....حاول كريم سؤاله عنها...لكنه حاوره في الكلام ولم يأخذ منه جملة مفيدة...نجم وجيلان أنصدمو من وجود زوجة له....ومن حاول سؤاله عن أي شيء كان غامض في أجابته...فالوقت لم يحن حتى الأن للأعلان الرسمي ... نيروز والدة كريم كانت حاضرة في أبهى زينتها اما والده لم يحضر مدعيا أنشغاله....
الفرح كان جميلا كالحلم الوردي...كريم أهتم بكل التفاصيل...كان عروسين في منتهى السعادة...بعدها بساعات أنصرفا من القاعة...وفي داخل الفيلا...تنفست ضحى براحة وقالت له : الكعب العالي هيموتني
نظر لها ببتسامة متلاعبة: أوعي تكوني عايزاني أشيلك زي الأفلام لحد أوضة النوم...ده أنتي بتحلمي لو فكرتي أني ممكن أعملها وأشيلك...أخاف على العمود الفقري في ليلة زي دي...تبقا نكسة لو جراله حاجة...
ضحكت بصوت مرتفع : كل ده عشان قولت رجلي واجعني...أومال لو قولتلك شيلني...هتعمل أيه؟
شاركها الضحك ثم قال : أنتي بس قوليلي شيلني وأنا أمري لله هشيل ...هو أنا أطول أشيل ...بس مقولتيلش هو الوزن كام عشان أطمن على العمود الفقري يطلع سليم...
دفعته بكف يديها برفق في صدره وقالت معاتبة وهي تضحك: فين الجنتلة والتربية الامريكاني...في حد يسأل بنت كيوت زيي وفي ليلة فرحها عن وزنها...سؤال الوزن هنا في رقاب بتطير ...
وضع يده على رقبته مدعي الخوف: أااه يارقبتي...خلاص متزعليش وسؤال الوزن وساحبته ...هااا لسه عايزاني أشيلك زي الأفلام...
هزت رأسها على أستيحاء وهمست بخجل: أيوه
حملها على ذراعيه...ودخل بها الى غرفة النوم...أبتسمت له فقد تحققت أمنية أن يحملها زوجها وحبيبها في ليلة عرسها...بمجرد فتحه باب الغرفة...شهقت في سعادة...فالغرفة مزينة كما كانت تحلم...الفراش عليه وريقات الورود الحمراء على هيئة قلب وأرضية الغرفة أيضا مغطاة بالورد والشمع المعطر يضيء الغرفة برومانسية حالمة...
سألها بترقب: عاجبتك زينة الأوضة...
قبلته بخجل على خده وقالت له : طبعا عاجبتني...كأنك قريت كل اللي نفسي فيه يوم فرحي...وضحكت بخفة...معظم اللي كنت بحلم بيه أتحقق...
سأل بفضول : وباقي الأحلام
همست بضحك : هتعرفهم بعدين... نزلني بقا
أبتسم وقال لها: لسه ...أقترب من الفراش ثم أجلسها على مقدمته...وأرتكز على كلتا ركبتيه...وأخذ يتأمل ملامح وجهها بحب..
بصوت مبحوح من شدة خجلها: أنت هتعمل أيه
غمز لها والابتسامة تزين وجهه الوسيم : طبعا هقعلك الجزمة اللي وجعة رجلك...أومال كنتي فاكراني هعمل أيه...أاااه من بنات اليومين دول اللي دماغهم بتروح شمال...
دفعته في كتفه وهتفت بارتباك : كريم بطل
قال بابتسامة : حاضر ياقلب كريم...ممكن خمس دقايق من وقتك الثمين عشان أقلعك الجزمة...
هربت ضحكة خافتة من بين شفتيها : خمس دقايق...ليه كل ده؟
غمز لها بمكر : بلاش السؤال ده ..ثواني وهتعرفي ليه الخمس دقايق...أحنى رأسه وفي ثواني نزع الحذاء ...ثم رفع رأسه وقال بابتسامة : تمت المهمة بنجاح
أبتسمت له بخجل : على فكرة أنت ضحكت عليا وقلعتني الجزمة بسرعة...
رفع أحدى حاجبيه وأبتسم له: دماغك بقت على فكرة شمال...
قالت بعتاب : هزعل ولوحت بأبهامها تجاه وجهه...هزعل منك...
قضم أصبعها بخفة...وهمس بحب : وأنا مقدرش على زعلك
همست ضحى بنعومة : وأنا كمان ...هدخل الحمام هغير فيه الفستان...
_ روحي وأنا هستنا هنا...
دخلت الى الحمام وأبدلت ملابسها وعندما خرجت وجدته جالس على الفراش...أشار لها بالاقتراب...جلست بالقرب منه في صمت...كانت في يديه فرشاة الشعر..
قالت بخجل : هتعمل أيه
رد بابتسامة عذبة: هسرحلك شعرك...وراح يتأملها بحب
أحنت رأسها فلم تقدر على مواجهة نظراته...وهو يمشط شعرها أغدقها بكلمات الحب والغزل التي جعلت قلبها يدق بسعادة هائلة لم تشعر بها قبل الأن...أرتعش قلبها بخجل وهي تسمع كلماته...رفع يديها وقبل باطن كفها...رفع رأسها وأطال النظر داخل عينيها وهمس برقة : أنتي فيكي شيء مميز مخليني مشدود ليكي قوي...لدرجة أني مش قادر أقاومك أكتر من كده ...أخذ ينظر لها كأنها أجمل شيء رأته عينيه...أجمل نساء الكون...
أحست ضحى بفرحة غامرة وهي تراه ينظر لها كأنها شيء ثمين بالنسبة له...
أحتضنه برقة...أرتعشت بين يديه...فسألها بقلق: مالك ياضحى...في حاجة تعباكي...
ردت عليه بلهجة متوترة خجلة : لا مش تعبانة ..
قال برقة : أنتي خفتي مني..
أجابتها برفض : لا طبعا ...بس أي عروسة طبيعي بتبقى قلقانة في اليوم ده...
نظر طويلا داخل عينيها بحب : بس لو الاتنين بيحبو بعض يبقا مفيش داعي للقلق...وأنا بعشقك
أبتسمت له بخجل ثم همست : أنا أسعد أنسانة عشان أتجوزتك...
ضمها اليه بحب وطبع قبلة رقيقة على جبينها....وزاد من أحتضانه لها...
أسدل الليل ستاره على العشاق...الا من ضوء القمر يزيد بهاء ليلتهم جمالا...حتى أصبحت زوجة الرجل الذي عشقته بكل جوارحها...
في الصباح أستيقظ على رنين الهاتف المتواصل ...نظر الى رقم المتصل وعقد حاجبيه بعبوس...نظر له فوجدها لازالت نائمة...فنهض من فوق الفراش بخفة وأتجه الى الشرفة للتحدث لكي لا يقلقها في نومها...
أستيقظت ضحى بمجرد تركه الفراش ...أسندت رأسها على الوسادة ونظرت باتجاه الشرفة وهي تبتسم بسعادة...كريم كان في منتهى الرقة وتفهم خجلها وتعامل معاها بلطف
فاقت من شرودها مفزوعة على صوت صياحه : وده حصل أزاي...
دخل الى الشرفة مسرعا....فسألته بقلق : في أيه
يتبع..
رواية زهرة ولكن دميمة البارت التاسع والعشرون بقلم سلمى محمد
أستيقظت ضحى بمجرد تركه الفراش ...أسندت رأسها على الوسادة ونظرت باتجاه الشرفة وهي تبتسم بسعادة...كريم كان في منتهى الرقة وتفهم خجلها وتعامل معاها بلطف
فاقت من شرودها مفزوعة على صوت صياحه : وده حصل أزاي...
دخل الى الشرفة مسرعا....فسألته بقلق : في أيه
بدا على وجهه الهم الضيق...أتجه الى الخزينة وقام بأخراج ملابس له ...ثم قال بشرود : غصب عني مضطر أنزل وأسيبك...
قامت من الفراش وأقتربت منه ...وبصوت متوتر سألته: ماتقولي في أيه ياكريم ...
قال بسرعة : جيلان أتصلت بيا ...قالت أنهم نقلو بيسان المستشفى...
ظلت صامتة للحظات...تدير كلماته داخل عقلها ...ثم سألت بلهجة يشوبها القليل من الغيظ: ومالك أول ماوصلك الخبر وأنت مش على بعضك...
التقط سمعه الغيرة في صوتها...رفع أحدى حاجبيه وقال متعجبا: أنتي بتغيري ياضحى...
مطت شفتيها وقالت: أغير من أيه...لأ طبعا مش بغير...
أبتسم كريم لا أراديا...ومال على شعرها يشم عبيرها المميز...مغمض العينين في أنتشاء...خجلت مما فعل فأحنت رأسها للأسفل...جذبها بجواره ثم أجلسها على الأريكة...وجلس بجوارها...نظر لها بحب وقال بتفهم: ليكي حق تغيري لما جوزك حبيبك ينزل ويسيبك تاني يوم جواز عشان خاطر بنت عمه...حابب أعرفك عشان المستقبل ومنعا للغيرة بعدين....أن بيسان تبقا أختي في الرضاعة وأفراد العيلة بس هما اللي يعرفو كده...
مالت ضحى ناحية كريم وعانقته بخفة ...وهمست بأسف: زعلت مني...
ضحك بخفة : تبقي عبيطة...
أبتسمت ضحى وهي تميل اليه...أفتر ثغرها عن أبتسامة لا أرادية: أيوه
نهض من جانبها وقال : معلش حبيتي هسيبك
_ أجي معاك
_لا خليكي أنت هنا وأنا هبقا أتصل بيكي
_ هتوحشني
_ وأنتي كمان هتوحشيني...ثم خرج مسرعا من الغرفة ...
نظرت ضحى بشرود الى الباب الذي خرج منه...أتكئت بكلتا مرفقيه على ركبتيها...وأخذت نفسا عميقا....رن هاتفها وكان المتصل أمها...
سألت الأم أبنتها لكي تطمئن عليها: الأخبار أيه ؟
ضحى بابتسامة خجولة : مبسوطة أوي
_ ربنا يسعدك يابنتي ويفتح ليكي أبواب الخير
أخذت تركض بأقصى ماعندها....هاربة من شيء مجهول يجري خلفها....خائفة من الالتفات خلفها لرؤية ماهيته...سمعت كلمات تقرأ أخترقت عقلها الغائب عن الوعي...حاولت فتح عينيها...لكنها كانت تشعر بالألم في رأسها وطنين بأذنيها شديد ... وألم لا يحتمل في معدتها...فتحت بيسان عينيها ببطء لتجد الرؤية ضبابية أمامها...أغمضت عينيها مجددا وحاولت فتحها مرة أخرى...
أنتبه الجميع الى حركتها...فهي ظلت غائبة عن الوعي لأكثر من ساعة بعد خروجها من غرفة العمليات...
أنتبه الجميع الى حركتها....وضعت جيلان المصحف التى كانت تقرأ منه بسرعة على الطاولة...أقترب منها أكنان وكريم ونجم....
سألت بصوت متألم : أنا فين وحصلي أيه...
جيلان بنظرات قلقة : أغمى عليكي...
حاولت النهوض...لكن ألم شديد تمكن منها جعلتها تهتف بوجع : أاااه...أنا حصلي أيه؟....حد فيكم يرد عليا...
ردت عليها جيلان بحزن: كنتي حامل والبيبي نزل...
رمقت الجميع بنظرات ملتاعة هائمة في صمت مؤلم...لا تدري مابها أتبكي أم تفرح...عقلها أصبح مشوشا...أصبحت لا تعرف نفسها وكأنها داخيلة على هذا الجسد...
جيلان برقة: متزعليش يابيسان بكرا ربنا هيعوضك خير...
أكنان بلهجة حزينة : بكرا تقومي وتكوني أحسن من الأول ...
حاول الكل مواساتها...بقول كلمات مشجعة لها...
صوتها ترقق..وتحول الى لهجة ضعيفة تدمي القلب: أنا كويسة...صوتها تلاشى...شعرت بالدوار...باااابااا...
هتف نجم بهلع : بيسااان...
تصلبت جيلان في وقفتها وهي ترى بيسان تغمض عينيها...أما كريم وأكنان خرجا من غرفتها مسرعين لمناداة الطبيب...
في الداخل ...عندما أنتهى الطبيب من الكشف عليها ...قال الطبيب بهدوء: هي محتاجة راحة دلوقتي...ثم أشار للمرضة الموجودة بجواره...فقامت بتغير المحلول المغذي الفارغ بأخر جديد ووضعت فيه مهدىء...عندما أنتهت قال الطبيب موجها كلامه للجميع : ياريت الكل يخرج دلوقتي...
خرج الكل على مضض...الا من جيلان التي ظالت جالسة على الكرسي المجاور لفراشها...
في الخارج ....
قال كريم بصوت كئيب: أيه اللي حصل وخلاها توصل للمرحلة دي....
نجم بحزن : معرفش ياكريم من يوم ماجيت من أسوان وهي حالتها مش طبيعية ...ومفيش حد فينا حاول يجبرها على أي حاجة ولا حد فينا ألح في سؤاله ليه سابت زاهر وهو في وضعه ده...
نظر لهم أكنان ثم ضاقت عينيه بتفكير للحظات ثم قال : أكيد في حاجة حصلت وخلاها توصل للحالة دي...حادثة زاهر وأنطواء بيسان وعزلتها... أكيد في سر...
سأل كريم بملامح مفكرة : أزاي الواحد مفكرش في الكلام ده ...وأن ممكن تكون في حاجة...بس ايه اللي ممكن يحصل يخلي بيسان تتغير كده ....
هز رأسه بحيرة : معرفش ...بس الوضع ده ميتسكتش عليه أكتر من كده...
نجم وكريم في وقت واحد : وناوي تعمل أيه ...
ضيق عينيه أكثر ثم قال : أنا هسافر أسوان...أحاول أعرف الحقيقية منهم هناك وأذ كان في مشاكل بين بيسان وزاهر هي اللي خلت الوضع بينهم بالسوء ده....
رأت سيارته تتوقف أمام الفيلا...لكنها كانت تشعر بالغضب...فالنهار شارف على الأنتهاء والشفق بدأ يقترب...ولم يكلمها سوى مرتين فقط لاغير طوال الساعات الماضية...وكان كلامه قاصر على جملتين خلي بالك من نفسك...
رأها تقف في الشرفة معطية له ظهرها...أستشعر غضبها من طريقة وقفتها وعدم التفاتها له....
كريم بلهجة رقيقة : واحشتيني الكام الساعة اللي فاتو ...وكنت ديما على بالي...بس أعمل أيه الوضع كان في المستشفى صعب والواحد كان على أعصابه...أول ماوصلت لقيتها في أوضة العمليات وأجهضت البيبي...
شهقت ضحى بفزع : هي كانت حامل وسقطتت
هز رأسه بأسى : أيوه مكنش حد فينا يعرف....جمسها مستحملش الحمل...من الوقت اللي أنفصلت فيه عن جوزها وهي بقيت زاهدة في الدنيا وعلطول حبسه نفسها...
تبخر غيظها وأختلج قلبها لكلامه: وهي عامله أيه؟
_ الحمد لله أحسن..
أدارها اليها لتواجهه...حاول التخفيف من جو الكأبه فقال ممازحا : شكلك كان حلو وأنتي وافقة بتنفخي ومستنية تشوفي وشي عشان تطلعي نار في وشي...
لم تبتسم على مداعبته وقالت : هزار تقيل على فكرة ...أنا كنت مضايقة عشان أتأخرت عليا ومهنش عليك تريحني بجملة مفيدة...وكنت خايفة وقلقانة عليك أوي
_ الواحد أتلاهى في اللي حصل...متزعليش مني...
أولته ظهرها فأمسكها بسرعة وقال: شكلك زعلانة...
تذكرت هلعها وخوفها ...فقالت بحدة : كنت وخلاص مبقتش زعلانة
شعر بالندم ...فهو أخطىء لأنه لم يطمئنها على الوضع في المستشفى...
ربت على وجهها برقة وقال بحب : أعمل أيه عشان أصالحك ومتفضليش زعلانة
_ متعملش حاجة
_ لأ لازم أصالحك
أبتسمت بخبث: مصمم تصالحني
كريم بابتسامة عاشقة: أكيد مصمم
ضحى بهدوء: يبقا تسيبني ...عايز تصالحيني يبقا تسيبني لوحدي...
صاح بها بتلقائية: لأ طبعا...ده أنا مصدقت أجي هنا وأشوف وشك اللي بينسيني الهم والزعل...تيجي تقولي أسيبك لوحدي...أطلبي أي حاجة غير أسيبك...
أخفت أبتسامتها وهي تقول: سيبني وشوف وراك أيه؟
ثم أولته ظهرها...شعرت بيه يرفعها ويحملها بين ذراعيه....ثم ألقاها فوق الفراش...
جلست بحدة على الفراش وقالت له : أنا مش عايزه أنام ...
أبتسم بهدوء: بس أنا عايز أنام ...وقام بتغير ملابسه...
خفق قلبها وابتسمت دون أن يراها...غضبها ليس له وجود ولكنها أرادت أيصال له أنها شعرت بالخوف والقلق وهو بعيد عنها...
عندما أبدل ملابسه...رقد على الفراش ثم ضمها الى صدره...وراح يمسح على شعرها بحنان ونظر لها بحب : أسف على القلق والخوف اللي سببته ليكي...
أمسكت يديه وقبلته وقال برقة : أنا كنت خايفة وأنت بعيد عني...لكن أول ماشوفتك الخوف راح...
_ مش زعلانة مني...
_أنا مقدرش أزعل منك ...أنت حبيبي وجوزي...
صاحت صفية بعصبية : أنتي مطرودة ومشفش وشك هنا تاني ...
سعدة بتوسل: أبوس أيدك ياستي...والله أنا كنت عايزه أساعدك ...لما شوفتك زعلانة من جوزاة سي زاهر..
أرتسم على وجهها ندم هائل وهي تقول : مش هقول غير روحي منك لله ويارتني ماسمعت كلامك ومشيت وراكي....أهو أبني راقد في المستشفى في غيبوبة وكله من ورا سمعاني كلامك ...روحي للشيخ فرحات هيعملك عمل هيريح قلبك ويبعد مراته عنه....أبني اللي أتاذى من الحكاية دي...ثم هتفت بلوعة محترقة ....أااااه يابني...أنا السببب...
بلهجة مترجية : بلاش تطرديني ياستي
صفية بلهجة مليئة بالألم : الكلام اللي قولت عليه يتنفذ...ومشوفش وشك في البيت هنا تاني...أطلعي براااااا
أنحنت سعدة رأسها لتقبل كف صفية ...لكنها نهرتها بعنف وصاحت في وجهها: براااا
كان ناصر في الخارج...سمع كل كلامهم...لم يستوعب للحظات ماسمع...أزدرد ريقه بصعوبة...تملكه غاضب عارم ...دخل الى الغرفة مسرعا...نظرت له صفية وسعدة برعب...
صفية بلهجة مفزوعة مرتبكة : أنت كنت في المستشفى...أيه اللي جابك دلوقتي ...
نظر له بوجه محمر من الغضب ثم هتف بانفعال: جيت عشان أعرف حقيقتك ياصفية...طب سعدة جاهلة ...أنتي أيه مبررك ...سحر بتلجيء للسحر ياصفية...ليه متعرفيش أن السحر حرام وأنه من السبع موبقات...ضرب كف على كف بقوة...لا حول ولا قوة الا بالله...سحر سحر ياصفية...لجئتي للسحر عشان تفرقي بين أبنك ومراته....أهو أبنك هيضيع بسبب أفعالك...وبتسألي جيت بدري ليه ...عشان أقولك أخر المصايب بيسان كانت حامل وسقطتت..
أنسالت الدموع على وجنتيها في صمت وهي تسمع كلامه...الحفيد اللي كنتي بتتمنيه مااات بسببك قبل مايشوف النور...لمعت عينيه بالدموع ثم قال بألم ...الحفيد اللي كنت بتمناه أنا كمان مات ...وياعالم أبني هيفوق من غيبوته ولا أيه...
أنتفضت في مكانها قائلة ببكاء: متقولش عليه كده...هيقوم وهيخف...
صاح بألم : مش باين هيقوم فيها...لمي هدومك ياصفية وروحي على بيت أهلك
صفيه بدموع متوسلة : خليني هنا ياناصر ...
صاح في وجهها: أمشي ياصفية...بدل ماأرمي عليكي اليمين دلوقتي...روحي عند أهلك وهيبقا ليا معاهم قعدة بعدين...
قالت بتوسل : ميبقاش زاهر وأنت كمان
_ أنتي السبب ...ثم هتف بألم...أنتي السبب...أمشي ياصفية...ونظر الى سعدة بغضب مميت : وأنتي مشوفش وشك هنا ولا بالقرب من أي مكان أكون موجود فيه...
حاولت زهرة نسيان الأمها....الايام التالية على تواجدها في هذا المكان مع أطفالها كانت كفيلة بتخفيف ألمها ومعاناتها...من أجل راحتهم وسعادتهم بالتأكيد ستنسى مع الأيام جراحها...من أجلهم من أجل سعادتهم وراحتهم هم ...أهم لديها من سعادتها هي...
كانت زهرة تقوم بتقليب التربة والحفر....من أجل زراعة عدد من النباتات...وهي تحفر ألقت نظرة عليهم بحب وحنان وهما يساعدنها بالحفر...وصغار ماشا يقومون باللهو بجوارهم...شعرت في هذه اللحظة أنها تملك الكون وهي ترى تورد ملامح وجههم بالمرح والسرور...أبتسمت لرؤية أبتسامتهم...
تألق وجه أياد وقال بحماس: خلاص خلصت...ونفض يديه بمرح...
قال وليد بابتسامة : وأنا كمان خلصت...
ردت زهرة بابتسامة : وأنا كمان....
وليد وأياد بمرح طفولي في وقت واحد : هنعمل أيه تاني؟
بلهجة سعيدة قالت : هنسقي الزرع بالمية وكل يوم هنسقيه ميه...عشان الزرع يكبر ويطلع ورد...وكل واحد ليه زرعة واحدة دي هتبقا بتاعته هو اللي هيهتم بيها...
وأشار كل واحد فيهم الى البنات الذي سيقوم براعايتها والأهتمام بيه...
وبعد الأنتهاء من سقي النباتات...قالت زهرة بابتسامة هادئة: يلا ندخل عشان تستحمو ...زمانكم تعبتو من كتر اللعب
وليد وأياد برفض في وقت واحد: بس أحنا مش تعبنا لسه..
_ بس أنا تعبت وعايزه أرتاح
_ خلاص أحنا هندخل بس بشرط وغمز الى شقيقه أياد
رأت غمزة العين فابتسمت قائلة : أتفقتو على أيه من ورايا...
وليد بخجل : شوفتك بترقصي...
قاطع أياد كلامه : هو قال رقصك أحلى وأنا بقولو رقص سنواويت أحلى...
وليد بابستامة خجولة : بترقصي أحلى منها...ممكن توريه...
قرصت أذن وليد بخفة وقالت بضحك : عيب تبص على حد
همس بخفوت : مانا خبطت وأنتي مش حسيتي...
همست هي الأخرى: أذ كان كده أنت مش غلطان ...أنا لما برقص بنسى الدنيا واللي فيها....بطلع كل خنقتي وضيقي...
وليد بلهجة طفولية : خليه يشوف أن رقصك أحلى ...
هزت رأسها بصمت ثم قالت بمرح : رقصي أحلى بكتير من رقص سنووايت...
بقدمين حافيتين لمست الأرض بخفة... رقصت وبعد لحظات أندمجت بروحها وكامل حواسها...
عند ذلك الوقت توقفت سيارته أمام بوابة الفيلا...لفت أنتباهه صوتهم المرح...تصلب في مكانه عندما رأها من على بعد ...أقترب منها كالمغيب حتى أصبح على عدة خطوات منها...كانت حركاتها الراقصة رائعة...خفيفة...مبدعة...مثيرة....كان الفرح يشع من عينيها...كانت تدور بسرعة هائلة فتحولت الى فراشة مرحة مثيرة...شخصيتها نابضة بالحب...أنتفض في مكانه فلأول مره يرى السعادة في عينيها...
لم تنتبه لوجوده...فكانت في عالمها الخاص...
شعر بقلبه يصحو من سباته...ينتفض بعنف...رأها زنبقة تتمايل بقدها...ترقص حافية القدمين...كالمنوم مغناطيسيا وبدون أرادة منه خطى باتجاهها...يريد ألارتواء من ريحقها...
تملكها أحساس غيرمريح ...شيء أخبرها بوجود عيون أخرى متلصصة...نظرات غير مرغوبة...توقفت عن الرقص...تسمرت مكانها عندما رأته أمامها مباشرة...
شاهدها بأكثر من شكل والأن هي ريشة تلهو بها الامواج الهادرة...حاول الوصول اليها ...لكن الأمواج الغاضبة المنبعثة من داخل عينيها منعته...
قالت بانفعال: أيه اللي جابك دلوقتي..
رد عليه بهدوء ظاهري لا يعكس مابداخله من أشواق متقدة: كنت جي أشوف الولاد أقبل ماسافر...
وليد بفضول : هتركب طيارة
_ أيوه هركب طيارة
_ طيارة بتطير في الهوا
_أيوه ياوليد طيارة حقيقية
وليد مكررا كلامه : حقيقية حقيقية
أبتسم أكنان بهدوء: أيوه ياوليد...
وليد وأياد في وقت واحد : خدنا معاك ...نفسنا نركب طيارة...
رد عليهم بلهجة ثابتة : المرة الجاية....
وليد برجاء : خليها المرة دي...
رد عليهم بلهجة حازمة: قولت المرة الجاية يبقا المرة الجاية ...ثم أحتضنهم وقال برقة : هتوحشوني أوني
الصغيرين في نفس واحد : وأنت كمان...
نظرة زهرة الى أطفالها وقالت بابتسامة : يلا عشان نستحمى ونغير هدومنا اللي أوتسخت...ثم أنحنت وحملت صغار ماشا...تحركت وتحرك كلا الصغيرين معاها...
نادى أكنان قائلا : خلي بالك من نفسك ومن الولاد
أولتها ظهرها ولم تكلف نفسها عناء الرد عليه...أرتسمت على وجهها ملامح عابسة ثم زمت شفتيها بضيق داعية أن تتحمل رؤيتها دون أن ينقبض قلبها...
أختفت أبتسامته الهادئة ..وهي تمشي مبتعدة عنه...أنهار تماسكه...محدثا نفسه بحزن الى متى؟ الى متى سيتسطيع التحمل...
تعلق بصر ناصر على حجرة الاشعة...منتظر خروج الطبيب بالأشعة الجديدة....أنفتح الباب وخرج الطبيب...لم ينتظر قدوم الطبيب اليه فتحرك مسرعا باتجاهه...
هتف ناصر بانفعال : طمني يادكتور...
قال الطبيب بلهجة مطمئنة: خير أن شاء الله...
سأل ناصر بأصرار:أنت بتقول خير ...هيفوق أمتى ...قولي هو هيفوق أمتى...
قال الطبيب بهدوء: الأمل كبير أن شاء الله...
ناصر بلهجة مترجية : طمني يادكتور...مادام الامل كبير ليه هو لحد النهاردة في الغيبوبة ...هو في حاجة وأنت مخبياه عني...
هز الطبيب رأسه نافيا: مفيش حاجة...والاشعة اللي في أيدي بتقول أنه بيتحسن والورم حجمه قل عن الأول...الموضوع محتاج وقت وأصبر لحد مايفوق
ناصر بلهجة منفعلة : هيفوق أمتى؟ ...أعرف أبني هيفوق أمتى؟
حاول الطبيب التهدئة من روعه فقال : أبنك مش أول حالة تقابلنا ...في أكتر من حالة كانت نفس نظام أبنك ومع العلاج فاقت من غيبوبتها...
كرر ناصر سؤاله : أمتى هيفوق...
رد الطبيب : معرفش أمتى؟
صمت للحظات ثم قال : خلاص اعمله العملية
الطبيب بلهجة عملية : العملية خطر عليه...أحنا منتظرين نشوف هيفوق ولا لأ من غيبوبته...والعملية هتكون أخر حل قصادنا لو أستمر في غيبوبته كتير...أنت قصادك حلين ياالصبر يالمخاطرة ....والكلمة الأخيرة راجعة ليك...
تقلصت ملامح وجهه بالألم ثم قال: أنا قصاد حلين أصعب من بعض...
قال الطبيب بهدوء: هقول كلامي تاني...خلي العملية أخر حاجة...وهقولك حاجة كمان...الكلام اللي هقوله ليك...الدراسات اللي فيه مش مؤكده...
سأل ناصر بحيرة : كلام أيه
_ العامل النفسي ممكن يكون ليه دور أنه يفوق من غيبوبته بجانب العلاج...أقعد معاه كلمه في أي حاجة...الأشخاص المقربين ليه يقعدو ويتكلمو معاه...الشخص اللي في غيبوبة بالرغم أنه مش بيحس ولابيشعر بأي مؤثر خارجه...بس في بعض الحالات ممكن الأشخاص دول الكلام ده يوصل لعقلهم...ويكون سبب في شفائهم ...حاول تتواصل معاه...أتكلم...ممكن يفوق...ودي نصيحة مني ليك ...ثم تركه الطبيب مغادرا...
دخل ناصر الى غرفة أبنه وأخذ ينظر له بحزن...فقد بهتت ملامح وجهه وهزل جسده...أرتسم على وجهه حزن هائل...فهو يرى أبنه يفقده أمام عينيه....لمعت الدموع بداخلهم وهو يتذكر ماحدث في منزله...
جذب الكرسي وأقترب به من الفراش وربت برفق على كف أبنه...قائلا بحزن : فوق ياقلب أبوك...فوووق ومتسبنيش لوحدي...لو سابتني والله ماأقدر أعيش يوم من غيرك...فوق عشان خاطر مراتك وحبيبتك اللي بتعشقها...هي كمان محتاجة وجودك معاها...مراتك كانت حامل وسقطتت...أن شاء الله لما تفوق وهي تخف من اللي فيه هيرزقكم بأطفال كتير...مش عارف هقدر أسيبك وأروحلها أزاي...بس لازم أروحلها عشان أقف معاها وأفك السحر اللي معمول ليه...عشان ترجعلك بيسان بتاعت زمان بيسان اللي بتحبك...
تسمر أكنان في مكانه...عندما سمع ماقاله ناصر...التفت خلفه عندما أصوات تقترب منه....
أكنان بصدمة : الكلام اللي سمعته ده حقيقي...طب أزاي والكلام ده بجد وحقيقي...وبيسان اللي فيه بسبب سحر معمول ليها...هز رأسه رافضا ماسمع...مستحيل...
تطلع اليه ناصر بنظرة متألمة : تعالى نتكلم برا أحسن...
في خارج الغرفة
أحتد فيه أكنان قائلا: سحر...هو الكلام ده بجد...
تردد قليلا ثم أجابه: أيوه في للأسف...اللي مرت بيه بيسان ملهوش أجابة غير كده...بيسان أتغيرت تماما وبعد ماكانت بتحبه...بقت تكره تشوف وشه وتسمع صوته...سابته لوحده مريض وهو في أشد أحتياج ليها...فضلت أسأل نفسي السؤال ده كتير...ليه نظرات الخوف والكره اللي كانت بتبصه ليه؟ ليه كتير أتكررت في دماغي ...لحد ماعرفت السبب النهاردة...بسبب السحر اللي أتعمل ليها...
أصابه الذهول من كلامه...صمت للحظات مفكرا...فهو سأل نفسه نفس السؤال...عن سبب تحول بيسان...فكر في كثير من الأجابات ولكن لم يخطر على باله هذا أبدا...أيعقل أن يكون هذا السبب في تغير ومرض أخته...
صرخ فيه قائلا : مين اللي عمل فيها كده...
غمغم بألم: دلوقتي متفرقش مين اللي عمل فيها كده...المهم أنها تخف ده الأهم بالنسبة لينا...
رفض أكنان قائلا بأصرار: قولي مين اللي عمل فيها كده...
عرف ناصر جيدا أنه لن يترك سؤاله دون أجابه ...تنهد بحزن : أمه وسعدة الشغالة عندنا هما اللي عمله ليه سحر عشان تفرق بينها وبين جوزها...
أنتفض أكنان من هول ماسمع...صرخ في وجهه مستنكرا: أمه...ليه؟ ليه؟
لمعت عينيه بالدموع وهمس بصوت مسموع : غيرة ...الغيرة عمت قلبها...وخلتها تمشي في طريق الكفر...
ضرب أكنان كفيه ببعض...هتف بغضب : ياااه تدمر حياة أتنين عشان الغيرة...وأشار بأيديه بتهديد...أنا مش هسكت على اللي حصل وحق أختي وهخده منكم كلكم...أختي كانت أمانة عندكم وأنتو معرفتوش تحافظو على الأمانة...
تطلع اليه ناصر بنظرة حزينة : حقك تعمل اللي أنت عايزه...بس خلينا دلوقتي في بيسان...أنا هسافر معاك...أشوف ليها شيخ معروف في فك الأسحار...
نظر اليه بغضب : مش عايزك تيجي معايا...كفاية اللي حصل بسببكم ...أنا هتصرف وهشوفلها أحسن واحد....ثم تركه بخطى غاضبة...
بينما يتحدث في الهاتف...جلست بجواره تتأمله ...أنهى كريم الأتصال ولكنها كانت شاردة وهي تتأمله...
قال لها بابتسامة: الجميل سرحان في أيه...
نظرت له بحب: سرحانة فيك ...مش مصدقة السعادة اللي أنا فيها...
ربت على كتفها وقال بلهجة مداعبة: طبعا لازم تسرحي فيه...هو أنا في زيي...ضحكت بخفة على كلامه...هعملك أي حاجة ياضحى عشان أخليكي سعيدة ديما...
قبلته برقة على خده : بحبك...
همس بابتسامة : مش أكتر مني...حضنها برقة ...الرقة تحولت بينهم الى عاطفة مشتعلة...جرفتهم الى عالم مميز خاص بهم...
رن هاتفه...فتمتم بعبوس : هو التليفون ده مش هيبطل رن...بمجرد فتحه الهاتف...سمع صوت أكنان المنفعل...
كريم بلهجة قلقة : في أيه ياأكنان...
بدأ أكنان في سرد ماحدث...
كريم بعدم تصديق: معقولة
أكنان بلهجة غاضبة : وأنا كمان مش مصدق اللي حصل...ملقتش غيرك أكلمه...أول ماأنزل من الطيارة...هشوف شيخ معروف في المواضيع دي...وهتطلع بيه على المستشفى علطول...ثم أغلق الهاتف
هتف كريم لكي لا يغلق المكالمة...ارتسم الذهول على وجهه..
سألته ضحى في لهفة : مالك ياكريم
برقت عيناه وقال: كلام أكنان مش قادر أصدقه
أستحثته قائلة : كلام أيه
_ أن السبب مرض بيسان وكرهها لزاهر ان حماتها عملت ليها سحر عشان تفرقهم ...بيسان كانت بتحب زاهر أوي ومرة واحدة أتغيرت...
_ أنت قولت أنها بتحبه
_ دي كانت بتعشقه وكله على يدي...دي عملت كل حاجة عشان يعترف ليها بحبه...وفي أقل من اسبوعين جواز... الحب ده أتحول لكره ملهوش مبرر...وسابته وهو في غيبوبة...
تطلعت اليه للحظات ثم قالت: بتحصل ياكريم والموضوع ده أنتشر أوي الفترة دي...في ناس بتلجأ للدجالين عشان مصالحهم...في شيخ بابا يعرفها...قولي موافق أخد نمرته منه يروح يشوفها
هز رأسه مفكرا: مش عارف...لحد دلوقتي مش قادر أقتنع بالكلام اللي بيقوله..
قالت ضحى بهدوء: جرب مش هتخسر حاجة...الشيخ كل علاجه بالقراءن يعني مفيش ضرر ...الشيخ ده كويس أوي ومعروف أنه شاطر في الرقية الشرعية وبيعرف يفك السحر...على فكرة السحر موجود بس أحنا اللي عاملين نفسنا مش شايفين ومش عايزين نقتنع بوجوده...والسحرة السحرة اللي بجد دول مش كتير ...بس وجودهم واقع وبيمارسو السحر...
قال كريم : هاتي من والدك عنوانه بسرعة وأنا هتصل باأكنان وأقوله أني هجيب واحد معايا يشوفها...
أنصرف كريم منطلقا الى العنوان الذي أخذه من ضحى...
في غرفتها وبجوار فراشها...
أخذ يتلو الشيخ أيات من صورة مريم ثم صورة الرحمن...أخذ جسدها ينتفض بعنف وهي نائمة...تحت نظرات الجميع...لا يستطيعون تصديق أعينيهم...أستمر الشيخ في تلاوته وجسدها لا يتوقف عن الأرتعاش...
همس كريم بصدمة: لأخر لحظة مكنتش مصدق
هزت جيلان رأسها مرعوبة ...فعندما قال أكنان لها سبب مرض بيسان...قالت عليه مجنون...
عندما أنتهى الشيخ قال بهدوء للجميع : هي معمول ليه أكتر من عمل ومن ضمنهم عمل شربته أو أكلته....أنا دلوقتي رقيتها وحصنتها...ولما تخف وتخرج من المستشفى محتاجة جلسة كمان عشان العمل اللي شربته ....دلوقتي مينفعش لما تخف....وقام الشيخ بأعطائهم عدة تعليمات ثم أنصرف مغادرا...
وبعد أن أطمئنو عليها...تركوها نائمة في سبات عميق...فهي لم تكن واعية لما يحدث لها...
في غيبويته...وجد نفسه في مكان غريب...سأل نفسه... أين أنا ....صمت مطبق يحيط به...فراغ تام...الا من نور خافت أخر الممر...وجد نفسه مدفوع بالتحرك تجاه هذا الضوء...سمع صوتها مناديا : زاااااهر ...هرول مسرعا تجاه الصوت...وفجأة أختفى الصوت ووجد نفسه موجود في لا مكان....
في غرفتها...أنتفضت جيلان في مقعدها...عندما سمعت صوت بيسان مناديا بأسمه : زاااااهر...أقتربت منها مسرعة فوجدتها مازالت نائمة....
_____
قادته قدماه الى الفيلا...وجد نفسه متوقفا بالسيارة أمام الفيلا...دلف الى الداخل...أستغرب من رؤية الباب مفتوح على مصراعيه...أنقبض قلبه...وأحساسه بوجود شيء غير مريح في الأجواء...سمع تمتمات خافتة صادرة من المطبخ...أتسعت عينيه بذهول...وهو يرى الخادمة...مقيدة ومكممة الفاه...نزع الكمامة بسرعة وبمجرد نزعها هتفت صارخة بأعلى صوتها...
يتبع..
رواية زهرة ولكن دميمة البارت الثلاثون بقلم سلمى محمد
قادته قدماه الى الفيلا...وجد نفسه متوقفا بالسيارة أمام البوابة...دلف الى الداخل...أستغرب من رؤية الباب مفتوح على مصراعيه...أنقبض قلبه...وأحساسه بوجود شيء غير مريح في الأجواء...سمع تمتمات خافتة صادرة من المطبخ...أتسعت عينيه بذهول...وهو يرى الخادمة...مقيدة ومكممة الفاه...نزع الكمامة بسرعة وبمجرد نزعها هتفت صارخة بأعلى صوتها: المدام والولاد أتخطفو
أرتسم الذعر على وجه أكنان...ثم أمسك يد الخادمة...وقال بانفعال: مين
هزت الخادمة رأسها في صمت... تمتمت بفزع :معرفش
خرج أكنان من الغرفة كالمجنون...وحدث نفسه كيف حدث هذا...خرج الى الحديقة... وجد كلاب الحراسة ملقاة على الأرض...أتجه مسرعا الى غرفة الحرس...رأى الحارسين مقيدين ومكممين هما أيضا...نزع الكمامة والقيد عن أحد الحراس...
نفخ أكنان في وجه بقوة وسأله بصياح : أزاي ده يحصل وأنتو موجودين...
حليم بلع ريقه بصعوبة وقال بخوف:أتاخدنا على خوانه...
مسح أكنان وجه بعنف: أحكيلي اللي حصل...
بدأ حليم في الأرتجاف: كنا قاعدين عادى...فجأة سمعنا أصوات برا ....خرجت من الأوضة ...شوفت الكلبين مرمين على الارض ولسه هتحرك لقيت اللي بيضربني على راسي من ورا....ملحقتش أشوف مين اللي عمل كده...ولما فوقت لقيت نفسي أنا ورامي متكتفين...
وبدون مقدمات رفع كف يده وأنزله بقوة على وجهه وقال بصوت هادر:أغبية وجودكم زي قلته ...معرفتوش تقومو بشغلكم....
أنف حليم نزف من شدة الضربة وبلهجة مرتجفة: أنا بقالي سينين شغال عند حضرتك ولا مرة غلطت
رفع أكنان كف يده وضربه أقوى من الأول على خده : غبي...غلطة غلطت عمرك...اللي أتخطفو مراتي وولادي...أنا حطيت ثقتي فيك وأنت مكنتش أد الثقة ...هتف في وجهه بغضب...تستاهل اللي هعمله فيك لو أي حد فيهم أتخدش بس....قام بأخراج هاتفه وأتصل ببعض رجاله....وفي أقل من نصف ساعة كانت الغرفة مكتظة بالحراس...
أشار أكنان بيده لرجلي الحراسة...فأسرعا بأمساك حليم ورامي الذي مازال مكمم ومقيد...
بدأ حليم في الأنتفاض في وقفته والدم غطى أنفه وفمه...حاول تقيبل يده وقال بتوسل: سامحني ياأكنان بيه...
الخوف كاد يقتله فهو يعرف مدى قسوته وشراسته مع أعدائه...
قال أكنان بقسوة : حطوهم في أي مكان تبعي...جذبا الحراس حليم ورامي خارج الغرفة...صاح حليم طالبا العفو والمغفرة : أديني فرصة وأنا هصلح غلطتي...
أوله أكنان ظهر وقال لأحد الرجال:عايز تسجيلات الكاميرات دلوقتي...
بعد تفريغ الكاميرات... لم يستدل على شيء... فالخاطفين كانو ملثمين... ضرب بعنف على الحائط... محدثا نفسه: مين اللي ممكن يعمل كده... ثم صاح في الرجل الواقف أمامه... اتصرف... اتصرفو كلكو
________
فتحت زهرة عينيها ببطء...وبسرعة جلست في مكانها مفزوعة....وجدت نفسها وحيدة في غرفة مغلقة... تذكرت ماحدث...نظرت حولها فلم تجد أطفالها...وبسرعة جرت نحو الباب وأخذت تخبط عليه وتصيح بكل ماأوتيت من قوة: فين ولادي...أنا عايزه ولادي...أخذت تصيح وتدفع الباب لفترة غير معلومة من الوقت...حتى تعبت وجلست على الأرض تبكي بشدة...تأملت المكان حولها بعيون باكية...وتتفحص عينيها كل ما تقع عليه للبحث عن مخرج من هذه الغرفة...أقتربت من النافذة...وجدت أكثر من كلب للحراسة ...ورجل جالس بجواره سيدة كلاهما معطين ظهرهم لها فلم ترى ملامحهم ولكن سمعت أصواتهم الضاحكة...هتفت صارخة : فين ولادي...هاتولي ولادي...لم تكف عن النداء والصراخ...
أشار شهاب الى أحد الحراس قائلا بحدة: غطي الشباك ده بأي زفت...ودخلو العفاريت ولادها عندها...صوتهم وصراخهم جابلي صداع...
دينا بنبرة أنثوية مثيرة : ناوي تتصل بيه أمتى؟
رد عليها بابتسامة ماكرة:حالا هبعتله فيديو ليهم.... وهطلب منه الفدية مقابل حياتهم...ضحك بتشفي...أخيرا لقيت نقطة ضعف ليه وهعرف أنتقم منه على الملايين اللي خلاني أخسرها بعد مافاز بالصفقة...ده أنا قربت أعلن أفلاسي...فكرتك ياحبي جيت في الوقت المناسب...ومن فلوس الفدية اللي هاخدها منه مش هتخليني أعلن أفلاسي وأرجع زي الأول
قالت بابتسامة باردة: طب هي والولاد هتعمل فيهم أيه...هترجعهم ليه ولا أيه...
نفث الدخان من فمه...ونظر اليه وهو يتصاعد في الهواء ويتبدد من حوله ثم قال: مين دول اللي هرجعهم...أنا هاخد الفلوس من هنا وهخلص عليهم ولا من شاف ولا من دري...
سألت باضطراب : هتموتهم يعني...
نظر لها باستغراب:هو ده سؤال يادينا...طبعا هخلص عليهم...دول دليل أدانتنا أحنا الأتنين...مش هيعرف مين اللي خاطفهم أبدا...
ردت بلهجة متوترة:إدانة مين؟...أنا اقترحت عليك ازاي ترجع فلوسك لما ظهر ليه زوجة وولاد من العدم...
قال بسخرية:أنتي خايفة ولا ايه...
_لا مش خايفة وهخاف ليه؟
_هتيجي معايا واحنا بنسجل ليها
_ أه طبعا هجي معاك
وجد زاهر نفسه في نفس المكان من لا فراغ...سمع صوتها مناديا أياه باستغاثة...زاااهر زاااااهر....أخذ يركض وأنفاسه تتسارع...شعر بعظامه تؤلمه بشدة...مجرد صوت ونداء...أخذ يلتفت حوله وقال بصراخ ...بيساااان....تسلل الى سمعه صوت طنين هادر...وظهرت أمام عينيه العديد من الصور أخذت تدور حوله محدثة أزيز مزعج...حاول الهرب...صرخ بألم...لكن صوت صراخه ضاع في الفراغ ...ثم أطلق صرخته الأخيرة وكانت هذه من المرة من حلقه...
أنتفض ناصر في مكانه على صوت أبنه...أقترب منه مسرعا ...وقال غير مصدق نفسه: زاهر...الحمد ليك يارب
فتح عينيه ببطء...رأى والدها أمامه...
سأل بصوت واهن: أنا فين ؟
انتفض قلبه من السعادة وهو يرى استيقاظ إبنه... إجابه بابتسامة: إنت في المستشفى....... تذكر خلال لحظات ماحدث قبل أن يهوي من على الدرج... تقلصت ملامح وجه من الألم وارتعش جانب أنفه...
قال بلهجة قلقة :أنا هروح أنادي على الدكتور يشوفك...
سأل بخفوت : أنا كويس...سكت لثواني ثم قال...بيسان فين؟
تملل ناصر في وقفته ورد عليه بلهجة مرتبكة: بيسان...بيسان هي البيت وكويسة..
بدأ الخدر يزول من أطرافه تماما وأصبح واعيا لما يدور حوله...
لاحظ توتر والده ... ومضت داخل عقله مشاهد من بعض أحلامه...واستغاثة بيسان له...سأل بأصرار: في أيه...بيسان كويسة
قال بلهجة متوترة: أيوه كويسة
قاطعه قائلا: قولي أيه اللي مخبيه عني
رد عليه بلهجة مرواغة : أنا هروح أنادي الدكتور يطمن عليك الاول...
_ قولتلك أنا كويس...ريحيني وقولي في أيه..
_ مش وقته الكلام ....لما الدكتور يطمني على حالتك...نبقا نتكلم...أنا هروح أنادي على الدكتور...ثم أوله ظهره وأتجه ناحية الباب...لم يلتفت لنداء أبنه ثم خرج وأغلق الباب خلفه...
شعر زاهر بحدوث مكروه ما...قلبه يخبره بذلك...
حاول النهوض...رفع رأسه بعناد فعجز...أنهار على الوسادة...لمعت عينيه بالدموع لأحساسه بالضعف...
أشرق وجهها عندما رأته....وعندما أقترب منها...شعرت أنه شاحب...
فقالت بقلق: مالك؟
رد عليها بابتسامة باهتة: مفيش حاجة....
_ بيسان كويسة
_ أه بقيت أحسن من الأول وقربت تخرج من المستشفى
_ أومال مالك حسه أن في حاجة مضيقاك
هز رأسه نافيه ثم قال : مفيش حاجة ياضحى...أيه رأيك نخرج دلوقتي...
نظرت له برقة: دلوقتي...دلوقتي
أجابها بابتسامة محببة : أيه دلوقتي...تحبي تروحي فين...أنتي كل اللي عليكي تختاري المكان بس ...
تصنعت التفكير ثم قالت بابتسامة: نفس المكان اللي روحنها وأحنا مخطوبين...
_ غيري هدومك ويلا بينا...فهو أراد الخروج معاها الى أي مكان لكي ينسى المشاكل التى لم تتوقف بمجرد زواجه...
وبعد فترة قصيرة كان كلاهما في السيارة...أدار السيارة وأنطلق بها باتجاه البحر...وطوال الطريق كان يمسك يدها ويقبلها برقة...وهي كانت تنظر له بعشق...فمنذ عدة أشهر كان بالنسبة لها مجرد حلم بعيد المنال..أعجاب ليس من حقها ....غير مسموح لها بالبوح به...ودون أن تدري الأعجاب تحول الى حب...والأن أًصبح حبيبها زوجها...أرتسمت على وجهها سعادة بالغة ولمعت عينيها بلون الحب...
سأل برقة : ممكن أعرف سبب أبتسامتك...
قالت بحياء: أنت ...أنت وبس...
ملئت الابتسامة وجهه: وديما هكون السبب في ضحتك...
نظرت اليه ونظرت طويلا في عينيه وقالت: بحبك...
أشرق وجهه عن أبتسامة واسعة وقال بسعادة: كل مرة تقوليلها ليا كأن أول مرة أسمعها...
وهما على الشاطىء...قال بابتسامة: مكنتش متخيل أنك بتحبي البحر لدرجادي...
أجابته بابتسامة حالمة: البحر عشق...بحبه أوي
_ مين أكتر
_ أنت طبعا
ضمه اليه بحب وقال لها الكثير من الكلمات والهمسات العاشقة...
______
باب الغرفة فتح على مهل...قفز قلبها في مكانه وضمت طفليها بقوة وشددت من الضغط عليهم...أنتفضت كسمكة خرجت لتوها من الماء...
أندفعت زهرة بالحديث وقد سبقتها دموعها: أنتو عايزين مننا أيه
أخذ نفس من سيجارته وقال بلامبلاة : أنا مش عايز منك حاجة...أنا عايز من جوزك...فأنت كده زي الشاطرة...هتتكلمي قصاد الكاميرا دي...ثم أشار للحارس الممسك بالكاميرا بالأقتراب...وهتقولي الكلام اللي هقوله ليكي من غير زيادة ولا نقصان...
بمجرد مارأتها شعرت بغيرة تكاد تمزقها...تقدمت نحوها وقالت لها بحدة: أنت بقا مراته ....ثم رفعت يديها ولطمتها بعنف على وجهها...طفرت الدموع من عينيها من شدة الضربه ...نظرت لها زهرة بذهول من كمية الكره المنبعث تجاهها فهي أول مرة تراها...نهض الصغيرين في محاولة للدفاع عنها..لكنها شددت من أحتضانهم أكثر تمنعهم من النهوض حتى لا ينالهم الأذى...همست بهدوء:نفذو كلامي ...اللي قولته ليكم...مفيش حد يتحرك من جنبي...هااا لو بتحبوني أسمعو كلامي...أنا كويسة
سكت الصغيرين تحت نظراتها وصوتها الهادىء...
شهاب بخشونة: جاهزة لتسجيل ولا هتتعبينا معاكي...
هزت رأسها وقال بهدوء مفتعل: اللي أتقولو عليه هنفذه ....بس أبعدو عن ولادي...
قال شهاب : بس قبل التسجيل هتكلمي جوزك...هتقوليلو الكلمتين دول ثم أعطاها ورقة....ومتحاوليش تقولي أي حاجة تانية ...رقبت ولادك تحت أيدي....مفهوم كلامي
هزت رأسها بخوف : مفهوم...
أعطى شهاب الهاتف الى زهرة عندما أنفتح الخط...
أندفعت زهرة بالحديث وهي تبكي : أنا زهرة
أنتفض أكنان في مكانه وقال بسرعة: أنتي فين ؟
زهرة ببكاء : أنا مخطوفة ياأكنان ...معرفش أنا فين ....أشار لها شهاب مهددا لكي تلتزم بالكلام...
أكنان بانفعال : مين اللي خطفك...
صرخت بخوف:معرفش ...معرفش...أنا مخطوفة والعصابة طالبين فدية ...أسمع كلامهم في كل اللي يطلبوه...كانت الدموع تنساب على وجنتيها وهي تتكلم
قال بلهجة رقيقة عكس مابداخله من بركان ثائر: أهدي يازهرة...أنا هعملهم كل اللي هما عايزينه...لو أضطريت أبيع فيها كل اللي أملكه...المهم أنتم عندي...أنتم أهم حاجة في حياتي...عشان خاطركم أنتم وبس مستعد أضحي حتى بعمري...وميجراش ليكم حاجة...أطمني وأوعي تخافي وخليكي زهرة القوية اللي أعرفه...هاتي أي أكلمه من العصابة...
تمتمت بخفوت : عايز يكلم حد فيكم...
أشار شهاب لأحد الرجال بأخذ الهاتف
بمجرد سماعه صوت الخاطف...هتف فيه بغضب : محدش يقرب منهم وكل اللي أنتم عايزينه هنفذه...بس أطمن عليهم الاول...
_ أحنا هبعتلك فيديو ليهم ...وهما بنفسهم هيقولو أنهم كويسين...هتسمع كلامنا...هتستلم مراتك وولادك حتى واحدة...هتلعب علينا ومش هتدينا فلوس الفدية...هتستلم كل يوم حته منهم...
هتف أكنان باضطراب : هسمع بشرط محدش يقرب منهم ...
قال بلهجة غليظة: تسليم الفدية بكرا...
رد عليه أكنان بلهجة متوترة : المبلغ اللي طالبينه صعب أوفره بكرا ....خلي ميعاد الاستسلام كمان تلات تيام ...أكون قدرت أوفر المبلغ...
أشار شهاب الى رجله بالموافقة ....
_ خلاص أتفقنا ...الاستسلام هيكون كمان تلات تيام...وكلها دقايق ونبعتلك فيديو ليهم ...عشان تعرف أننا بنعاملهم معاملة الملوك....ثم أغلق الهاتف....
أكنان بصياح : حالا أعرف المكالمة دي جايه منين...
بعد مضي فترة من الوقت ...أكنان كان في قمة توتره...بمجرد دخول همام...هتف بانفعال: عرفت المكالمة جايه منين...
رد همام بنفي: لأ معرفناش ...المكالمة مموهة عن طريق الأقمار الصناعية
أكنان بغضب هائل : أزاي معرفتوش المكان
أجاب همام بارتباك: مستحيل نعرف طريقها...للأسف ياأكنان بيه...
رن هاتف أكنان...معلنا وصول رساله له...فتح الرسالة وجلس ...
بسرعة التفت أكنان بمقعده بحدة....ونظر لتسجيل بتركيز...وقد علت ملامح التفكير العميق على وجهه...وهو يعيد التسجيل مرارا وتكرارا...تاره ينظر الى الفراغ وتاره الى الفيديو...وعندما أنتهى الفيديو...وقف منتفضا في مكانه وأخذ يضرب بكلتا يديه بعنف على سطح المكتب...وأخذ يصيح بغضب هادر...
يتبع..
رواية زهرة ولكن دميمة البارت الحادي والثلاثون بقلم سلمى محمد
بعد مضي فترة من الوقت ...أكنان كان في قمة توتره...بمجرد دخول همام...هتف بانفعال: عرفت المكالمة جايه منين...
رد همام بنفي: لأ معرفناش ...المكالمة مموهة عن طريق الأقمار الصناعية
أكنان بغضب هائل : أزاي معرفتوش المكان
أجاب همام بارتباك: مستحيل نعرف طريقها...للأسف ياأكنان بيه...
رن هاتف أكنان...معلنا وصول رساله له...فتح الرسالة وجلس ...
بسرعة التفت أكنان بمقعده بحدة....ونظر لتسجيل بتركيز...وقد علت ملامح الفتكير العميق على وجهه...وهو يعيد التسجيل مرارا وتكرارا...تاره ينظر الى الفراغ وتاره الى الفيديو...وعندما أنتهى الفيديو...وقف منتفضا في مكانه وأخذ يضرب بكلتا يديه بعنف على سطح المكتب...وأخذ يصيح بغضب هادر:عايز دينا عندي بأي طريقة
.أرتعب الكل وقال أحدهم : حاضر ياأكنان بيه..
بمجرد خروجهم قام بالأتصال بكريم ...
أستيقظ كريم من نومه على رنين الهاتف...نظر الى الشاشة...فوجد المتصل أكنان...حدث نفسه...خير ماهي المصايب مش بتوقف...
قال كريم باستفسار: خير ياأكنان
رد عليه بلهجة منفعلة : مفيش خير خالص ياكريم...الواطي شهاب خطف مراتي والولاد
تلاش النوم من عينيه...ونهض على الفراش جالسا...أستيقظت ضحى هي الأخرى...نظرت له بقلق ثم سألته مستفهمة: في أيه ياكريم
أشار لها بيديه ثم أكمل كلامه: أزاي حصل وأمتى؟
_ بعدين ياكريم ...عايزك تجيلي الفيلا دلوقتي وتتصل بكل معارفك في الداخلية...عشان لما نروح المكان اللي خاطفهم فيه ....نكون متجهزين من كله...
_ مسافة السكة وهكون عندك...
سألت ضحى بقلق: ماتقولي حصل أيه؟ طمني ياكريم
كريم بملامح عابسة : مرات أكنان وولاده أتخطفو...والخاطف منافس لأكنان...
شعرت ضحى بقدميها لا تستطيع حملها فجلست على الفراش...وقالت بانيهار: زهرة وولادها أتخطفو...أااه يازهرة مش مكتوبلك تفرحي في حياتك
لم يستوعب كلامها...فقال مستفسرا: زهرة اللي هي مين بالظبط
تنهدت بألم وقالت بشرود: زهرة مرات أكنان
جلس بالقرب منها وسأل : ثواني كده ياضحى أنا مش فاهم ولا كلمة من اللي بتقوليه...خلي كلامك أوضح
قالت برجاء وهي تفرك أصابع يديها بشدة : أوعدني ياكريم أنكم ترجعو زهرة هي والولاد....أوعدني ...أنسابت دموعها وهي تتوسله
مرر أصابعه في شعرها وقال: أوعدك ياضحى...أوعدك انها ترجع هي والولاد ...قوليلي أيه الحكاية بالظبط
بلهجة خافتة متألمة: هقولك ياكريم ...وبدأت تحكي حكاية زهرة مع أكنان حتى وقتنا الحالى...
هتف بصدمة: ياااه كل ده حصل ليها...دي تعبت أوي في حياتها وأزاي أكنان يعمل فيها كده
ردت بلهجة كئيبة: خلاص من مش وقته الكلام ده...المهم دلوقتي أنك تساعده ومش يجرالها حاجة...زهرة أكتر من أخت ليا ووافقت معايا كتير...دموعها أنسالت بغزارة على وجنتيها
مسح بأصابع يديه دموعها وقال برقة : دموعك غاليه عاليه ياغالية...أوعدك زهرة والولاد يكونو في بيتهم النهاردة
أبتسمت من بين دموعها : بجد هترجع النهاردة
قبلها على وجنتيه: طبعا ...همشي وأسيبك دلوقتي
_ متنساش تطمنيني ياكريم
_ أول ترجع ...هتصل بيكي علطول
في الفيلا عند أكنان...كانت دينا مقيدة القدمين واليدين على الكرسي
وأمامها أكنان وكريم
أكنان بغضب هادر: هتقولي العنوان اللي مخبين فيه مراتي وولادي ولا أسيب رجالتي يقومو معاكي بالواجب
كانت تلهث من الخوف : أنا معرفش حاجة...أنا أصلا معرفش أنك متجوز
قال بضحكة شريرة : بلاش لف ودوران يادنيا...قولي المكان اللي خاطفينهم فيه بالذوق ...لحد اللحظة دي وبالي طويل معاكي ومستعلمتش العنف...
بدأت دينا في البكاء : معرفش معرفش
لاحت ابتسامة قاسية على وجهه ثم قال : تعرفي مكانهم فين ..وقام بوضع شاشة الهاتف وعمل زوم على نقطة معينة...وأشار بيديه...مش ده بردو الخاتم اللي كنت مديهولك هدية...بيعمل أيه في الاوضه اللي مخطفوه فيها مراتي وولادي
نظرت بعينيها الى أصبعها فوجدته فارغ...تذكرت عندما ضربتها بالقلم على وجهها...الرعب ملأها خوفا وكاد يقتلها...توسلت له: أناااا...أناااا مليش دعوة
صاح فيها كريم بصوت عالي أرعبها: قولي العنوان ...ثم أشار للحارس بأدخال الكلب...
الحارس أدخل الكلب كان أسود اللون ضخم الحجم ...أرتعبت دينا من رؤيته ووجها لمع بحبيبات العرق
قال أكنان مكملا : لو مقولتيش العنوان دلوقتي هسيب عليكي الكلب ينهش في لحمك اللي يستاهل يتقطع بسبب اللي عملتيه أنتي وشهاب
أوقف الحارس الكلب أمامها الذي نبح بصوت عالي ومخيف واللعاب أنساب من جانب فمه
بصوت مرتجف: هقول العنوان ..بس أبعدو الكلب ده من وشي
أشار أكنان للحارس...فقام بأبعاد الكلب وصاح فيها بقوة : قولي
_ حاضر هقوم ثم قامت بأعطائه العنوان وخريطة تفصيلة بالمكان وبعدد الحراس وبالمكان الموجودة فيه زهرة
وقبل خروجهم قال للحارس : خلي الكلب معاها في الأوضة وغمز لها
وبخطوات مسرعة خرج أكنان وكريم من الغرفة...أخرج كريم هاتفه مباشرة وقام بالأتصال باللواء مدير مديرية ألامن ...وعندما أغلق هاتفه
بأنفاس متوترة قال أكنان للرجال المتواجدين أمامه : مش عايز أي أخطاء...أحنا هنطلع ومعانا قوات من الداخلية
أخذ أكنان نفس عميق ليهدىء من خوفه وتوتر...شرد ذهنه في زهرة وأطفاله ومدى خوفهم في الوقت الراهن وهو ليس بيديه حيلة وشعور عارم بالغضب أخذ يتأكله من الداخل لأنه لم يستطع حمايتهم
قطع شروده صوت كريم: يلا يأكنان العربيات جاهزة
داخل غرفة زاهر في المستشفى...بمجرد أعلام صفية باستيقاظ أبنها ذهبت اليه مسرعة...
شعر زاهر بوجود شيء بينهم...فكل منهما يتجنب النظر الى الأخر لكنه لم يعلق...فكل تفكيره مع بيسان التي لم يراها حتى الأن...قلبه أخذ في الأنتفاض كلما يتذكر محادثتها مع كريم
صفية بلهفة وهي تمرر يديها برقة على رأسه: أن شاء الله هتبقا زي الفل...ثم أردفت بحزن...يارتني أنا اللي كنت مكانك
أمسك يديها وقال: بعد الشر عليكي ياأم زاهر هو أحنا ليكي بركة غيرك
ناصر أخذ ينفخ بغضب وهو واقف ...متمتما بضيق ندمانة ياصفية بس بعد أيه
مسحت صفية دمعة نزلت على خدها...لا تدري خوفا من معرفة زاهر بما فعلته أم شعور بالذنب...وقالت هي تحاول أخفاء دموعها:خارجة أجيب حاجة من برا ...ونهضت من مكانها
أستوقفها زاهر قائلا بقلق: بتعيطي ليه دلوقتي
ردت بابتسامة متألمة : مبسوطة أنك فوقت
مرت بالقرب من ناصر..همست له برجاء : متقوليش على اللي عملته...أنا ممكن أخسره
قال بحدة : خلاص أطمنتي عليه ...مش عايزه أشوفك هنا تاني
صفية باستعطاف: عشان خاطر العشرة اللي بينا ياناصر
_ أمشي ياصفية...على فكرة أخوها سمع كل حاجة ولو مقولتش ليه أنا هو هيقولها...ومتجيش هنا تاني ورحي لأهلك مش خلاص أطمنتي عليه
نكست رأسها بيأس ثم خرجت من الغرفة
أقترب ناصر من أبنه
رفع زاهر أحدى حاجبيه وسأل: هو في أيه بينكم بالظبط
_ مفيش حاجة يازاهر
_طب لما تيجي هسألها أيه اللي بينكم
_أمك روحت البيت
قال مستنكرا: روحت ؟ ...باين على الموضوع كبير
رد عليه بابتسامة شاحبة : هتعرف كل حاجة بعدين ...لما تخرج من المستشفى
أشار زاهر الى السرير: تعالى أقعد جنبي...وقولي في أيه بالظبط ...ليه كل ماأسالك على أي حاجة تتهرب مني...
جلس ناصر بجواره وقال : مش بتهرب بس مش وقته
قال بصوت يكسوه الحزن : طب وبيسان كل ماأسالك عليها تقولي بعدين
_ هقولك كل حاجة لما الدكتور يطمنا على صحتك
_ أنا شوفت بيسان
_شفتها أزاي يعني؟
قال بتردد: حلمت بيها وكان شكلها تعبان
رد بقلق: حلمت بيها أزاي
نظر له بشرود : كنت بتستنجد بيا مع أن أخر مرة سمعت منها كلام كسرني نصين سمعتها بتقول كلام صعب أوي...لمعت عينيه بالدموع عندما تذكر...ماتريح قلبي وتقولي هي فين ؟
بيسان سبتني صح ..بس أزاي وأنا بحلم بيها وهي بتستنجد بيا...أنا تعبت من كتر التفكير
نظر ناصر الى سقف الغرفة في تفويض: يارب
أمسك زاهر رأسه: أااه
أنتفض ناصر في مكانه : مالك أنادي ليك الدكتور
أردف بحزن: صداع من التفكير ثم أمسك يد والده لتقبيلها...قال متوسلا...قولي حصل أيه
قال بلهجة مستسلمة: بيسان بتحبك ولو سمعت منها حاجة واحشة يبقا غصب عنها
هتف بانفعال: أومال مشوفتهاش لحد دلوقتي ليه
حاول تهدئته : للأسف بيسان في المستشفى عشان كده مشفتوهاش لحد دلوقتي
أرتعش قلبه...أنتفض جسده...فحبيبته مريضة...سأل بقلق: حصلها أيه
نظر له بحزن فما حدث سيكون بالنسبة له صدمة قاسية في أمه وفي زوجته عندما يعلم ماحدث لها...أردف بحزن : الغيرة وحشة ممكن تخلي البنأدم يرتكب أي ذنب أي معصية
قال بعدم فهم : تقصد أيه بكلامك
بلع ريقه بصعوبة ونظر تجاهه بشفقة: أمك كانت غيرانة من بيسان وبسبب الغيرة عملت ليها سحر عشان تفرقكم من بعض وده كان سبب بعد بيسان عنك
لم يصدق أذنيه في بادىء الامر...سأل برفض: أمي عملت سحر لبيسان
هز ناصر رأسه في صمت ثم قال: أيوه
أرتجف جسده من شدة صدمته...هز رأسه برفض ثم صاح بألم : أاااه
سأل بقلق : زاهر
نظر له والدموع محتبسة بداخل عينيه: سيبني الله يخليك دلوقتي...عايز أقعد شوية مع نفسي
قام ناصر من مكانه على مضض بعد توسل زاهر له لكي ينصرف...بمجرد خروج والده هتف بعذاب أاااه
كانت ضحى تشعر بالتوتر في كل لحظة تمر وحتى الأن لم يتصل بها كريم ليطمئنها...سمعت رنين جرس الباب أنتفضت في جلستها فهي لا تتوقع مجيء أحد...نهضت من مكانها متوترة وذهبت لكي تفتح الباب...تفاجئت بأم زوجها أمامها
قالت ضحى مبتسمة: الدنيا نورت بوجودك ومدت ذراعيها لأحتضانها...لكنها تراجعت خطوة للخلف مبتعدة
شعرت ضحى بالاهانة وساد الصمت بينهم للحظات قاطعته قائلة بابتسامة باهتة : مش معقولة هنفضل وافقين على الباب
قادتها ضحى الى غرفة الأستقبال...لوت نيروز شفتيها بامتعاض وهي تتأمل الأُثاث والستائر والصور المعلقة ثم تأملت ضحى وقالت: أكيد ده ذوقك...مفيش تناسق خالص
أبتلعت أهاناتها للمرة الثانية وقالت بهدوء: تشربي أيه
جلست نيروز على الكرسي ووضعت ساقا فوق أخرى قبل الرد: مش بشرب من أي حد مش واثقة في نضافته
لم تظهر انزعاجها رغم أنها كانت تستعر غضبا من الداخل فقالت بابتسامة خالية من الود : اللي يريحك ياماما
زمت شفتيها بضيق : بلاش كلمة ماما مش بحبها
جزت على أسنانها وسألت : أومال أقول لحضرتك أيه
_ نيروز قولي نيروز وبس
_ياترى ممكن أعرف سبب الزيارة السعيدة
_ بصي بصراحة أولا أنا مش جايلك أنا جايه لكريم...فقولت أجي ليه هنا بنفسي
ضحى بهدوء مفتعل: للأسف يانيروز كريم مش هنا
نيروز بستفسار: أومال هو فين؟
هزت رأسها نافية : معرفش؟
قالت بحدة : أزاي متعرفيش؟ بلاش كدب
جزت على أسنانها بحدة : معرفش لما يجي هقوله حضرتك كنتي بتسألي عليه ...بعد أذنك دقايق هعمل حاجة وجاية...أعتبري البيت بيتك ثم أنصرفت وبمجرد خروجها أسندت ظهرها على الباب وتنفست بعمق...وحدثت نفسها : يانهار أبيض وأنا هعيش معاها أزاي...ربنا يعدي الأيام الجاية على خير...أنا هغسل وشي أنسى الدش البارد اللي أخدته جوا
وفي الداخل هبت نيروز من مكانها غاضبة..متمتة بانفعال : متعرفش عليا بردو الكلام ده...بنت ال___أما وراتك
أنفعلت بشدة لدرجة أحمر وجهها من شدة الغضب وفي خلال شعرت بنهجان...تنفست بصعوبة فأغمضت عينيها في محاولة لأستعادة هدوئها...لكنها فشلت شعرت بانقباض في حلقها والهواء ينفذ...حاولت التحرك ناحية الباب...
بمجرد دخول ضحى الغرفة...أنصدمت من رؤية حماتها على هذا الشكل...فقالت بخوف : مالك يانيروز
وضعت نيروز يديها على رقبتها تحاول التنفس وأشارت باتجاه الخارج وبصوت متقطع : مش عارفة أتنفس
حاوطت قوات الشرطة والعربات المصفحة ورجال أكنان المكان وفي خلال لحظات أقتحمت الشرطة القصر...وتوغل الرجال بالداخل كالطوفان مستغلين عنصر المفاجأة...وتم القاء القنابل المسيلة للدموع والتقط أحد الظباط ميكروفون قائلا بهدير: سلمو نفسكم المكان محاصر
كان شهاب في مكتبه عندما سمع أصوات أطلاق النيران وصوت يأمره بتسليم نفسه...فهب هاربا من مكتبه باتجاه غرفتها فهي وسيلة خروجه الوحيدة الأن من هذا المكان
...أما زهرة فزعت وأنتفضت في مكانها وشددت من أحتضان طفليها...توجهت الى الشرفة فوجدت من يسقط مصاب غارقا في دمه...وضعت يديها على فمها وسالت دموع الخوف على وجنتيها...ومازاد ذعرها صوت الطرق العنيف على باب...أنزوت زهرة هي وأطفالها في الزوية...وحاولت التكلم بهدوء عندما سمعت بكائهم : كل واحد يغمض عينيه ويفتكر حاجة بيحبها وأنا كمان هغمض عينيا...
سمعت فجأة صوت مدوي وأنفتح باب الغرفة على مصرعيه وماأن رأته حتى هبت واقفة في مكانها...أقترب منها أكنان مسرعا...
القت نفسها عليه وبكت...شدد من أحتضانه عليها وعلى أطفاله وفقال مهدئا: بقيتي في أمان أنتي والولاد...يلا بينا نخرج من هنا...وأخذ يحدثهم بلهجة هادئة
وهما في الخارج...حاول شهاب الهروب من قبضة الشرطي وبمجرد رؤيته لأكنان ومع زوجته وأولاده تملكه الجنون ...فهو خسر كل شيء وأكنان فاز في النهاية...وفي تلك اللحظة أستطاع فك يديه وفي سرعة جنونية أتنزع المسدس من جراب الشرطي وصرخ في وجهه قائلا : مش هسيبك تفوز عليا ...ثم أشهر المسدس وأطلق النار
وأختلطت أصوات الطلقات بأصوات صراخ وهمهمات متألمة
يتبع..
رواية زهرة ولكن دميمة البارت الثاني والثلاثون بقلم سلمى محمد
عذبتني حيرة مشاعري نحوه، بالرغم من قسوته كان يحنو عليا أنا فقط، طلب المغفرة وتوسلني، أعطاني ألامان وأسرة دافئة، لكني لست قديسة كي أسامحه تماما برغم كل مايفعل لي، مازال هذا الألم يأبى أن يزول
أنا لست قديسة
انا مجرد فتاة تعذبت، تألمت، عانت من قسوة الحياة
**********.
بمجرد دخول ضحى الغرفة...أنصدمت من رؤية حماتها على هذا الشكل...فقالت بخوف : مالك نيروز
وضعت نيروز يديها على رقبتها تحاول التنفس وأشارت باتجاه الخارج وبصوت متقطع : مش عارفة أتنفس...بخاخة النفس بتاعتي في شنطتي
نظرت ضحى حولها بهلع ثم ردت بتوتر: مش شايفة أي شنط قصادي
ردت عليها باختناق وبصوت مبحوح : شنطتي في العربية
خرجت ضحى من الغرفة مهرولة حتى توقفت أمام السيارة...فتحت الباب وهي تتنفس بقوة ...القت ببصرها في الداخل حتى وقعت عينيها على الشنطة ...فتحتها بأصابع ترتعش من شدة توترها لم تعثر مباشرة على الجهاز...فقامت بتفريغ محتويتها على الكرسي...رأته مع العديد من الأشياء...أمسكته مباشرة ثم جرت مسرعة الى الداخل
رأتها تتنفس بصعوبة مخرجه أنيين متألم...وضعت جهاز الاستنشاق على فمها وقامت بالضغط...أخذت تدعو لها بخفوت
فتحت عينيها وهي تتنفس بصوت مسموع...تأملتها نيروز لثواني وهي ترى نظرات الخوف في عينيها بالرغم ممافعلته معاها...أبتسمت أبتسامة متعبة ثم أردفت قائلة: تعبتك معايا...شكرا ليكي ياضحى
ردت عليها قائلة: مفيش حاجة تستحق الشكر وحصل خير.. .أتصل بالدكتور يجي يشوفك
شعرت بالخجل من نفسها فلم تجروء على النظر بداخل عينيها : مفيش داعي أنا كويسة
قالت لها بهدوء:نصيحة مني خلى الجهاز في جيبك أو شنطتك المهم مش يبعد عن متناول أيدك
هزت رأسها ثم أردفت قائلة : هاخد بكلامك ياضحى...أنا همشي بقا
_ مينفعش تمشي وأنتي لسه تعبانة
_ أنا بقيت كويسة
_ طب مش هتستني كريم
_ هبقا أكلمه ...ثم تحركت باتجاه الباب وكانت بجوارها ضحى في نفس اللحظة فقالت لها مترجية : أقعدي شوية كمان تاخدي نفسك
ردت عليها نيروز: لو حسه أني مبقتش أحسن مكنتش أتحركت...وعايزه منك طلب قبل مااخرج
سألتها ضحى باهتمام : طلب أيه؟
أردفت قائلة بابتسامة خافتة: مش عايزه كريم يعرف حاجة باللي حصل...مش عايزه يتخض عليا والأفضل متقوليش ليه أني جيت وأنا هبقا أتصل بيه
سارت ضحى خلفها في صمت حتى تأكدت من ركوبها سيارتها في سلام...ظلت في مكانها لعدة دقائق تنظر الى الفراغ وتساؤل في عينيها...أدركت بغريزتها أن هناك شيء ما ودعت أن تكون حياتها سهلة مع عائلة زوجها...
أشتاقت له بشدة وبعد مضي فترة من الوقت...ذهبت الى الشرفة تنتظره فهو أتصل أخبرها كل ماحدث وأنه تم القبض على شهاب ودينا وأن الجميع بخير وهما في طريقهم الى المنزل وهو قادم في الطريق شعرت بالراحة النفسية عندما أطمئنت على كل أحبابها... راحت تراقب الأشجار وأوراقها الخضراء...تابعت بنظراتها كل شيء أمامها...أغمضت عينيها بتركيز واستمعت لصوت الكون حولها الهواء الشجر...وعندما فتحت عينيها وجدته أمامها يتأمل وجهها بحب
نظرت له بدهشة: أنت جيت أمتى وأزاي وصلت من غير ماأحس بيك...ده أنا كنت مستنياك
أجابها بابتسامة عاشقة : كنتي سرحانة في أيه خلاكي مش تحسي بوجودي...أكيد فيا طبعا
ردت بابتسامة: لا مش فيك بالظبط...كنت سرحانة شوية مع الطبيعة
وضع يده على قلبه وقال بضحك : أااه ياقلبي وبتقوليها في وشي طب قولي أه
غلب ضحى الضحك : أه كنت بفكر فيك
_ بعد مازعلت خلاص مش مسامح
_ هو ده شكلك وأنت زعلان ياريت تبقا زعلان علطول ثم ضحكت
أمسك بيديها وقبلهما بحب جارف...نظر الى عينيها قائلا بشوق: واحشتيني أوي...أخذ يداعب يديها برقة ثم ضمها الى حضنه...كل حاجة فيكي واحشتني
_ وأنت كمان واحشتني
أدارها في حضنه وقال بحب: أنتي ليه دلوقتي حلوة أوي بزيادة
أبتسمت بغرور متصنع: ده العادي بتاعي على فكرة
ضحك على طريقة كلامها وغمز لها : طب ماتيجي ندخل الأوضة
حاول ضمها فدفعته بمرح : نتعشا الأول أنا مأكلتش طول اليوم ولا أنت كمان
غمز لها مرة أخرى : هتندمي
ضحكت وهي تبتعد عنه : هندم على حاجة واحدة لو سمعت كلامك ومعملتش العشا وأتعشينا
بعد وقت قليل أعدت ضحى الطعام ووضعته على السفرة
كريم بابتسامة : كلي دي من أيدي ...قام بأطعامها وسط جو مليء بالضحك وكلمات الغزل
كانت تبتسم له ولكن كل ذلك لم يمنع شرودها الغير مقصود فيومها كان حافل بالمفاجأت فالمصائب تأتي دفعة واحدة على رأي المثل بداية من خطف زهرة حتى زيارة حماتها
وضع كريم يده فوق يديها وربت عليها برقة ثم رفع يديها وقبل باطنها بحب...نظر لها مبتسما وقال : هنضطر نسافر بعد بكرا نيويورك
قالت ضحى: بسرعة كده
_ المفروض كنا نسافر قبل كده لكن بسبب الظروف اللي حصلت من مرض بيسان وخطف مرات أكنان منعوني عن السفر...دلوقتي بيسان بقيت أحسن وزهرة وولادها كويسين
_ عايزه أروح أشوف زهرة بكرا...بحاول أتصل بيها تليفونها مقفول...عايزه أطمن عليها
_ حاضر بس خليها بعد بكرا قبل مانسافر هوديكي ليها ومن عندها على المطار دوغري...
_ ومينفعش بكرا ليه ؟ أنا عايزه أشوفها
_ مينفعش ياضحى ورايا كام مشوار مهمين بكرا
أبتسمت في تفهم : طيب خليها بكرا... طلب أخير عايزه
كريم بابتسامة : أطلبي ياحبي
أبتسمت قائلة: الكلام اللي قولتلهولك بخصوص زهرة وأكنان ...ياريت محدش يعرف بيه ولا حتى أكنان...هو لو عايز يتكلم هيتكلم
كريم تصنع الزعل: أنا مش وعدتك لما حكتي ليا حكايتهم...قولتلك أيه بعديها أعتبري سرك في بير
قالت بهدوء: حبيت أكد عليك مش أكتر ...ثم مدت يديها وقامت برفع أول طبق...أمسك يديها وأرجع الطبق مكانها غمز له قائلا : وبعدين ياحبي ..أنا أستنيت كتير
جفل أكنان وجلس فوق فراشه عندما ظهرت أمامه بدت في غاية الجمال والعذوبة...كانت ترتدي فستان أبيض...كان وجهها وجسمها يشعان بالنور وشعرها البني الذهبي منسدل طليقا على ظهرها...وعينيها الرزقاوتين تلمعان ببريق خاص...وأسنانها تكشف عن أبتسامة عابثة...
قال بذهول : زهرة أنتي كويسة
ردت عليه ضاحكة : صحتي تمام وقامت بفرد يديها ثم ثنتهم بحركة رياضية... أبتسمت له ثم رقصت أمامه بخفة كالفراشة وبقدميها الحافيتين أخذت تدق على الأرض بنعومة
...حركت سبابتها بأغراء لكي يأتي لها
وجد نفسه أمامها في غمضة عين وبشوق ظل محبوس لوقت طويل حضنها بكل مايملك من قوة ...قال أكنان برقة : بحبك يازهرة
ردت عليه بابتسامة أسرة : وأنا كمان ...ردها أسكره بالسعادة من رأسه حتى أخمص قدميه...فقبلها بقوة وأصبح ليلهم ليل خاص بالعشاق
قبل أستيقاظه أرتسمت على شفتيه أبتسامة سعيدة...القى يديه بجواره فلم يجدها...جلس فوق الفراش الابتسامة أختفت عندما أكتشف أنه كان يحلم بيها ثم تنهد بعمق قائلا لنفسه...ياليتى هذا الحلم كان واقع...فهذا الحلم كان أجمل أحلامه
أغتسل بسرعة وذهب مباشرة الى غرفتها...فتح الباب بهدوء...ثم دلف ببطء ونظر اليها من مكانه رأها مازالت نائمة ومستغرقة في نوم عميق وصوت شخير ناعم يصدر منها..عندما أطمئن عليها أغلق الباب خلفه...شعر بوخز داخل قلبه...الى متى ياقلبي ستظل تتألم
أخرج هاتفه وأتصل بطبيب بيسان للأطمئنان على حالتها...ثم ذهب لرؤيتها وفي داخل غرفتها في المستشفى
كان الجميع متواجد معاها..فالطبيب أذن لها بالخروج
كريم ممازحا:ماشاء الله وشك منور وبقيتي أحسن من الاول
قالت بابتسامة خافتة : اهو أرك ده اللي جابني هنا
تصنع الزعل : كده بردو يابوسة...ده أنا سبت العروسة عشان خاطر عيونك الحلويين
_ قولي بقا عامل أيه في الجواز
_ مفيش أحلى من كده يارتني سمعت كلامك من زمان أول لما كلمتك عنها
_عشان المرة الجاية تبقا تسمع كلامي
قاطعهم أكنان قائلا: أنا عارف لما بتفتحو في الكلام مش بتسكتو...يلا عشان تلبسي ولا قعدة المستشفى عاجبتك
أبتسمت له وبنبرة فيها القليل من الألم : لأ طبعا ده أنا مصدقت هخرج النهاردة...أنا زهقت بجد وعاوزة أخرج من هنا
جيلان بابتسامة : مش أنتي لوحدك ياحبيبتي
نجم أمسك بيديها برقة : الحمد لله أنك بقيتي كويسة
رن هاتف كريم فقال : هطلع برا دقايق أرد على نيروز
غادر الغرفة ولحقه أكنان مباشرة
سأله أكنان عندما رأى عبوس وجهه: مالك
_ ماما سافرت من غير ماتقولي
_ عادي مش مستاهلة التكشيرة دي
_ مش تكشيرة بس مستغرب أحنا كنا متفقين نسافر مع بعض بكرا وهي تسافر النهاردة...مش مرتاح
رد أكنان بهدوء: هي نيروز ديما كده عليها تصرفات غير متوقعة...المفروض انك أتعودت
أجابها بلهجة عابسة : أه وهو المفروض
سأله أكنان : هتروح تجيب الشيخ أمتى
رد عليه قائلا : هروح أجيبه دلوقتي...عقبال مابيسان تروح هكون جبته معايا زي ماقال أول ماتخرج من المستشفى يروح ليها
تفاجىء أكنان وكريم بظهور زاهر أمامهم
هتف كلاهما في وقت واحد: زاهر
زاهر بابتسامة : طبعا زاهر بشحمه ولحمه
سأله أكنان بحيرة: أخر مرة أتصلت الدكتور قال انك لسه في غيبوبة
أجابه بابتسامة شاحبة: ماهو أنا أول مافوقت وعرفت باللي حصل وقدرت أتحرك ركبت أول طيارة عشان أطمن على بيسان
تقلصت ملامح وجه أكنان بالغضب لمجرد ذكر ماحدث قال له بحدة: أنا مرضتش أتصرف وسكت عشان خاطرك أنت يازاهر ...لولاك كنت قلبت الدنيا
ابتلع ريقه بألم : عارف أن الأعتذار ملهوش لزمة دلوقتي...بس اللي حصل مكنش ليا يد فيه...أنت عارف كويس أن بيسان روحي ومستحملش عليها أي حاجة واللي أذتها أمي أمي اللي كل في أيدي أدعي ليها ربنا يسامحها ويهديها...كل اللي عايزه منك تديني فرصة أحاول أصلح الوضع
كريم بانفعال: مفيش تصلح الوضع...أنت معرفتش تحافظ عليها
قاطعه أكنان قائلا: براحة ياكريم
زاهر بلهجة برجاء: أحنا الأتنين منقدرش نعيش من غير بعض ...اللي حصل ليها وأكتئبها عشان بعدها عني واللي حصل ليا لما حسيت أنها ممكن تسيبني
سأل أكنان مستفسرا : تقصد أيه
شرد زاهر في ذكرياته وأخذ يسرد ماحدث والسبب الذي أدى وقوعه والدخول في غيبوبة وكلام الاطباء أنه لا يوجد سبب لأستمراره في الغيبوبة وعندما أنتهى قال..كل اللي عايزه فرصة
أكنان أشار بأبهامه وقال بلهجة محذرة: هديك فرصة ودي هتكون أخر فرصة...مش عايز أخسرك
هتف كريم : أيه اللي بتقوله ده ياأكنان
أشار له بالتوقف: كريم أهدى شوية وفكر ...بيسان بعد ماترجع لطبيعتها محتاجة زاهر معاها
صمت للحظات وقال : اللي تشوفه
سأل زاهر متلهفا : أدخل أشوفها وبيسان هتكون في عينيا
أكنان قال بهدوء: مش دلوقتي هي هتخرج النهاردة وهنجيب شيخ يريقها...مش دلوقتي لما الشيخ يقول أنها بقيت كويسة
قال زاهر بألم : أن شاء الله تخف
_ تعالا شوفها بكرا أحسن
هز رأسه في صمت كئيب : هجي بكرا
أنصرف كريم ودلف أكنان الى الداخل وأستعد الجميع للرحيل...وقف زاهر أمام المستشفى في الركن وأنتظر خروجها لرؤيتها لكي يملي عينيه منها...فقد كان مشتاقا لها...أشتاق لسماع صوتها لكل شيء فيها...تسارعت دقات قلبه عندما رأها من بعيد كنت تمشي بهدوء ورزانة ورغم مرضها وجهها مازال محتفظ بجماله الخاص لكن لمعت عينيها أنطفئت وصارت خواء...أنتفض في مكانه متألما لرؤيتها هكذا وبعيون لا ترمش ولا تحيد عنها ظل متتبع تحركه حتى ركبت السيارة وأختفت لتسقط دمعة وحيدة ووعد نفسه أنه سيصلح الأمور بينهم مهما تطلب منه من وقت
أستيقظت بعد عدة ساعات من أنصرافه...كان شعرها مبلل ملتصق من شدة العرق ... أنشبت الحمى في جسدها...حاولت الاعتدال والجلوس فوق الفراش لكنها فشلت فالحمى تمكنت منها...قرع الباب ودلف الصغيرين وأخذا في القفز واللهو بجوار الفراش
أياد بابتسامة طفولية : يلا قومي بقالك كتير نايمة
حاولت الرد ...لكن الكلمات ظلت حبيسة حلقها...شعرت بالعجز... دموعها أنسابت بألم...أرتعشت شفتها...أصابها دوار قاتل فسقطت نائمة مغمضة العينين...حاول الصغيرين جعلها تفيق لكن كل محاولاتهم بائت بالفشل...خرجو الى الخارج ...
ماأن دلف أكنان الى داخل الفيلا حتى أستقبله الصغيرين
أياد بلهجة طفولية : كنت فين
رد عليه بابتسامة : كنت عند عمتكم وأول ماطمنت عليها جيت هنا علطول...شرد لثواني في أحداث أخر ساعة ...عندما أتى الشيخ وقام برقيتها وقال أنها أصبحت أفضل والسحر المعمول لها أصبح ليس له وجود وبعد أنصراف الشيخ أستغرقت بيسان في النوم مباشرة
جذبه وليد من البنطلون بعنف وهتف فيه : روحت فين؟
أكنان بابتسامة : موجود أهو قصادك
سأل وليد : هو أنا عندي عمة
_ أيوه عندكم وعمة عسولة أوي كمان
قال وليد وأياد في وقت واحد : عايزين نشوفها
رد عليهم بابتسامة : حاضر هتروحو تشوفها...هي فين ماما
قال أياد بضيق : لسه نايمة ولما جيت أصحيها مش ردت تصحى
قاطعه وليد قائلا : وأنا لما لمستها كانت سخنة أوي
أكنان بمجرد سماعه كلمات أبنه ...لم ينتظر التأكد منه وأخذ يركض على السلالم بسرعة...وجد نفسه أمامها...رأى جسدها يرتعش...لمس جبهتها وجد حرارتها مرتفعة ...وبأضطراب أخرج هاتفه وأتصل بالطبيب
لم يعرف الطبيب سبب أصابتها بالحمى...فطلب مجموعة من التحاليل ليتأكد من تمام صحتها...لازمها أكنان وأخذ ينظر اليها في فراشها بعيون حزينة وقلب متألم...أستشعر بغصة لرؤيتها ضعيفة وتعاني...جلس على حافة الفراش همس بأسمها بخفوت...بللت دموع الندم وجنتيه...أتى الليل ومازال الوضع كما هو الا من أتصال الطبيب الذي أخبره ان التحاليل سليمة ولا يوجد بيها شيء وكل مايجب فعله أن تأخذ مخفضات للحرارة وكمادات مياه باردة
في العتمة وسط هذيانها...كان هو الوحيد بجوارها...أخذ يمسح وجهها وشعرها بمنديل مبلل بالماء البارد...فتحت عينيها بضعف تشابكت النظرات...نظرة متلهفة تقابلها نظرة شاردة مغيبة
همست بأعياء : عطشانة
توقفت يديه الممسكة بالترمومتر في الهواء وتمتم بالدعاء والشكر عندما فتحت عينيها وطلبت الماء...وضع الترمومتر جانبا وقام بصب كأس من الماء لها...رفعها من فوق الفراش وأسند رأسها على صدره...قرب حافة الكأس من شفتيها وسقها وعندما أنتهت من الشرب غفت مباشرة على صدره وبعيون ملتاعة أخذ يتأملها بحب شدها اليه أكثر... مرر برقة أصبعه على جانب شفتيها ماسحا قطرات الماء المنسابة...مرر أصابعه بحنية على شعرها...تنهد بصوت مسموع مع كل لمسه لها...ظل على هذا الوضع فترة من الوقت...أنهاكه التعب بعد فترة من عمل الكمادات لها...أراد أراحة جسده قليلا...فتسلل الى جانب الفراش ونام بقربها وظل بجوارها نائما حتى ساعات الفجر الاولى أستيقظ مفزوعا عندما وجد نفسه أستغرق في النوم كل هذا الوقت مرر أصابعه باضطراب على جبهتها ...فوجد الحرارة أختفت...وعندما أطمئن أنها أصبحت أحسن...قفز من فوق الفراش سريعا فهي لن تتحمل رؤيته نائم بجوارها...تسلل من غرفتها بهدوء وقبل خروجه نظر لها بحب لا نهائي ممزوج بحزن عميق
بدأت أشعة الشمس تحيط بغرفة زهرة من الخارج والداخل...بدأت تسمع أصوات ضاحكة بجوارها...شعرت بالألم ففتحت عينيها ببطء شديد ...فشاهدت أطفالها بجوارها مبتسمين
وليد بابتسامة: صحي النوم ياماما كل ده نوم
زهرة وهي تبتسم بصعوبة : ده أنا لسه نايمة
أياد هز رأسه نافية : لأ أنتي نمتي يومين بحالهم
وضعت يديها على رأسها المتألمة وسألت باستغراب : هو أنا نمت بجد يومين ولا بتهزرو
رد وليد بلهجة طفوليه : أه أحنا لما جينا هنا أمبارح كنتي نايمة وسخنة أوي
وأكمل أياد مقاطعا : ولما قولنا لبابا أكنان جاب الدكتور وفضل جنبك طول الليل
قال وليد بعبوس: وكان بيعمل ليكي كمادات ومرضاش أي حد فينا يقعد معاكي...أنا أضايقت أوي منه
وشاركه أياد الكلام :وأنا كمان
زهرة تململت على الفراش بعدم راحة وهي تسمع حديثهم فقالت بابتسامة خافتة : هو عايز مصلحتك ياحبيبي عشان مش تتعدو مني
أياد بلهجة طفولية: أصحي بقا عشان جعان
ردت زهرة : رحو أنتو وأنا جاية وراكم نفطر كلنا سوا
بدأت زهرة بالتحرك حتى وصلت أمام الحوض...غسلت وجهها لكي تزيل بقايا غشاوة التعب والنعاس من على وجهها..أخذت تلقي دفعات من الماء على وجهها...حتى أنتظمت أنفاسها وشعرت بالهدوء
على طاولة الأفطار..رأت أكنان متصدر مقدمة الطاولة...تناولت الطعام في صمت...لكن أطفالها لم يكفو عن الكلام واللهو...نظراتها لهم كانت شاردة سرحت في خيالات الليلة الماضية وبدون وعي لمست جانب فمها المرتعش..
لاحظ أكنان هذا الشرود الذي سيطر عليها...لكنه لم يعلق وأستمر في تناول أفطاره
نظرت له بحيرة فبادلها بنظرات دافئة وقال بهدوء: أنا ماشي وهجي بالليل ده كان أتفاقنا لما خرجنا من فيلا شهاب أني أفضل معاكي...لسه عند أتفاقنا ولا هتقولي متجيش هنا تاني
همست بخفوت : أنا مش برجع في كلامي والأتفاق أتفاق
أبتسم بهدوء وقال : مع السلامة ياحبايبي ووزع نظراته على الكل وقبل كلا الصغيرين
فتحت عينيها بوهن...لم تستوعب لأول وهلة تواجدها في غرفتها...حاولت النهوض لكنها توقفت عن الحركة والتفتت الى صوت الباب الذي يفتح ببطء...ترقبت القادم بدت مصدومة من رؤيته...
بخطوات مترددة أقترب منها وجلس بجوارها على الفراش وظل يتأملها بحب ممزوج بندم...خانتها دموعها فأنسابت في صمت...أشاحت بوجهها بسرعة لكي لا يرى دموعها التي لا تدري لها سبب محدد...ندم أم خوف أم خذلان أم فرحة لرؤيته
شعرت بيد تلمس كتفها ثم أدار رأسها تجاهه...مسح دموعها ونظر لها بحب...سألها برقة تغللت داخل أحاسيسها بسرعة: حسه بأيه...
ارتفع صوت بكائها وهي تسمع صوته المحب
سأل بقلق: هو في حاجة وجعاكي
أجابته وهي تمسح دموعها:أنا كويسة...بدت الحيرة في عينيها سألته بتشوش...أنت عرفت أزاي؟ وجيت هنا أزاي؟
أنت كنت في غيبوبة
قال بابتسامة باهتة : الغيبوبة فوقت منها عشان أفضل معاكي ....وجيت طبعا بالطيارة أول ماعرفت باللي حصل ليكي...سألها بتردد ...عرفتي السبب اللي وصلك لحالتك دي هزت رأسها في صمت وقالت بخفوت: أيوه أكنان قالي
حاولت النهوض لكنها لم تفلح لشعورها بدوار مفاجىء
وضع يده حول خصرها مانعا أياها من السقوط وبالأخرى عدل وضع الوسادة خلفها...وجدت نفسها محاطة بين كلتا ذراعيه...شعرت بدغدغة خفيفة تعتريها وزادت نبضات قلبها...شعرت بنفسها ضعيفة هشة بين أحضانه وصدره العريض الذي أختبرت نشوة دفئه العديد والعديد من المرات...شعرت بقلبها الذي أصابته البرودة ينصهر يشتعل...أرادت وضع أناملها على صدره للشعور بدقات قلبه...هل ينتفض كقلبها...أرادت ضمه لتصدق أنها لا تحلم...كادت ترفع يديها لكنها شعرت بالعجز...رجعت بجسدها للخلف متفادية الأحتكاك به
لم يريد البعد عنها...لكن لابد له من الأبتعاد مضطرا حتى لا يتفاقم الوضع بينهم...هي لازالت ضعيفة ومشوشة...تألم لرؤيتها هكذا ...ضعيفة ومنكسرة
قال زاهر بهدوء مصطنع: وجودك في حياتي حسسني أني عايش مش مجرد ظل كنتي النكهة الحلوة في حياتي...وكل دقيقة وكل ساعة وكل يوم كنا في مع بعض كنت في منتهى السعادة...كان بيمر عليا وقت والخوف يسيطر عليا أنك تبعدي...كنت مستكتر وجودك في حياتي...لحد ماالخوف ده أتحول ليقين...همس بألم عندما أستعاد ذكريات هذا اليوم ...سمعتك بتكلمي كريم وبتقولي ليه خلاص زهقت وأنا ناوية أبعد...مستحملتش ولقيت الدنيا بتلف بيا ووقعت على السلم ودخلت في غيبوبة ...غيبوية لما فوقت منها أقتنعت أني فضلت فيها بأردتي...فوقت لما حلمت بيكي وأنك محتاجني...فوقت عشانك أنتي وبس...وبعدين عرفت باللي حصل ليكي واللي عملته أمي معاكي وأنك أتظلمتي واتألمتي كتير...سامحيني يابيسان أني مقدرتش أحميكي
همست بارتجاف : أطلع دلوقتي
نطق كلماته بهدوء: هفضل معاكي ومش هطلع أنتي محتاجني وأنا محتاجك...أنتي أتخلقتي ليا وأنا أتخلقت ليكي مقدرش أعيش من غيرك ولا أنتي تقدري تعيشي من غيري عشان مصيرنا أحنا الأتنين مربوط ببعض...مش همسح للي حصل يفرق بينا...هنقاوم أحنا الأتنين لحد مانعدي الازمة وترجعي بيسان حبيبتي...
رفع يديها وعقد أصابعه في أصابعها ثم قبل أناملها برقة قائلا ...بينا أحنا الاتنين هنعدي الأزمة وهترجعي زي الأول فاهمة يابيسان أنتي حته مني
ارتجف جسدها وشعرت بمشاعر مختلفة تغزوها فما مرت به لم يكن بالشيء الهين...فالحب ليس كل شيء في الحياة
كانا في السيارة أمام الفيلا عندما قال لها كريم : هسيبك معاها ساعة تطمني عليها ....هروح أخلص أجرءات السفر وأجي أخدك
نظرت له بحب: وأنا هستناك
بمجرد دخولها من باب الفيلا...أدار السيارة وأنطلق بها
في الداخل تفاجأت زهرة بأن ضحى موجودة في الأسفل وتسأل عنها
نزلت السلالم بسرعة وهتفت بسعادة لرؤيتها: واحشتيني يابت
ضحى بابتسامة : وأنتي كمان يازوزو ...هنفضل كده وافقين مش هتعزميني على حاجة يابخيلة
بادلتها الضحك : هو أنتي لحقتي ...حاضر هشربك ثم نادت على الخادمة...لسه بردو بتحبي عصير المانجا
رسمت ضحى شكل قلب بأصابع يديها وقالت : ده عشق العشق
أحضرت الخادمة العصير...أرتشفت ضحى عصيرها بتلذذ واضح ثم قالت بابتسامة : فكريني لما أجي من السفر أجيلك هنا عشان أشرب عصير مانجا...أصله طعمه حلو أوي
صمتت وهي تسمع أخر كلماتها فقالت: أنتي مسافرة
أرتسم العبوس على محياها وهي تقول : مسافرة النهاردة مع أن من جوايا مش عايزه أسيب هنا...مع أن بابا وماما سابو البيت وسافرو مصر
_ هما أهلك سافرو خلاص
_ أيوه يازهرة ...لما زروني بابا قالي عندي مفاجأة حلوة أنهم لقو شقة حلوة وكمان جاله شغل في شركة كبيرة وهيسافرو علطول
بلهجة يشوبها بعض الحزن : خلاص كله سافر وحتى أنتي كمان
ضمتها ضحى وقالت بحب: هتصل بيكي علطول...طمنيني عليكي الاول أنتي كويسة وأيه شغل العصابات اللي حصل معاكي...أنا بقرا الحاجات دي في الروايات وأشوفها في الافلام لكن عمري ماتخيلت أن ده يحصل معاكي...أحكيلي كل حاجة بالتفصيل...رأت نظرات زهرة المذهولة لكنها أكلمت حديثها..طبعا من بصتك دي هتقولي عرفت أزاي وأنتي مقولتيش حاجة....أنا عرفت من كريم ماهو أكيد كريم هيقولي...قوليلي بقا تليفونك كان مقفول ليه...ده أنا أترعبت عليكي بالرغم أن كريم طمني بس قولت لزم ولابد أشوفك بنفسي...هو اللي أسمه شهاب ضرب علكيم نار والطلقات جيت في الهوا...الحمد لله أنها جيت في الهوا بصراحة الراجل ده يستاهل الشنق
قاطعتها زهرة بضحك: أفصلي شوية أيه تسجيل وأتفتح...وأنا كويسة وقعدة قصادك...تعالي هنا ومادام كريم حكلك على كل حاجة عايزني أتكلم ليه هو وجع دماغ وخلاص
ضحكت قائلة : عشان هو لو نسى حاجة أنتي تحكيها...ثم نظرت في أرجاء الفيلا بتركيز ...قوليلي يازهرة بصراحة أيه الوضع هنا في الفيلا...بعد ماعرفت أنه هيعيش هنا معاكم وأنتي أتقبلتي الوضع أزاي
شردت زهرة وسرح تفكيرها وخيالها فيما مضى
لاحظت ضحى شرودها المبالغ فيه... فحدثتها قائلة: كل السرحان ده عشان جبت سيرته بس
عادت زهرة من شرودها بعد تلك الكلمات التي أطلقتها ضحى وقالت لها: أنا لحد النهاردة مش قادرة أنسى بالرغم كل اللي بيعمله معايا
أردفت ضحى قائلة: أركني ذكرياتك أحبسيها عشان تقدري تعيشي
_أنا للأسف مش قادرة أنسى الماضي...اللي حصل زمان كان صعب أي حد يعدي منه وأنا عديت منه ياضحى بس بندوب لسه معلمه جوايا خلت مشاعري مشوهة أنا بقيت منفعش منفعش أكون أي حاجة
صمتت ضحى قليلا تفكر في كلماتها ونظرت لها بهدوء شديد: قولتي يازهرة أنه ندمان ويتمنى ترضي عنه...ليه مش عايزه تفوقي من الشرنقة اللي معيشة نفسك فيها ليه رافضة تفوقي...ربنا بيسامح يازهرة سامحيه حاولي تسامحيه...أنسي وبلاش تفكري نفسك باللي حصل...النسيان نعمة وبكرا تقولي أنا كان عندي حق
تشوشت رؤيتها بالدموع فهي تشعر بحيرة وتخبط في مشاعرها تجاهه وأصبحت لا تعلم ماذا تريد...شددت ضحى من قبضتها على يديها وقالت : أسمعيني كويس يازهرة الدنيا أديتك فرصة من دهب حياة جديدة ومستقبل جديد بلاش تخسريهم وراجل بيحبك وندمان...في رجالة غيره بيهربو من ذنبهم ويقولو ملناش فيه...أكملت كلامها برجاء سامحيه حاولي تديله فرصة
زهرة بنبرة متشنجة : ححاول ححاول ياضحى
_ أوعديني أنك تديه وتدي نفسك فرصة
_ أوعدك ياضحى
_ فين بقا الولاد عشان أسلم عليهم مش سامعة ليهم حس
_ فوق في أوضتهم بيلعبو
_ عايزه أبوسهم وأسلم عليهم قبل ماسافر
_ تعالي معايا نطلع ليهم ومتقوليش أني مش حذرتك
_ من أولها كده هتظلمي الولاد دول كيوت من غير ماشوفهم
أول مازهرة فتحت الباب...تعالت أصوات الصراخ تسمرت ضحى على الباب للحظات ثم ضحكت على مايحدث أمامها
أياد بصراخ: سيب اللعبة بتاعتي
يقوم وليد بجذبها من يده قائلا بصراخ : لأ دي بتاعتي
_ لاااااابتاعتي أنا
_دي بتاعتي أنااااا
وكلا الشقيقين يجذبون اللعبة وكلاهما يصرخ في وجه الأخر
همست زهرة بضحك : أتفضلي سلكي بين الكيوت حبايبك
تصنعت ضحى الرحيل : لااااياختي سلكي بينهم أنتي ...أنا هروح أكمل العصير بتاعك لحد ماجوزي الكيوت يجي ليا
قامت زهرة بدفعها لداخل الغرفة وأغلقت الباب وقالت بابتسامة : روحي يلا فضي الخناقة
ضحكت زهرة فبادلتها ضحى الضحك
توقف الصغيرين عن الشجاروالتفتو اليهم بفضول...فتعالت أصوات ضحكاتهم أكثر وأكثر
يتبع..
رواية زهرة ولكن دميمة البارت الثالث والثلاثون بقلم سلمى محمد
مع الوقت ننسى الألم فيصبح الماضي كأن لم يكن
********
في أخر النهار وبعد غروب الشمس وأختفائها في الأفق
رجع أكنان الى البيت فلم يجد أطفاله في الجوار... صعد إلى غرفتهم فتح الباب بهدوء رأها من مكانه تحكي ليهم قصة ومندمجة في تقليد أصوات الطيور...والصغار يضحكون في محاولة لتقليدها زينت شفتيه ابتسامة ناعمة لرؤيتهم هكذا... هتف أياد وقفز من فوق الفراش :بابا جاه
تبعه إياد هو الآخر ملقيا نفسه عليه
التفتت زهرة له ونظرت إلى أطفالها فرأت الفرحة في عيونهم... رفعت عينيها دون قصد تلاقت النظرات رأت بداخل عيونه مشاعر متعددة...تملكها التوتر فأبعدت رأسها في الإتجاه الآخر
قالت بارتباك :يلا ياحبابيبي وقت النوم
رفض الصغيرين طلبها بالنوم فقال لهم أكنان بلهجة أمره:أسمعو الكلام... لو نمتو دلوقتي هوديكم بعدين تشوفي عمتكم وجدكم... لاحظ نظراتها الغاضبة عندما وعد الصغار بزيارة العائلة
هتف وليد وأياد في وقت واحد:بجد
-ايوه بجد روحو نامو يلا
_حاضر
أسرع الصغيرين كل واحد باتجاه فراشه... قامت زهرة بجذب الغطاء على كل منهما وأعطت كل منهما قبلة وقالت بابتسامة :تصبحو على خير واحلام سعيدة
وليد وأياد :وانتي بخير ياماما
عندما اغلقت باب غرفتهم ظل أكنان واقف أمامها بهدوء ثم قال:أنا مستني
_مستني ايه بالظبط؟
_شكلك بيقول عايزه تتكلمي بخصوص وعدي ليهم
نفخت بضيق وردت عليه بلهجة منفعلة:انت ازاي تاخد القرار ده من دماغك هما مش مستعدين دلوقتي يتعرفو على أهلهم
إجابها بثبات:بالعكس يازهرة ده أنسب وقت أنهم يتعرفو على أهل باباهم... دي جذروهم ومستقبلهم ولزم يتعلمو حب العيلة وبيسان أختي نفسها تشوفهم قبل ماتسافر... بلاش تحرمي ولادك من عيلتهم
هتفت بحدة :أنا لو عايزه أحرمهم مكنتش اتجوزتك... بس الوقت مش مناسب
أخفى غضبه بصعوبة وقال بهدوء مفتعل:خلاص انا وعدتهم ومش هخلف وعدي ليهم وختم كلامه تصبحي على خير
ثم تركها مغادرا تضرب اخماسا في اسداس
كانت رحلة طويلة لها من مصر الى أمريكا أستغرقت ساعات كثيرة...ولأول مرة في حياتها تطىء قدمها أرض غريبة غير مدينتها...كانت تنظر لوجوه الناس بتأمل عميق وللمباني الشاهقة التي تلمع واجهاتها الزجاجية من خلال السيارة...
توقفت السيارة امام بوابة عريقة...أمسك يدها برفق وقال:هناهنعيش وشعرت به يضع قبلة سريعة على خدها...يلا بينا
فتح لهم الباب وأصبحت في الداخل وقفت ضحى في مكانها...تتأمل فخامة المكان ولمسات الفن المعماري المهيب مشهد يسلب اللب ...شردت للحظات تخيلت نفسها أميرة في عصر الأميرات وهي تنزل بفخامة على السلالم وفي الاسفل أميرات يضحكن وموسيقى ناعمة تنساب في الجو...بدأت تتحمس وتنفض عنها التوتر
أشار للخادم بحمل الشنط الى غرفته وتفريغها...التفت اليها فرأى شرودها سألها مبتسما: أيه رأيك ؟
_ حلو أوي
_ يلا نطلع أوضتنا زمانك دلوقتي عايزه ترتاحى
_ بصراحة أه
شعرت بالراحة وهي تجلس فوق الفراش تتحس ملمس الغطاء...أخذت تتأمل كريم وهو يتكلم في الهاتف ونظرت حولها بشرود لكن ذلك لم يمنع رؤيتها جمال وأناقة الغرفة وعندما أنهى الأتصال جلس بجوارها وضمه واضعا رأسها فوق قلبه وقال برقة : حسه بأيه وأنتي هنا معايا؟
ردت بهدوء: حسه بالرهبة شوية
نظر لها بقلق:أيه اللي خلاكي تقولي كده
قالت له بلهجة رقيقة: رهبة عشان في بلد غريبة ومكان جديد عليا...لكن أنا في قمة سعادتي عشان موجودة معاك...وجودك معايا هو الأمان هو سعادتي الحقيقية
ضمها أكثر وربت على شعرها وقال: وأنا هعمل أي حاجة عشان أخليكي ديما سعيدة ثم رفع رأسها وقبلها على وجنتيه...زمانك تعبانة دلوقتي نامي شوية ثم أراح جسدها على الفراش ونهض
سألت بخفوت : رايح فين؟
رد عليها بابتسامة : هخرج أخلص كام حاجة وهجيلك علطول
هزت رأسها وهي تشعر بالأرهاق وبمجرد خروجه أستغرقت في النوم مباشرة
وفي الأسفل نزلت نيروز من سيارتها وأتجهت إلى ملحق الفيلا المفضل لزوجها...رأت ناصر جالس على أحد الكراسي رافعا قدميه على طاولة صغيرة كانت تتوسط المكان وفي يديه مجلة مندمج في قرأتها
بدأت نيروز بالصراخ: أنت هنا وأنا برن عليك مش بترد...
رد في هدوء: خير يانيروز كنتي عايزاني في أيه
هتفت في وجهه بحدة : كنت عايزاك في حفلة تكريمي وبلاش الأسلوب ده معايا...لوي الدارع ده مش عليا
مط شفتيه بضيق: تقصدي أيه؟
_أنت عارف أنا قصدي أيه كويس..من وقت لما قولتلك خلاص أنا مش معاك في لعبتك وأبعد عنها
قال بلامبلاة : وأنا سمعت كلامك وبعدت عايزه أيه تاني
قاطعته بعصبية: ترجع زي الأول وبلاش لويت الوش دي معايا
أستدار برأسه ورجع عدة خطوات باتجاه الملحق وهو يسمع صياحهم وهمهمات كلام غير مفهومة
طرق على الباب ثم دلف...نظر كلا والديه اليه بصدمة
قالت بارتباك : أنت جيت أمتى ؟
_ لسه جاي مبقليش نص ساعة وبدل مالقيكم في أستقبالي بتتطمنو عليا أسمعكم بتتخانقو مع بعض...أيه سبب الخناقة المرة دي
ضمته نيروز وقامت بتقبيله على وجنتيه وقالت بابتسامة مضطربة: حمد لله على سلامتك...متزعلش مني عشان مكنتش موجودة بس للأسف كان عندي مؤتمر بتكرم فيه ولسه جاية منه دلوقتي...باباك السبب في الخناقة مرضاش يجي معايا وقال مشغول وأعرف أنه بيضحك عليا وقاعد في البيت
ضحك وقال : متزعليش نفسك ماهي مش أول مرة يزوغ عن مؤتمر بتتكرمي فيه...معلش بقا مضطر أسيبكم هروح مشوار ساعة وجي علطول
زمت شفتيها قائلة : هو أنا لحقت أقعد معاك
رد عليها بابتسامة: بكرا تشبعي براحتك سلااااام وأعطاها قبلة في الهواء وخرج مباشرة
تنهدت نيروز براحة : الحمد لله مسمعش حاجة
__
تقلبت ضحى على الفراش وهي نائمة تحلم بكابوس ثم نهضت وهي في حالة فزع شديد ثم صرخت...دلف كريم بسرعة على صوت صراخها
قال بلهفة : مالك حبيبتي
وهي تلهث قليلا قالت: كابوس حلمت بكابوس
أحاط احدى يديها بكفيه فشعر بأناملها باردة وترتعش فتناول يدها الأخرى وضمهم بين كفيه يفركهما لتدفئتهم
_ خير أحكيلي بالراحة
_ كل اللي فاكره أني كنت في الضلمة...الضلمة وبس وأنت بتبعد وفوقت لقيت نفسي بصرخ
أحتضنها كريم وهمس في أذنها: متخافيش من أي حاجة طول ماأنا جمبك
_ خايفة
_ خايفة من أيه؟
_ خايفة الشغف والحب اللي بينا يروح
أمسك يديها ووضعه مباشرة فوق قلبه وهمس برقة: هنفضل نحب بعض وهنكمل مع بعض طول ماقلبي بيدق والشغف اللي بينا هيزيد...ثم ضحك قائلا بس أكيد الحياة مش هتبقا علطول حب في حب
نسيت توترها وابتسمت له : بالعند فيك هتبقا أيامنا حب في حب
وظلا متعانقين فترة من الوقت ثم قال لها برقة: أنتي قرة العين لي
_ وأنت قرة العين لي ياحبيبي ياعمري ياروحي
بعد مرور عدة أيام...لم يحدث فيها الكثير بالنسبة لضحى وكريم أيامهم كانت شهر عسل دون منغصات من أهل زوجها...أما زاهر نجح في أكتثاب ثقة بيسان وقرر السفر الى فرع الشركة في المانيا والبدء في حياة جديدة هناك بعيدا عن ذكريات الماضي...أما صفيه بعد العديد والعديد من الإعتذارت رجعت إلى منزل زوجها لكن العلاقة بينهم لم تعود كما الأول
والعلاقة بين زهرة وأكنان أصبحت هادئة حاولت زهرة الأستماع لنصيحة ضحى وتقبل وضعها ونسيان الماضي
قررت بيسان أمضاء أخر ليلتها الأخيرة في مصر مع أهلها
قبل سفرها مع زاهر... دعت أكنان وأصرت على حضور زوجته وأولاده معه أرادت رؤيتهم والتعرف إليهم... معرفتها بوجودهم كانت صدمة هائلة بالنسبة لها لكنها استطعت تخطيها وتمنت له السعادة فهو عانى الكثير في حياته...
أجتمع الكل في حديقة الفيلا...زينت الحديقة بالأضواء فبدت كشموع تتلألىء لتضيف على وجوه الجميع بهجة ورضا...الرجال أهتمو بالشواء فيما أخذت جيلان وبيسان وزهرة بتحضير المقبلات...ركض وليد وأياد في الحديقة وضحكات الجميع تملىء المكان
سهرو مع بعض حتى أخر الليل...أضحكتهم بيسان بالنكات التي كانت تلقيها وبعض الحكايات المضحكة عن طفولة أكنان...وجدت زهرة نفسها بالتدريج تندمج مع المرح الذي ساد في الغرفة...ووليد وأياد لم يكفا عن اللعب والحركة مع نجم وجيلان حتى أنهكهم التعب
لم يكف أكنان عن النظر لها كانت ترتدي فستان أبيض ناعما وحذاء من الجلد الخفيف ليس له كعب...ملابسها بسيطة وخارقة للعادة... بساطة مثيرة...بساطة الشمس حين تطلع وحين تغيب لم تكف عينيه عن التطلع اليها...يشتاق لها يريد الأرتواء من ريحقها المسكر
عندما رأت تثاؤب أطفالها قالت لهم : بعد أذنكم عايزه أنيم الولاد
نهضت جيلان من مكانها وحملت أحد الصغيرين وقالت : تعالي معايا أوريكي الأوضة اللي هينامو فيها
وبمجرد أنصرافهم قالت بيسان بابتسامة متلاعبة: عينيك متشالتش من عليها...باين عليك واقع على الأخر
أكنان بابتسامة : وأنتي بقا قعدة مراقبني
هزت رأسها بضحك : هو بصراحة الكل مش أنا لوحدي
غمز لها زاهر: براحة عليه يابوسة
أبتسمت لزوجها قائلة : حاضر هخف...ماتقولي ياكينو ياأخويا ياحبيبي حكايتكم من أولها وبلاش تلاوعني في الكلام...أتعرفت على زوزو أزاي وأمتى...وأزاي أنا معرفتش
أردف بابتسامة ماكرة : أتعرفنا على بعض زمان ورجعنا لبعض دلوقتي
زمت شفتيها بضيق: نعم ودي بقا الأجابة على كل أسئلتي
_ أيوه يابوسة وبطلي فضولك ده شوية
_ ماشي ياكينو هبطل فضول بس مسيري هعرف
قام أكنان من مقعده ثم قال : تصبحو عى خير
أبتسم نجم وقال في هدوء: أخيرا جاه اليوم اللي أشوف أبني هنا وقاعدين كلنا مع بعض
نظرت له بيسان وأردفت قائلة : يعني معندكش فضول زيي تعرف أيه حكاية مراته وولاده
لاذ بالصمت للحظات ثم قال ببطء: هو لو عايز يقول لينا هيقول...وأنا كفاية عليا أنه حاول ينسي ويبتدي معايا صفحة جديدة ...كفاية عليا أنه ممنعش أحفادي عني مع أن ده من حقه...أنا مكنتش ليه الأب المثالي
شعرت بيسان بالحزن في صوته فقامت من مكانها وجلست على مسند كرسيه وأحاطته بأحدى ذراعيها وضحكت مغيرة مجرى الحديث: بس الولاد نسخة مني ...دول لو كانو ولادي أنا مكنوش هيبقو شبهي كده
أبتسم ببطء قائلا : شبهك أوي ودخلو قلبي وأحتلوه
تصنعت الزعل : وأنا بح خلاص بقا مليش مكان
_ لا طبعا أنتي ليكي النص بحاله
_ وليه بحاله كتير أوي عليا ولا أقولك خليها الربع
قرص خدها بخفة وقال مبتسما: أنتي الكل في الكل طبعا
تابع زاهر في صمت حركات الأب مع أبنته...أبتسم وهو يرى سعادتها البادية على وجهها..تحدث قائلا: أنا داخل أنام تيجي معايا ومد يده اليها...أبتسمت له وأمسكت يده ...هجي معاك وقبل أن تتحرك قبلت والدها على وجنتيه...تصبح على خير
_تصبحي على خير ياحبيبتي
في الغرفة عند زهرة
بعد أن تأكدت من نوم أطفالها أخرجت بيجامة من الدولاب وحدثت نفسها أن اليوم كان جميلا بالرغم من توترها في البداية فهي كانت تخشى مقابلة عائلته ولكن تحت أصرار الصغيرين ذهبت معهم مضطرة والأن هي تشعر بالراحة...زينت شفتيها خفيفة وهي تسترجع مامضى وسعادة صغارها مع ولهوهم مع الجد والعمة وعندما وصلت أفكارها باتجاهه متذكرة نظرته الخاصة لها فقامت بهز رأسها وأتجهت الى الحمام...عندما خرجت تفاجأت به جالس على حافة الفراش
سألته بلهجة متوترة:أنت بتعمل أيه في أوضتي
أردف بابتسامة هادئة: قصدك أوضتي أنا
بلعت ريقها بصعوبة: أوضتك أوضتك
_ أيوه أوضتي أوضتي
_ ومادام هي أوضتك جيلان جبتيني هنا ليه
رد عليها في هدوء: عشان أنتي مراتي وأوضتي هي أوضتك
قالت بسرعة : لا وأطلع بات في أي أوضة الفيلا كبيرة وفيها أوض كتير
نهض من مكانه وأقترب منها بخطى واثقة وتمعن في النظر لها...شعرت بالأرتباك من نظراته
همس بصوت أجش: مراتي يازهرة ياريت تفهمي كلامي ده كويس أنا سيبك براحتك وبقول هي معذورة في تصرفاتها وزي مابيقولو للصبر حدود ...أنا مكنتش هنام هنا ثم أشار باتجاه باب مغلق أنا كنت هنام في الاوضة دي
سألت بهمس متوتر: أومال كنت عايز أيه
رفع خصلة شاردة من شعرها ووضعها خلف أذنها وهمس بخفوت : كنت عاملك مفاجأة متأكد أنها هتبسطك أوي
أضطرب جسدها من هذه اللمسة الخفيفة فقالت بحدة: مش بحب المفاجأة
_ بس المفاجأة دي هتحبيها
_ مش عايزه أعرف
_ هتندمي على فكرة وعلموم مش هتحرك من مكاني الا لما تعرفي المفاجأة وتقبليها كمان
سألت وهي تشعر بالقلق: مادام هتخرج أنا موافقة
نظر بعينيها وقال: قدمتلك في كلية الطب المفروض من أول السنة تتابعي دراستك فيها
هزت رأسها عدة مرات غير مصدقة ماسمعت أذنيها...دخولها كلية الطب وأن تصبح طبيبة كان حلم حياتها هي ووالدها
قالت وقد لمعت عينيها بالدموع : ينفع أكمل دارستي عادي
ابتسم وقال : أنتي بقيتي طالبه في الكلية فأكيد ينفع
شردت زهرة مع ذكريات الطفولة وحلمها الذي أصبح فيما بعد حلم بعيد المنال
هو من خلال بحثه في خلفيتها علم عن حلمها...هي أصبحت كل شيء بالنسبة له أصبح متعلق بها بشدة...تردد قليلا قبل أن يقول : مبسوطة يازهرة ...ثم ربت على رأسها بخفة
هذه الحركة البسيطة جعلتها تفيق من السعادة التي عاشت فيها للحظات...أبتعدت عنه وواجهته: أنت ليه عملت كده؟ ليه قدمت ليا في الكليه؟
مرر أصابعه في شعره وقال: مش عارفة ليه عملت كده؟
ردت بخفوت : أحساسك بالذنب صح
أعترض على كلامها وهتف بيأس: لا مش أحساس بالذنب يازهرة...أمسك بيديه كلا كتفيها وهزها...أنا تعبت تعبت من مشاعري ناحيتك...أنا عملت كده عشان اشوف نظرة ...نظرة سعادة واحدة في عينيكي...أنا عملت كده عشان بحبك...هتف بألم بحبك...حبيتك وأنتي زهرة بتاعت زمان وحبيتك أكتر لما عرفت زهرة الحقيقية...أنا عملت كل ده عشان بحبك.. أتجوزتك عشان بحبك مش عشان خاطر الولاد وبس...عشت معاكي في نفس المكان عشان مقدرش أعيش من غيرك
أنكمشت وهي تسمع كلامه...أندفعت من عينيها الدموع وصاحت: بس أنا مش
ترك أحدى يديه الممسكة بها ووضعها على فمها وصاح هو الأخر بألم : عارف ...أنا كل اللي عايزه تتقبلي وجودي في حياتك وجودي كزوج حقيقي مش مجرد خيال ...أنزل يده وخرج بسرعة من الغرفة بخطى غاضبة...غاضبا من نفسه بسبب أنهياره وعدم تحكمه في أعصابه
أنهارت زهرة جالسة فوق الفراش...أنسالت الدموع فوق وجنتيها...لاتدري ماذا تفعل أغمضت عينيها في تعب وتكومت فوق الفراش...هل يحبها حقا؟ أم ماذا؟ هل أسامحه أم لا...أخذت تدعو كثيرا أن ينير الله طريقها فهي تشعر بالتعب والتشتت وعدم القدرة على اتخاذ القرار...لا تعلم كم من الوقت مر وهي بهذه الحالة عندما فاقت واستعادة توازنها
أخيراً عرفت ماذا تريد... وقررت في أقرب وقت يجتمعو سويا اخباره بقرارها المتعلق بمصيرهم معا...
في الصباح تناول الجميع الإفطار على سفرة واحدة... ساد الجو المحيط بيهم دفء الأسرة بهجة خاصة بهجة تجمع العائلة في مكان واحد... شعر أكنان بوجود شيء مختلف فيها... إحساس داخلي يخبره بذلك...ابتسامتها ضحكاتها مختلفة حتى نظراتها...وعند الإنتهاء ركبت كل مجموعة سيارتها الخاصة حتى المطار وفي الداخل
ضمت بيسان كلا الصغيرين بحب وقالت بتأثر :هتوحشوني كتير
إياد بلهجة طفولية:وانتي كمان هتوحشيني شوية مش كتير
ضحك الجميع على رد إياد
ضحكت بيسان بصوت عالي :هوحشك شوية شوفت ابنك ياكينو طالع ليك قال هوحشه شوية ثم نظرت له مبتسمه... مقبولة منك ياسي إياد وإنت بقا ياوليد هوحشك أد ايه
_هتوحشيني اد البحر
_ حبيبي ياوليد شوفتو الواد الدبلوماسي... ضحكت قائلة مش طالعك ياكينو اكيد الدبلوماسية دي من مامته
غمز أكنان لزهرة وقال :طبعا طبعا المنبع كله عندها
وبعد فترة ركبت بيسان وزاهر الطائرة الخاصة بهم... وركبت جيلان السيارة مع إبنها وقبل الانطلاق قال نجم :تبقا تجيب الولاد كل فترة وبلاش تقطع بزيارتهم ليا قلبي اتعلق بيهم أوي
إجابه بنبرة ثابته: هبقا هوديهم الفيلا... مع السلامة يجوجو
جيلان بابتسامة:مع السلامة ياحبيب جوجو... مع السلامة ياحبابيبي
انطلق نجم السيارة.. وبعدها مباشرة انطلق أكنان هو الاخر
زهرة كانت جالسة بجواره...لسانها انعقد عن الكلام من شدة توترها... همست بخفوت :ياااا
التفت لها وقال بفضول:نعم يازهرة عاوزة تقولي حاجة
ردت بارتباك :اه أنا فكرت في كلامك امبارح وعاوزة ادي لعلاقتنا فرصة
انصدم فقد النطق لثواني... نظر لها يتأكد من وجودها بجواره وأنها هي نفس الشخص وسأل مكررا:قولتي ايه؟
_أنا قررت ادي علاقتنا فرصة
هتف بسعادة:واخيراااا... اللحظة دي استنتها كتير
امسك كف يديها وضغط برقة
وهمس بابتسامة:اوعدك يازهرة انك هتعيشي سعيدة معايا وأخذ يصيح بسعادة... أنا أسعد إنسان في الكون
شعرت بالراحة من قرارها لتزين شفتيها ابتسامه هادئة...ودعت في سرها براحة البال وأن تملىء البهجة حياتها
إنها ليست النهاية ولكنها مجرد البداية
يتبع..
رواية زهرة ولكن دميمة البارت الرابع والثلاثون بقلم سلمى محمد
مرت الأيام وتعاقبت الأحداث في حياتهم، فهناك أيام مرت بسعادة وأخرى بحزن وشقاء، فالحياة ماهي إلا أيام معدودة.
أغمض يدعي النوم وكتم أنفاسه متمنيا أن تظل بجواره ولا تهرب إلى غرفتها ككل مرة فهذه المرة كانت مختلفة فهي من أتت إلى غرفته لأول مرة تذكر نظراتها المرعوبة عندما رأته أمامها وردها المتلعثم عن سبب تواجدها أنها رأت نور الغرفة مضاء وإنه تأخر في المجيء... لم تسمعه عندما أتى فحسبت أحد الأولاد أستيقظ وعبث في النور... شعر ببريق من الأمل يتوغل داخل قلبه من ردها فهي اهتمت لاحظت تأخره في الخارج...ظلت مستيقظة من أجله وجد نفسه بالقرب منها كانت هادئة نظراتها مختلفة لم يعلم متى أشتعل الجو بينهم وفي لحظة أصبحت بين ذراعيه...فاق من شروده على صوت حركة خفيفة...تابعها بعيون شبه مغمضة وهي تتسلل من فراشه عندما تأكدت من نومه... بمجرد أختفائها جلس وأخذ يزفر بغضب بالرغم من مرور سنة على علاقتهم إلا أنها مصممة على الهروب والإنعزال بداخل غرفتها...أراد الذهاب لها وحملها بالغصب إلى غرفته لكي يضعها مرة أخرى في فراشه حتى ينعم بدفئها وتنام في حضنه...لكنه لم يتزحزح من مكانه لم يرد أخافتها مقررا الإنتظار فما حدث اليوم تطور ملموس في علاقتهم وأخذ يراقب الفراغ بعيون خاوية متألمة
بمجرد أن دخلت غرفتها أنهارت جالسه على المقعد القريب من النافذة...غطت وجهها بيديها وبكت مثل الطفلة
سرت رعشة باردة حادة في جسدها وبعد أن استعادت هدوئها نسبيا فسرت ماحدث لها منذ لحظات بسبب استسلامها وقبولها بالأمر الواقع...همست بحدة ماحدث لا يجب أن يشعرك بالذنب فأنت زوجته لكنك يازهرة السبب فيما حدث كان أين عقلك وتفكيرك السليم عندما ذهبت إلى غرفته بملابس النوم هزت رأسها بغضب ...ظلت مستيقظة حتى الفجر تراقب بسكون كل شيء وغرقت في تأمل ماحدث لها أشتعلت ثارت مشاعرها عندما توصلت الى حقيقة ماتشعر به تجاهه... شعرت بالإضطراب فهي أصبحت تشتاق له رغماً عنها أصبحت تشتاق للمساته همساته الدافئة وهي بين ذراعيه...فهو دائما طيب وحنون معاها... عندما أصبحت زوجته فعليا كانت تتوقع النفور لكن العكس هو ماحدث كان رقيق معاها وضع مشاعرها في المقدمة لم يكن أناني حدثت نفسها بغضب ماحدث مجرد رغبة مجرد رغبة فقط لا غير فهو يمتلك من الخبرة ماتجعلك ترغبيه
فتحت عينيها بتكاسل شديد استغربت للحظات وجودها على المقعد...لمحت الساعة بطرف عينيها فوجدتها الساعة السابعة والنصف أنتبهت ثم نهضت من مكانها مذعورة...دلفت إلى الحمام مسرعة أخذت شهيق عميق ...فتحت الصنبور فملأت كفيها بالماء البارد وألقته على وجهها عدة مرات حتى فاقت تماما...أرتدت معطفها ثم ركضت إلى غرفة أطفالها وأخذت باستبدال ملابسهم بسرعة وهم يضحكون وعيونهم مليئة بالمرح فماضيهم التعس لم يصبح له وجود
أياد بلهجة ضاحكة: براحة شوية
_لو ملبستوش بسرعة هتتأخرو على المدرسة
وليد وأياد في نفس الوقت : يبقا بلاش مدرسة النهاردة
زينت شفتيها إبتسامة هادئة وهي تقول: كفاية مماطلة في الكلام ويلا عشان متتأخروش أكتر من كده
أنتهت من تحضير كل شيء لهم وأطمئنت عليهم حتى أنطلق السائق الخاص بهم بالسيارة...نظرت الى الساعة فوجدت أن المحاضرة الأولى قد فاتتها...أسرعت إلى داخل غرفتها لأرتداء ملابسها فمستحيل أن تتأخر على المحاضرة الثانية فالحضور عليه درجات..
عندما أنتهت هبطت الدرج مسرعة دون أن تنظر أمامها...عند نهاية الدرج فوجئت بأكنان أمامها
تحدث بلكنة هادئة : صباح الخير
ردت بلهجة باردة:صباح النور
حاول كسر الجليد بينهم فقال : عاملة أيه في الكلية
أردفت قائلة: كويسة
نظر إلى حقيبتها المتدليه فوق كتفها بشريط طويل تسائل بابتسامة : كل دي شنطة نوعها أيه؟ مش شايفها كبيرة شويتين
توهجت نظراتها بلمعان خفيف وهي ترد : على فكرة الشنطة دي عمليه أوي في الكلية واسمها توتي باج
حرك رأسه بايماءة خفيفة قائلا: مادام مريحاكي تبقا حلوة...يلا بينا عشان أوصلك
نظرت له بحيرة وهي تسأله: توصلني فين؟
_أوصلك كليتك
_هااا كليتي
_أيوه كليتك
_ومن أمتى بتوصلني الكلية...أنت ديما بتخرج قبلنا
غمز لها وهمس:آه اتاخرت، نفس اللي أخرك وهوصلك النهاردة عشان مفيش حاجة تركبيها والسواق بتاعك راح بالولاد المدرسة ولا هتستني لما يرجع يوصلك
لمعت وجنتها بحمرة خفيفة من تلميحاته ثم أومأت برفض :لا طبعا مش هستنى السواق ولا أنت هتوصلني...أنا اتصلت بأوبر والعربية هتيجي دلوقتي واتحرك شوية عشان أعرف أعدي
حاول التكلم بهدوء فقال: مش هتحرك ومش هتركبي أوبر
دقت قدميها على الأرض بغضب:ليه بقا مينفعش
جز على أسنانه وهو ينظر له: عشان إنتي مراتي ومش هتركبي مع راجل غريب
زمت شفتيها ورددت منفعلة: نعم راجل غريب...طب ماانا بتعامل في الكلية مع معيدين ودكاترة رجالة ايه الفرق ولا هو تحكم فيا وخلاص
نظر لها متأملا حمرة الانفعال على وجهها وعيونها اللامعة شرد للحظات غارقا في جمالها الخاص عند الغضب فهي مميزة في جميع حالاتها...هز رأسه بخفة ثم تحدث بثبات:مش تحكم فيكي سمي اللي بعمله خوف عليكي ولا نسيتي اللي حصل زمان ومن ناحية الكليه أنا عندي خلفية عن كل شخص بتتعاملي معاه فلما تبقي هناك ببقا مطمن ده غير الحارس اللي ملازمك ومتابع حركاتك من بعيد زي ماطلبتي فعشان كده ببقا مطمن عليكي
_طب ماهو هيحصلني وهيبقا متابعني وانا في العربية في ايه لما أركب العربية
_فيه هبقا قلقان عليكي افرضي حصل حاجة
_هو أنت ليه شكاك كده وبتفترض أسوء حاجة وأنا بقولك مش هيحصل حاجة وافرض حصل حاجة وده من رابع المستحيلات الحارس هيكون موجود
قاطعها بنبرة حادة: عندك إختيارين ياهتستني السواق يأوصلك أنا...غير كده مفيش كلية النهاردة
نظرت إلى الساعة ثم إليه رأت بداخل عينيه نظرة مصممة على رأيه وهي ستتأخر إذا لم تتحرك الأن
رفعت رأسها له وأجابته بحدة: وصلني
تفحص وجهها بتمعن وغمز لها: ماكان من الأول
تملكها الغضب، أرادت جرحه على فرض رأيه، فقالت ببرود : لولا بس عايزه ألحق المحاضرة مكنتش اتحركت معاك خطوة واحدة أنا أصلا مش بطيقك بقرف
توهجت عينيه بلهيب الغضب... حرك سبابته على وجنتيها بقسوة قائلا بسخرية: يبقا بتضحكي على نفسك وعليا
أرتعشت والتزمت الصمت... تجاهلها وسار الى الخارج ولم ينتظرها فأسرعت خلفه مردده بأنفعال : أستنى أستنى أنا
لم يلتفت لها وصعد الى السيارة وبمجرد ركوبها أنطلق مباشرة
مرت الدقائق وهما لا ينطقان بأي كلمة...يكادان لا يتنفسان فكلماتها جرحته في الصميم شعرت بالندم فهي تحب رفقته
كان ينظر الى الطريق لم يلتفت لها... فأخرجت مذكرة لتقرأها لأضاعة الوقت لكنها عجزت عن التركيز بسبب شعورها بالذنب
أقتربا من الجامعة وتوقفت السيارة على بعد عدة مترات من باب الجامعة
قبل خروجها تنهدت بصوت مسموع قبل أن تقول بخفوت: أنا أسفه أنا بالعكس بستمتع بالكلام معاك بحب وجودك
تجمد في مكانه مصدوما غير مصدق ماسمع هل تعتذر له... تناسى إهانتها إزاح غضبه بعيدا سأل بهمس: أنتي قولتي أيه
_ أنا أسفة
_الكلام اللي بعد أسفة
_ بحب وجودك ورفقتك
قفز قلبه طربا لمجرد إحساسه بأن مشاعرها تغيرت تجاهه... أنها فقط البداية ليفوز بحبها...أرتسمت على وجهه علامات الأمل
وعلى عدة أمتار من باب الجامعة كانت تقف فتاتين يتحدثن
قاطعت نور الحوار مشيرة باتجاه السيارة المتوقفة: مش دي زهرة بردو ومين إللي وقف معاها
التفتت داليا برأسها وحدقت بتركيز ليعلو ثغرها إبتسامة خفيفة: أيوه هي ثم صفرت بإعحاب...إللي معاها قمرررر
قاطعتها نور قائلة : وطي صوتك
أجابتها بضحكة متحمسة: بطلي الخجل إللي إنتي فيه وخلي أفكارك متحررة زيي ومتحاوليش تكبتي مشاعرك وإعجاب وإللي مع زهرة عاجبني
بغنج ودلال مصطنع سارت داليا تجاههم
همست نور : رايحة فين يامجنونة
أدارت رأسها وقالت بابتسامة متلاعبة: هتعرف عليه
_أهدي ياداليا وبلاش شغل الجنان ده
_وأنا بموووت في الجنان
انفرجت شفتاها بابتسامة مغرية :صباح الخير يازهرة
ردت عليها : صباح النور ياداليا
سألتها وهي تختلس النظر له: أول مرة تتأخري عن محاضرة
شعرت بوخز حاد في قلبها وهي ترى نظرات داليا الملتهمة له
ردت بنبرة جافة: لزم أول مرة في أي حاجة
أطلقت ضحكة خافتة مغرية: طبعا... مش تعرفينا يازهرة على حضرته ثم نظرت له ومدت يديها لكي يصافحها...أنا داليا صاحبة زهرة الأنتيم
صافحها قائلا بابتسامة: أكنان ...أختلس النظر الى زهرة فوجد وجهها عابس مكفهر
كان واضح لها أن داليا كانت تحاول لفت أنتباهه وهو عرف نفسه على أنه أكنان فقط بدون كلمة زوجها...الكلمة التي حاولت أخفائها عن الجميع هنا...شعرت بعدم الارتياح ومزيج من المشاعر المختلفة
قاطعتهم بابتسامة باهتة: وأبقا مراته ياداليا وغمزت لها بسخرية
نظرت لها ببلاهة حائرة: مراته هو أنتي متجوزة
ردت عليها بجمود: مش لازم حياتي الشخصية كل حد يعرف بيها ومع السلامة ياداليا
ردت بغيظ مكتوم : سلااام يازهرة ...سلااام ياأكنان ثم سارت مبتعدة
رد زهرة الجاف ومعرفتها أنه زوجها كان كسيل الماء البارد المنهمر فوق رأسها...أكملت طريقها وهي تشعر بالغضب والغيرة منها
تفحص وجهها قائلا بابتسامة خبيثة: مكنش ليها لزمة تتكلمي مع صاحبتك بالحدة دي
لمعت نظراتها ببريق حاد وهي ترد: أولا هي مش صحبتي وعلاقتي بيها من بعيد لبعيد
_بردو مكنش المفروض تكلميها بالأسلوب ده
_ يعني أنت مشوفتش كانت بتتكلم أزاي دي كانت بتتقصع قصادك
أراد أخراج مابداخلها من انفعالات: وفيه أيه؟
ردت عليه وعلى وجهها تعبير غاضب: كلامها باين من كلامها أنها معجبه بيك
غمز لها قائلا:مش أول واحدة تعجب بيا
هتفت بغيظ: نعم أنت جوزي وأنا مسحمش لأي واحدة تقلل من كرامتي
_ تقلل من كرامتك مش مزودها شوية واحدة بتتكلم مع واحد بتحسبه مش مرتبط وهي مش غلطانة عشان أنتي اللي مش قايلة لحد أنك متجوزة...أنتي متأكده مفيش حاجة تاني غير الكرامة إللي معصباكي كده...نظر لها بتمعن وقال ممكن تكوني غيرانة
أطلقت ضحكة قصيرة وأرجعت رأسها للوراء ثم نظرت له: غيرانه لا طبعا...بس مش بحب نوعية داليا فكرتني بواحدة زمان نفس الطبع وحبيت أحطها في مكانها الطبيعي...أنا مراتك وأنت ملكي زي ماأنا ملكك
شعر بالغضب من ردها فهي عنيدة جدا وحريصة على كتمان مشاعرها الحقيقية...رسم على وجهه أبتسامة خفيفة ثم قال: مضطر أسيبك دلوقتي مع السلامة ياحبي
_ سلام ثم سارت باتجاه البوابة
ظل أكنان في داخل السيارة يتابع دخولها بشرود محدثا نفسه الى متى ستظل تقاومه وعندما أختفت تماما انطلق بالسيارة
أنتهت المحاضرة ولم تعلم الى أين تذهب فهي لاتريد مقابلة شلة داليا في الجوار والمحاضرة الأخرى بعد ساعة...قررت أن تذهب الى المكتبة فهي نادرا ماتتواجد هناك هي وأصدقائها...وعندما أقتربت من المكتبة سمعت صوت داليا يبدو أنها بالداخل أرادت الرجوع لكن الفضول تملكها لمعرفة سبب ضحكتها العالية
داليا بسخرية : قال أيه بتقول جوزها...جوز مين اللي ظهر مرة واحدة أنا متأكده أنها مقضيها معه من غير جواز
نور برفض: لا طبعا كلنا عارفين أخلاق زهرة
زغرته بنظرات حارقة: مش عاجبك الكلام أمشي وملكيش دعوة بشلتنا
تراجعت نور في كلامها فهي لاتريد ترك جماعة داليا المسيطرة فوالدها عميد الكلية: خلاص متتعصبيش
ثم تعالت ضحكاتهم الساخرة...ضحكت داليا وهي تقول يااما تحت السواهي دواهي
لم تصدق ماسمعت أرادت الدخول لهم لكنها تراجعت فهي لاتريد أحداث شوشرة في الكلية يكفي ماحدث وأنفعالها على داليا...رجعت للوراء بأقدام متثاقلة تريد الهروب منهم
نظرت إلى الساعة فوجدتها تخطت الثالثة صباحا... تنهدت بعمق فهو لأول مرة منذ زواجهم يتأخر في الخارج... فكرت بالإتصال بزهرة لكي تفضفض معاها في الكلام وقامت بحساب فرق التوقيت هنا وهناك فوجدت أن زهرة تكون مشغولة في الكلية بحضور المحاضرات فلم ترد ازعاجها يكفيها مابها هي الأخرى...
بعد تفكير طويل توصلت الى طريقة لكي تعتذر له فهي أخطئت في حقه..أحضرت ورقة وقلم وخطت أعتذارها
لمحت زعل من عيونك تموتني وبسمة رضا من شفايفك تعيشني...أنا أسفة حبيبتك ضحى
ثم طوت الرسالة وأدخلتها في زجاجة
وعندما سمعت صوت خطوات أقدامه تقترب من الباب دخلت الحمام الذي زينته مخصوص مسرعة لتضع الرسالة... فهي زينته مخصوصا له
ملئت البانيو بالماء الدافىء ووضعت الزجاجة لتطفو على سطح الماء..عندما أنتهت خرجت لملاقته...
لم يلتفت لها وأكمل طريقه باتجاه خزينة ملابسه أخرج منها ملابس النوم ثم أتجه الى الحمام وبمجرد أغلاق الباب خلفه رأى المكان مزين والبانيو أيضا وفوق الماء زجاجة ملونة طافية...أبتسم أبتسامة تحمل أحاسيس متناقضة مابين سعادة وسخط أمسك الزجاجة وأخرج الرسالة...قرأها في صمت واتسعت بابتسامته على طريقتها في الأعتذار ثم عاد بخياله الى عدة ساعات ماضية
قبل خروجه شعر من طريقتها المرتبكة في الكلام أنها تسعى الى شيء تريده...تصاعد الفضول بداخله لمعرفة السبب فسألها: أتكلمي من غير لف ودوران وقولي عايزه تقولي أيه
همست بتردد: سعادتنا ناقصها حاجة واحدة وتكمل
تأهبت حواسه وعرف ماتريد فسألها دون أن يبدو عليه المعرفة : وأيه اللي ناقص ياضحى
_ أننا نخلف أنك تكون أب وأنا أكون أم
_متعبتيش من الكلام في الموضوع ده
ردت بحدة غير مقصودة: لا متعبتش أنا حسه سعادتي ناقصة ومش هتكمل الا بالخلفة منك
ضمها الى حضنه وهمس برقة: أنا مش حاطط موضوع الخلفة في دماغي وياريت تعملي زيي...أفهميني ياضحى الخلفة رزق وده أبتلاء من عند ربنا...مش معنى كده حياتنا تقف وتحصري سعادتك في النعمة اللي أنتي محرومة منها بصي للنعم الكتير اللي حواليكي الصحة الفلوس وزوج بيحبك ونعم تانية كتير أنتي مش حسه بيها...الأرزاق متقسمة بالعدل وكل واحد بياخد رزقه
أومأت برأسها بايماءة خفيفة أراحت نفسها على صدره وهمست له: عارفة ياكريم بس غصب عني أنا نفسي أكون أم
تنهد بحدة : باين على الليلة هتطول طب عايزاني أعملك أيه دلوقتي عشان شوية وهمشي محتاج أكون في الشركة عشان صفقة سويسرا وموضوع السفر وكمان
قاطعته قائلة برجاء: أسافر معاك
فرك ذقنه بطرف أصبعه متسائلا: أول مرة تبقي عايزه تسافري...ليه؟
_ عايزه أشوف سويسرا
_ خليها المرة الجاية أوعدك تسافري معايا
قالت بأصرار: عايزه أسافر المرة دي
ظل عدة دقائق في محاولة أقناعها أنه لايستطيع أخذها هذه المرة ...هتف بضيق: مينفعش
أردفت بالحاح: ينفع ماهو أنتي لو ليك غرض أسافر معاك كان اللي منفعش نفع
نظر له بتمعن مندهش من أصرارها : ليه ياضحى مصممة تسافري معايا أنت أول مرة تتكلمي معايا كده
ظلت ضحى صامته فردد متسائلا : أتكلمي ليه السفرية دي بالذات
تنهدت وقالت : لو قولتلك السبب هتخليني أسافر معاك
أومأ رأسه قائلا: أيوه
تمتمت بكلمات خافتة : أصل راسلت مستشفى في سويسرا واتفقت على ميعاد مع دكتور هناك
صرخ في وجهها : أتكلمتي وأتفقتي من ورايا وجايه تقوليلي دلوقتي بعد ماظبطتي كل حاجة...هي دي الثقة اللي بينا...فين كلامك ليا أنك عمرك ماهتخبي ولا تعملي حاجة من ورايا...ليه مكنتيش صريحة معايا من الأول وقولتيلي هااا...أنا ماشي عشان لو قعدت دقيقة واحدة مش عارف هعمل معاكي أيه
ظلت صامتة لاتقوى على الرد فهي بالفعل اخطئت عندما أخفت عنه مافعلت لكن حلمها بالأمومة سيطر عليها ولم تكن تتوقع غضبه الحاد
هز رأسه بعنف نافضا الذكرى الكئيبة...خرج لرؤيتها فوجدتها تنتظره
اتخذت الخطوات الأولى تجاهه تلاقت النظرات... نظرت له باعتذار فبادلها بنظرات مؤنبة
همست بندم:أنا أسفة أسفة ثم ألقت رأسها على صدره واحاطت خصره بكلتا يديها مرددة بحبك ومقدرش على زعلك
حرك أصابعه برقة بين خصلات شعرها وهمس: خلاص ياضحى أنا مبقتش زعلان وبعد مافكرت مع نفسي قدرت موقفك ...ثم قرص خدها برقة بعد كده متعمليش حاجة من ورايا مفهوم
أومأت رأسها بالأيجاب: مبقتش زعلان مني
أجابها بابتسامة هادئة: عشان تعرفي أني مبقتش زعلان هتسافري معايا
هتفت بسعادة بالغة: بجد بجد هسافر
تأمل سعادتها بحب : أيوه بجد
عادت بيسان إلى غرفتها وهي ممسكة بكوب من النسكافيه يتصاعد منه بخار خفيف...جلست على الكرسي وأسندت ظهرها وأخذت ترتشف منه ببطء...دلف زاهر فوجدها شاردة تنظر الى السقف... أقترب منها رأى عيونها غائمة بالدموع ربت بخفة على رأسها وهمس بخفوت: بيسان
نظرت له بعيون دامعة : جيت بدري النهاردة
همس برقة وهو يداعب وجنتيها بحب:قلقت عليكي لما سمعت صوتك في أخر مكالمة بينا وطلع أحساسي صح... مالك يا حبيبتي
تنهدت بعمق وهي ترد: أنا كويسة
تنهد قائلا : طب قوليلي كنتي سرحانة في أيه؟
_سرحت شوية
_سرحتي في أيه؟
_ زهقت من العيشة هنا ونفسي نرجع بلدنا تاني
_تاني يابيسان هنتكلم في الموضوع
همست بحزن : عارفة بس أنا تعبت وأشتاقت أرجع عشان خاطري يازاهر فكر في كلامي...مش كفاية أني محرومة من الخلفة بلاش أتحرم من كله
ضمها الى صدره في حنان ورفع وجهها إلى وجهه ومشط شعرها الأسود الملقى وقبلها على رأسها...أخذت كلماتها تدق في رأسه وقلبه
دست وجهها بالقرب من قلبه وأغمضت عينيها وهمست: عشان خاطري فكر تاني
قال وأصابعه مازالت تمشط شعرها: حاضر هفكر جديا في كلامك
رفعت رأسها ونظرت له بأمل: بجد
_أيوه بجد
_بحبك يازاهر بحبك قوي
شدد من أحتضانها وقال برقة : وأنا بعشقك
______
عقد العزم أن يتواجد معاها أكثر من الأول لكي يجتاح مشاعرها...أنصدمت من رؤيته منتظر أياهها أمام الكلية
فتح لها الباب وأرتسمت على وجهه أكثر أبتسامته أثارة: أتفضلي ياهانم عشان أوصلك
همست بتوتر : أول مرة تيجي
رد عليها بصوت متعمدا خروجه بلهجة مثيرة : ولا أخر مرة
دلفت الى الداخل دون أن ترد عليه.... تفاجئت بوجود الصغيرين في المقعد الخلفي يلعبون
لاحظ نظراتها المتسائلة : قولت أخليها توصيلة عائلية
همس قائلة : وياترى هتعمل كده علطول
_ على حسب لو مكنتيش مضايقة يبقا هوصلك علطول ثم أكمل مرددا أنت مضايقة
هزت رأسها نافية : لا طبعا
أبتسم بخفة : يبقا كل ماأفضى هوصلك
ثم قاد سيارته بهدوء و بين التارة والأخرى كان ينظر لها...لاحظ شرودها والعبوس المزيين ملامح وجهها
سألها بفضول : مالك يازهرة؟ ..أحكيلي على إللي مضايقك يمكن أقدر أساعدك
ظلت صامتة للحظات تفكر هل تخبره بماحدث اليوم ..ماسمعته من حوار وغمزات زملائها من تحت الى تحت بعد أن قامت داليا وأصدقائها بتسريب أشاعة أنها تعيش علاقة محرمة بدون رابط زواج... فركت يديها بتوتر وهي تنظر له ثم التفتت برأسها نحو النافذة تحدق في الطريق بضيق
سألها مرددا : في أيه يازهرة
تنحنحت بتلعثم: سمعت النهاردة كلام ضايقني أوي
_ كلام أيه اللي ضايقك
_ هقولك وعندما أنتهت من أخباره تجمدت تعابير وجهه وضغط على عجلة القيادة بعنف خرج صوته غاضبا: متزعليش نفسك وأنا هتصرف
قالت بصوت مهتز فهي لأول مرة تراه بهذا الشكل: هتعمل أيه؟
_ كله إلا إنتي... مراتي خط أحمر
ثم ساد الصمت بينهم أمعنت النظر له خفية غرقت بحواسها ومشاعرها كلها في التفكير حتى وصلت أفكارها إلى منحنى ظلت تقاومه... ثقلت أنفاسها واحتدت وهي تحدث نفسها مستحيل مستحيل
بمرور الأيام أصبحت عاطفتها أقوى ومشاعرها أكثر وضوحا... نظرت إلى نفسها في المرآة رأت بريقا لم يرتسم على وجهها من قبل تنهدت بعمق وهي تسترجع أحلام المراهقة في مواصفات زوجها المستقبلي فاكنان كل ماتتمناه الفتاة في فارس أحلامها رفيق حياتها... فكل يوم يمر بينهم يثبت لها إنه زوج طيب وحنون صادق رومانسي مثالي يعتمد عليه...ابتسمت بخفة عندما تذكرت إعتذار داليا لها في المدرج أمام الجميع ولم يكتفي بذلك بل جعلها تنتقل إلى كلية أخرى
وعلى الجهة الأخرى من العالم كان كريم جالسا في مكتبه شاردا يفكر في تبدل حال زوجته فبعد اجرائها العملية لكي تحمل كان وجهها يضحك بالأمل أما الأن بعد مرور شهرين بدون أن يحدث حمل أختفت البسمة وحلت محلها نظرة حزينة تحاول أخفائها عنه لكنه بكل سهولة يستطيع التقاط اي تعبير جديد بخصوصها...شعر بثقل في قلبه بسبب فشله في إرجاع بسمتها
______
أمسكت هاتفها وأخذت تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي بملل فأغلقت الهاتف بحدة ووضعته على الطاولة ونظرت له بشرود ثم امسكته مرة أخرى وقامت بالأتصال بزوجها لكن هاتفه كان مغلق فقامت بالإتصال بهاتف مكتبه الخاص
سمعت على الطرف الآخر صوتا انثويا ساحر ليس الصوت المعتادة على سماعه في كل مرة
هتفت بيسان بحدة: أنتي مين؟
أجابتها بلهجة عملية:حضرتك اللي اتصلت.. مين حضرتك
_من غير ماتعرفي أنا مين حولي الإتصال للبيه اللي مشغلك
_مينفعش حضرتك لزم أعرف انتي مين الأول وبعدين أبلغه وهو يحدد إذ كان فاضي يقبل المكالمة أو مش حضرتك
قالت بغضب مكتوم : روحي بلغيه وقوليلو بيسان عايز تكلمك
ردت بهدوء بارد: بيسان مين!
هتفت بانفعال:روحي قولي ليه بيسان بيساااان وبس
قامت ميريت بالتنفس بعمق ثم اردفت مكررة: اقول ليه بيسان مين حضرتك...الإسم بالكامل وسبب الزيارة دي قوانين حضرتك
لم تشعر بيسان بنفسها وهي تغلق هاتفها بعنف وعلى الطرف الآخر نظرت ميريت الى الهاتف بحيرة وتساؤل من تكون المتصلة..بعدها بفترة قصيرة اتصل زاهر لكي تحضر له ملف المناقصة الجديدة...
دقات خفيفة على الباب دخلت على أثرها ميريت ثم قالت بابتسامة خفيفة: الملف جاهز
أشار لها زاهر دون النظر له ان تضع الملف فوق المكتب أمامه فقامت بوضعه وظلت واقفة...إزاح نظراته عن الملف الذي يقرأه عندما لم تتحرك
قال لها:نعم ياميريت
اجابته بهدوء: في واحدة كانت عايزه تكلم حضرتك ولما سألتها عن إسمها بالكامل وعايزاك ليه قفلت السكة..هي قالت إسمها الأول وبس بيسان
نظر لها مليا وتأهبت حواسه: بيسان اتصلت
أومأت رأسها: نعم
_لما تتصل تاني حوليها علطول... بيسان تبقا مراتي
ارتبكت للحظات ثم قالت باعتذار: لو كنت اعرف كنت حولت المكالمة علطول
قال بهدوء : ولا يهمك ميريت انتي كنتي بطبقي القواعد ولسه جديدة ومتعرفيش مراتي
ثم أشار لها بالانصراف...بمجرد ذهابها اخرج هاتفه وجده يحتاج شحن وعند شحنه وتشغيله وجد العديد من المكالمات الفائتة فقام بالأتصال بها أرتسمت على وجهه تعابير عابسة عندما لم ترد فاتصل مرة أخرى..كرر الاتصال عدة مرات تنهد براحة لسماع صوتها: اخيرااا رديتي كنتي فين؟ ده انا رنيت عليكي كتير
بلهجة يشوبها الغضب فهي تجاهلت الرد عليه متعمدة :مكنتش في أي مكان والفون كنت عملاه صامت عشان كده مسمعتش الرن
_مالك يابيسان صوتك وردك مش عاجبني
_مش عارفة إيه اللي مضايقني
_لو عارف مكنتش سألتك
زفرت بضيق: عايز تعرف تمام هقولك مين البنت اللي ردت عليا وكمان منعت انها توصلني ليك
أجابها بثبات: دي ميريت السكرتيرة الجديدة
اردفت بغيرة : وفين السكرتيرة القديمة راحت فين؟ ومقولتيلش ليه انك عينت واحدة جديدة
إبتسم رغما عنه لاستشعار الغيرة في صوتها فقال: عادي يابوسة موضوع تغيير السكرتيرة لقيته مش مهم فهو لم يرد اخبارها أن ويلما أخذت إجازة لتضع مولدتها فهي أصبحت حساسة بشأن الإنجاب وتأخره بينهم دون سبب
قالت بعصبية:طبعا مقولتش عشان تعيش حياتك براحتك مع السكرتيرة الجديدة
فرك جبهته بضيق بعد اداركه إنها تمر بإحدى نوباتها الانفعالية زفر بحدة قبل الرد: أنتي عارفة أن كلامك ده مش صح
_ ومادام مش صح خبيت عليا ليه وأعرف أن عندك سكرتيرة جديدة بالصدفة
_ خلاص يابوسة متزعليش نفسك وبعد كده أي حاجة جديدة هتحصل هقولك عليها
قالت بابتسامة هازئة : مفيش أسهل من معلش ومتزعليش نفسك
ضغط على شفتيه في ضيق ثم قال: طب أيه اللي يريحك دلوقتي
ردت بانفعال: أطردها عايز تريحني أطردها
أغمض عينيه وأبعد الهاتف قليلا قبل أن يتحدث بهدوء ظاهري: هي معملتش حاجة عشان أطردها بس عشانك أنتي وبس هنقلها في فرع تاني مبسوطة كده
مطت شفتيها قبل أن ترد : مش أوي
أراد أنهاء الحديث الدائر بينهم فقال: سلام دلوقتي عشان مش فاضي وورايا شغل
_ أستنى يازاهر لسه مخلصتش كلام
_ سلام ولما أرجع نبقا نتكلم ثم أغلق السماعة بعنف ...أتجه بخطوات غاضبة نحو الباب الجانبي الموجود بغرفة مكتبه وأخذ يكيل اللكمات باتجاه كيس الملاكمة في محاولة لأفراغ شحنة غضبة هتف بحدة غيرتها بقت لا تطاق
عند بيسان ظلت ممسكة بالهاتف رغم إنتهاء المكالمة وشتى الأفكار تجول في رأسها وأخذت تبحث عن سبب أخفاء زاهر وجود سكرتيرة جديدة...حدثت نفسها بصوت مسموع لن تأتيكي الأجابة وأنتي جالسة هنا
أرتدت ملابسها على عجل ثم خرجت من غرفتها عاقدة العزم لرؤيتها
دخلت ضحى إلى مكتبه الموجود في ملحق الفيلا
رأته يتصفح الملف الموضوع أمامه ولم يبالي بها لعدة دقائق
تمتمت بضيق قائلة: السلام عليكم
رفع نظراته من فوق الملف وأشار لها بالجلوس: وعليكم السلام
جلست على الكرسي وساد صمت رهيب بينهم...فاضل لا يريد التحدث مباشرة وهي يقتلها القلق والفضول عن سبب طلبه لرؤيتها
تكلم بهدوء بارد: طبعا عايزه تعرفي أنا عايزك ليه
ردت بابتسامة باهتة: طبعا
نقر على سطح المكتب باسبابته ثم نظر لها بتمعن: هتكلم معاكي بصراحة ياضحى...إللي متعرفهوش أنا مكنتش موافق على جوازك من أبني بس أعمل أيه وافقت مضطر...وفكرت كتير أعمل أي حاجة عشان يطلقك ويتجوز واحدة تليق بمستوانا بس مراتي وقفت في صفك وحاربتني في الموضوع ده... أها منكرش أن عملت أكتر من حاجة عشان أكتشف مدى أخلاصك لأبني...فلوس وخليت كريم يفتحلك حساب في البنك ومقربتيش منها...راجل وحطيته في طريقك وعرفتي تصديه
أتسعت عينيها بالذهول: تقصد الواد الممثل
أومأ رأسه بالأيجاب: أيوه هو وكل إللي عملته معاكي أثبتلي أن الفلوس مش تهمك ولا الشكل الحلو بصراحة ملقتش ليكي نقطة ضعف ملقتش فيكي عيب فسكت وقبلت بالأمر الواقع أما دلوقتي الوضع مختلف
وأكمل حديثه بابتسامة ساخرة هخليكي تسيبي كريم وتطلبي الطلاق منه
نظرت له بصدمة ممزوجة بخوف: أنا مستحيل أطلب الطلاق أنا بحب كريم وكريم بيحبني
تحدث بهدوء: عارف أنك بتحبيه ثم أزاح الملف الموضوع أمامه باتجاهها...الملف ده فيه تقريرك الطبي وكمان نتايج أخر محاولة ليكي للخلفة وأنك مستحيل تخلفي وأنتي لو بتحبيه زي مابتقولي بلاش تحرميه من الخلفة وأنه يبقا أب
ضحى بصرخة متألمة: لدرجادي بتكرهني
رد بلامبلاة : مش كره أنا بفكر في مصلحة أبني ووريثي لو بتحبيه أطلبي منه الطلاق اطلعي من حياته
ضحى أختنقت بالبكاء وتساقطت الدموع على غير رغبة منها وقالت : مقدرش أعيش من غيره
فاضل بكبرياء وتعجرف: يبقا اللي بتعمليه دلوقتي مش حب ده اسمه أنانية... أخرجي من حياته برضاكي
_مستحيل أطلب الطلاق
أيه كل الجبروت إللي أنت فيه
_ لو مطلبتيش انتي الطلاق وخرجتي من حياته بهدوء ححول حياتك لجحيم وهأذي أقرب الناس ليكي
أستشاطت غضبا وصرخت: وأنا مش هسكت وهقول لكريم على تهديدك ليا ولأهلي
اردف بصوت قاسي: مش بقولك انتي أنانية في حبك عشان عايزه تدخلي كريم في حرب أنا مصمم على الفوز فيه... عايزه تخليه يقف قصادي وتخليها حرب بينا
هتفت بألم:أنت مش بتحس بتأنيب الضمير وأنت بتظلمني
فاضل بلهجة هادئة : أنتي اللي بتظلمي أبني بوجودك في حياته مش أنا...لما تمنعيه من أنه يكون أب دلوقتي الخيوط كلها بإيدك إنتي
بصوت خافت مهزوم:حسبي الله ونعم الوكيل
رد بصوت بارد: وقتك إنتهى
سحبت ضحى قدميها بصعوبة والدنيا تدور بها ولا ترى من كثرة الدموع وصوت فاضل وتهديده يتردد داخل عقلها بقوة.. لم تلاحظ نيروز القادمة باتجاهها
نيروز بقلق:مالك ياضحى
أجابتها بصوت مكتوم :ماليش أنا كويسة
_انتي بتعيطي
_ دي دموع التعب بعد إذنك هطلع اوضتي عشان تعبانة
نظرت نيروز إلى مغادرتها بشرود وحدثت نفسها ماذا حدث بالداخل مع ضحى وزوجها.. لم تتسائل مع نفسها كثيرا ودلفت بخطوات عازمة إليه
وبمجرد رؤيتها له سألت بحدة: قولت إيه لضحى خلاها تخرج من عندك ماعيطه
تطلع لها فاضل للحظات ثم قال: قولت ليها تسيب ابني
مطت شفتيها بغضب قبل أن ترد: تاني يافاضل
قال بعنف: انا سكت الأول... دلوقتي لأ مش هسكت لما اعرف انها مستحيل تخلف
عقدت حاجبيها مستنكرة قائلة:أنت اللي بتقول كده انت اكتر واحد عارف إن العلم أتقدم ومفيش حاجة إسمها مستحيل
تحدث بنفاذ صبر: آخر تقرير ليها بيقول الأمل معدوم عندها
سألته بحيرة:تقرير إيه وإزاي وصلك
نظر أحدهما إلى الآخر ثم قال: واصل ليا إزاي شيء مش هيفيدك بحاجة المهم إللي جوا التقرير إنها نسبة الحمل عندها معدومة... إنتي بقا لسه متمسكة تدافعي عنها بعد ماعرفتي إنك مستحيل تشوفي ولاد إبنك
هتفت بضيق: إللي بتعمله غلط يافاضل أنت ممكن تخسر أبنك باللي هتعمله ده وقبل أن تتحرك ناحية الباب قالت عيد حساباتك ثم تركته مغادرة
بمجرد دخولها مكتب زوجها تأملت السكرتيرة بملامحها الرقيقة وشعرها الأشقر القصير الصبياني كانت الفتاة فاتنة...شعرت بالغضب يمتلكها
سألت ميريت باستغراب: مين حضرتك ودخلتي المكتب إزاي من غير مالأمن يبلغني
ردت بسخرية: بيسان
نهضت ميريت من مكانها بسرعة وقالت: أنا بعتذر ليكي عن مكالمة التليفون لو كنت أعرف كنت حولتك أنا أسفة مرة تانية وأتمنى تقبلي أسفي
اكتفت بيسان بالصمت ثم قالت ببرود :ممكن ادخل ولا ممنوع
أجابتها بلهجة متوترة: أتفضلي حضرتك هو موجود لوحده
دلفت بيسان بدون الطرق على الباب... تفاجأ زاهر من رؤيتها أمامه...نهض من مكانه
وسألها بنبرة يشوبها القلق: في حاجة يابيسان أنتي كويسة
ردت ببرود : أيوه كويسة
_ طب أيه إللي جابك في الوقت ده
_ قولت لنفسي أعملك مفاجأة
قال باستيعاب : أه فهمت خلاص سبب الزيارة
زمت شفتيها بغضب: ومادام فهمت...ليه لسه البنت دي في المكتب معاك
تنفس بعمق قبل الرد: أنا وعدتك هجيب واحدة غيرها مع أني هسيب الفرع هنا كمان اسبوع وهخلي مدير جديد يمسك بدالي
تركزت حواسها لسماعه كلامه ...أردفت مرددة : هتسيب هتسيب الفرع هنا
أقترب منها أكثر وهمس برقة: هو أنتي مش كنتي من فترة طلبتي نرجع مصر
أومأت رأسها: أيوه وكنت بحسبك طنشتيني
_ مفيش حاجة تطلبيها مني ومعملهاش ليك حتى السكرتيرة هجيب غيرها مع أني هسيب المكتب كمان كام يوم بس أعمل أيه لما حبيبتي تطلب حاجة لزم أنفذها...
_ مقولتش ليه أننا هنسافر ليه أستنيت كل ده؟
_أنا كنت بظبط الأوضاع وأشوف أحسن واحد في الشركة يمسك بدالي...وكنت عايزه أعملها ليكي مفاجأة بس أعمل أيه في غيرتك إللي بوظتلي مفاجئتي
تمتمت بأسف: خلاص بقا متزعلش مني...ماأنت عارف أني بغير عليك أوي
قال برقة: وأنا بحبك وبغير عليكي.. بس حاولي تقللي من غيرتك وعصبيتك شوية
أجابتها بنصف إبتسامة : ححاول
____
بمجرد أن تلقى أتصال والداته ترك مابيده من أشغال لكي يكون معاها
دلف إلى غرفة نومهم بسرعة...خفق صدره بقوة ...تبكي رأها تبكي
أنصدمت من دخوله المفاجىء...أدارت رأسها لكي لا يرها هكذا وبكف يديها مسحت دموعها بسرعة
أقترب منها في هدوء وجذبها برقة لكي تنهض ضمها في حضنه وربت على شعرها بحنان ...أغمضت عينيها غمرت وجهها أكثر في صدره مستسلمة للمساته وبعد فترة من الصمت رفع رأسها ونظر لها بحب ومرر أصبعه برقة على خدها قائلا:كنتي بتعيطي ليه
همست بصوت مبحوح: أبدا مكنتش بعيط
قال وهو يشبك قبضة يده على يديها:بس أنا عارف كنتي بتعيطي ليه...زعلانة من تهديد بابا ليكي
سألت باستغراب : وأنت عرفت إزاي
_ماما اتصلت بيا وحكت ليا على إللي حصل النهاردة واللي حصل زمان
زعلان من نفسي أوي عشان مكنتش موجود معاكي أدافع عنك
همست بألم : بس هو عنده حق حرام امنعك تكون أب... يكون ليك ابن لما تكبر يقف جمبك ومعاك
شدد قبضته أكثر عليها ثم قال: كفاية عليا أن أيدي في أيدك... مش عايز شيء من دنيتي غيرك إنتي... مش عايز أطفال كفاية وجودك في حياتي
نظرت له بحزن: أنا مش عايزه أكون السبب في الحرب بينكم مش عايز أكون السبب في حرمانك من حقك
أبتسم برقة قائلا: متخافيش عليا أنا مش ضعيف وورايا رجالة وكمان نيروز... أنا اتفقت مع ماما إني هسيب البلد هنا واستقر أنا وانتي في مصر
تمتمت بخفوت : مش عايزه يجي يوم وتندم
نظر لها برقة مرددا : بحبك بحبك بحبك...لا يهمني مال ولا جاه انتي وبس اللي تهمني إنتي وحدك تكفيني إنتي عالمي ودنياي... أسكن فيكي وتسكتين في..ولو على الأطفال ممكن نكفل طفل عشان تكوني سعيدة
انهمرت دموع سعادتها على وجنتيها فضمها أكثر إلى حضنه في صمت
_____
هذا الوقت المفضل له في اليوم وهو الجلوس مع أطفاله وزوجته في حديقة المنزل... ركض الصغيرين حولهم بمرح وبين التارة والأخرى كان يختلس النظر لها وهي مندمجة في الكتاب التي تقرأه
هتف وليد : ألعب معانا يابابا
أكنان بابتسامة: هنلعب إيه
غمز وليد إلى إياد ثم قال : لعبة جديدة ومحتاجة ماما معانا
قال أكنان:مادام اللعبة فيها ماما طبعا موافق ومش عايز اعرف لعبة إيه
زهرة برفض: بعدين ياوليد هلعب معاكم بعدين
نظر وليد لها برجاء ولمعت الدموع في عينيه...أما إياد فلم يفوت الفرصة عندما رأى ترددها لرؤية الدموع في عيون توأمه: ألعبي معانا شوية
اردفت باستسلام:حاضر
صفق كلا الصغيرين بمرح ثم قال إياد: وعد هتلعبي معانا
أومأت رأسها: وعد قول بقا هنلعب عسكر وحرامية ولا استغماية ولا لعبة الحروف
رأت إياد يغمز إلى وليد ثم أجابها بابتسامة: ولا حاجة من دول دي لعبة جديدة أول مرة هنلعبها
أبتسمت له ثم أردفت قائلة: مش مستريحة ليكم أنتم الأتنين...ياترى لعبة أيه إللي بتخططو عليها
رد وليد بمرح: لعبة سهلة أوي..بصي ياستي ماما بص ياسي بابا...أحنا هنمثل
تابع إياد الكلام : وليد هيبقا السلطان وأنا رئيس الجيش وبابا الوزير وأما أنتي هتكوني الجارية اللي هشتريها
فغرت زهرة شفتيها مشدوهة من كلامه : هي دي بقا لعبتكم اللي عايزني العبها معاكم
قاطعها أياد بابتسامة برئية في الظاهر: أحنا أخدنا وعد منك صح ولا مش صح
تنهدت قائلة: موافقة يلا بينا نلعب
همس أكنان الى كلا الطفلين: أنا هقوم بدور السلطان موافقين
وليد باستنكار: أنا السلطان
لكزه إياد في جانبه: أستنى شوية أنا إللي أديتك دور السلطان صح
أومأ وليد رأسه الموافقة...يبقا تسمع هقول أيه ثم نظر إلى والده قائلا بخفوت...خلاص أنت بقيت السلطان بس متنساش الرحلة إللي قولتلك عليها وأنت رفضت
نظر إلى صغيره بذهول: العقل ده جبته منين؟
_منك يامان نقول موافق
_ موافق
قاطعتهم زهرة : بتتكلمو بصوت واطي ليه؟
نظر لها إياد ببرائة قائلا : بنعيد توزيع الأدوار بابا السلطان ووليد الوزير وأنا رئيس الجيش وأنتي الجارية
وزعت نظراتها عليهم بضيق ثم وجهت حديثها للصغيرين: لولا إني وعدتكم كان زماني قولت لأ
هتف وليد بسعادة : يلا يابابا أبتدي اللعب
وقف أكنان مرفوع الرأس ثابت في مكانه كما يليق بوقوف السلطان ثم هتف بصوت مجلجل: جهزلي موكب الصيد أيها الوزير وأنت ياقائد الجيش وظيفتك تأمين رحلة الصيد
وليد وأياد في وقت واحد: سمعا وطاعا ياسلطاني
مرت ثواني من الصمت قاطعها تصفيق أياد: أنتهيت سلطاني
بعدها صفق وليد : وأنا أيضا
بدأ وليد وأياد الدق فوق الطاولة: أنفخو الأبواق فموكب السلطان سينطلق الأن
وفجأ قفز وليد بجانب أكنان صائحا: أبتعدي يافتاة عن موكب السلطان
رأت زهرة الغمزات المتبادلة بين أياد وأكنان الذي قال: أريدها ياوزير وغمز بإحدى حاجبيه إلى زهرة..فهي أصطادت قلبي ولبي من أول نظرة...أشتري ياوزير تلك الجارية وأجلبها لي
_ أمرك سلطاني ثم ذهب اليها...هيا يافتاة معي فقد أشتريتك من أجل السلطان
نظرت إلى الجميع بغيظ فقد جعلوها في لعبتهم جارية تباع وتشترى وأيضا نظرات أكنان لها أصبحت مختلفة وعندما ظلت واقفة في مكانها همس أياد برجاء: أرجوكي ماما لا تفسدي اللعبة
أومأت رأسها باستسلام: حاضر
صفق أياد : الجارية التى طلبتها
هتف أكنان بصوت عال: ياوزير ..ياقائد الجيش أخبرو الشعب وأدعو ملوك وأمراء البلاد لحضور حفل زفافي...علقو الزينات وأقيمو الأفراح
مرت ثواني من الصمت قاطعها تصفيق أياد ووليد أياد : أنتهينا وتم تعليق الزينة وأقمنا الأفراح
وليد: دعوت كل الملوك والأمراء الى حفل الزفاف
أخذ أياد يقلد صوت النفير ووليد أخذ يدق فوق الطاولة معلن : والأن يبدأ حفل الزفاف برقصة العروسين
حاولت الاعتراض الإبتعاد عنه لكنها بمجرد النظر له تاهت في نظرات عينيه...وبدون النطق بأي كلمة مد يده الى يديها في بطء وأمسك بها ثم رفعها ولثمها بخفة...أحمرت وجنتها ونظرت للأرض بخجل...حوطها بذراعيه وضغط بجسده على جسدها وبيده اليسرى أمسك يديها وأبتدت أولى حركاتهم الراقصة....حاولت الهروب لكنها لم تستطع استسلمت لنظراته توقفت عن الهروب وحدثت نفسها أتركي روحك بين يديه واستمتعي فالعمر مجرد أيام...
كانت ناعمة رقيقة وكأنما أمسك ملاك بين يديه رقصا ورقصا أنفصلا عن العالم..
شعر إنه سيد هذا الكون، أصبح كاملا معاها لا حياة له بدونها...نظر إلى وجهها وإلى شجرة الورد بجوارها هناك في وجهها وحمرته الخجولة ورد من نوع خاص...ظل ناظرا إلى عينيها لا يجد مايقوله أكتفى بالنظر إليها...الحديث أصبح لا فائدة منه
تم مقاطعتهم من قبل الصغيرين...هتف وليد وإياد في وقت واحد: الووووووو
مازال تائها بها لم يسمع صراخهم بأن يتركها
أصبحت وطنا له
اخترق الصغيرين رقصتهم فهما تم تجاهلهم ووقفا في المنتصف بينهم... تحدث وليد بضيق: احنا فين في اللعبة
سرعان مافاقت لنفسها وانكسرت الهالة السحرية التي جمعتهم...نظرت إلى إبنها قائلة : نعم ياوليد
زم شفتيه بغضب: عمال انادي انا وإياد وأنتو مش سمعينا أنا زعلان
رفعته ثم احتضنته بحب وقبلته على وجنتيه وتحدثت بلهجة رقيقة:متزعلش مني
مسح قبلتها من على وجنتيه وارتسم الغضب على وجهه ثم قال :نزليني دلوقتي العيال هما اللي بيتشالو ويتحضنو وبس وأنا بقيت راجل
نظرت له بذهول وفي اللحظة التالية ضحكت من قلبها واحتضنته وهي تقول :طبعا راجل وأحلى راجل صغير شوفته في حياتي وأخذت تقبله وهي تضحك حبيبي كبر
هتف وليد :بلاش بوس كفاية ونزليني بقا
وقف أكنان في مكانه صامت يستمتع بكل مافيها ضحكتها وصوتها...مجرد ضحكتها ترفعه إلى السماء السابعة وتطوف به الكون
قاطع هيامه وتحديقه فيها صوت صياح وليد المستنجد: الحقني يابابا خليها تبطل بوس وتنزلني
رد بابتسامة ماكرة: يارتني كنت مكانك
أجابه بلهجة برئية:وأنا موافق نزلني وتعالى خد مكاني
لم يترك إياد الوضع هكذا دون وضع لمسته الماكرة فقال: عجبي على الرجالة اللي عايزه تصغر
بمجرد أن وضع وليد قدمه على الأرض صاح: أناااا جعان
اتسعت عينيها من ردودهم الغير متوقعة وغرابة الحوار ثم انفجرت ضاحكة حتى شاركها الضحك خفتت الضحكات ثم ساد الهدوء بينهم... اكتفت بالنظر إليه وفي داخلها مشاعر تتضارب كأمواج البحر الصارخة
... بسط لها ذراعيه في صمت يريدها أن تأخذ الخطوة الأولى وتحت نظراته الحانية مدت يديها بتردد فأمسكها بسرعة وضغط على اصابعها برقة وقال بنبرة مليئة بالعواطف: يلا بينا ندخل جوا
_____
بعد مرور عدة أشهر
عبق الجو بشذى الورود وأصوات العصافير المغردة وفي ضوء النهار بدت الزهور البيضاء أشد بياضا والحمراء أكثر احمرار
لاحظت بيسان طائر كناري جاثما فوق أحد الأزهار
همست بانبهار : بقالي زمان مشوفتش كناري ...المكان هنا روعة يازهرة عندك موهوبة تجنن في التصميم
ردت والابتسامة تزين شفتيها: مبسوطة إنها عجبتك
اردفت بيسان بحماس: أيه رأيك تصممي الجنينة عندي
أومأت زهرة رأسها بالموافقه:طبعا موافقة ثم تطلعت إلى ضحى لاحظت شرودها...ضربتها على كتفها برقة ممازحة...الجميل بيفكر في إيه
زمت شفتيها وهي ترد : بفكر في حاجات كتير
سألت بيسان بفضول : وإيه هي الحاجات الكتير
تشكلت أبتسامة متحمسة على شفتيها قائلة: بفكر أفتح مركز للأطفال هيبقا شامل من كله تعليم يحفظو القراءن ويتعلمو الفنون ويمارسو رياضة عشان يطلع منه شباب مسئولة وبعد كده نفسي أعمل مركز ثقافي ومركز طبي عشان الجيل إللي يطلع من مركز الأطفال هما إللي يشتغلو فيه وهفتح مشغل للملابس وهخلي ناريمان تمسكه
صفرت زهرة بأعجاب: وأنا معاكي طبعا
سألتها بيسان : ناريمان دي البنت إللي حيكتلي عنها صح إللي كنت هتموت لما حاولت تهربك
أومأت رأسها بالموافقة: هي
ردت عليها بابستامة خفيفة: بنت جدعة وتستاهل كل خير...بس ليه دلوقتي؟ ليه فكرتي في الخدمات دي دلوقتي؟
تحدثت ضحى بشرود: بصراحة مكنش على بالي أعمل أي مشروع خيري..بس لما قابلت ناريمان وشوفت أد أيه هي سعيدة في حياتها مع جوزها وولادها...بسبب حاجة بسيطة بابا عاملها كانت السبب في سعادة بنأدم عمل خير مكلفهوش حاجة يدوب وفر ليها شغل ومكان تعيش فيه...بقيت بفكر أعمل أي خير بقيت بفكر أسعد الناس..لما رجعت من أمريكا كانت نفسيتي مدمرة بسبب فاضل وحربه مع أبنه عشان يطلقني بسبب أني مش بخلف...مكنتش متخيلة لما أتقابلت معاكي أول مرة يابيسان أننا هنكون أكتر من الأخوات خلال فترة قصيرة ولقيت نفسي بحكي ليكي تاريخ حياتي وجودكم معايا ساعدني أوي أنتي وزهرة أعدي مرحلة صعبة في حياتي ...بقيت متصالحة مع نفسي وبقى عندي إيمان أن مفيش حاجة مستحيلة وفي أمل
لمعت عيناها تأثرا وهي تقول : وأنا كمان لما رجعت من برا كنت مهزوزة ونفسيتي مدمرة وكنت هدمر جوازي وجودكم في حياتي وفضفضتنا لمشاكل مع بعض فرق كتير معايا وخلاني متصالحة مع نفسي وبقيت أتصل بصفية كل فترة ودلوقتي العلاقات حلوة بس من بعيد لبعيد...لسه جزء جوايا صغير مش قادر ينسى أنها السبب في عذابي وأني فضلت أكتر من سنة أتعذب بسبب عجزي عن الحمل مرة تانية
تدخلت زهرة في الحوار : سيبكم من إللي فات وخلونا في النهادرة وحلاوة اليوم والجو النهاردة
بيسان وضحى في وقت واحد: عندك حق خلينا في النهاردة
أمالت زهرة رأسها إلى الخلف قليلا وأخذت تنظر إلى حديقتها الرائعة المزينة بأزاهارها الخاصة وأطفالها وهم يقومون بسقيها بالماء وقطهها يحومون حولهم
أنحنو إلى الوراء في كراسيهن وكل واحدة ممسكة بكوب من العصير يشاهدون أزواجهم وهم يلعبون كرة السلة
نظرة لهم ضحى بنصف ابتسامة : بصو هقولكم سر بس ميطلعش عن القعدة دي عايزه أخليها مفاجأة لكيمو حبيبي ...بدأت تفرك أصابع يديها وطال الصمت دون أن تنبث بكلمة
توسلت زهرة: شوقتيني وسكتي قولي بسرعة سر أيه
لوحت بيسان بكوبها ثم قالت : قولي ياضحى
ضغطت بأسنانها على شفتيها ثم تنفست بعمق قائلة: هقولكم ...فاكرين لما قولتلكم أنا علطول عندي مغص وقولتو ليا أروح أكشف
بيسان وزهرة في وقت واحد : ايوه
_ أنا روحت كشفت أمبارح والتحاليل نتيجتها طلعت وأول ما الدكتورة بتاعتي وصلها النتايج أتصلت بيا قبل ماأجي هنا علطول
زهرة بلهجة متوترة : تعبتي أعصابي ياضحى قولي التحاليل بتقول أيه
فركت يديها بسرعة وازدرت ريقها بصعوبة وقالت : أنا حامل المستحيل أتحقق..ربنا أستجاب لدعواتي وبقيت حامل بعد مالطب قال مفيش أمل
اعتدلت زهرة بحدة في جلستها فكادت تقع : حامل ياضحى
أومأت رأسها والدموع تلمع في عيناها: أيوه حامل في شهر
همست بيسان : وأنا كمان حامل في شهر وكنت عايزه اعملها مفاجأة ليكم مبروك ياضحى
ضحكت زهرة وقالت: وأنا كمان حامل
حدقو في بعضهم بعيون متسعة وأفواه فاغرة من الصدمة: كلنا مع بعض وكمان في نفس الشهر
أحتضنو بعض وتعالت ضحكاتهم وأنهمرت دموع سعادتهم
وعلى الجهة الأخرى توقفو عن اللعب ينظرون إلى زوجاتهم
سأل كريم بفضول : ياترى بيضحكو على أيه
رد زاهر بحيرة: شكلهم مريب وهما بيضحكو ..ده ضحك ولا عياط
أستغل أكنان شرودهم وقام بتسجيل هدف في السلة وهتف بانتصار : كسبت
تحدث كريم بضيق: أنتهازي هو أنت مش قلقان على ضحكهم وجرعة الحب اللي نزلت عليهم
نظر أكنان إلى زوجته تأملها للحظات وهو يرى سعادتها وارتسمت تعابير مبتسمة على وجهه ثم التفت لهم قائلا: كفاية عليا أشوف ابتسامتها وأكيد هعرف سبب ضحكهم بس بعدين لما يتقفل علينا باب واحد
ثم ملئت قهقهات الرجال المكان..
تمت..
نتمنى لكم قراءة ممتعة وإذا رغبتم في أي رواية أخرى ماعليكم سوى ذكرها في التعليقات..
تعليقات
إرسال تعليق